الثلاثاء, مارس 19, 2024
No menu items!

"My sheep hear my voice,
and I know them, and they follow me."
John 10:27

Homeحياة القديسينسيرة حياة الطوباويّ أبونا يعقوب الحدَّاد الكبوشي

سيرة حياة الطوباويّ أبونا يعقوب الحدَّاد الكبوشي

سيرة حياة الطوباويّ أبونا يعقوب الحدَّاد الكبوشي

وُلد خليل في أوّل شباط سنة ١٨٧٥ في بلدة غزير من والدين صالحين يتحلّيان بروح التقوى والفضائل المسيحيّة. يقول علّمتني أمّي: “يا ابني في ساعات الشدّة، صلِّ بمسبحة أمّكَ “؛

نشأ في بلدته غزير، يتعلّم في مدرسة الرعيّة – مار فرنسيس، ثمّ انتقل إلى مدرسة القدّيس لويس المعروفة بمدرسة المزار، ليلتحق، فيما بعد، بمدرسة الحكمة في بيروت، متخرّجا منها سنة ١٨٩١.سافر إلى الإسكندريّة سنة ١٨٩٢مزاولاً التعليم، كي يُعين والديه على تربية إخوته، وهناك سمع صوت الدعوة ليهجر العالم ويحمل الصليب ويتبع المسيح. قال: “سأصير كاهنًا”. عاد إلى غزير، ودخل دير مار أنطونيوس خشباو للآباء الكبّوشيّين في ٢٥ آب سنة ١٨٩٣

وفي السادس والعشرين من شهر آذار سنة ١٨٩٤ألبسه رئيس الدير ثوب الابتداء متّخذًا له اسم الأخ يعقوب. وفي الرّابع والعشرين من شهر نيسان سنة ١٨٩٥أبرز النّذر البسيط؛ وبعد ثلاث سنوات، أبرز النّذر المؤبّد في اليوم الرابع والعشرين من نيسان سنة ١٨٩٨

إنتقل الأخ يعقوب إلى دير القريّة إتماما لدروسه الكهنوتيّة، إقتبل درجات الكهنوت شمّاسا رسائليا ١٨٩٩وشمّاسا إنجيليا ١٩٠٠وفي أوّل تشرين الثاني سنة ١٩٠١، رقّاه المونسنيور دوفال الدومينيكانيّ الفرنسيّ، القاصد الرّسوليّ في لبنان وسوريا، إلى درجة الكهنوت. وأقام قدّاسه الأوّل في كنيسة مار لويس في بيروت (باب ادريس

أقام “أبونا يعقوب” في دير بيروت، وراح يعمل بجدّ ونشاط وغيرة رسوليّة وثّابة، وجّهه رئيسه إلى أعمال الرّسالة، فشرع يُنشئ المدارس الابتدائيّة للصبيان والبنات في قرى لبنان وكانت غيرته الأبويّة الرّسوليّة تدفعه إلى العناية بإعداد الأحداث للمناولة الأولى، فيشرف بنفسه على تعليمهم لقبول القربان الأقدس. ومع المشاريع المدرسيّة أنشأ “أبونا يعقوب” “الرّهبانيّة الثّالثة” للرجال والنّساء، تيمّنًا بأبيه القدّيس فرنسيس الأسّيزي، ونشر مبادئها ونظامها في المدن والقرى سنة ١٩٠٦

لم يقتصر الهمّ الرّسولي عند “أبونا يعقوب” الكبّوشيّ على بلاده وحسب، بل تعدّاه إلى فلسطين والشام وبغداد، وكانت جوارحه تحنّ إلى التبرّك بزيارة الأماكن المقدّسة في فرنسا وإيطاليا، فسهّل له رؤساؤه أمنيته وسافر إلى فرنسا، ثمّ الى روما حيث حظي بمقابلة قداسة الحبر الأعظم البابا بيوس العاشر سنة ١٩١٠

سنة ١٩١٤ اشتعلت الحرب العالميّة الأولى، فاضطرّ رفاقه الكهنة الفرنسيّون إلى مغادرة لبنان، ففوّض إليه رئيسه الأب جيروم كلّ أمور الرّسالة، ومن ضمنها رعاية أديرة الرَاهبات الأوروبيّات، على الصعيدَين الرّوحيّ والمادّيّ. في غمرة أعماله المتواصلة وأتعابه الدّائمة، راود “أبونا يعقوب” حلم رفع صليب جبّار على إحدى التلال، للصلاة على نيّة كلّ الذين ماتوا أثناء الحرب وللصلاة على نيّة المغتربين

فوضع حجر الاساس على رابية في جلّ الديب، كانت تُدعى “تلّة الجنّ”، بتاريخ ١٩ كانون الثاني سنة ١٩٢١، وارتفع البناء، وانتهت الكنيسة أوّلاً، فكُرّست على اسم سيّدة البحر، وتمّ تدشينها في ٣ أيّار سنة ١٩٢٣بوجود عدد كبير من الثالثيّين. وقد وُضعَ تمثال للسيّدة العذراء حاملة الطّفل يسوع، وعلى قدميها مركب مسافرين. وأخيرًا رُفع من الجهة الغربيّة للكنيسة صليب كبير، فتحقّق الحلم، حلم “أبونا يعقوب

كان مؤمنًا بأنّ الكاهن هو سفير الله على الأرض ووزيره. لذلك، وبعد التّدشين، استقبل في ٤ تشرين الأوّل سنة ١٩٢٦، أوّل كاهن وجده مهملاً ومتروكًا في أحد المستشفيات، لينهيَ حياته بكرامة في الصلاة والقداسة، وتبعه فيما بعد كهنة آخرون. ومرضى ومُقعَدون من أديان ومذاهب مختلفة. ولمّا ضاق بهم المكان، فتح لهم مراكز أخرى خاصّة بهم. يومها شعر أبونا يعقوب، في الصّميم، بالحاجة الماسّة إلى تأسيس جمعيّة رهبانيّة تُعنى خاصّةً بأولئك الكهنة والمرضى، فبدأ مشروعه الكبير، متّكلاً على العناية الإلهيّة، مع مجموعة صغيرة من الفتيات الثالثيّات، عهد بتنشئتهنّ إلى الراهبات الفرنسيسكانيّات اللونس لو سونيه، ليصبحن فيما بعد جمعيّة راهبات الصليب الفرنسيسكانيّات اللبنانيّات

سنة ١٩٥١،بلغ “أبونا يعقوب” السنة الخمسين من ارتقائه إلى درجة الكهنوت المقدّس ١٩٠١ وتحوّل في هذه السنة عينها دير الصليب من مأوى إلى مستشفى للأمراض العقليّة والنّفسيّة، إثر اعتراف الحكومة اللبنانيّة به رسميًّا، فكان الاحتفال اليوبيليّ مزدوجًا، مُنح خلاله وسام الأرز اللبنانيّ

إبعد هذا العمر الحافل بالجهاد المستمرّ، انتهى “أبونا يعقوب” إلى انحطاط جسديّ، غالَبَ فيه المرض وقلّة النظر. ولمّا اشتدّ عليه المرض قال للرّئيسة العامّة: “إنّي سأنتقل إلى السّماء، ولا أزال أعاونكِ…فلا تخافي…أوصيكِ بالرَاهبات”. ثمّ بارك بناته الرَاهبات وأوصاهنّ بالمحبّة والطّاعة

وفي صبيحة نهار السبت ٢٦ حزيران ١٩٥٤ قال: “هذا آخر نهار”. وبعد نزاع، ووسط دموع بناته الرَاهبات والصّلوات والمدائح ليسوع ومريم ويوسف، أسلم روحه معانقًا صليب الرّبّ، حبيب القلب. وكان ذلك في تمام السّاعة الثّالثة بعد الظهر

وقد احتفل بتطويب ابونا يعقوب في ساحة الشهداء في بيروت بتاريخ ٢٢ حزيران ٢٠٠٨

]]>

RELATED ARTICLES

Most Popular