السبت, أبريل 27, 2024
No menu items!

"My sheep hear my voice,
and I know them, and they follow me."
John 10:27

Homeأخبار وأحداثمن قلب ركام زلزال حلب أعطى الله شهادة ….الاب عماد ضاهر وداعا...

من قلب ركام زلزال حلب أعطى الله شهادة ….الاب عماد ضاهر وداعا لا بل الى اللقاء

كلمة “صوت الرب” في وداع الاب عماد ضاهر

حمل فرح الإنجيل في حياته وضحّى بكلّ شيء من أجل خدمة سيّده، هو العبد الذي اعطانا الرب به، ومن قلب الركام، مثالاً يحتذى به، هو الكاهن الجاهز دوما لملاقاة الخالق دون خوف او هلع عماد ضاهر، وهذا ما قاله في زيارة قام بها مؤخرا إلى كندا، “أنا جاهز”، أسرّها لرفيقة الطفولة والصلاة الأخت جاكي، التي طلبت منه كما الشبيبة، التريّث قبل العودة إلى سوريا والبقاء بضعة أسابيع معهم حيث يحلو معه اللقاء، لكنه أبى البقاء مستعجلا العودة الى حلب وكأني به بانتظار مصير جديد محتوم لا هروب منه ولا مهابة هو الذي، في تلك المحطة المختارة سبق له وان ذاق طعم الالم والمرارة، وفيها سبق وان أكرمه الرب بحياة جديدة بعد اصابته بشظايا قذائف داعش وخسارته لإحدى عينيه وتشوّه وجهه نتيجة الاصابة القاتلة متحملا آلامه وعذاباته بفرح وصبر وصلاة على امل ان تهتدي الشعوب المتقاتلة وتعود الى تعاليم الله، ليعود وتتلقفه يد الطبيعة بزلزال لم يستطع الصمود بوجه غطرسته، فترك كل شيء ورحل تاركا غصة في القلب واسما تعتمد عليه الاجيال الصاعدة.

اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ” (إنجيل مرقس ١٣: ٣٣)

ابصر الاب عماد ضاهر النور في ١٧ تشرين الأول سنة ١٩٦٤، وهو ينتمي الى بلدة البرامية قضاء صيدا، والده الياس ضاهر ووالدته ماري الحوراني، لديه ثلاثة اشقاء أسعد وبيار والراحل شربل وشقيقة واحدة ميليا، رُسِمَ كاهنًا في ٦ يناير/كانون الثاني 2002 في كاتدرائية السيدة العذراء للروم الملكيين الكاثوليك في حلب -علما انه ماروني الجذور- ، وعُيّن مرشد مدرسة الأمل الخاصة بأبرشية حلب للروم الملكيين الكاثوليك.

عاش في جهوزية دائمة للقاء الرب، كرّس حياته لوالدة الله وكان لسانه ينطق باسمها على الدوام، حمل الصوم مشعلاً دون انقطاع فكان يأكل وجبة واحدة خلال النهار، وعرف عنه تناوله بقايا الخبز اليابس والمعفّن بحجّة أنّ العفن مفيد للصحة. حمل ورديّته سلاحاً في وجه الصعاب، وكان مواظباً على تلاوتها.

لم يترك رسالته في حلب حتى وسط القصف والحصار، وكان يردّد دائماً أنّه سيبقى مع شعبه حتى الشهادة، يحيا ويموت معه، وهو الذي وضع خدماته الاجتماعية في خدمة المحتاجين وكان يتنقّل بين بيوت الرعيّة مطمئناً على الجميع. خلال حرب لبنان عُرِف بحماسه ومحبته إذ كان تحت قصف المدافع وازيز الرصاص يزور أصحابه وأهلها للاطمئنان عنهم، فلم يرعبه الرصاص ولم يثنه الموت المتربص بالشوارع عن اتمام مهماته الانسانية فكان جنديّ المسيح المثابر على اختبار التجارب دون تذمّر، وكانت كلمته “نعم نعم، أو لا لا”، نابذاً خطيئة التذمّر وكان المثال الصالح لكل من عرفه.

في العاشر من تشرين الأول من العام ٢٠١٢، أصيب الأب عماد ضاهر بشظايا قذيفة القيت على مطرانيّة حلب فقد على أثرها إحدى عينيه وأصيب في ذراعه، فنقل إلى لبنان للمعالجة لكنه رفض البقاء فيه طويلا طالباً نقله من جديد إلى حلب ليبقى الى جانب رعيته، وكان يردّد جملته الشهيرة “أنا شو شغلتي غير إحمل همومكن ومشاكلكن وساعدكن على قدر ما الله بيسمحلي… لما تكونوا بخير، أنا بكون بخير”.

الأب عماد ضاهر شهيد الخدمة

في ٦ شباط ٢٠٢٣ ضرب زلزال مدمّر شمال سوريا وجنوب تركيا سقط على أثره عشرات الآلاف من القتلى منهم الأب عماد ضاهر الذي قضى إثر هبوط المبنى الذي كان يقطنه في العزيزيّة لتنتهي بذلك مسيرته المقدسة على هذه الأرض الفانية تاركاً خلفه عائلته، تلاميذه وأصدقاؤه ليكون بين أحضان أمه الفائقة القداسة مريم العذراء التي وحتى لحظاته الأخيرة كان ينادي لها وبقي مثابراً على الصلاة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بحسب أقوال شهود عيان.

نزل خبر وفاته كالصاعقة على محبيه، فهو كان السند لكلّ واحد منهم، وأقيمت له القداديس لراحة نفسه هو الذي سار على طريق القداسة مسخّراً حياته الأرضيّة لخدمة يسوع الذي هو اليوم معه في الفردوس.

في حلب، ودّع الأب عماد ضاهر كنيسته كذلك كل من عرفه وأحبه في جنازة مهيبة ترأسها مطران الروم الملكيين الكاثوليك في حلب جورج مصري، بمشاركة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، وبطريرك الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة مار إغناطيوس أفرام الثاني، ومطارنة كاثوليك وأرثوذكس، مع لفيفٍ من الآباء والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس المسيحيّة، ومن ثم اعيد الجثمان الى منطقة الدورة في لبنان حيث سكن عائلته ليوارى الثرى فيما بعد في مسقط رأسه في البرامية

البطريرك العبسي في وداع الأب ضاهر: “جاهد الأب عماد الجهاد الحسن حتى الدم”

وفي رثاء الاب ضاهر كانت للبطريرك العبسي كلمة تأبينيّة شبّه فيها الراحل بحبّة الحنطة التي يجب أن تُوارى الثرى لتعطي آلاف الثمار الجيّدة، ومما قاله: “جاهد الأب عماد الجهاد الحسن حتى الدم، وقد تم فيه قول السيّد المسيح عن حبّة الحنطة التي تنبت تحت الأرض لتعود إلى الحياة. لاقى الأب عماد حتفه تحت الأرض، دفن تحت الأرض، لكنه كتلك القمحة زرعناها كلنا لكي تحيي في يوم من الأيام، وقد بلغت اليوم إلى الحياة الأبدية، إلى الملكوت، لتستعيد الصورة الإلهية التي خلقت عليها. كانت حياته جهاداً كهنوتياً نقياً طاهراً وقد بلغ هذا الجهاد به إلى الموت. لقد لاقى الأب ضاهر حتفه ليُدفن اليوم في أحضان الآب، لكنه كحبّة القمح التي زُرعت وستستعيد حياتها من خلال محبّة جميع الأبناء والأصدقاء الذين ترك لهم الأب ضاهر وديعة تعاليمه من بعده”.

مدير ثانوية الأمل الأستاذ جورج محامص

وألقى مدير ثانوية الأمل الأستاذ جورج محامص كلمة قال فيها: “كان الأب عماد كاهن بيتنا، مرشد أولادنا، كان طفلاً في براءته وطيبته جاداً في نشاطه شيخاً في وقاره ومخلصاً لإيمانه، لم يتأخّر يوماً عن أي عمل أو خدمة تطلب منه، كان متواضعاَ خدوماً سخياً لقد عاد من رحلته في كندا منذ حوالي الشهر الرحلة التي كان يحلم بها منذ عامين، ولكن الآن رحل إلى مكان أبعد”.

راعي الأبرشية المطران جورج مصري

أمّا راعي الأبرشية المطران جورج مصري فرثى الأب ضاهر الذي “حمل القربان والعزاء للمرضى، يخدم الأسرار ويعزي الحزانى يرافق الشباب وقد خدم جمعيات وكشافات وأخويات عدة، كما انه عمل في الحقل التربوي لفترة طويلة في مدرسة الأمل، بالإضافة الى مهمات في الكاتدرائية… لم يكن يتوانى عن تلبية أي خدمة تطلب منه”. وتابع المطران مخبراً أنّه “في اثناء حربنا البغيضة أصابت إحدى القذائف دار المطرانية، وكان من نتائجها إصابة الأب ضاهر إصابات بليغة أدت الى فقدانه لاحدى عينيه عندما هرع للاطمئنان على من كانوا يمقيمون في المطرانية، لكن ذلك لم يمنعه من متابعة نشاطه بعد فترة النقاهة بحماس أكبر مما كان عليه. كل من عرفه عرف فيه إنساناً يجمع المتناقضات المحببة في آن معاً، مظهر قاسٍ ودماسة أخلاق، حاجب معقود وابتسامة رقيقة، رأي متصلّب وقلب حنون، صوت عالٍ وكلام لطيف، مواقف حادة وخدمة متواضعة، لا تغرب شمس على غضبه سريع الاعتذار وأسرع بالمسامحة. وشدّد على العلاقة القويّة التي تربط الأب ضاهر بالعذراء مريم، فقال: «لن أنسى كلمته التي اعتاد أن يردّدها كلما اشتدّت عليه المصاعب، مناديًا إيّاها: يا أمّي العدرا”.

الصورة الأخيرة له

في هذه الصورة التي التقطتها الأخت جاكي له خلال زيارته الأخيرة لكندا، لم تكن رفيقة الطفولة تعلم أنّ الصورة تحاكي صعوده سلّم السماء، صورة تحاكي جهوزيّته للعودة إلى حضن سيّده كأنّه كان يعلم أنّ ساعته قد حانت. كتبت الأخت جاكي على صفحتها على فايسبوك وعلى صفحة موقع “صوت الربّ”:

أبونا عماد جيت ودعتنا وفليت.

هيدي آخر صورة اخدتلك ياها انت وفالل وكأنك طالع عالسما.

قلنالك خليك كم اسبوع بعد، بحلب المدرسة مسكّرة ومافي مازوت تدفو وهيك منكسبك أكتر، قلتلي بالحرب وما تركت حلب ولا بترك شعبنا، إذا سقّعو بسقّع معن، وإذا في خطر أنا معن عالحلوة والمرة.

أختى امي العدرا ما بتتركني، مثل ما الله بريد.

بالحرب بسوريا انصبت وبقيت شهور بالمستشفى، فقدت عينك وعمليات بايدك ووجك، ولا مرة تذمّرت، تحمّلت وجعك مع آلام يسوع وكمّلت مسيرتك حتى الموت مع شعبنا الموجوع. شاركت أهل حلب فاجعة الزلزال ولتاني مرة بتكون تحت الأنقاض ولكن هالمرة فعلاً رحت عند اللي قلبك معو …يسوع.

أبونا عماد رفيق الطفولة، رفيقي بصلاة الوردية. بالحرب بلبنان كنت الوحيد تروح من عين الرمانة للأشرفية للدورة تحت القصف تتطمن عالكل.

بعد غياب ٢٥ سنة رجعنا التقينا بكندا وشاركت بمهرجان صوت الرب وكنت محمس وفرحان انو هيدا مهرجان للرب وعملت برنامج عن العقائد بالكنيسة الكاثوليكية، همّك الناس ترجع لتعليم كنيستنا، وبنبرة صوتك الحازمة تقول: ما تلحقو حيلا حدن كنيستنا هي أمنا وهي معلمتنا من ٢٠٠٠ سنة.

بكنيسة المخلص حبوك كبار وزغار، الشبيبة بكل طلعة او اجتماع بدن أبونا عماد يرافقن. عيّدت الميلاد وراس السنة معنا وكلك حياة وأمل، جيت حتى تعمّد بنت خيي طوني اللي رافقتو من هو وزغير وتشوف تلاميذك اللي كانوا بمدرسة الأمل واجو على كندا وتذّكرن انو حضن كنيستنا أحنّ وأدفى حضن حتى يكونوا بأمان.

يا خيي بعرف إنك بالسما بس فراقك صعب.

الله يصبر أمك وعيلتك

ساعدنا نلتقي فيك مثل معلمنا ومخلصنا يسوع اللي علمنا إنو نحنا أبناء القيامة أبناء الملكوت، المسيح قام حقا قام، صليلنا أبونا وخينا وسند كل من التجى إلك. إلى اللقاء

لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا. (فيليبي ١: ٢٣)

 من أقوال الأب عماد ضاهر

صلوا وما تخافوا.

  • البيت من دون صلاة ما بيعمر.
  • دايماً رددوا السلام عليك يا أمي مريم.
  • ما في شي مستحيل إذا عنا الإرادة.
  • العيلة مقدسة والويل لمن بساهم بتفكيكها، دينونته كثير كبيرة.
  • المرأة أساس العيلة، هي يلي بتعمّر وهي يلي بتدمّر.
  • الإم قدّيسة لما بتربي صح.
  • من أسباب نجاح الزواج: التفاهم، التضحية، الإحترام المتبادل وتقبّل الآخر
  • المرأة والرجل بكملوا بعضهن ما في حدا اعلى من الآخر
  • محور الرجل والامرأة هو الله لذلك الصلاة وقراءة الإنجيل مهمّين كثير في بناء العائلة
  • العائلة تمثل الثالوث الاقدس، الاب الام والأولاد

صلاة من الليتورجيا البيزنطية للروم الملكيين الكاثوليك:

نطلبُ أَيضاً لأجلِ أبينا ورئيسِ كهنتِنا المُوقَّر. وكلِّ إخوَتِنا بالمسيح

ولأجلِ كلِّ نفسٍ مسيحيّةٍ حزينة. محتاجةٍ إلى رحمة اللهِ ومعونتِه. ولأجلِ صيانةِ هذا البيتِ المُقدّسِ والسَّاكنينَ فيهِ

ولأجلِ سلامِ العالمِ أجمعَ واستقرارِهِ. وثباتِ كنائسِ اللهِ المُقدَّسة وخلاصِ وعوْنِ آبائِنا وإخوَتِنا الذينَ يتعبونَ ويخدُمونَ بغيرةٍ ومخافةِ الله

ولأجلِ الغائبينَ والمسافرين. وشفاءِ المبتَلَيْنَ بالأمراض

ولأجلِ مسامحةِ جميعِ آبائِنا وإخوَتِنا وغفرانِ خطاياهم

وتغبيطِ ذكرِ الذينَ انتقلوا بتقوى ورقدوا ههنا وفي كلِّ مكان

ولأجل إِعتاق الأسرى

ولأجل إخوَتِنا العاملينَ في الخِدَم. والذينَ يخدُمون. والذينَ خدَموا في هذه الكنيسة المقدسةِ

الشعب: يا ربُّ ارحَمْ (ثلاثاً).

الكاهن: نطلبُ أيضاً لأجلِ حكَّامِنا العائشينَ في حمَى الله. وعِزّهم ونَصرِهم. وتوطيدِهم وصحَّتِهم وخلاصِهم. ومُؤازرَتِهم في كلِّ عملٍ صالح

الشعب: يا ربُّ ارحَمْ (ثلاثاً).

الكاهن: نطلبُ أيضاً الرَّحمةَ والحياة. والسَّلامَ والعافية. وغفرانَ الخطايا والخلاص. لعبيدِ الله مُقدِّمِي هذه القرابين. والمُقيمينَ هذا العيدَ المُقدّس. وشفاءَ مرضاهم. وتوفيقَ الغائبينَ منهم. وراحةَ نفوسِ موتاهم

الشعب: يا ربُّ ارحَمْ (ثلاثاً).

الكاهن: نطلبُ أيضاً صِيانةَ هذه الكنيسةِ المُقدّسة. وكلِّ مدينةٍ وقرية. مِنَ المجاعةِ والوباءِ. والزلزلةِ والطُّوفانِ. والنَّارِ والسَّيف. وغاراتِ الأجانبِ والحرْبِ الأهلية وأن يكونَ لنا إلهُنا الصّالحُ والمحبُّ البشر غفوراً. عَطوفاً. سهلَ المصالحة. ويَردَّ عنّا كلَّ الغضبِ الثَّائرِ علينا. ويُنقِذَنا مِن وعيدِه العادلِ الدَّاهِم ويرحَمَنا

RELATED ARTICLES

Most Popular