السبت, أبريل 20, 2024
No menu items!

"My sheep hear my voice,
and I know them, and they follow me."
John 10:27

Homeوجدانيات / تأملهل نحن كمسيحيين نطلب الألمَ لأنفسنا؟

هل نحن كمسيحيين نطلب الألمَ لأنفسنا؟

<![CDATA[

هل نحن كمسيحيين نطلب الألمَ لأنفسنا؟

…يا أمَّ يسوع بنتَ الآب الأكرم
يا عروسَ الروح القدس الأعظم
أَشركينا بآلام فادينا..

فكان السؤال: هل نحن كمسيحيين نطلب الألمَ لأنفسنا؟ هل العذراء تريد لنا الألم أم الفرح؟ هل صحيح أن نطلب الألم لأنفسنا فنقول: “أشركينا بآلام فادينا” ؟؟

أعتقد بأن هذه الجملة الصغيرة تحمل معانٍ لاهوتية ” مريميّة” وإنسانية سامية وعميقة. عندما أقول للعذراء مريم: ” أشركينا بآلام فادينا”، يعني نحن نؤكّد على شراكة العذراء مريم بآلام إبنها يسوع. ليست شراكة ظاهرية من خلال التوجع والحسرة على ألمه ووجعه وحسب، ، إنّما شراكة روحيّة وإنسانية عميقة طالت كل كيانها الروحي والنفسي والإجتماعي والعاطفي والفكري…كانت كل “مريم” واقفة عند أقدام صليب لحظة ألم ونزاع وموت ابنها يسوع. شراكتها في تلك اللحظة المصيريّة، لم تكن”شراكة جسديّة” بالمعنى الحصريّ، بل حضورها بكامل حبها وملء إيمانها إلى جانب إبنها يسوع وهو معلق على الصليب. هذا الحضور المميّز لمريم، وهي “واقفة” كما يقول لنا الإنجيلي يوحنا في وصفه لها (يو: ١٩/ ٢٥)، تراه الكنيسة قمة في شراكة مريم مع إبنها يسوع

وهي “واقفة”، أي لم تنكسر أو تتخاذل أو تتردد أو تشك أو تخاف أو تتهاوى أو تتذمر، بل كانت واقفة. هذا الوقوف النوعيّ “لكل” مريم عند الصليب، هو بحد ذاته شراكة عميقة وصادقة بآلام ابنها يسوع. الأم، عندما تكون إلى جانب إبنها {أو ابنتها}، الذي يتألم على فراش المرض، لا تعبّر عن شراكتها له بوجعه، بالبكاء…. بل بحضورها ورباطة جأشها وقدرة الحب عندها على الصمود. فهي أيضا، مثل مريم”، تقف عند أقدام ابنها المتألم المريض، تتوجع معه وتسهرعليه. إنه قمة الشراكة بالحب والألم أن تكون هنا، حاضر، منتبه، مؤاسي، معزّي، مصغي، متفّه
مريم الواقفة عند الصليب، هي الأم والمؤمنة الكاملة بمشروع ابنها الخلاصي.

ترى فيها الكنيسة الصورة الحقة لها: الكنيسة هي على مثال مريم، مدعوة لأن تكون واقفة عند الصليب وبكل إيمان، تأخذ من يسوع النعم لتوزعها عطايا خلاصية لكل العالم
عندما نقول : أشركينا في آلام ابنك، هو أجمل ما نطلب من مريم، في أن نكون مثلها، “واقفين” في حياتنا رغم كل شيء… شراكة الألم مع يسوع، هو قمة شراكة الحب والحضور في عالم يتعطش لهذا الحب الشراكي وهذا الحضور النوعيّ
نعم يا مريم، أشركينا في آلام ابنك يسوع لنكون مثلك، وسائط، على قدر إمكانياتنا، في نقل حب يسوع وتخفيف آلام الآخرين … آمين
تأمل بسيط لعله يساعدنا على فهم عمق الشراكة مع آلام يسوع ونحن ننظر إلى أمنا مريم

الأب جوزف أبي عون

]]>

RELATED ARTICLES

Most Popular