<!–[CDATA[
أبقبلة تسلّمني…!!؟
ما أقسى خيانة الحبيب ،وما أشد جراحات الأحباء ،وما أكثر إيلاماً للنفس من تخلّي وغدر الأصدقاء ” فَيَقُولُ لَهُ: مَا هذِهِ الْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟
فَيَقُولُ: هِيَ الَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي.” زك6:13
هل إختبرتَ يوماً صديقاً وثقتَ به أكثر من الأخ ،وألصق لك من نفسك ،ثم خدعك وغدر بك ” لأَنَّهُ لَيْسَ عَدُوٌّ يُعَيِّرُنِي فَأَحْتَمِلَ. لَيْسَ مُبْغِضِي تَعَظَّمَ عَلَيَّ فَأَخْتَبِئَ مِنْهُ بَلْ أَنْتَ إِنْسَانٌ عَدِيلِي، إِلْفِي وَصَدِيقِي،”مز12:55
كان هذا الغدر ،وتلك الخيانة هي أشد آلام السيّد من جهة أحباءه ،ناهيك عن حمل خطايا الكون كلّه التي شوّهت جمال وجهه ،وأتلفت روعة وجلال جماله ” لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ.”أش2:53
ولم تُستخدم في هذه الخيانة المحزنة والمؤلمة للسيد،سكيناً أو حربةً أو سيفاً ،بل تم السطو علي مخازن الحب ،وسلب أعزّ وأغلي ما في كنوز المحبة وهي القبلة ،ليخدعَ بها السيد ،وهو لا يدرك من فرط كبرياءه ،أن السيد سيكتشف سريعاً أن هذه القبلة مسروقة من كنوز حبّه المقدس ،لذا فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟ لو 48:22
أتسرق قبلات المحبة المقدسة ،وتغطّيها بقبلة أبشالوم الكاذبة ،وتأتي لتخونني بها!!؟؟ ليتك لم تقبّلني ،وليتك جئتَ كاشفاً حقيقة خيانتك ،بدلاً من حضن الغدر ،ليتك طعنتني مثل الذين طعنوني ولا تستخدم دواء القبلة الذي يداوي المجروحين والمتألمين والحزاني ومنكسري القلوب ” فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ.”زك10:12
آه ه يارب علي ما أفعله أنا بكَ ،أستخدم ردائك ،وأتخفّي وراء ثوبك ،وأتستر وراء كلامك ،لأسرقَ مجدك ،واستخدم قبلات المحبة الزائفة كأبشالوم لأصنع لنفسي مجداً وكرامة بعيداً عنك ،حتي ولو كان الثمن قتل أبي داود!!؟؟ إنّني أستخدم نفس أدوات الخيانة التي إستخدمها يهوذا معك،وألعن وأحلف مثل أبي بطرس أنّني قط لم أعرفك ،وقط لم أكن معك ،حينما يهددني العالم مريداً أن يسلبني مجدي وكرامتي وسمعتي ،فأخونك وأبيعك ليس بثلاثين من الفضّة ،بل مجاناً وبلا ثمن !!؟؟
سيّدي إنزع عار خيانتي لك طول العمر، ومزّق أقنعة أبشالوم ويهوذا من علي وجهي ،وأنظر إليّ كلما أردتُ أن أخونك ،لأن نظرات حبك كفيلة أن تبدّد خوفي ،وتكشف خيانتي ،وتبكتني وتتوبني وترفعني فوق نفسي “فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ، كَيْفَ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ» فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا “لو61:22
الاب افرام ميشيل
]]>