انّ القديسة ماتيلدا كانت ملكة جرمانيا ولدت سنة ٨٩٥ م تزوجت بهنري ملك جرمانيا. كانت تزور المرضى وتهتم بهم، تخدم الفقراء وتتصدق عليهم وتعزّيهم وتقضي لياليها في الصلاة.
وكان قلبها مجرداً من محبة الأشياء الأرضية… مات الملك زوجها وخلف لها ثلاثة أولاد فصار الأول ملكاً و الآخر أميراً وانتُخب الثالث رئيس أساقفة في كُلونيا. فتخاصم الأمير مع أخيه الملك ونازعه في المُلك فوقع الخلف بينهما واجتمعا على أمهما الملكة ماتيلدا وأهاناها لأنها أفنت دولتهما بإعطاء الصدقات وأخذا كل ما كانت تملك من الحلي. وبعد زمان تصالحا وصالحا أمهما وردا لها كل ما أخذاهُ منها.
فأخذت توزعهُ على الفقراء وشيدت خمسة أديرة وكنائس عديدة وشرعت تقضي حياتها في ممارسة الأفعال التقوية وأعمال الرحمة.
وكانت ترشد الفقراء والجهال وخدامها وتعلمهم أن يصلوا حسناً. كانت تكثر من زيارة دير للراهبات ففي إحدي زيارتها وقعت مريضة في ذلك الدير ودنا موتها فاعترفت لمطران مدينة باينس ابن أحد بنيها. وبعد أيام اعترفت اعترافاً علناً بجميع خطاياها بحضور الكهنة وراهبات الدير وذلك تواضعاً منها. ثم أخذت أسرار البيعة المقدّسة واضجعت على مسحٍ ونثرت الرماد على رأسها وسلمت روحها إلى الله بسلام وكان ذلك في اليوم الرابع عشر من شهر آذار سنة ٩٦٨ م
. إعداد ريتا من فريق صوت الرب