السبت, يوليو 12, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Homeحياة القديسينتذكار النبي إرميا

تذكار النبي إرميا

تذكار النبي إرميا

هو ثاني الأنبياء الأربعة الكبار. وُلد في اليهودية. كان أبوه حلقيا كاهناً. قدّسه الله وهو في جوف أمه، كما قال القديس أغوسطينوس، مستنداً إلى ما جاء في الفصل الأول من نبوءته:
“فكانت كلمة الرب إليّ قائلاً: قبل أن أصوّرك في البطن، عرفتك، وقبل أن تخرج من الرحم قدّستك، وجعلتك نبياً للأمم” (إرميا 1: 4 و5).

دعاه الله وهو فتى لا يتجاوز خمس عشرة سنة، فخاف من عبء هذه الدعوة الشاقة، فقال:
“آه، أيها السيد الرب، ها أنا ذا لا أعرف أن أتكلم، لأني صبي.”
فقال له الرب:
“لا تقل إني صبي، فإنك لكل ما أرسلك تنطلق، وكل ما آمرك به تقوله. لا تخف من وجوههم، إني معك لأنقذك، يقول الرب” (إرميا 1: 6).

تنبّأ بعد السبي، وقبل السبي الأول والثاني. وقد تمّت نبوءته في خراب أورشليم، فقام يندبها ويبكي عليها بمراثيه الشهيرة برقة العاطفة وعمق الشعور. وكان يشاهد الحوادث المريعة التي نزلت بمملكة يهوذا، وما كان يرتكبه الشعب من الشرور والمعاصي، فقام إرميا يقرّعهم وينذرهم بالويلات:
“انذهلي أيتها السماوات من هذا، واقشعرّي وانتفضي جداً، يقول الرب. فإن شعبي صنع شرّين: تركوني أنا، ينبوع المياه الحية، واحتفروا لهم آباراً مشققة لا تمسك الماء.”

فقام عليه الأنبياء الكذبة، يقبّحون كلامه، ويخادعون الملوك والزعماء، ويوغرون صدورهم عليه. أمّا هو، فلم يكن ليهاب الملوك، ولا يخشى كبيراً أو صغيراً في الدفاع عن الحق، وعن الإنذار بكلمة الله. ولم يكترث لأولئك الأنبياء الكذبة، بل أخذ يقرّعهم بقوله:
“ويل للرعاة الذين يبددون ويشتّتون غنم رعيّتي، يقول الرب، ها أنا ذا أفتقد عليكم شرّ أعمالكم، يقول الرب.”

فهاج عليه الشعب، وعدّوه خائناً، فراموا قتله. فاختبأ هو وتلميذه باروك، الذي كان كلّفه قراءة درج النبوءات عليهم.
وعاد ملك بابل وحاصر أورشليم في عهد صدقيّا الملك، الذي عصاه، فضيّق عليها الحصار حتى مات كثيرون من الجوع، وأكل بعضهم بعضاً. وأُخذ صدقيا أسيراً، وسُبي الشعب إلى بابل. وأحرق الكلدانيّون بيت الملك وبيوت الشعب بالنار، وهدموا أسوار أورشليم.
وبقي إرميا في وطنه، حيث كتب مراثيه الرائعة، ووجّه برسائله إلى من هم في الجلاء، يتنبّأ لهم بأنهم سيرجعون إلى أورشليم بعد سبعين سنة، كما تنبّأ على ملك المسيح ابن داود.

وأراد الذين تركهم الأشوريون أن يُجلوا إلى مصر، فمانعهم إرميا، فلم يسمعوا له، بل أكرهوه على الذهاب معهم. وهناك استأنف نبوءته وتحذيره إياهم من غضب الله، فهجموا عليه ورجموه بالحجارة، فمات شهيد إنذاره بكلمة الحق.
وكان ذلك سنة 586 قبل المسيح. وقد تمّت نبوآته جميعها، وهي تحتوي على اثنين وخمسين فصلاً.

RELATED ARTICLES

Most Popular