نسجد لك يا بارينا اذ قد أنعمت علينا
بالبتول النقية مريم
نسجد لك يا بارينا … اذ قد أنعمت علينا
بالبتول النقية مريم.
فهي في كل حين تشفع فينا
طوباك يا بنت الآب …و أم الابن حقا يقينا
وعروس الروح القدس ..نحوك نرفع أيادينا
اﻷنبياء عليك تنبأوا ….وداود جدك ينبينا
بأن منك يولد يسوع ..إبن الله كي يفدينا
أنت هي جزة جدعون ..ندى السماوات أعطينا
أنت سﻻح رب القوات.. به نقهر أعادينا
دانيال قد أبصرك ..جبﻻ عاليا و حصينا
قد حل الاله عليك ..و مﻷك نورا أمينا
بك كملت اﻷسرار ..وانعتق آدم أبونا
نطلب منك يا مريم…. من الشيطان نجينا
نطلب منك يا مريم …..من الاثام وقينا
نطلب منك يا مريم…من الطاعون خلصينا
نطلب منك يا مريم .. باركي ثمار أراضينا
نطلب منك يا مريم..اشفي المرضى الموجعينا
نطلب منك يا مريم. أعيني الموتى المؤمنينا
نطلب منك يا مريم.. كهنة قديسين أعطينا
عليك سلام الله دائما .. يا أم يسوع فادينا
كل مرة ننشد هذه الطلبة للعذراء مريم في صلاة ديرنا، أشعر لا إراديا، مأخوذا بالمخيلة، إلى مرحلة جميلة من مراحل حياتي ما قبل الدير. يوم كنت في فترة الصبا، عضوا في أخوية العذراء مريم في رعيتنا. عند تلاوة فرض الأخوية، ولدى وصولنا إلى هذه الترنيمة، كنت اتخيل نفسي في حضرة العذراء مريم وجها لوجه، لطريقة إنشادها من قبل رئيس الأخوية والأعضاء.
من القلوب الطيبة والتواضع المريمي والعنفوان القروي، كانت تصدح أصواتهم ترنيما وابتهاجا وتضرعا إلى مريم أمهم …سلطانة الوردية المقدسة وسلطانة الحبل بلا دنس. وما كان بالأكثر يلمسمني، وهنا جوهر الحديث، كيف كانوا يبسطون أيديهم اولا، عند تلاوة مقطع: نحوك نرفع أيادينا…ثم ثانيا عند ترداد طلبات: نطلب منك يا مريم….كان عندهم ملء الثقة بأن مريم هنا…أمامهم وهي تسمعهم…لم يتعلموها في الكتب…نشأؤا عليها من ألأباء والأجداد…وحافظوا عليها محافظة الأهل على أولادهم..
مشهد سماوي مريمي نابع من قلوب لم تعرف سوى الحب والطيبة والجمال.
هؤلاء الناس الطيبون، أكثرهم رحلوا إلى البيت السماوي..ليرنموا إلى الأبد ترنيمة المجد والخلود….
وانا، ما انا عليه اليوم، أنحني أمامهم، وهم من الأهل والأنسباء وأبناء البلدة الأعزاء لأقول لهم:
” لقد تعلمت منكم ومن شهادة حياتكم توازيا ما تعلمته من الكتب والحياة…”…انتم بركة هنا وفي السماء .
احلى الأوقات اصدقائي ..
أبونا جوزف أبي عون