بحسب ناموس موسى يجب أن يختن كل ذكر بعد ولادته بثمانية أيّام، لذلك فنحن نعيّد عيد ختانة الرب يسوع بعد ثمانية أيام من عيد الميلاد.
سُمي الطفل الإلهي ب “يسوع” عندما ختن بالجسد كما كانت العادة عند اليهود، يسمّى المولود الذكر في اليوم الثامن عند ختانته، كما ورد في إنجيل لوقا:
“ولما تمّت ثمانية أيام ليُختن الصبي، سمّي يسوع كما سماه الملاك قبل أن يُحبل به في البطن” (لو ٢١:٢).
“وهذا هوَ عهدي الذي تحفظونَه بَيني وبَينكُم وبَينَ نسلِكَ مِنْ بَعدِكَ: أنْ يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم. فتَختِنونَ الغُلْفةَ مِنْ أبدانِكُم، ويكونُ ذلِكَ علامةَ عَهدٍ بَيني وبَينَكُم. كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم اَبنُ ثمانيةِ أيّامِ تَختِنونَه مدَى أجيالِكُم، ومِنهُمُ المَولودونَ في بُيوتِكُم أوِ المُقتَنونَ بِمالٍ وهُم غُرَباءُ عَنْ نسلِكُم” (تكوين ١٧).
الوصية نفسها تكرّرت لموسى: “وفي اليومِ الثَّامنِ يُختَنُ المولودُ” (تثنية ٣:١٢).
يُؤكد الختان أن يسوع اتّخذ طبيعة بشرية حقيقية وكان خاضعاً للناموس. في كنيسة القرون الأولى ظهرت هرطقة الدوسيتيين التي قالت بأنّ المسيح لم يتّخّذ الطبيعة البشرية الحقيقية وجسداً بشرياً حقيقياً، بل أنّ جسده كان جسداً ظاهرياً خيالياً. هذا قاد إلى الاستنتاج بأنّ المسيح لم يُصلَب على الصليب إذ لم يكن له جسم حقيقي. لكنّ هذه النظرة لا تخلّص الإنسان فحسّب لا بل تتضارب مع جوهر التدبير الخلاصي بجوهره . كيف يخلُص الإنسان إن لم يتّخذ الربّ الطبيعة البشرية؟ في المسيح اتّحد غير المخلوق بالمخلوق.
هذا العيد يكشف لنا هوية المسيح الحقيقية. فالمعنى العميق يكمن في أن نعمة التجسد تقدمنا إلى نعمة التدبير الخلاصي ويوحّدنا بمعرفة المخلّص ومعرفة شخصه ومجده. يدعونا عيد الختانة إلى التعرف إلى يسوع من الاسم الذي اتخذه من أجلنا، فيسوع هو الذي عرّفنا بالله ليوفّق بيننا وبينه فنستوعبه وبذلك يمنحنا الخلاص الأبدي.
ترتيلة العيد:
أيّها الرّبُ الجزيلُ التحنُن، إنّك وأنتَ إله بحسب الجوهر قد اتّخَذتَ صورةً بشرية بغير استحالة، وإذا أتممتَ الشريعة تقبّلت باختيارك ختانة جسدية، لكي تنسخَ الرُسومَ الظِّليّة…”