في العشاء السري، استبق يسوع تقدمة حياته الحرة.
لقد عبّر يسوع بطريقة سامية عن تقدمة ذاته الاختيارية في العشاء الذي
تناوله مع رسله الإثني عشر، في الليلة التي أُسلِم فيها (1 كو 10: 22).
ففي عشية آلامه، وكان بعد حرًّا، جعل هذا العشاء الأخير مع رسله ذكرى تقدمة اختياريّة للآب
من أجل خلاص البشر: «هذا هو جسدي الذي يُبذَل لأجلكم» (لو 22: 19)،
«هذا هو دمي، دم العهد الجديد، الذي يُهراق عن الكثيرين لمغفرة الخطايا» (متّى 26: 28).
الإفخارستيا، التي يُنشئها إذ ذاك، ستكون ذكرى ذبيحته. ويسوع يُدخل رسله
في تقدّمته الخاصة، ويسألهم أن يواصلوا بغير انقطاع. وبهذا يجعل يسوع رسله
كهنة العهد الجديد: «أنا أقدّس ذاتي لأجلهم، لكي يكونوا هم أيضًا مقدّسين بالحق» (يوحنّا 17: 19).
– من كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية