الأربعاء, أبريل 24, 2024
No menu items!

"My sheep hear my voice,
and I know them, and they follow me."
John 10:27

Homeإنجيل الأحدالأبن الشاطر

الأبن الشاطر

الإبن الشاطر

الْيَوْم هو الأحد الرابع من زمن الصوم: الإبن الشاطر أي الذي شطرٓ ميراث أبيه وأخذ حصّته
بحسب نظرتنا البشريّة، الإبنان على السواء، الأكبر والأصغر لا يستحقّان المكافأة والتعويض. الإله الذي يُرضي مشاعرٓنا ورغباتنا الإنفعاليّة، يرفض الإثنين معاً
الأصغر، يستحق العقاب لانتفاضته على والده ومطالبته بحصته من الميراث وتركه البيت لأنّه لم يعد يشعر بأنٰه بيته ومكان حرّيته ونمّوه الطبيعي وراح إلى أبعد ما يمكن عن البيت، إلى بلدٍ بعيد
والآخر الأكبر، يستحقّ أيضاً العقاب لأنّه فاقد الروح والإنسانيّة. هو في البيت وكأنّه ليس في بيته. يعمل من أجل أن يعمل، معتقداً أنّ بالعمل وحده ينال المكافأة. لا فرق بينه وبين الأجير
الإثنان الأكبر والأصغر يمثّلان الحالة الدينيّة والإجتماعيّة التي كانت سائدة في زمن المسيح عند الشعب اليهوديّ
مع مرور الزمن، ابتعد الشعب بقلبه عن الله وتغلبّت عليه الذهنيّة الفريسيّة المتزمّتة ووقع أسير الحرف وصنع “الله” على صورته ومثاله
فكانت الأحكام القاسية والمؤلمة بحقّ كلّ من يخالفهم الرأي أو الذين يعانون من مسائل حياتيّة معيّنة
هذا “الله” بذاته، حاربه يسوع فيهم ورفضه. هذا “الله” الغير رحوم والغير عادل والغير محبّ، وقف بوجهه يسوع وجادلهم واختلف معهم
لقد أظهر لهم في أقواله وأمثاله ومعجزاته بأنّ الله الحقيقي هو “الغير” في حبّه وليس في قساوة قلبه؛ هو “الغير” في قربه وليس في فصله الناس عن بعضهم؛ هو “الغير” في مقاربته لأمور الأرض وليس فقط في اتّباع الحرف القاتل؛ هو “الغير” في طريقة صلاته وحضوره ونظرته وتعاطيه وشرحه للكلمة، وليس في فرضه حاكماً قاسياً فاقد القلب والإحساس
هذا “الله” “الغير” هو الذي أظهره يسوع في مختلف أنماط حياته، معلناً لهم ومؤكّداً بأن “هذا هو الله الحقيقي”
هو أب وليس مجرّد إله فوق الغيوم. هو يحب ويشعر ويسكن بيننا ويشبهنا ما عدا الخطيئة
لأن هذا الله هو “الغير”، كان عنده قدرة الحبٰ اللامحدودة والبعيدة عن أهواء البشر، في أن يستوعب الإبنين الإثنين: الأصغر والأكبر ولا يتعاطى معهما بفعل ردّة فعل الشريعة: بل وفقط بقوّة الحبّ
هنا أهميٰة مثل الإبن الشاطر: من خلاله نتعرّف أكثر على الهنا الحقيقي الذي رأيناه وعرفناه بيسوع… هو الله

أعطنا يا رب يسوع قدرة التوبة لننزع منّا آلهتنا التي فبركناها على مرّ الزمن ونقبلك أنت الله الحق في الحب والغفران
والحياة الحقّة…آمين

الأب جوزف أبي عون

RELATED ARTICLES

Most Popular