الجمعة, يوليو 26, 2024
No menu items!

"My sheep hear my voice,
and I know them, and they follow me."
John 10:27

Homeإنجيل الأحدتامل أحد القدِّيسين آباء المجامع المسكونيّة الستّة الأولى

تامل أحد القدِّيسين آباء المجامع المسكونيّة الستّة الأولى

<![CDATA[

تأمل أحد القدِّيسين آباء المجامع المسكونيّة الستّة الأولى (متى 5 : 14 -19

النور الحقيقي هو المسيح، جاء ليضىء للعالم، وجعل تلاميذه يعكسون نوره كما يعكس القمر نور الشمس، والنور يعنى أن يرشد الآخرين في حياتهم ويكشف الشر، ويوضح ان نور اولاد الله هو ان يعمل أولاده أعمال حسنه كما تعلموا من ابيهم السماوي ويرشدوا الاخرين ايضا من خلال هذه الاعمال فينيروا للاخرين وهذا هو عمل أولاد الله

والمقطع الإنجيليّ في أحد الآباء المجتمعين في المجامع المسكونيّة الستّة الأولى. يشدّد الآباء القدّيسون على ضرورة شرح الكتاب المقدّس بطريقة صحيحة، كي يكون الإيمان حياة الناس. إنّ الإيمان يجب أوّلًا أن يُرى ويختبر. كيف نفهم في هذا السياق اختيار الكنيسة لهذا المقطع الإنجيليّ من العظة على الجبل، وقول الربّ يسوع إنّ تلاميذه نور العالم، ومهمّة النور أن يضيء ويظهر أعمالًا صالحة ليتمجد الله الأب

العالم يحتاج إلى النور. وأولاد الله مطلوب منهم أن يكونوا نورًا للعالم، هذه هي رسالتهم التي طلبها منهم السيد المسيح. والنور يضئ في الظلمة، كلما زادت الحاجة إلى النور. لذلك فكلما زادت خطايا البشر في جيل من الأجيال، كلما ازدادت الحاجة إلى قديسين ينيرون في وسط هذا الجيل

الله خلقنا على صورته ومثاله، أي لنحيا بنوره. هذا ما نحن عليه: نور. للأسف، يتصوّر الإنسان نفسه اليوم بأنّه مجرّد كتلة مظلمة من الخطايا والضعفات، فيعيش على قاعدة: أنا إنسان خاطئ، ولا يوجد فيّ نور، ولن أستنير أبدًا. لذا يجنح إلى الظلمة أكثر منه إلى النور، وتطغى عليه روح اليأس والضياع والضلال. أمّا الحقيقة الكتابيّة الثابتة فهي: الله جعل نوره فينا، والظلمة لن تدركه. مبارك هو الذي ينير كلّ إنسان آتٍ إلى العالم (خدمة سرّ المعمودية

إن مصباحًا واحدًا يستطيع أن يضئ حجرة بأكملها.. هكذا يستطيع قديس واحد أن ينير مدينة بأكملها، ومهما حاول القديس أن يخفى قداسته، فإنه لا يستطيع كقول المزمور عن عمل الرب أنه “يُخرج مثل النور برك” (مز37: 6

أحبائي: إن كنّا في محبتنا للبشر نشتهي أن نخدمهم ونذوب فيهم كالملح في الطعام لنقدّمهم خلال التوبة طعامًا شهيًا يفرح به الله، فإن الله لا يتركنا نذوب في الأرض، وإنما يرتفع بنا ويحسبنا كنور يضيء للعالم. إنه يقيمنا كالقمر الذي يستقبل نور شمس البرّ، ليعكس بهاءها على الأرض، فتستنير في محبّته. يعكس نوره على المؤمن، فيصير أكثر بهاءً من الشمس المنظورة، لا يقدر أحد أن يخفيه حتى وإن أراد المؤمن نفسه بكل طاقاته أن يختفي. لا يقدر أحد أن يسيء إليه، حتى مقاوميه الأشرار، يقول الرسول بولس: “لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاد الله بلا عيب في وسط جيل معوجّ وملتوِ تضيئون بينهم كأنوار في العالم”

كيف إذًا نستطيع أن نسلك طريق الرجاء: أن نعي أننا نور العالم؟ تشير كلمة “نور” في العهد الجديد إلى اقتناء الاستنارة، أو اليقظة والنباهة. الأمثلة كثيرة: المرأة التي فقدت الدرهم تشعل مصباحًا لتبحث عنه. العشر العذارى يُضئن سراجهنّ بانتظار مجيء العريس، وينبّهن إلى ضرورة اليقظة، إذ لا أحد يعرف اليوم ولا الساعة التي فيها يأتي العريس. العين سراج الجسد…. “وإن كانت عينك شريرة فجسدك كلّه يكون مظلمًا. فإن كان النور الذي فيك ظلامًا، فالظلام كم يكون! (مت6: 23

يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: أظن أنه لا يمكن لمدينة كهذه أن تُخفي، هكذا يستحيل أن ينتهي ما يكرزون به إلى السكون والاختفاء

كيف نزيل الخوف ونشعل النور الذي فينا؟ الطريق الوحيد هو تسليم حياتنا لله. أمّا الخوف فيردعنا عن ذلك. هنا تبدأ عمليّة التطهّر من الخطايا التي تقود الى مرحلة الاستنارة. هذه هي طريق الإيمان، طريق الآباء، وهذا ما علّموه وعاشوه واختبروه: أن يظهروا نور الله فيهم للبشر أوّلًا كحياة محبّة. التهَبوا بالصلاة كشمعة مضاءة تحترق من أجل أن تنير من حولها بالمحبّة والحقّ والفرح والتعزية (الأعمال الصالحة) لمجد الله. متى نظرنا النور فينا، ننظر إلى الآخرين بالنور ذاته

المدينة القائمة على جبل والتي لا يمكن أن تُخفى، أراد السيّد تشجيع تلاميذه على خدمة البشارة بالكلمة مؤكّدًا لهم أن المضايقات لا يمكن أن تخفي الحق أو تُبطل عمل الله. يشبّهنا أيضًا بالسراج الذي لا يُخفي تحت المكيال بل يُوضع على المنارة، فيضيء لجميع الذين في البيت. ما هو هذا المكيال الذي يطفئ سراج النور الداخلي إلا الخضوع للمقاييس الماديّة في حياتنا الروحيّة

والمكيال يُشير أيضًا إلى حجب النور الروحي، حيث يغلف الإنسان روحه بالملذّات الجسديّة الكثيفة والزمنيّة، فيحبس الروح ويحرمها من الانطلاق لتحلق في حصولنا على الأبديّة

لهذا قال السيد المسيح: “لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال، بل على المنارة فيضئ لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس” (متى 5: 14-16). إن النور إذا وضع داخل مصباح من الزجاج فإنه لا يحتجب، هكذا مهما حاول القديس إخفاء فضائله فإنها تنكشف بزيادة إذ يشتد نور المسيح في حياته من خلال فضيلة الاتضاع، وتزداد شفافيته مثل الزجاج الشفاف، لسبب البساطة التي في المسيح

الاتّحاد بالله هو الطريق الوحيد ليظهر النور الذي في الإنسان للعالم. ولهذا الاتّحاد دافع أساسيّ: رغبة الانسان بالحياة في لله وحبُّ الله للإنسان: نور المخلوق يلتمس بكلّ قدرته النور الحقيقيّ غير المخلوق. هكذا، نور الحقّ الخلاصيّ يملأ كياننا بالتطهّر والاستنارة والاتّحاد بالله. وهكذا، يفيض النور في الكون، ليضيء الشمس والكواكب والنجوم وكلّ الخليقة والكون، ويروّي البرايا بأسرها بالحياة المحيية

نحن حصلنا على هذا النور عندما نلنا الأستنارة أي نعمة المعمودية ، علينا أن نتبع النور المرشد الجميع إلى الخلاص. وهذا النور لا يغرب ويثمر فينا إلى حياة أبدية . هذا هو الرجاء المفرح الذي يكشفه لنا الربّ يسوع المسيح. “أنتم نور العالم”

]]>

RELATED ARTICLES

Most Popular