يُحكى أنّ رجلاً كان مسافراً في القطار إلى بلاد بعيدة، جلس بقربه مسافر آخر، معه كتاب سميك، فتحه وأخذ يقرأ… فقال لنفسه سأخرج أنا أيضاً كتابي وأقرأه، فتكون فكرة جيدة لتمضية وقت السفر الطويل. في منتصف الطريق، دفعته حشريته لأن يسأل الشخص الذي بجانبه عن الكتاب الذي يقرأه، فردّ عليه: ” أقرأ الإنجيل”
فجاوبه مستغرباً: “وهل يوجد في يومنا هذا، من يقرأ الإنجيل بعد؟أجننت؟ الناس هذه الأيام يقرأون كتب فلسفية، كتب علمية، اكتشافات، اختراعات… أنظر الى كتابي ، أنا أقرأ كتاب الفيلسوف المشهور غاسبار، انظر اسمه مدوّن هنا…”
هزّ برأسه الآخر وأكمل قراءته بصمت.
وهكذا أكمل كل منهما قراءته…
بعد بضع ساعات، وصل القطار إلى المحطة، همّا بالإنصراف وقبل الخروج من القطار، دفعته حشريّته مرة أخرى للسؤال عن اسمه قائلا:”لم نتعرّف يا صديقي، ما اسمك؟”
فأجابه:” أنا هو الفيلسوف، الذي كنت تقرأ كتابه… يا ابني،
مهما تفلسف الإنسان ومهما تعلّم ومهما اخترع ومهما علا شأنه… كل هذا، يأتي من وحي الأنجيل ومن وحي كلام الله.
فعلاً إخوتي، الكتاب المقدّس هو أعظم كتاب على وجه الأرض وهناك أدلة كثيرة، من بينها أنّ الكتاب المقدس هو أكثر كتاب قرىء في التاريخ كله ولو تكلمنا عن عدد قراءته او سماعه لتكلمنا عن ارقام خياليه لا يضاهيها كتاب آخر.
قال المخترع الأمريكي جورج سلدن وهو على حافة الموت: “ليس كتاب في الوجود ترتاح إليه نفوسنا عند الموت إلا الكتاب المقدس”.
وأيضاً، بينما كان الخادم المسيحي يعظ قاطعه فيلسوف كان يحضر الاجتماع: كفاك سخافات فهذا الكتاب قد عفى عليه الزمن فأجاب الواعظ: يمكنني أن أحضر لك في الغد مئات قد تغيّرت حياتهم إلى الأفضل بسبب هذا الكتاب العظيم ولكني أتحداك أن تحضر إلي شخصاً واحداً فقط تغيرت حياته وترك خطاياه بسبب فلسفة أعظم فيلسوف. فانسحب الفيلسوف الملحد حزناً وخجلاً.
صلاة:
يا رب، نشكرك بلا حدود على الكتاب الثمين الذي قدمته لنا، فهو سراج ونور لحياتنا، إجعلنا نعي مدى أهميته ونستفيد منه في حياتنا، لأنه كما يقول المزمور
“سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” (مزمور ١١٩: ١٠٥)
إعداد ريتا من فريق صوت الرب
]]>