<![CDATA[
كنوز من الحب مخبّأة ضمن جدران بيوتنا، نكتشفها عندما نقرع الباب ويُفتح لنا ونجالس أهل البيت. بعض الناس بالنسبة لبعض الناس هم ليسوا بأساسييّن بمسار الحياة والتاريخ والمجتمع. لا نزورهم او لا وقت لنضيّعه بزيارتهم…لكن “جوّات” بيوت هؤلاء “كنوزٌ من الحبّ” و”كمّ من الفرح” متفلّتٌة من تعقيدات الحياة وشربكاتها. وأنتٓ عندهم، تخال نفسٓكٓ تولد من جديد بروح البراءة والنقاوة والبساطة. لا تستطيع إِلَّا أن تحبّهم. ينظرون إليكٓ بصدق وإعجاب”معقولة الأبونا قام بزيارتنا!!”… يتكلّمون معكٓ بشيء من اللاهوت البشريّ المعيوش ب”أعطنا خبزنا كفاف يومنا”… هو الله رأيتُه هنا. ولا شكّ بأنّه راآنا من خلالهم: من خلال عيونهم التقيّة، ضحكتهم البريئة، إستقبالهم الكريم، إهتمامهم المميّز: ذهاب وإياب في البيت، “بدنا نضيّف الأبونا”… نكهة خاصة ضيافتهم، فيها الكثير من إيمانهم وحبّهم وتواضعهم… وعند الرحيل، والمرافقة حتى الباب رغم صعوبة التحرّك عند أحدهم ، كلام جميل وغالي جدّاً سمعتُه:” أبونا، زيارتك ما بتتّمن بالملايين … وتكرّرت، بالملايين…”. شكرتُهم وعدتُ بسيارتي وهم لا يعرفون بأنّ ما اكتسبتُه منهم هو أضعاف الملايين… هو يسوع الساكن عندهم. لمستُ لمس اليد ماذا يعني”والكلمة صار جسداً وسكن بيننا”. أشكركم…ولكم جميعاً الذين يزوركم الكاهن وتستقبلونه بروحكم الطيّبة المسيحيٰة: كلّ محبٰتي… رأيت أنّه من الجميل التشارك معكم بهذا الإختبار البسيط لَعَلَّه يُدخل إلى نفوسنا شيء من الأمان والطمأنينة وبأنّ الدنيا، رغم كلّ شيء، هي بألف خير
الأب جوزف أبي عون
]]>