الثلاثاء, ديسمبر 10, 2024
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Homeالصوملا ذكارى ولا سكارى اليوم في كنيستنا الرومية الملكية

لا ذكارى ولا سكارى اليوم في كنيستنا الرومية الملكية

لا ذكارى ولا سكارى اليوم في كنيستنا الرومية الملكية

إليكم الشرح:

لا يوجد خميس ذكارى ولا خميس سكارى، لا هذا الخميس السابق لزمن الصوم المبارك ولا أي خميس آخر من السنة الليترجية في كنيستنا الرومية الملكية أو في التقليد الأرثوذكسي ككل. ربما أتت فكرة خميس الذكارى عند البعض كمحاولة بائسة لإلغاء التقليد المُبتدع المسمى خميس السكارى. في كنيستنا نقيم تذكار جميع آبائنا وإخوتنا الذين رقدوا منذ الدهر مرتين في السنة: المرة الأولى في السبت السابق لأحد مرفع اللحم المعروف أيضا بأحد الدينونة وهو الأحد الثامن قبل عيد الفصح (أي الأحد الماضي). أما المرة الثانية فهي يوم السبت الذي يسبق أحد العنصرة مباشرةً. فليتوقف كل من يسمح لنفسه بإقحام ما يسمى “خميس الذكارى” في تقليد كنيستنا الواضح والعريق.
في الكنيسة الملكية والكنيسة الأرثوذكسية يوجد مرفعان وهما مرفع اللحم الذي يقع يوم الأحد السابق للأحد الأخير قبل الصيام. أما في الأسبوع السابق للصيام المسمى أسبوع مرفع الجبن أي بين أحد مرفع اللحم وأحد مرفع الجبن فيُحسب يوم الأربعاء ويوم الجمعة يومي صوم استعدادا للصوم الأربعيني المقدس. لا مكان طبعا بين هذين اليومين ليوم سكارى. كما أنه من المؤسف أن نرى شروحات غير منطقية في كنيستنا الملكية تحاول تبرير فكرة خميس الذكارى بعد أيام قليلة من سبت الراقدين. ثم نتساءل عن مكان كلمة “ّذكارى” في اللغة العربية إذ أننا نعرف جيدا أن صيغة الجمع من ذكرى هي “تذكارات”. أما كلمة سكارى التي يربطها البعض بزمن مقدس كزمن الصيام فهي في غير مكانها ولا تعبّر لا من قريب ولا من بعيد عن نية أي كنيسة في تشديد النفوس وتحضيرها لزمن الصوم المقدس. وهل يعقل أن تسمي الكنيسة عيدا من أعيادها بالسكارى أو بالمدخنين أو بالمقامرين الخ…؟ وهل ستأتي ايام يبتدأ فيها البعض تقاليد لا تقل سوءا عن هذه الآفات وغيرها لمحاولة تشريعها؟
لفتني شرح للأب يوسف مونّس يلقي فيه المزيد من الضوء على هذه المسألة في الكنيسة المارونية جاء فيه: ” اليوم إسمه خميس المرفع (لا سكارى ولا ذكارى) يعني خميس رفع اللحم لنبدأ بتحضير نفسنا لنرفع اللحم لاننا سندخل الصوم، وهذه الجمعة هي جمعة المرفع وكل يوم نرفع شيئا معينا ليأتي يوم الأحد ونرفع كل شيء وندخل الصوم”. ويضيف: “بالاساس هو خميس المرفع، ولكن لأن هذا الأسبوع هو اسبوع الموتى، نتذكر موتانا كل الاسبوع، فتم استبدال كلمة ذكرى بالذكارى وضاعت الناس، ولكن المسألة الأهم هي أننا سندخل الصوم وعلينا ان نتهيأ ونحضر نفسنا للصوم ولعيد القيامة”.
في هذا الشرح ندرك أن هناك أحد مرفع وحيد في الكنيسة المارونية التي تقيم تذكار الموتى كامل الأسبوع الذي يسبق الصوم وأن هذا الأسبوع بكامله هو أسبوع المرفع أيضا والذي يُختتم بأحد المرفع.
أختم بكلمات رائعة للمطران جورج خضر تعبّر عن قناعتي أيضا إذ يقول: “المسيحي السطحي يظن انه يصل بممارسات. هذه قمة الأوهام. أنت تصل بالحب لأنه الغاية والوسيلة معاً.”

(المطران ابراهيم)

RELATED ARTICLES

Most Popular