<!–[CDATA[
لماذا لا يقام قدّاس خلال الأسبوع في الصوم؟
كل قداس إنما هو احتفال بالفصح
ننطلق من مسلّمة، وهي أن كل قداس إنما هو احتفال بالقيامة. كل قداس هو فصح لأننا فيه نلتقي بالمسيح الحيّ، بالمسيح الناهض من بين الأموات، عبر المناولة. نتحد به فتسري حياته فينا وتقيمنا نحن أيضًا معه
ومن مؤشرات هذه القيامة، الشركة التي تنشأ بين بعضنا البعض: فكل قداس مناسبة لكي نلتقي بالعمق ونحقق كوننا جسد المسيح: “أليس الخبز الذي نكسره مشاركةً في جسد المسيح؟ فنحن جسد واحد لأنه ليس هناك إلا خبز واحد، ونحن على كثرتنا جسد واحد لأننا نشترك في هذا الخبز الواحد” (1 كورنثوس10: 16-17
وبهذا الحبّ الذي يتجدّد فينا ويوّحدنا في المسيح، نؤكّد أننا ننتمي إلى عالم القيامة، أننا قياميّون، لأن من يحبّ فقد انتصر على الموت: “نحن نعلم أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحبّ الاخوة” (1 يوحنا 3: 14
لذا ففي القدّاس يتلو الكاهن قبل أن يناول المؤمنين قطعًا فصحية (لا نسمعها، للأسف، لأن العادة جرت بأن تُتلى بصوت خافت!). يقول: “إذ قد رأينا قيامة المسيح فلنسجد للرب القدوس، يسوع البريء من الخطأ وحده. لصليبك أيها المسيح، نسجد ولقيامتك المقدسة نسبّح ونمجّد إلخ
وأيضًا: “أيها المسيح، الفصح العظيم الأقدس، يا حكمة الله وكلمته وقدرته، امنحنا الاشتراك بك بأجلى بيان في نهار ملكك الذي لا يغرب أبدًا”. تُقال هذه القِطَع تعبيرًا عن الطابع الفصحي الذي يتّسم به كل قدّاس
فإذا كان كلّ قدّاس، بطبيعته، احتفالاً فصحيًا، نفهم لماذا لا يُقام في الصوم. ذلك أن الصوم الأربعيني احتفال بآلام المسيح ومشاركة بها
لذلك يتم الاحتفال برتبة الأقداس السابق تقديسها وتتم مناولة الشعب من الأقداس التي تم تقديسها نهار الأحد أو السبت
الأب جيرار أبي صعب
]]>