يُحتفل بعيد القديس يوحنا باتيست دو لا سال (1651–1719) في ٧ أبريل من كل عام.
ويُعد هذا القديس شفيع المعلمين، نظرًا لتفانيه في خدمة التعليم وإصلاحه التربوي العميق.
ورغم هو فرنسي الأصل، لم يزر مصر في حياته،
فإن رؤيته التعليمية وتفانيه في نشر المعرفة تركا أثرًا لا يُمحى في البلاد، بفضل عمل جماعة إخوة المدارس المسيحية (إخوة دو لا سال).
من خلال إنشاء مدارس رائدة مثل كوليج دي فرير في القاهرة وكوليج سان مارك في الإسكندرية،
ساهم الإخوة في ترسيخ نموذج تعليمي متميّز يجمع بين التفوّق الأكاديمي والقيم الأخلاقية،
نموذج لا يزال أثره واضحًا حتى اليوم في النظام التعليمي المصري.
أسس القديس يوحنا معهد إخوة المدارس المسيحية (إخوة دو لا سال)، وهي جماعة دينية كرّست نفسها لتوفير تعليم مجاني وجيد، خاصة للفقراء.
هذه الرؤية، التي انطلقت من فرنسا، امتدت إلى العديد من البلدان، من بينها مصر، حيث أسس الإخوة مدارس ساهمت في تطوير التعليم لعقود.
تُعد مدرسة كوليج دي فرير في باب اللوق من أبرز المؤسسات التعليمية التابعة للإخوة في مصر. تأسست عام 1888 في مدرسة القديس يوسف بطالبين فقط، قبل أن تنتقل إلى موقعها الحالي في عام 1906.
وبمرور السنوات، أصبحت رمزًا للتعليم المتميز، حيث جمعت بين صرامة المناهج الدراسية والقيم الأخلاقية التي نادى بها القديس يوحنا.
وفي الإسكندرية، يُعد كوليج سان مارك من أهم إنجازات الإخوة.
افتُتحت المدرسة في 6 أكتوبر 1928 بحضور الملك فؤاد الأول،
على مساحة تجاوزت 35,000 متر مربع، ما جعلها من أكبر المدارس في الشرق الأوسط آنذاك.
وكرّست جهودها لتعليم اللغة الفرنسية وغرس القيم المسيحية، محافظة على مستوى أكاديمي عالٍ.
ساهمت مدارس إخوة دو لا سال، وغيرها من مؤسساتهم في مصر، في تخريج أجيال من المتعلمين الذين لعبوا أدوارًا بارزة في المجتمع.
وقد تجسدت رؤية القديس يوحنا في جعل التعليم رسالة سامية متاحة للجميع، رؤية لا تزال حية حتى يومنا هذا.
يبقى القديس يوحنا باتيست دو لا سال رمزًا للإصلاح التربوي والتفاني في خدمة العلم والمعرفة.
وعلى الرغم من أنه لم يزر مصر، فإن أثره باقٍ في مؤسسات تعليمية وُلدت من فكره، ولا تزال تحمل رسالته حتى اليوم.