Mercredi, octobre 8, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 13

طلبة مار يوسف

طلبة مار يوسف

كيرياليسون، كريستياليسون، كيرياليسون

يا ربنا يسوع المسيح انصت الينا

يا ربنا يسوع المسيح استجب لنا

ايها الآب السماوي الله ارحمنا

يا ابن الله مخلص العالم ارحمنا

ايها الروح القدس الله ارحمنا

ايها الثالوث القدوس الاله الواحد ارحمنا

ايتها القديسة مريم خطيبة مار يوسف البتول تضرعي لاجلنا

يا مار يوسف العفيف البتول تضرع لاجلنا

يا حامل الذبيحة المنقذة تضرع لاجلنا

يا حارس بتولية مريم تضرع لاجلنا

يا حافظ المسيح في الهرب تضرع لاجلنا

يا مثال الطاعة الكاملة تضرع لاجلنا

ايها النجار الارفع قدرا من الملوك تضرع لاجلنا

يا ولي الكلمة المتجسد تضرع لاجلنا

يا مأوي الاله الغريب تضرع لاجلنا

يا مثال العدل الكامل تضرع لاجلنا

يا سوسن العفة المنزهة عن الدنس تضرع لاجلنا

يا خادم المشورة العظيمة تضرع لاجلنا

يا معزي راعي العالم تضرع لاجلنا

يا لسان الكلمة الصامت تضرع لاجلنا

يا ابا ً مربيا لابن الله تضرع لاجلنا

يا حاوي الكنز السماوي تضرع لاجلنا

يا من فديت الفادي المقرب عنا في الهيكل تضرع لاجلنا

يا حافظ مخلص العالم تضرع لاجلنا

يا بتولا خطيبا للام البتول تضرع لاجلنا

يا وكيلنا المقتدر تضرع لاجلنا

يا غيورا في خلاص الانفس تضرع لاجلنا

يا شفيعنا المحبوب تضرع لاجلنا

يا حمل الله الحامل خطايا العالم انصت الينا

يا حمل الله الحامل خطايا العالم استجب لنا

يا حمل الله الحامل خطايا العالم ارحمنا

كيرياليسون، كريستياليسون، كيرياليسون

تساعية عيد البشارة

تساعية عيد البشارة

أحييك أيتها البتول الدائمة، يا والدة الله، يا عرش النعمة، يا معجزة قوة العليّ.
أحييك يا قُدس الثالوث الأقدس و ملكة الكون، يا أمّ الرحمة و ملجأ الخطأة.

أيتها الأمّ المُحِبة، منجذباً بجمالك و عذوبتك، و عطفك و رقتك، أتجه إليك بثقة، أنا الخاطئ التعيس، و أتوسل إليك أن تستمدي لي من ابنك الحبيب المعروف الذي أطلبه في هذه التساعية:

(اذكر طلبك)

استمدي لي أيضاً، يا ملكة السماء، ندامة حقيقية عن خطاياي الكثيرة، و نعمة الاقتداء بالفضائل التي مارستِها بإخلاص، خصوصاً التواضع، الطهارة، و الطاعة.
و فوق كلّ شيء، أتوسل إليك أن تكوني أمّي و حاميتي، و أن تقبليني في عداد أبنائك المخلصين، و أن تقوديني من عرش مجدك السامي.

لا ترفضي توسلاتي، يا أمّ الرحمة. أشفقي عليّ، ولا تتخلي عني في حياتي و في ساعة موتي.
آمين

القديس باتريك

يوم القديس باتريك هو يوم تذكار القديس الراعي في أيرلندا. القديس باتريك هو مبشر وقديس مسيحي ولد في بريطانيا الرومانية وتم أسره وإستعباده في جزيرة أيرلندا حيث بقي فيها ستة سنوات تقريبًا قبل أن يفر، ودخل إحدى الكنائس المسيحية وعاد لجزيرة أيرلندا مرة أخرى كمبشر للدين المسيحي في غرب وشمال أيرلندا بالخصوص وفي القرن الثامن الميلادي تم اعتباره القديس الراعي لإيرلندا.

يُنسب إليه الفضل في نشر المسيحية في أيرلندا وتاريخ ميلاده ووفاته غير معلوم على وجه التحديد إلا أن بعض المصادر تشير انه عاش بين سنتي 385–461 بعد ميلاد المسيح. تقول الأساطير ان الفضل يرجع لباتريك في إخراج الأفاعي من أيرلندا، كما ينسب إليه تدريس مفهوم الثالوث المسيحي للإيرلنديين بإستخدام نبتة النفل الخضراء (بالإنجليزيّة :shamrock) ذات الوريقات الثلاثة والتي لا تزال الشعار القومي للشعب الإيرلندي.

يُعرف اليوم السابع عشر من شهر مارس بيوم القديس باتريك حيث يعتقد طبقًا لموسوعة بريتانيكا يوم وفاة سانت باتريك. وإضافة إلى الكنيسة الكاثوليكية فإن الكنيسة الأرثوذكسية تبجل باتريك خاصًة الأرثوذكس الناطقين باللغة الإنجليزية.

يوم القديس باتريك في بوينس آيرس.
يعتبر يوم القديس باتريك عطلة رسمية في جمهورية أيرلندا،[2] ويرافق الإحتفال بالإستعراضات والمسيرات المختلفة في أكثر من دولة ويُقام في العديد من المدن أكبرها في دبلن والتي حضر الإستعراض عام 2006 حوالي نصف مليون شخص. و تقام أيضًا الإستعراضات في كل المدن الأيرلندية ولكن المفارقة أن أول استعراض لم يقم في أيرلندا وانما اقيم في مدينة بوسطن الأمريكية سنة 1737 بواسطة الجالية الأيرلندية المقيمة هناك. وتقيم الجاليات الأيرلنديّة الكبيرة في المهجر في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا العديد من المسيرات

في جمهورية أيرلندا كان هناك قانون يقضي بأن تغلق الحانات والبارات في ذلك اليوم ولم يتم الغاء هذا القانون الاّ في السبعينيات.

في سنة 1996 بدأ اهتمام حكومة أيرلندا بفعاليات يوم السابع عشر من مارس عبر مهرجان سانت باتريك وفي سنة 2006 أصبحت الأنشطة والفعاليات تقام على مدى خمسة أيام ولكن يبقى استعراض يوم 17 مارس هو الحدث الأبرز.

القديس باتريك

القديس باتريك

ولد القديس باتريك في بريطانيا الرومانية وتم أسره وإستعباده في جزيرة أيرلندا حيث بقي فيها ستة سنوات تقريبًا قبل أن يفر، ودخل إحدى الكنائس المسيحية وعاد لجزيرة أيرلندا مرة أخرى كمبشّر للدين المسيحي في غرب وشمال أيرلندا بالخصوص وفي القرن الثامن الميلادي تم اعتباره القديس الراعي لإيرلندا

يُنسب إليه الفضل في نشر المسيحية في أيرلندا وتاريخ ميلاده ووفاته غير معلوم على وجه التحديد إلا أن بعض المصادر تشير انه عاش بين سنتي ٣٨٥–٤٦١م
يُنسب إليه تدريس مفهوم الثالوث المسيحي للإيرلنديين بإستخدام نبتة النفل الخضراء ذات الوريقات الثلاثة والتي لا تزال الشعار القومي للشعب الإيرلندي

يُعرف اليوم السابع عشر من شهر مارس بيوم القديس باتريك حيث يعتقد طبقًا لموسوعة بريتانيكا يوم وفاة سانت باتريك. وإضافة إلى الكنيسة الكاثوليكية فإن الكنيسة الأرثوذكسية تبجل باتريك خاصةً الأرثوذكس الناطقين باللغة الإنجليزية

حياة القديسة رفقا

القديسة رفقا
عيدها ٢٣ آذار

:نبذة عن حياة القديسة رفقا

أبصرت القدّيسة رفقا النور في حملايا، إحدى قرى المتن الشمالي بالقرب من بكفيا، في ٢٩ حزيران يوم عيد القدّيسين بطرس وبولس، سنة ١٨٣٢ بقيت وحيدة لوالديها: مراد صابر الشبق الريّس، ورفقا الجميّل
قَبِلَت سرّ العماد المقدّس في ٧ تموز سنة ١٨٣٢، ودُعيت بطرسية
نشّأها والداها على حبّ الله والمواظبة على الصّلاة. تُوفّيَت الوالدة سنة ١٨٣٩، ولمّا تزل رفقا في السّابعة من عمرها، وقد كانت مولعة بحبّها

وَقعَ والدها في الضيق والعوز، فأرسلها إلى دمشق سنة ١٨٤٣ لتخدم في بيت أسعد البدوي، اللبنانيّ الأصل، على مدى أربع سنوات
عادت رفقا إلى البيت الوالديّ سنة ١٨٤٧، فآلمها أنّ والدها قد تزوّج في غيابها
بدَت رفقا جميلة الطّلعة، حلوة المعشر، خفيفة الرّوح، رخيمة الصوت، تقيّة وديعة. فأرادت خالتها (شقيقة أمّها) أن تزوّجها بابنها، وخالتها (زوجة والدها) بشقيقها، ممّا أدّى إلى خصامٍ بينهما
حزِنَت رفقا لهذا الخلاف، واختارت أن تعتنِق الحالة الرهبانية، طلبت رفقا إلى الله أن يُساعدها على تحقيق رغبتها، فذهبت إلى دير سيدة النجاة، في بكفيا، للترهّب في جمعيّة المريمات، التي أسّسها الأب يوسف الجميّل. لدى دخولها كنيسة الدير شعَرت بفرح وسرور لا وصف لهما
نظرت إلى إيقونة سيدة النجاة فسمعت صوت الدّعوة إلى التكرّس لله: “إنكِ تترهّبين”. قَبِلَتها الرئيسة دون أن تستجوبها
فدَخَلَت الدير، ورَفَضَت بعد ذلك العودة إلى المنزل، عندما حضر والدها وزوجته ليثنياها عن عزمها. بعد فترة الطالبيّة، اتّشحَت رفقا بثوب الإبتداء في ١٩ آذار سنة ١٨٦١ يوم عيد القدّيس يوسف. وفي العيد نفسه من سنة ١٨٦٢ أبرزت النذور الرهبانيّة الموقّتة. توجّهت الناذرة الجديدة إلى إكليريكيّة غزير، حيث عُهِد إليها القيام بخدمة المطبخ. وكان في عداد الإكليريكيّين، البطريرك الياس الحويك والمطران بطرس الزّغبي
كانت تستغِلّ أوقات الفراغ لتتلقّن اللغة العربية والخط والحساب. حوالي سنة ١٨٦٠، أُرسِلت رفقا إلى دير القمر لتلقّن الفتيات التعليم المسيحيّ. أثناء الأحداث الدامية التي عصفت بلبنان آنذاك، رأت رفقا بأمِّ العين استشهاد الكثيرين، فتحلّت بالقوّة والشجاعة وحنّت على أحد الأولاد الصّغار وخبّأته بردائها، فأنقذته من الموت المحتّم. أمضت رفقا حوالي سنة في دير القمر، ثم عادت إلى غزير
سنة ١٨٦٣، توجّهت رفقا بأمر الرؤساء إلى مدرسة جمعيّتها في جبيل، وأقامت فيها مدة سنة تُدرّس البنات وتنشّئهنّ على مبادىء الإيمان
في أوائل سنة ١٨٦٤ نُقِلَت من مدرسة جبيل إلى قرية معاد، نزولاً عند طلب المُحسِن الكبير أنطون عيسى. وأقامت هناك مدة سبع سنوات
أنشأت خلالها مدرسة لتعليم البنات بمساعدة إحدى أخوتها الراهبات في دير مار سمعان القرن – أيطو (١٨٧١ -١٨٩٧

خلال إقامتها في معاد، وعقب أزمة ألمّت بجمعيّة المريمات حوالي سنة ١٨٧١، دخلت رفقا إلى كنيسة مار جرجس، وطلبت من الرّب يسوع أن يُساعِدَها على اتخاذ القرار، فسَـمِعَـت صـوتـاً يُناديها:” إنكِ تترهّبين “. وصلّت رفقا، فتراءى لها في الحلم مار جرجس ومار سمعان العامودي، ومار انطونيوس الكبير أبو الرّهبان، الذي قال لها: ” ترهّبي في الرّهبنة البلديّة “. سَهّل لها السيّد أنطون عيسى طريق الانتقال من معاد إلى دير مار سمعان القرن – أيطو
فَقُبِلَت على الفور، ولبِسَت ثوب الإبتداء في ١٢ تموز ١٨٧١، ثم نَذَرت نذورها الإحتفاليّة في ٢٥ آب ١٨٧٢، واتّخذت لها اسم الأخت رفقا تيَمُّناً باسم والدتها. أمضت رفقا ستاً وعشرين سنة في دير مار سمعان القرن – أيطو، وكانت مِثالاً حيّاً لأخواتها الراهبات في حفظ القوانين والصلوات والتقشّف والتضحية والعمل الصامت
في الأحد الأول من تشرين الأول سنة ١٨٨٥، دخلت رفقا إلى كنيسة الدير، وراحت تصلّي، طالبة من الرّب يسوع أن يُشرِكَها في آلامه الخلاصيّة. فاستجاب سؤلها للحال، وبدأت الأوجاع المؤلمة في رأسها، ثم امتدّت إلى عينَيها. وباءت جميع محاولات مُعالجتها بالفشل. إثر ذلك، تقرّر إرسالها إلى بيروت للمعالجة. فعرّجت على أنطش مار يوحنا مرقس-جبيل، حيث عُرِضَت على طبيب أميركيّ، فأمر بإجراء عمليّة سريعة لعينها اليمنى. ولم تَقبل بالبنج للتخفيف من ألمها، وأثناء العملية اقتلع الطبيب خطأً عينها برمّتها، فقالت:” مع آلام المسيح، سلِمَت يداك، الله يآجرك”. ثمّ ما لبث الداء أن تحوّل إلى عينها اليُسرى، فحَكَم الأطبّاء بأن لا منفعة لها بالعلاج. رافقها وجع العينَين المرير أكثر من اثنتي عشرة سنة وهي صابرة، صامتة، مصلّية، فرِحة ومردّدة: “مع آلام المسيح”

عندما قرّرت السلطة في الرّهبانية اللبنانيّة المارونيّة تأسيس دير مار يوسف الضهر-جربتا في منطقة البترون سنة ١٨٩٧، تَمّ نقل ست راهبات من دير مار سمعان المذكور، إلى الدير الجديد برئاسة الأم أورسلا ضومط المعاديّة
وكانت رفقا من بينهنّ لأنّ الراهبات أصرَرْن على مجيئها معهنّ لفرط ما كنّ يُحبِبنَها ويأملن إزدهار ديرهنّ الجديد بصلواتها
وفي سنة ١٨٩٩، انطفأ النور نهائيّاً في عينها اليسرى، لتُضحِيَ عمياء، وتبدأ مرحلة جديدة من مراحل آلامها
عاشت رفقا المرحلة الأخيرة من حياتها مكفوفة ومخلّعة: عمًى كامل، وجع مؤلم في الجنب وضعف في الجسد كلّه، ما عدا وجهها الذي بقيَ مُشرقاً وضّاحاً حتى النفَس الأخير؛ انفكّ وركها الأيمن وانفصل عن مركزه، وكذلك رجلها الأخرى؛ غَرِقَ عظم كتفها في عنقها وخَرَج عن موضعه؛ برزت خرزات ظهرها بحيث أصبح سهلاً عدّها واحدة فواحدة؛ وصار جسمها كلّه يابساً خفيفا، وجلدها جافّاً، فبدت هيكلاً عظميّاً محضوناً بجلد؛ لم يبقَ عضو صحيح في جسمها غير يدَيها اللتَين كانت تَحوك بهما جوارب بالصنّارة، وهي صابِرة على آلامها وأوجاعِها، فرِحة، مُسبِّحة بلسانها وشاكِرة الربّ يسوع على نعمة مشاركته في آلامِه الخلاصيّة
رَقَدَت رفقا برائحة القداسة في ٢٣ آذار ١٩١٤، في دير مار يوسف-جربتا، وقد أمضَت حياتها في الصلاة والخدمة وحمل الصليب، متزوّدة بالقربان الأقدس، متّكلة على شفاعة أمّ الله مريم والقدّيس يوسف ومُرَدّدة اسم يسوع. دُفِنَت في مقبرة الدير. أشعّ النور من قبرها طيلة ثلاثة أيام ممتالية. أجرى الرّب بشفاعَتِها عجائب ونعماً كثيرة. في ١٠ تموز ١٩٢٧ نُقِلَت رُفاتها إلى قبر جديد في زاوية معبد الدير إثر بدء دعوى تطويبها بتاريخ ٢٣ كانون الأول ١٩٢٥، والشروع بالتحقيق في شهرة قداستها في ١٦ أيار ١٩٢٦

:اعلانات بابا روما بما يخصّ رفقا
أعلنها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني مُكرّمة في ١١ شباط ١٩٨٢، ثمّ طوباويّة في ١٧ تشرين الثاني ١٩٨٥، وقُدوة ومِثالاً في عبادتها للقربان الأقدس، لليوبيل القربانيّ لعام ٢٠٠٠ . رفعها البابا عينه قدّيسة على مذابح الكنيسة الجامِعة في ١٠ حزيران سنة ٢٠٠١ مع أربعة طوباويّين هم

لويجي سكروسوبي (١٨٠٤-١٨٨٤) فرييولي، ايطاليا
اغوسطينو روسكلّي (١٨١٨-١٩٠٢) ايطاليا
بيرناردو دا كورليون (١٦٠٥-١٦٦٧) كورليون، سيسيليا، ايطاليا
تيريزا أوستوتشيو فيرزيري (١٨٠١-١٨٥٢) بيرغامو، ايطاليا
رفقا بطرسيّة شبق ألريّس (١٨٣٢-١٩١٤) حملايا، المتن، لبنان

تساعية القديسة رفقا

صلاة

سألناك أيتها القديّسة رفقا: أسكبي في قلب عالمنا المتألم الفرح الحقيقيّ

عزيّ المحزونين، إزرعي فيهم السعادة والدفء والنّور والحياة. علّمينا أن نحيا في الصلاة حياة أبناء الأيمان، لتبقى حياتنا ملأى بالحضرة اﻹلهّية لقد عج شفائك فشفيتي المرضى بالألم والحبّ.كفكفي الدموع، بلسمي الجراح، أرجعي صفاء الحبّ والترنيم، وابقي لنا المثال الحيّ في كلّ شيء، حتى نؤهّل معك ومع   العذراءمريم لتمجيد الثالوث القدّوس، الآب واﻹبن والرّوح القدس، إلى الأبد. آمين. (تعاد هذه الصلاة كلّ يوم

اليوم الأول

باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين

المجد لك يا الله الآب، يا من دعوت القدّيسة رفقا إلى الحياة الرهبانيّة المقدسّة، وكنت لها الآب والأم

السجود لك أيها اﻹبن، يا من جعلتها رسولة الألم والفداء والفرح

والشكر لك أيّها الرّوح القدس يا من قوّيتها على الصبر والجهاد

بشفاعتها، ربّ، إستجب سؤلي، وامنحني النّعمة التي أطلبها من جودك اﻹلهي (أذكرها)، فأمجدّك معها أيّها الآب واﻹبن والرّوح القدس كلّ أيام حياتي، إلى الأبد.آمين

(الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة)

صلاة

سألناك أيتها القديّسة رفقا: أسكبي في قلب عالمنا المتألم الفرح الحقيقيّ

عزيّ المحزونين، إزرعي فيهم السعادة والدفء والنّور والحياة. علّمينا أن نحيا في الصلاة حياة أبناء الأيمان، لتبقى حياتنا ملأى بالحضرة اﻹلهّية لقد عجز الطّب عن شفائك فشفيتي المرضى بالألم والحبّ.كفكفي الدموع، بلسمي الجراح، أرجعي صفاء الحبّ والترنيم، وابقي لنا المثال الحيّ في كلّ شيء، حتى نؤهّل معك ومع العذراء مريم لتمجيد الثالوث القدّوس، الآب واﻹبن والرّوح القدس، إلى الأبد. آمين. (تعاد هذه الصلاة كلّ يوم)

اليوم الثاني

باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين

أيّها الرب يسوع، يا منّ غمرت القدّيسة رفقا بالحنان، وغذّيت حياتها بالقربان، وملأتها فرحاً وسلاماً، وجعلت جسدها وروحها هيكلاً روحياً مقدسّاً، فجمعت في حياتها الرّهبانيّة طريقة الرّسالة والعمل، طريقة النّسك والصلاة. بشفاعة القديّسة رفقا أرسل ربّي، إلى كنيستك عمّالاً وعاملات مخلصين، وامنحني النعمة التي أطلبها (…)، فأمجّدك معها ومع الآب والّروح القدس إلى الأبد.آ مين

(الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا…)

اليوم الثالث

باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين

أيّها الروّح القدس، يا من أقمت لنا القدّيسة رفقا مثالاً في حمل الصليب، تردّد مع القديّس بولس: “لا أعرف إلاّ يسوع مصلوباً “، حتى صارت رسولة جديدة، رسولة الألم وشفيعة ومثالاً للبشريّة المتألّمة، قدّرنا، على أن نحمل الصليب نظيرها، بإيمان ورجاء ومحبّة. هبني، يا روح الحكمة بشفاعة القدّيسة رفقا التي أطلبها في هذه التساعيّة (…) إذا كان ذلك موافقاً لإرادتك المقدّسة، فارفع المجد إليك وإلى الآب والإبن إلى الأبد.آمين

(الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا…)

اليوم الرابع

باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين. أيّها المسيح إلهي، لقد افتقدت الصغيرة رفقا بفقد أمّها الحنون، وأعطيتها أمّك البتول أمّاً لها. أبق ربّ القديّسة رفقا خميرة قداسة للعائلات المسيحيّة، ومثلا ًحيّاً لكلّ متألّم ومعاقٍ وعاجز، لكلّ ضريرٍ ومريضٍ وحزين، لكلّ طفل ويتيم، ليحملوا صليبك بحبّ وفرح. إستجب يا ربّ وامنحني النّعمة (…) التي أطلبها بشفاعة القدّيسة رفقا فأسبّحك معها إلى الأبد.آمين

(الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا…)

اليوم الخامس

باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين

أيّها العروس السماوي، يا من سلبت قلب النقيّة رفقا وهي في ربيع حياتها، فباتت لا ترى جمالاً أو سعادة أو راحة إلاّ بك وفيك ومعك. دعوتها إلى الرسالة الإنجيليّة، فكانت تعمل وتعلّم بغير ملل، زارعة في قلوب الكبار والصغار أقوالك وتعاليمك الإنجيلّية، وأمثال قدّيسيك من خلال اختبارها الرّوحيّ. بشفاعة القدّيسة رفقا هبني، ربّي، النعمة التي أطلبها (…)، فأعيش المحبّة الصادقة والسلام الحقيقيّ، الذي أنت منبعه، وأمجّدك معها إلى الأبد.آمين

(الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا…)

:صلاة

سألناك أيتها القديّسة رفقا: أسكبي في قلب عالمنا المتألم الفرح الحقيقيّ

عزيّ المحزونين، إزرعي فيهم السعادة والدفء والنّور والحياة. علّمينا أن نحيا في الصلاة حياة أبناء الأيمان، لتبقى حياتنا ملأى بالحضرة اﻹلهّية لقد عجز الطّب عن شفائك فشفيتي المرضى بالألم والحبّ.كفكفي الدموع، بلسمي الجراح، أرجعي صفاء الحبّ والترنيم، وابقي لنا المثال الحيّ في كلّ شيء، حتى نؤهّل معك ومع العذراء مريم لتمجيد الثالوث القدّوس، الآب واﻹبن والرّوح القدس، إلى الأبد. آمين. (تعاد هذه الصلاة كلّ يوم)

اليوم السادس

باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين

أيّها الربّ يسوع، يا من كنت للأخت رفقا مرشداً وحافظاً حين الشدّة. فصلّت لك وشعرت في قرارة نفسها أنك تدعوها إلى المزيد من التضحية وبذل الذات. فدخلت الرهبانيّةاللبنانيّة المارونيّة وكانت مثالاً حيّاً لأخواتها الراهبات في حفظ القوانين والصلاة المتواترة والعمل الصامت. أعطنا ربّ بشفاعتها: عوناً واستنارة مسيحيّة للآباء والأمّهات فقهاً علمّياً وروحيّاً للمعلّمين والمعلّمات، قداسة سيرةٍ للرهبان والراهبات. إمنحني ربّ بشفاعة القدّيسة رفقا هذه النعمة (…) حسب مشيئتك، فألبّي ندائك في حياتي، وأمجّدك معها إلى الأبد. آمين

(الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا…)

اليوم السابع

باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين

أيتّها القدّيسة رفقا، يا من سألت الربّ يسوع نعمة المشاركة في آلامه المحيية فاستجابك في الحال: فقدت النظر، وأقعدك داء المفاصل العمر كلّه، وتسمّرت على الصليب الألم والوجع تسعاً وعشرين سنة، وكنت صابرة شاكرة لله ترددّين: “مع آلام يسوع، مع إكليل الشوك المغروز في رأسك سيّدي”. ولن تكن الابتسامة تفارق وجهك البهيّ، فكنت فرحة مسرورة في آلامك

أسألك أيتّها القدّيسة رفقا أن تستمدّي لي من عروسك الإلهيّ النعمة التي أطلبها (…)، لكي أشيد معك بمجده كلّ أيّام حياتي إلى الأبد.آمين

(الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا…)

اليوم الثامن

باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين

أيتّها القديّسة رفقا، يا صديقة الصليب، وشريكة المصلوب في عمل الفداء، إبقي معنا، في عصرنا وفي الأجيال الطالعة، رسولة الألم والفرح، الخير والمحبّة

صلّي ليقبل المرضى والمتألّمون بشجاعةٍ نصيبهم، خشبة خلاص لهم وللعالم أجمع، فيكلّموا في أجسادهم وأرواحهم آلام الفادي الإلهيّ ويتقدّسوا ويقدّسوا العالم. ضمّي صلتك إلى صلاتنا واسألي الله لنا المغفرة والرضوان واطلبي لنا نعمة الثبات إلى النفس الأخير

إستمدّي لي من الرّب يسوع النعمة التّي أطلبها (…)، لأمجّده معك إلى الأبد.آمين.

(الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا…)

اليوم التاسع

باسم الآب واﻹبن والّروح القدس. آمين

أيتّها القديّسة رفقا، يا تلميذة المسيح الحقيقيّة، وشريكة الفادي في آلامه الخلاصّية، يا من أقبلت إلى خدمة الربّ، فصرت كلّك له، قربانة طاهرة كاملة. أسأل الربّ يسوع بشفاعتك أن يبارك حياتي وعائلتي ووطني ويساعدني لكي أسهم في تحقيق ملكوته. إستمدّي لي النعمة التي أطلبها (…)، فأسبّح معك الثالوث القدّوس الذي كلّلك بالمجد الأبديّ.آمين

(الأبانا والسلام والمجد مرّة واحدة، وسألناك أيتها القدّيسة رفقا…)

صلاة الشكر

ايتها القديسة رفقا، ياشفيعتي المحبوبة، اشكرك من كل قلبي على النعمة التي نلتها من الرب يسوع بشفاعتك، وأسالك ان تتشفعي بي دائما وترافقيني ونيري طريقي علميني ان احب المسيح كما احببته وان أسير على خطاك في محبة الاخرين وخدمتهم بكل فرح واماتة فامجده معك الى الابد.امين

صلاة لنيل تطويب الأب بشارة أبو مراد

صلاة لنيل تطويب الأب بشارة أبو مراد

أيها المخلص الكريم، يا من يزال يسكب غزير نعمه على كهنته، الذين هم ميراثه الخاص، لتقديسهم ولخير شعبه، نطلب اليك ضارعين أن تتنازل فتمجّد خادمك الأمين الأب بشارة أبا مراد، الذي سار أمامك في الكمال الرهبانيّ والكهنوتيّ، وعبدك بالبرّ جميع أيام حياته.أظهر فيه أيها السيد قدرتك ان حسن لديك، ليتلألأ كنجم وضّاء في سماء كنيستنا الشرقيّة الساطعة بأمجاد قديسيها.فيعلم الجميع أن ينبوع القداسة لا ينضب في كنيستك المقدسة

ارتض بأن تكلل هام كاهنك الأمين باكليل الطوباويين، لنقدر أن نتخذه مثال الكمال، مقتدين بفضائله، فيتمجد اسمك القدوس أيها الآب والأبن والروح القدس.آمين

صيدا، 24 كانون الأول 1935.
نقولاس نبعه
مطران صيدا ودير القمر
وما اليهما

حياة الأب بشارة أبو مراد

حياة الأب بشارة أبو مراد

زحلة منبت الرجال والقدّيسين

هو سليم جبّور أبو مراد، أبصر النور في زحلة، عروس البقاع، سنة ١٨٥٣، في بيت قديم من حارة مار الياس المخلّصيّة، التي تسمّت باسم الآباء المخلّصيّين الذين تعاقبوا على خدمتها وما زالوا. أبوه جبّور أبو مراد، مزارع مكتفٍ، وأمّه أليصابات القشّ، سيّدة فاضلة وتقيّة، سعت إلى أن تغرس في نفوس أبنائها بذور التقوى والفضيلة منذ نعومة أظافرهم. عن هذه المرحلة من حياة الفتى سليم، كتب الأب قسطنطين باشا، وهو مؤرّخ الرهبانيّة المخلّصيّة وكنيسة الروم الكاثوليك وكاتب سيرة الأب بشارة: “كان عمرُه حينئذٍ سبعَ سنوات، قضاها في البيت عند والدتِه حتّى شَبِعَ من حليبِ تقواها. وقد علَّمتْه الصلاةَ في البيت معها، وعوَّدتْه حضورَ الصلواتِ الطَقسيّة في الكنيسة، إذ كانت تَصحبُه معها إليها حتّى إنّه كان (حسبَ روايةِ صهرِه ورفيقِه يوسف عبدالله) إذا حَلَّ وقتُ اللعب للأولاد، يُخاتِلُ رفاقَه في المدرسة ويدخلُ إلى الكنيسةِ ليصلّيَ فيها، ولا يَدَع أحدًا يدري به، إلاّ إذا دخلَ أحدُهم إليها اتّفاقًا أو ليفتّشَ عنه، فيخرجُ منها إلى البيت أو إلى المدرسة” (الأب قسطنطين باشا، سيرة الأب بشارة أبو مراد المخلّصيّ

شبّ سليم على الخصال الحميدة، وظهر فيه ميل قويّ إلى الصلاة والاختلاء والتضحية وروح الإماتة، ما زاده رغبة في التكرّس الكامل للربّ في الحياة الرهبانيّة. ورأى في آباء دير المخلّص المثال الحيّ للفضيلة، فعزم على أن يدخل الدير ما أن ينال رضى والدَيه. كتب الأب باشا عن هذه المرحلة، قال: “وشَرَعَ يُخاطبُ والدتَه بصراحة وشَجاعة طالبًا رضاها عليه ليترهَّبَ، وخاطَب والدَه بهذا الشأن. ولكنَّه لم يَفُزْ منهما بِطائل (…). وفي الوقت نفسه لم يَكنْ يُهملُ التوسّلَ إلى والدتِه لتُساعدَه على نَيل رِضى والدِه ليأذنَ له بالسفرِ إلى ديرِ المخلِّص. ولَبِثَ مدّةً طويلةً في البيت على هذه الحال لا يُكلِّمُ أحدًا، حتّى كان يَظهرُ لأهلِه كأنَّه ضائعُ العقلِ لا هَمَّ له إلاّ دير المُخلِّص والرهبنة، كما روتْ لنا ذلك أختُه سعدى. فَرَقَّ له قلبُ والدتِه لِتقوَاها وإخلاصِ حبِّها له، وخاطَبتْ والدَه بشأنه لِيدعَه يَذهبُ إلى الدير. وأقنعَتْه بما أَلقاهُ اللهُ على قلبها ولِسانها بأنَّ الرهبانيّةَ دعوةٌ مِنَ الله، وحرامٌ عَلينا أن نمنعَ ولدَنا عن طاعتِه تعالى إنْ كانَ يَدعُوه إليها. ولسببِ ما كان لها عندَه من الكرامةِ والاعتبار، نَظرًا لِتقواها وتعقُّلِها، رَضِيَ معها بالسماحِ لولدِه بالسفرِ إلى دَيرِ المُخلِّص لِيَمتحنَ نفسَه بالرهبانيّة. فإذا تَوفَّقَ تَمَّتْ إرادةُ اللهِ فيه، وإلاّ فَالعَودُ إلى البيتِ خيرٌ وأَفضل. فَفَرِحَ بذلك سليمُ أيَّ فرحٍ لأنَّه تَمَّ مُرَادُه بِأخذِ رِضى والدَيه، وهو يَحسَبُ أنَّ رِضاهما بركةٌ ومُقدَّمةُ التوفيقِ له في هذه الحياةِ وفي الآخِرة” (الأب قسطنطين باشا، سيرة الأب بشارة أبو مراد المخلّصيّ).

إلى دير المخلّص

وصل سليم إلى دير المخلّص في جون الشوف، مساء ٧ أيلول ١٨٧٤، وكان له من العمر ٢١ سنة، فلبس ثوب الابتداء على الحال في ١٩ أيلول من السنة نفسها، ودُعي باسم بشارة. الابتداء، لمن لا يعرف، هو المرحلة الأولى لطالب الرهبنة، يقضي فيه سنتَين من الصلاة والتأمّل والاختلاء التامّ والأعمال اليدويّة والمذاكرات الرهبانيّة، بغية التعرّف على الحياة الرهبانيّة وتاريخ الرهبانيّة وروحانيّتها. كانت هذه الفترة للأخ بشارة فردوسًا روحيًّا انطلق فيه في رحاب الروح ومناجاة الربّ، في جوّ من الصمت والخلوة والقداسة المخفيّة، أمّنه له دير سيّدة النياح، الضائع بين أشجار السنديان والصنوبر في وادي بسري على كتف نهر الأوّليّ. بعد سنتَين، أبرز نذوره الرهبانيّة الثلاثة، الفقر والعفّة والطاعة، في ٤ تشرين الثاني سنة ١٨٧٦. فكان له هذا اليوم فيضًا للفرح الداخليّ، إذ فيه تحقّقت أمانيه بأن يكون وقفًا للربّ ومكرَّسًا بكلّيّته لخدمته

بعد النذور أتت مرحلة الدراسة في المدرسة المخلّصيّة، قرب دير المخلّص. فتعلّم على آباء مشهود لهم بالتقوى والفضيلة، ودرس الفلسفة واللاّهوت واللغتَين العربيّة والفرنسيّة. كان الأخ بشارة مثالاً رائعًا للراهب المندفع التقيّ، ممّا حدا برؤسائه تسليمه مسؤوليّة الاهتمام بإخوته الرهبان والعناية بهم، لما رؤوا فيه من قدوة صالحة. على أبواب الكهنوت، لاقى رؤساؤه صعوبة بإقناعه بأن يرتسم شمّاسًا ثمّ كاهنًا، لأنّه كان يعتبر نفسه دون كرامة الكهنوت العظيمة: “وإذا ألحَّ عليه بعضُ الرؤساءِ بهذا الأمرِ، كان جوابُه في الغالِبِ السكوتَ أو كان يقولُ لهم: “أنا ما جِئتُ إلى الرهبانيّةِ إلاّ لأُخلِّصَ نفسي لا لكي أرتسِم” (الأب قسطنطين باشا، سيرة الأب بشارة أبو مراد المخلّصيّ

وبعد محاولات عدّة، نجحوا في إقناعه، وحيلتُهم كانت أنّه إذا ارتسم كاهنًا فيستطيع حينها أن يقدّم الذبيحة من أجل راحة نفس أخويه يوسف ومراد، اللّذين ماتا في ريعان الشباب. إرتسم الشمّاس بشارة كاهنًا في اليوم الثاني لعيد الميلاد، في ٢٦ كانون الأول ١٨٨٣، واتّخذ شعارًا لكهنوته آية من النبيّ حزقيال: “إنّي أقمتك رقيبًا لهذا الشعب، فكلّ نفس تهلك بسببك، فمن يدك أطلبها” (حز
١٧:٣). كان هذا الشعارٌ انعكاسًا لما في نفس الأب بشارة من غيرة لخلاص النفوس، غيرة لازمته طيلة حياته. كان قُدّاسه غاية في التقوى، ولنا في ذلك شهادة قيّمة أعطاها أحد إخوته، الأب بُطرس خرياطي المُخلِّصيّ: “وبُعَيدَ سيامةِ هذا الكاهنِ الصالح، شرعَ بتقديمِ الذبيحة الإلهيّة على مِنوالٍ غريبٍ في بابِه مِنَ الخُشوع. فكُنَّا نَرَاهُ كأنَّه مَلاكٌ سماوِيّ لا إِنسانٌ أَرضِيّ. وكان غيرَ مُتحرِّكٍ على درجةِ الهيكلِ الإلهيِّ رَافعًا يديهِ إلى السماء، وشَاخصًا بنظرهِ نحوَ العلاءِ يُناجِي مَن هو موضوعُ مَحبّتِه، ويُخاطبُ مَلائكةَ السماء وسكّانَ البلاطِ الإلهيِّ، تاليًا صلواتِ الخدمةِ الإلهيّة بِخُشوعٍ دونَه خشوع. وكَانت هَذه الصلواتُ كأنّها سهمٌ حارٌّ يخترقُ فؤادَ كلٍّ مِنَ الحضُور. (…) إنَّ هذه التَقوى النادرة لم نرها إِلاّ في هذا الإنسان، وكانت تؤثِّرُ فِينا غايةَ التأثير. وكنّا نراهُ في وقت القدّاس كأنّه مرتفعٌ عن الأرض. وكُنّا كأنّا عندَ المناولة الإلهيَّة مِن يدِه المُقدَّسةِ لا نشعرُ بنفوسِنا أنَّنا أَرضيّونَ مِن مَزيدِ الخُشوع الذي كانَ يمازِجُنا في تِلك الآوِنة” (الأب قسطنطين باشا، سيرة الأب بشارة أبو مراد المخلّصيّ).

هيّا إلى دير القمر وواديها

أوّل عملٍ عُهد إليه القيام به هو رعاية الإكليريكيّين في مدرسة دير المخلّص. فظلّ طيلة ثماني سنوات يعمل على تقديس نفسه وتهذيب التلاميذ المؤتمن على تربيتهم ورعايتهم. فكان لهم الأب والأخ والصديق، وأيقونة حيّة في المواظبة على الصلاة والعبادة لله والإماتة المضحّية. وكم كان يطيب له هذا العمل، إذ كان يبقيه قريبًا من الكنيسة وبيت القربان، حيث كان يقضي ساعاتٍ ساجدًا، ناسيًا ذاته في تأمّل متواصل ومناجاة عميقة. لكنّ الله شاء له غير ذلك، إذ لا يجوز أن تنحبس تقوى هذا الكاهن داخل أسوار الدير، لأنّ نور سراجه يجب أن يوضع على المكيال كي يراه الجميع، فيستنيروا

في ٨ تشرين الثاني من سنة ١٨٩١، صدر أمر انتقال الأب بشارة إلى دير القمر، فما كان منه إلاّ أن “حمل فراشه ومشى”. في دير القمر، تعيّن لسنة واحدة معلّمًا في المدرسة الأسقفيّة، وبعدها كاهنًا لقرى ودايا دير القمر: سرجبال، وادي بنحليه، بنويتي، وادي الدير، وادي دير دوريت… وطالت خدمته أيضًا قرى أخرى امتدّت من المختارة جبلاً حتّى الدامور ساحلاً. يصعب علينا في هذه الأسطر اختصار اثنتي وثلاثين سنة من الخدمة الشاقّة والمتفانية. يكفي أن نقول إنّ ذكراه لا تزال حتّى اليوم راسخة في أذهان أهل تلك المنطقة وفي قلوبهم، هو المتوفّي سنة ١٩٣٠. إذا كان القدّيس شربل تقدّس في النسك، فالأب بشارة تقدّس في الخدمة الرعويّة التي لم تعرف تعبًا ولا كللاً، والتي لم يعوقها لا حرّ ولا برد، لا شتاء ولا ثلج، لا عاصفة ولا قيظ شديد

ميّزتان اثنتان طبعتا خدمته الطويلة: الأولى، وفاؤه لشعار كهنوته بخلاص النفوس والسهر على تقريبها إلى الله من خلال سِرَّي التوبة ومسحة المرضى، حتّى إنّه كان يُقال إنّه لم يمت أحد من أبناء رعاياه إلاّ وقد تزوّد بالأسرار الأخيرة وكان في حالة نعمة. وكم كان يقضي ساعات وساعات في كرسي الاعتراف، بطريقة متواصلة لا يقطعها لا جوع ولا تعب. وهذه شهادة عن ذلك من الأب باشا نفسه: “في سنة١٨٩٣، ذهبتُ إلى دير القمر لزيارة الأب بشارة أبو مراد (…)، وطلبتُ إليه أن يسمعَ اعترافي، فأقبلَ بي حالاً إلى كُرسيّ الاعتراف. وما أنجزتُ اعترافي إلاّ شاهدتُ الناسَ تُقبل على الكنيسة للاعتراف إليه بدون انقطاع. ولبثَ في كرسيّ الاعتراف من نحوِ الساعة السابعة نهارًا إلى نَحوِ الساعةِ الرابعةِ ليلاً يسمَعُ اعترافَ كلِّ من كان يأتي إليه من الرجال والنساء والأولاد والبنات من طائفتِنا ومن الموارنة (…). وقضَينا هناك مدّةً حتّى طفئتْ أنوارُ الزينة وذهبنا ننام، والأبُ بشارة لم يزَلْ في كرسيّ الاعتراف، ولم يخرجْ من الكنيسة لتناول العشاء ولا شَرِبَ كأسَ ماء ولا أخذَ راحة” الأب قسطنطين باشا، سيرة الأب بشارة أبو مراد المخلّص

الميزة الثانية هي عنايته بالفقراء ومساعدته لهم، “فقد كان من قبلُ يمنعُ نفسَه مرارًا عن بعض المأكولات ليُحسنَ بها إلى أوّل فقيرٍ يجدُه أمامَه. إلاّ أنَّه في أيّام الحرب (١٩١٤-١٩١٨)، قد اتّخذَ بهذا الشأن سُنّةً على نفسه لم يكن يَحيدُ عنها. وهي أنّه كان يُحسنُ إلى الفقراء بمعظمِ ما كان يُقدَّم له لأجلِ قُوتِه الضروريِّ لحياتِه من الخُبز (…). وإذ طال به الأمرُ هكذا عدَّة سنين أعياهُ الجوعُ وهَزلَ جسمُه كثيرًا وتَغيَّر لونُ وجهِه (…). وإذْ بلغَ به الحالُ إلى هذا الحدِّ، وهو لا يبيح ذلك لأحد، استدعى له الأبُ ملاتيوس خوري (…) الدكتور سليمان مشاقّة، ليشاهدَه ويصفَ له العلاجَ المناسب. فلمّا عاينَه قرَّرَ أنّه مريضٌ بمرضِ الجوع وأن ليس له دواءٌ إلاّ الأكل بالقدْرِ الكافي” (الأب قسطنطين باشا، سيرة الأب بشارة أبو مراد المخلّصيّ

بكلمة، لقد كان الأب بشارة طيلة خدمته الكهنوتيّة إنسانًا يؤكل، ولكثرة ما تَعبَ وكدّ وعمل وصلّى، بدأت قواه تضعف، وعيناه تنطفئان والنوبات القلبيّة ترواده من حين إلى آخر. فصدَرَ الأمر بانتقاله من دير القمر إلى صيدا، في ٤كانون الأوّل سنة١٩٩٢، وقد كان له من العمر آنذاك ٦٩ سنة. وكان الهدف من نقله التخفيف من تعب أسفاره وتنقّلاته والعناية بصحّته، عسى أن يكون مناخ الساحل الدافئ أهون على شيخوخته من مناخ الجبل القارس. في صيدا، لم يسترح المحارب، ولم يكترث لثقل السنين عليه، فظلّ يجاهد صائمًا مصلّيًا وخادمًا وواعظًا وومعرّفًا، لا سيّما لتلاميذ المدارس ولأخويّات المنطقة. عن هذه المرحلة يعطي المُطران أغسطين البستاني، مُطران صَيدا للموارنة، شهادة قيّمة: “ولم يكنْ ثِقلُ السنين لِيُوهنَ عزائمَه في هذا السبيل الشاقِّ، بَل كُنَّا نراهُ في هذا الدَورِ الأخيرِ مِن حياتِه أوفرَ نشاطًا وأشدَّ عزمًا كالجنديّ الباسل الذي يلمعُ لعينَيه فجر يوم الانتصار، فيزدادُ جرأةً وإقدامًا في اقتحامِ المخاطر، إذْ يعلمُ أنّ رأسه أوشك أن يُعصبَ بتاج المجد والبهاء. وهكذا سار رجلُ الله في مصاعد الحبِّ الإلهيّ، حتّى بلغ قمّة جبل القداسة بشيخوخة صالحة مثقلةٍ بأجمل الأعمال ومُعَطَّرة بأسمى الفضائل” (الأب قسطنطين باشا، سيرة الأب بشارة أبو مراد المخلّصيّ

عودة إلى دير المخلّص واستراحة المحارب

في ٢٦ شباط ١٩٢٣، نُقل الأب بشارة نهائيًّا إلى دير المخلّص للاستراحة الأخيرة، فعاد إلى الدير الذي اشتاقت إليه نفسه وذابت. تركه شابًّا، فعاد إليه شيخًا جليلاً، كلّل رأسَه بياضُ الشعر وقلبَه نقاوةُ السيرة. انتقى له في الدير غرفة قرب الكنيسة، كي يظلّ قريبًا من حبيبه الإلهيّ، وكانت حجّته في ذلك أن يبقى ساهرًا على زيت القنديل الذي أمام القربان المقدّس. فإذ به أضحى هو نفسه قنديلاً حيًّا أنارت نفسه جميع سكّان الدير وزائريه، الذين توافدوا بكثرة جاعلين من غرفته محجّة للصلاة والتبرّك. في الواقع، اكتسب الأب بشارة احترام الجميع، ليس فقط المسيحيّين بل أيضًا المسلمين والدروز، الذين لم يتوانوا في المجيء إلى هذا “الكاهن القدّيس” للتبرّك وطلب المعونة والصلاة.

إزداد المرض على الأب بشارة، وخارت قواه: “وإِذ اشتَدَّ عليه مرضُه في ٣ شباط، وأَخذَتْ تَنتابُه نَوباتٌ شديدةٌ بِتَواتُر، قَلِقَ عليه كلُّ إخوانِه الرُهبان وأَخذوا يُلازِمون غُرفتَه. فكان حِينئذٍ على سريرِه مِثالاً كاملاً للصبرِ الجميل ومَشهدًا لِتَقوى القدّيسين. وصارتْ غرفتُه أشبهَ بكنيسةٍ تُقامُ فيها الصلواتُ الفَرضِيَّةُ كاملةً في أوقاتِها (…). ومع ما كان عليه من قُوَّةِ النفْسِ والتجلُّدِ والصَبرِ على أَلَمِ مَرضِه، اضطرَّ أَن يقولَ مَرّةً للأب أنطوان كِيورك وكان وحده مَعه في غرفتِه: “أشعرُ بأنَّ قلبي كَلَهيبِ نار”. فقال له الأبُ المذكور: “هذا مِن اضطرامِ قلبِكَ بمحبّةِ الله” (…). وكان يقولُ للآباءِ المدبِّرين: “إذا متُّ، إيّاكُم أن تُخبِروا أَحدًا بموتي لِئلاّ يَظُنَّ الناسُ أَنّي شيءٌ مُهِمٌّ مُعتَبَرٌ وأنا أكبرُ الخَطأة” (الأب قسطنطين باشا، سيرة الأب بشارة أبو مراد المخلّصيّ

“كريم بين يدَي الربّ موت بارّه”

وفي صباح سبت الأموات الواقع في ٢٢ شباط من سنة ١٩٢٢، حانت ساعة اللقاء بربّه، فطارت روحه إلى السماء نقيّة بارّة، وسط حزن إخوته الرهبان وكلّ من عرفه. وحالاً قرّرت السلطة الرهبانيّة أن يُدفن، ليس مع باقي الرهبان، بل في مدفن خاصّ، نظرًا لبررارة حياته وبطولة فضائله. فحُفر حائط كنيسة دير المخلّص الجنوبيّ، ووُرِي جثمانه فيه، وثُبِّتت بلاطة فوق ضريحه كُتب عليها: “هنا يرقد على رجاء القيامة الأخيرة خادم الله الأب بشارة أبو مراد المخلّصي مثال الحياة الرهبانيّة العالية والكمال الكهنوتيّ السامي”

ومن ذلك الحين، صار ضريحه محجّة للمؤمنين، ومقصدًا لكلّ طالب معونة، وتسجّلت في سجّل الضريح أشفية عدّة جرت بشفاعة الأب بشارة. واقتناعًا منها بقداسة حياته، رفعت السلطة الرهبانيّة دعواه إلى مجمع القدّيسين في روما كي يُعلَن مكرَّمًا، فطوباويًّا فقدّيسًا، على مذابح الكنيسة جمعاء. فأُجريت كلّ الإجراءات القانونيّة اللاّزمة، على الصعيد المحلّي، وجُمعت الشهادات، وتكوّن ملفّ هو الآن قيد الدرس من قبل الأخصّائيّين اللاّهوتيّين في دوائر الفاتيكان المختّصة
وفي سنة ٢٠٠٥، احتفلت الرهبانيّة المخلّصيّة بذكرى مرور ٧٥ سنة على وفاة الأب بشارة، وبالمناسبة قرّرت السلطة فيها إنتاج فيلم ضخم عن سيرة حياته

“إذَا ثَبَتَ هذا الكاهنُ على هذه الأعمالِ وفازَ على الشيطانِ بهذا السلاح، سلاحِ الصليبِ والصلاة، فلا بُدَّ أنْ يُطوَّبَ قدِّيسًا”. هكذا قال يومًا المطران باسيليوس حجّار، مطران صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك، في الأب بشارة، وقد كان بعدُ حيًّا. ما قاله قد تحقّق، وانتصر الأب بشارة على الشيطان، ويُنتظر أن تُعلن الكنيسة قداسته، إذا شاء الربّ ذلك. أمّا نحن فنفتخر به، قدّيسًا آخر من لبنان، ولكلّ لبنان.

:٢بعض النِعم المنسوبة إليه

– السيّد يوسف خليل أبو صافي، من مواليد صيدا ١٩٠٣، توفّي سنة ٢٠٠١. كان يروي تفاصيل شفائه من التيفوئيد، الذي كان متفشّيًا بعد الحرب الكبرى وتسبّب بوفاة الكثيرين. ففي سنة ١٩٢٢، مرض يوسف وأشرف على الموت. وبعد أن قطع الأطبّاء الأملَ من شفائه، صدف دخولُ الأب بشارة كعادته ليزور المريض، فباركه وبارك الماء وسقاه، ثمّ بارك صليبًا وجعله على صدره، فشُفي المريضُ في الليلة نفسها. وعلم الطبيب بالأمر، فقال: “حقًّا أبونا بشارة قدّيس”. وكان يشعر يوسف أبو صافي بالسعادة، وهو في سنّ الشيخوخة، عندما يطلب إليه أحدُ الكهنة مرافقتَه في سهرات الرعايا، ليتحدّث بتأثّرٍ بالغ عن معرفته بالأب بشارة، وقد رافقه في شبابه في صيدا ودير المخلّص. كان يحمل الصليب ذخيرةً يفتخر بها كأجمل إرث يتركه لولد الولد. عند وفاة الأب بشارة أخذ على عاتقه تهيئة ضريحه في حائط كنيسة دير المخلّص

– في ٦ أيار ١٩٢٩، وبعد أسابيع من الجفاف والحرّ في إقليم الخرّوب، صدف مرور الأب بشارة أمام الأب العامّ قاصدًا الكنيسة. فبعد أن قبّل يده كعادته، قال له الأب العامّ: “أدخلْ وقُلْ ليسوع ليُنزل المطر رأفة بالأطفال”. أجابه: “أنا خاطي يا بونا العام”. أجابه الرئيس: “ما بعرف أدخل فالطاعة تقدّس النيّات”. وبعد ساعة من الصلاة تغيّر الطقس وأرعدت السماء، ونزل المطر بغزارة غير عاديّة

– قرب دير المخلص قرية صغيرة يعمل أهلها في أرزاق الدير، وبعض النساء تعملن في دير الراهبات. وكانت إحداهن، واسمها وردة رحّال، تعمل في غسيل ثياب الرهبان. وكانت مصابة بداء خبيث في عينَيها ذاقت منه مرّ العذاب. ففي أحد الأيّام، اختارت ثياب الأب بشارة لتغسلها وهي تقول في نفسها: “هذا الخوري قدّيس يجب أن يشفيني”. وبإيمان كبير أخذت من ماء الغسيل وغسلت وجهها وخاصّة عينَيها. وفي اليوم الثاني طابت وتركت مجموعة الأدوية التي عندها

– جاءنا شابّ من دير القمر لزيارة قبر الأب بشارة، وحدّثنا أنّ والدته عندما ولدت الصبيّ البكر، كان الأب بشارة كاهن رعيّة دير القمر، فجاء ليصلّي على الوالدة والطفل الجديد. وقال لوالدتي: “الله يباركك رح تجيبي سبع صبيان”. فصاحت والدتي: “دخلك أبونا بدي بنت كمان”، فأجابها بعد صمت صغير: “تكرمي وكمان بنت”. وتابع الشابّ: “أنا الصبيّ السابع وأختي الصغرى تزوّجت مؤخّرًا. كلّنا في دير القمر والجوار نعتبر الأب بشارة خوري قدّيس ونأتي نتبارك على قبره”

– في ١٦ كانون الأول ٢٠٠١، مرّ القيّم العام للرهبانية المخلّصيّة في زيارة إلى القاهرة (مصر) لتفقّد أملاك الرهبانيّة هناك. وزار عائلة فتيّة حاولت كثيرًا مع الأطبّاء مدّة سنوات لإنجاب البنين، وباءت محاولاتُها كلّها بالفشل. فأعطى الكاهنُ الزوجةَ صورةً للأب بشارة كانت في جيبه، وطلب منها أن تستشفعه لدى الله في مرامها. ففعلت. وعاد القيّم العامّ بعد أربعة أشهر إلى مصر في زيارة أخرى ليُفاجأ بالخبر السارّ الذي بادرته به تلك السيّدة بأنّها حبلى بتوأم!

– كان السيّد جوزيف سمعان يشكو من ألم حادّ في ظهره، يمنعه من الحمل والانحناء والحركة بسهولة. وقد أمر له الأطبّاء بعمليّة جراحيّة ضروريّة، بعد إجراء الفحوصات الطبّيّة اللاّزمة. وفي أحد الأيّام من سنة ١٩٩٨، وفي زيارة لأقاربه، وقعت يدُه على منشورة للأب بشارة أبو مراد تسرد عجائبَ جرت بشفاعة خادم الله. فطلب إلى زوجته أن تقرأها أمامه واضعة يدَها على ظهره، وصلّى إلى الأب بشارة، وهو يقود سيّارته. فما انتهت من القراءة حتّى شعر بلهب ساخن يخترق ظهره تبعته قشعريرة. وما إن وصل إلى البيت، حتّى تبيّن له أنّه قد شُفي، إذ بدأ بالانحناء كالعادة دون أيّ وجع. وتبيّن لاحقًا من الفحوصات الطبّيّة أنّه لم يعد بحاجة إلى أيّ عمليّة، وأنّه شُفي تمامًا

٤– صلِّ مع “أبونا بشارة”

يا “أبونا بشارة”… “يا فَقيدَنا الشيخَ الأبَرَّ والراهبَ القَانِت، والكاهنَ التَقيَّ الجَليل، لقد طِبْتَ حَيًّا وَمَيتًا. فَهنِيئًا لك! لا تَنسانَا يا أبَانا البارّ! واشفَعْ لَنَا بَين يَدَي ربِّكَ. واذكُرْ أُمَّكَ الرَهبانيَّةَ في عَلياءِ مَقَامِكَ. واذكُرْ كُلَّ فَرْدٍ مِن بَنِيكَ وإخوانِك

ونَحنُ نُبادِلُكَ الذِكرى ولا نَنسى طَلعَتَكَ المَهيبَةَ المُوقَّرَة، وشَيبَتَكَ الصَالِحَة، ومُحَيَّاكَ الوَضِيءَ بِنورِ الروحِ القُدُس، وأخَلاقَكَ الرَضِيَّةَ، وتَقواكَ النادِرَةَ وعِبادتَكَ المُثلَى، وخُشوعَكَ الجَذَّاب، وإرشاداتِكَ اللطِيفَةَ المُؤثِّرَةَ، وكَلامَكَ العذْبَ، وسجودَك وركوعَكَ، وصومَكَ وصلاتَكَ ودموعَكَ، وحياتَكَ الحافِلةَ بِفضَائلِ الشهداءِ والآباءِ القدِّيسينَ والنُسّاكِ البَرَرَةِ الصَالِحين

(…) لَقَد لَبِثْتَ سَجينَ الجسدِ اثنتينِ وثَمانينَ سنةً. فَطِرِ اليومَ إلى فِردوسِكَ كَمَا يَطيرُ العُصفورُ مِن قَفَصِهِ، وانعمْ بالضِياءِ الأزَليّ، وذُقْ حَلاوَةَ النَعيمِ الباقي بعدَ ما ذُقتَ كَثيرًا مَرَائرَ الحياةِ الفَانية (…). فاثبُتْ في السماءِ لأنَّكَ ثَبَتَّ على البِرِّ والتَقوى في خِدمةِ الربِّ على الأرض. فَهَا إنَّه يُعطيكَ اليومَ أَسنَى الجوائزِ ويُناديكَ: “أَحسنتَ أيُّها العبدُ الصالحُ الأَمين، قَد وُجدْتَ أمِينًا على القليلِ فَسَأُقِيمُكَ عَلَى الكَثير، أُدخُل إلى فَرَحِ رَبِّكَ

فَقَرةٌ مِنَ التَأبينِ الذي ألقاهُ الأبُ نقولا أبو هَنَا المخلّصيّ، في جُنّازِ الأبِ بشارة في كنيسةِ ديرِ المخلّص، في ٢٣شباط ١٩٣٠

صلاة لنيل تطويب الأب بشارة أبو مراد
أيّها المخلّص الكريم، يا من لا يزال يسكبُ غزير نِعمه على كهنته، الذين هم ميراثه الخاصّ، لتقديسهم ولخير شعبه. نطلب إليك ضارعين، أن تتنازل فتمجّدَ خادمَكَ الأمين الأب بشارة أبا مراد، الذي سار أمامك في الكمال الرهبانيّ والكهنوتيّ، وعبدَكَ بالبرِّ جميعَ أيّامِ حياته. أظهِرْ فيه أيّها السيّد، قدرتكَ إن حسُن لديك، ليتلألأَ كنجمٍ وُضّاءٍ في سماء كنيستنا الشرقيّة الساطعة بأمجاد قدّيسيها. فيعلمَ الجميع أنَّ ينبوعَ القداسةِ لا ينضُبُ في كنيستك المقدّسة. إرتضِ بأن تُكلَّلَ هامُ كاهنِكَ الأمين بإكليل الطوباويّين، لنقدِرَ أن نتّخذَه مِثالَ الكمال، مُقتَدِين بفضائله، فيتمجّدَ اسمُكَ القدّوس، أيّها الآبُ والابنُ والروحُ القدس. آمين

نقولاوس نبعة
مطران صيدا ودير القمر وما يليهما

]]>

سيرة حياة القديسة برناديت سوبيرو

سيرة حياة القديسة برناديت سوبيرو

ولدت القديسة برناديت سنة ١٨٤٤ في مدينة لورد الفرنسيّة. أُعطيت يوم معموديتها إسم ماري برنار إلاّ أنّها عُرفت بإسم برناديت.

والدها يدعى فرانسيسكو سوبيرو وأمها لويزا كاستيرو، كانا أبوين صالحين، ربياها تربية صالحة. كان والدها يعمل طحّاناً لدى عائلة غنيّة جداً، فعاش هو وأسرته في المطحنة. بعدها عانت البلاد أزمة إقتصادية، فأجبرت الديون العائلة على ترك المطحنة والسكن في كوخٍ صغير داخل سجن كان يملكه قريب فرانسيسكو.

عاشت الأسرة المؤلفة من ستة أشخاص أي الأم والأب والأطفال الأربعة في غرفة واحدة. وكانت الفتيات كبيرات البيت: برناديت الكبيرة وتوانيت (الأصغر بسنتين ونصف) الوسطى، ليأتي بعدهما جان ماري وجوستان. وكان فرانسيسكو ولويزا يعملان كلّ ما تيسر لهما من أشغال من أجل اطعام اولادهما. كانت لا تزال العائلة تمتلك بعض الموارد عند ولادة برناديت والدليل على ذلك هو انّها أُوكلت إلى مربيّة فترة ستة أشهر. وكانت المربيّة واسمها ماري أفاران لاغ تعيش في بارتر في لورد. فاهتمت بها ماري وأرضعت الصغيرة برناديت وبقيت الأواصر عميقة بين الأسرتين حسب ما تقتضيه التقاليد. وسمحت الصعوبات الاقتصاديّة التّي عرفتها العائلة، لماري بأن تتولى مسؤولية برناديت بحجة أنّها كانت تريد مساعدتها الى جانب أطفال آخرين إلا أن ذلك لم يكن سوى حجةً لجعلها تتولى مهمة رعي الأغنام فعملت برناديت كراعية غنم لكن دون ان تتقاضى أجراً.

وقيل لبرناديت لحثّها على الذهاب الى بارتر، أنّه سيكون باستطاعتها التحضير مع كاهن الرعيّة لقربانتها الأولى وكانت تبلغ ١٤ سنة دون ان تحصل بعد على هذا السّر إلاّ أن اربابها أجبروها على تمضية المزيد من الوقت في رعي الأغنام لملاحظتهم اشتهادها في العمل ما لم يسمح لها بارتياد صفوف التعليم المسيحي.

وكان طفلَي العائلة التّي تستضيفها يحضُران كلّ صباح هذه الصفوف في حين كان يُحتّم عليها الذهاب الى الحقل فآلمها ذلك بالغ الألم. بدأ الناس يُشككون في ذكاء برناديت.

صحيحٌ أنّها كانت تتعلم بصعوبة  وكانت هي نفسها تقول أنّها كانت تُعاني من قصورٍ في الذاكرة إلاّ أنّه وبحرمانها فرصة الدراسة، وصلت برناديت إلى عمر ١٣ سنة وهي لا تعرف القراءة ولا الكتابة. وقال الاستاذ جان بربي الذّي سنحت له فرصة إعطاء برناديت صف تعليم مسيحي: “تُعاني من صعوبة في حفظ كلمات التعليم لانّها لا تستطيع دراستها لعدم معرفتها القراءة إلاّ أنّها تبذل مجهودًا كبيراً في فهم معنى الشروحات.

علاوةً عن ذلك، هي متيقظة جدًا وتقيّة ومتواضعة الى حدٍّ كبير.” ما من شك ان برناديت عرفت كيف تُنمي كنز كبير أعطاها إياه اللّه وهو قلبٌ كلّه فضائل مسيحيّة رائعة: براءة وعطف وخير وإحسان وعذوبة. واستطاع كاهن الرعيّة الأب اردي من تلمّس أعماق قلب برناديت من خلال لقاءات قليلة.

فكانت تؤمن إيمانًا كبيراً بظهورات لا ساليت ١٨٤٦، لذلك تمّ مقارنتها بأطفال لا ساليت. عندما لاحظت برناديت ان رغبتها في التحضير للحصول على القربانة الأولى كان مستحيلاً في بارتر، طلبت من ماري لاغ السماح لها بالذهاب الى لورد طالبةً من والدَيها إعادتها إلى المنزل. فكانت تريد الحصول على القربانة الأولى والشروع في دروس التعليم المسيحي على الفور وقبِل والداها عودتها الى لورد التّي تمت في ٢٨ كانون الثاني سنة ١٨٥٨ أي قبل أسبوعين على ظهور القديسة العذراء.

والجدير بالذكر أنه عند عدم قدرة برناديت الحصول على القربانة الأولى، توجهت إلى العذراء مريم وصلّت الورديّة يوميا، فشرّعت العذراء لها الأبواب وأعطتها رسالتها لتنقلها إلى العالم بأسره. لقد أظهرتِ للطفلة القديسة ابنة ال ١٤ عاماً، أنها “الحبل بلا دنس”. ظهرت لها العذراء ١٨ مرّة وطلبت منها أن تخبر القساوسة أن يبنوا لها مزار في مكان الظهور ولكن في هذه الفترة واجهت القديسة برناديت الكثير من المشاكل. عانت برناديت “عدة صراعات روحية كمحاولات ابليس لتجربة يسوع بعد اربعين يوماً في البرية ولكنها صمدت لأن العذراء رافقتها. كانت العذراء في ظهوراتها، تطلب منها دعوة الخطأة إلى التوبة والصلاة من أجلهم. حفرت برناديت في الأرض قرب المغارة(مكان الظهور) وذلك بناء على طلب العذراء، وللحال خرج ماء عذب، شربت منه برناديت وقد أصبح هذا النبع الصغير نبع نِعم، شفى الكثير من المرضى بالنفس والجسد وما زال حتى يومنا هذا.

وكانت الحشود تحتشد في ذلك المكان، تصلّي وتتضرّع من أعماق قلوبها. بعد توقف الظهورات، ذهبت إلى الدير وأصبحت راهبة، كانت تساعد كثيراً المحتاجين، أصيبت بمرض السّل، تحملّت كثيراً آلام المرض بفرح وسلام داخلي مدة الابتداء وقُبلَت في الرهبانية وهي على سرير المرض. قضَت حياتها في خدمة المرضى وفي خدمة الكنيسة. وظلّت رغم ألمها الشديد، لطيفة المعشر، دائمة الإبتسامة كما عُرفت دائماً. انتقلت الى الحياة الأبدية  في ١٦ نيسان ١٨٧٩ وكان عمرها ٣٥ سنة وجسمانها محفوظ إلى اليوم في نعش زجاجي داخل كنيسة دير راهبات المحبة في لورد، سالماً، طريّاً، لا يعرف الفساد. تم إعلانها قديسة على مذابح الرب في ٨ أيلول ١٩٣٣. يُحتفل بعيدها في ١٨ شباط في فرنسا . يعود سبب الاحتفال بتاريخ ١٨ شباط لأن السيدة العذراء ظهرت للمرة الثالثة على برناديت بهذا التاريخ، لم تفصح لها عن اسمها ولكنها وعدتها بأنها ستكون سعيدة وإن لم تسعد في هذا العالم، ستسعد في العالم الآخر لأنها ستسكن السماء. أما في بلدان أخرى فيعتمدون يوم وفاتها وهو ١٦ نيسان.

صلاتها تكون معنا.

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

تساعية القديس مارون

 

اليوم الاول

بقلب مفعم بالأمل الجأ اليك يا مار مارون، شفيع الموارنة وكل المسيحيين الذين يعتصرهم القلق لتضرم محبة الله في قلوبنا وتنير عقولنا وترشدنا الى مسالك البر لنستحق بشفاعتك ان نشاهده في السماء ونسبحه معك الى الابد الآبدين. آمين

ابانا . السلام . المجد

اليوم الثاني

يا مار مارون اصغ الى صلاتنا وارأف بنفوسنا التائهة المتألمة التي تنؤ بأثقال الحياة. أنت يا من طوال حياتك تكبدت الآلام طوعا، حباً بالله، وتفهمت معنى آلام النفس والجسد وانشآت الديورة والمناسك للرجال والنساء ليتدربوا بها بالحكمة الحقيقة الموصلة الى الملكوت الله. آمين

ابانا . السلام . المجد

اليوم الثالث

انت الذي لم تكل الا سبل الرب ولم تسمع نداء سوى ندائه. فاخترت الحياة النسكية. لا تنسنا يا مار مارون، المتربع في حضرة الملك السماوي. نحن الضارعين اليك بخشوع، تعال اسكن قلوبنا وبرعم فيها زهرة “حب الله”. آمين

ابانا . السلام . المجد

اليوم الرابع

يا رسم الكمال، وقدوة الآباء المتوحدين، ابانا مارون المجيد، الذي ضاهيت الرسل الاطهار بالانذار والتبشير، وناضلت عن الايمان الصحيح ورددت الضالين الى معرفة الحق. نتوسل اليك بكل خضوع نحن بنيك ان تستمد لنا من إلهنا الرؤوف أن يجعلنا له شعباً خاصاً يغار بالاعمال الصالحة، كما انه انعم علينا بنعمة الثبات في الايمان الحقيقي بشفاعتك القوية. آمين

ابانا . السلام . المجد

اليوم الخامس

بشفاعة مار مارون استعملني يا رب لسلامك، فاضع الحب حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة، والاتحاد حيث الخلاف، والايمان حيث الشك، والرجاء حيث اليأس، والنور حيث الظلمة، والفرح حيث الحزن، لأن بالعطاء وبالتخلي الوجدان، وبالسماح الغفران، وبالموت القيامة الى الحياة الابدية. آمين

ابانا . السلام . المجد

اليوم السادس

تقبل يا رب، كل حريتي. تقبل ذاكرتي وعقلي وارادتي. ان كل ما هو لي وكل ما املك هو هبة منك، فاني ارُدُهُ لك، كله، وأسلمه لارادتك المقدسة، لتتصرف به تصرفاً مطلقاً. امنحني محبتك ونعمتك فاستغني بهما عن كل شيء آخر على مثال القديس مارون. آمين

ابانا . السلام . المجد

اليوم السابع

يا مار مارون، صلي لأجل عائلاتنا، رافقها بجودك، واحمها من كل خطر، ساعدها في احتياجتها وأعطها النعمة لتثُبت على الاقتداء بالعائلة المقدسة، حتى اذا ما كانت امينةً في خدمة الله ومحبته على الارض، تستطيع ان تباركه الى الأبد في السماء. آمين

ابانا . السلام . المجد

اليوم الثامن

ايها الرب ربنا، يا محب البشر، سكّن في المنازل السماوية، من قضوا حياتهم في الايمان الصحيح، غافراً لنا ولهم الخطايا والزلات، لانه ليس احدٌ معتقاً من المآثم، الا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي نترجى بواسطته ان ننال المراحم وغفران الخطايا لنا ولهم. آمين

ابانا . السلام . المجد

اليوم التاسع

يا مارون، يا من قد غدا علم القداسة والهدى، اشفع فينا طوال ايام حياتنا، فاليك جئنا خاشعين طالبين منك المعونة، كن في الضيقات ملجانا، واختم بالخير مسعانا. ابسط لنا ايها القديس العظيم، الغني بالنعم، يمين العون لننال بشفاعتك، النعم التي نحن بامس الحاجة اليها. آمين.

ابانا . السلام . المجد

]]>