Mercredi, octobre 8, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 14

تبريك الشموع في عيد دخول المسيح إلى الهيكل

في هذا العيد يبارك الكهنة الشموع خلال رتبة خاصة بالعيد وتوزع على المؤمنين لإضاءتها واصطحابها إلى بيوتهم، أما مصدر هذا التقليد هو ما قاله سمعان الشيخ عن السيد المسيح أنه نور إعلان للأمم:
” نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ”
(لوقا٣٢:٢)
فالشموع المضاءة تعني المسيح والحياة الالهية. وعنها رمزت شمعة المعمودية وعنها ترمز الشموع المضاءة اثناء خدمة الاسرار المقدسة.

ترمز الشمعة التي تُبارك يوم دخول المسيح إلى الهيكل إلى نور المسيح الذي هو نور العالم:
«أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».” (يو ٨: ١٢).
وننتظر النور ونَحمله كما انتظره وعاينه وحمله سمعان الشيخ. تُبارك الشموع في هذا العيد وتوَزع على المؤمنين، دلالة على أنَّ الربّ في آلامه المحيّية أرسل أشعة نعمته على الذين كانوا جالسين في ظلمة الخطيئة وظلال الموت.ونحن نحمل هذه الشمعة إلى بيوتنا علامة على أنّنا نحمل نور المسيح إلى بيتنا. غالباً ما يكون إستخدامها في أوقات الشدّة وفي حالات المرض والضيقة، وقد جرت أعاجيب كثيرة بفضل إضاءة هذه الشموع المباركة، فمن الضروري جدا وجودها في منازلنا وذلك
لدفع الاضرار و الزلازل، لتسهيل الولادة، لتكون عونا للذين دنت ساعة موتهم فيستضيء الانسان كالعذارى الحكيمات بنور تلك الشموع المباركة، وأيضاً اذا رقد احد افراد الاسرة تضاء حول النعش، وهي من العادات المسيحية المحبذة، ويكمن اشعالها ايضا حينما يحمل الكاهن الى بيت المريض الزوّادة الاخيرة  مسحة الزيت المقدس.
والشمعة هي، بحسب عظة البابا بولس السادس إلى رهبان روما وراهباتها، في ٢ شباط ١٩٧٣، رمز للحياة المكرَّسة بالحبّ المشتعل من الآب بالمسيح في الروح القدس. يحترق الشمع بصمت،..وكما قَلْبُ المكرَّس، الذي لا ينطفئ في اليوم الأخير، يسطع دوماً عند لقائه العروس الإلهي.

من بين الصلوات التي تتلى خلال مباركة الشموع:
“أيّها الآبُ القدّوس، يا من أبدعتَ كلَّ شيءٍ من عدم، وأمرتَ أن يصيرَ الشهدُ، صنْعُ النحل، شمعًا. نسألك، في هذا اليوم، وقد حقّقتَ سمعان الشيخ البار، أن ترضى فتبارك هذه الشموع وتقدّسها وتجعلها لإضاءة البشر ولشفائهم نفسًا وجسدًا، بدعاء اسمكَ القدوس، وبشفاعة القديسة مريم الدائمة البتوليّة، وصلوات القديسين.
إستمع يا ربّ من سماء قدسكَ وعرش مجدكَ صلاة شعبك التائق أن يحمل هذه الشموع بوقار، ويمدحك بترنيم. إرأف بالصارخين إليكَ وقد افتديتهم بدم ابنك الثمين، ربّنا يسوع المسيح، الذي يحيا ويملك معك ومع روحك القدّوس، إلى الأبد”.

وأيضاً:
”افرحي يا والدة الاله الممتلئة النعمة،لانه اشرق منك شمس العدل المسيح الهنا ، منيرا للذين في الظلام ،سرّ وابتهج انت ايها الشيخ الصدّيق حاملا على ذراعيك المعتق نفوسنا ،والمانح ايانا القيامة.“
إعداد ريتا من فريق صوت الرب

القديس ميناس المصري

من هو القدّيس ميناس المصري؟

(إنّه شفيع الكشف عن الأشياء الضائعة، وشفيع الأعمال والرزق)

ولد القدّيس ميناس المصري في أواسط القرن الثالث للميلاد، واستشهد في أيام الإمبراطور مكسيميانوس (٢٩٦-٣٠٤ م)
شغف بالعسكرية منذ حداثته، فلما اشتد عوده انخرط فيها. وقد كان قوي البنية، مغواراً، رجل انضباط. عرف المسيح فبات، إلى ذلك، حكيماً زاهداً،
وفي ذلك الزمان جمع القائد الروماني فرميليانوس فرقاً شتى من العسكر تمهيداً لنقلها إلى أفريقيا الشمالية، وقد زوّدها بتوجيهات من ضمنها أن على الجنود أن يحذروا المسيحيين ويلقوا القبض على الذين لا ينصاعون منهم لأحكام القيصر. وكان ميناس نازلاً، يومذاك، فرقة في فيرجيا، في آسيا الصغرى،
فما إن سمع بأوامر القيادة العسكرية العليا حتى أصيب بصدمة وشعر بالحنق والقرف فقام وخلع سيره وألقاه أرضاً وفرّ إلى الجبال لأنه اعتبر مسكنة الضواري خيراً من مساكنة عبدة الأوثان وهؤلاء أكثر بهيمية من أولئك.
أقام ميناس في الجبال ردحاً من الزمان ناسكاً عابداً. وقد ساعدته تنشئته العسكرية على ضبط أمياله ومحاربة أهوائه إلى أن بات قوياً في الروح، ثابتاً، راسخاً مستعداً للمهمات الصعبة.
ساعتئذ جاءه إعلان إلهي أنه قد حان أوان الرضى وآن أوان الاستشهاد. فقام ونزل على المدينة، قيما كان الوثنيون يحتفلون. ثم دخل بينهم وهتف: “ألا اعلموا يا قوم أنه ليس هناك غير إله واحد حقيقي: المسيح، والذين تعبدونهم ليسوا سوى قطع من الخشب الأصم لا حسّ فيها!”. فكان لكلماته في نفوس الناس وقع الصاعقة.
وحالما استعادوا رشدهم انقضّوا عليه وأشبعوه ضرباً ولكماً، ثم أسلموه إلى حاكم المدينة، فانتهزها فرصة يسلي فيها الجوع بتعاذيب شاهد آخر للمسيح.

عمد الحاكم، بادئ ذي بدء، إلى الاستعلام: “من هذا الوقح وما مكانته؟!” فأجاب ميناس بكل جرأة وقال: “أنا من مصر واسمي ميناس. كنت ضابطاً في الجيش
ولكن لما رأيت عبادتكم للأصنام رددت كراماتكم وجئت اليوم أعلن بينكم أن المسيح هو الإله الحي الحقيقي وحده…”. فأمسك الحاكم نفسه بعضاً وحاول، بالتهديد والوعيد،
ثم بالاستمالة والوعود، أن يزحزحه عن موقفه فأخفق. إذ ذاك أسلمه للمعذّبين فجلدوه بوحشية وفركوا جراحه بقطعة شعرية خشنة. ثم سلخوه وأحرقوا جنبيه بالمشاعل، وبعدما تفننوا في تعذيبه قطعوا هامته وأضرموا النار في بقاياه ليمحوا أثره. ولكن، تمكّن مؤمنون من استخراج بعض عظامه. وقد جرى نقلها، فيما بعد، إلى الاسكندرية.
ظهورات القدّيس ميناس وعجائبه لا تعد ولا تحصى، وقد عرفه المؤمنون معيناً لهم في الشدائد والضيقات ومؤدباً للكفرة والمنافقين.
والصورة التي اعتاد الناس رؤيته عليها هي صورة فارس على جواد.

تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في ١١ تشرين الثاني من كل عام.

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

” إن الحب هو كل شيء"

” إن الحب هو كل شيء”

يسطع الحب و يتجلى فى كل دعوة؛ في الزواج و في حياة التكريس في الأسرة و في الدير؛ في المسؤوليات الكبيرة و الأعمال الصغيرة المتواضعة الحب يشمل جميع الأزمنة و الأماكن لأنه حيث الحب هناك الله؛ لذلك دعوتي هي الحب ففي قلب الكنيسة أمي سأكون الحب؛ سأكون الحب في قلب أسرتي و المجتمع في قلب جماعتي الرهبانية و الكهنوتية سأكون الحب؛ سأكون الحب فى خدمتي و رسالتي في آلامي؛ في مرضي؛ في ضعفي و محدوديتي سأكون الحب؛ في كل الظروف و في كل مكان سأكون الحب و هكذا سأكون كل شيء”

” القديسة تريزا الطفل يسوع “

مسبحة الأوجاع

مسبحة الأوجاع

:فعل الندامة : يا ربي وإلهي، أنا نادمٌ من كلّ قلبي، على جميع خطاياي، لأنّي بالخطيئة خسرتُ نفسي والخيرات الأبدية واستحققت العذابات الجهنّمية. وبالأكثر أنا نادم، لأنّي أغظتك وأهنتك، أنت يا ربي وإلهي المستحق كلَّ كرامة ومحبّة ولهذا السّبب أُبغِضُ الخطيئةَ فوق كلِّ شرّ. وأُريدُ بنعمَتِك أَن أَموتَ، قبل أَن أغيظَك فيما بعد. وأَقصدُ أن أهرب من كلّ سببِ  خطيئة، وأن أَفي ، بقدرِ استطاعتي ، عنِ الخطايا التي فعلتها. آمين

نصلّي : يا إلهي، إني أقدم لعظمتك مسبحة الأوجاع هذهالمختصة بأحزان والدتك الكلية القداسة إني أريد التأمل والمشاركة بعذابها (إني أرجوك، بحق الدموع التي ذرفتها في تلك اللحظات: أعطني أنا الخاطىء، كما ولكل الخطأة، الندامة الكاملة على خطايانا . (ثلاث مرات

البيت الاول : اني أشاركك يا مريم الحزينة في الحزن الذي قاساه قلبُك الحنون عند نبوءة سمعان الشيخ بأن حربة الآلام ستخرق قلبك بعد كل بيت على الحبة الكبيرة : ” ألأبانا ” مرة واحدة على الحبة الصغيرة : ” السلام الملائكي ” سبع مرات وبدل المجد نقول : ” أيتها الأم الكلّية الرحمة: إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة

البيت الثاني : اني أشاركك يا مريم الحزينة في الضيق الذي قاساه قلبك الكلّي الشعور والتأثّر في هربك وإقامتك بمصر

البيت الثالث : اني أشاركك يا مريم الحزينة في الغموم التي شعر بها قلبك الوالدي ، عند فقدِك ابنك يسوع الحبيب

البيت الرابع : اني أشاركك يا مريم الحزينة في الرعب الذي أحسّ به قلبُك الوالدي، عند إلتقائك بيسوع حاملاً الصليب

البيت الخامس : اني أشاركك يا مريم الحزينة ألمك الشديد عند تسميره على الصليب، والإستشهاد الذي احتمله قلبُك الشجاع في وقوفك عند يسوع منازعاً

البيت السادس : اني أشاطرك يا مريم الحزينة، سيف الوجع الذي ألمَّ بقلبك عند نظرِكِ ابنك يسوع العزيز مائتاً في حضنك

البيت السابع : اني أقاسمك يا مريم الحزينة ، سيفَ الوجع الذي شطر قلبَك الكلي المحبة، عند دفنة يسوع ، إذ خارت قواك تحت وطأة الألم الشديد

يقال السلام الملائكي ثلاث مرات إكراماً للدموع التي ذرفتها العذراء مريم بسبب آلام إبنها يسوع

سيرة حياة القديسة تقلا

سيرة حياة القديسة تقلا
(أولى الشهيدات والمعادلة للرسل)

القديسة تقلا هي تلميذة القديس بولس الرسول وهي أولى الشهيدات في المسيحية كما حُسب القديس إسطفانوس أول الشهداء، إذ احتملت ميتات كثيرة مع أنه لم يُسفك دمها. رآها كثير من الآباء نموذجًا مصغرًا للكنيسة البتول المزينة بكل فضيلة بعد القديسة مريم مباشرة، حتى أن كثير من الآباء حين يمتدحون قديسة عظيمة يدعونها “تقلا الجديدة”

:نشأتها
نشأت في أيقونية وقد عُرفت بجمالها البارع بجانب خلقها الحميد وغناها مع علمها إذ اهتم والدها -أحد أشراف المدينة- بتثقيفها. تبحرت في الفلسفة، وأتقنت الشعر؛ وكانت فصيحة اللسان، مملوءة جراءة لكن في احتشام وأدب
تقدم لها كثير من الشبان، وقد استقر رأي والديها على أحد الشبان الأغنياء، ابن أحد الأشراف، وكان يدعي تاميريس نحو عام ٤٥م
إذ مرّ القديسان بولس وبرنابا في مدينة أيقونية، في الرحلة التبشيرية الأولي (أع:١٣-٥١) وإذ كانت تجلس عند حافة نافذة في أعلى المنزل ترى القديس بولس وتسمع كلماته، سحبها روح الله للتمتع بالإنجيل. التقت القديسة بالرسول بولس وسمعت له، وأعلنت إيمانها ثم اعتمدت. خلال جلساتها المستمرة شعرت بحنين شديد للحياة البتولية، فبدأت تطرح عنها الزينة الباطلة ولا تعبأ بالحلي واللآلئ، كما عزفت عن الحفلات والولائم، الأمر الذي أربك والدتها
بدأت الأم تلاطفها وتنصحها أن تعود إلى حياتها الأولى العادية فتتزوج ليكون لها أطفال، ولكي تسندها أيضًا في شيخوختها، لكن القديسة أعلنت بكل حزم رغبتها في البتولية من أجل الرب، فصارت الأم تهددها. التجأت الأم إلى تاميريس ليساعدها في إقناع ابنتها بالزواج، فصار يتملقها، حاسبًا أنه قادر أن يسحب قلبها للهو العالم، أما هي فكانت تصرّ على حياة البتولية

:اهتمامها ببولس في السجن
شعرت الأم بأن عارًا يلحق بها برفض ابنتها للزواج، وشعر تاميريس أن تكلا قد كسرت تشامخه، فتحول حبه لها إلى كراهية شديدة
وإذ أراد التنكيل بها أثار الوالي ضد معلمها بولس الرسول، فزج به في السجن
أدركت القديسة كلمات بولس الرسول: “كلمة الله لا تُقيد” (٢تي٢: ٩)فتسللت إلى السجن لتقف بجوار معلمها، تسمع كلماته الإنجيلية، وتنفق عليه من مالها، إذ يقول القديس يوحنّا الذهبي الفم: “قدمت القديسة تقلا في بدء تنصرها ما عندها من الجواهر لإسعاف بولس الرسول، وأنتم القدماء في الديانة والمفتخرون بالإسم المسيحي لا تساعدون المسيح بشيء تتصدقون به على الفقراء
جُلد الرسول ثم طرد بينما أُلقي القبض على تلميذته

:وسط الأتون
ثارت الأم على ابنتها وأيضًا ثار تاميريس عليها، وقد حاول القاضي إقناعها أن ترتد عن الإيمان بالمسيح وتخضع لقانون الطبيعة فتتزوج لكنها رفضت بإصرار. أشعل أمامها أتون النار فلم تبالِ بل صلت لله وتقدمت بشجاعة بنفسها وسط الأتون، حدث ريح عاصفة وبروق ورعد، وإذ هطلت الأمطار انطفأت النيران ولم يصبها أذى، بينما أصاب الأذى بعضًا ممن هم حولها، وإذ هرب الكل انطلقت هي إلى خارج المدينة ورافقت القديس بولس حتى استقرت في إنطاكية.

:عذاباتها في إنطاكية
في إنطاكية إذ افتتن بجمالها أحد كبار المدينة، يدعى إسكندر، وجدها يومًا في الطريق فحاول اغتصابها لكنها أفلتت من يديه، وصارت تنتهره وسط الجموع بل ومزقت ثوبه وألقت بعمامة رأسه في الوحل، فأراد الانتقام منها. وشى بها لدى الوالي الذي حكم عليها بإلقائها وسط الوحوش المفترسة
جاءت الحشود تنظر الفتاة الجميلة تنهشها الوحوش المفترسة. وإذ أعطى الوالي أمره بإطلاقها، أسرعت إليها لتجثوا عند قدميها وتلحسهما بألسنتها، فظن الوالي أن الوحوش غير جائعة، فأمر بإعادة الكرّة في اليوم التالي وإذ تكرر المنظر تعالت صرخات الجماهير تطلب العفو عنها، وإن كان قلة طلبوا قتلها بكونها ساحرة
أُلقيت تقلا في السجن، وفي اليوم الثالث ربطت في أقدام ثورين هائجين، وإذ تألمت جدًا صرخت أن يقبل الرب روحها، لكن فجأة انفكت عن الثورين الذين انطلقا ليطرحا الجلادين أرضًا ويهلكانهم.
أُلقيت أيضًا في جب به ثعابين سامة فلم يصبها أذى، أخيرًا أمر الوالي بإطلاقها حرة، خاصة وأن كثير من الشريفات المسيحيات والوثنيات كن ثائرات على موقف إسكندر معها في الطريق، وقد احتضنتها شريفة تدعي تريفينا

:في جبال القلمون
انطلقت القديسة تقلا إلى القديس بولس في ميرا بليكيا وأخبرته بعمل الله معها فمجد الله وشجعها، فكانت تسنده في الكرازة بين الوثنيات

:تنقلاتها
انطلقت إلى أيقونية فوجدت خطيبها قد مات، أما والدتها فأصرت على عنادها. كرزت بين بعض الوثنيات ثم انطلقت إلى سوريا تكرز وتبشر بين النساء وقد آمن على يديها كثيرات. اتخذت لنفسها مغارة في سلوقية وعاشت في حياة هادئة تأملية مدة ٢٧سنة، كانت الجماهير تأتي إليها وتستمع لكلماتها وتطلب صلواتها

:نياحتها
قيل إن الأطباء ثاروا ضدها، لأن المرضى هجروهم وذهبوا إلى القديسة يطلبون صلواتها عنهم، وإذ أثاروا جماعة من الأشرار للفتك بها، جاءوا إليها فوجدوها تصلي. لم ترتبك بل رفعت عينيها إلى السماء، فانشقت الصخرة ودخلت فيها لتنطلق إلى عريسها السماوي
جاء في بعض المخطوطات أنها وجدت في الصخرة طريقًا منه انطلقت إلى روما لترقد وتُدفن بجوار معلمها بولس الرسول

صلاتها تكون معنا

من أقوال القديس يوحنا الذهبي الفم

  • الصلاة هي مصدر وأساس لبركات لا تحصى هي قوية للغاية.. الصلاة مقدمة لجلب السرور.

 – على الإنسان أن يردد على الدوام صلاة :
“ياربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا الخاطئ”
سواء أثناء عمله أو سيره أو أكله أو راحته حتى يتغلغل اسم ربنا يسوع المسيح في أعماق القلب ويحطم كبرياء الحية القديمة الرابضة في الداخل لإنعاش الروح. لذلك داوم بلا انقطاع على ترديد اسم الرب يسوع حتى يحتضن قلبك فيصير الإثنان واحدًا.

 – ليتنا ننتفع بضرورة الصلاة وندرك أن في تركها فقدان حياة النفس إذ هما شيء واحد لا ينفصل.

 –  “قدسهم في حقك”، بمعنى “اجعلهم قديسين بعطية الروح والتعاليم الصادقة”. كما أنه عندما قال:
“أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به”
(يو 15: 3). هكذا يقول الآن نفس الشيء: “أرشدهم، علمهم الحق”… فإن النطق بالتعاليم المستقيمة بخصوص الله يقدس النفس. وإذ يقول إنهم يتقدسون بالكلمة، لا يتوقف ذلك على أعمالٍ العجيبة… إذ يعرف أن كلمة الله هي أيضًا تطهر.
لكن القول: “قدسهم” يبدو لي أيضًا أن تعلن عن أمر آخر مشابه. “كرسهم لأجل الكلمة والكرازة. هذا ما يظهر مما جاء بعد ذلك.

 – السكون قرين النسك، السكون يعطي القلب عزلة دائمة.
 
 – من لا يصلي لا يوجد فى حياته شيء صالح بالمرة.

 – أنتم تشتاقون أن تروا ثيابه أما هو فيهبكم ذاته لا أن تروه فحسب بل وتلمسوه وتأكلوه وتقبلوه في داخلكم

 – مع الصلاة ارشم نفسك بالصليب على جبهتك وحينئذٍ لا تقربك الشياطين لأنك تكون متسلحا ضدهم.

 – الصلاة سلاح عظيم وكنز لا يفنى.

– إن اردت ألا يأتي لك حزن فلا تحزن إنسانا ما.

 – الحب هو جواز السفر الذي به يعبر الإنسان كل أبواب السماء دون عائق.

عيد ارتفاع الصليب المجيد

عيد ارتفاع الصليب المجيد
(١٤ أيلول)

:نبذة تاريخيّة عن الصليب المقدَّس

تمَّ الكشف على الصليب المقدّس بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير.. التي شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالي ثلاثة آلاف جندي، وفي أورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها في ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها إليه أحد اليهود الذي كان طاعنا في السن .. فعثرت على ٣ صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصري ملك اليهود واستطاعت أن تميّز صليب المسيح بعد أن وضعت الأول والثاني على ميت فلم يقم، وأخيرا وضعت الثالث فقام لوقته. فأخذت الصليب المقدس ولفته في حرير كثير الثمن ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة.. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب … وأرسلت للبابا أثناسيوس بطريرك الإسكندرية فجاء، ودشن الكنيسة بأورشليم في احتفال عظيم عام ٣٢٨ م. تقريبًا

:أهميّة الصليب في حياتنا
عيد الصليب هو عيد مبارك . هو ينبوع النعم والبركات ومصدر القوة والنصر . فعليه صلب السيد المسيح و غلب به الموت
وفي رشمنا للصليب اعتراف بالثالوث الأقدس الآب والإبن والروح القدس، اعتراف بوحدانية الله كإله واحد، اعتراف بتجسد الابن الكلمة وحلوله في بطن العذراء مريم.

لما بسط موسى النبي يديه على شكل صليب انتصر، ولما رفع الحية النحاسية نجى الشعب، ولما ضرب الصخرة بالعصا قيل أنه ضربها على هيئة صليب فانفجر الماء منها. و آبَاءَنَا القديسون عملوا المعجزات ،انتصروا وغلبوا الشر بإشارة الصليب المقدس. لا ولن توجد قوة تضاهي قوة الصليب. فيجب علينا أن نضع صليباً في بيوتنا فنحمي به عائلتنا من كل قوة شريرة

:صلاة
أيها الصليب المجيد ، بك نستمد القوة، ومعك نعيش بسلام وطمأنينة. أنت هويتنا وفخر لنا . بك نحيا وننتصر على الشر و الخطيئة
يا إلهي كم هي عظيمةٌ رحمتك، ومحبتك لا نهاية لها . اسمح لنا وعلمنا كيف نحمل معك بفرح الصليب الذي حملته وصلبت عليه من أجلنا. شكراً لك أيها الفادي على كل نعمك التي وهبتنا اياها
شكراً يا يسوع لأنك دائماً معنا
شكراً يا إلهي لأنك حاضر في كل ثانية لتنقذنا وتنتشلنا إن تعثرنا
يا سيد الكون ويا ملك الملوك إقبل قلبنا مسكناً لك فينبض دائماً بالمحبة والإيمان
المجد لك أيها المسيح يا من تروي قلوبنا بسلامك ورأفتك وتشبع روحنا بنورك المضيء
ننحني لك أيها الصليب المجيد ونستمد منك القوة لنتغلب بها على كل شر يحاربنا ويحاول ابعادنا عنك. آمين

إعداد سيلاني : فريق صوت الرب]]>

شرح تاريخ عيد الصليب

شرح تاريخ عيد الصليب

† المقدس من العلامات التي يعتز بها المؤمن المسيحي، ويتجلى ذلك في حياته اليومية فنراه يرسم علامة الصليب في كل وقت كان، في الأفراح والأحزان والآلام
القصة المذكورة عن اكتشاف خشبة الصليب المقدس: يرتبط عيد رفع الصليب المقدس بذكرى استرجاع خشبة عود الصليب الذي عُلِّق عليه الربّ يسوع المسيح فأصبح رمزاً للفداء والقيامة والمجد
تخبرنا الأناجيل أن اليهود طلبوا من بيلاطس صلب يسوع، فخرج المسيح حاملاً صليبه إلى الموضع المسمّى الجلجلة. ومن الثابت أن يسوع مات على الصليب، وبعد موته اهتم يوسف الرامي، بإذن من الوالي بيلاطس البنطي، بإنزال جسد المسيح ووضعه في قبره الخاص الجديد

لكن ماذا جرى لصليب المسيح؟ لقد طمروه في التراب مع الصليبين الآخرين وبسب مالاقاه المسيحيون من اضطهاد في القرون الثلاثة الأولى لم يجسر أحد على ذكره أو البحث عنه

 لما وقعت الحرب بين الملك قسطنطين وخصمه مكسانس سنة ٣١٢م طلب الملك قسطنطين المعونة من إله المسيحيين، فظهر له صليب في الجو وحوله هذا الكتابة: “بهذه العلامة تنتصر”.†
عندها آمن الملك قسطنطين بالمسيح وأمر برسم الصليب على تروس جنوده وانتصر في الحرب، ثم أصدر مرسوم ميلانو سنة ٣١٣م وأقرَّ للمسيحية حق الوجود واعترف بالدين المسيحي وسمح به

بعد هذا الظهور للصليب، ذهبت والدة الملك قسطنطين، القديسة هيلانة، إلى القدس تبحث عن صليب المسيح. وعندما سألت عن الأمر أخبروها بأن الصليب مدفون بالقرب من معبد فينوس الذي   أقامه الأمبراطور أدريانوس، فأمرت بحفر المكان وعثرت على ثلاثة صلبان، ولمّا لم تعرف أيّها صليب السيد المسيح الحقيقي، اقترح البطريرك مكاريوس أن تضع واحداً تلو الآخر على جثة أحد الموتى الذين كانت تمر جنازتهم بالمكان في ذلك الوقت، فعندما وُضع على الصليب الأول والثاني لم يحدث شيء، وعندما وُضع على الصليب الثالث، عادت للميت الحياة بأعجوبة باهرة، وبعد ذلك وضعوا الصليب على إمراة مريضة فشفيت في الحال
عندئذ رفع البطريرك مكاريوس خشبة الصليب ليراها جميع الحاضرين فرتلوا “يا رب ارحم” ودموع الفرح تنهمر من عيونهم، فرفعت القديسة هيلانه الصليب المقدس على جبل الجلجلة وبنت فوقه الكنيسة المعروفة إلى يومنا هذا كنيسة القيامة

 وتأكيدأ على صحة هذه القصة يجب ذكر قول للقديس يوحنا الذهبي الفم في خطبة ألقاها بين سنة ٣٩٠ – ٣٩٥م والتي ذكر فيها بأن الفرق بين الصليب الصحيح والصليبين الأخرين عندما اكتشفتهما الملكة هيلانة كان واضحاً من اللوحة التي كُتبت بأمر بيلاطس والتي بقيت معلقة عليه ويرى ذلك أيضاً القديس امبروسيوس أسقف ميلانو ٣٧٤ ـ٣٩٧م، ويضيف إلى ذلك بأن هيلانة أم قسطنطين التي اكتشفت خشبة الصليب المقدس فعلا

 في سنة ٦١٤م كان كسرى ملك الفرس قد اجتاح اورشليم وأسر الوف المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، ونقلهم إلى بلاده، وأخذ ذخيرة عود الصليب الكريم غنيمة، وبقيت في حوزته أربع عشرة سنة

 عام ٦٢٨م استطاع الأمبراطور البيزنطي هرقل الانتصار على الفرس، كانت أهم شروطه اطلاق المسيحيين وإرجاع ذخيرة خشبة الصليب المقدس. وكان كسرى الملك قد مات وملك مكانه ابنه سيراوس فقبل هذا بالشروط وأطلق الأسرى سالمين مع البطريرك زكريا بعد أن قضوا في الأسر ١٤سنة، وسلّم ذخيرة عود الصليب إلى الأمبراطور هرقل وكان ذلك سنة ٦٢٨م. فأتى بها هرقل إلى القسطنطينية التي خرجت بكل ما فيها الى استقباله بالمصابيح وتراتيل النصر والإبتهاج

وبعد مرور سنة جاء بها الإمبراطور هرقل إلى أورشليم ليركز عود الصليب في موضعه على جبل الجلجلة. فقام لملاقاته الشعب وعلى رأسهم البطريرك زكريا، فاستقبلوه بأبهى مظاهر الفرح والبهجة   بالمشاعل والترانيم وساروا حتى طريق الجلجلة. وهناك توقف الملك بغتة بقوة خفية وما أمكنه أن يخطو خطوة واحدة، فتقدم البطريرك وقال للملك: “إن السيد المسيح مشى هذه الطريق حاملاً صليبه، مكللاً بالشوك، لابساً ثوب السخرية والهوان، وأنت لابس أثوابك الأرجوانية وعلى رأسك التاج المرصّع بالجواهر، فعليك أن تشابه المسيح بتواضعه وفقره”. فأصغى الملك إلى كلام البطريرك، وارتدى ثوباً حقيراً ومشى مكشوف الرأس، وتابع مسيره حافي القدمين حتى الجلجلة حيث رفع عود الصليب المكرّم فسجد المؤمنون على الأرض
وهم يرنمون (لصليبك يارب نسجد ولقيامتك المقدسة نمجد) وكان ذلك في ١٤ أيلول ٦٢٨م. فشمل الفرح العالم المسيحي الشرقي وأخذوا الناس يتباركون من خشبة الصليب المقدس التي حلَّ عليها تم سرّ الفداء. بعدها نقلت الذخيرة إلى إورشليم سنة ٦٣١م

 ومنذ ذلك الحين والكنيسة تحتفل بهذا العيد العظيم: عيد رفع الصليب المقدس كل سنة في ١٤ أيلول †

:من العادات الشعبية المقترنة بهذا العيد †
إشعال النار على قمم الجبال أو في الساحات العامة، وترجع هذه العادة إلى النار التي أمرت القديسة هيلانه بأشعالها من قمة جبل إلى أخرى لكي توصل خبر عثورها على الصليب لابنها الأمبراطور قسطنطين في القسطنطينية، إذ كانت النار هي وسيلة التواصل السريع في ذلك الزمان

الأب جيرارد أبي صعب

آيات وأقول رائعة عن الصليب المقدَّس

آيات وأقول رائعة عن الصليب المقدَّس

(“وأما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم” (غل6: 14

“كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ”
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 18)

(“مَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي” (إنجيل متى 10: 38

(“إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي” (إنجيل لوقا 9: 23؛ إنجيل متى 16: 24؛ إنجيل مرقس 8: 34

(“يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ” (إنجيل مرقس 10: 21

“مَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا”
(إنجيل لوقا 14: 27)

(“إِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2

(“يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 20

(“نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ” (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 2

“عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيضاً لِلْخَطِيَّةِ”
(رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 6)

“مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي” (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 20

(“الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 24

“يا لمحبة الله الفائقة! يا للتعطفات الأبوية! فقد وهبنا عصاً قويه نقتل بها قوات الظلمة والشر.. التي هي صليب ربنا يسوع المسيح”
القديس الأنبا شنوده

“في جميع آلامه كن معه وتألم مثلما تألم
بشتيمة، بهزء، بقبول البصاق بتسمير المسامير وأصلب نفسك معه في الصليب
(وأشرب معه الخل والمر،حتى تبتهج معه في عرسه!” (الشيخ الروحاني القديس يوحنا سابا

ان الشياطين ترتعب من منظر الصليب وحتى من مجرد الاشارة به باليد.
لأن السيد المسيح له المجد ظفر بالشيطان وكل قواته ورئاساته على الصليب، وجردهم من رئاستهم وفضحهم علناً فصارت علامة الصليب تذكيراً لهم بالفضيحة واشارة الى العذاب المزمع أن يطرحوا فيه. (الأب يوحنا من كرونستادت

“ربى يسوع.. هبني فهما وإدراكا لقوة صليبك، وأشعرني عندما أكون في شدة العالم وضد مبادئ العالم أنى لست مهزوما بل منتصرا بقوة صليبك..” ابونا بيشوى

تأمل الأحد قبل رفع الصليب

تأمل الأحد قبل رفع الصليب. يوحنا 13:3-17

“وكما رفع موسى الحيّة في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن البشر”
يشير المسيح هنا إلى حدثٍ رسَمَ من العهد القديم صورةَ ما كان سيجري مع الربّ يسوع في العهد الجديد. فعندما تضجّر الشعب اليهوديّ، غير معترف بجميل الله ومحبّته، ظهرت في البرية حيّات أماتت بلسعاتها وسمّها الكثيرين. لكن عندما تحنّن الله على شعبه أمر موسى أن يرفع (على خشبة) حيّة نحاسيّة بشكل تلك الحيّات، ولكن كان كلّ من ينظر إليها يشفى من لسعات الحيّات السامة
وهذا رسم مُسبق لصلب المسيح. لقد رُفِعَ المسيح وهو يحمل شكلنا وجسدنا ذاته لكن لم يكن فيه سمّ الخطيئة. وصار كلّ من لسعه سمّ هذا الجسد ينظر إلى المتجسّد المصلوب لأجلنا فيُشْفَى
الواقع، أنّ لدى الغالبية خلطاً غير واضح بين الخطيئة وأسبابها. وغالباً ما نرمي مسؤوليّة الخطيئة على الجسد. فنحن مثلاً نبرّر السرقة بجوع ما للجسد، أو نبرر الإهمال بحجّة التعب… وكلّ خطايانا !نعيدها إلى إرغام حاجات الجسد ولذَّاته… ونخطئ في فهم قول بولس “أنّ الجسد ضدّ الروح”، وكأن الجسد يحمل دوافع الخطيئة
إنّ يسوع حمل جسدنا لكنّه لم يخطئ. حمل أهواءنا ذاتها غير المعابة من جوع وعطش وألم وتعب… لكنّه لم يسمح للأهواء المعابة أن تجعل الجسد يحمل سمّ الخطيئة
وقد كان رفع الحيّة النحاسية رسماً لرفع المسيح الإنسان. فتلك كانت شبيهة بالحيّات السامّة والربّ كان شبيهاً بالبشر، هناك الحيّة لم تحمل سمّاً وهنا المصلوب لم يحمل خطيئة، هناك كان كلّ من يُلسع بسمّ الحيّات ينظر إليها فيشفى، وهنا ما الذي يجري؟
إنّ رفع يسوع على خشبة هو رسمٌ مسبق لرفعنا نحن تلاميذه. إنّ تلميذ يسوع حين ينظر إلى سيّده مصلوباً يعتمد معه على شبه موته وقيامته. عندما يرى الجنديّ الشهم سيّده مجروحاً في الحربّ يرتمي في المعركة بضراوة أكبر

ارتفاع يسوع على الخشبة من أجلنا يجرح فينا كرامتنا، وجرحه يدمي حبّنا. أن ننقلب من أناس عاديّين إلى رسل الحبّ الإلهيّ ومبشريّ البذل والعطاء بدءاً من الذات، هو بالواقع شفاء من سمّ الأنانيّة
نداء يسوع إلينا لا يأتي كالفرض أو الواجب. نداء يسوع يخرج إلينا من المثال. إنّ ارتفاع يسوع يرفعنا: “عندما ارتفع سأرفع إليّ كثيرين”، هذه كانت نبوءته. لنسألْ كلّ مَنْ أحبَّ ومارس فضيلة، هل أملى ذلك عليه حبّ الدنيا أم حبّ المصلوب؟
لنسأل الرهبان والنسّاك والعائشين في العالم لماذا يلتزمون الصوم والصلاة والخدمة والبذل والتضحيات؟ كلّ ذلك حبّاً بمن؟ إنّه صليب المسيح الذي جرح حبّنا فرفعنا كما ارتفع هو عليه
الارتفاع الذاتي الحرّ، هذا الخيار أن نكون كالمصلوب شهداء المحبّة، وشهداء كلّ ما هو سامٍ تجاه سموم الحيَّات الأرضيّة، هو ألذّ ما في الحياة. إنّ وجود الشرّ في العالم، الألم والأمراض، والشرور الأخلاقيّة، كلّ ذلك يجعل الأرضيّات أرضاً لحيَّة تزحف على بطنها، ويجعل من خشبة الصليب موضعاً وسماءً لتلاميذ الحبّ الإلهيّ الذين يعرفون أن يبسطوا أيديهم واسعاً فيحتضنون كلّ صورةِ ألمٍ في الدنيا ولا يقبلون بمظاهر الشرّ. لا يمكن للمسيحيّ الحقّ أن يستريح وسيّده مجروح
واقع الحبّ المتواجد في قلب واقع الألم لا يرضى إلا بشهادة الصليب سياسةً. لذلك في الرسالة اليوم قال بولس: “حاشى لي أن أفتخر”، لا بمصلحة ولا بمجد ولا بمال ولا بأيّ شيء من الدنيا مما هو أسفل، و”إنّما بصليب ربّنا يسوع المسيح الذي به صلبتُ للعالم وبه العالم صلب لي”
رفع الحيّة هو رسمٌ لرفع المسيح. وصلب المسيح (رفعه) رَسْمٌ لرفعنا ولصلب كلّ من أحبه. حياتنا لا تأتي إلا من بسْطِ الأيدي شهادةً من أجل الحبّ الإلهيّ استشهاداً عن الألم البشريّ. الحبّ لا يعرف جموداً، الحبّ ديناميكيّة لا تقف. الحبّ هو الحياة. والحبّ يعشق الصليب

“لأنّه كما رُفع يسوع في الجلجلة خارج المدينة هكذا ينبغي أن يُرفع كلّ ابن بشر لكي لا يهلك العالم بل تكون له الحياة الأبدية”. آميــن

الأب جيرارد أبي صعب]]>