Mercredi, octobre 8, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 28

عيد الهالوين عيد الشيطان

عيد الهالوين عيد الشيطان

اسمه هو اختصار لعبارة “ All Hallows’ Eve “أي ” ليلة جميع القديسين ” ، أي الليلة السابقة لعيد جميع القديسين في التقويم الغربي. وكلمة” Hallow ” هي كلمة قديمة إنكليزية جداً تعني ” القداسة “. ولهذا يدعى ” ليلة جميع القديسين Day of all Hallows أي Day of all Saints “. فالهالوين في المعنى المسيحي هو الليلة السابقة لعيد جميع القديسين الذي يصادف في الأول من تشرين الثاني نوفمبر حسب التقويم الغربي ( حسب التقويم الشرقي تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية في الأحد التالي لعيد العنصرة بعيد جميع القديسين ). بدايات هذا العيد تعود إلى الفترة عندما كانت روما وأوربا لم تزل أرثوذكسية وكانت تسبق العيد احتفالات تقليدية في الليلة السابقة له.

المعاني المضادة للمسيحية

الممارسات الغامضة والغريبة في هذه المناسبة تعود في أصولها لشعب السلتيك Celtic People الذين عاشوا في الجزر البريطانية. ولهذا السبب كان حتى الزمن القريب يجري الإحتفال بالهالوين كعيد ” للرعب ” في بريطانيا والولايات المتحدة وبعض الدول التي تنحدر شعوبها من أصول وثقافة بريطانيتين. ومنذ أمد ليس ببعيد بدأت التقاليد المعروفة للهالوين من أشباح وسحرة تنتشر في البلاد الأخرى.عندما وصلت المسيحية إلى بريطانيا وجدت الكنيسة شعب السيلت Celts الوثني الذي كان يؤمن بإله الموت ” Samhain ” ويحتفل له في فصل الخريف. وكانوا يعتقدون أنه في يوم عيده فإن أرواح الموتى تجوب الأرض وأنه يجب استرضاؤها لكي لا تصنع شراً. ولتمثيل هذا الطقس كان الناس يزورون البيوت كما تفعل الأرواح ويطالبون باسترضائهم ” يجمعون مالاً “. كما كانت تُقدّم التضحيات البشرية في تلك الليلة الرهيبة. قامت الكنيسة في بريطانيا بمحاربة هذه العبادات الشيطانية وممارساتها الدموية. مما دفع بأتباع تلك الديانة إلى المقاومة والمبالغة في احتفالاتهم، كتهديد كل من لا يعطيهم المال، والسخرية من الممارسات المسيحية كتزيين الهياكل العظمية ووضع اليقطينة المنحوتة للسخرية من تكريم المسيحيين لجماجم القديسين وبقاياهم. كان شعب الكليتس يعتمد تقويماً قمرياً ولهذا لم يكن عيد إلههم سمهاين ثابتاً، لكن بعد اعتماد التقويم اليولياني الروماني صار عيدهم ثابتاً في ليلة الأول من نوفمبر تشرين الثاني، أي في ليلة عيد جميع القديسين الكاثوليكي. لهذا من الواضح أنه في تلك الليلة كان فقط أتباع تلك الديانة يجوبون الشوارع ويطرقون أبواب البيوت مطالبين بالمقابل المادي، في الوقت الذي يبقى فيه المؤمنون المسيحيون في بيوتهم استعداداً للاحتفال بيوم القديسين بطريقة تتصف بالورع والتقوى. هذا يعني أن من يشارك في تلك الممارسات الشيطانية سواء عن معرفة او عن جهل بمعانيها، يتشبّه بأولئك الوثنيين الذين كانوا يسخرون من المسيحية ومن أتباعها.

هل الهالوين فعلاً غير ضار؟

قد يقول البعض ” حسناً هذا صحيح ولكن الهالوين حالياً هو مجرد وقت يفرح فيه الأطفال ويتمتعون فيه بالحلوى والملابس “. ولكن الحقيقة ليست كذلك:إن رموز الاحتفال بالهالوين بما يتضمنه من سحرة وشياطين ومشعوذين ليست سليمة، لأنها هي عملية تطبيع لتلك الرموز الشيطانية ” تطبيع = جعلها تبدو طبيعية “. وهذه الرموز لا ينبغي تصويرها كما لو كانت غير مؤذية، فهي تعلّم الأطفال عكس ما يجب أن يتعلموه. وهذه الممارسة تجعل الأطفال ينغمسون في ذلك الجو وتلك الرموز الغامضة المرافقة للاحتفال بالهالوين وتصبح جزءاً من حياتهم. تقيم العديد من البدع وما يسمى ” كنائس الشيطان ” في الولايات المتحدة احتفالات كبرى في هذه الليلة تتراوح طقوسها بين الاحتفال بتلك الرموز والعبادات الشيطانية الحقيقية. ولذلك من الواجب أن لا نخلط بين شخصيتنا المسيحية الحقيقية وتلك الرموز المعادية للمسيحية والتي استخدمت أصلاً للتشهير بالمسيحية والسخرية منها. بل علينا في تلك الليلة أن نكثف الصلاة لكي يحمي الله العالم من الشرير ” .. لكن نجنا من الشرير، آمين “.-الاشتراك في تلك الاحتفالات الشيطانية يجعلنا مساهمين في عملية الارتداد عن المسيحية التي تشهدها الولايات المتحدة وأوربا. بعض الإحصاءات تشير إلى أن عدد الذين ينتظرون الهالوين في الولايات المتحدة تفوقت بشكل كبير على أولئك الذين يترقّبون عيد الميلاد المجيد، فهل نريد كمسيحيين أن نكون جزءاً من أولئك؟ قد يقول البعض أنّ الهالوين مجرد احتفالات لا خطر فيها، إلا أن السلوك الذي نسلكه في احتفالات الهالوين قد يترك فرصة للشيطان لكي يعمل في حياتنا بطريقة لا نعلمها، فلماذا نمنح الشيطان تلك الفرصة لكي يتغلغل إلى حياتنا؟

كيف نتعامل مع الطفل؟

إذا شرحنا بشكل واضح لأبنائنا لماذا لا نحتفل ” بالهالوين ” قد يشعرون بشيء من خيبة الأمل في البداية، ولكن مع الوقت يتولد لديهم الشعور بالفرح الروحي ويولد لديهم الإحساس بهويتهم المسيحية الخاصة، ويجعلهم مستعدين أكثر للحفاظ على نقاوة إيمانهم المسيحي الحقيقي. أو يمكننا ممارسة هذا الإحتفال بوجه آخركما في لبنان في عيد القديسة بربارة ما هو دورنا تجاه ” شهر الهالوين” في بعض المدارس في بلدنا الثاني كندا ؟ في الغرب تم تكريس شهر أكتوبر- تشرين أول للسحرة والأشباح في الكثير من المدارس العامة في الغرب خصوصاً في المرحلة الإبتدائية، في دليل آخر على أن الهالوين هو جزء من برنامج الارتداد عن المسيحية. يمكننا أن نتخيل أن محاولة تخصيص شهر كانون الأول- ديسمبر للاحتفال برموز ومعاني الميلاد المجيد لقامت آلاف الدعاوى القضائية تحت ذريعة ” فصل الدين عن الدولة “. لهذا فإن بروز الهالوين كعيد رسمي وشعبي في فصل الخريف وتراجع عيد الميلاد هو انتصار جديد للوثنية في حربها التي لا تنتهي ضد المسيحية. خلال هذا الشهر ينبغي علينا مراقبة تلك المواد التي يجري تدريسها لأطفالنا في المدارس، وينبغي أن نشرح لهم ان الساحرات لسن لطيفات بل شريرات، وأن أرواح الموتى لا تغادر السماء أو الجحيم، وإنما هذه أكاذيب شيطانية لترويع الناس وتخويفهم. لا ينبغي أن نكون سلبيين ونترك مسألة التعليم لمجلس المدرسة والمدرسين، بل أن نكون اكثر فاعلية ونتدخل حينما تدعو الضرورة لذلك. وبالتأكيد فإن توفرالمدارس البديلة عن تلك التي تروّج في مناهجها لتلك العادات والممارسات هو أفضل ويغني عن تلك المشاكل.

الأب جيرار أبي صعب

أشهر أقوال الطوباوي كارلو أكوتيس



أشهر أقوال الطوباوي كارلو أكوتيس

– “يجب أن يكون هدفنا هو اللامحدود وليس المحدود. الأبدية هي وطننا. لطالما كنا مُنْتَظَرين في السماء.”.


– “إنّ بوصلتنا يجب أن تكون كلمة الله، وعلينا أن نواجهها باستمرار.”


– “القربان المقدس هو الطريق السريع إلى السماء … كلما تلقينا الشركة أكثر، كلما أصبحنا مثل يسوع، وعلى هذه الأرض سيكون لدينا شعور مسبق بالسماء … إذا اقتربنا من القربان المقدس كل يوم نذهب مباشرة إلى السماء… عندما نقف أمام الشمس نسمرّ. عندما نضع أنفسنا أمام يسوع في الإفخارستيا، نصبح قديسين “

– العبارة التي كان يحب أن يقولها: “جميعهم ولدوا كالأصليين، لكن الكثير يموتون مثل النسخ المصوّرة”. للتحرك نحو هذا الهدف وليس “الموت مثل النسخ المصورة”

– “لو عرف الناس ما هو الخلود، فإنهم سيفعلون كل ما في وسعهم لتغيير حياتهم … التغيير ليس سوى النظر من الأسفل إلى الأعلى، حركة بسيطة للعيون تكفي.”

– “أن أتحد دائمًا مع يسوع ، هذا هو هدف حياتي… أعثر على الله، وستجد معنى لحياتك… كل شيء يمر … ما سيجعلنا جميلين حقاً في عيني الله، هو إذا أصبحنا نحبه فوق كل شيء.. وأن نحب إخوتنا كأنفسنا ”.


– “الحياة هدية لأنه طالما أننا في هذا العالم، يمكننا زيادة أعمالنا الصالحة. فكلما كانت أعلى، نتمتع أكثر بالفرح الأبدي مع الله.”

– “أن أتحد دائمًا بيسوع ، هذا هو برنامج حياتي”.

– “التلميذ الحقيقي ليسوع المسيح هو الذي يسعى في كل شيء إلى الاقتداء به والقيام بمشيئة الله”.

– “إذا كانت الأرواح تخاطر حقًا بإدانة نفسها، كما يشهد بالفعل العديد من القديسين وحتى ظهورات فاطيما أكدت ذلك ، أتساءل لماذا لم نتحدث اليوم عن “الجحيم ، لأنه أمر فظيع ومخيف ، لم أفكر فيه سوى القليل. على المائدة ، مع أسرته ، كان يقول لوالديه: “لكن ، هل تدركون ما يعنيه أن تكون في الجحيم إلى الأبد؟ … للأبد كله ، إلى الأبد ، إلى الأبد …” لم يتمكن كارلو من العثور على العزاء إلا من خلال صلاة الوردية. “الشيء الوحيد الذي يجب حقًا أن نخاف منه هو الخطيئة”

– قال كارلو لأصدقائه: “القداسة ليست مجموعة من الفضائل … القداسة تسير في حضرة الله وتكون دائمًا مثالية ، وتعيش لقاء بيسوع المسيح … الناس منشغلون جدًا بجمال أجسادهم وليس بجمال أرواحهم “

– “أصغر عيب يبقينا على الأرض مثل البالونات الصغيرة التي تظل ثابتة بفضل الخيط الذي في أيدينا. وأيضًا: “إن منطاد الهواء الساخن ، لكي يطير إلى المرتفعات ، يحتاج إلى التخلص من ثقله ، تمامًا كما تحتاج الروح ، من أجل الصعود إلى السماء، إلى إزالة حتى أصغر الأوزان التي هي خطايا عرضية … افعلوا كما فعلت وسترون النتائج “

– “الجمال الجسدي يتلاشى على الفور. الوقت يفوز بلا هوادة. لن يتبقى شيء. لكن الجمال الروحي لا يتلاشى بل يدوم إلى الأبد “.

– “يجب أن نكافح من أجل التحول. “الرذائل مثل الأثقال التي تمنع أرواحنا من النهوض روحيا.” (راجع أفسس ١٢:٦). “إن ألأنا كالجدار ، إذا لم نهدمه ، فإننا نمنع الله من أن يدخلنا ويغمرنا بنعمه. “

– “القداسة ليست عملية إضافة ، بل عملية طرح: أقل من الأنا “تفسح المجال لله.” أو أكثر من ذلك : “ليس” أنا “، بل الله”. لأن “كل عمل من أعمال عدم الطاعة هو تكبّر”.


“منذ الولادة كُتب مصيرنا الأرضي: نحن جميعاً مدعوون للصعود إلى الجلجثة لنحمل صليبنا”.

– “الحزن هو النظرة نحو الذات ، والسعادة هي النظرة الموجهة نحو الله … الشيء الوحيد الذي يجب أن نخافه حقًا هو الخطيئة … بدون الله لا أستطيع فعل شيء” .

– “أقدم كل الآلام التي يجب أن أتحملها للرب والبابا والكنيسة، لكي أذهب مباشرة إلى السماء متجنبًا المطهر …”

– “أموت بهدوء لأنني عشت حياتي دون أن أضيع ولو دقيقة واحدة على أشياء لا ترضي الله”.

– “التلميذ الحقيقي ليسوع المسيح هو الذي يسعى في كل شيء إلى الاقتداء به والقيام بمشيئة الله … فقط من يفعل إرادة الله يكون حراً حقًا … ماذا ينفع الإنسان لو ربح ألف معركة إذا لم يتمكن بعد ذلك من أن يربح نفسه “.

– “الحياة جميلة حقًا فقط إذا استطعنا أن نحب الله فوق كل شيء وأن نحب قريبنا كنفسنا”

– “انتقاد الكنيسة هو انتقاد لأنفسنا! الكنيسة هي التي توزع الكنوز لخلاصنا “.

– “الحب الذي تملكه السيدة العذراء لنا جميعاً يعطيني رجاءً عظيماً … من هو أكثر من العذراء مريم يستطيع أن يعلمنا أن نصل أكثر وأكثر إلى الأقانيم الثلاثة في الثالوث الأقدس ؛ كونها والدة يسوع وإلهنا وفادينا وعروس الروح القدس؟ بالتأكيد لن يرفض الله لها أي طلب، فهي المخلوق الذي يحبه الله أكثر من الآخرين “


– “بعد القربان المقدس ، الوردية المقدسة هي أقوى سلاح لمحاربة الشيطان … الوردية هي أقصر طريق للصعود إلى السماء … لا شيء سوى النظر من الأسفل إلى الأعلى ، يكفي حركة بسيطة للعيون “

– “أنا سعيد بالموت لأنني عشت حياتي دون أن أتجاهل دقيقة واحدة الأشياء التي لا ترضي الله”

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

أقوال القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون الملقب ببابا الوحدة وبابا المجمع

أقوال القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون الملقب ببابا الوحدة وبابا المجمع.

  • “على المحبة التي اشتعلت في منزل الناصرة أن تكون وحياً لكل عائلة. على كل القيم المسيحية أن تثمر في العائلة، وعلى الوحدة أن تنمو، ومثال حياة الفضائل المعاشة يجب ان يشع بوضوح.”
  • “يا يسوع الموجود في القربان الأقدس كم أتمنى أن أمتلىء من الحب لك . قربني منك أكثر وأجعلني متحداً بك ، حتى يكون قلبي قريباً من قلبك . اجعلني مثل يوحنا الحبيب المتكأ علي صدرك . أيتها العذراء امي سيدة الوردية المقدسة أجعليني متذكراً كم هو مقدار حب يسوع لي . اربطي قلبي بواسطة مسبحتك المقدسة بيسوع حبيبي الموجود في القربان .ليتبارك اسمك يا يسوع يا حبي الأوحد”.
  • “عندما نسحق الكبرياء تحت أقدامنا، ونضع في قلوبنا المحبة عندها نستطيع أن نقبل ما يطلبه منا الله ونحفظ السلام في قلوبنا”. 
  • “بواسطة تناول جسده ودمه، والمشاركة في القوة الإلهية التي أعطت قوة لعدد لا يُحصى من الشهداء، يستطيع المؤمنون أن يقفوا في وجه المقالع والسهام الناتجة عن المصاير اليومية حتى لو أدى ذلك إلى الشهادة من أجل فضيلة مسيحية وملكوت الله.”
  • “إن كنيسة المسيح ستُلبي بشكل أكبر فاعلية مهمتها للإنسان. يريد الله أن يخلص كل الناس، لأنه أراد أن يُفتدوا جميعاً بواسطة دم إبنه الوحيد وإنه يدعوهم جميعاً ليكونوا أعضاءاً في الجسد الروحي الواحد الذي رأسه المسيح. لو كان الناس فقط أكثر أستجابة لتذكرات نعمته هذه، لتعزز رباط المحبة الأخوية بين الأفراد والشعوب والأمم.”
  • “أشكر الله أني لم أعقّد الأمور بل حللت الأمور المعقّدة”.
  • “أنتم أبناء الحقول وأنا أيضاً ابن الحقول فأهلي فلاحون مثلكم.”
  • “أدعى يوحنا، وإني أضع ذاتي تحت حماية يوحنا المعمدان.”
  • قال لطبيبه كاسباريني: أيها الطبيب، لا تهتم كثيراً لمرضي فإن حقائبي حاضرة، وإني مهيأ للسفر، ساعة يصل القطار”

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

سيرة حياة القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون

سيرة حياة القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون.
(١٨٨١- ١٩٦٣)

ولد انجلو جيوزب رونكالي بتاريخ ٢٥ تشرين الثاني ١٨٨١، في بلدة سوتو ايل مونتيه قرب برغام، في عائلة من الفلاحين البسطاء. سيم كاهناً سنة ١٩٠٤، ثم عيّنه البابا بيوس الحادي عشر وسامه أسقفاً. سنة ١٩٢٥ أرسله زائراً رسولياً إلى بلغاريا، وفي سنة ١٩٣٥ أصبح الخورأسقف رونكالي فرئيس أساقفة، ومفوضاً رسولياً في تركيا وفي اليونان وسنة ١٩٤٥ أرسله بيوس الثاني عشر إلى باريس بصفة قاصد رسولي، وهناك قابل الجنرال ديغول، رئيس الحكومة، وقت ذاك، وألقى أمامه خطاب، حفظ خطابه في سائر الدول، للقاصد الرسولي، فكان هناك يعمل، كما قال، بصمت وهدوء، خطوة خطوة. بقي في فرنسا سبع سنوات، زار خلالها كل فرنسا تقريباً، وفيها كان يهدئ النزاع بين المتخاصمين ويولد الثقة في النفوس، ومن أقواله: “أشكر الله أني لم أعقّد الأمور بل حللت الأمور المعقّدة”. التقى، أثناء زيارته لبلدة أميان في فرنسا، بجماعة من الفلاحين الذين أحاطوا به، فقال لهم: “أنتم أبناء الحقول وأنا أيضاً ابن الحقول فأهلي فلاحون مثلكم”. بساطته لفتت الأنظار إليه عندما مثّل الكرسي الرسولي هناك وكان الأول بين المراقبين فأعطى ملاحظات ذات قيمة. وفي ٣٠ تشرين الثاني سنة ١٩٥٢ عٌين كاردنالاً وتسلم قبعة الكردينالية، من يد الرئيس اوريول – هذا إنعام وتقليد قديم لفرنسا – الذي قال له: “إن فرنسا ممتنة لك وتأسف لتركك إياها”. فأجابه الكردينال بكل تواضع: “أتمنى أن تقول عني: كان كاهناً أميناً لكهنوته ومسالماً وبكل مناسبة، نراه صديقاً مخلصاً لفرنسا”. ومع الكردينالية أعطِي لقب بطريرك البندقية.

ثم ترك باريس وذهب إلى روما، ثم إلى دير براغليا حيث اختلى مدة وبعدها دخل باحتفال إلى أبرشيتهحيث استقبله الجميع بحماس. كان يسوس أبرشيته بيقظة الراعي المنتبه إلى كل شاردة وواردة وكان يحمل الألعاب للأطفال المرضى ويزورهم، وكان يعرف كل كهنة أبرشيته ويحبهم واحداً واحداً، مع أنه أضحى، أو كاد يضحي واحداً من أهل البندقية، لم ينس مسقط رأسه ولا عائلته. بكى ثلاثة من أخياته وأخاه جيوفاني، وهو أيضاً، رأى نفسه يتقدم في العمر وظنّ أنه سيموت في البندقية. احتفل بمرور خمسين عاماً على سيامته الكهنوتية في بلدته سنة ١٩٥٤. كان كثير الأسفار، وقد طلبه البابا ليكرس كنيسة القديس البابا بيوس العاشر في لورد، لم يخبئ فرحه في ذلك ولاسيما تلك السنة التي هي المئوية الأولى لظهور العذراء لبرناديت. ولم يكن أحد يشك بأن هذا الكردينال ذو الابتسامة الحلوة والقلب الطيب سيكون عما قريب رأساً للكنيسة.
وهنت صحة البابا بيوس الثاني عشر كثيراً وانتقل إلى الأخدار السماويّة تعالى سنة ١٩٥٨.
امضى الكردينال رونكالي فترة استراحة في قريته لدى أهله، يتذكر أيام طفولته ويبارك إكليل أحد أبناء إخوته قبل عودته إلى البندقية. ذهب، بعد رجوعه إلى البندقية بقليل، مع نائبه المطران لورس كابوفيلا، لحضور المجمع الانتخابي. لم يكن معه، أثناء المجمع الانتخابي، سوى حقيبة صغيرة هي كل ما يملك.
قال أثناء المجمع  وقبل أن ينتخبه الكرادلة: “عندما نسحق الكبرياء تحت أقدامنا، ونضع في قلوبنا المحبة عندها نستطيع أن نقبل ما يطلبه منا الله ونحفظ السلام في قلوبنا”. فما إن انتهى الاقتراع حتى كانت الأصوات كلها، تقريباً له، ثم قال: أدعى يوحنا، وإني أضع ذاتي تحت حماية يوحنا المعمدان ويوحنا الانجيلي، ثم تذكر أيضاً أن أباه يدعى يوحنا. بقي في الباباوية كما كان قبلها ذلك الرجل العادي المتواضع البسيط.
في مساء اليوم الذي توّج فيه حبراً أعظم ٤ تشرين الثاني ١٩٥٨ قال لأمين سره، ما يجول في قلبه: ” لإني أفكر ببلدي سوتو ايل مونتيه وبأبي وأمي”. أما في ساعة تتويجه فقد افتتح خطابه بكلمة من الكتاب المقدس، قالها يوسف الصديق عندما جاءه إخوته، وكان هو قد أصبح وزيراً للفرعون: ” أنا يوسف، أخاكم”. كان يقوم بمهام أسقف لروما، يزور المرضى في المستشفيات ويتحدث معهم باتسامته الحلوة، كما كان يطوف الرعايا في القرى ويتحدث معهم ويسألهم عن أحوالهم. وكان يزور السجناء في سجون روما ويعزيهم بكلامه الجميل ويشجعهم على استئناف حياة لا يشوبها غبار.
في مرضه الأخير زارته الأخت آنا، ابنة أخيه، الراهبة المرسلة في أفريقيا، فقال لها: ” كم هو لطف منك أن تزوريني. إني أشكر رئيساتك، وأبارك جميعكن… ما أحسن الرسالات.”
كان يتمنى أن تقوم الكنيسة بمهمتها الأساسية، الأمومة والتثقيف، لذلك أرسل رسالته العامة: “أمّ ومعلمة” التي استقبلها العالم بأسره على غاية ما يكون من الاحترام والاجلال، فقد أوضح فيها معالم الكنيسة بكل أبعادها والتزاماتها، والتزام كل إنسان تجاه ضميره.
أما أمنيته العظمى فهي وحدة الكنيسة، فكم كان يردّد، في رسالته الأخيرة: “السلام على الأرض” والتي كان لها الصدى البعيد، فهذه الرسالة أضافت إليه لقباً حلواً هو “بابا السلام” مضافاً إلى لقبه: “بابا الوحدة وبابا المجمع”. فقد دعا إلى المجمع في ١١ آب ١٩٥٩، وقال للمنفصلين عن روما: هيا تعالوا نتلاقى معاً فالطريق مفتوح…
قابل جميع الوفود الآتية من جميع أصقاع الأرض من الطوائف المنفصلة: الانغليكان والأرثوذكس والبروتستانت والجميع بكل محبة.
افتتح المجمع بذاته في ١١ تشرين الأول سنة ١٩٦٢ وراح يتتبع الجلسة الأولى من غرفته بواسطة جهاز تلفزيون، ولا يتدخل إلا عندما تدعو الحاجة، وكان في كل ذلك يضرع إلى الله الروح القدس لينير الجميع ويفتح قلوبهم إلى الوحدة الشاملة، وبعده يستشفع بالعذراء القديسة وبالقديس يوسف.

نال جائزة نوبل للسلام وقيمتها مليون فرنك سويسري خصّصه بأكمله لإنشاء مكان يضم ضحايا الثورات والحروب، وبعد ذلك

أصيب بمرض السرطان في جهازه الهضمي، بقي يتألم منه بصبر وفرح. قال في مرضه: “هذا السرير هو مذبح، والمذبح يطلب ذبيحة وها أنا ذا الذبيحة”. كان يردد دائماً: لتكن مشيئة الله. قال لطبيبه كاسباريني: أيها الطبيب، لا تهتم كثيراً لمرضي فإن حقائبي حاضرة، وإني مهيأ للسفر، ساعة يصل القطار”.
كان يستقبل زائريه بكل بشاشة، لم تغادر الإبتسامة وجهه، فقد علّم جميع الناس كيف يموتون بفرح وهدوء وسلام مع الرب، بعد أن علّمهم كيف يعيشون بالمحبة. ولما دخل في النزاع الأخير قال لأخته آسونتا: سأبقى حياً هذه الليلة. وفعلاً بقي حياً تلك الليلة، وفي ليلة ٣٠ أيار طلب أن يمنحوه الأسرار الأخيرة، فناوله الكاردينال كوشينياني القربان الأقدس، بهذه الآية الداودية: “فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب ننطلق” ثم بعد تناوله القربان: صرّح بإيمانه بكل هدوء ورزانة، ثم نال المسحة الأخيرة.
عند موته، نعته جميع إذاعات العالم بكلمات التأسف والاحترام. وضع في الغرفة التي شهدت تألمه، وبقي جثمانه على حاله، فيظنّه الناظر اليه نائماً، وعلى صدره صليب بسيط كان قد اشتراه يوم سيامته الأسقفية، وقد كتب وصيته قبل رحيله وهي أن يوضع هذا الصليب فوق صدره عندما يموت.

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

القديسة رفقا تشفي صبية من مرض يستحيل العلاج منه في العصب

القديسة رفقا تشفي صبية من مرض يستحيل العلاج منه في العصب

“القديسة رفقا شفيتني” هكذا كتبت الصبية سينتيا منصور على التواصل الاجتماعي مسترسلة بإعطاء تفاصيل عن الأعجوبة التي تمت منذ عشر سنوات وذلك يوم عيد سيدة الوردية المقدسة بتاريخ ٧ تشرين الأول سنة ٢٠١٠، فكتبت ما يلي:

“شهادة مرور ١٠ سنوات على شفائي بواسطة القديسة رفقا
كل سنة متل اليوم بحب إحكي عن حكايتي مع بنت حملايا يلّي دخلت عحياتي من ١٠ سنين. بلّشت الحكاية من جرن زغير غيّر بحياتي إشيا كتير…
رفقا…جيتي لعند إمّي بالحلم و دلّيتيا عالجرن المتواضع و قلتيلا أنّو في مي بجربتا بتشفي كلّ المرضى، هيك عزمتينا لنطلع لعندك عجربتا حتّى إشرب من هالجرن المبارك، و بلّشت تشتّي نعم من فوق…
ما بتتخايلو كيف كان شعوري لما شربت و غسّلولي إجريي من المي يلّي موجودي بهالجرن الزغير! شعور ما بنسا كلّ حياتي، و هونيك رجعت الحياة لإجريي و لأعصابي يلّي كان مفقود الأمل منّا، و تجدّدت الخلايا بجسمي بلمسة زغيرة من ديّاتك و بنقطة من ميّاتك.
دخولك عحياتي منو شغلة هينة، بدخولك عحياتي وقّفتيني عإجريي، بدخولك عحياتي رجّعتيني لحياتي الطّبيعية.
من لما كان عمري ١٢ سنة لحتى صار عمري ١٧ سنة كانت أوجاعي كتيرة بس حبّيت خبّي وجعي بضحكة تخفّف من وجع أهلي.
٥ سنين عذاب و أوجاع، و بداخلي كان في شعور عم بيقلّي إنّو بدّي إتخطّى هيدي المرحلة بقوّة من عند ربّ الكون و العدرا و القدّيسين، وهيك ألله بعتلي رفقا من ١٠ سنين لتكون طبيبتي و صديقتي و رفيقة دربي…
جيتي عبيتنا و حاملة معك هديّة ثمينة من السما سلّمك ياها إله الكون يسوع المسيح، و بلمسة من ديّاتك و نقطة من ميّاتك أنا شفيت من شي كنت مستحيل إشفى منّو، و شعرت بدخولك عحياتي بطريقة ملموسة و صرت شوف كلّ شي بحياتي نعمة.
من الألم للشّفاء كانت مسيرة كتير مهمّة بحياتي و علّمتني إشيا كتير، لأنو الإيمان أقوى بكتير من اليأس، والرجا علامة الإيمان، والفرح علامة الرجا و بوجود الإيمان أكيد ما في خوف، و الصلا وسيلة للشّفاء…و هيك رفقا فاتت عبيتنا برائحة البخّور و العطر السّماوي يلي إجا من أعلى الأعالي، و رفقة رفقا نعمة كبيرة و أنا شاهدة على ذلك. و من وقت دخولا عحياتي ما بتتركني و لا لحظة لأنو رفقا لما تدخل عحياة كل شخص ما بتتركو و لا لحظة. و هيدي هيي الخبرية و قد ما إحكي ما بخلص بس هيك حبّيت بإختصار إحكي عن علاقتي بهالقدّيسة العظيمة يلّي دايماً حاضرة معي حتى بأبسط الأمور.
رفقا رفيقة دربي و طبيبتي يلّي بحبّا من قلب قلبي، ألله بعتلي ياها هديّة ثمينة بحياتي مع إنّي يمكن ما بستاهل هلقد.
كلّ شي بقلّك يا رفقا: نيّالي فيكي و نيّال كلّ شخص بتفوتي عحياتو…
بشكرِك و بشكر ألله اللّي بعتلي ياكي، فصنع عجائبه في قدّيسيه…
و بشكرك يا رب كلّ لحظة و كلّ دقيقة عهالنّعمة الكبيرة، دايماً بتعطينا أكتر ما منستاهل.
رفقا…بدّي أطلب منّك تشفي كل مريض متل ما شفيتيني و كمان بدّي أطلب منّك تستجيبي لصلوات المؤمنين يلّي طلبوا منّك شفاء النفس و الجسد و تستجيبي لصلوات المؤمنين يلّي ندهولك و ركعوا قدّام ضريحك و صلّوا من قلب القلب…آمين”.

إخوتي قصة هالصبية المليانة إيمان كتير مؤثرة. يتمجد اسم الرب في قديسيه.
“مَتَى جَاءَ لِيَتَمَجَّدَ فِي قِدِّيسِيهِ وَيُتَعَجَّبَ مِنْهُ فِي جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ. لأَنَّ شَهَادَتَنَا عِنْدَكُمْ صُدِّقَتْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ.” (٢ تس ١٠:١)
ينبغي أن نشكر الرب كل حين…
فلتكن شفاعة القديسة رفقا معنا وتشفينا من أمراضنا.

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

سيرة حياة القديس كبريانوس

سيرة حياة القديس كبريانوس

وُلد ثاسكيوس كايكليانوس (ساسيليوس) كبريانوس ما بين سنة ٢٠٠و ٢١٠ م
من أسرة شريفة وثنية. كان والده من أشرف قضاة المدينة.
تثقف ثقافة عالية حسب مقتضيات عصره ووضعه الاجتماعي. نال قسطًا وافراً من العلوم، لاسيما المنطق والفلسفة والفصاحة، تزوَّج وأنجب أولاداً.
ولما بلغ سن الشباب صار خطيبا فصيحاً ومعلماً للخطابة والفصاحة، وذاع صيته. عاش منغمساً في الرذيلة شأن معظم شباب عصره. اهتدى إلى المسيحية وآمن على يد كاهن شيخ يُدعى كايكليانوس (ساسيليوس) بقرطاجنة، وكان ذلك حوالي سنة ٢٤٦م. وانضم إلى صفوف الموعوظين. إذ لمست النعمة الإلهية قلبه هاله الفساد الذي حل بالبشرية على مستوي الأفراد والجماعات والحكومات، فاعتنق الإيمان المسيحي.
نال سرّ العماد على يدي الكاهن ولمحبته فيه دُعي “ساسيليوس كبريانوس” بإضافة اسم الكاهن إلى اسمه. وقد حدث تغيّر جذري في حياته إذ يقول:
“بعد أن تعمَّدت اغتسلت من ماضي خطاياي بفعل ماء معمودية المجدد، وتدفّق نور من السماء في قلبي التائب الذي يبدد الشكوك ويفتح النوافذ وتنجلي الظلمة.
وما كنت أراه من قبل صعباً صرت أراه سهلاً.
وما كنت أظنه مستحيلاً صار أمراً واقعاً.
وظهرت لي الحياة الماضية أرضية مولودة من الجسد، والآن ولدت من الماء والروح. هذا عمل الله”.

بعد قبول المعمودية أخذ كبريانوس أربع خطوات هامة في حياته:
– باع أغلب أملاكه ووزعها علي الفقراء والمساكين.
– نذر حياة البتولية برضا زوجته وسلمها مع أولادها للكاهن الشيخ سيسيليانوس.
– جحده الدراسات العالمية وتركيزه على دراسة الكتاب المقدس يوميا، واهتمامه بكتابات العلامة ترتليان. قال القديس عن نفسه أنه بعد عماده ازدري بالفصاحة البشرية واحتقر تنمّق الكلام والعناية بزخرفة الألفاظ.
– كرس مواهبه لخدمة ملكوت الله.

بعد أقل من سنة واحدة على أسقفيته، هبت عاصفة شديدة من الاضطهاد أثارها الإمبراطور ديسيوس الذي أصدر مرسوماً إمبراطورياً سنة ٢٥٠ م. بالقضاء على المسيحية، وهو أول اضطهاد شامل عمَّ أنحاء الإمبراطورية الرومانية كلها. فنال كثيرون إكليل الشهادة، وضعف بعض المرتدّين، والبعض هربوا، وآخرون حُسبوا معترفين. أنكر البعض الإيمان وبخّروا للأوثان، ولجأ البعض إلى الحصول على شهادات مزوّرة تفيد بأنهم قد بخّروا للأوثان ليهربوا من التعذيب والقتل.

كتب القديس كبريانوس أن الله سمح بهذا الاضطهاد الشديد لأجل تراخي المؤمنين في العبادة، لأنهم لما استراحوا في زمن فيلبس قيصر وابنه اللذين تركا المسيحيين في سلام طفق الشعب ينهمك في المكاسب الزمنية، وتراخى رجال الدين والرهبان في دعوتهم المقدسة، وأحبت النساء الثياب الفاخرة ورغد العيش، لذلك رفع الله عليهم عصا أعدائهم لكي ينهبوهم فيتوبون.

رأي كبريانوس بعدها أن يتوارى عن الأبصار ليس خوفا من الموت وإنما “لكي لا تثير جرأته المتناهية غضب الحكام” إذ كان يخشى من انهيار ضعفاء الإيمان.
ويبدو أنه فعل ذلك بإعلان إلهي. كان يرعى شعبه من مخبأه، فكراعٍ صالح يبعث برسالة للشعب لكي يسندهم، كان يحثّهم علي محبة مضطهديهم. كتب رسائل كثيرة أرسلها من مخبأه تشديدًاً للمعترفين في السجون والمناجم وإظهاراً لمجد الاستشهاد، وتوصية للخدام والإكليروس بالعناية بالمعترفين والشهداء مادياً ونفسياً وروحياً. كما كان يرسل ليلاً أشخاصاً يهتمون بأجساد الشهداء ويقومون بدفنها، ويهتم باحتياجات عائلاتهم الروحية والنفسية والمادية.

حاول بعض المنشقّين مهاجمة القديس بسبب هروبه، لكن كما يقول تلميذه كان يسير بخطى سريعة نحو الإكليل المُعد له، وأن معلّمه قد حُفظ وقتئذ “بأمر من الرب”.
استمر الاضطهاد لمدة خمسة عشر شهرًا، فترة حكم ديسيوس وبعد موته استراحت الكنيسة وعاد القديس إلى كرسيه.

كرّم القديس كبريانوس الشهداء، وجمع حوله المعترفين الذين تألّموا من أجل الإيمان، وجاءت رسائله تحمل مزيجًا من الفرح الشديد بالشهداء والمعترفين وأيضاً الذين هربوا حتى لا يجحدوا الإيمان مع الحزن المرّ على الجاحدين. طالب الجاحدين أن يقدموا توبة بتواضع، معترفين بخطاياهم إذ داسوا إكليل الشهادة بأقدامهم، وقد ترك باب التوبة مفتوحاً أمام الجميع لكن بغير تهاون. لقد حرص علي تأكيد أمومة الكنيسة التي تلد المؤمنين وتربيهم وتؤدبهم وتقدم لهم الحضن الأبوي.
عقد أساقفة إفريقيا مجمعًا بخصوص هذا الشأن سنة ٢٥١م. عرف بمجمع قرطاجنة لدراسة موقف الجاحدين الراجعين. عالج هذا المجمع المشكلة من كل جوانبها.
فقد ارتد البعض عن الإيمان علانية، وقدم آخرون رشوة للقضاء الوثنيين وأخذوا منهم شهادة بأنهم قدموا ذبيحة للآلهة. وقد أكد القديس لهم أن مثل هذه الشهادة هو نوع من النفاق فندم كثيرون على ما فعلوه.

كانت صرامة قوانين التوبة تصد البعض عن الرجوع إلى الكنيسة، فلجأ البعض إلى المعترفين الذين سُجنوا من أجل الإيمان وطلبوا شفاعة الكنيسة لكي تصفح عنهم وتقبلهم في الشركة وتخفف عليهم القوانين، وقد نشأ عن هذا نوع من التراخي.
شدد المجمع على رجال الدين الذين جحدوا الإيمان إذ قبلوهم بين الشعب مع عدم العودة إلى عملهم الكهنوتي. أما أصحاب الشهادات الوثنية فقبلهم المجمع بعد وضع قوانين يلتزمون بها.
قطع المجمع فيليكسيموس وجماعته، وأوجبوا دخول الساقطين في التوبة، ولم تقبل عودة أحد منهم في الكنيسة إلا إذا كان مشرفاً على الموت.

دخل البرابرة إقليم نوميديا وأسروا الكثيرين من المسيحيين، خينها بدأ القديس يحرك قلوب المؤمنين على افتداء اخوتهم الأسرى بصدقتهم. وبالفعل جمع مالاً وفيراً وأنقذ المؤمنين من الأسر.

تفشّى مرض الطاعون في أثيوبيا ومصر وقطاجنة حوالي سنة ٢٥١ م. وظلّ يهدّد أنحاء الإمبراطورية قرابة عشرين عاماً. وكما يقول تلميذه الخاص بونتيوس أنه كان طوبيا زمانه، يهتم بالمرضى والراقدين دون تمييز بين مؤمن وغير مؤمن. فقد أكد على شعبه ضرورة خدمة الكل بلا تمييز، وتقديم الصدقات للجميع، وحثهم علي البذل والسخاء من أجل العبور إلى السماء خلال الكنيسة بيت الإيمان.

مع خطورة هذا المرض في ذلك الحين أدرك المسيحيون رسالتهم كشهود على أنهم أولاد الله أن يهتموا بالمنكوبين بلا خوف من انتقال العدوى وتعرضهم للموت.

أثير الاضطهاد مرة ثانية سنة ٢٥٧م. وذلك أثناء حكم فاليريان الذي أُستدعى كبريانوس، فوقف أمام الوالي الروماني على أفريقيا تنفيذاً لقرار الإمبراطور. لما سأله عما إذا كان يصر على عدم إتباع ديانة روما، أجاب أنه مسيحي وأسقف ولا يعبد إلا الله الواحد خالق السماء والأرض.

لم يجسر أسباسيانوس حاكم قرطاجنة يومئذ أن يقتل القديس كبريانوس نظرًا لجزيل اعتباره من الناس. فأصدر أمر بنفيه.
قضي القديس مدة سنة في منفاه الذي يبعد حوالي ٥٠ ميلًا عن قرطاجنة، حيث كتب الكثير عن الاستشهاد. ولما عزل أسباسيانوس عن منصبه وخلفه غاليريوس ماكسميانوس رجع القديس إلى قرطاجنة وهو مشتاق إلي إكليل الشهادة في بلده وسط شعبه وقد
حقق الله له أمنيته.

يعتبر القديس كبريانس اللاهوتي الغربي الثاني بعد العلامة ترتليان. يقول عنه القديس جيروم في كتابه مشاهير الآباء: “كان معتاداً ألا يدع يوماً يعبر دون القراءة في كتابات ترتليان.
سجّل لنا شماسه بونتيوس سيرته، هذا الذي شاركه ورافقه إلى يوم استشهاده، كتبها بعد استشهاده مباشرة.

يحدث خَلْطْ بين هذا الأسقف الشهيد وبين الأسقف الشهيد كبريانوس الساحر المذكور في سيرة الشهيدة يوستينا.

يوم القبض عليه كان الكل يودعونه أما هو فوقف في هدوء ورزانة متحلياً بروح الرجاء والإيمان. سمع الأسقف الحكم عليه بالإعدام بالسيف في دار الولاية وهو يردد: “الشكر للَّه، وأشكر الله وأباركه”.

تبعته الجموع إلى مكان الاستشهاد خارج المدينة. وهناك خلع ثوب الكهنوت وسلمه لشماسه وألقى كلمة صغيرة يعزّي بها شعبه ثم جثا على ركبته مصلياً، وإذ رأى السياف مرتعداً قدّم له خمس قطع ذهبية تشجيعاً له. وتقدم بعض أبنائه من رعيته وفرشوا تحته ثيابهم لتلتقط دماءه، ثم عصب عينيه بيديه ليُسلم نفسه في يديّ مخلصه، وكان ذلك في ١٤ أيلول سنة ٢٥٨ م.، فنال إكليل الشهادة.
حمل المؤمنون جسده ليلًا بالشموع مع الصلوات في موكب النصرة إلى مقرّه الأخير.

من أشهر كتاباته:
إن عيني الخنزير اللّتين تنظران دائمًا إلى أسفل لا تستطيعان رؤية عجائب السماء. وهكذا أيضاً النفس التي يدفعها الجسد إلى أسفل لا تستطيع أن ترفع بصرها لترى الجمال العلوي.
إنها تتجه إلى الأشياء الوضيعة الحيوانية. إن النفس التي تريد أن تكرّس نظرها إلي المباهج السماوية تضع ما هو أرضي وراء ظهرها ولا تشترك فيما يورطها بالحياة الدنيوية،
إنها تحيل كل قوى الحب فيها من الأمور المادية إلى التأملات العقلية في الجمال اللامادي.

إن بتولية الجسد تفيد مثل هذه النفس. تهدف البتولية إلى أن تخلق في النفس نسياناً كاملاً للشهوات الطبيعية، وتمنع عملية النزول باستمرار لتلبية الرغبات الجسمية. ومتى تحرّرت النفس مرة من مثل هذه الأمور لا تخاطر بالمباهج السماوية غير الدنسة لتكون جاهلة غير ملتفتة إليها، وتمتنع عن العادات التي تورط الإنسان فيما يبدو إلى حد ما أن ناموس الطبيعة يسلم به…
إن نقاء القلب الذي يسود الحياة هو وحده الذي يأسر النفس.
إننا بالموت نبلغ ميناء وطننا السماوي، الراحة الأبدية، وبه ننال الخلود.
هذا هو سلامنا وهدوءنا النابع عن الإيمان، وراحتنا الثابتة الأبدية.

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

شهرية إلى سلطانة الوردية المقدسة

شهرية إلى سلطانة الوردية المقدسة .

نصلّيها يوميًّا في شهر العذراء المخصّص لسيدة الوردية المقدسة

يا سلطانة الوردية المقدسة، في هذا الزمن الذي تعاظمت فيه المعاصي الفظيعة، أظهري لنا قدرتك كما أظهرتها وقت انتصاراتك القديمة، ومن عرشك، حيث تمنحين العفو والنِعم، أنظري بعين العطف والرحمة على كنيسة ابنك، ونائبه على الأرض، وجميع الإكليروس والشعب، المُرهقين وسط صراعات الحياة الشديدة والامراض والاوبئة.

أنت المنتصرة القوية على كل البدع، أستمدّي لنا الرحمة والصحة، حتى وإن كانت خطايا البشر التي لا تحصى، تستوجب عدالة الله.

ها نحن أحقر البنين، ننحني أمامك متوسّلين أن تحصلي لنا على النِعم التي نحتاجها،(…) وساعدينا أن نحيا على الأرض بصلاح واستقامة، لكي نتمتع بمشاهدتك في الملكوت، برفقة الملائكة والقديسين.

المجد والشكر للثالوث الأقدس، للآب الذي اختارك ابنة له ورفع عرشكِ فوق عروش جميع الملائكة والقديسين، وللابن الذي وُلد منكِ وكلّلك سلطانة على السماوات والأرض، وللروح القدس الذي جمّلكِ كعروسه بكل المواهب والفضائل.

نحيّيكِ يا سلطانة الوردية المقدسة، ومع كل السلام عليك يا مريم، نرسل لك أصدق عواطفنا القلبية، فلا تهملينا نحن الملتجئين إليكِ، واغمرينا تحت كنف حمايتك الآن وإلى الأبد.

يا سلطانة الوردية المقدسة، صلّي لأجلنا.

وعود العذراء مريم لكل من يتلو الوردية المقدسة

وعود العذراء مريم لكل من يتلو الوردية المقدسة:

١– كل من يتلو المسبحة الوردية بتقوى، ويداوم على تلاوتها تُستجاب صلواته.

٢– إني أعده بحمايتي الخاصة، وبإعطائه أجمل النعم.

٣– إن صلاة الوردية هي بمثابة ترس منيع، يدمر البدع ويحرر النفوس من نير الخطيئة، ومن الغرائز الشريرة.

٤– إن تلاوة الوردية المقدسة تًنمّي الفضائل، وتجلب المراحم السماوية، وتبدل في القلوب العواطف الفانية بالحب الإلهي المقدس، وتقدس أنفس لا تحصى…

٥– النفس التي تكنّ لي كل ثقة بتلاوة الوردية لا تهلك ابداً.

٦– لن تكون هناك نهاية تعيسة لكل من يداوم على تلاوة ورديتي، لأنه إذا كان خاطئاً سيرتد إلى الإيمان الحقيقي، وإذا كان صالحاً سيستمر في حالة النعمة حتى النهاية.

٧– أود من جميع الذين يداومون على صلاة المسبحة الوردية، أن يجدوا في حياتهم مواساةً لأحزانهم، ونوراً لهدايتهم، وأن يشتركوا بعد مماتهم في حياة الطوباويين…

٨– ان المداومين الحقيقيين لصلاة الوردية، لن يموتوا دون أن يتزوّدوا بأسرار الكنيسة المقدّسة.

٩– سأخلص من المطهر كل الذين يصلّون ورديتي…

١٠– جميع الذين يداومون على صلاة الوردية، سيستمتعون بمجد خاص في السماء…

١١– كل ما تطلبونه عند تلاوة الوردية، ستنالونه إذا كان موافقاً لخلاصكم.

١٢– لقد حصلت من إبني الإلهي، على أن الطوباويين في السماء سيصبحون في هذه الحياة وفي الآخرة، بمثابة إخوة للذين يصلون المسبحة الوردية.

١٣– سأساعد كل الذين ينشرون ورديتي في جميع إحتياجاتهم…

١٤– سيكونون أبنائي الأعزاء، وإخوة ليسوع المسيح، كل الذين يداومون على صلاة الوردية…

صلاة القديس كبريانوس

صلاة القديس كبريانوس

المجد لله في العلاء وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة في الأحد الذي باركه الله تعالى وقدسه لأن فيه قام ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح توسلت اليه وطلبت منه وقلت يا رب الأرباب وملك الملوك وإله الكل والضابط الكل يا ساكن النور العظيم الذي لا يدنى منه يا أيها القدوس الممجد منذ القديم بما أنك تعلم سري أنا عبدك لما كنت في إطاعة الشيطان ولم أكن أعرض اسمك القدوس وقد كنت أربط السماء فلا ينحدر منها المطر إلى الأرض ولا تعطي غلاتها.

وكنت اذا مررت بقطعان غنم تسقط ما في بطونها وكنت إذا مررت بامرأة حبلى لا تلد وكنت أمنع حيات البحر أن تسلك اللجج من كثرة شروري أما الآن فذا قد عرفت اسمك القدوس يا ربي وإلهي وسيدي يسوع المسيح وأحببت ذكراك الطاهر ورغت عن المعصية ورجعت إلى طاعتك أطلب منك ومن أبيك ومن روحك القدوس أن تنحل السماء وينحدر المطر على الأرض وأن تعطي الأرض غلاتها والأشجار أثمارها وان تلد النساء أولادهن تامين كاملين يرضعون من أثديهن وتنحل حياة البحر ومافيه وطيور السماء ووحوش الأرض.

وكل إنسان عمل أعمال رديئة يتلاشى وينحل وكل ما تعلمه البشر من سحر وعين رديئة وحاسدة وكل أمر شرير ينحل ذلك جميعه ويتلاشى بقوة اسمك القدوس ويهرب عن حامل هذا الكتاب (…) وعن الذي تقرأ عليه هذه الصلاة وكل شر وكل شيء رديء لا يثبت بين يديه وينحل عنه كل سحر وكل عقد وكل رباط رديء واطرد عنه كل عين رديئة وحاسدة ونجيه منها ومن كل ما يضره.

اصلح يا رب تدبيره بالنفس والجسد باسمك العظيم يا من أخرجت من الصخرة ماء فشرب منها بنو اسرائيل كذلك يدك المملوءة نعمة ورحمة على عبدك هذا الحامل هذا الكتاب(…)

نعم يا رب يا من نصبت الفردوس في عدن وأجريت فيه أربع أنهر سيخون وجيحون والدجلة والفرات لا تدع الشيطان النجس الملعون يتسلط على حامل كتابي هذا (…) ولا يضره بقوة اسمك العظيم فلا عقد ولا عين حاسدة ولا سحر يثبت بين يديه واطرد عنه كل شيء رديء وأبعد عنه كل من يقاومه ويقلقه ويضاده واجعل أن يكون جيئون محروما مخزيا هو وكل قواته ومطرودا من أمام عبد الله هذا.

أصلح يا رب تدبيره أو طرقه وسبله وجسده وجميع مفاصله وقوته وحركاته كلها بقوة الإله العظيم والروح القدس والستة والستين ملاكا الذين نزلو على أبي فانوس باسم الشاروبيم والذين يسجدون بين يدي الرب وابنه الحي الممجد وحل عن حامل هذا الكتاب (…) كل سحر ورباط وعين رديئة ومن كل شرير بصلاة الملائكة القديسين وخلصه يا رب من جميع الأشياء التي يحملها الناس الأشرار وخلصه يا رب باسم الراكب على الشاروبيم الذين يخدمون المنبر العظيم.
ولا يستطيع شيء من الجنس البشري أن يثبت بين يدي حامل كتابي هذا (…) بشيء من الأشياء لا في الليل ولا في النهار ويكون لجيئون محروما هو وكل أعوانه وجنده بحرم مار بطرس وبحرم كل الرسل الأطهار بصلوات العلويين بتضرع السلفين بكمال القديسين بكمال الغرباء بكمال أبينا آدم وبقربان هابيل بجسد شيت بكمال انوس بتواضع مهالمائيل بقداسة نوح بمولد سيم بأمانة ابراهيم بتقرب اسحق الذي فداه من الذبح بكهنوت ملكيصادق بنبوة يعقوب بكمال يوسف بمحبة بنيامين باتضاع موسى بجبروت يشوع بن نون بكهنوت داود بتهليل أليشع ببشارة أشعيا بنبوة أرميا بقيامة زخريا بنبوة الأنبياء وبعطف الذين لا ينامون بالليل.

بعمق من الأعماق بصوت الرعد بانسحاب السحاب من السماء بصفوف الملائكة بمعاينة موسى بمنظر النور العظيم بتمسك السحب بمولد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح باعتماده من يوحنا في نهر الأردن.
بصوت الآب الذي ناداه من السماء هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت الذي جعل الماء خمرا في عرس قانا الجليل الذي أشبع الألوف في التربة من خمس خبزات بالذي انتهر الريح فهدأت بالذي أحيا ابن الأرملة بالذي أقام لعازر من القبر بالذي صلب وقبر وقام من القبر في اليوم الثالث بصعوده إلى السماء بتسابيح الملائكة برب ألوف الألوف وبرب الألوف من الذين كانو حوله صاعدين إلى السماء بصوت الرسل.
بارتفاع يسوع المسيح فلينحل كل سحر وكل عقد وكل رباط بقوة الإله الخالق بالصوت الذي ناداه به السيد على عود الصليب بقوله إلهي لماذا تركتني باسم الإله العظيم الممجد السجود له الآب والإبن والروح القدس إن كان في باب أو في رصاص أو في قطن أو في كتان أو في صوف أو في حديد أو في عضة إنسان أو في بهيمة أو في طير أو في ذي أربع قوائم أو في سمك فليحل ذلك جميعه وان كان في شيء بمحل من عود أو في شجرة أو في شيء من بناء أو كان في مخزن أو في بئر أو في عين أو في قناة أو في حمام أو في قبر نصراني أو حنفي أو يهودي أو ناووس أو في مغارة أو في شيء من الجبال أو في سقف باب أو في حظيرة غنم أو في حقل أو في مزرعة أو في كرم أو في حاكورة أو في قتيل أو في مصلوب أو في مشنوق أو في عظم ميت أو في جمجمة وحش ينحل هذا جميعه بقدرة الإله وابنه العزيز وسلطانه وإن كان قد عمل في صنم رصاص أو في فضة أو عجين أو في قفل حديد ينحل ذلك جميعه وكل ما يصنعه الناس الأشرار بحق ابراهيم واسحق ويعقوب بالملك العظيم ينحل ذلك جميعه عنه وعن من في منزله ويفتح الله عليه الرحمة ويعمل له المحبة في قلوب بني آدم وبنات حواء بحق شعاع الشمس وضوء القمر ونور الكواكب وبحق الأربعة الانجيليين متى ومرقس ولوقا ويوحنا بشفاعة ذات الشفاعة سيدتنا والدة الإله مريم العذراء والرسل والقديسين الاثني عشر وجميع الشهداء ورئيس الشمامسة استفانوس والقديسين العظيمين جاورجيوس وتيودوروس قاهري الشياطين والقديس العظيم في الشهداء ديمتريوس في مدينة سبطية وأغرومانيوس وابيفانوس وبنيامين وجميع القديسين الذين لم نذكرهم والذين ذكرناهم وحاملات الصليب والقديسة بربارة وبناتها السبعة والقديس سمعان العجائبي وسمعان العمودي والقديس أشعيا والقديس خراسطوفورس وجميع القديسين الذين اشتهروا بمحبة المسيح ونختم هذا بقوة الإله المحيي والصليب المقدس المعطي الحياة وبشفاعة الرسل والأنبياء والشهداء الذين أرضوا الله بأعمالهم الحسنة قد حللت وأحل عن عبدك حامل كتابي هذا (…) باسم الآب والإبن والروح القدس انتهر يا شيطان اقسم عليك يا أيها الروح النجس الملعون وأعزم عليك باسم الرب القدير الأزلي الذي لا ابتداء له ولا انتهاء الدائم إلى دهر الداهرين وبمخافة الملائكة القائمين لديه حاجبين وجوههم من هيبة جلاله لئلا ينظرو المنظر العظيم المرهوب نهر النار الجاري وفيه تحترق جميع الأرواح النجسة ومنه نزلت النار التي أحرقت الخمسة والخمسين الذين كانوا مع إيليا بموقف إله الآلهة ورب الأرباب استحلفكم وأعزم عليكم واطردكم ايتها الأرواح النجسة وآمركم أن لا تقتربوا من حامل هذا الكتاب (…) لا ليلا ولا نهارا ولا في نومه ولا في يقظته ولا في جلوسه ولا في قيامته ولا في حضوره ولا في غيابه ولا في ذهابه ولا يدخل منزله واحد منكم ولا تتمثلوا له بهيئة ما وليس لكم عليه سلطان.

ولا على موضع يكون فيه الكتاب بل فليهرب عنه كل شيء رديء وملعون وينطفئ كما انطفأت نار الأنوار أمام الفتيان الثلاثة وتهرب عنه جميع الأشياء النجسة كما هرب جليات من بين يدي داود وتسقط كما سقطت أسوار أريحا بين يدي يشوع فإن تجاسرت أيتها الأرواح أو تجاوزت حدود هذا الكلام أو هذه الصلاة يوم شرير يأتي عليك أيها الشيطان وظلمه وتحيط بك بتسبحة الملائكة السماويين بالمنبر العظيم المسجود له بالصوت الذي كان يصرخ في جبل سينا الملتهب بالنور الذي كلم موسى النبي، واعطى الناموس لبني اسرائيل عن يد الإله الحي ومنه عرفوا اسمه العظيم القدوس الممجد بالأعمال والإيمان بالمعجزة التي لا تتغير بالقوة العظيمة بالصفوف الثلاث بميخائيل رئيس الملائكة وسائر جنوده بصلاة الفتية الثلاثة في أتون النار الملتهب الذي لم يحرق شعرهم كذلك ينحل كل سطر وكل عقد وكل رباط ويكون على هامته اكليل استفانوس أول الشهداء ورئيس الشمامسة باسم ربنا يسوع المسيح القادر على كل شيء بالصليب بدمه المسفوك على عود الصليب بالجلجلة بيمين يوحنا المعمدان ويمين القديسين بتاج داود الملك بصوم الشهداء المتقربين بقوة الله العظيم بالمركبة التي رآها حزقيال النبي بالأربعة وجوه المكتوبة تحت مركبة الرب العظيم وجه الأسد ووجه الثور ووجه النسر ووجه الإنسان حللت وأحل عن حامل كتابي هذا (…) كل فكر رديء من الشيطان وأطلب أن تفتح له أبواب الرحمة وأن يكون محبوبا ومقبولا عند الله والناس لا يؤثر فيه سحر ولا عقد ولا عين رديئة من الخلف ومن الاثنين وسبعين لسانا هذا الحد الذي حللت بالروح العظيم الذي صرخت به آدم أين أنت حللت وأحل عن حامل كتابي هذا (…) بنعمته تعالى التي خلقت آدم وجبلته وحللت وأحل عن كل من قرأت عليه بقدرته التي فلقت البحر لبني اسرائيل فسلكوا فيه بالصوت الذي نادى به لعازر هلم خارجا بالصوت الذي قلت به للمخلع احمل سريرك وامش وكان قد مضى عليه ستة وثلاثون سنة وهو مطروح على الأرض بالذي حل رباطات بولس كذلك يا رب حل عبدك حامل هذا الكتاب (…) وجميع من في بيته من كل رديء وكل عقد وسحر وكل شيء مصنوع واحفظه بيمينك القوية واستره بستر جناحيك وأبعد عنه كل شيء نجس وكل عين رديئة وعن أهله وكل من في بيته لأن السماء والأرض تزولان وكل كلمة من كلامك لا تزول وكل كلمة رديئة يبطلها الله فنطلب منك يا إلهنا بصلوات كل القديسين الذين أرضوك أن يهرب ويبتعد عن حامله (…) وعن أهل بيته كل سحر وكل عقد رديء بقوة الله العظيم لا يقرب إليه شيء رديء من الأشياء التعبة الرديئة لا في الليل ولا في النهار ولا في جميع صنائعه ويهلك الله كل من يعمل سحرا في أسرع وقت بشدة عظيمة تأتي عليك أيها الروح النجس ويجعل الله سماءك نحاسا وأرضك رصاصا كما ينحل الشمع من أمام النار كذلك تنحل أيها الروح النجس أنت وكل قواتك وجميع اعوانك وجميع قوات العدو من امام حامل هذا الكتاب (…) باسم الله الحي الأزلي وشفاعة سيدتنا مريم العذراء والدة الإله الدائمة البتولية والقديسة المعادلة الرسل وأول الشهيدت تقلا صاحبة دير معلولا وجميع القديسين الذين أرضوك منذ الدهر آمين.

ذكرنا الذين لم نذكرهم مع شفاعات الأبرياء مع شفاعة القديس كبريانوس صاحب هذه الصلاة وجميع القديسين والقديسات والقديسين الصديقين يواكيم وحنة جدي الإله يسوع اشف جميع أبناء المعمودية وحامل هذا الكتاب (…)

هذه الصلاة تسمى أيضاً “حجاب كبريانوس” وهي تنقذ من السحر وتنجي من المعاييق ومن الشياطين وتطارد أرواح الأبالسة عن الذي تقرأ عليه وعن الذي يحملها وعن الذي يضعها في منزله.

مقدمة برنامج انا بوثق فيك تبكي على الهواء متأثرة بالكارتة التي حلّت ببيروت

لِأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ.رُومِيَةَ ١٤: ٨

الكارثة كبيرة كتير. شبح الموت خيم ببلدنا لحبيب لبنان ورائحة الدم فاحت وين ما كان،  لبنان بلد العجائب، بلد القديسين، أرض الرب ، قلب العدرا  تحول ل ١٠٤٥٢ قطعة مبعثرة ، دخان أشلاء ضحايا قتلى مفقودين صراخ بكي نواح بشقوا الصخر أوجاع وألام بتبكي الحجر، عائلات تشردت فقدت أحد افرادها أو حتى كمان ماتوا كلن وأشخاص بعدها لهلأ مفقودة عدا عن الضحايا يلي تحولت لأشلاء تحت الركام أو ابتلعها البحر. فيلم رعب عشناه لحظة بلحظة ويا ريته كان فيلم عل قليلة إله نهاية وما حداً بموت.

لبنان شبع دم ابرياء، لبنان شبع دموع أطفال ضيعوا أهلون، لبنان ما بقى يتحمل يسمع صرخة وجع أهالي فقدت ابناؤها، بكفي ظلم بكفي عبودية بكفي عبادة احزاب الفساد بكفي التصفيق والجري كالخراف وراء زعيم ، لبنان أكبر من هيك بكتير ، منه حزب، منه كرسي لبنان منه طائفة لبنان هو نحنا أولاد الرب أولاد الرجاء والأمل والحرية .

ما في خوف على لبنان الخوف علينا نحنا لأنه بعدنا عن الله. لبنان كان ولا يزال يتنفس إيمان مهما جربوا يقطعوا عنه لهوا هو بلد الرب والرب اختاره قطعة من لسما وباء حرائق كوارث وانفجارات رح يبقى شامخ بالعالي وصامد بكل عنفوان ومهما قصيت عليه الأيام ما راح ينحني إلا لرب الأكوان هيدا هو لبنان أرض الرب والقديسين خلوا اسمه على شفافكٌن صلاة .

خلينا سوا نحافظ على بلدنا بالصلاة لربنا وإلهنا وسيدنا يلي هو بس يسوع لمسيح ونتضرع لأمنا مريم تتشفع فينا لنخلص ، مش بالشتايم والتكسير والقتل بيعمر بلدنا إحترموا وجع لأخرين ارحموا أرواح الشهداء، ليش ما مندافع عن بلدنا بالمحبة والصلاة، ما بعمرها الحرب انتصرت أو كانت الحل ، هيدا عمل الشيطان تدمير شعب الرب وللأسف راح يوصل لغايته  إذا بقي الحقد عميلنا قلوبنا ، إذا ضلت التوبة مفقودة، إذا أجلنا رجوعنا لله .

وين نحنا؟ ما بدنا نكون متل مار بطرس ؟، نكون الصخرة وعلى هل صخرة تنبنى كنيسة الرب وما تقدر علينا أبواب الجحيم ؟ ما منحلم ببلد مكلل بالسلام والمحبة ؟ ما نلوم لأخرين ونقول هني لخربوا لبلد ونشيل كافة المسؤلية عن ضهرنا. يا مرائي، أخرج أولاً الخشبة من عينك، وحينئذٍ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك!( متى، 5:7).

اخوتي بلبنان الله يصبركن ويمنحكٌ قوة حتى تتحملوا مصيبتكن بإيمان وتحولوها لصلاة لأن كل شي تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه ، متى 22,21, والذى يصبر الى المنتهي فهذا يخلص(مرقس 13,13)

الله يرحم كل نفس وكل روح. طريق جلجله عم تمرأو فيها ولكن ثقوا بعد الموت هناك القيامة وبعد ظلمة الشر في نور الرب ولا يستحيل على الرب شيء والقادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا.

اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.” (لو 11: 9)