Mardi, octobre 7, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 4

سيرة حياة الطوباوي كارلو أكوتيس

سيرة حياة القديس كارلو أكوتيس

(١٩٩١- ٢٠٠٦)

ولد كارلو أكوتيس في لندن في ٣ أيار عام ١٩٩١. ربّاه والداه أندريا أكوتيس وأنتونيا سالزانو، على الإيمان والالتزام في الحياة المسيحية. انتقلا للعيش في مدينة ميلانو الإيطالية بعد أربعة أشهر من ولادة ابنهما كارلو.

في سن السابعة من عمره قبِل المناولة الأولى في دير امبروسيوس في ميلانو، كان مغرماً بالإفخارستيا فوصفها بأنها “الطريق السريع نحو السماء” كان يواظب على المشاركة بالقداس الإلهي يومياً، وتلاوة صلاة المسبحة الورديّة، والسجود أمام القربان الأقدس و سر التوبة، كان يعترف أقله مرة واحدة كلّ أسبوع.

تلقى كارلو تعليمه في ميلانو، وأكمله في المدرسة الثانوية لليسوعيين (معهد البابا ليون الثالث عشر). كان ضليعًا في الكمبيوتر وشبكة الإنترنت فابتكر منصة رقميّة حول المعجزات الإفخارستية حول العالم،

فاعتبره البابا فرنسيس، في رسالة وجّهها إلى شباب العالم، نموذجاً للقداسة الشبابيّة في العصر الرقمي.

كان يمتثل بالقديس فرنسيس الأسيزي، القديس دومينيك سافيو، القديسان فرانشيسكو وجاشينتا مارتو، القديسة برناديت سوبيرو وغيرهم من القديسين.

في عام ٢٠٠٦ أصيب كارلو بمرض اللوكيميا أو سرطان الدم، فقدّم آلامه على نية الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر والكنيسة الجامعة، فقال: “أقدّم كل الآلام التي سأعانيها من أجل الرب والبابا والكنيسة”. ترك هذه الأرض وانتقل إلى السماء في ١٢ تشرين الأول ٢٠٠٦ أي نفس السنة التي أصيب فيها بالمرض وله من العمر ١٥ عاماً، في مدينة مونزا الإيطالية، ودفن في أسيزي بناءً على رغبته.

فتح مجلس الأساقفة في أبرشية لومبارديا الإيطالية تحقيقًا أبرشياً في ١٥شباط ٢٠١٣، واستمرّ حتى ١٣ أيار ٢٠١٦.

في تشرين الأول ٢٠١٦، قدّم المجلس الطبي التابع لمجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان رأياً إيجابياً بشأن معجزة منسوبة إلى شفاعة كارلو أكوتيس وهي شفاء طفل في البرازيل كان قد عانى من مرض نادر نتيجة تشوه خلقي في البنكرياس.

اعترف البابا فرنسيس بالطابع “البطوليّ” لفضائله في ٥ تموز ٢٠١٨،

وأعلنه مكرمًا في ٥ تموز من العام نفسه.

في ٢٣ تموز ٢٠١٨، تمّ استخراج جثمانه سليماً وأكد البابا فرنسيس الأعجوبة التي تمّت بشفاعته في شهر شباط ٢٠٢٠

في ١ تشرين الأول ٢٠٢٠ فُتح ضريح المكرم الشاب كارلو أكوتيس تحضيرا لإعلان تطويبه في ١٠ تشرين الأول في أسيزي.

تمّ تنظيم أحداث عديدة في أبرشيّة أسيزي لمواكبة حدث التطويب، مثل “السجود للقربان’ وهي مبادرة عظيمة للتحضير للتطويب، بحسب ما قالت أنطونيا سالزانو، والدة كارلو أكوتيس. وأضافت: “السجود للقربان هو لحظة نعمة يمكن للجميع فيها أن يعمّقوا إيمانهم على مثال كارلو. صحيح أنّ كارلو سيصبح طوباوياً إنما نحن كلّنا مدعوّون لكي نكون قديسين، فكارلو هو نقطة مرجعيّة لكلّ شخص يرغب في أن يضع الإنجيل في صلب حياته”.

وقالت أيضاً:

“كنت أتوقع أن أحضر تخرج أو زفاف ابني كارلو،

لكن يسوع أكرمني بأن أرى ابني طوباوياً على مذبح الكنيسة المقدسة…

ما أجمل أن أقول أنني أصلي الأحد في كنيسة القديس كارلو إبني، يا له من شعور!”

من أقوال الطوباوي كارلو الشهيرة عن القربان الأقدس:”اذا وقفنا أمام الشمس، نحصل على تسمير البشرة…ولكن عندما نقف أمام يسوع في القربان الأقدس، نصبح

قديسين”.

اعلنه البابا ليون الرابع عشر قديسا في ٧ أيلول ٢٠٢٥

المعجزة التي مهّدت لإعلان قداسة كارلو أكوتيس

يعتمد إعلان قداسة كارلو اكوتيس على معجزتين اعترف بهما الفاتيكان:

الأولى شفاء الطفل البرازيلي ماتيوس فيانا من عيب خلقي في البنكرياس عام ٢٠١٣، والثانية شفاء طالبة من كوستاريكا

تتعلّق المعجزة الثانية بشفاء فاليريا فالفيردي, شابة من كوستاريكا تبلغ من العمر ٢١ عامًا، تعرّضت لإصابة بالغة في الرأس إثر حادث دراجة هوائية أثناء دراستها في فلورنسا عام ٢٠٢٢. وبعد خضوعها لعملية جراحية طارئة، تمّ خلالها فتح جمجمتها لتخفيف الضغط على دماغها، أبلغت عائلتها أن حالتها حرجة وأنها قد لا تنجو.

بعد ستة أيام من الحادث، توجهت والدتها في رحلة حج إلى قبر الطوباوي كارلو أكوتيس في أسيزي, حيث صلّت من أجل شفاء ابنتها وتركت رسالة مكتوبة. في اليوم نفسه، بدأت فاليريا تتنفس من تلقاء نفسها، وفي اليوم التالي تمكنت من تحريك ذراعيها والتحدّث مجددًا.

وبعد عشرة أيام من رحلة والدتها، خرجت فاليريا من العناية المركزة بعد أن أظهرت الفحوصات اختفاء النزيف الدماغي تمامًا، ولم تحتاج سوى لأسبوع واحد من العلاج الطبيعي بعد خروجها من المستشفى. وقد اعترف البابا فرنسيس بهذه المعجزة في ٢٣ أيار ٢٠٢٤.

اعلنه البابا ليون الرابع عشر قديسا في ٧ أيلول ٢٠٢٥.

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

‎القدّيسة الأمّ تريزا دي كالكوتا

‎القدّيسة الأمّ تريزا دي كالكوتا

(عيدها في ٥ أيلول)

ولدت أغنس، وهذا إسمها الأول، في ٢٦ آب من العام ١٩١٠ في بلدة سكوبيه في مقدونيا في عائلة من أصل ألباني. وفي عمر ١٢ سنة اكتشفت دعوتها، في أن الله يريد منها أن تعطي حياتها له، وفي عمر ١٨ سنة تركت عائلتها لتنخرط في رهبانية لوريتو، وهي جمعية إرلندية المنشأ تعمل في الأساس في الهند
وقد أعلنت نذورها الرهبانية في ٢٤ أيار عام ١٩٣١ وقضت السنين الأولى تعلّم في مدرسة القديسة مريم. وفي ضواحي مدينة كالكوتا

في مركز الفقر والألم، سمعت الأم تريزيا نداء لأن تكون واحدة من الفقراء ومتحدة معهم، وهناك بدأت مدرسة في الهواء الطلق
في العام ١٩٥٠ حصلت على الإذن من الفاتيكان لتأسيس جمعية أبرشية هدفها الإهتمام بجميع المرذولين والمتروكين في المجتمع، والذين بسبب ذلك يتألمون كثيراً جسدياً وعاطفيا. وهكذا تم تأسيس جمعية مرسلات المحبة. فافتُتح أول مركز للمنازعين عام ١٩٥٢ وفي الأعوام التي تلت ٢٩٧٠ وبسبب إزدياد عدد البالغين والأطفال المتروكين، افتتحت الجمعية العديد من البيوت للبرص، والملاجىء للأيتام ومراكز مجانية في معابد ومخازن مهجورة. ثم ما لبثت أن انتشرت أعمال مرسلات المحبة بعد عشرة سنوات في أرجاء العالم الواسع ومنها أستراليا، أوروبا، أفريقيا، الولايات المتحدة والشرق الأوسط
وفي العام ١٩٩٦وصل تعداد بيوت هذه الجمعية الإرسالية إلى ٥١٧ بيتاً ومركزاً في أكثر من مائة دولة في العالم. نالت الأم تريزيا جائزة نوبل للسلام عام ١٩٧٩ وقد استعملت هيبتها لكي تجلب إنتباه العالم إلى مسائل أخلاقية وإجتماعية هامة جداً. واعتبرت أن مشكلة الفقر لا تكمنُ فقط في الحرمان، بل أيضاً في عدم التعرّف على حب يسوع
بعد تعرضها لسكتة قلبية أولى عام ١٩٨٣ ضعفت صحتها وتدهورت بشكل خطير إبتداء من العام ١٩٩٥ ، ثم بعد إصابتها بالملاريا وتوقف القلب، تركت مسؤولياتها على رأس الجمعية في آذار ١٩٩٧ ثم توفيت في ٥ ايلول ١٩٩٧ أي قبل أسبوع فقط من عيد ميلادها الـ ٨٧

تُعتبر الأم تريزيا من كالكوتا للكثيرين الوجه الأنثوي للكنيسة الكاثوليكية المُعاصرة. حيث وضعت نفسها في خدمة أولئك الذين همشهم المجتمع، الأفقر بين الفقراء، وقد ترجمت الأم تريزيا الحب إلى أعمال. فبسخاء الروح استطاعت أن تجلبَ العديد من الأشخاص إليها، تابعين طريقها، وألهمت الشباب في العالم لأن “يحبوا حتى الألم”، وأن يضعوا بالتالي خطواتهم مع خطوات يسوع، مُضحّين بحياتهم من أجل الآخرين. هكذا لم تعرف الأم تريزيا حُدوداً لحب المسيح، وقد عبّرت عن ذلك بنفسها في تكرّسها الكامل لأفقر الفقراء

لتكن صلاتها معنا

عيد ميلاد والدة الإله الفائقة القداسة والتطرق لعقيدة الحبل بلا دنس في نظر الكنيسة الكاثوليكية و الأرثوذكسية

تمّ تنقيح النص مع تصحيح علامات الترقيم فقط، وإزالة كل التنسيقات الغامقة:

عيد ميلاد والدة الإله الفائقة القداسة والتطرّق لعقيدة الحبل بلا دنس في نظر الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية

عندما نتطلع إلى حياة العذراء القديسة مريم ونتأمل بسيرتها الطاهرة، لا بد أن نستند إلى أسفار الوحي الإلهي وما تركه لنا آباء الكنيسة من دراسات واسعة في تفسير الكتاب المقدس، فبحسب تعاليم هؤلاء الآباء أن عشرات النبوات التي أعلنها الوحي الإلهي ودُوّنت في الأسفار النبوية في العهد القديم قد تمت في العذراء مريم، كما أن الآباء رأوا في بعض شخصيات الكتاب المقدس وحوادثه رموزاً وإشارات إليها.
فهي المرأة المقصودة بوعد اللـه تعالى للإنسان بالخلاص بقوله تعالى: «ونسـل المرأة يسحق رأس الحية» (تك 3: 15)، ونسلها المسيح يسوع الذي حُبل به فيها من الروح القدس وليس من زرع رجل. وهي حواء الجديدة، كما أن ابنها المسيح هو آدم الجديد. وإذا كان اللـه قد أخذ ضلعاً من جنب آدم وصنع منه حواء المرأة الأولى، ففي تجديد الخليقة ولد الإله المتجسد وهو آدم الثاني من العذراء التي هي حواء الثانية. وهي العذراء التي قال عنها النبي إشعيا (القرن الثامن ق.م) نبوته الشهيرة: «هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل» (إش 7: 14)، الذي تفسيره «اللـه معنا» (مت 1: 23). وقد تناول الآباء بكتاباتهم هذه النبوات والرموز والإشارات وضمّ بعضها إلى كتب الصلوات.
كما أطلق الصديقون الأولون على مريم ابنة داود، العذراء القديسة، أسماء جميلة وبهية؛ فحزقيال ابن السبي سمّاها «باباً مغلقاً»، وسليمان دعاها «جنة موصدة وينبوعاً مختوماً»، وداود دعاها «مدينة نبت فيها المسيح عشباً»، دون زرع، «وصار مأكلاً للشعوب»، وفي يوم ميلاده حررنا من اللعنة.

«إنَّ العوسجة التي رآها موسى على جبل سينا ترمز إليكِ، أيتها العذراء القديسة؛ فالعوسجة تمثل جسدكِ المقدس، وأوراقها التي لم تحترق ترمز إلى بتوليتكِ، والنار التي في العوسجة ترمز إلى اللـه الذي حلَّ فيكِ.»

«إنَّ المركبة التي رآها النبي المختار حزقيال لا تطال جمالكِ؛ فالحيوانات المشدودة إليها والكاروبيون يباركون. وصور الوجوه الأربعة، أي صورة الأسد والثور والنسر والإنسان، يختلف بعضها عن بعض. أمّا ركبتاكِ، أيتها الأم المباركة، فقد صارتا له مركبة، وذراعاكِ صارتا له عجلة، وفمكِ يرنّم المجد.»

«لقد رمز إليكِ موسى بالعليقة (يا مريم)، ورمز إليكِ أبوكِ داود بتابوت العهد، وجدعون بالجزة، ويعقوب الصدّيق بالسلم الذي ارتقى به الجنس البشري إلى السماء.»

«طوباكِ يا مريم، فإن تابوت العهد الذي صنعه موسى كمثال يرمز إليكِ بصورة سرية؛ فقد احتوى اللوحين اللذين كتبهما اللـه، وأمّا أنتِ يا مريم فقد حويتِ خبز الحياة الحقيقي.»

«لقد رمزت إليكِ الصخرة التي نبعت منها الأنهر في البرية، أيتها البتول القديسة؛ فقد أشرق منكِ للعالم ابن اللـه الذي هو صخرة الحق، على حد قول الرسول بولس. أيتها العذراء الممتلئة فتنة، عنكِ تنبّأ الملك داود قائلاً: إنَّ ابنة الملك قامت (عن يمين الملك) بمجد وقداسة، واشتهى الملك جمالها فنزل وحلَّ في حشاها.»

هذا وقد رأى بعض الآباء رموزاً أخرى تشير إلى العذراء؛ كالشجرة التي وُجدت في جبل موريا وحملت كبشاً خلّص إسحق من الذبح، وعصا هارون التي أزهرت وأثمرت لوزاً، وغير ذلك.

نسب العذراء
تنتمي العذراء القديسة مريم إلى سبط يهوذا، وهي من نسل داود، وتتصل بصلة القرابة مع أليصابات أم يوحنا المعمدان، التي تُدعى في الإنجيل المقدس نسيبة العذراء (لو 1: 36)، ويقال إنها كانت خالتها. كما أن سالومي زوجة زبدي، وأم يعقوب ويوحنا، هي الأخرى تمتّ بصلة القرابة إلى العذراء مريم (مت 27: 56؛ مر 15: 40). وقد وردت في الإنجيل المقدس سلسلة نسب السيد المسيح من ناحية يوسف خطيب العذراء (مت 1: 16؛ لو 3: 23؛ أع 2: 30؛ رو 1: 3)، والعذراء ويوسف هما من سبط واحد.
فالعذراء مريم إذاً هي سليلة الكهنة والملوك والأنبياء، وهي ابنة داود، ولذلك قال لها الملاك لما بشّرها بالحبل الإلهي: «ستحبلين وتلدين ابناً… يكون عظيماً وابن العلي يُدعى… ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد…» (لو 1: 31 ـ 32).

العاقران يواكيم وحنّة والدا العذراء مريم
ويذكر لنا التقليد الكنسي، المستند إلى تعاليم الرسل، أنّ والدي العذراء مريم هما يواكيم وحنّة، وأن أبا حنّة هو الكاهن متّان من سبط لاوي ومن آل هارون، وأنَّ والدة حنّة هي مريم من سبط يهوذا. وأن يواكيم وحنّة كانا يقيمان في قرية بالقرب من الناصرة من أعمال الجليل، وكانا ميسورين ويوزعان أرباحهما على الهيكل والفقراء، وما تبقى لهما يسدّان به حاجتهما. وكانا عاقرين وبارّين أمام اللـه وسائرين بحسب نواميسه الإلهية، وكان العُقر لدى اليهود يُعتبر لعنة من اللـه وعاراً أمام الناس؛ ذلك أنَّ كل فتاة يهودية كانت تطمح وتصلي أن يولد منها المسيح، «ماسيّا» المنتظر، فكان يواكيم وحنّة يواظبان على الصلاة والطلب إلى اللـه ليزيل العار عن دارهما، وهكذا بلغا سن الشيخوخة دون أن تُستجاب طلبتهما.
ويُحكى أن يواكيم أتى مرّة إلى هيكل الرب ليقدم تقدمة، فرَفض الكاهن التقدمة لأنَّ مقدمها «عاقر». فعاد يواكيم إلى داره مغتمّاً، كسير القلب، ذليلاً، وأكثر من البكاء أمام اللـه، تُشاركه بذلك زوجه حنّة، فاستجاب اللـه طلبتهما ورزقهما ابنة سمّياها مريم. وهو اسم في الآرامية، مركب من «مور» و«يام»، ومعناه «بحر المرارة». وقال بعضهم إنَّ معنى كلمة «مريم» نجمة البحر، وكذلك النور.

الحبل بالعذراء بلا دنس وولادتها
لا بدَّ أن نذكر هنا أن الحبل بالعذراء مريم قد تم حسب الناموس الطبيعي؛ فهي من رجل هو يواكيم وامرأة هي حنّة، وأنَّ العذراء ابنة العاقرين، كإسحق وصموئيل ويوحنا المعمدان.
وهنا ندخل في صراع تعليمي؛ فالكنيسة الأرثوذكسية ترفض عقيدة الحبل بلا دنس وتقول: إن العذراء، مثل هؤلاء وكسائر الناس، قد ورثت عن أبويها خطية أبوينا الأولين آدم وحواء، التي تُسمّى «الخطية الأصلية» أو «الجدّية»، التي تشمل كل الإنسانية بدءاً من آدم الذي لما أخطأ كان يمثل نسله؛ فاشتركت سلالته بمسؤولية الخطية التي لم يكن بالإمكان محوها من الإنسانية الساقطة إلا بتجسد الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس.
لذلك يقول الرسول بولس: «بإنسان واحدٍ دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع» (رو 5: 12). وقال داود: «هاأنذا بالإثم صُوّرت، وبالخطية حبلت بي أمي» (مز 51: 5). ولم يُستثنَ من إرث هذه الخطية ممن لبس الجسد إلا ربنا يسوع المسيح «الذي أخذ كل ما لنا ما عدا الخطية»، والذي صار كفارة عن خطايا العالم: «متبرّرين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدّمه اللـه كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار برّه من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال اللـه» (رو 3: 23 و24). وكما بإنسان دخلت الخطية إلى العالم، كذلك بإنسان زالت (رو 5: 12 و15). فالعذراء، بنظر الكنيسة الأرثوذكسية إذن، كسائر الناس، وُلدت تحت حكم الخطية، وقد وُلدت على الأرجح في الناصرة.

أمّا في تعليم الكنيسة الكاثوليكية، والذي هو أيضاً جدّ مقبول، فالحبل بلا دنس، أو «سيّدتنا التي حُبل بها بلا دنس»، هي عقيدة مسيحية تختصّ بمريم العذراء وتندرج في إطار العلوم المريمية. ورغم وجودها في كتابات آبائية عديدة، إلا أنها أُقرت رسميًا في حبرية البابا بيوس التاسع عام 1854، وتنصّ على أن العذراء مريم قد وُلدت من دون أن ترث الخطيئة الأصلية، أي خطيئة آدم وحواء التي يرثها الجنس البشري؛ وذلك ليس بطاقاتها الذاتية، بل كما ينص منطوق العقيدة: «باستحقاقات ابنها يسوع المسيح»، أي أن يسوع قد خلّصها هي الأخرى كسائر المسيحيين، إنما بنوع فريد قبل تبشيره وصلبه، وذلك منذ اللحظة الأولى التي تشكّلت بها في بطن أمها. ولا تشير العقيدة إلى أن الحبل قد تمّ دون وجود اتصال جنسي، لكنها تشير إلى أن الروح القدس قد طهّر مريم من الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى التي تشكلت فيها؛ والهدف من العقيدة هو تبرئة العذراء من أي علاقة بالخطيئة؛ أي أنها طاهرة تماماً، ليس لها خطية أصلية أو شخصية منذ اللحظة الأولى التي حُبل بها وحتى وجودها كإنسان، نظراً للمكانة التي ستحتلها مريم بأن تكون أمّاً لله.
ويقول البابا بيوس التاسع في هذا الخصوص:
«الحبل بلا دنس، العصمة من الخطيئة الأصلية، كانت لمريم هبةً من الله وتدبيراً استثنائياً لم يُعطَ إلا لها. ومن هنا تظهر العلّة الفاعلة للحبل بمريم البريء، فهي من الله القدير، وتظهر أيضاً العلّة الاستحقاقية بيسوع المسيح الفادي. والنتيجة هي أن مريم كانت بحاجة إلى الفداء، وقد افتُديت فعلاً؛ فهي كانت، نتيجة لأصلها الطبيعي، لضرورة الخطيئة الأصلية، مثل أبناء آدم جميعاً، إلا أنها بتدخل خاص من الله قد وُقيت من دنس الخطيئة الأصلية. وهكذا افتُديت بنعمة المسيح، لكن بصورة أكمل من سائر البشر، وكانت العلّة الغائية القريبة للحبل بمريم البريء من الدنس هي أمومتها الإلهية.»

ترى الكنيسة الكاثوليكية أيضاً عدة شواهد من الكتاب المقدس تؤيد العقيدة؛ مثل نشيد الأناشيد 7/4: «كلكِ جميلة يا حبيبتي ولا عيب فيكِ». يعتقد المسيحيون أن النبوة السابقة تتعلق بمريم وبصفة «أن لا عيب فيها»، فمن ضمن العيوب الخطيئة الأصلية.
وكذلك وُصفت بـ «الممتلئة نعمة» في لوقا 1/28؛ فالامتلاء من النعمة يشمل التخلص من الخطيئة الأصلية أيضاً. سوى ذلك، في بعض الترجمات نجد «المنعَم عليها»، وهذا اللفظ يجعلنا نتساءل عن زمن بداية هذا الإنعام وعن هذا الامتلاء بالنعمة؛ فلا بد أن يمتد ليشتمل على حياة العذراء كلها منذ اللحظة الأولى.
هناك عدد آخر من الشواهد يرتكز على سفر حكمة يشوع بن سيراخ، وغيره من أسفار العهد القديم، إضافة إلى كتابات آباء الكنيسة الأوائل.

كما سبق وذكرنا، إن الكنائس الأرثوذكسية المشرقية تعترض على عقيدة الحبل بلا دنس، وتراه يتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس؛ الاعتراض يأتي بشكل أساسي من قول مريم في إنجيل لوقا: «تبتهج روحي بالله مخلّصي» (لو 1: 46). غير أن اللاهوتيين الكاثوليك لا يرون في الآية السابقة تعارضاً، طالما أن فعل التخليص قد تم بواسطة يسوع ابنها، سواءً قبل الصلب أم بعده؛ خصوصًا أن سفر المزامير يذكر أنّ: «قدس العليّ مسكنه» (مز 45: 5)، فكيف سيتخذ الابن جسداً يحوي الخطيئة الأصلية مسكناً له؟ الاعتراض الثاني يأتي من الرسالة إلى رومية حيث تُذكر شمولية الخطيئة الأصلية على جميع البشر؛ لكن اللاهوتيين الكاثوليك يرون أيضاً أن الرسالة إلى العبرانيين تذكر أن الموت جائز على جميع البشر مرة واحدة، ومع ذلك فإن العهد القديم والعهد الجديد يذكران أسماء عدة شخصيات أُجترحت معهم عجائب خاصة فعادوا إلى الحياة؛ وبالتالي يكونون قد ماتوا مرتين، وليس مرة واحدة، فالاستثناء دائماً جائز.
الكنائس الأرثوذكسية الشرقية رفضت العقيدة لكونها من صلب الإيمان، ولا حاجة لإعلان عقيدي خاص، تماشياً مع نظرة هذه الكنائس للخطيئة الأصلية. أمّا مارتن لوثر فقد قبل الحبل بلا دنس، واستند في برهان ذلك إلى القديس أغسطينوس، غير أن سائر البروتستانت يرون أن العقيدة تدخل في إطار المهاترات اللاهوتية.

إلا أنّ الكنيسة الكاثوليكية تستدرك وتؤكد أنه، رغم أن العذراء كانت معصومة من الخطيئة الأصلية، إلا أنها لم تُعصَم من ملحقات الخطيئة، أي الألم والعذاب.

«القدير صنع بي عظائم واسمه قدّوس» (لوقا 1: 49).
حياة العذراء مريم هي خير شرح لهذه الآية، وحياة والدة الإله هي أفضل مثال لنا نحن البشر.
إنسانةٌ مثلنا تقدّست بالنعمة وولدت الإله. يا له من سرّ عظيم يفوق كلّ العقول! عذراء تصبح والدة الإله! وحدها هذه العبارة يكمن فيها «كل سرّ تدبير الخلاص» (القدّيس يوحنا الدمشقي).
تواضع العذراء مريم جذب الله، هنا لبّ الموضوع: «طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله» (متى 5: 8). فهي لم تعاين الله فحسب، بل حملته في أحشائها. وهكذا، بمسيرتها، تتحقّق أقوال الأنبياء بخلاص الله الموعود للبشر. الله يصبح إنساناً.

الكنيسة تحتفل بميلاد السيّدة لأنّ فيها تمّ القصد الإلهيّ بخلاص البشر. من ميلادها نأخذ عبرةً أن: «كلّ مولود بشري مشروع قداسة وحامل للإله»، إذا هو أراد طبعاً، كما وتقيم الكنيسة لوالدة الإله أكثر من عيد في السنة.
ولكن يجب أن ندرك جيداً أن كلّ الأعياد الأساسيّة (وهي اثنا عشر، ما عدا الفصح) في الكنيسة، الثابتة والمنتقلة، هي أعياد سيّديّة لأنها تتمحور حول الرّب يسوع المسيح وترتبط به. فهي تُدعى سيّديّة لأنها من كلمة «سيّد»، وليس من كلمة «سيّدة». حتى عيد ميلاد والدة الإله، وعيد دخول السيّدة إلى الهيكل، وعيد البشارة، وعيد رقاد والدة الإله، والتي هي من ضمن الأعياد الاثني عشر، هي أعياد سيّديّة مرتبطة بالرّب، مع أنّها تُدعى أعياد والديّة.
الجدير بالملاحظة أن عيد ميلاد والدة الإله (الثامن من أيلول) هو أوّل عيد سيّدي في الكنيسة البيزنطية؛ بحيث تبدأ السنة الطقسيّة في أوّل شهر أيلول، وكذلك عيد رقاد والدة الإله هو آخر عيد سيّدي، ويقع في الخامس عشر من شهر آب.

لِمَاذا اختارت الكنيسة أن تُعيّد هذا العيد في اليوم الثامن من السنة الكنسيّة تحديداً؟
الإجابة على هذا السؤال مرتبطة بما يُمثله هذا اليوم؛ إنّه اليوم الذي يأتي بعد أيام الخليقة الستة ويوم السبت. فإذا كان اليوم السابع هو يوم العهد القديم، فاليوم الثامن هو يوم العهد الجديد.
خلق الله العالم في ستة أيام، واستراح في اليوم السابع. يأتي اليوم الثامن ليكون اليوم الأُخرويّ – الملكوتيّ، الذي افتتحه الرب يسوع بقيامته من بين الأموات. فبالقيامة أصبح هذا اليوم القيامي اليوم الأوّل والثامن معاً، ليبقى لنا مفتوحاً أبديّاً نبدأه من هنا.
من هنا تقول لنا الكنيسة في هذا العيد: «اليوم تُولد الإنسانية خليقةً جديدةً بعد أن سقطت قديماً بالخطيئة، وتبدأ دورتها لتمرّ في بحر السنة بالقيامة المجيدة». ومن آمن بخلاص إلهنا لا يموت في نهاية سنيّ عمره، بل يرقُد مثل والدة الإله، وينقله الله إليه لحياةٍ أبديّة.
إنّ الطبيعة نفسها، التي أطلق عدوّ الإنسان سهامه عليها ليدمّرها، أتى من نسلها من داس على رأس الحيّة وفتح للبشرية أبواب السماوات.
وأيضاً، الكنيسة في ذلك أرادت أن تقول إنّ والدة الإله، الأم التي حملت في أحشائها الضابط الكل، تحمل في أحشائها دورة أعيادنا الليتورجية كلّها من أوّلها إلى نهايتها.
كيف لا، وهي الأمّ الحاضنة التي كلّما نظرنا إلى أيقونتها تنظر هي في وجهنا لتقول: «لنُهَلِّل سويًا للرّب يسوع المسيح؛ إنّه المخلّص الوحيد. إلهي وإلهكم، مخلّصي ومخلّصكم.» ومع ولادة مريم تبدأ بشائر الفرح وتحقيق الوعد الخلاصي. فهذه الطفلة ستكون والدة الإله. كما وقد تغلّبت على مختلف التجارب بعشقها لله والتصاقها به. نحن إذًا مدعوّون لنحذو حذوها ونتّخذها مثالاً؛ فإنّ من يتّحد بالله وبنعمته يغلب جميع أنواع الخطايا.
فالخطيئة ليست أقوى من الإنسان بتاتًا مهما تكبر وتثقل، بل هي مغلوبة بنور المسيح. وهذا يُذكّرنا بما قاله الله لقايين منذ بدء سفر التكوين: «…عند الباب خطيئة رابضة، وإليكَ اشتياقها، وأنت تسود عليها» (تكوين 4: 7). فعبارة «وأنت تسود عليها» هي لكل واحدٍ منّا؛ فنحن نسود على الخطيئة بثباتنا بالله.
مع ميلاد مريم تبتدئ رحلة عودتنا إلى الملكوت. ومع رقادها وانتقالها إلى السماء يتحقق ما قاله الرّب يسوع لنا: «من آمن بي، ولو مات، فسيحيا» (يو 11: 25). فنحن خُلقنا لنكون قياميّين بالـقائم أبداً ودائماً.

تاريخ العيد
يعود أصل العيد إلى أواسط القرن الخامس في أورشليم، حينما كُرّست كنيسة على اسم والدة الإله مريم قرب «البركة الغنمـيّة» أو «بركة بيت حسدا» في أورشليم.
من أورشليم انتقل الاحتفال بعيد ميلاد العذراء في القرن السادس إلى القسطنطينيّة، حيث وضع القدّيس رومانوس المرنّم التراتيل الخاصة بهذا العيد، وما زلنا نصلّي بعضها في طقوسنا.
من الشرق انتقل العيد إلى الغرب في عهد البابا سيرجيوس الأول (687–701) الأنطاكيّ الأصل.
لا يذكر العهد الجديد شيئاً عن طفولة مريم، كما سبق وذكرنا، ولا عن مولدها أو رقادها؛ ذلك أنّ هدف الأناجيل هو البشارة بالربّ يسوع، الإله المتجسّد، وبالتدبير الخلاصي من أعمالٍ وتعاليم. لكنّ التسليم الكنسي، الذي حفظ مكانة خاصة لوالدة الإله، يذكر أن ولادتها تمّت بتدخل إلهي مباشر، كما حصل مع عدد من الأشخاص في العهد القديم؛ كإسحق ابن إبراهيم، وشمشون، وصموئيل، ويوحنا المعمدان. ذلك كلّه ضمن سرّ التدبير الخلاصي.
من أكثر المصادر «إنجيل يعقوب المنحول». وهنا نلفت إلى أنّ الأناجيل المنحولة ليست كلّها هرطوقيّة وفاسدة؛ بل منها ما هو مفيد، ولكنّ الكنيسة لم تدرجه في الكتاب المقدّس لأنه لا يرتبط بالخلاص مباشرة، ومنها ما هو كاذب وهدفه الإساءة إلى الكنيسة، كإنجيل يهوذا. وقد شرح الآباء القدّيسون، الذين صادقوا على تعاليم الكنيسة، كلّ هذه الأمور، وليس من شيء مخفيٍ على أحد؛ فكل هذه الأمور مدوّنة من القرون الأولى للمسيحية.

إليكم ما ورد في «إنجيل يعقوب المنحول»: أنّ يواكيم، والد مريم، وهو من سبط يهوذا من نسل داود، تربّى في عائلة تقيّة مارست الشريعة وقدّمت الذبائح. فوالده كان غنيًّا جدًّا، ويقدّم القرابين لله قائلاً في قلبه: «لتكن خيراتي للشعب كلّه، من أجل مغفرة خطاياي لدى الله، ليشفق الربّ عليّ».
كذلك حنّة، والدة العذراء مريم، هي ابنة الكاهن متّان من قبيلة هارون، ولكنّها كانت حزينة بسبب عقرها، لأنّ العقر حُسِبَ عند اليهود عاراً ولعنة من الله، فيما الولادة تعني تأمين النسل لمجيء المسيح المنتظر.
صلّت حنّة إلى الربّ قائلة: «يا إله آبائي، باركني واستجِبْ صلاتي، كما باركتَ أحشاء سارة ورزقتها إسحق ابناً.» فإذا بملاك الربّ يقول لها: «يا حنّة، إنّ الله سمع صلاتك؛ سوف تحبلين وتلدين، ويكون نسلكِ مشهورًا في العالم بأسره.» فأجابت حنّة قائلة: «ليحيَ الربّ إلهي؛ سواء كان صبيًّا أم بنتًا ما ألده، فسوف أقدّمه للربّ، وسوف يكرّس حياته للخدمة الإلهيّة.» وحبلت حنّة، وفي الشهر التاسع ولدت بنتًا، وسمّتها «مريم»، وشكرت الله قائلة: «نفسي ابتهجت هذه الساعة.»

ليتورجيا العيد
تراتيل العيد مليئة بالفرح والتهليل والحبور: «هذا هو يوم الرب فتهللوا يا شعوب…»؛ «اليوم ظهرت بشائر الفرح لكل العالم…»؛ «اليوم حدث ابتداء خلاصنا يا شعوب…»؛ «…لتتزين الأرضيات بأفخر زينة، ولترقصنّ الملوك طربًا، لتسرّ الكهنة بالبركات، وليعيِّدن العالم بأسره…».

ولقراءات العيد أهميّة كبيرة؛ فهي تربط بين العهدين القديم والجديد

  • القراءة الأولى: السلم المنصوبة (تكوين 28: 12–14) «ورأى (يعقوب) حلماً، وإذا سلمٌ منصوبة على الأرض ورأسها يمسّ السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها. وهوذا الرّب واقف عليها فقال: أنا الرّب إله إبراهيم أبيك وإله إسحق…»
    العذراء مريم هي السلم التي بها انحدر الإله.
  • القراءة الثانية: باب المقدس المغلق (حزقيال 44: 1–2) «فقال لي الرّب: هذا الباب يكون مغلقًا لا يُفتح، ولا يدخل منه إنسان، لأن الرّب إله إسرائيل دخل منه، فيكون مغلقًا.»
    تشير هذه القراءة، بحسب تفسير الكنيسة، إلى بتولية مريم الدائمة (قبل وأثناء وبعد الولادة) وأمومتها المعجزة البيان والوصف.
  • القراءة الثالثة: الحكمة وبيتها (أمثال 9: 1) «الحكمة بنت بيتها، نحتت أعمدتها السبعة، وذبحت ذبائحها، ومزجت خمرها، وهيأت مائدتها، وأرسلت جواريها تنادي على متون مشارف المدينة…»
    يشير هذا النص، بحسب تفسير الكنيسة بآبائها القدّيسين، إلى العذراء مريم البيت الذي بناه الله، الحكمة الفائقة، ودعوة البشر إلى مائدة الرّب.

لاهوت العيد
تقول إحدى ترانيم صلاة السحر: «يا للعجب الباهر، فإن الثمرة التي برزت من العاقر بإشارة خالق الكل وضابطهم، قد أزالت عقم العالم من الصالحات بشدة بأس.»
فكما أن يواكيم وحنّة هما صورة العالم العقيم، كذلك مريم هي صورة العالم الجديد المخصب، صورة الكنيسة التي لا تشيخ.
فرحنا بولادة مريم العذراء هو سرور وفرح بالرّب يسوع الذي سيولد منها؛ فالمسيح، الذي جعل مريم أمّ الحياة بالروح القدس وأضحت أمّ النور، يجعل الكنيسة أيضاً ينبوع الحياة.
هذا الأمر كثيراً ما ننساه؛ فنعامل والدة الإله وكأنها قائمة في ذاتها، مجرّدة عن دور الله في حياتها. ولكنّ الكنيسة تسمّي مريم «والدة الإله» في التراتيل والأناشيد الكنسّية كلّها، وهكذا تظهر في الأيقونات دائماً مع الرّب يسوع، باستثناء حالات خاصة جداً.
نهايةً، احتفال الكنيسة بولادة مريم والدة الإله هو إعلان الفرح بولادة فجر الخلاص، لأنّ الّتي وُلدت من عاقرين أحبّت الله وكرّست ذاتها له، فقبلَت أن تطيع تدبيره الخلاصيّ لتلد المسيح للعالم.

الأب جيرارد أبي صعب

القديس أغسطينوس

القديس أغسطينوس

ولد القديس أوغسطينوس في تاغسطا، في الجزائر اليوم، سنة ٣٥٤م. من أب وثني وأم مسيحية
أحب العلم منذ صغره وتردّد الى المدرسة حيث تعرف الى رفاق طائشين جروه الى الخطيئة. عجز والداه عن انفاق راتب سفره للعلم في قرطاجة فسار في طريق اللهو وساكن امرأة أنجبت له ولداً، وظلّ لا يأبه لتوجيهات امه القديسة مونيكا التي كانت تصلّي وتبكي. عاد الى الجامعة ودرس المحاماة لكنه لم يمارسها. أحب الفلسفة وتعمّق بدرسها

اتبع بعض الفلسفات الوثنية، وسافر الى قرطاجة وروما يفتش عن معنى الحياة. تعرف الى امبروسيوس اسقف ميلانو واهتدى على يده. اعتمد وعاد الى افريقيا الشمالية حيث سيّم كاهناً. أقيم خلفاً لمطران ابرشية هيبونا، قرب قرطاجة، وظلّ ساهراً على ابرشيته أربعاً وثلاثين سنة. ترك المؤلفات اللاهوتية الضخمة اشهرها “مدينة الله” و “الاعترافات”. انتقل الى الحياة الابدية في ٣٠ آب سنة ٤٣٠م
امتاز القديس اغوسطينوس بقوة ايمانه وبعمق تفكيره، وهو من أعظم الآباء القديسين شرقاً وغرباً، وفي مطالعة كتبه اليوم الفائدة الكبرى.

من اقواله:”سيظل قلبنا قلقاً يا رب الى أن يرتاح بك”

القديس تيطس

القدّيس تيطس

عيده 25 آب

«أمّا أنت فعلّم بما يوافق التعليم الصحيح»
(تي 2: 1).

كان وثنيًّا يونانيًّا، تعرّف إلى يسوع وكان من التلاميذ الاثنين والسبعين.

تتلمذ على يد بولس ورافقه في التبشير، لا سيّما في كورنتس.

ذهب معه إلى أورشليم وشارك في مجمعها سنة 51، حيث أقرّ عدم إلزام الوثنيّين المهتدين بالشريعة الموسويّة اليهوديّة.

سمع بولس أنّ هناك خلافًا في كنيسة كورنتس، فأرسل تيطس ليصلح الأمور، فقام بذلك خير قيام. ثمّ رافقه إلى جزيرة كريت،
حيث أَقامه أسقفًا عليها، وطلب منه الاهتمام بها وإقامة كهنة لتلك الرعايا التي ينشئها.

فاستمرّ في عمله الرسوليّ في تلك الجزيرة بكلّ اندفاع ونشاط، إلى أن وصل إلى شيخوخة صالحة، ورقد بالربّ في تلك الجزيرة في نهاية القرن الأوّل المسيحيّ.

القديسة مريم أمّ الله

القديسة مريم أمّ الله

مع بداية العام ألقى البابا فرنسيس كلمة رائعة عن أمنا مريم العذراء، جاء فيها ما يلي

نفتتح هذا العام الجديد ٢٠١٨ باسم ام الله
مريم ليست أم يسوع بل أم الله
ففي قلبها ينبض قلب الكنيسة
علينا البدء من جديد من المذود ، من الام التي تحمل الله بين ذراعيها
التعبد لمريم هو فرض من فروض الحياة المسيحية
نحن كلنا بحاجة الى قلب جديد شبيه بقلب مريم
وهو قلب يعلم كيفية حفظ حب الله العذب والشعور بدقّات قلب كل من حولنا
ام الله هي أعظم كائن بشري خلقه الله
:وقال في آخر عظته
:لنكرّر سوياً ونحن ننظر اليها، هذه التحية ثلاث مرات
“أيتها القديسة ام الله”
“ايتها القديسة ام الله”
“أيتها القديسة ام الله”.

ملاحظة: نُشِر على وسائل الإتصال أنّ البابا فرنسيس أعلن سنة ٢٠١٨ سنة “أم الله” في كلمته لكنّ البابا لم يذكر ذلك أبداً
شاهدوا هذا الفيديو وتأكّدوا بأنفسكم

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

]]>

اليوم العالمي للسلام

نشالله سلام المسيح بيملي الدني
مع أول يوم من بداية هالسني

١ كانون التاني هو اليوم العالمي للسلام، بهاليوم الحلو منقول مع القديس فرنسيس

اجعلني ، يا ربّ اداةً لسلامك فحيثُ البغض ازرعُ الحبّ
وحيثُ الاساءة أبشر بالفرح
وحيثُ الفتنة أُوطّد الوحدة
وحيثُ الضلال أبثُّ الحقيقة
وحيث الشك أنمي الإيمان
وحيثُ اليأس أُنعشُ الرجاء
وحيث الظلام أبعث النور
وحيث الحزن انشرُ الفرح

كل عام وأنتو بخير
أسرة صوت الرب بتتمنالكم سنة جديدة مليانة إيمان، رجا، حب، سلام، فرح ونجاح ببركة يسوع المسيح

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

القدّيس ماكسيميليان كولبي

القدّيس ماكسيميليان كولبي

١٨٨٤-١٩٤١

عيده ١٤ آب عشيّة عيد انتقال السيّدة العذراء

ولد رايموند كولبي في بابجانيتشي ببولونيا وكانت هذه مدينة صغيرة مرتبطة بروسيا القياصرة. اتّصف بطبيعةٍ حيويّةٍ وعفويّةٍ وعنيدة ولم يسهّل كثيرًا الحياة على والدته، في صغره

كان يومًا يصلّي، وهو في العاشرة من عمره، لأمّه السماويّة بعد عملٍ طائشٍ جديد فظهرت له مريم العذراء وقدّمت له تاجين، واحدهما أبيض والثاني أحمر رمزًا للنقاوة والشهادة ودعته ليختار، فما كان من الصبيّ إلاّ أن اختار الاثنين بدافعٍ من فضوله

‎ واتّخذ الولد في ذلك اليوم هذا القرار الشجاع بأن يصير أفضلَ، يومًا بعد يوم. لم يعد رايموند هو ذاته وقد وضعت العذراء طاقتَه الجيّاشة في مسارهاالصحيح. دخل رايموند دير القدّيس فرنسيس في الثالثة عشرة من عمره ونذر باسم ماكسيمليان – ماري
‎ثمّ غادر روسيا سرًّا ليلتحق بالجامعة الغريغوريّة الرومانيّة وأسّس فرسان الحبل بلا دنس التي ستشكّل رائعةَ حياته
‎وسوف يواجه خدّام مريم هؤلاء من يعادون الله والكنيسة طيلة عمرهم، خصوصًا أنصارالماسونيّة في إيطاليا وبولونيا والعالم. كذلك، أنشأ الأب ماكسيميليان كولبي مجلّة” فارس الحبل بلا دنس” الشهريّة وتوجّه إلى اليابان ليقيم مدينةً ثانية لمريم العذراء بالقرب من ناغازاكي. ثمّ استقبلته الهند حيث بدا أنّ عمل لم يثمر بسبب السلّ الذي كان تسلّل إليه ونهش في جسمه. استدعي بعد ذلك إلى بولونيا وهناك بذل ذاته لقضيّة مُلْكِ مريموالدةِ الإله بربع رئةٍ فقط

‎لجأ في عمله في حقل الأنجلة إلى الوسائل
‎المختلفة بدءًا بالكلمة وانتهاءًا بالراديو والسينما والطائرة، مع أنّه شدّد على الدوام على أنّ السبيل الأنجع لإيصال البشرى هوالمثل الصالح والصلاة والألم بحبّ. باختصار، الإظهار، في الحياة العمليّة، لما على فارس للحبل بها بلا دنس، أن يكونه
‎ثمّ رأته الحرب العالميّة الثانية، على رأس المنظّمة الكاثولكيّة الأبرز للنشر في بولونيا. قبل ماكسيميليان كولبي بصبرٍ وتسليمٍ بطوليّين ورائعين، دمار عمله كلّه على يد النازيّين ولمّاحكم عليه بالأشغال الشاقّة في معسكر أوسشفيتز للموت، صار للسجناء معه، شعاع شمس دافئ
‎وفي ١٤ آب ليلة عيد إنتقال السيّدة العذراء من العام ١٩٤١توفّي القدّيس في قبو الجوع، بعد أن قدّم حياته مقابل إعتاق رجلٍ، ربّ عائلة حُكم عليه

قد اهتمت سيدة اسمها بومبيانا بجسد ماكسيميليان، فأخذته وحملته إلى قرطاجنة حيث دفنته هناك

:من أشهر أقواله
” قوّة الصلاة تكون بلا حدود عندما نلتجئ إلى العذراء الطاهرة التي هي ملكة على قلب الله”

” لا تخف أن تحب القديسة مريم العذراء كثيراً، لأنّك مهما أحببتها لن تستطيع أن تحبّها مثلما أحبّها يسوع”

“لو حدث وشعرت الملائكة بالغيرة من بني البشر الذين هم على الأرض فسيكون لتلك الغيرة سبب واحد ألا وهو القربان الأقدس”

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

تساعية بشفاعة الطوباوية ماري إليزابيت ترجون رسولة الشبيبة

تساعية صلاة للحصول على نعمة بشفاعة

الطوباوية ماري اليزابيت ترجون

(1840-1881)

اليــوم الأول

المجد للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

نشأت اليزابيت في عيلة مؤمنة وترعرعت في محيط يكرم الصلاة ويلتزم في أعمال الرعية.

لقد اختبرت في هذا الجوّ القدرة المنبثقة من الله وسخاء خالقها ومخلصها.

“عينا الربّ ترعيان الأرض كلّها، تهبان القوة للذين يثقون به وتستمرّ قلوبهم في السعي نحو الكمال.

(من حكم الأم ماري اليزابيت)

صـلاة

يـا إله الحنان والشفقة، لقد ملأت «اليزابيت ترجون» غيرة من أجل إعلان مجدك وخلاص العالم ودعوتها لأن تؤسس رهبنة تعمل على تربية الشبيبة تربية مسيحية. في المرض والفقر والصعوبات على اختلاف أنواعها، لجأت إليك بإيمان عميق، وثقة بنوية. إمنحنا بشفاعتها النعمة التي نطلب إليك.

(حدد النعمة التي تصلي من أجلها: …………………………………………)

صلاة: أبـانـــا والســـلام والـمـجـد

– يا مريم ملكة الوردية المقدسة      – صلي لأجلنا

– ايتها الطوباوية اليزابيت تورجون – صلي لأجلنا

اليــوم الثاني

المجد للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

درسـت اليزابيت في دار المعلمين في لافال – كيبيك وقضت سنتين في دير للإرسلين، تتهيأ فيهما للتعليم. طيلة هذه المدة نمّت معارفها الدينية. استسلمت إلى الله الذي يقوي الضعفاء بالرغم من ضعف بنيتها، مؤمنة بأنه سند لكل الذين يتكلون عليه.

” الرب هو سند كل الذين يثقون به”

صـلاة

يـا إله الحنان والشفقة، لقد ملأت «اليزابيت ترجون» غيرة من أجل إعلان مجدك وخلاص العالم ودعوتها لأن تؤسس رهبنة تعمل على تربية الشبيبة تربية مسيحية. في المرض والفقر والصعوبات على اختلاف أنواعها، لجأت إليك بإيمان عميق، وثقة بنوية. إمنحنا بشفاعتها النعمة التي نطلب إليك.

(حدد النعمة التي تصلي من أجلها: …………………………………………)

صلاة: أبـانـــا والســـلام والـمـجـد

– يا مريم ملكة الوردية المقدسة      – صلي لأجلنا

– ايتها الطوباوية اليزابيت تورجون – صلي لأجلنا

اليــوم الثالث

المجد للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

إن اليزابيت التي درست كعلمانية في سان روك وسانت آن دي بوبرا، كانت تصلي مع تلميذاتها وتعلمهنّ الصلاة. وحين انضمّت إلى أخوات “المدارس الصغرى” كانت تهدف إلى أمرين: تكريس نفسها للرب بالنذور الرهبانية، ومتابعة تثقيف الأولاد وتدريبهم على التقوى.

 كانت تذكر رفيقاتها أن رغبتنا في تربية الأولاد تربية مسيحية صالحة، وشق طريق لهم إلى السماء هي التي جمعتنا معاً – (نظام خاص للأخوات في الإرساليات-1880)

صـلاة

يـا إله الحنان والشفقة، لقد ملأت «اليزابيت ترجون» غيرة من أجل إعلان مجدك وخلاص العالم ودعوتها لأن تؤسس رهبنة تعمل على تربية الشبيبة تربية مسيحية. في المرض والفقر والصعوبات على اختلاف أنواعها، لجأت إليك بإيمان عميق، وثقة بنوية. إمنحنا بشفاعتها النعمة التي نطلب إليك.

(حدد النعمة التي تصلي من أجلها: …………………………………………)

صلاة: أبـانـــا والســـلام والـمـجـد

– يا مريم ملكة الوردية المقدسة      – صلي لأجلنا

– ايتها الطوباوية اليزابيت تورجون – صلي لأجلنا

 

اليــوم الرابع

المجد للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

كمسؤولة عن تربية المبتدئات، كانت اليزابيت تتصل بالطالبات في الابتداء، تدعوهنّ إلى الصلاة، لمعرفة دعوتهن وللحصول على نعمة التجاوب مع إرادة الله.

التجئـوا إلى مريم ومعونتها القوية، فتقودكم في الطريق المؤدي إلى ابنها الإلهي.

صـلاة

يـا إله الحنان والشفقة، لقد ملأت «اليزابيت ترجون» غيرة من أجل إعلان مجدك وخلاص العالم ودعوتها لأن تؤسس رهبنة تعمل على تربية الشبيبة تربية مسيحية. في المرض والفقر والصعوبات على اختلاف أنواعها، لجأت إليك بإيمان عميق، وثقة بنوية. إمنحنا بشفاعتها النعمة التي نطلب إليك.

(حدد النعمة التي تصلي من أجلها: …………………………………………)

صلاة: أبـانـــا والســـلام والـمـجـد

– يا مريم ملكة الوردية المقدسة      – صلي لأجلنا

– ايتها الطوباوية اليزابيت تورجون – صلي لأجلنا

اليــوم الخامس

المجد للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

لقد عيّن الأسقف ماري اليزابيت رئيسة على جماعتها، فقبلت هذه الخدمة بكل تواضع، لكنها أرادت أن تكون العذراء مريم التي كان لها ثقة كبرى بها، الرئيسة الأولى للمعهد. ومخافة أن ينسين أخواتها دور مريم طرّزت على “كنفا” الصلاة التالية:

أيتها الأم الحنون مريم، دافعي عن العائلة الصغيرة التي أنت أمها ورئيستها الأولى، في جهادها كل يوم.

صـلاة

يـا إله الحنان والشفقة، لقد ملأت «اليزابيت ترجون» غيرة من أجل إعلان مجدك وخلاص العالم ودعوتها لأن تؤسس رهبنة تعمل على تربية الشبيبة تربية مسيحية. في المرض والفقر والصعوبات على اختلاف أنواعها، لجأت إليك بإيمان عميق، وثقة بنوية. إمنحنا بشفاعتها النعمة التي نطلب إليك.

(حدد النعمة التي تصلي من أجلها: …………………………………………)

صلاة: أبـانـــا والســـلام والـمـجـد

– يا مريم ملكة الوردية المقدسة      – صلي لأجلنا

– ايتها الطوباوية اليزابيت تورجون – صلي لأجلنا

اليــوم السادس

المجد للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

كانت تسعى اليزابيت إلى أن تكون قلوب المربيات اللواتي تُعدّهُنّ للرسالة مليئة عطفاً واهتماماً بالأولاد الذين أوكلوا إلى عنايتهنّ، ليقودوهم بطريقة عذبة على درب الحب نحو الله، بمؤازرة العذراء مريم. لذلك نصحتهنّ:

التجئـوا إلى مريم الراعية الساهرة، واضعين تلاميذنا في حمايتها الوالدية محاولين أن نوحي إليهم عبادة ملؤها الحنان نحو هذه الأم الصالحة.

صـلاة

يـا إله الحنان والشفقة، لقد ملأت «اليزابيت ترجون» غيرة من أجل إعلان مجدك وخلاص العالم ودعوتها لأن تؤسس رهبنة تعمل على تربية الشبيبة تربية مسيحية. في المرض والفقر والصعوبات على اختلاف أنواعها، لجأت إليك بإيمان عميق، وثقة بنوية. إمنحنا بشفاعتها النعمة التي نطلب إليك.

(حدد النعمة التي تصلي من أجلها: …………………………………………)

صلاة: أبـانـــا والســـلام والـمـجـد

– يا مريم ملكة الوردية المقدسة      – صلي لأجلنا

– ايتها الطوباوية اليزابيت تورجون – صلي لأجلنا

اليــوم السابع

المجد للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

إنّ مهمّة الأخوات اللواتي يعملن في الرعايا تتطلب تضـحيات كثيرة. فالأم ماري اليزابيت عملت جهدها لمساعدتهن وتشجيعهنّ، ونصحتهنّ بالصلاة الدائمة.

صلّوا دائماً واتكلوا على عطف مريم الوالدي التي تسدي المساعدات الوافرة للاجئين إليها.

(الرسالة، 26 تشرين الأول 1880)

صـلاة

يـا إله الحنان والشفقة، لقد ملأت «اليزابيت ترجون» غيرة من أجل إعلان مجدك وخلاص العالم ودعوتها لأن تؤسس رهبنة تعمل على تربية الشبيبة تربية مسيحية. في المرض والفقر والصعوبات على اختلاف أنواعها، لجأت إليك بإيمان عميق، وثقة بنوية. إمنحنا بشفاعتها النعمة التي نطلب إليك.

(حدد النعمة التي تصلي من أجلها: …………………………………………)

صلاة: أبـانـــا والســـلام والـمـجـد

– يا مريم ملكة الوردية المقدسة      – صلي لأجلنا

– ايتها الطوباوية اليزابيت تورجون – صلي لأجلنا

اليــوم الثامن

المجد للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

أمام محنة ألمّت بالجمعية أقلقت قلب المؤسسة دون أن تفقدها الأمل، سألت الراهبات العاملات في الرسـالة بين الرعايا أن تصلّين متمنية لهنّ الخضوع لإرادة الرب، مردّدة:

” أقمن الصلاة ليعود كلّ شيء لمجد الله وخير النفوس” (الرسالة، 18 تشرين الأول)

صـلاة

يـا إله الحنان والشفقة، لقد ملأت «اليزابيت ترجون» غيرة من أجل إعلان مجدك وخلاص العالم ودعوتها لأن تؤسس رهبنة تعمل على تربية الشبيبة تربية مسيحية. في المرض والفقر والصعوبات على اختلاف أنواعها، لجأت إليك بإيمان عميق، وثقة بنوية. إمنحنا بشفاعتها النعمة التي نطلب إليك.

(حدد النعمة التي تصلي من أجلها: …………………………………………)

صلاة: أبـانـــا والســـلام والـمـجـد

– يا مريم ملكة الوردية المقدسة      – صلي لأجلنا

– ايتها الطوباوية اليزابيت تورجون – صلي لأجلنا

اليــوم التاسع

المجد للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

متواضعة وصديقة الفقراء والودعاء، كانت ماري اليزابيت تتكل دوماً على الله وتدق بثقة ودون تردد في كل مناسبة باب السماء. كما كانت تجيد الطلب كانت ايضاً تحسن تمجيد الرب ومباركته وتقديم الشكر له على شمل مواهبه، بما فيها المحن والصلبان.

“كن مباركاً يا رب وأمانينا تتحقق

باركن الرب واشكرنه على المحن التي يرسلها إليكنّ

لنا صلباننا…  فليكن اسم الرب مباركاً

(رسائل متنوعة 1875-1881)

صـلاة

يـا إله الحنان والشفقة، لقد ملأت «اليزابيت ترجون» غيرة من أجل إعلان مجدك وخلاص العالم ودعوتها لأن تؤسس رهبنة تعمل على تربية الشبيبة تربية مسيحية. في المرض والفقر والصعوبات على اختلاف أنواعها، لجأت إليك بإيمان عميق، وثقة بنوية. إمنحنا بشفاعتها النعمة التي نطلب إليك.

(حدد النعمة التي تصلي من أجلها: …………………………………………)

صلاة: أبـانـــا والســـلام والـمـجـد

– يا مريم ملكة الوردية المقدسة      – صلي لأجلنا

– ايتها الطوباوية اليزابيت تورجون – صلي لأجلنا

القدّيسة كلارا الأسيزيّة

القدّيسة كلارا الأسيزية

” كي نصلّي، لا نحتاج لأن نغلق أعيننا وأن نختبىء عن العالم”

١١ آب عيد القديسة كلارا
:سيرة حياتها
‎ولدت القدّيسة كلارا في مدينة أسّيزي في إيطاليا، حوالي سنة ١١٩٤. وصارت تشعّ بالبراءة منذ صغرها.فأخذت عن أمّها مبادئ الإيمان، واستسلمت للروح القدس ليصوغها كما يشاء فصنع منها إناءً نقيّاً قابلاً لاحتواء كلّ النعم.وكانت تمدّ يد العون إلى الفقراء بعفويّة، وتستعمل ثراءها للتخفيف من آلامهم
‎فكانت تحرم نفسها ألوان الطعام اللذيذة، وتحملها في الخفية للأيتام الفقراء. وهكذا نمت فيها المحبّة وهي بعد في بيتها الوالديّ، ونما فيها روح عطوف، فتشفق على البائسين التعساء.وكانت الصلاة أفضل ما تملأ به وقتها. وعندما شعرت بوثبات الحبّ الأكبر تصعد إلى قلبها، زهدت في مظاهر الجمال الدنيويّ
‎سمعت كلارا بالقدّيس فرنسيس الذي ذاعت شهرته، وسرعان ما تمنّت السير على خطاه.فذهبت إليه، وفاتحته بسرّها وبرغبتها بتكريس ذاتها كليّاً لله، وبعيش الإنجيل بالفقر والصلاة.وعندما وافق فرنسيس، مضت تاركةً وراءها بيتها وعائلتها، متّجههً نحو دير سيّدة الملائكة. وهناك استقبلها فرنسيس مع الإخوة، وودّعت كلارا العالم وداعاً نهائيّاً. وبدأت المسيرة ! انتشر الخبر بسرعة في أوساط العائلة، فشجب الجميع قرار كلارا، واتّفقوا على موعد يهرعون فيه جميعاً إلى الدير
‎لكن محاولتهم باءت إلى الفشل، وسرعان ما لحقت بها أختها أنياس، رغم المقاومة الشديدة للعائلة
‎لم يطل الأمر حتى صارت النساء والفتيات يهرعن إليها. فصارت الجماعة تنمو بسرعة وتزدهر تحت إشرافها، رغم صغر سنّها.وكان الجميع يعيش فقراً مطلقاً، وطاعةً ساميةً، لأنّ محبّة الله كان محرّكها الأساسيّ

‎“نحن معاونو الله” كانت القدّيسة كلارا خادمةً ومسؤولةً عن أخواتها. فكانت توقظهم من النوم لصلاة منتصف الليل، وتقوم بالأعمال الوضيعة. كانت تؤمن إيماناً كبيراً بالإنسان: فكانت بمثابة مدرسةٍ حقيقيّة للتنشئة، مبنيّةٍ على نظرةٍ إيجابيّة للإنسان. فهي تقول أنّ المؤمن هو أكثر أهميّة من السماوات، لأنّ السماوات لا تسع الله، بينما المؤمن هو مسكنٌ للرب

‎“لم يخلق الله ممتلكات، بل هدايا” كانت ترغب القدّيسة كلارا في أن تعيش أخواتها في الدير، دون ممتلكات ودون الاهتمام بالغد.وكانت تريد امتيازاً واحداً: العيش دون امتيازات ! كان الفقر، بالنسبة لها، مسألة هويّة: اتّباع المسيح الفقير والمصلوب! لقد اعتنقت الفقر، لأنّ حبيبها اعتنقه أيضاً
‎“النظر والتأمّل” كانت صلاة كلارا بصريّة جدّاً فكانت تستعمل الحواس كثيراً: النظر، التأمّل، المشاهدة،…كي نصلّي، لا نحتاج لأن نغلق أعيننا وأن نختبىء عن العالم.إنّما أن ننظر: ننظر إلى العالم بعينيّ الله وننظر إلى المسيح مرآتنا

]]>