Mardi, octobre 7, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 66

صلاة النوم الكبرى

صـلاة النـوم الكبـرى
 
الكاهن: تباركَ الله إلهنا، كل حينٍ الآن وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدّاهرين.
* المجدُ لكَ يا إلهَنا المجدُ لَك *
أيُّها الملكُ السّماويُّ، المُعَزّي، روحُ الحقِّ، الحاضِرُ في كُلِّ مكانٍ والمالئُ الكُلَّ، كَنْزُ الصّالحاتِ ورازِقُ الحياة، هَلمَّ واسْكُنْ فينا، وطَهّرنا من كلّ دَنَسٍ، وخلِّص أيُّها الصّالحُ نُفوسَنا.
القارئ: قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموتُ، ارحَمْنا! (ثلاثاً)
المجدُ للآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس، الآنَ وكُلَّ أوانٍ وإلى دَهرِ الدّاهِرين. آمين.
أيُّها الثّالوث القّدوس، ارْحَمْنا، يا ربُّ اغفِرْ خَطايانا، يا سَيِّد تَجاوَز عَن سيِّئاتنا، يا قُدُّوس اطَّلع واشْفِ أمراضَنا، من أجلِ اسْمكَ.
يا ربُّ ارحَم، يا ربُّ ارحَم، يا ربُّ ارحَم.
المجدُ للآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس، الآنَ وكُلَّ أوانٍ وإلى دَهرِ الدّاهِرين. آمين.
أبانا الذي في السماوات، ليَتَقدَّس اسمُك، لِيأتِ مَلكوتُك، لِتكُنْ مَشيئتُكَ كما في السَّماء كذلِكَ على الأرض، خُبزَنا الجوهَري أَعْطِنا اليوم، واتْرُك لَنا ما عَلينا كما نَتْرُك نحن لِمَن لنا عليهِ، ولا تُدْخِلْنا في تجربةٍ، لكن نجّنا من الشرّير.
الكاهن: لأنَّ لَكَ المُلكَ والقُوَّةَ والمَجد، أيُّها الآبُ والابنُ والرُّوح القُدُس، الآنَ وكُلَّ أَوانٍ وإلى دهرِ الدّاهرين.
القارئ: آمين. يا رب ارحم (12 صوتاً). المجد .. الآن ..
ثم تقال العبارات الآتية مع ثلاث مطانيات:
هَلُمَّ نسجد ونركع لملكِنا وإلهِنا.
هَلُمَّ نسجد ونركع للمسيح مَلِكِنا وإلهِنا.
هَلُمَّ نسجد ونركع للمسيح هذا هو ملكُنا وإلهُنا.
*المزمور الرابع*
لمّا دَعَوْتُ استجبتَ لي، يا إِلهَ بِرّي، في الحُزنِ فرَّجْتَ عنّي. تَرَأَفْ عليَّ واسْتَمِعْ إلى صلاتي. يا بَني البشر، إلى متَى أنتُم ثَقيلوا القلوب؟ لماذا تُحبُّون الباطِلَ وتَبتَغون الكَذِبَ. فاعلَموا أنَّ الربَّ قد عظَّمَ بارَّهُ. الربُّ يستمعُ لي حينما أصرخُ إليه. إغضَبوا، ولا تُخطِئوا. والذي تَقولونَهُ في قلوبِكم، تَنَدَّموا عليهِ في مضاجِعِكم. قَرِّبوا ذبيحةَ البِرِّ وتوكَّلوا على الربِّ. كثيرون يقولون: مَنْ يُرينا الخيراتِ؟ قد ارتَسَمَ علينا نورُ وجهِكَ، يا ربّ. مَنَحْتَ قلبي سُروراً. من نِتاجِ الحِنْطَةِ، والخمرِ، والزيتِ شَبِعوا. فبالسَّلامِ أرقُدُ وأنامُ. لأنَّكَ أنْتَ، يا ربُّ، أَسكَنْتَني.
 
*المزمور السادس*
يا ربُّ، لا تُوبِّخْني بغَضَبِكَ، ولا تُؤَدِّبْني بسُخْطِكَ. ارحَمْني، يا ربّ، فإنّي ضَعيفٌ. اشْفِني، يا ربُّ، فإنَّ عِظامي قد اضْطَرَبَتْ، ونفسي أيضاً قد ارتَعَبَتْ جدّاً. وأنتَ، يا ربّ، فإلى مَتى؟ عُدْ يا ربُّ، نجِّ نفسي. وخلِّصْني نَظَراً لِرَحْمَتِكَ. لأنَّهُ، ليسَ في الموتِ مَن يَذْكُرُكَ. وهل في الجَّحيمِ مَن يعترفُ لكَ؟ قد تعبْتُ من تَنَهُّدي، أَغْسِلْ في كُلِّ ليلَةٍ سَريري، وبِدُموعي أُبَلِّلُ فِراشي. تَعكَّرَتْ منَ الغَيظِ عَيْنايَ، غَدوتُ هَرِماً تُجاهَ أعدائي. أُبْعُدوا عَنّي يا جَميعَ فاعِليّ الإثم، فإنَّ الربَّ قد سَمِعَ صوتَ بُكائي. سَمِعَ الربُّ تَضَرُّعي، قَبِلَ الربُّ صلاتي. فَلْيَخْزَ جميعُ أعدائي ويَضطَربوا، ليَرتَدَّ إلى الوراءِ وليَخْزَوا كلَّ الخِزْي عاجِلاً.
 
المزمور الثاني عشر
إلى مَتى، يا ربُّ تَنساني أَإِلى الأبدِ؟ إلى متى تُوارِي وَجْهَكَ عنّي؟ إلى متَى أُفكِّرُ في نَفسي، وأَتوجَّعُ في قَلبي نَهاراً وليلاً؟ إلى متى يَتَرفَّعُ عَدُويّ عَلَيَّ؟ أُنْظُرْ، واستَمِعْ لي، أيُّها الربُّ إلهي. أَنِر عَينَيَّ، لئَلا أَنامَ نومَةَ الموتِ. لِئلاّ يقولَ عَدوّي قد قَويتُ عليهِ. ويَبتَهِجُ مُحزِنِيَّ إذا أنا زَلَلْتُ. أما أنا فعَلَى رحمتِكَ توكَّلْتُ. قلبي يَبْتَهِجُ بِخلاصِكَ. أُرتِّلُ للربِّ المُحسِنِ إليَّ وأُسَبِّحُ لاسمِ الربِّ المُتعالي. أُنْظُرْ، واستَمِعْ لي، أيُّها الربُّ إلهي. أَنِر عَينَيَّ، لئَلا أَنامَ نومَةَ الموتِ. لِئلاّ يقولَ عَدوّي قد قَويتُ عليهِ.
المجدُ .. الآنَ .. هلليلويا هلليلويا هلليلويا، المجدُ لكَ يا الله. (ثلاثاً). يا رب ارحم (ثلاثاً). المجد ..الآن ..
 
*المزمور الرابع والعشرون*
إليكَ، يا ربُّ، رفَعْتُ نفسي. إلهي، عليكَ تَوكَّلْتُ، فلا أَخْزَ إلى الأبدِ. ولا يَتَضاحَكْ عليَّ أعدائي، فإنَّ جميعَ الذينَ ينتظِرونَكَ لا يَخْزَوْنَ. لِيَخْزَ الذينَ يَأْثَمونَ بلا سَببٍ، عرِّفْني، يا ربّ، طُرُقَكَ وعلِّمْني سُبُلَكَ. إهدِني إلى حقِّكَ وعلِّمْني، فإنَّكَ أنتَ هو اللهُ مُخلِّصي، وإيّاكَ انتَظَرْتُ النهارَ كُلَّه. أُذكُر، يا ربّ، رأفاتِكَ، ومراحِمَكَ، فإنَّها منذُ الأزَلِ. خطايا شَبابي وجَهلي لا تَذكُرها. بل من أجلِ صلاحِكَ، يا ربّ، أذكُرني بحَسَبِ رحمَتِكَ. الربُّ صالحٌ ومستقيمٌ، لذلكَ يَضعُ ناموساً للخاطِئينَ في الطريق. يَهدي الوُدَعاءَ بالعَدلِ، يُعلِّمُ الودعاءَ طَريقهُ. طُرُقُ الربِّ كلُّها رحمةٌ وحقٌّ، لمَن يَطلبُون عهدَهُ وشَهاداتِهِ. من أجلِ اسمِكَ، يا ربّ، اغفِرْ خَطيئَتي فإنَّها كبيرةٌ. مَن هو الإنسانُ الذي يخافُ الربَّ؟ فإنه يضعُ له ناموساً في الطَّريقِ الذي اختارَهُ. نفسُهُ تُقيمُ في الخيراتِ ونسلُهُ يَرِثُ الأرضَ. الربُّ سورٌ للذينَ يَخافونَهُ، ولَهم يَكشِفُ عهدَهُ. عَينايَ إلى الربِّ في كلِّ حينٍ، لأنَّهُ يجتَذِبُ من الفَخِّ رجلَيَّ. أُنظُرْ إليَّ وارحَمْني، فإنّي وحيدٌ ومِسكينٌ. أحزانُ قَلبي تفاقَمَتْ، فأَخرِجْني من شَدائِدي. أُنظُرْ إلى مَذَلَّتي وتَعَبي، واغفِرْ جميعَ خَطايايَ. أُنظُرْ إلى أعدائي، فقد كَثُروا وأَبغَضوني بُغضاً جائراً. إحفَظْ نفسي، ونَجِّني، لا أَخزَ فإنّي عليكَ تَوكَّلْتُ. الأبرياءُ والمستَقيمونَ التصقوا بي، لأني إيّاكَ انتَظَرْتُ، يا ربّ. اللَّهُمَّ، افْتَدِ إسرائيلَ من جميعِ أحزانِهِ.
 
*المزمور الثلاثون*
عليكَ، يا ربُّ، توَكَّلْتُ، فلا أخزَ إلى الأبَدِ، بِعدلِكَ نَجِّني وأنقِذْني. أَمِلْ إليَّ أُذُنَكَ، أَنقِذْني سَريعاً. كُنْ لي إلهاً ناصِراً وبيتَ ملجأٍ لِتُخلِّصَني. فإنَّكَ أنتَ قُوَّتي وملجأي، ومِن أجلِ اسمِكَ تَهديني وتَعولُني. أنْتَ تُخرجُني من هذا الفَخِّ، الذي أخفَوْهُ لي، لأنَّكَ أنتَ، يا ربُّ، هو ناصري. في يَدَيْكَ أستودِعُ روحي، ولقد افتَدَيتَني أيُّها الربُّ إلهُ الحقِّ. أنتَ أبغَضْتَ الذين يَحتَفِظون بالأباطيلِ مجاناً. أما أنا فعَلَى الربِّ توكَّلتُ، أنا أفرَحُ وأَتَهلَّلُ بِرحمَتِكَ. لأنَّكَ نَظَرتَ إلى بُؤسي، وخَلَّصْتَ من الشَّدائِدِ نفسي. ولم تَحبِسْني في أَيدِي الأعداءِ، أنتَ أقمْتَ في السَّعَةِ رِجلَيَّ. ارحَمْني، يا ربُّ، فإنّي حزينٌ، انْزَعَجَتْ منَ الغَيظِ عَينِي، ونَفْسي وأَحشائي. لأنَّ حياتي قد فَنِيَتْ بالأوجاعِ وأعوامي بالزَفَراتِ. ضَعُفَتْ مِن البُؤسِ قُوَّتي، واضطَرَبَتْ عِظامي. صُرتُ عَاراً لدى جميعِ أعدائي وأيَّ عارٍ لجيراني، وفَزَعاً لمَعارفي. والذينَ رَأَوْني خارِجاً هَرَبوا منّي، نُسيتُ كَمَيِّتٍ مِنَ القَلبِ. صرتُ كالإِناءِ الضّائِعِ، سمعْتُ المَذَمَّةَ من كثيرين مِمَّنْ يَسكنون حولي. عند اجتماعِهِم جميعاً عليَّ، تآمروا على أخذِ نفسي. أما أنا فَعليكَ تَوكَّلْتُ، يا ربُّ، قلتُ إنكَ أنتَ إلهي، في يَدَيكَ نَصيبي. نجِّني مِن يَدِ أعدائي ومِن مُضطَهِديَّ. أضِئْ بوجهِكَ على عبدِكَ، خلِّصني برحمتِكَ. يا ربُّ، لا أخزَى فإنّي دَعَوتُكَ. ليَخزَ الكَفَرَةُ، وليَهبُطوا إلى الجحيم. لِتَخرَسِ الشِّفاهُ الغاشَّةُ، الناطقةُ بالإثمِ على الصِدِّيقِ بكبرياءٍ واحتقارٍ. يا لَغَزارةِ صلاحِكَ الذي ادَّخرتَهُ للذين يَخافونَكَ، يا ربُّ. وأَتْمَمْتَهُ للمُتَّكِلين عليكَ تُجاهَ بَنِي البَشَرِ. إنَّكَ تَستُرُهُم بِسترِ وجهِكَ مِن مُشاغَبَةِ الناسِ. تُظَلِّلُهم في مِظلَّةٍ من ألسِنَةِ المخاصمين. تَبارَكَ الربُّ، الذي جعَلَ رَحْمَتَهُ مدينةً حصينةً تُثيرُ الإعجابَ. أنا قُلتُ في ذهولي: 

إنّي نُبِذْتُ من أمامِ عينَيْكَ. لذلك استَمَعْتَ إلى صوتِ تَضَرُّعي، حينَما صَرَختُ إليكَ. أحِبُّوا الربَّ، يا جميعَ أبرارِهِ، 
لأنَّ الربَّ يَبْتَغي الحقَّ، ويُجازي الذين يَعمَلون الكبرياءَ بإفراطٍ. 
تَشَجَّعوا، ولتتشَدَّدْ قُلوبُكم، يا جميعَ المتَّكِلينَ على الربِّ.
 
*المزمور التسعون*
السّاكنُ في عَونِ العَليِّ، في سِتْرِ إلهِ السَّماءِ يُقيمُ. يقولُ للربِّ: أنتَ ناصِري ومَلجَإي، وإلهي، فأَتَّكِلُ عليه. لأنَّهُ يُنَجِّيكَ مِن فَخِّ الصَّيادين، ومِنْ كُلِّ قَولٍ مُزعِجٍ. بِمَنْكِبَيهِ يُظَلِّلُكَ وتحت أجنِحَتِهِ تَلتَجِئُ، بِسلاحٍ يَحُوطُكَ حَقُّهُ. فلا تَخشَى من هَوْلِ الليلِ، ولا مِن سَهْمٍ يَطيرُ في النهار. ولا مِنْ أمرٍ يَسري في الظَّلامِ، ولا مِن وقعَةٍ وشَيْطانٍ تُصادِفُهُ عندَ الظَّهيرةِ. ألوفٌ يسقُطونَ عن يسارِكَ ورِبواتٌ عن يَمينِكَ، ولا أحدٌ منهم يدنو إليكَ. بل ترى بِعينَيْكَ، وتُعاينُ مجازاةَ الخطأةِ. لأنَّكَ أنتَ، يا ربُّ، هو رجائي، أنتَ جَعَلْتَ العليَّ ملجأً لكَ. فلا يُداهِمُكَ شَرٌّ ولا تَدنو ضَربةٌ مِن مَسكِنِكَ. لأنَّهُ يوصي ملائكَتَهُ بكَ، ليَحْفَظوكَ في جميعِ طُرُقِكَ. على الأيدي يَحمِلونَكَ، لئلاّ تَصدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. فتَطَأُ الأفعى والثعبانَ وتدوسُ الأسدَ والتِّنينَ. لأنَّه عليَّ اتَّكَلَ فأُنجِّيهِ، وأَسْتُرُهُ، لأنَّهُ عَرَفَ اسمي. يَصرخُ إليَّ، فأَسْتَجيبُ لهُ. معهُ أنا في الضّيقِ، فأُنقِذُهُ وأُمجِّدُهُ. من طولِ الأيّامِ أُشبِعُهُ، وأُريهِ خلاصي.
 
المجدُ ..الآنَ .. هلليلويا هلليلويا هلليلويا، المجدُ لكَ يا الله. (ثلاثاً). يا رب ارحم (ثلاثاً). المجدُ ..الآنَ ..
ثم تُتلى الاستيخونات التالية:
 
مَعَنا هو الله، فاعْلَموا أيُّها الأُمَمُ وانهَزِموا.                لأنَّ اللهَ مَعَنا*
اسْمَعُوا إلى أَقاصي الأرض.                              لأنَّ اللهَ مَعَنا*
أيُّها الأقوِياءُ انغَلِبوا.                                        لأنَّ اللهَ مَعَنا*
لأنَّكُم ولَوْ قَويتُمْ فَسَتَنْغَلِبونَ أيضاً.                          لأنَّ اللهَ مَعَنا*
وأيُّ رأْيٍ افْتَكَرتُم بهِ يُلاشيهِ الرب.                        لأنَّ اللهَ مَعَنا*
وأَيُّ قَولٍ قُلْتُموهُ لا يَثْبُتُ فيكُم.                              لأنَّ اللهَ مَعَنا*
أما خَوفُكُم فَلا نَتَّقيهِ ولا نَتَزَعْزَعُ لَهُ.                      لأنَّ اللهَ مَعَنا*
والربُّ إلهُنا فهو الذي نُقدِّسُهُ ويكونُ لنا خَوفاً.            لأنَّ اللهَ مَعَنا*
وإنْ كُنْتُ عَلَيهِ مُتَوَكِّلاً كانَ هُوَ لي تَقْديساً.                لأنَّ اللهَ مَعَنا*
فسَأَكونُ عليهِ مُعَوِّلاً فأَخلُصُ بهِ.                          لأنَّ اللهَ مَعَنا*
هاأَنَذا والأولادُ الذينَ أعطانيهِمِ الله.                        لأنَّ اللهَ مَعَنا*
إنَّ الشعبَ السّالكَ في الظُّلْمَةِ، قَد أَبْصَرَ نوراً عظيماً.   لأنَّ اللهَ مَعَنا*
أيُّها السكّانُ في بَلَدِ الموتِ وظُلْمَتِهِ، نورٌ يُشرِقُ عَلَيْكُم.  لأنَّ اللهَ مَعَنا*
لأنَّهُ قد وُلِدَ لنا صَبيٌّ وابناً أُعطينا.                         لأنَّ اللهَ مَعَنا*
وهوَ الذي رِئاسَتُهُ على عاتِقِهِ.                             لأنَّ اللهَ مَعَنا*
وسَلامُهُ ليسَ لهُ حَــدٌّ.                                      لأنَّ اللهَ مَعَنا*
ويُدْعَى اسْمُهُ رَسولَ الرَّأْيِ العَظيم.                        لأنَّ اللهَ مَعَنا*
مُشــيراً عَجيبــاً.                                             لأنَّ اللهَ مَعَنا*
إِلهاً قويّاً مُسَلَّطاً رئيسَ السَّلام.                             لأنَّ اللهَ مَعَنا*
آبَ الـدَّهـر الآتــي.                                         لأنَّ اللهَ مَعَنا*
المجدُ للآبِ والابنِ والروحِ القُدُسِ.                        لأنَّ اللهَ مَعَنا*
الآنَ وكُلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدّاهرين، آمين.                لأنَّ اللهَ مَعَنا*
مَعَنا هوَ اللهُ، فاعْلَموا أيُّها الأُمَمُ وانْهَزِموا.                 لأنَّ اللهَ مَعَنا*
 
 
ثـم هذه الطروباريات:
إذْ قدْ عَبَرْتُ النَّهارَ أَشْكُرُكَ يا رَبُّ، وَأَسألُكَ أن تَهَبَ لي العَشِيَّةَ معَ الليلةِ بغَيْرِ خَطيئَةٍ يا مُخَلِّصُ، وخَلِّصْني.
المجد.  إذْ قدْ عَبَرْتُ النَّهارَ أُمجِّدُكَ أيُّها السيِّدُ. وَأَطْلُبُ منكَ يا مُخَلِّصُ أنْ تَمْنَحَني العَشِيَّةَ معَ الليلةِ غيْرَ مُشَكَّكَةٍ، وخَلِّصْني.
الآن.  إذْ قد عَبَرْتُ النَّهارَ أُسبِّحُكَ يا قُدُّوسُ، وَأَطلُبُ مِنْكَ أنْ تَهَبَ ليْ العَشِيَّةَ معَ الليلةِ غيرَ مُغْتالَةٍ يا مُخلِّصُ، وخَلِّصْني.
وللحــال يُرَنِّم الجوقان بالمناوبة:
إنَّ طبيعةَ الشاروبيم غَيرَ المتَجَسِّدة، تُمَجِّدُكَ بتسابيحَ عادِمَةِ السُّكوت*
والسارافيمَ الحيواناتِ ذَوَاتِ السِّتَةِ الأجنحة يُعَلُّونَكَ بأصواتٍ لا تَفْتُر*
وجنودَ الملائكَةِ كُلَّهم يُسبِّحونَكَ بتَهليلاتٍ مُثَلَّثَةِ التَّقْديس*
لأنَّكَ قَبْلَ الكُلِّ لم تَزَلْ أيُّها الآبُ، ولكَ ابنُكَ نَظيرُكَ في عَدَمِ الابتِداء*
وبما أنَّكَ حامِلٌ روحَ الحياةِ المُساويَ لَكَ في الكرامَةِ، تُوضِحُ أنَّ الثّالوثَ بلا انفِصالٍ*
أيَّتُها البَتول الكُلِّيُ قُدْسُها أمُّ الإله، ويا مُعايِني الكَلِمَةِ وخُدّامَهُ*
يا جَميعَ مَصافِّ الأنبِياءِ والشُّهَداء، بِمَا أنَّ لَكُمُ الحياةَ الخالِدَة*
تشَفَّعوا من أجلِ الكُلِّ بِغيرِ انقِطاعٍ، فإنَّنا كُلَّنا في الشَّدائِدِ حاصِلون*
حتّى إذا نَجَونا مِن ضَلالَةِ الخَبيثِ، نَصرُخُ بِتَسْبيحِ المَلائِكَةِ قائلين: قدّوسٌ قُدوسٌ قُدّوسٌ، أيُّها الربُّ المُثَلَّثُ التَّقديسِ، إِرحَمْنا وخلِّصْنا، آمين*
 
* دستور الإيمان*
أُؤْمِنُ بإلَهٍ واحِدٍ، آبٍ ضابِطِ الكُلِّ، خالِقِ السَّماءِ والأَرضِ، كُلِّ ما يُرى وما لا يُرى. وبِرَبٍّ واحِدٍ يسُوعَ المسيحِ، ابنِ اللهِ الوَحيدِ، المولودِ منَ الآبِ قبلَ كُلِّ الدُّهورِ، نورٍ مِن نورٍ، إلهٍ حقٍّ منْ إِلهٍ حقٍّ، مولودٍ غيرِ مَخْلوقٍ، مُساوٍ للآبِ في الجوهَرِ، الذي بِهِ كانَ كُلُّ شيءٍ. الذي مِنْ أَجلِنا نَحنُ البَشَرِ، ومِنْ أجْلِ خلاصِنا نَزَلَ مِنَ السَماءِ وتَجَسَّدَ مِنَ الرّوحِ القُدُسِ، ومِنْ مَريَمَ العَذراءِ وتأَنَّسَ، وصُلِبَ عنّا على عَهْدِ بيلاطُسَ البُنْطيّ، وتَألَّمَ وقُبِرَ، وقامَ في اليومِ الثالثِ على ما في الكُتُبِ. وصعِدَ إلى السماءِ وجلسَ عن يمينِ الآب. وأيضاً يَأتي بِمَجْدٍ ليَدينَ الأحياءَ والأمواتَ، الذي لا فَناءَ لمُلْكِهِ. وبالرّوحِ القُدُسِ الربِّ المُحيي، المُنْبَثِقِ مِنَ الآبِ، الذي هو معَ الآبِ والابنِ، مَسجودٌ له ومُمَجَّد، الناطقِ بالأنبياءِ. وبكنيسةٍ واحدةٍ جامعةٍ مقدَّسَةٍ رسوليةٍ. وأعتَرفُ بِمَعموديةٍ واحدةٍ لمغْفِرَةِ الخطايا. وأَتَرَجّى قيامَةَ الموتى، والحياةَ في الدهرِ الآتي، آمين.
ثم تُرتَّل هذه الاستيخونات:
أيَّتُها السيِّدَةُ الكلِّيُّ قُدْسُها والِدَةُ الإله، تَشفَّعي فينا نحنُ الخطأة* (ثلاثاً)
يا جَميعَ قُوّاتِ الملائِكَةِ السَّماويين، ورُؤَساءِ الملائكةِ القدّيسين، تَشفَّعوا فينا نحنُ الخطأة* (مرتين)
أيُّها القدّيسُ يوحَنّا النبيُّ، السابقُ والصّابِغُ ربَّنا يسوعَ المسيح، تَشفَّع فينا نحنُ الخطأة* (مرتين)
أيُّها القدّيسونَ المشَرَّفونَ، الرُسُلُ والأنبياءُ والشُّهَداءُ وجميعُ القدّيسين، تَشفَّعوا فينا نحنُ الخطأة* (مرتين)
يا أَباءَنا الأبرارَ المُتوَشِّحين باللهِ، الرُّعاةَ ومُعلِّمي المَسكونة، تَشفَّعوا فينا نحنُ الخطأة* (مرتين)
يا قُوَّةَ الصَّليبِ الكريمِ المُحيي الإلهيّةَ غيرَ المقهـورَةِ التي لا تُدْرَك، لا تَخذُلينا نحنُ الخطأة* (مرتين)
يا اللهُ اِغْفِر لَنا نحنُ الخطأة (ثلاثاً)، وارحَـمْـنـا*
 
قدوسٌ الله* ومايتلوها. ولأن لك الملك*
ثم نقول الطروباريات الآتية:
أَنِرْ عَينَيَّ أيُّها المسيحُ الإلهُ، لِئَلاّ أَنامَ إلى الوَفاةِ، لِئَلاّ يَقولَ عَدُوّي قَدْ قَويتُ عليهِ.
المجد.  اللَّهُمَّ كُنْ نَصيراً لِنَفْسي، فإنّي في وَسَطِ فِخاخٍ كَثيرةٍ سَالِكٌ، فَأنْقِذْني مِنها وخَلِّصْني أيُّها الصَّالِحُ، بما أَنَّكَ مُحِبٌّ للبَشَر.
الآن.  لأَنَّهُ ليسَ لنا دالَّةٌ لأَجْلِ كَثْرَةِ خطايانا، فأَنْتِ تَوَسَّلي إلى المولودِ مِنْكِ يا والِدَةَ الإلهِ العَذراءِ، لأنَّ وسائِلَ الأمِّ تَقْتَدِرُ كثيراً أن تَسْتَعْطِفَ السيِّدَ، فلا تُعْرِضي عَن تَوسُّلاتِ الخَطأةِ يا كُـلِّـيَّةَ الوَقار، لأنَّهُ رَحيمٌ وقادِرٌ على خَلاصِنا، الذي قَبِلَ أَنْ يتأَلَّمَ مِن أَجْلِنا.
وهذه طروباريات أخرى تزاد يومَي الثلاثاء والخميس:
باللحن الثامن
يا رَبُّ أَنْتَ تَعرِفُ عدَمَ رُقادِ أعدائي الذينَ لا يُرَونَ، وَضُعْفَ جَسدي الشَّقِيِّ قدْ عَلِمْتَهُ يا خَالِقي، فلذلِكَ أستَودِعُ روحي في يَدَيْكَ، فاسْتُرني بأَجنِحَةِ صلاحِكَ، لِئَلاّ أَنامَ إلى الوَفاةِ، وأَنِرْ عَيْنَيَّ العَقْلِيَّتَينِ بِتَنَعُّمِ أقوالِكَ الإلهيَّةِ، وأَنهِضْني في وَقتٍ مُوافِقٍ إلى تَمْجيدِكَ، بما أَنَّكَ صالِحٌ ومُحِبٌّ للبشر.
 
ستيخن: أنظُرْ إِلَيَّ وارْحَمْني
يا ربُّ إنَّ دينونتكَ لَمَرْهوبَةٌ، إذْ تكونُ الملائِكَةُ واقِفينَ، والنّاسُ مَحْشورينَ والكُتُبُ تُفْتَحُ، والأعمالُ تُكْشَفُ، والأفكارُ تُستَفْحَصُ. فأيَّةُ دينونَةٍ تكونُ دينونَتي أنا المَضْبوطَ بالخَطايا؟ مَنْ يُطْفِئُ لَهيبَ النَّارِ عَنّي؟ مَنْ يُضِيءُ ظُلْمَتي، إنْ لمْ ترحَمْني أنْتَ يا ربُّ، بِما أَنَّكَ مُحِبٌّ للبَشَرِ؟
 
المجد.  دُموعاً أعطِني يا اللهُ، كما أَعْطَيتَ قَديماً المَرأةَ الخاطِئةَ. واجعَلْني مُستَحِقّاً أنْ أَبُلَّ قَدَمَيْكَ، اللَّتَينِ أَعْتَقَتاني مِنْ طَريقِ الضَّلالَةِ، وأُقَدِّمَ لكَ طيباً زَكِيَّ الرّائِحَةِ: عيشَةً نَقِيَّةً مُقْتَناةً بالتَّوبةِ، حَتّى أسمَعَ أنا أيضاً صَوْتَكَ الحسَنَ: إيمانُكَ خلَّصَكَ، اِمْضِ بسَلامٍ.
 
الآن.  يا والِدَةَ الإلهِ، إِذْ قَدْ حَوَيْتُ الثِّقَةَ بكِ التي لا تُخْذَلُ فَسَأَخْلُصُ، وإِذْ أَحْرَزْتُ نُصْرَتَكِ يا كُلِّيَّةَ الطَّهارَةِ، فَلا أَخشَى، فأَطْرُدُ أَعدائي وأَهْزِمُهُم مُتَّخِذاً سِتْرَكِ وَحْدَهُ كالدِّرعِ، وأَهتِفُ إليكِ مُتَضَرِّعاً إلى مَعونَتِكِ الكُلِّيُّ اقْتِدارُها، فخَلِّصيني أَيَّتُها السيدةُ بِشفاعاتِكِ، وأَنْهِضيني منَ النَّومِ المُظْلِمِ إلى تمجيدِكِ، بِقُوَّةِ ابنِ اللهِ المُتَجَسِّدِ منكِ.
القارئ: يا ربُّ ارْحَم. (أربعين صوتاً). المجدُ ..الآنَ ..
يا مَنْ هيَ أَكْرَمُ مِن الشّيروبيمِ وأَرْفَعُ مَجْداً بِغيرِ قِياسٍ منَ السّيرافيم. يا مَن بِغَيرِ فَسادٍ وَلَدَتْ كَلِمَةَ الله، حَقّاً أَنَّكِ والدةُ الإلهِ، إِيّاكِ نُعَظِّم.  باسمِ الربِّ بارِكْ يا أَب.
الكاهن: بِصَلوات آبائِنا القدّيسين . . .
ويتلو هذا الأفشين لباسيليوس الكبير
يا رَبُّ يا رَبُّ، يا مَنْ أَنْقَذْتَنا مِن كُلِّ سَهْمٍ يَطيرُ في النَّهارِ، نَجِّنا مِن كُلِّ أَمْرٍ يَسْلُكُ في الظُّلمَةِ. وتَقَبَّلْ رَفْعَ أَيْدينا ذَبيحةً مَسائيَّةً. وأَهِّلْنا أنْ نَجوزَ مسافَةَ الليلِ بِلا عَيبٍ، غَيْرَ مُجَرَّبينَ منَ المَساوِئِ، وأَنْقِذْنا مِن كُلِّ اضْطِرابٍ وَجَزَعٍ يَصيرُ لَنا مِنَ الشَّياطينِ. وهَبْ نُفوسَنا تَخَشُّعاً، وأفكارَنا اهتِماماً لِلْفَحْصِ بِدَينونَتِكَ العادِلَةِ المُرْهِبَة. سَمِّرْ أجسادَنا بِخَوْفِكَ، وأَمِتْ أَعْضاءَنا التي عَلى الأرْضِ، لِكَي نَكونَ مُسْتَنيرينَ في هُدوءِ النَّومِ أيضاً بِتَأَمُّلِ أحكامِكَ. أَبْعِدْ عَنّا كُلَّ تَخَيُّلٍ رَديءٍ وشَهْوَةٍ ضارَّةٍ. وأَقِمْنا في وَقْتِ الصَّلاةِ ثابِتينَ في الإيمانِ وناجحينَ في وَصاياكَ، بِمَسَرَّةِ وصَلاحِ ابنِكَ الوحيدِ الذي أنْتَ مَعَهُ مُبارَكٌ، مَعَ روحِكَ الكُلِّيِّ قُدْسُهُ الصّالِحِ والمُحيي، الآنَ وكُلَّ أَوانٍ، وإِلى دَهرِ الدّاهِرينَ، آمين.
 
القارئ:  هَلُمَّ نَسْجُد . . . (ثلاثاً)
 
*المزمور الخمسون*
ارحَمْني، يا الله، كعظيمِ رحمَتِك، وكمِثل كثرةِ رأْفَتِكَ امْحُ مآثمي. اغسِلني كثيراً من إِثمي ومن خطيئَتي طهِّرني. فإنّي أنا عارفٌ بإِثمي، وخطيئَتي أمامي في كلِّ حينٍ. إليكَ وحْدَكَ خَطِئْتُ، والشرَّ قدامَكَ صَنَعتُ، لكي تَصدُقَ في أقوالِكَ وتغلِبَ في محاكمَتِكَ. هاءنذا بالآثامِ حُبِلَ بي، وبالخطايا ولَدَتْني أمّي. لأنَّكَ قد أَحْبَبْتَ الحقَّ، وأوضحْتَ لي غَوَامِضَ حِكمَتِكَ ومَستوراتِها. تَنْضَحُني بالزُّوفى فأَطْهُرُ، تَغْسِلُني فأبيضُّ أكثَرَ مِنَ الثَّلْجِ. تُسمِعُني بَهْجةً وسُروراً، فَتَبْتهِجُ عِظامي الذَّليلةَ. إِصْرِفْ وجهَكَ عن خطايايَ وامحُ كلَّ مآثمي. قلباً نقيّاً اُخْلُقْ فيَّ، يا الله، وروحاً مُستقيماً جَدِّد في أحشائي. لا تطرَحْني من قُدّامِ وَجهِكَ وروحُكَ القدُّوسُ لا تَنْزِعْهُ مِنّي. إِمْنَحْني بَهْجَةَ خَلاصِكَ، وبِرُوحٍ رئاسيٍّ اْعْضُدْني. فأُعَلِّمَ الأثَمَةَ طُرُقَكَ، والكَفرَةُ إليكَ يرجِعون. أنقِذْني مِنَ الدِّماءِ، يا الله، إلهَ خلاصي، فَيَبْتَهِجَ لساني بِعَدْلِكَ. يا ربُّ، افتَحْ شفَتَيَّ، فيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِحَتِكَ. لأنَّكَ لو آثَرْتَ الذّبيحةَ، لكنْتُ قد قرَّبتُها، لكنَّك لا تُسَرُّ بالمُحرَقات. الذَّبيحَةُ للهِ روحٌ مُنسَحِقٌ، القلبُ المتخشِّعُ المُتَواضِعُ لا يَرْذُلُهُ الله. أصْلِحْ، يا ربُّ، بمسرَّتِكَ صِهْيُون، ولتُبْنَ أسوارُ أورُشليمَ. حينئِذٍ تُسَرُّ بذبيحةِ البِرِّ قُرباناً ومُحرَقاتٍ. حينئذٍ يُقرِّبونَ على مذبَحِكَ العجولَ.
 
*المزمور المئة والواحد*
يا ربُّ، استَمِعْ صلاتي، ولْيَدخُلْ عليكَ صُراخي. لا تَصْرِفْ وجهَكَ عنّي، أَمِلْ إليَّ أُذُنَكَ في أيِّ يومٍ أَحْزَنُ. استَجِبْ لي سَريعاً، يومَ أُناديكَ. لأنَّ أيّامي قد فَنِيَتْ كالدُّخانِ، وعِظامي جفَّتْ كالوُقودِ. ذَوِيْتُ كالعُشْبِ ويَبِسَ قلبي، لأنّي سَهَوْتُ عَنْ أَكْلِ خُبزي. مِنْ صوتِ أَنيني لَصِقَ عَظْمي بِلَحْمي. شابَهْتُ قُوقَ البَرِّيَّةِ، صِرْتُ كالبومَةِ في الخِرْبَةِ. تَوَلاّني الأَرَقُ وأمسَيْتُ كالعُصفورِ المُعتَزِلِ على السَّطْحِ. أعدائي عَيَّروني طولَ النَّهارِ، والذينَ كانوا يَمْدَحوني تَحالَفوا علَيَّ. لأنّي أَكَلْتُ الرَّمادَ مِثلَ الخُبْزِ ومَزَجْتُ شَرابي بِدُموعي. بِداعي غَضَبِكَ وسُخْطِكَ فإنَّكَ رَفَعْتَني ثمَّ طَرَحْتَني. أيّامي انْكَفَأَتْ مِثْلَ الظِّلِّ، وأنا ذَوَيْتُ مثلَ العُشبِ. أمّا أنتَ، يا ربُّ، فتَبْقى إلى الأبَدِ، وذِكرُكَ إلى جيلٍ فجيلٍ. وسَتَنْهَضُ وتَرْأَفُ بِصِهْيُونَ، فقد حانَ أنْ ترأَفَ بِها، والميقاتُ قد حَضَرَ. لأنَّ عَبيدكَ سُرّوا بِحِجارتِها وحَنُّوا إلى تُرابِها. وتَخْشى الأمَمُ اسمَكَ، يا ربُّ، وكلُّ الملوكِ مَجْدَكَ. لأنَّ الربَّ سَيَبْني صِهْيُونَ ويظهَرُ فيها بِمَجْدِهِ. نَظَرَ إلى صلاةِ المُتَواضِعينَ ولَمْ يَرْذُلْ طِلْبَتَهُم. فَلْيُكْتَبْ هذا للجيلِ الآخرِ، والشَّعْبُ الذي يُخلَقُ يُسبِّحُ الربَّ. لأنَّهُ تَطلَّعَ مِن عُلُوِّ قُدْسِهِ، الربُّ منَ السَّماءِ على الأرضِ أشْرَفَ. لِيَسْمَعَ أَنينَ المُعتَقَلين، ويَفُكَّ أبناءَ المائتين. لكي يُحَدَّثَ باسمِ الربِّ في صِهيُونَ وبِتَسْبِحَتِهِ في أُورُشَليم. عندَ اجتِماعِ الشُّعوبِ والملوكِ جميعاً لِكَي يَعبُدُوا الربَّ. قالَ الشَّعْبُ بما تَبَقّى لهُ مِن قُوَّةٍ: إكشِفْ لي، يا ربُّ، ما تبقَّى مِن عُمري. لا تَقْبِضْني في نِصْفِ أيَّامي، فإنَّ سِنيكَ إلى جيلِ الأجيالِ. يا ربُّ، في البَدْءِ أنتَ أَسَّسْتُ الأرضَ، والسّماواتُ هيَ صُنعُ يَدَيْكَ. 
هُنَّ يَفْنَيْنَ وأمّا أنتَ فتَبْقى. وكلُّهُنَّ يَبْلَيْنَ كالثَّوب. وتَطْويهِنَّ كالرِّداءِ، فيتَبَدَّلْنَ، أمّا أنتَ فتَبْقى كما أنْتَ وسُنُوُّكَ لَنْ تَفْنَى. أبناءُ عبيدِكَ يسكُنونَ الأرضَ، وذُرِّيَتُهم تستقيمُ إلى الأبدِ.
 
الكاهن: (يتلو صلاة مَنَسّى ملك اليهودية)
أيُّها الربُّ الضابطُ الكُلَّ، إلهُ آبائِنا، ابراهيمَ واسحقَ ويعقوبَ، ونَسْلِهم الصدّيق، يا صانعَ السّماءِ والأرضِ وكلِّ عالَمِهِما، يا مَن قَيَّدْتَ البحرَ بِكَلِمَةِ أمْرِكَ، يا مَن قَفَلْتَ اللجَّةَ وخَتَمْتَها باسمِكَ المَرهوب المجيد، يا مَن يَرْهَبُ الكلُّ ويَرتَعِدُ مِن وجهِ قُدرتِهِ، لأنَّ عِظَمَ جلالِ مجدِكَ لا يُحتَمَل، وسَخَطُكَ بالوَعيدِ على الخطأَةِ لا قوامَ لهُ، ورحمَةَ موعِدكَ لا تُحصَى ولا يُستَقْصَى أثرُها. لأنَّكَ أنتَ الربُّ العليُّ المتحنِّنُ، الطويلُ الأناة والجزيلُ الرحمة، والتوّابُ على مساوِئِ النّاسِ. أنتَ يا ربُّ على حَسَبِ كَثرَةِ صلاحِكَ، وَعَدْتَ بالتوبَةِ والغُفران للمُخطِئين إليك، وبِكَثرةِ رأَفَتِكَ حَدَّدْتَ توبةً للخطأةِ للخلاص. فأنتَ أيُّها الربُّ إلهُ القوّاتِ، لمْ تَضَعِ التَّوبَةَ للصدّيقينَ: لابراهيمَ واسحقَ ويعقوبَ، الذينَ لم يَخطأوا إليه؛ بل وضَعْتَ التَّوبَةَ لي أنا الخاطئ، فإنّي قد أَخطأْتُ أكثرَ مِن عدَدِ رَملِ البحرِ. قد تَكاثَرَتْ آثامي يا ربُّ، قد تكاثَرَتْ آثامي، ولسْتُ أنا بِأَهْلٍ أنْ أَتَفَرَّسَ وأنظُرَ عُلُوَّ السماءِ من كَثْرَةِ ظُلْمي، وأنا مُنْحَنٍ بكَثْرَةِ قيودِ الحديدِ لِئَلاّ أَرْفَعَ رأسي، وليسَتْ لي راحةٌ، لأنّي أغْضَبْتُ غَضَبَكَ، والشرَّ قُدّامَكَ صَنَعْتُ، إذْ لمْ أَصْنَعْ مَشيئَتَكَ ولا حَفِظْتُ أوامِرَكَ. فالآنَ أَحْني رُكبَةَ قَلبي مُبتَهِلاً إلى صلاحِكَ، أخطَأْتُ يا ربُّ أخطأْتُ، وبآثامي أنا عارِفٌ، لكنَّني أسأَلُكَ مُتَضَرِّعاً، اغْفِر لي يا ربُّ، اغْفِرْ لي، ولا تُهْلِكْني بآثامي، ولا إلى الأبدِ تَحقِدْ عليَّ حافِظاً عليَّ شُروري، ولا تَسْجُنّي في أسافِلِ الأرضِ، لأنَّك أنتَ هو اللهُ إلهُ التّائبينَ، وفيَّ توضِحُ كلَّ صلاحِكَ، لأنّي أنا غيرُ مُستحِقٍّ فتُخلِّصْني على حسَبِ كَثرةِ رحمَتِكَ، وأُسبِّحُكَ كلَّ حينٍ جميعَ أيّامِ حياتي، لأنَّ إيّاكَ تُسبِّحُ كلَّ قُواتِ السماوات، ولكَ المجدَ إلى دهر الدّاهرين، آمين.
 
قدوسٌ الله* ومايتلوها. ولأن لك الملك*
ثـمَّ الطروباريات الآتية:
اِرْحَمْنا يا رَبُّ ارحَمْنا، لأنَّنا مُتَحَيِّرونَ عَنْ كُلِّ جوابٍ، فهذا التَّضَرُّعُ نُقَدِّمُهُ لكَ نحنُ الخَطأَة أيُّها السيِّدُ، فارحَمْنا.
المجد.  ارحَمْنا يا ربُّ، لأنَّنا عَليكَ اتَّكَلْنا، فلا تَسْخَطْ علينا جدّاً، ولا تَذْكُر آثامَنا، لكن انْظُر الآنَ بما أنَّكَ المُتَحَنِّنُ، وأَنقِذْنا مِن أعدائِنا، لأنَّكَ أنتَ إِلهُنا ونَحْنُ شَعْبُكَ، وكُلُّنا صُنْعُ يَدَيْكَ وباسمِكَ نُدعَى.
الآن.  إِفْتَحي لنا بابَ التَّحَنُّنِ يا والِدَةَ الإلهِ المُبارَكة، فإنَّنا باتِّكالِنا عليكِ لا نَخيبْ، وبِكِ نَنْجو من كُلِّ الشَّدائِدِ، لأنكِ أنْتِ خَلاصٌ لجِنْسِ المسيحيّين.
 
القارئ: يا ربُّ ارْحَم (أربعين صوتاً).
المجدُ ..الآن .. يا مَنْ هيَ أَكْرَمُ .. باسمِ الربِّ بارِكْ يا أَب.
الكاهن: بِصَلوات آبائِنا القدّيسين . . .(ويقول الأفشين الآتي):
أيُّها السيِّدُ الآبُ الضّابِطُ الكُلِّ، والرَّبُّ الابنُ الوحيدُ يَسوعُ المسيح، والروحُ القُدُسُ اللاهوتُ الواحِدُ، والقوَّةُ الواحِدَةُ، ارحَمْني أنا الخاطئ، وبِأَحْكامٍ تَعْلَمُ بِها، خَلِّصْني أنا عَبْدَكَ غيرَ المُستَحِقِّ، فإنَّكَ مُبارَكٌ إلى دَهْرِ الدّاهرينَ.
 
القارئ:  هَلُمَّ نَسْجُد . . . (ثلاثاً)
 
*المزمور التاسع والستون*
اللهمَّ أَصْغِ إلى مَعونَتي، يا ربُّ أسرِعْ إلى إغاثَتي. ليَخْزَ ويخجَلْ الذينَ يَطلِبونَ نفسي. لِيَرتَدَّ إلى الوراءِ، ويخزَ الذينَ يبتَغونَ لِيَ الشَّر. لِيَعُدْ في الحين، خازينَ القائِلونَ لي نِعِمّا نِعِمّا. وليَبْتَهِجْ ويفرح بِكَ جميعَ الذينَ يلتَمِسونَكَ يا الله. وليَقُلْ في كُلِّ حينٍ الذينَ يُحبُّونَ خلاصكَ، لِيَتَعَظَّمَ الربّ. أمّا أنا فمِسكينٌ وفَقيرٌ، اللهمَّ أعنّي. مُعيني ومُنقِذي أنْتَ يا ربُّ، فلا تُبْطِئ.
 
*المزمور المئة والثاني والأربعون*
يا ربُّ، استَمِعْ إلى صلاتي، وأَصغِ بحقِّكَ إلى طِلْبتي. استَجب لي بعدلِكَ، ولا تدخُلْ في المحاكَمَةِ مع عبدِكَ. لأنَّه لَنْ يَتَزَكّى أمامَكَ حيٌّ. لأنَّ العدوَّ قد اضطَهَدَ نفسي. وأذَلَّ في الأرضِ حياتي. وأجلَسَني في الظُّلُماتِ مثلَ موتى الدّهر. فضَجِرَت روحي في داخلي، واضْطَرَبَ فيَّ قلبي. تذكَّرتُ أيامَ القِدَمِ، وهذَذْتُ في كلِّ أعمالِكَ، وبصنائِعِ يَدَيْكَ تأمَّلتُ. بَسَطْتُ إليكَ يدَيَّ، ونفسي لك كأرضٍ لا تُمْطَرُ. أسرِعْ فاستَجِبْ لي، يا ربُّ. فقد فَنِيَتْ روحي. لا تَصْرِف وجهَكَ عنّي، فأُشابِهَ الهابِطين في الجُبِّ. إجْعَلْني في الغداةِ مُستمِعاً لرَحمَتِكَ، فإنّي عليكَ توكَّلْتُ. عرِّفني، يا ربُّ، الطريقَ التي أسلُكُ فيها، فإنّي إليكَ رفعتُ نفسي. أنقِذْني من أعدائي، يا ربّ، فإني قد لجأتُ إليك. علِّمني أن أعملَ رِضاكَ، لأنَّكَ أنْتَ هو إِلهي. روحُكَ الصّالحُ يَهديني في أرضٍ مُستقيمة. من أجلِ اسمِكَ، يا ربّ، تُحييني. بعَدلِكَ تُخرِجُ من الحُزنِ نفسي. وبِرحمتِكَ تستأصلُ أعْدائي. وتُهلِكُ جميعَ الذينَ يُحزِنونَ نفسي، لأنّي أنا عبدُكَ.
 
*ذكـصـولوجـيــا*
المَجْدُ لله في العُلى، وعلى الأرضِ السَّلام، وفي النّاسِ المسَرّة. نُسَبِّحُكَ نُبارِكُكَ، نسْجُدُ لكَ نُمَجِّدُكَ، نَشْكُرُكَ لأجلِ عظيمِ جَلالِ مَجْدِكَ. أيُّها الرَّبُّ المَلِك الإلَهُ السّماوي الآبُ الضّابِطُ الكُل، أيُّها الربُّ الابنُ الوحيدُ يسوعُ المسيحِ، ويا روحَ القُدس. أيُّها الربُّ الإِلَه، يا حَمَلَ اللهِ، يا ابنَ الآبِ، يا رافِعَ خطيئَةِ العالَمِ ارحَمنا، يا رافِعَ خطايا العالم. تَقبَّلْ تَضَرُّعَنا أيُّها الجالِسُ عن يمينِ الآبِ وارحَمنا. لأنَّكَ أنْتَ وحْدَكَ قدّوسٌ، أنْتَ وحدَكَ الربُّ يسوعُ المسيحِ، في مَجْدِ اللهِ الآبِ، آمين. في كُلِّ يومٍ أبارِكُكَ، وأُسَبّحُ اسمَكَ إلى الأبدِ، وإلى أبَدِ الأبَد. يا ربُّ مَلجَأً كُنتَ لَنا في جيلٍ وجيلٍ، أنا قُلْتُ يا ربُّ ارحَمْني واشْفِ نَفسي، لأنّي قَدْ أخطَأْتُ إليكَ. يا ربُّ إليكَ لجأْتُ، فعلِّمْني أن أَعمَلَ رِضاك، لأنَّكَ أنتَ إلهي. لأنَّ مِنْ قِبَلِكَ هي عينُ الحياة، وبِنورِكَ نُعايِنُ النُّور. فابسُطْ رحمَتَكَ على الذينَ يَعرِفونَكَ. أهِّـلنا يا ربُّ أن نُحفَظَ في هذه اللَّيلة بغيرِ خطيئةٍ. مُبارَكٌ أنْتَ يا ربُّ إلَهَ آبائِنا، ومُسَبَّحٌ ومُمَجَّدٌ اسمُكَ إلى الأبَدِ آمين. لتكُنْ يا ربُّ رحمَتُكَ عَلينا كمِثْلِ اتِّكالِنا عليكَ. مبارَكٌ أنْتَ يا ربُّ علِّمني وصاياك، مُبارَكٌ أنتَ يا سيِّدُ فَهِّمْني حُقوقَكَ، مُبارَكٌ أنتَ يا قُدّوس أَنِرْني بعَدْلِكَ. يا ربُّ رحمَتُكَ إلى الأبدِ، وعَنْ أعمالِ يَدَيْكَ لا تُعْرِض. لكَ ينبغي المديحُ، بِكَ يَليقُ التَّسبيحُ، لكَ يجبُ المجدُ، أيُّها الآبُ والابنُ والـروحُ القدسُ الآنَ وكُلَّ أوانٍ، وإلى دهر الدّاهرين. آمين.
 
(هنا يُرتَّل قانون النَّهار إذا كان الأسبوع الأول من الصوم الكبير).
قدوسٌ الله* ومايتلوها. ولأن لك الملك*
 
ثـمَّ هذه الطروباريات مع استيخوناتها:
يا ربَّ القُوّاتِ كُنْ مَعَنا، فإنَّهُ ليسَ لَنا في الأحزانِ مُعينٌ سِواكَ، يا ربَّ القُوّاتِ اِرْحَمْنا.
ستيخن:  سبِّحوا اللهَ في قِدِّيسيهِ، سَبِّحوهُ في فَلَكِ قُوَّتِهِ*
يا ربَّ القواتِ كُنْ مَعَنا . . .*
ستيخن:  سبِّحوه على مَقْدِرَتِهِ، سَبِّحوهُ بحسَبِ كَثْرَةِ عظَمَتِهِ*
يا ربَّ القواتِ كُنْ مَعَنا . . .*
ستيخن:  سَبِّحوهُ بلحنِ البوق، سبِّحوهُ بالمزمارِ والقيثارة*
يا ربَّ القواتِ كُنْ مَعَنا . . .*
ستيخن:  سَبِّحوهُ بالطَّبْلِ والمَصافّ، سَبِّحوهُ بالأَوتارِ وآلاتِ الطَّرَب*
يا ربَّ القواتِ كُنْ مَعَنا . . .*
ستيخن:  سَبِّحوه بِنَغَماتِ الصُّنوج، سَبِّحوهُ بصُنوجِ التَّهْليلِ، كلُّ نَسَمَة فَلْتُسَبِّحِ الربّ*
يا ربَّ القواتِ كُنْ مَعَنا . . .*
ستيخن:  سَبِّحوا اللهَ في قِدِّيسيهِ*
           سَبِّحوهُ في فَلَكِ قُوَّتِهِ*
يا ربَّ القواتِ كُنْ مَعَنا . . .*
 
وللحـال:
المجد.  يا ربُّ لولا أنَّ قِدّيسيكَ يكونونَ شُفَعاءَ لَنا، وصَلاحُكَ مُتَشَفِّقاً علينا، فَكَيفَ كُنّا نَتَجاسَرُ أن نُسَبِّحَكَ يا مُخَلِّصُ، يا مَنْ تُبارِكُهُ الملائِكَةُ بِغيرِ فُتورٍ، فيا أيُّها العارِفُ مَكنوناتِ القُلوبِ، أَشْفِقْ على نُفوسِنا.
الآن.  كَثيراً تَكاثَرَتْ ذُنوبي يا والِدَةَ الإلهِ، فإِليكِ لَجَأْتُ يا نَقيَّةُ طالِباً الخلاصَ، فافْتَقِدي نَفسي الضَّعيفَةِ وتَشَفَّعي إلى ابنِكِ وإلهِنا، أَنْ يُعطيَني غُفْرانَ المَساوِئِ التي فَعَلْتُها، أيَّتُها المُبارَكَة وَحْدَكِ.
* يا والِدَةَ الإلهِ الكُليَّةَ القَداسَةِ، لا تُهْمِليني في سِنِي حَياتي يا شَفيعَةَ الأنامِ، بَلْ أنتِ اعْضُديني وارحَميني.
* عَليكِ وَضَعْتُ كُلَّ رَجائي يا والِدَةَ الإله، فاحفَظيني تحتَ سِتْرِ وِقايَتَكِ.
القارئ: يا ربُّ ارحَم. (أربعين صوتاً)
يا مَنْ في كلِّ وقتٍ وفي كلِّ ساعةٍ في السّماءِ وعلى الأرضِ، مَسجودٌ له ومُمَجَّد، المسيحُ الإله، الطويلُ الأَنَاةِ، الكثيرُ الرحمةِ، الجزيلُ التحَنُّن، الذي يُحبُّ الصدّيقين ويَرحَمُ الخطأة، الدّاعي الكلَّ إلى الخلاصِ بِمَوعِدِ الخيراتِ المُنتَظَرَة، أنتَ يا ربُّ تَقبَّل مِنّا في هذه الساعةِ طِلباتِنا، وسَهِّلْ حياتَنا إلى العملِ بوصاياك. قَدِّسْ أرواحَنا، طَهِّر أجسادَنا، قوِّم أفكارَنا، نَقِّ نيّاتِنا، نجِّنا من كلِّ حُزنٍ وشرٍّ ووجعٍ، حُطْنا بملائكتِكَ القدّيسين، حتّى إذا كُنّا بمُعسكَرِهم مَحفوظين ومُرشَدين، نَصِلُ إلى وِحْدَةِ الإيمان وإلى معرفة مَجدِكَ الذي لا يُدنَى منهُ، فإنك مبارَكٌ إلى دهرِ الدّاهرين. آمين.
يا ربُّ ارْحَم. (ثلاثاً). المجدُ ..الآن .. يا مَنْ هيَ أَكْرَمُ .. باسمِ الربِّ بارِكْ يا أَب.
 
الكاهن: ليترأفِ الله علينا ويبارِكْنا، ويُضئ بِوَجهه علينا ويَرْحَمنا.
ثم يتلو افشين البار أفرام السرياني ونعمل معه الثلاث مطانيّات الكِبار:
أيُّها الربُّ وسيِّدُ حياتي، أعتِقْني من روحِ البَطالَةِ والفضولِ وحُبِّ الرئاسَةِ والكَلامِ البَطّالِ.
وأَنعِمْ عليَّ أنا عبدَكَ بروحِ العِفَّةِ واتِّضاعِ الفِكْرِ والصَّبْرِ والمحبَّة.
نَعَم يا مَلِكي وإِلَهي هِبْ لي أن أَعرِفَ زلاّتي، ولا أَدينَ اخوَتي، فإنَّكَ مُبارَكٌ إلى دهر الدّاهرين، آمين.
 
قدوسٌ الله* ومايتلوها. ولأن لك الملك*
القارئ: آمين. يا رب ارحم (12 صوتاً)
 
*افشين إلى والدة الإله الفائقة القداسة*
(لبولس المتوحد رئيس دير الأفارجاتيدوس)
أيتها السيدةُ الطاهرةُ العذراءُ النقية،
 عروسُ الله العادمةُ العيب، 
البريئةُ من الأدناس، يا مَن بمولِدِكِ المُعجِز اتَّحَدَ كَلمَةُ الله بالبشر، وطبيعةُ جنسِنا المُقصَاةِ أقْرَنْتِها مع السماويين. يا رجاءَ مَن ليس لهم رجاءٌ سواكِ وحدَكِ، 
يا مَن هي معونةٌ للمحارَبين، ونُصرَةٌ مستعِدَّةٌ للمسارعين إليها، 
يا ملجأَ كُلِّ المسيحيين، لا ترذليني أنا الخاطئ الأثيم المتدنِّسِ بقبيح الأفكارِ والأقوالِ والأفعالِ بجملة ذاتي، 
والصائرِ بالعزم الخاملِ عبداً عاطِلاً وللذات العمرِ خادماً، 
لكن بمَا أنك أمٌّ للإله المحبِّ البشر، تَحنَّني بتعطُّفٍ عليَّ أنا المفرّط الخاطئ، وتقبَّلي مِن شَفتَيَّ الدنستَين ما أُقدِّمهُ إليكِ من الابتهال، 
وبالدالةِ الوالديةِ التي لكِ نحو ابنِكِ ربِّنا وسيِّدِنا ابتهلي إليهِ، 
لكي يفتح لي جوانِحَ محبَّتِه للبشرِ وتَحنُّنِهِ وصلاحِهِ، ويتجاوزَ عن هفواتي التي تفوق الإحصاءَ، ويَرُدَّني إلى التوبة، ويجعلني لوصاياهُ فاعلاً مختَبَراً. 
واحضري عندي دائماً أيتها الرحيمةُ الشفوقةُ الوادَّةُ الصلاح، أمّا في هذا العمرِ الحاضر فبحرارة الشفاعةِ والمعونة امنَعي عني طوارق المعاندين الرديئة، وأرشديني إلى الخلاص، وأما في وقتِ خروجِ نفسي الشقية فتداركيني من حولي، 
ولقتام مناظِرِ الجِنِّ الأشرار أقصي عنّي بعيداً، وأمّا في يوم الدينونة الرهيب فنجّيني من العقوبات المؤبَّدة، وأوضحيني وارثاً لشرفِ ومجدِ ابنِكِ وإلهِنا الغامضِ وَصْفُهُ، الذي أفوز بهِ بواسِطَتِكِ ونُصرَتِكِ أيتها الفائقةُ القداسَةِ والدةُ الإله سيدتي. بنعمة ابنِكِ الوحيد ربِّنا وإلهِنا ومخلِّصِنا يسوع المسيح، ومَحبَّتِهِ للبشر، 
الذي يَليق له كل مجدٍ وإكرامٍ وسجودٍ، 
مع أبيه الذي لا بداءةَ له وروحِهِ الكليِّ قدسه، الصالِحِ والمُحيي، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين، آمين.
 
*أفشين آخر لربنا يسوع المسيح*
(لأنتيوخوس المتوحد البنديكتي)
وأعطنا أيها السيد إذْ نحن مُنْطلقون إلى النوم راحَةَ النَّفْسِ والجسد، واحْفَظْنا مِنْ رُقادِ الخطيئة المُدلَهِمّ، ومِنْ كُلِّ التِذاذِ شهوات الظلام الليلية. سَكِّنْ جَماحَ الأهواء، أَطْفِئ سهامَ الشرير المُحَمّاةَ الثائرَةَ علينا بِغِشٍّ. بَطِّلْ شَغَبَ أجسادِنا، وأرقِدْ كُلَّ مَعقولِنا الأرضيّ الهيولاني. وامنَحنا يا اللهُ عقلاً ساهراً، وفِكراً طاهراً، وقلباً مستيقظاً، ونوماً خفيفاً مُعتقاً من كلِّ تَخَيُّلٍ شيطاني. وأنْهِضْنا في وقت الصلاةِ ثابتين في وصاياك، ومالِكينَ على الدَّوام في ذواتِنا ذِكْرَ أحكامِكَ. وهَبْ لنا أقوالَ تماجيدِكَ طولَ الليل، لنُسَبِّحَ ونبارِكَ ونُمَجِّدَ اسمَكَ الكليَّ الإكرامِ العظيمَ الجلالِ، أيُّها الآبُ والابنُ والروحُ القدسُ الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين، آمين.
* أيتها المجيدةُ المبارَكةُ والدةُ الإله الدائمةُ البتولية، قدِّمي صلاتَنا إلى ابنِكِ وإلهِنا، متوسلَةً إليه لكي يُخلِّصَ بِكِ نفوسَنا.
* الآبُ رجائي والابنُ ملجأي والروحُ القدسُ وقائي، أيها الثالوثُ القدوسُ المجدُ لك.
* عليكِ وَضَعْتُ كلَّ رجائي يا والدةَ الإله، فاحفَظيني تحت سترِ وِقايَتِكِ.
 
* هنا يُقْرَأ الإنجيل المقدس في الأسبوع الأول من الصوم.
 
الكاهن: السلامُ لجَميعِكُم.
المرتل: ولروحِكَ
الكاهن: أُحْنوا رؤوسَكم للرب.
المرتل: لكَ يا ربّ.
الكاهن: أيُّها السيِّدُ الجزيلُ الرحمة الربُّ يسوع المسيح إلهُنا، بشَفاعاتِ الكُليَّةِ الطَّهارةِ سيِّدَتنا والدةُ الإله الدائِمَةُ البتوليَّةِ مريم، وبِقُوَّةِ الصَّليبِ الكريم المُحييّ، وبِطِلباتِ القُوّاتِ السَّماويين المُكرَّمين العادِمي الأجساد، وبِتَوسُّلاتِ النبي الكريم السابِق المَجيد يوحنّا المعمدان، والقدّيسين المشرَّفين الرسل الكُلِّيِّ مديحهم، والقدّيسين المجيدين الشُّهداءِ الحسَني الظَّفَر وآبائنا الأبرار المتوشِّحين بالله، والقدّيسَيْن الصدّيقَين جَدَّي المسيح الإله يواكيم وحنَّة، وجميعِ قِدّيسيك، اجْعَل طلباتِنا مَقبولة، وهَبْ لنا غُفران زلاّتِنا، واسْتُرْنا بسِتْرِ جَناحَيك، واطرُدْ عنّا كُلَّ عَدوٍّ ومُحارِبٍ، وسَلِّم حياتَنا، يا ربُّ وارحَمْنا وارحَمْ عالَمَك وخلِّص نفوسنا، بما أنَّكَ صالحٌ ومُحبٌّ للبشر.
ويعمل الكاهن مطانية حتى الأرض قائلاً للأخوة:
*اغفروا لي يااخوتي أنا الخاطئ*
فيُجيبه الأخوة قائلين:
*الله يغفر لك أيُّها الأب القديس*
ثم يقول الكاهن الطلبات الآتية، والشعب يجيبه بعد كل واحدة *يا رب ارحم*:
* لِنُصَلِّ من أجلِ سلامِ العالم.
* مِن أجلِ المسيحيين الحسَني العِبادة الأرثوذكسيين.
* من أجل توفيقِ وتأييدِ الجندِ المُحبِّ المسيح.
* من أجلِ رئيس كهنتنا (فلان) وكلِّ اخوتِنا في المسيح.
* من أجلِ المُتَغَيِّبينَ من آبائِنا واخوتِنا.
* من أجلِ الذين يُبغِضونا والذينَ يُحبُّونا.
* من أجلِ الذينَ يَرحَمونا والذينَ يخدِمونا.
* من أجلِ الذين أوصَونا نحنُ غير المُستحقّين أنْ نُصلّي من أجلهم.
* من أجلِ نجاةِ المأسورين.
* من أجلِ المسافرين حسَناً في البحر والبر والجو.
* من أجل المطروحينَ في الأمراض.
* لِنُصلِّ أيضاً من أجلِ خِصبِ الأرضِ بالثِّمار.
* ومن أجلِ جميعِ السابقِ انتِقالَهم من آبائِنا واخوتنا الموضوعينَ ههُنا وفي كلِّ مَكانٍ الأرثوذكسيين.
* فلنَقُلْ من أجلنا.
 
المرتل: يا ربُّ ارحم (ثلاثاً).
 
الكاهن: اغْفِر يا ربُّ للذين يُبغِضوننا والذين يَظلموننا، 
وعامِل بالخيرِ الذينَ يَعمَلونَ الخير،
 وامْنَحْ اخوتَنا والمختصّين بِنا جميعَ وسائِل الخلاص وحياةَ أبديَّةٍ،
 وتعاهَدْ الذينَ في الأمراضِ وامنَحْهُم الشِّفاءَ. 
دبِّر الذين في البحر،
 رافِق الذين في البرِّ والجو، وامنَحْ الذين يخدِموننا ويرحمونَنا غُفرانَ الخطايا، والذينَ أَوْصَونا نحنُ غير المستحقّين أنْ نُصلِّيَ مِن أجلِهم ارحَمْهُم كعظيمِ رحمتِكَ.
 أُذكُر يا ربُّ الذينَ سَبَقَ رُقادُهُم من آبائِنا وأخوتِنا، وأَرِحْهُم حيثُ يُفْتَقَدُ نورُ وجْهِكَ،
 أُذكُر يا ربُّ اخوتَنا المأسورين، ونَجِّهِم من جميعِ الضيقاتِ، 
أُذكُر يا ربُّ الذين يُقدِّمون الأثمارَ والذين يصنَعونَ الإحسانَ في كنائِسِكَ
 المقدَّسَة وَهَبْهُم كلَّ وسائِل الخلاصِ وحياةً أبديَّةً.
أُذكُرنا يا ربُّ نحنُ أيضاً عبيدَكَ الخطأة الأذلاّء غير المُستحقّين واهْدِنا في سبيلِ وصاياك، بشفاعاتِ أُمِّكَ الكليَّةِ الطهارة سيِّدتِنا والدةِ الإله الدائِمةِ البتوليّةِ مريم، وجميعِ قدّيسيكَ. فإنَّكَ مُباركٌ إلى دهرِ الدّاهرين، آمين.
 
ثم تُرتَّل إحدى هاتين الطروباريتين بحسب الأيام:
يومي الاثنين والأربعاء هذه الطروبارية (باللحن الثاني)
أيتُّها الصّالِحة حامي عن كلِّ المُلْتَجِئينَ بإيمانٍ إلى سِتْرِكِ العزيز، لأنَّهُ ليسَ لنا نحنُ الخطأة، المُنْحَنين مِنْ كَثْرَةِ السيِّئاتِ وسيطٌ دائمٌ عندَ اللهِ في الشدائِدِ والأحزانِ، سِواكِ يا أمَّ الإلهِ العليّ. لأجلِ ذلكَ نَجثو لكِ سـاجِدين، فأَنْقِـذي عَبيـدَكِ من كُلِّ شِدَّةٍ.
 
يومي الثلاثاء والخميس هذه الطروبارية (باللحن الأول)
أيُّها المسيحُ الإله إنَّ البتولَ لمّا رأَتْ ذبحَكَ الجائِرَ انتَحَبَتْ وهَتَفَتْ إليكَ: يا وَلدي الكليَّ الحلاوَة كيفَ تَموتُ ظُلْماً، كيفَ عُلِّقْتَ على خَشَبَةٍ، يا مَنْ علَّقَ الأرضَ كُلَّها على المِياه. فأسأَلُكَ أن لا تُغادِرَني وَحدي، أنا والدَتُكَ وعَبدَتُك، أيُّها المُحسِن الجَزيلُ الرحمَة.
ثم يختم الكاهن قائلاً:
الكاهن: بصلواتِ آبائِنا القدّيسين أيُّها الربُّ يسوع المسيح إلهُنا ارحَمْنا وخلِّصْنا. آمين.

]]>

صلاة الصوم

صلاة الصوم

يا رب يسوع،

يا معلمي وراعي الصالح،

علمني كيف تُريدُني أن أقدم لك صومي بهذه الأيام.

علمني يا رب أن لا أصوم بجسدي عن الطعام فقط، بل لأصوم بنفسي أيضا عن الرغبات
التي لا ترضيك.

علمني كيف أصوم بصلاة روحي التي تتوق للتلامس مع روحك القدوس علمني يا رب كيف يكون صومي بأن أترك كل تعلق أرضي حتى يتعلق قلبي بك،فيكون صيامي لك،ومعك ومن أجلك أنت وحدك.

الأب الحبيس يوحنا خوند

صمت القديس يوسف

 صمت القديس يوسف
( البابا بنديكتس السادس عشر
يُكرَّس شهر آذار للتعبد للقديس يوسف، هذه الشخصية الصامتة المجاهدة
 الخادمة الرب بكل تواضع ومحبة وصمت وتأمل،” إنّ صمت القدّيس يوسف هو صمت
 مطبوع بالتأمّل بسرّ الله، في حالة استسلام كامل للمشيئة الإلهيّة.
بتعبير آخر، إنّ صمت القدّيس يوسف لا يظهر فراغًا داخليًّا، بل على العكس ملء الإيمان
 الذي يحمله في قلبه، والذي يقود أفكاره وأعماله كلّها.
صمتٌ حفظ بفضله يوسف، مع مريم، كلمة الله، المعروف من خلال الكتب المقدّسة،
 من خلال مقابلته باستمرار مع أحداث حياة يسوع؛ صمت منسوج بالصلاة الدائمة،
 صلاة مباركة الربّ، وتمجيد مشيئته المقدّسة وثقة كاملة في عنايته.
 دعونا “نصاب بعدوى” صمت القدّيس يوسف! فنحن بحاجة ماسّة إلى ذلك،
 في عالم غالبًا ما يكون صاخبًا، ولا يشجّع على التأمّل والاستماع إلى صوت الله
Saint Joseph, modèle d’écoute
Le silence de saint Joseph est un silence empreint de contemplation du mystère de 
Dieu, dans une attitude de disponibilité totale aux volontés divines.
En d’autres termes, le silence de saint Joseph ne manifeste pas un vide 
intérieur, mais au contraire la plénitude de foi qu’il porte dans son coeur, 
et qui guide chacune de ses pensées et chacune de ses actions 

Un silence grâce auquel Joseph, à l’unisson avec Marie, 
conserve la Parole de Dieu, connue à travers les Saintes Écritures, 
en les confrontant en permanence avec les événements de la vie de Jésus ; 
un silence tissé de prière constante, 
prière de bénédiction du Seigneur, d’adoration de sa sainte volonté 
et de confiance sans réserve à sa providence.

Laissons-nous « contaminer » par le silence de saint Joseph ! 
Nous en avons tant besoin, dans un monde souvent trop bruyant, 
qui ne favorise pas le recueillement et l’écoute de la voix de Dieu
Texte originale
(Pape Benoît XVI)

صلاة التوبة للقديس مار أفرام السرياني

صلاة التوبة للقديس مار أفرام السرياني
أَيُّها الرّبُّ وسيّدُ حياتي، أَعْتِقني مِنْ روحِ البَطالةِ والفضولِ وحُبِّ الرّئاسةِ
والكلامِ البطَّالِ.
وأَنْعمْ عليَّ أَنا عَبدُكَ الخاطِئ بروحِ العفَّةِ واتّضاعِ الفكرِ والصّبرِ والمحبَّةِ.
نَعَمْ يامَلِِكي وإلهي هَبْ لي أَنْ أَعْرِفَ ذنوبي وعيوبي وألاّ أدينَ إخْوتي، فإنَّكَ مباركٌ إلى دهرِ الدّاهرينَ.
آمين.

صور من القداس الأحتفالي بمناسبة عيد القديس مار افرام السرياني في كاتدرائية مار افرام السرياني للسريان الأرثوذكس في مدينة حلب

<![CDATA[صور من القداس الأحتفالي بمناسبة عيد القديس مار افرام السرياني في كاتدرائية مار افرام السرياني للسريان الأرثوذكس في مدينة حلب.
المصدر : الشماس جورج مقديس انطون- حلب
 

 

 

 
]]>

ما هي صلاة يسوع؟

<!–[CDATA[

احد الأصدقاء سأل وبحيرة عن صلاة يسوع كما ورد في مستهل إنجيل يوم غد الأحد، شفاء الأبرص.
فتساءل: ماذا كان يصلي؟ ما هي صلاة يسوع؟ هو الرب، كيف صلى؟
فيقول الإنجيلي مرقص:"وقام يسوع باكرا قبل الفجر، وخرج وذهب إلى مكان قفر، وأخذ يصلي".
صرت أفكر وأتأمل بتساؤله. لم يخطر على بالي هذا الموضوع. بالواقع، لا يذكر هنا ماذا صلى او كيف صلى. نحن نعرف صلاته الكهنوتية في إنجيل يوحنا الفصل ١٧ قبل دخوله في أسبوع الألآم. وهي رائعة جدا. ونعرف أيضا، أن تلاميذه سيتأثرون بطريقة صلاته للآب. سيجدون فيه شيئا جديدا لم يعتدوا عليه، ولم يتعلموه في كتبهم أو يروه في معلميهم الفريسيين. لذلك سيسألوه، وبدالية التلاميذ الأبناء :" يا رب، علمنا أن نصلي".
فقال لهم، عندما تصلون، صلوا هكذا: أبانا الذي في السماوات...نستطيع القول ان ما كان يصليه يسوع في هدؤ القفر باكرا قبل الفجر، هو هذا التسليم الحر، وبحب لا محدود، إلى أبيه السماوي. ما كان يصليه في الصمت والخفاء، بالعلاقة البنيوية الذاتية مع أبيه السماوي، أظهرها يسوع إلى تلاميذه بصلاة الأبانا.
صلاة الأبانا تكشف لنا عن عمق صلاة يسوع وسمو حبه للآب السماوي. ونظهر لنا خصوصا ان الذي نصلي إليه، هو ليس مجرد إله، او كائن بين الكائنات، أو البعيد الساكن فوق السماوات، لا قلب له، او إحساس، او لا شان له بحياتنا.
صلاة يسوع علمتنا ان الله هو أب، أبا، هو شخص، هو ثالوث أقدس، يحبنا. هو خلقنا ولَم يشأ أن يتركنا لمصيرنا لوحدنا. خلقنا ووعدنا بالخلاص. فكان الإبن. وقبل رجوع الإبن إلى البيت السماوي، وعدنا بأننا لن نكون يتامى. فأرسل لنا الروح القدس، الروح المعزي والمشدد والمذكر بكل أقوال وأعمال يسوع.
والشيء الأكيد، إذا لم نعرف مضمون صلاة يسوع الشخصية، قد عرفنا ثمار صلاته بإدائه الشخصي مع التلاميذ والجموع. ما صلاه يسوع بالخفية مع أبيه السماوي، أظهره بأقواله وأمثاله ونمط حياته وتصرفه...صلاته هو حبه اللامحدود... يسوع المصلي، هو ذاك الشخص، الذي رآني وأحبني...
أصدقائي، نحن أبناء هذه الصلاة ليسوع. كل حياة الكنيسة: ليتورجيتها، لاهوتها، تعليمها، صلواتها.....هي ثمرة صلاة يسوع...
تاريخ ألفي سنة من الحب والشهادة والإستشهاد والبناء والثقافة والفن ...هو نتاج صلاة يسوع..
طريقة صلاتنا العفوية، علاقاتنا الأخوية والنبوية، فرحنا، حزننا، ضحكاتنا، خيباتنا، أحلامنا....قيامنا، هي وليدة صلاة يسوع..
الذي أكتبه الآن، وبهذه العفوية وكلي ثقة ان هناك، او هنا إلى جانبي إله شخص يسمعني، يقرأني، ويحبني، هو ثمار صلاة يسوع...
شكرا يسوع على صلاتك، لأنها صنعتنا بكل شيء...
الأب جوزف أبي عون

]]>

رسالة الصّوم السّادسة للكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي

<!–[CDATA[

رسالة الصّوم السّادسة للكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي.
الجمعة ٢٤ شباط ٢٠١٧
وجّه الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي رسالة صوم إلى كل من المطارنة والرّؤساء العامّين والرّئيسات العامّات والكهنة والشّمامسة والرّهبان والراهبات، وسائر أبناء كنيستنا المارونيّة وبناتها، جاء فيها:
صلاة وصوم وصدقة ثلاثة متلازمة ومترابطة، تقود مسيرتنا نحو ملكوت الله، المتجلّي في السرّ الفصحي، سرّ موت المسيح لفدائنا من خطايانا، وسرّ قيامته من بين الأموات لتقديسنا بالحياة الجديدة (راجع 2كور5: 17).
وقد عبّرَ القديس أغوسطينوس عن هذا التّرابط المثلّث بالقول: "أتريد أن تصعد صلاتك إلى السّماء، فامنحها جناحَين، هما الصّوم والصّدقة".
الصّوم الكبير، وما يتفرّع عنه من أصوام، معروفٌ بالصّوم الفصحي. وقد رافق حياة الكنيسة منذ بداياتها، متمثّلة بصوم المسيح رأسها، الذي صامَ أربعين يومًا وأربعين ليلة في البرّيّة (متى4: 1-11) إستعدادًا لبدء رسالته الخلاصيّة. لكنّ ممارسة الصلاة والصوم والصدقة رافقت مسيرة شعب الله منذ القديم، وكان الله يدعو الشّعب إليها على لسان الأنبياء.
لقد امتازت كنيستنا المارونيّة، منذ عهد أبينا القدِّيس مارون حتى يومنا، بروحانيّة الصلاة والصوم والصدقة، وهذا ما جعلها تصمد بوجه كلّ المصاعب والتحدّيات. فكم من أبناء كنيستنا وبناتها نهجوا نهج التقشُّف والإماتة والصلاة وصنع الخير. وقد بلغ هذا النّهج ذروته في حياة النسّاك والحبساء الذين ما انفكّوا يواصلون هذا التّراث من جيلٍ إلى جيل حتّى يومنا. بفضل صلواتهم وتقشّفاتهم وأصوامهم والخير الروحي الذي يفيضونه بمَثَلهم وإرشاداتهم.
يكتسبُ زمن الصّوم الكبير بُعدًا كنسيًّا جديدًا لأنّه يندرج في "سنة الشّهادة والشهداء"، التي ابتدأت في عيد أبينا القدِّيس مارون (9 شباط 2017)، وتنتهي في 2 اذار 2018، عيد أبينا القدّيس يوحنا مارون البطريرك الأوّل.
تتألّف هذه الرسالة الراعويّة من قسمَين: الأوّل مفهوم الصّوم وأبعاده وثماره في ضوء الكتاب المقدّس؛ والثاني توجيهات للممارسة الصّوم والقطاعة.
القسم الأوّل
مفهوم الصّوم وغايته وثماره:
مفهوم الصّوم
من الناحية الجسديّة، الصّوم هو الإمتناع عن الطعام والسّوائل، ما عدا الماء، من نصف الليل حتّى الظّهر، والإنقطاع عن أكل اللّحوم الحليب ومشتقّاته والبيض في أيّام محدّدة نذكرها في القسم الثاني من هذه الرّسالة.
ومن الناحية الروحيّة هو قوت النّفس وغذاء الروح ودواء يُعطي الخلاص والتكفير عن الخطايا ويقترن بالصّلاة والإماتات فيُصبح الطّريق المختصَر للوصول إلى السّماء، على ما يقول القديس أمبروسيوس.
ومن الناحية الإجتماعيّة، هو التّصدّق عيّنًا ونقدًا على المحتاجين، في مختلف حاجاتهم، كما يصفها الربّ يسوع في إنجيل متّى: "كنتُ جائعًا، عطشانًا، عريانًا، غريبًا، مريضًا، سجينًا" (متى 25: 35-46). لا تقتصر هذه الحاجات على البُعد المادّي، بل تشمل أيضًا الشَّأن الروحي والثّافي والمعنوي.
ومن الناحية الإنمائيّة، هو القيام بمبادرات ومشاريع توفِّر فرص عمل لشبابنا الطّالع وسواهم.
غايته
الغاية من الصّوم إعداد الذّات للعبور مع المسيح الربّ في فصحه، من حالة الخطيئة إلى حالة النّعمة، "من الإنسان العتيق إلى الإنسان الجديد" كما يُسمِّيه بولس الرّسول (كول 3: 9-10). أليست الطّبيعة، من بعد أن تجرّدت أشجارها من عتيق أغصانها وورقها، تدخلُ زمن الرّبيع لتلبس ثوبًا جديدًا، وتزهر لكي تعطي ثمارها لحياة البشر؟ كم نحنُ بالحريّ أفضل منها (راجع متى 6: 26).
الصّوم ضرورة من أجل بلوغ غايته، على ما يقول بولس الرّسول: "ليس ملكوت الله أكلًا وشربًا، بل هو برٌّ وسلامٌ وفرحٌ في الرّوح القدس" (روم14: 17) وعلى ما أكّدَ الرّبّ يسوع للمجرِّب: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلِّ كلمة تخرج من فم الله" (متى 4: 4)؟
لا يتوخّى زمن الصوم فرض أصوام وإماتات تفوق طاقتنا البشرية لأنّ الربّ يريد "رحمة لا ذبيحة"، وأن لا تكون خياراتنا في الأطعمة والأشربة سببًا للخصام مع إخوتنا لأنّ المحبّة هي التي تجب أن تحكم أوّلًا في كلّ أصوامنا. وهذا ما يُعبّر عنه بولس الرسول بقوله: "إن كنت من أجل الطعام تُحزنُ أخاك، فلا تكون سالكًا في المحبّة. فلا تُهلك بطعامك ذاك الذي مات المسيح من أجله!" (روم 14: 15). لكن ما يجب التيقّظ له أيضًا هو أن لا يتحوّل أكلنا وشربنا ليكون سبب عثرة لأخينا (روم 14: 21). بل فلتتحول كلّ أصوامنا لمجد الله.
الصّوم وسيلة للإنتصار على الشّيطان والجسد والأهواء الرّديئة. فالربّ يسوع انتصرَ بصيامه على تجارب الشّيطان الثلاث، الذي حاول إغراءه للسّقوط في شهوات العالم التي يختصرها يوحنا الرّسول بثلاث (راجع 1 يو 2: 16): شهوة الجسد بتجربة تحويل الحجارة إلى خبز بقوّة يسوع الإلهيّة، وشهوة العين بتجربة الحصول على جميع ممالك الدّنيا ومجدها، وكبرياء الحياة بتجربة رمي يسوع ذاته من أعلى جناح الهيكل، فيحمله الملائكة على أكفّهم لئلّا تصطدم رجله بحجر (راجع متّى 4: 1-11). وهكذا ترك لنا "الرّبّ قدوةً في ذاته" (1بطرس 2: 21)، لكي نسيرَ بالصّوم نحو الملكوت وننتصر على تجارب الحياة، كما يوصي القدّيس مكاريوس الكبير: "صوموا مع المخلّص لتتمجّدوا معه وتغلبوا الشّيطان".
يُخبر الآباء القدّيسون أنّ الشّهداء، عندما يبلغهم خبر اليوم الذي سينالون فيه إكليلهم، لا يذوقون شيئًا البتّة في اللّيلة السّابقة، ولا يتناولون طعامًا، ولكنّهم ينتصبون من المساء إلى الفجر في الصّلاة، متيقِّظين في شكرٍ وحمدٍ بتراتيل وتماجيد وتسابيح وألحان روحيّة شجيّة، مسرورين، منتعشين مترقِّبين تلك اللّحظة، يتوقون وهم صائمون إلى ضربة السّيف يُكلّلهم بإكليل الشّهادة.
في تعليم الإنجيل والكتب المقدّسة
الصّوم والصلاة والصّدقة شريعة إنجيليّة دعا إليها الرّبّ يسوع في إنجيل القدّيس متّى (6: 1-16)، كتعبير عن التوبة الداخليّة، وارتداد القلب إلى الله، والرجوع عن الخطيئة. وإلّا أضحت هذه الأفعال الخارجيّة عقيمة وكاذبة. هي التّوبة الدّاخليّة التي تدفع إلى التّعبير عنها بعلامات وأفعال ومبادرات.
إنّ ارتداد القلب هو في البداية عمل نعمة من الله تُرجع قلوبنا إليه، كما اعتادَ أن يُصلّي الأنبياء: "أردُدْنا إليكَ يا ألله، فنرتدّ" (مراثي5: 21). فالله يعطينا القوّة لنبدأ من جديد. عندما نكتشف عظم محبّة الله، يضطرب قلبنا من هول الخطيئة وثقلها، فنخشى الإساءة إليه والإبتعاد عنه (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1432).
إنّ التعبير عن التّوبة وارتداد القلب يظهر في إذلال الذات أمام الله، لكي يتحنّن علينا. هكذا فعل داود الملك عندما مارس الصوم: "كان لباسي مسحًا وكنت بالصوم أذلّل نفسي (مز35: 13). وصلّى: "إن ذلّلت بالصوم نفسي، صار ذلك عارًا عليّ" (مز69: 11). وحين وبّخ إيليا النّبي الملك آحاب على انّه باع نفسه للشّر في عينَي الربّ، مزّق الملاك ثيابه، وجعل على بدنه مسحًا وصام في المسح ومشى رويدًا رويدًا (امل 21: 27).
يشكّل زمن الصّوم الكبير فترة مهمّة من أزمنة السنة الطقسيّة، لأنّه يشكّل زمن تصحيح العلاقات باتّجاهات ثلاثة: مع الله بالصّلاة، ومع الذّات بالصّوم، ومع الإخوة المحتاجين بالصّدقة. يدعو أشعيا النّبي إلى ممارسة صوم مقبول من الله وهو: "حلّ قيود الشّر، وفكّ ربط الظلم، وإطلاق المسحوقين أحرارًا، وتحطيم كلّ استكبار. أليس الصومُ، المقبول من الله، أن تكسرَ للجائع خبزك، وأن تُدخلَ البائسين المطرودين بيتك؟ وإذا رأيت العريان أن تكسوه، وأن لا تتواى عن لحمك؟ (أش58: 6-7).
الصّوم فعل طاعة لله. ليس الصّوم إبتكارًا بشريًّا، بل هو أمرٌ من الله، ترجمته الكنيسة في وصاياها. ويقتضي منّا طاعته والإلتزام به. إنّ أوّل أمر بالإمتناع عن أكلٍ هو الذي وجّهه الله لأبوَينا الأوّلَين: "من جميع شجر الجنّة تأكل. وأمّا من شجرة معرفة الخير والشّرّ فلا تأكل منها، لأنّك يوم تأكل منها، تموتُ موتًا (تك 2: 16و17). فكانت عاقبة المعصية الطّرد من الفردوس (تك 3: 23).
بهذه الطّاعة لأمر الله، صام موسى أمام الرّبّ على جبل سيناء أربعين يومًا وأربعين ليلة، لا يأكل خبزًا ولا يشرب ماءً. فسلّمه الله وصاياه العشر على لوحَي الحجر (خروج 34: 28). كذلك فعل إيليا النّبي عندما اكتفى بالخبز والماء، مقدِّمًا صومه للربّ كفعل طاعة، وهو سائر أمامه، مدافعًا عن إيمانه به (1مل 19: 6-8).
والربّ يسوع، عندما جاءه التّلاميذ بطعام ودعوه ليأكل، أجابَ: "طعامي أن أصنع مشيئة الآب الذي أرسلني، وأتمّ عمله" (يو 4: 34).
اعتادت الكنيسة التماس إرادة الله وعونه بالصوم والصلاة. هكذا فعل الأنبياء والمعلّمون في كنيسة انطاكيه إذ فيما كانوا يقيمون ليتورجيّا الربّ ويصومون، قال الروح القدس: "افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي انتدبتهما له. فصاموا وصلّوا، ثمّ وضعوا أيديهم عليهما وصرفوهما"(أع13: 3). كذلك فعل بولس وبرنابا عندما أقاما بالصوم والصلاة كهنة في كلّ كنيسة (أع14: 23).
القسم الثاني
توجيهات لممارسة الصوم والقطاعة
بالإضافة إلى زمن الصوم الكبير الفصحي، توجد أزمنة أخرى ترتبط بأعياد الميلاد والرسل الاثني عشر وانتقال السيّدة العذراء إلى السماء تجب فيها القطاعة فضلًا عن إلزاميّتها أيّام الجمعة طيلة السنة باستثناء الأيام المذكورة أدناه. كما يوجد واجب الصوم القرباني.
أوّلًا، الصوم الكبير الفصحي
يدوم هذا الصوم سبعة أسابيع، استعدادًا لعيد الفصح. يبدأ في اثنَين الرماد، وينتهي يوم سبت النور ظهرًا. ويقوم على الامتناع عن الطعام من منتصف اللَّيل حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا، وعلى القطاعة عن اللّحوم والحليب ومشتقّاته والبيض.
يُفسَّح من الصوم والقطاعة أيّام السبوت والآحاد والأعياد التالية: مار مارون (9شباط) ومار يوحنا مارون (2 اذار) ومار يوسف (19 اذار) وبشارة العذراء (25 اذار) وعيد شفيع الرعيّة. امّا في سبت النور فيبقى الصوم والقطاعة إلزاميَّين حتى الثانية عشرة ظهرًا.
يُعفى من الصوم والقطاعة على وجه عام المرضى والعجزة الذين يفرض عليهم واقعهم الصحي تناول الطعام ليتقووا وخصوصًا أولئك الذين يتناولون الأدوية المرتبطة بأمراضهم المزمنة والذين هم في أوضاع صحية خاصة ودقيقة، بالإضافة إلى المرضى الذين يخضعون للاستشفاء المؤقت أو الدوري. ومعلوم أن الأولاد يبدأون الصوم في السنة التي تلي قربانتهم الأولى، مع اعتبار أوضاعهم في إيام الدراسة.
إنّ الذين يُعفون من شريعة الصوم والقطاعة مدعوّون للاكتفاء بفطور قليل كافٍ لتناول الدواء.
ونظرًا لمقتضيات الحياة وتخفيفًا عن كاهل المؤمنين والمؤمنات، تبقى شريعة القطاعة إلزاميّة، في الأسبوعين الأوّل والأخير من الصوم الكبير، على أن يعوّض مَن لا يستطيع الالتزام بالقطاعة في الأسابيع الأخرى بأعمال خير ورحمة.
ثانيًا، صوم الرسولين بطرس وبولس والرسل الاثنَي عشر
هذا الصوم معروف "بقطاعة الرسل"، فيقوم على القطاعة عن اللحوم والحليب ومشتقّاته والبيض، من 17 إلى 28 حزيران.
ثالثًا، صوم انتقال السيّدة العذراء
هذا الصوم معروف "بقطاعة السيّدة"، ويقوم على القطاعة عن اللحوم والحليب ومشتقّاته والبيض من 7 آب، بعد عيد الربّ إلى 14 منه.
رابعًا، صوم الميلاد
يقوم هذا الصّوم على القطاعة عن اللحوم والحليب ومشتقّاته طيلة فترة تساعية الميلاد التي تمتدّ من 16 إلى 24 كانون الأوّل.
خامسًا، القطاعة يوم الجمعة
تقوم هذه القطاعة على الإمتناع عن أكل اللحوم والحليب ومشتقّاته والبيض كلّ يوم جمعة على مدار السّنة.
يُستثنى يوم جمعة أسبوع المرفع، وأيّام الجمعة الواقعة بين عيدَي الفصح والعنصرة، وبين عيدَي الميلاد والدّنح. وتُستثنى أيّام الجمعة التي تقع فيها الأعياد التّالية: ختانة الطّفل يسوع (أوّل كانون الثاني)، عيد مار أنطونيوس الكبير (17 كانون الثاني)، دخول المسيح إلى الهيكل (2 شباط)، عيد مار مارون (9 شباط)، عيد مار يوحنا مارون (2 آذار)، عيد مار يوسف (19 آذار)، عيد بشارة العذراء (25 آذار)، عيد القديسَين الرّسولَين بطرس وبولس (29 حزيران)، عيد الرّسل الإثنَي عشر(30 حزيران)، عيد التجلّي (6 آب)، عيد إنتقال العذراء (15 آب)، عيد قطع رأس يوحنا المعمدان (29 آب)، عيد ميلاد العذراء (8 أيلول) عيد إرتفاع الصّليب المقدّس (14 أيلول)، عيد الحبل بسيّدتنا مريم العذراء بلا دنس (8 كانون الأوّل)، عيد ميلاد الربّ يسوع (25 كانون الأوّل)، عيد شفيع الرّعيّة، عيد قلب يسوع.
سادسًا، الصّوم القرباني
هو الإنقطاع عن الطّعام إستعدادًا لتناول القربان الأقدس خلال الذبيحة الإلهيّة، أقلّه ساعة قبل بدء القدّاس الإلهي للمحتفل، وساعة قبل المناولة للمؤمنين، هذا بالإضافة إلى حالة النّعمة والحشمة في اللباس والتخشّع، واستحضار المسيح الربّ الحاضر تحت شكلَي الخبز والخمر.
الخاتمة
يكتسب زمن الصوم الكبير بُعدًا إضافيًّا في "سنة الشّهادة والشُّهداء". فهو موسم إداء الشهادة لإيماننا المسيحي من خلال توبة القلب الظاهرة خارجيًّا في الصوم والصلاة والصدقة. لكنّها تظهر أيضًا في الجديد من مسلكنا وتصرفاتنا وطرق تعاملنا مع الناس، وفي القيام بالواجب وممارسة المسؤوليّة. كتب مار افرام السرياني عن صوم موسى: "لقد صام فاستنار وصلَّى فانتصر. صعد بلون ونزل بلون آخر. صعد بلون أرضي ونزل لابسًا بهاءً سماويًّا. كان له صومه بهجة، وصلاته ينبوع ماء حيّ. وهو رجل الفطنة، وصومه صوم غفران".
بمثل هذا الصوم ننطلق لنشهد لإيماننا ونبني مجتمعًا قائمًا على القيم الإنجيليّة والأخلاقيّة والإنسانيّة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء وأبينا القدِّيس مارون.

]]>

ما هي صلاة يسوع ؟

<![CDATA[

احد الأصدقاء سأل وبحيرة عن صلاة يسوع كما ورد في مستهل إنجيل يوم غد الأحد، شفاء الأبرص.
فتساءل: ماذا كان يصلي؟ ما هي صلاة يسوع؟ هو الرب، كيف صلى؟
فيقول الإنجيلي مرقص:"وقام يسوع باكرا قبل الفجر، وخرج وذهب إلى مكان قفر، وأخذ يصلي".
صرت أفكر وأتأمل بتساؤله. لم يخطر على بالي هذا الموضوع. بالواقع، لا يذكر هنا ماذا صلى او كيف صلى. نحن نعرف صلاته الكهنوتية في إنجيل يوحنا الفصل ١٧ قبل دخوله في أسبوع الألآم. وهي رائعة جدا. ونعرف أيضا، أن تلاميذه سيتأثرون بطريقة صلاته للآب. سيجدون فيه شيئا جديدا لم يعتدوا عليه، ولم يتعلموه في كتبهم أو يروه في معلميهم الفريسيين. لذلك سيسألوه، وبدالية التلاميذ الأبناء :" يا رب، علمنا أن نصلي".
فقال لهم، عندما تصلون، صلوا هكذا: أبانا الذي في السماوات...نستطيع القول ان ما كان يصليه يسوع في هدؤ القفر باكرا قبل الفجر، هو هذا التسليم الحر، وبحب لا محدود، إلى أبيه السماوي. ما كان يصليه في الصمت والخفاء، بالعلاقة البنيوية الذاتية مع أبيه السماوي، أظهرها يسوع إلى تلاميذه بصلاة الأبانا.
صلاة الأبانا تكشف لنا عن عمق صلاة يسوع وسمو حبه للآب السماوي. ونظهر لنا خصوصا ان الذي نصلي إليه، هو ليس مجرد إله، او كائن بين الكائنات، أو البعيد الساكن فوق السماوات، لا قلب له، او إحساس، او لا شان له بحياتنا.
صلاة يسوع علمتنا ان الله هو أب، أبا، هو شخص، هو ثالوث أقدس، يحبنا. هو خلقنا ولَم يشأ أن يتركنا لمصيرنا لوحدنا. خلقنا ووعدنا بالخلاص. فكان الإبن. وقبل رجوع الإبن إلى البيت السماوي، وعدنا بأننا لن نكون يتامى. فأرسل لنا الروح القدس، الروح المعزي والمشدد والمذكر بكل أقوال وأعمال يسوع.
والشيء الأكيد، إذا لم نعرف مضمون صلاة يسوع الشخصية، قد عرفنا ثمار صلاته بإدائه الشخصي مع التلاميذ والجموع. ما صلاه يسوع بالخفية مع أبيه السماوي، أظهره بأقواله وأمثاله ونمط حياته وتصرفه...صلاته هو حبه اللامحدود... يسوع المصلي، هو ذاك الشخص، الذي رآني وأحبني...
أصدقائي، نحن أبناء هذه الصلاة ليسوع. كل حياة الكنيسة: ليتورجيتها، لاهوتها، تعليمها، صلواتها.....هي ثمرة صلاة يسوع...
تاريخ ألفي سنة من الحب والشهادة والإستشهاد والبناء والثقافة والفن ...هو نتاج صلاة يسوع..
طريقة صلاتنا العفوية، علاقاتنا الأخوية والنبوية، فرحنا، حزننا، ضحكاتنا، خيباتنا، أحلامنا....قيامنا، هي وليدة صلاة يسوع..
الذي أكتبه الآن، وبهذه العفوية وكلي ثقة ان هناك، او هنا إلى جانبي إله شخص يسمعني، يقرأني، ويحبني، هو ثمار صلاة يسوع...
شكرا يسوع على صلاتك، لأنها صنعتنا بكل شيء...
الأب جوزف أبي عون

]]>

التحضير لسر الأعتراف

 

“من يعترف بخطيئته هو أهمّ ممّن يقيم الموتى” قول مأثور للقدّيس إسحق السريانيّ القرن السادس، ويُضيف “هو كمن ينتقل من الموت إلى الحياة”. هذا الإعتراف يتمّ عند الإنسان أوّلاً بينه وبين الله ولكن، أيضًا وخصوصاً، أمام الكاهن وأمام الذي أخطأنا إليه: “رجع إلى نفسه” يقول الإبن الشاطر، “أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطات إلى السماء وقدّامك” (لوقا 15: 17-18).
هذا التحوّل، هذه التوبة métanoie تتمّ، كما ذكرنا، أوّلاً في القلب، في النفس وتستوجب بعدها إقراراً بالخطيئة تعبيراً علنيّاً لها عن طريق الإعتراف في الكنيسة. العمليّة هذه تُدعى سرّاً Mystère أصل الكلمة: عملٌ خفيّ حاصل بإرادة الإنسان وبنعمة الله: مشاركة بين الإنسان والله معروفة في العقيدة الأرثوذكسيّة بكلمة synergie أي مشاركة في العمل
القدّيس يوحنّا الدمشقيّ، في كتابه الشهير “الإيمان الأرثوذكسيّ” يحدّد التوبة بأنّها تحوّل النفس من الشيطان إلى الله، ويقول إنّ هذا لا يتمّ إلاّ بالألم والدموع. هناك، إذاً، انسحاق لدى الإنسان وتواضع كبير. “الذبيحة لله روح منسحق، القلب الخاشع المتواضع لا يرذله الله” (المزمور الخمسون
* * *
جرت العادة قديماً أن يتناول البعض القرابين المقدّسة يوم الخميس العظيم خارج القدّاس الإلهيّ على يد الكاهن وبعد اعتراف سريع. إليكم هذه القصّة المعبرّة عن الإنسحاق والتواضع في الإعتراف: أتى مرّة، في ذلك اليوم، رجلٌ وجيه معروف في القرية، جاء إلى كاهن أمّيّ لكنّه تقيّ جدّاً. طلب منه مناولة القرابين لأنّه كان مشغولاً بعد أن يحلّه من خطاياه. فرجاه الكاهن البسيط أن يسجد على الأرض ويقول “اغفر لي يا الله أنا عبدك الخاطئ”. فامتعض الرجل وأبى أن يسجد زاعماً أنّه لم يَنثَنِ ولم يركع لأحد طيلة حياته الماضية، وقال: “من الذي يطالب بذلك يا أبي”؟! فأردف الكاهن البسيط مستغرباً جدّاً وأتى بكتاب الكاهن وأراه الجملة القائلة: “ويسجد المعترف ويصلّي ليأخذ الحلّ من خطاياه من الكاهن”. عندها تنازل الرجل وسجد قائلاً: “أمري لله”! أخذ الحلّ من الكاهن وتناول. بعدها وقف أخيراً وقال أشكر الله وأشكرك يا أبي لأنّي تواضعت وأخذت الحلّ من خطاياي وتناولت القرابين المقدّسة
* * *
أخيراً وليس آخراً، يشير الآباء الروحيّون إلى أنّه من أهمّ الأشياء التي ينبغي أن تتمّ على فراش الموت، وقبل الخروج من هذه الدنيا طالما نحن واعون، الإعتراف قبل الموت، وأن يندم الإنسان على كلّ خطيئة اقترفها في حياته. هذا الأمر لا بدّ من أن يتذكّره الكاهن الذي يرافق المريض في أواخر حياته وقبل أن يسدي له القرابين المقدّسة. هذا يساعده على إنهاء حياته
ابونا جرار أبي صعب

]]>