Jeudi, octobre 9, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 50

أبونا أنطون يُعلَن تطويبه قريباً

<![CDATA[

أبونا أنطون يُعلَن تطويبه قريباً

 

«أبونا أنطون» يُعلَن تطويبه قريباًهو «Padre Pio» لبنان في رأي إخوته الرّهبان المريميّين، هو الناسك الرسول في رأي أبنائه الروحيّين، هو «ناسك حراش» في رأي زوّاره المؤمنين، هو أبونا أنطون كما يحبّ المقرّبون تسميته. أمّا حبيس وادي قنّوبين فلم يحبّ الألقاب يوماً، يكفيه أن يكون مُحبّاً لمريم العذراء فتجعله كامل الأوصاف… مع أنّه عشق لبنان أيضاً ووصفه بـ «لبنان وَقْف لــَ أللّه»، معتبراً «أنّ من جباله يزهر القدّيسون، وينمون مثل أرزه ويحمونه من كلّ شرّ»، لذلك، وفي نظره، فإنّ لبنان «يحيا بمعجزة من الّله»!

وبعد؟ هل تُقدّمه سيّدة لبنان قدّيساً جديداً؟ هل يكون الرّاهب المارونيّ المريميّ “أبونا أنطون القدّيس الجديد الّذي سيزهر في ربوع الأرض والقلوب؟ وهو القائل: “دخلت الرّهبنة فقيراً وخرجت منها غنيّاً”، فكُتبت عبارة على قبره؟

سيرة “أبونا أنطون” الطيّبة جعلت المؤمنين يقصدونه، ويقول الأب فيليب الحاج رئيس دير سيّدة اللويزة (ذوق مكايل): “أبونا أنطون عانى آلاماً نفسيّة وجسديّة، ولكنّ وجهه المشعّ بالنعمة وحضور الربّ بقوّة في كيانه وصلواته مكّنته من تخطّيها. فكانت أمارات الفرح والسّلام الداخليّ بادية على محيّاه، والبسمة الملائكيّة ما كانت لتفارق ثغره، حتّى إبّان فترات المرض أو أثناء تحمّله اضطهادات الرّهبان الناتجة عن الحسد والنّميمة

ويذكر الحاج “أنّ الذّبيحة الإلهيّة كانت تستغرق معه ثلاث أو أربع ساعات، الأمر الّذي دفع بعض الرّهبان في إحدى المناسبات للصّعود إلى المذبح لإنزاله بالقوّة حسدًا منه! كان يصلّي بوعي فاتّهموه بالشّعوذة، حاول كثيرون محاربته، ولكنّ بصيرته كانت حادّة، فتمكّن منهم وعلِمَ مَنْ هُمْ، تحدّى أبونا أنطون الشّعوذة والمشعوذين والقوى الشّيطانيّة الّتي تحدّته مراراً وحاربته كما حاربت محبّيه وأتباعه، ولكنّهم في كلّ مرّة كانوا ينتصرون على الشّيطان وأفخاخه

قدّيس للعالم

ومن جهته سهيل سابيلا العضو العلماني الوحيد في لجنة جمع تراث أبونا أنطون، يقول
“عايشتُ أبونا أنطون 11 عاماً يوميًّا وفي أدقّ مراحل حياته، والرّابط بيننا روحيّ لأنّه كان مرشداً لي ولعائلتي”. ويؤكّد أنّ “أبونا أنطون” لم يتركه في حياته ولن يتركه في مماته. وكشف لـ”الجمهوريّة” أنّ “أبونا أنطون” سيُعلن تطويبه قريباً بعد الحصول على الإذن “اللامانع” “NULLA OSTA” من الفاتيكان عام 2009 بتأليف لجنة تّحقيق. جمعت اللجنة المكلّفة من الرّهبنة اللبنانيّة المريميّة شهادات مَن خلّصهم وحضّرت ملفّ تقديسه، وعقدت في بكركي برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي الجلسة الختاميّة لأعمال التّحقيق. أُرسل الملفّ في 3 نيسان الفائت بواسطة طالب الدّعوة الأب فرنسوا الحاج على أمل أن يرفع الأب أنطونيوس إلى درجة التّكريم والتّطويب والتّقديس في روما. وأضاف سابيلا “إنّ أبونا أنطون سيصبح قدّيسا للعالم أجمع، وسيرتفع على المذابح”

العذراء حمته من النار

ويروي الرّاهب فيكتور ضو: “أيّام الحرب، خلال القصف، طلبوا منّي أن أنقل أبونا أنطون من يسوع الملك إلى دير مار أليشع والاهتمام به، وكان قد عُقر في جسمه كثيرا، وقد نظّفنا له العقر الذي وصل إلى العظم من دون بنج، ولا ندري كيف نجا؟ فلم يتأفّف، ولكنّه كان يرفع يديه ويردّد “إرحمني يا ألّله”

ويذكر ضو حادثة حريق حصلت في غرفة “أبونا أنطون”، ولمّا دخلوا مسرعين لنجدته، كان الدخان الأسود يملأ المكان، وما كان من الأب المرافق مانويل يونس إلّا أن حمل الأب أنطون وخرج به مسرعاً، ولدى خروجه بدا يونس مكسوًّا بالدخان الأسود بينما الأب أنطون كان متّشحا بالبياض، حتّى أنّ سريره ظلّ أبيض ناصعاً ولم يتمكّن منه سواد الدخان. وقد برّر الأب أنطون نجاته بأعجوبة من السيّدة العذراء. هذه الحادثة جعلت الآباء يلاحظون أمراً آخر وهو أنّه كان يتعرّض لهجمات إبليس منذ فترة طويلة وقد فهمنا بعد هذه الحادثة سرّ صومه عن المأكل والمشرب والكلام أيضا. وبحسب الإنجيل إنّ هذا النّوع من الشّياطين لا يخرج إلّا بالصّوم والصّلاة”

ومن جهته، الطّبيب نادر الحاج، يشهد “أنّ هذا الكاهن لَقدّيس، وقد حفظته يد سرّية قديرة، وأنا أعرف، كطبيب وبعد أن عاينته مراراً، طاقة رئتَي الأب أنطون الصّغيرتين على تحمّل الدخان ونقص الأوكسيجين. ففي مفهوم الطبّ أؤكّد أنّ مثل هذا الحريق كافٍ للقضاء اختناقًا على أيّ إنسان كان”

أمّا أليشاع البطي من بلدة بقرقاشا الذي عمل طاهيًا في دير مار أليشاع في وادي قنوبين فيقول: “في يوم من شهر تشرين كانت موجة الرّياح غربية والضّباب يخيّم على الوادي ويحجب رؤية المحبسة في أسفل الوادي، ولم يكن الأب النّاسك قد نزل إلى الوادي، وقد أراد أن يستكشفها من وراء الدّير ولكن الظّروف المناخيّة كانت تمنعه من ذلك، فالتفت إليّ وقال: “يا عزيزي بعد خمسة دقائق إن شاء الّله بتقطع الغربيّة ومنشوف الدّير”، فتعجّبت في نفسي وضحكت كيف يمكن لهذه الغربيّة أن تنقشع في هذه المهلة القصيرة. وبعد خمسة دقائق، التفتّ فإذا بالضّباب قد انقسم إلى قسمين وقد حجبت الغيوم في الوسط بنور، وذلك على طول المسافة في الهواء من وراء الدّير وصولاً إلى المحبسة في أسفل الوادي.
ذُهلنا كيف شُقّ الضّباب والغيم إلى قسمين وما بينهما نور عظيم. لقد شهد هذه الأعجوبة كلّ رفاقي والعاملون معي”

شفاء جو روكز ربشا

وصل الطفل جو في يوم من أيّام أيّار مع بعض النّسوة إلى الدير، وهو ينطفئ بين أيديهنّ، لقد كان مصاباً بسرطان الدمّ وقد أعطاه الطبّ شهراً واحداً للحياة. نظر الأب أنطون إليه وصلّى طويلاً وهو مستلقٍ على فراشه، وراح ينظر تارةً إلى صورة السيّدة العذراء إلى شماله، وطوراً إلى الطّفل جو عن يمينه، ثمّ بدأت الدموع تنهمر من عينيه بغزارة، وبعدها راح صدره يعلو ويهبط كمن يختلج بالرّوح، وقال: “بين يدي العذراء”، وبعدها دخل في صمت مطبق. وبعد مدّة من الزّمن حضر والدا جو إلى الدّير وسألا الأب أنطون: “لقد استطعنا الحصول على منحة طبّية لطفلنا جو لكي يُعالج في فرنسا، فأجابهم لستم بحاجة للسّفر لأنّ العذراء قد شفته، ثمّ كعادته دخل في صمت مطبق. وبعد أن أجريا فحصاً مخبريًّا لطفلهما دُهِش الطبيب لأنّه تبيّن أنّ الطّفل قد شفي تماماً. وقد تمّ الشّفاء بين 15 آب ومولد العذراء في 8 أيلول

شهادة سوبرة

ويروي عمر سوبرة: “أنا من مواليد المصيطبة 1969، رقم السجلّ 1382، مقيم في كورنيش المزرعة، أشهد أنّني كنت مصاباً بالربو أو الآزم، وكنت أشعر بالاختناق وأعيش حالة أرق دائمة، وقد قصدت الدكتور رفيق حبيتر في مستشفى الجامعة الأميركيّة الذي وصف لي نظاما للمعالجة ولكنّه لم ينفع. وخلال اتّصالي بالسيّد سهيل سابيلا، أخبرني عن وجود الأب أنطونيوس طربيه وتواعدنا لزيارة الأب القدّيس، وبالفعل اقتربت منه فوضع يديه على رأسي وبدأ بالصّلاة فأحسست بالارتياح، وعندما عدت إلى منزلي نمت في تلك الليلة نوماً هنيئاً، وخلال أسبوع شفيت نهائيًّا”.

شهادة ريتا سماحة

ريتا سماحة من الأشرفيّة، متزوّجة منذ 17 عاماً ولم تنجب. قطع الأطبّاء لها الأمل من قدرتها على الإنجاب وذلك بسبب تسكير الأنابيب، فأجرت كثيراً من الجراحات ولكنّها لم تنجح، وحتّى إنّها جرّبت طفل الأنبوب ولم تنجح العمليّة. قصدت الدّير هي وزوجها، وسجدا على قبر الأب أنطون، ودقّت عليه 3 دقّات، وطلبت منه ولداً، وتمنّت عليه ألّ يحرمها عاطفة الأمومة، فكان لها ما أرادت. وتقول سماحة: “إنّ النظر إلى الأب أنطون يشعرك بأنّ لديه طاقة غير بشريّة”

معرفة يسوع بالصليب

“الإنسان إذا لم يتألّم لا يستطيع أن يعرف قيمة مسيحه”، “ومن دون الصّليب ما بحبّ أعرف يسوع”، هكذا قال PADRE PIO ، أمّا الأب أنطون فقد تبنّى أفكاره وعاشها، والألم زاده روحانيّة وقداسة

رقد الأب النّاسك على رجاء القيامة في 20 حزيران 1998، ودفن في دير مار ليشع، وبات قبره مقصدًا لكلّ المؤمنين الّذين كانوا يقصدونه مهمومين يائسين ويخرجون من عنده أناساً مفعمين بالنّعمة والسّلام. واظبَ أتباعه على إحياء ذبيحة إلهيّة” وذلك في الأحد الثّالث من كلّ شهر في سيّدة اللويزة، كذلك يقام قدّاس احتفاليّ سنويّ في وادي قنّوبين، إحياءً لذكراه

ويبقى القول إنّ الأب النّاسك ظاهرة لا يحدّها عقل بشريّ، علماً أنّ كثيراً من الشّهادات لسياسيّين ورجال أعمال ونافذين وآلاف المؤمنين لم نذكرها احتراما لرغبتهم في أن تبقى علاقتهم خاصّة معه. ومن الجدير الاعتراف بأنّ “أبونا أنطون” ومن خلال صمته وتحمّله الآلام شكّل علامة خلاص لكلّ من تعرّف إليه خلال حياته التي برهنت أنّ العيش بروحانيّة الإنجيل توصلنا إلى القداسة

النّاسك الرّسول الذي اعتُبرَ الشّجرة الباسقة في رحاب الرّهبنة المارونيّة المريميّة، المرتقي إلى مدارات الزّهد والاستنارة بالرّوح القدس هو سرّ، والسرّ كما كان يقول الأب أنطونيوس نفسه “يُختبر ولا يُدرَك، يُعاش ولا يُعلّم”. أمّا سرّ حياته فلا أحد يحدّده سوى الّله

وفي النّهاية يبقى السؤال: هل تُقدّم سيّدة لبنان في شهرها المبارك أبونا أنطون قدّيسا جديداً للبنان؟

من هو أبونا أنطون؟

ولد جبرايل طربيه (الأب أنطونيوس طربيه) عام 1911 في تنّورين من والدين مارونيّين، ورُشِمَ حال ولادته لداعي الضّرورة وخطر الموت. بعد موت والديه وأشقّائه تبدّد شمل بقيّة العائلة، وكان في السّابعة من عمره فتعهّد عمّه بطرس تربيته

ـ عاش في بيت متواضع تحت غابة أرز تنّورين، وكان يتردّد إلى كنيسة مار جرجس المجاورة لمنزله. صام طوال حياته يوم السّبت إكراماً للسيّدة العذراء. وقد تعجّب عارفوه من غزارة دموعه التي كانت تنهمر لدى ذكر إسم البتول أمامه أو طلب صلاة من أجل ارتداد خاطئ، وعند طلب نعمة ما كالحصول على شفاء مريض

ـ نما بالاستقامة والنّعمة والحكمة، وتردّد على الأديار المجاورة ومقامات العبادة، سأل أسعد رامح طربيه، لمّا كان ولدًا، إذا كان في إمكانه الثّبات في الدّير، فقال له أسعد: “إركع ساعة على الطاولة وافتح يديك حتّى تشوف إذا كنت بتثبت”. وبقي أكثر من ساعة راكعاً وفاتحاً يديه إلى الأعلى. عندئذٍ قال له “يمكنك الذّهاب”

دخول الدّير

قادته العناية الإلهيّة في السابعة عشرة من عمره إلى الرّهبنة المارونيّة المريميّة ودخل دير سيّدة اللويزة ذوق مصبح عام 1928

لبس ثوب الابتداء وعاش مع إخوته حياة صلاة وعمل وخدمة، وارتسم كاهنًا واتّخذ له إسمًا جديدًا “الأب أنطونيوس طربيه” وعيّن مرشدًا في دير راهبات مار يوحنّا المعمدان في حراش حيث خدم 15 عاماً، وعُرف بناسك حراش. ومن شدّة حبّه للتنسّك نُقلَ عام 1949 إلى دير مار ليشع في وادي قنّوبين في بشرّي، وعاش فيه حياة التنسّك مدّة 32 عاماً
كان الأب أنطونيوس طربيه يأخذ كتبه ويجلس تحت شجرة الخروب المحازية لدير سيّدة اللويزة للمطالعة أو لتحضير الدروس. وغالباً ما كان يراه إخوته الرّهبان يصلّي في مسبحته وهو باسط يديه بشكل صليب. كان ينام على بساط من شعر الماعز واضعًا تحت رأسه خشبة، ولم يكن يضع عليه غطاء سوى مشلحه، كما كان يأكل البقلة والصّعتر والقرصعنّة مع الزيت خلال فترة دراسته اللاهوتيّة

يخبر رهبان دير القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع في سهيلة: “مرّة، وفي إحدى زيارات الأب أنطونيوس طربيه إلى الدّير المذكور، ركع في ساحة الدّير يصلّي فاتحاً يديه بشكل صليب وهو ينظر بوجهه إلى الشّمس، وذلك طيلة النّهار، وكان يستدير بحسب استدارتها بحيث يظلّ نظره شاخصاً إليها، وذلك إماتةً يقدّمها للربّ”

وكان يسابق الطيور صباحاً “لتسبيح الّله وتمجيده وشكره”، إلى حين موعد إقامته الذبيحة الإلهيّة. كان يتقن لفظ كلمات القدّاس بتأنٍّ وخشوع حتّى يفهمها الحاضرون. وعند نهاية الذّبيحة، ينزع عنه بذلة القدّاس، ويسجد أمام القربان المقدّس بانسحاق قلب، باسطًا يديه في شكل صليب حتّى يصل إلى نهاية صلاة المسبحة الورديّة مع طلبة وزيّاح العذراء. وبعد ذلك، كان يعود إلى قلايته للاختلاء ونسخ الكتب

غالبًا ما كان يرافق العمّال والرّاهبات إلى الحقول ليساعدهم في مواسم الحصاد. وفي فصل الشّتاء، أيّام المطر والبرد، كان يحدل سطوح قلالي الرّاهبات بالمحدلة منعاً لتساقط الدّلف

صيامه وتقشّفاته

“واظبَ أبونا أنطونيوس طربيه على ممارسة الصّوم، فلا يأكل إلّا وقعة واحدة في النّهار وذلك عند السّاعة الخامسة مساءً بعد أن يكون قد خلط أصناف الأكل المقدّم له حتّى لا يتلذّذ بطعمه الجيّد، وعندما كان يسأل عن ذلك كان يقول: “إنّ سيّدي يسوع المسيح ذاق على الصّليب، أمرّ منه”
كان الزوّار المؤمنون يقصدونه للاعتراف أو للمشورة… فيحضّهم على ممارسة الصّلاة بقوله لهم: “الصّلاة هي كالدم الجاري في العروق…”. وفي عيدي يسوع ومريم كان يؤخذ بحال انخطاف فيبقى ساعات وساعات أمام القربان، من دون حركة أو كلمة…

فقره وتجرّده

“عاش الأب أنطونيوس متجرّدًا حتّى عن أهله، إذ نادرًا ما كان يزورهم أو يراسلهم. وعندما كانت تصله الأموال من شقيقه جورج المهاجر إلى أفريقيا كان يرسلها توًّا إلى ديره الأمّ في اللويزة، لتوزّع على الفقراء والمحتاجين. لقد بالغ أبونا أنطون في عيشه الفقر الإنجيليّ، فكان يكتفي بالقليل والضّروريّ من الكسوة، كما كان يغسل ثيابه بنفسه. لم يرتدِ قطّ في رجليه جوارب، لا صيفًا ولا شتاء. وفي أعياد مريم العذراء، كان يذهب سنويًّا، حافياً وسيراً لزيارة سيّدة لبنان في حريصا”

محبّته للوحدة

وكثيرًا ما كان يتردّد إلى محبسة الدير، القديمة العهد، المشيّدة على اسم القدّيسين سركيس وباخوس، حيث كان يصرف كلّ وقته في الاختلاء والصّلوات والتّأمّلات حتّى عُرِفَ بِـ”حبيس حراش”

ونقل سنة 1981 إلى دار يسوع الملك لعجزه الصحّي، واعتَبَرَ اشتداد الأمراض عليه هديّة من الّله

المصدر: جريدة الجمهورية

]]>

تحضيراً لعيد الإنتقال

<!–[CDATA[

تحضيراً لعيد الإنتقال

أوّل آب من كل سنة هو بداية الصوم المعروف بصوم السيّدة (من ١ إلى ١٤ آب ليلة عيد إنتقال السيّدة العذراء
خلال هذه الأيام الأربعة عشر تقام في الكنائس البيزنطيّة صلاة الباراكليسي وهي صلاة إبتهالية لوالدة الإله. كما يمكن أن تُرتّل صلاة البراكليسي الصغير في أيّة حاجة من مرض أو ضيق
‎وقد جرت العادة ان ترّتّل في الأديار على مدار السنة في أوقات مختلفة، وكثير المؤمنين يُدرجها ضمن قانون صلاته اليوميّة
كلمة باراكليسي تعني بترجمتها للغة العربية “التضرع” لأن معاني قطع القانونين (أي البراكليسي الصغير والباراكليسي الكبير) تتوجه بتضرع نحو العذراء كي تتشفع لدى الله المحب البشر

يتحيّر الدارسون في نسب البراكليسي الصغير إلى الراهب ثاوستيركتس المتوحد أو ثاوفانس، أمّا البراكليسي الكبير فيقولون أنّه من شعر إمبراطور نيقية الدوق ثيوذوروس الثاني حوالي ١٢٥٤م

جرت العادة في الأجيال الأولى للمسيحية، أن يطوف الشعب القسطنطيني الحسن العبادة بخشبة الصليب الكريم في شوارع القسطنطينية، من أوّل آب ولغاية ١٤ منه لتكريس المدينة وحفظها من الأمراض. وخصوصًا من رمد العيون، الذي كان ممكنًا ان يتفشّى في الشعب في ذلك الشهر، وكان البطريرك والمؤمنون يدخلون كنيسة آجيا صوفيّا ويتلون الباراكليسي بخشوع كبير، ويصومون الصيام المعروف بصيام السيدة من ١ ولغاية ١٤ آب

‎”أيـّتُهاالَفتاةُ العذراء لا تعرضي عن الطالبين إليكِ المعونة الذين يسحبونك ويزيدونكِ رفعة مدى الدهور ”
صوم مبارك وصلاة مقبولة للجميع

 

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

]]>

الخمس خبزات والسمكتين

<![CDATA[

الخمس خبزات والسمكتين

تأمل الأحد الثامن بعد العنصرة: متى 14 : 14- 22
“ثم أخذ خمسة الأرغفة والسمكتين ونظر الى السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة لتلاميذه والتلاميذ للجموع”
يضعنا الإنجيل أمام لوحة تعكس واقعًا نعيشه حول علاقة الدنيا بالدين؟ وما الرابط بين الدنيويّات والسماويّات؟ قد يكون لدى البعض اهتمام الدّين يختصّ بالماورائيّات واهتمام الدنيا بالحياة الدهرية. وكلّ منهما يعارض الآخر. لقد شهد التاريخ نزعات من التضارب. فمن يحيا للدين نراه يتناسى الدنيا، والعكس وارد أكثر. وهناك المتديّنون والدنيويّون، وقد لا يلتقون فيما بينهم على شيء. الكون والخيرات، لها مصير هو حسن الاستخدام وتأمين الحياة والرفاهية للإنسان، من وجهة نظر غير المتديّنين. وبالنسبة للمتديّنين هذه كلّها مرفوضة لأنها تقتل حياة الروح والزهد، وكأنّ الدّين صوفيّة ملائكيّة مستقّلة عن شؤون الدنيا

في حدث تكثير الخبز يَظهر على الفور كيف يجمع المسيح بين الدين والدنيا بالشكل الصحيح. كيف يعطي “الكلمة” ويعطي “اللقمة”، يعطي غذاء الروح ويناول غذاء الجسد. فالإنسان في الكتاب المقدس ليس مكوناً من متناقضين: الروح والجسد، والأوّل يفوق الثاني لدرجة تستحقّ إهمال كلّ ما هو مادي. لقد علّم يسوع الجموع، ولما جاعوا أمر أنْ “أعطوهم ليأكلوا”

لكن الربّ يسوع لم “يطعم” الجموع هكذا دون فلسفة معيّنة. إنّ حركاته وكلماته تذكّرنا على الفور بأحداث أخرى يشير إليها هو بذلك. المنظر هو مشهد ليسوع المخلّص وسط شعبه يؤمّن لهم غذاءهم الروحيّ والماديّ. إنّه مسيّا الذي يرعى شعبه. إنّه لقاء الله مع البشر أمام حاجاتهم، فكيف يتصرّف؟ “لقد نظر إلى السماء (شكر) وبارك وكسر وأعطى تلاميذه…”. إنّها الحركات عينها والكلمات نفسها التي سيكرّرها عندما سيكسر لهم جسده ودمه مأكلاً ومشرباً حقيقيّين في العشاء السرّي

يوحنا الحبيب يذكر في الإنجيل الرابع بعد هذه الأعجوبة خطاب يسوع الشهير حول خبز الحياة. فأعجوبة تكثير الخبز تذكّرنا بصورة وحدث إطعام الجموع في البرّية من المنّ. وتستبق وتصوّر لنا ما سيحدث في العشاء السرّي، الذي لن يقدم المسيح فيه المنّ الذي أكل منه آباؤنا في البرّية وماتوا، ولكن جسده ودمه، الخبز الحيّ الذي إذ نأكل منه نحيا ولا نموت. العشاء الذي سيمتدّ عبر الدهور في القدّاس الإلهيّ في سرّ الشكر- الإفخارستيّا

“الشكر” على الطعام عادة قبل المسيحيّة. لقد اعتادت الشعوب أن تشكر الآلهة على الطعام. ويبقى “للمائدة” سرُّها. ومهما أنقصت الحضارات المادّية من قيمة الطعام السرّية، فإن للطعام قدسيّة فوق إشباع الحاجة البيولوجيّة لدى الإنسان. المائدة والطعام يتوسطان كلّ محبّة وكلّ لقاء وكلّ عيد. والقداس الإلهيّ يسمّى “سرّ الشكر” لأنه مائدة يشكر فيها الإنسانُ اللهَ على الخيرات المادّية والروحيّة الموهوبة له. يشكره على الحياة المعطاة له وكلّ ما تحتاجه من مادّة وروح

يبارك الله الإنسانَ بالخيرات الماديّة والنعم الروحيّة، ويبارك الإنسانُ أي يشكر الله على هذه المحبّة، جواباً على البركة الإلهيّة. وهذه الحركة هي “الإفخارستيا” أو سرّ الشكر. في القداس الإلهيّ في نهاية التقدّمة وعند تحويل القرابين يصرخ الشعب بلسان الكاهن: “(الخيرات) التي لك مما لك نقدّمها لك على كلّ شيء ومن اجل كلّ شيء”. يشكر الإنسان الله على كلّ الخيرات حين يحوّلها من أجله. ياكل الإنسان من الخيرات ويحوّلها إلى لحم ودم وحياة. الخيرات بحدّ ذاتها لا قيمة لها إلا إذا كانت تقدّمة إفخارستيّة عبر الإنسان. كلّ شيء في الدنيا لا قيمة له بحدّ ذاته إذا لم يخدم “حياة” الإنسان. وعن أيّة حياة نتكلّم؟ عن حياته بالمسيح. الإنسان مدعوّ “ليتسلّط على طير السماء وسمك البحر…” وبذلك يحيا بها لله. القرابين المقدّسة (الخبز والخمر) هي رموز لكلّ الخيرات الأرضيّة، إنّها الأكثر استخداماً في القوت اليوميّ. نتقبلها من الله بركات ونرفعها إليه تقدّمة

كلّ شيء يصير شريفاً ومقدّساً عندما يخدم سرّ المحبّة الإلهيّة، ويصير تقدّمة إفخارستيّة من الإنسان. الكأس على سبيل المثال عندما نستخدمها دون فائدة لا قيمة لها. ولكن عندما نستخدمها حسناً أو حين نستخدمها للقرابين المقدّسة والدمّ الطاهر تصير “مقدّسة” وشريفة. أيّة مادّة تأخذ شرفيّتها من مقدار اشتراكها في خدمة سرّ المحبّة بين الله والإنسان، أي بمقدار ما تكون أداة في سرّ الشكر والإفخارستيّة

الإنسان مدعوّ ليحوّل الكون كلّه وجميع خيراته إلى “تقدّمة”، الإنسان مدعوّ ليتمّ كلّ لحظة ليتورجيا الكون وإفخارستيا الخليقة كلّها. ليس هناك من تضاد بين المادّة والروح أو الدنيا والدين. التضاد هو في الاستخدام من أجل الله أو من دونه. المادّة خلقت لتكون مقدّسة والمؤسف أننا أحياناً نفسد قدسيّتها. المسيحيّة دعوة لسرّ شكر كونيّ. المسيحيّ مدعوّ وبجدّية ليستخدم كلّ خيرات الدنيا ويعطيها شرفها وقيمتها إذ يرفعها افخارستيا لله. لا يوجد شيء في الدنيا تافه. كلّ شيء يمكننا استخدامه في رحاب المحبّة الإلهيّة. المسألة في “لماذا” نستخدم وليس في “ماذا” نستخدم! “لماذا”؟ الجواب على هذا السؤال السبب يقدّس المادّة أو يفسدها

الربّ يسوع أطعم الجموع من السمك والخبز بالكلمات عينها التي استخدمها عندما أطعم تلاميذه من جسده ودمه الكريمَين يوم العشاء السرّي. هناك مؤشّر واضح على افخارستيا أي استخدامٍ، أو أيّة مادةٍ، هو سؤال واضح يمكننا أن نطرحه كلّ لحظة، حين نشتري سيارة وحين نبيع ملكاً، حين نأكل وحين ننام، وعندما نسعى أو نرتاح، أمام كلّ تصرّف أو استخدام، المؤشر هو أن تكون لدينا الجرأة والإيمان لنقول: “التي لك مما لك نقدّمها لك على كلّ شيء ومن جهة كلّ شيء”

افخارستيّا كونيّة تقدّس كلّ مادّة، تلتزم بكلّ مادّة، فتخدم الروح وتصير إلى حياة حقّانيّة

آميــن
أبونا جيرار أبي صعب

]]>

سنة الشهادة والشهداء

<![CDATA[

سنة الشهادة والشهداء

أيُّـها الأحباء

عندما أعلن غبطة البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، سنة الشهادة والشهداء، لمناسبة اليوبيل 1500 لإستشهاد تلاميذ مار مارون ال 350 شهيدا (517-2017

لم نكن نعلم بأنّ الروح القدس يُـهيّأ مفاجأة على بعد الآف الكيلومترات من لبنان

في أرض مار شربل بالتحديد التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية

ذاك أن صلاة رهبان دير مار أنطونيوس الكبير (مونتريال) وتأمّلهم ورغبتهم في التجذّر في الماضي

تلاقوا بعناية الله، مع مؤمن يُـسمّي نفسه “الفينيقي”، ونتج عن ذلك نُصُبا يوبيليا رائعا

(ندعوكم إلى افتتاحه بحضور سيادة المطران بول مروان تابت، راعي ابرشية مار مارون (كندا

هذا الأحد، 30 تمّوز

الساعة: 11.30

قداس ثم تدشين النُصًب اليوبيلي

المكان: أرض مار شربل
من المُـهِمّ ان نتذكّر الماضي لكي نستشرق المستقبل

إذ لا مستقبل لِـمَـنْ لا ماضيَ لهُ

 

Chers amis du Monastère,

Suite à la proclamation d’une année dédiée au “martyre et aux martyrs”

et à l’occasion des 1500 ans du martyre des 350 disciples de Saint Maron (517 – 2017)

Les moines du Monastère Saint-Antoine le Grand (Outremont)

sont heureux de vous inviter à l’inauguration du « mémorial » dédié aux martyrs, en présence de Son Excellence Mgr Paul Marwan Tabet

Date: Dimanche, 30 juillet, à 11h30

Ared Mar Charbel, (2711 Chemin des soeurs, Sainte-Julienne J0k 2T0)

Messe suivie de l’inauguration du memorial.

Possibilité de se restaurer sur place: Saj

Quelques informations utiles pour se préparer à cet événement unique:

La vie des 350 Martyrs من هم الشهداء ال 350؟

La vie du Martyr Charbel من هو الشهيد شربل الذي اتخذه يوسف مخلوف إسما وشفيعا له؟

Voulez-vous prier avec les martyrs? En voici une prière
La prière des Martyrs

L’explication du Patriarche لماذا هذه السنة اليوبيلية؟ غبطة البطريرك يعطي الجواب

Certains moines …ثَمَّة رهبان

Les trois frères Massabkis الشهداء المسابكيون

Pierre Bou Zeidan, OLM

]]>

سيرة حياة القديسة كريستينا الشهيدة

سيرة حياة القديسة كريستينا الشهيدة

ابنة حاكم توسكانا ‎كان أوربانوس حاكمًا لمدينة توسكانا بإيطاليا، اغتنى جدًا ببيع بعض الأسرى كعبيد وإطلاق الآخرين مقابل فدية مالية ضخمة. عُرف بعنفه وشره ‎رُزق بابنة وحيدة دُعيت كريستينا، ففرح بها جدًا وبنى لها قصرًا فخمًا. كانت كريستينا هي كل حياة والدها، ينشغل بها بكل فكره وقلبه. قدّم لها كل إمكانيات الرفاهية من حدائق تحوّط بالقصر وغيرها. كما زودها بمربيات وثنيات خشية أن تختلط بأحد المسيحيين، وتتعرف على ديانتهم. ووضع تماثيل لآلهته في كل جوانب القصر، كما أحضر معلّمين من كهنة الأوثان لتعليم ابنته. فقد كان الوثنيون يدركون جاذبية الإيمان المسيحي، وقوة تأثير المسيحيين خلال حياتهم المقدسة وسلوكهم الروحي الحيّ

:‎اشتياقها للتمتع بالحق الإلهي ‎كانت كريستينا تتمشى في حديقة قصرها، ولم يكن يشغلها القصر بكل فخامته وإمكانياته ولا الحديقة باتساعها وما تحمله زهور جميلة وفواكه، إنما ما كان يلهب قلبها البسيط هو شوقها نحو معرفة الحق الإلهي. كانت تتطلع إلى السماء والشمس والقمر والكواكب وتتأمل في النباتات، وهي تشعر بوجود خالق حكيم وقوي ‎لم تقتنع بأن الأصنام التي لا تسمع ولا ترى ولا تحس بأنها الخالق لهذا العالم الجميل، بل هي من صنعة أيدي البشر

:‎رؤيا إلهية ‎كان كل ما يشغل قلبها هو الإله المجهول بالنسبة لها. وكانت صرخات قلبها الخفيّة تنطلق نحو السماء. استجاب الله لاشتياقاتها الصادقة فظهر لها ملاك في حلم. قال لها االملاك: “إنني مرسل من ملك الملوك ورب الأرباب” ‎استيقظت كريستينا من نومها وقد زاد شوقها نحو معرفة الله الحيّ”

‎:جاذبية الشهداء ‎خرجت كريستينا يومًا ما مع والدها إلى مكان عمله، وكان ذلك اليوم يوم محاكمة بعض المسيحيين. وكان الوالي يفخر بتعذيبه للمسيحيين ويشعر بسعادة فائقة ‎كانت كريستينا تُدهش لمشاعر أبيها المرّة نحو أناس يُحاكمون لأجل ديانتهم دون أن يتهموا بأيّة جريمة أو سلوك شرير. إنما كان الاتهام الأوحد هو اسم “يسوع” الذي قبلوه مخلصًا لهم ‎كان سلوك المسيحيين حتى في لحظات الاستشهاد جذّابًا للنفس ‎عادت كريستينا إلى القصر لا لتفتخر بما يفعله والدها بل تتساءل عن سرّ احتمال المسيحيين للعذابات والإهانات بفرحٍ شديدٍ. تحدثت مع بعض النساء العاملات في القصر واللواتي يبدو عليهم روح التقوى والورع، فأخبرن كريستين عن محبة الله الفائقة، وعمل السيد المسيح الخلاصي وعذوبة الحياة الجديدة في المسيح يسوع ‎استراح قلب كريستينا وامتلأت بقوة عجيبة في داخلها، وانطلقت تحطم التماثيل الحجريّة

‎شهادتها أمام والدها ‎سمع والدها بما فعلته كريستينا، فالتقى بها يستوضح الأمر، أخبرته بالرؤيا التي شاهدتها، وقبولها الإيمان بالمسيح ذُهل أوربانوس لذلك فصفعها على وجهها بكل قوته وتوعدها بالقتل وتقطيع جسمها إرَباً إرَباً إن لم ترجع عن فكرها هذا ‎أدرك أوربانوس أن التهديد يزيد كريستينا قوة وتمسكًا بالإيمان المسيحي فصار يلاطفها ويعدها بوعود جزيلة كثيرة. أما هي فلم يكن ما يشغلها سوى التصاقها بالله وتمتعها بالحياة الجديدة

:‎ضربها بالسياط ‎لم يشفق أوربانوس على ابنته الوحيدة، فإنه لم يكن يحتمل اسم يسوع المصلوب. أمر بضربها بالسياط حتى تهرأ جسمها وسال دمها، ثم أمر بإلقائها في السجن لكي تكون عبرة لكل إنسانٍ في مقاطعته.

:‎قتل والدها ‎هجمت بعض العصابات على المدينة ودخل الوالي في حرب معهم انتهت بقتله، فبكتْه كريستين إذ مات بلا توبة ولا إيمان بالله مخلص العالم ‎عادت كريستينا إلى قصرها، ومارست عبادتها علانية بعد أن نالت سرّ العماد. ثم قامت ببيع كل ممتلكاتها التي ورثتها عن والدها ووزعته على الفقراء. صارت كارزة للإيمان المسيحي بحبها العملي واهتمامها بالمحتاجين

:‎عذاباتها ‎انتشر خبر عماد كريستينا وشهادتها للإيمان المسيحي واهتمامها بالفقراء، فاستدعاها ديوان الوالي الجديد. وعدها ديوان أن يرد لها كل ممتلكاتها التي قامت ببيعها وأن يجذل لها الهدايا، لكن محبتها للملك السماوي فاقت كل إغراء ‎أمام إصرارها أمر الوالي بوضعها على سرير حديدي ويوقد تحتها بالنار، لكن الله حفظها ‎اتهمها الوالي بأنها ساحرة، وأمرها أن تسجد للأوثان. تظاهرت بالموافقة ففرح فرحًا عظيمًا. انطلقت نحو أحد الأوثان، وضربته بقدمها بكل قوة فسقط وتهشم تمامًا. لم يصدق ديوان عينيه، وقد ملأ الغيظ قلبه. وعاد إلى بيته مرّ النفس لا يعرف ماذا يفعل بهذه العذراء. ومن شدة الغيظ أُصيب بمرض قلبي فمات في ذات الليلة ‎بدأ الوالي الجديد عمله بمحاكمة كريستينا، وظن أنه قادر على إقناعها لكي تترك إيمانها، لكنه لم يفلح. أمر الحاكم بإلقائها في حجرة بها ثعابين سامة. وإذ فُتحت الحجرة في اليوم التالي كان يتوقع أن يجدها جثة هامدة، لكنه وجدها واقفة تصلي والثعابين عند قدميها كأنها تسعد بالوجود بجوارها ‎ذُعر الوالي وامتلأ رعدة، واتهمها بالسحر ‎أراد أن يمنعها عن الصلاة فأمر بقطع لسانها، لكنه لم يستطع أن يحرم قلبها من الصلاة الصامتة

:‎استشهادها

‎عُلّقت كريستين على شجرة كأمر الوالي وصُوّبت نحوها السهام حتى نالت إكليل الاستشهاد ‎اهتم عمّها بجسدها الطاهر إذ كان قد آمن بالسيد المسيح وقام بتكفينها

‎تُعيد لها الكنيسة الغربية في ٢٤ تموز

حتى متى

<!–[CDATA[

حتى متى

بتاريخ ٤ شباط ١٩٩٩ أصدر سينودوس البطاركة الكاثوليك قي لبنان قرارا ملزما لجميع كنائسهم حول ضرورة احترام حرمة الكنائس وعدم الثرثرة واللبس الفاضح والمظاهر الدنيوية التي تطغى على الإحتفالات الدينية . وكل ما يتعارض مع قداسة المكان ويشوه صورة ابناء الله
بمعزل عن مدى تقيد كهنتهم بحرفية هذه القوانين تماماً . ولكن المبدأ مبارك ويستحق التنويه ونتمنى العمل والسهر على متابعته

هذا الموضوع لطالما كنت أرجوا أن يخرج من عندنا مجمعاً يقر ما يلزم ، للقضاء على كل ما يشوه قداسة كنيستنا وينتهك حرمة بيوت العبادة عندنا
فقد اصبحنا نتباهى بالطقوس والترتيل والأبَّهة البيزنطية ، ونهمل رعاية النفوس وقيادتها نحو مناهج الخلاص
يلزم الموضوع قراراً مجمعياً حازما تخرجه كنيستنا واضعه تحت المراقبة والسهر على تنفيذه . ومعاقبة الكهنة المخلين بالتنفيذ
١- يجب على الكاهن ارشاد العروسين الى ضرورة المحافظة على الخشوع اثناء الإكليل من فستان عروس محتشم ولا يكون مكشوف الصدر .وانذارهم
بعدم اقامة الإكليل إذا اخلت العروس بالشرط
وهذا الأمر على مراكز الإعداد الزوجي ان تنبه العروسين اليه ، بما يخص الإكليل
وعلى الكهنة تنبيه المؤمنين وخاصة النساء والفتيات من لباس ثياب محتشمة داخل الكنيسة
٢- العمل على اعداد المؤمنين على رفض كل العادات والتقاليد الوثنية والغريبة عن اصولنا المسيحية . كمثل تحريم استقدام شاعر زجلي و اقامة حفلة ندب على الميت . واستبدالها بعاداتنا المسيحية بالتراتيل وقراءة الإنجيل والرسائل قرب الجثمان الذي يوضع في الكنيسة وليس في صالون الكنيسة

لايجب ان تتحول كنيستنا الى صالة عرض للأزياء
علينا ان نُدخِل الكنيسة في العالم ، ولا نسمح للعالم ان يدخل في الكنيسة . عملنا هو أن نمسحن العالم وليس أن نعلمن المسيح

{ قلت مرة لإحدى المزمعات على الإكليل في رعيتنا : ( عليكِ أن تختاري فستان غير مكشوف على الصدر ومحتشم . فما كان منها الى انها اختارت الإكليل في رعية اخرى وبصدر مكشوف جداً }. ولذدا اطلب بقرار مجمعي وملزم للكهنة
مع محبتي

الأب _ بطرس الزين

]]>

القديس سمعان الحمصي المتباله و رفيقه في النسك يوحنا

القديس سمعان الحمصي المتباله و رفيقه في النسك يوحنا ‏‏(القرن 6 م)

سيرة غريبة ونادرة تستحق القراءة

أصل القدّيسيَن سمعان ويوحنّا سوري، عاشا في زمن الأمبراطور البيزنطي يوستينيانوس. يوحنّا، كان عمره في الثانية والعشرين، وقد تزوّج حديثاً، وسمعان الذي يكبره بسنتين، له أمّ عجوز. ارتبط الاثنان بصداقة أثناء حجّهما إلى الأماكن المقدّسة وهناك تابعا رحلة العمر بالتوجه إلى دير جيراسيموس بإشارة إلهية أعلمت رئيس الدير بقدومهما وبعد أن ألبسهما الثوب الرهباني… خوفاً منهما على غيرتهما الإلهية توجها إلى البحر الميت وتوقفا في مكان قاحل يُعرف بـ (أُرنوناس) وباشرا جهادهما النسكي

… بدأت الصعوبات بأفكار تجاه أهل بيتهما وإذ عاينا الضجر وأوشكا بالتخلي عن المعركة ظهر أبوهما الروحي مشجعاً لهما في الحلم فثابرا كلٌ في قلاية مدّة ثلاثين سنة بلغ في نهايتها سمعان اللاهوى المغبوط بنعمة الروح القدس فاقترح على رفيقه أن يجول في الدنيا ساخراً ليعين الآخرين وبعد تأكد يوحنا من أن الأمر إلهي إتفق مع سمعان على أن يلتقيا قبل أن يغادرا إلى ربهّما
سيرة سمعان: أحتضن سمعان التباله كوسيلة ليخفي فضيلته “إن كان أحد يظنّ أنّه حكيم بينكم في هذا الدهر فليصر جاهلاً لكي يصير حكيماً ” (1كو 18:3
:عجائب يجترحها في إطار الهزء
جعل خردلاً على عيني فلاّح أصيب بالعمى بعدما سرق عنز جاره وشفاه (كان يدهن الخردل على فم من يسخر منه
ضرب أعمدة مدرسة بسوط مُنبئاً بحدوث زلزال عام 588م فلمّا حلّ الزلزال، لم ينقص أي من الأعمدة التي ضربها
– كان يفضح جرائم البعض وسرقات البعض الآخر بحيث تمكن من وضع حد لعادة الخطيئة في حمص

وفاته وصديقه: لم يكن سمعان يكلّم أحداً بتعقل إلا الشماس يوحنا. الذي أبرأ ابنه وخلصه من تهمة افتراء بالقتل، إندسَّ القديس يوماً تحت كومة حطب عالماً بموته بعد يومين فلما استفقده القوم ظنّوا أنّه ضحية حادث ولم يبالوا بغسله وذهبوا ليواروه الثرى دون شموع وتراتيل في مقبرة الغرباء فلما مروا ببيت صانع زجاج يهودي كان سمعان قد هداه إلى المسيح سمع إنشاداً لم يكن ممكناً سماع مثله على الأرض، يصدح به جمهور كبير، فإذ تطلع من النافذة رأى رجلين ينقلان جسد رجل الله فهتف: مغبوط أنت، أيها المجنون لأنك بحرمانك صحبة الإنشاد البشري، انشدتك القوات السماوية. ثم نزل ودفنه بيديه… لما علم الشماس بموت القديس ذهب إلى القبر وفتح المدفن فوجده خالياً فاستنتج أن الرب مجّد خادمه ونقله إلى المجد في الجسد قبل القيامة، حينها فهم سكان حمص أن رسولاً جديداً عاش بينهم مدبراً لخلاصهم بصورة خفية

لقاء الصديقان: روى للشماس يوحنا قصة حياته قبل موته بيومين وتوافقاً مع الوعد لرفيقه يوحنا رآه في الرؤيا وعلى رأسه إكليل يحمل الكتابة (إكليل الصبر في الصحراء) ويوحنا أجابه بأنه سيحمل إكليل كل النفوس التي خلصّها بدعاباته

في الوسط القديس برثانيوس ومن حوله القديس سمعان ويوحنا صديقه

أبونا بطرس الزين

في عيد النبي إيليا

في عيد النبي إيليا

في عيد النبيّ إيليّا، أو كما يٌعرف بلبنان “مار الياس”، لن أدخل في تفاصيل حياته الغنيّة، لكن أودّ لفتْ الإنتباه إلى ناحية مهمّة، وهي أنّ هؤلاء القديسين الذين دعاهم الله من بُطُون أمهّاتهم، لا تقتصر شفاعتهم فقط وهم أحياء على الأرض، أو يوجد أي حائل دون ظهورهم بعد موتهم للناس

في حدث التجلّي، يظهر عن يمين الربّ وعن يساره إيليّا وموسى النبيٌان العظيمان من العهد القديم وهما يتحادثان معه. إذا كان من غير الممكن للقديسين والقدّيسات، من الظهور للناس بعد مماتهم، فكيف حدث ٓ هنا وظهر إيليّا وموسى، ورآهما بطرس بأمّ العين ويتحادثان حتّى مع يسوع!!!؟.وقوله بطرس ليسوع : حسنٍ لنا يا ربٌ أن ننصب ثلاث مظال: واحدة لكٓ، وواحدة لإيليّا وواحدة لموسى ونبقى هنا، كأنّه يقول له: مزار أو كنيسة أو معبد
فكان جواب يسوع ألاّ يخبروا أحداً بما رأوْا ، إِلَّا بعد قيامة ابن الإنسان
أي بعد القيامة، أخبروا وأعلنوا هذا الخبر، كيف ظهر إيليّا وموسى معي على الجبل. أنا الذين أحبّهم، والذين أمضوا حياتهم في سبيلي، يشاركونني الملك في السماوات، وبالظهور على الأرض من أجل خير النفوس
الثلاث مظال أو الخيم الثلاث ليسوع ولإيليّا ولموسى، باتوا بعد القيامة ألاف مؤلّفة من الكنائس والأديار والمزارات والأيقونات لكلّ محبٌي يسوع الذين اختارهم هو ليكونوا وسائل خير لكلّ الناس

أيٌها النبيّ مار الياس، كما سجدتٓ على الجبل وتضرّعتٓ إلى الربّ ليستجيب لكٓ في وجهِ الأنبياء الكذبة، قائلاً له: إستجبني يا ربّ، إستجبني يا ربّ، وقد استجاب وأنزلٓ النار وأحرق تقدمتٓكٓ، أتوجَّه أليكٓ بقلبٍ منسحقٍ، أن تحمل صلواتنا وتوسلاتنا وتضّرع مجدّداً لدى الربّ من أجلنا نحن المساكين: إستجبنا يا رب، إستجبنا يارب
نحن نحبّك يامار الياس لأنّك مثال الراهب والناسك والعلماني المصلّي والمتأملّ والمدافع عن حقّ الله وبيته وعن الإنسان على الإرض.كل عيد ونحن جميعاً بخير خاصة من يحمل إسمه المحبوب الياس ومشتقاته

أبونا جوزف أبي عون

سيرة حياة النبي إيليا والمعروف أيضاً بمارالياس الحيّ

سيرة حياة النبي إيليا والمعروف أيضاً بمارالياس الحيّ

(ظهر النبي إيليا حوالي سنة ٨٩٠ قبل المسيح ، هو من أشهر أنبياء العهد القديم وهو من سِبْط لاوي من عشيرة هارون (سفري الملوك الثالث والرابع
اشتهر بالتنسّك والتقشّف الصارم، والتعبّد الخاضع لمشيئة الله خضوعاُ مطلقاّ، واشتهر أيضاً بجرأته وبالغيرة الناريّة على بيت الله ولهذا سار آباؤنا على خطاه جامعين الحياة النسكيّة الى القوّة والشجاعة حفاظاً على الإيمان والاخلاق
قصته مع ملك إسرائيل آحاب وامرأته الكنعانيّة ايزابيل شهيرة، عندما تمادى هذا الملك باسخاط الرّبّ أُرسل اليه النبيّ فقال: “حيّ الرّبّ الذي انا واقف أمامه، إنّه لا يكون في هذه السنين ندى ولا مطر الا عند قولي”. وهكذا صار! اضطهده الملك الذي تبع ديانة زوجته تاركاً الاله الحقيقيّ. هرب من مكان إلى آخر صانعاً العجائب وأقام تجاه الأردن حيث أمر الربّ الغربان فكانت تقوته
ولما طال انحباس المطر وجفّ ماء النهر ذهب بأمر الرب الى صرفت صيدون، حيث كان ضيفاً على ارملة فقيرة وقاها هي وابنها من الجوع بآية جرة الدقيق فلم تفرغ وقارورة الزيت فلم تنقص وإقامتُه ابنها من الموت

كانت حياته سلسلة عجائب، وانتقاله عن هذه الأرض ظاهرة عجيبة أيضاً، مركبة نارية نقلته بعيداً عن عيون الناظرين وعن تلميذه اليشاع النبيّ، حتى اعتبرته الأجيال حيّاً مدى الدهر
وقد ورد ذكر ايليا مراراً في الإنجيل ولا سيما في تجلي الرب على جبل طابور

‎النبيّ ايليا حيّ في غيرته على بيت الله، وفي مثاله الرائع… فهو مثال الغيور على عبادة الله، المنتقم من الكفّار والظالمين، والمشفق على الفقراء والمساكين

صلاته تكون معنا. آمين

عيد مار الياس

<![CDATA[

تحتفل الكنيسة الشرقية البيزنطية بعيد مار الياس في ٢٠ تموز من كل عام، وقد شيدت العديد من الأديرة والكنائس التي تحمل اسم هذا النبي العظيم في كل من فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ولعل أهمها دير مارالياس في معرة صيدنايا الذي يحوي المغارة التي التجأ إليها النبي إيليا الحي هرباً من اضطهاد الملك آحاب والملكة إيزابيل حيت يذكر الكتاب المقدس أنه التجأ إلى “برية دمشق” (٣ملوك ١٥:١٩-١٩ إلياس أو إيليا هو من أنبياء اليهودية الذي ورد ذكره في التناخ في سفر الملوك الثاني حيث ظهر في عهد الملك آخاب، وذكر في العهد الجديد عند تجليه مع المسيح ابن مريم ويعتقد أنه سيأتي قبل المجيء الثاني للمسيح

يسمى في النص العبري للعهد القديم “إيلياهو” ومعناه الرب هو إلهي، كما يصفه الكتاب المقدس بالتشبي وذلك نسبة إلى تشبة في بلاد جلعاد

]]>