القديس شربل علامة حضور الله بين شعبه
تساعية الوردة السرية
تساعية الوردة السرية
المعروفة ب Rosa Mistica
شفيعة النفوس المُكرّسة : رهبان راهبات ، كهنة ، أساقفة ، كرادلة ، باباوات ، وعلمانيّين رُسل ومُبشّرين ، وكل من يعمل في حقل الرسالات .
صلاة لمريم الوردة السريّة
يا وردة سرّيّة ، يا أُمّ النِعَم الإِلهيّة ، كوني مُباركة ! لأنَّكِ أعطيتِ البشريّة إبنكِ الإله يسوع المسيح نبعَ كُلّ نعمة!
يا وردة سرّيّة، كوني مُباركة ! لأنّ ابنكِ بموته على الصليب، نالَ لنا النعمة. ولأنّكِ شارَكته لمّا اخترقَ السيف قلبكِ.
يا وردة سرّيّة، كوني مُباركة ! لأنّ الآب الأزلي إختاركِ أمينة النّعمة وناشرتَها!
يا وردة سرّيّة، يا أُمّنا، نسألُكِ أن ترمُقي بنظركِ الوالدي، جميع بَنيكِ كي يُخلَّصوا بنعمة العماد المقدّس والقربان الطّاهر، وباقي الأسرار الإلهيّة.
يا وردة سرّيّة، يا أُمّ النعمة الإلهيّة ! أَنعمي علينا بالوصول إلى بيتِ اللّه، إذْ إنّنا أبناؤك وأبناؤه، ولو كنّا غير جديرين بسبب كثرةِ خطايانا.
يا وردة سرّيّة! إنّكِ تُعطي مَن تُريدين، وعندما تُريدين، وبمقدار ما تُريدين، لذا، إنّنا نثقُ بكِ، نفتحُ قلوبنا لكِ، فليشعُّ نوركِ في نفوسنا وليضرم حُبّكِ الوالدي قلوبنا واملئيها من سعادتكِ وتواضعكِ وسلامكِ.
يا وردة سرّيّة! إنّك تُريدين الإهتمام بالجميع، خاصةً بالأطفال، لأنّك أُمّ، لذا إنّنا نتوجّه إليكِ ضارعين أن تمنحينا كُلّ حاجاتنا الرّوحيّة والجسديّة، وخاصةً أن تمنحينا نعمة …!
يا وردة سرّيّة! أُمّ السيّد المسيح أنتِ أُمّ النعمة الإلهيّة ! أُمّ الرّحمة وأُمّ الحياة أنتِ ! يا أُمّنا ويا أَمَلُنا ! آمين.
مسبحة عذراء الوردة السرية روزا ميستيكا.
نتلو ١٣ مرة :
– الأبانا
– السلام الملائكي
– المجد
– والنافذة :
– يا مريم البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة، أنتِ ملجأ الكهنة والمكرّسين :
– صلّي لأجلهم عند ابنك يسوع.
يا مريم الوردة السرّية البريئة من الدنس ام ربنا يسوع المسيح ام النعمة ام جسد
المسيح السري أي الكنيسة، لقد اتيت لنا على الأرض ودعوتينا نحن ابنائك ان نحب
بعضنا البعض ونتحد وان نحيا فى سلام. لقد طلبت منا المحبة والصلاة والتوبة. نشكر
الله من عمق قلوبنا الذى اعطانا إيّاكِ كأم لنا ووسيطة لكل النعم. يا مريم يا
ممتلئة نعمة ارجوكِ ان تساعديني، متوسلا اليكِ ان تهيبينى مطلبي
هذا……………………..
لقد
وعدتينا بحمايتك الوالدية يا ممتلئة من كل نعمة. يا مريم الوردة السرّية الطاهرة
ارجوك اظهري لي انك اماً لي وبأنكِ عروس للروح القدس وسلطانة للسماء والأرض. آمين.
صل:
يا سلطانة السماء والأرض…….
صلاة ختامية: ايها الرب يسوع المسيح لقد ارسلت لنا امك كمثال عجيب للقداسة والنُسك وخاصة كنموذج يُحتذى به وشفيعة للكهنة ولكل المؤمنين. نسألك ان
تمنحنا معونتك لكى نتشبه بامك القديسة مريم اكثر واكثر وان يمكننا ان نكفّر عن تلك
النفوس التى لم تستطع ان تتمم مشيئتك القدوسة لأن لك المجد والقوة الى الأبد.
آمين.
مريم الوردة السرّيّة
مريم الوردة السرّيّة
زهرة الفردوس
عيدها ١٣ تموز
ظهرت سيدتنا مريم العذراء على السيدة Pierina Gilli وأعطتها رسائل منذ سنة 1946 حتى سنة 1983، في مونتيشياري شمال إيطاليا.
كانت العذراء في ظهورها الأول مرتديةً ثوبًا بنفسجيًا ووشاحًا أبيضًا، وكانت حزينة جدًا ودموعها تتساقط على الأرض، وصدرها مطعونٌ بثلاثة سيوف، لم تقل إلا ثلاث كلمات: الصلاة، التوبة، التكفير !!
ظهرت العذراء ثانيةً مع ثلاثة ورودٍ على صدرها (مكان السيوف) : البيضاء ترمز الى الصلاة، والحمراء الى التضحية، والصفراء الى الإهتداء والتكفير
وقالت: أنا أم يسوع وأمكم جميعاً.أرسلني الرب لأعزّز التقوى المريمة في الجماعات المكرّسة وبين الكهنة. وأعد كل من يكرّمني بالحماية وتجدّد الدعوات والشوق الكبير الى القداسة. ليكن الثالث عشر من كل شهر يوم صلاة مخصّص لمريم وسيكون يوم فيض من النعم والدعوات. وطلبت من الناس أن يتوبوا عن الخطايا المرتكبة ضدّ الإيمان والأخلاق.
وقالت في ظهوراتها اللاحقة:
أنا مريم الممتلئة نعمة، والدة ابني الإله يسوع المسيح.. أرغب بأن أٌعرّف باسم الوردة السريّة. رغبتي أن يتم في 8 كانون الأول من كل عام (عيد الحبل بلا دنس) الإحتفال بساعة النعم من أجل العالم !! سيتم الحصول على الكثير من النعم الجسدية والروحية.. إن ربّنا، ابني، سيرسل فيض رحمته إذا صلّى الصالحون باستمرار من أجل إخوتهم الخطأة… أي شخص صلّى في الكنيسة أو في منزله في ظهيرة هذا اليوم، سينال النعم من خلالي ! أي شخص يصلّي على هذه النية مع ذرف دموعٍ كفّارة سينال سلّمًا سماويّا آمنًا وسينال الحماية والنعم من خلال قلبي الأمومي الحنون.
في فاطمة طلبتُ التكريس لقلبي. فإني أطلب هنا تكريمي تحت اسم “الوردة السريّة” ، الى جانب التكريس لقلبي الذي يجب أن يمارس بشكلٍ خاص في المؤسّسات الدينية حتّى ينالوا نعمًا أكثر من خلال قلبي الأمومي.
وأرت العذراء قلبها لبيرينا Pierina قائلةً: أنظري الى هذه القلب الذي يحبّ البشر جدًا لكن معظم الناس يطمرونه بالإهانات فقط. إذا اتّحد الأشخاص الصالحون والسيّئون في الصلاة، فسينالون الرحمة والسلام من خلال هذا القلب !! إن الرّب لا يزال يحمي الصالحين ويكبح عقابًا عظيمًا بفضل شفاعتي.
إبتسمت العذراء وقالت: عمّا قريب سيدرك الناس عظمة ساعة النعمة هذه !!
لقد سبق وأعددتُ طوفانًا من النعم لكل أبنائي الذين يستمعون الى كلمتي ويحفظونها في قلوبهم !
صلاة:
يا مريم الوردة السّرّيّة ، يا زهرة متفتّحة في فردوس النّعيم، إنّنا ننظر إليكِ، نحن الخطأة الضّعفاء، بقلب يائس يغزوه اليباس القاحل، لتروي بنِعَمك اللّامتناهية نفوسنا التي تآكلها الجماد فنقف أمامك بدون خجل وننقّي ميولنا وتصرّفاتنا وإرادتنا وأفكارنا.
يا مريم الوردة السّرّيّة ، يا والدة السّماء والأرض، علّمينا أن نكون أبناء صالحين وإخوة بارّين، لنختبر المحبّة والتّوبة والصّلاة والخير فتشعّ أعمالنا نور الإيمان والخلاص وتفوح أفعالنا بشذا البِرّ والسّلام.
يا مريم الوردة السّرّيّة ، يا سلطانة على عرش القداسة، ليكن طعم حنانك غذاء يشبع أجسادنا الهزيلة ويروي عطش أرواحنا، فنسير في حقل الدّين بثبات المؤمن محتمين تحت جناح عطفك ورحمتك.
ليكن عيد أمّنا مريم الوردة السّرّيّة مناسبة لنا، نحن المتأرجحين بين الخطيئة والبِرّ، لكي نكون على مثالها وردة طيّبة، وردة مترسّخة جذورها في حقل القداسة، عالٍ عنقها يطال السّماء، فوّاحة بتلها برائحة الجمال والمحبّة والصّلاة، فنستحقّ النّعيم الأبديّ في بستان الملكوت السّماويّ.
آمين
من هو الملاك جبرائيل
من هو الملاك جبرائيل؟
الملاك جبرائيل هو أحد رؤساء الملائكة الثلاث، معنى اسمه “جبروت (قوّة) الله” وقد خصّه الله بحمل البشارة. كما قال هو عن نفسه، لما تراءى لزكريا في الهيكل:”أنا جبرائيل الواقف أمام الله، وقد أُرسلتُ لأكلّمك وأبشّرك بهذا” (لو ١ :١٩) وهو الذي بشّر مريم العذراء بتجسّد الكلمة الأزلي، وهو الذي خلّص دانيال من جب الأسد ولقّنه نبوءته الشهيرة عن مجيء السيد المسيح الى العالم. راجع سفر النبي دانيال (٨ :١٦) (٩: ٢١) (٩: ٢٢-٢٧)
وعلى رأي الكثير من علماء الكنيسة: إن جبرائيل رئيس الملائكة سوف يصرخ بالبوق يوم الدينونة العامة لقيامة الأموات، (رؤيا القديس يوحنا) لأنه كما قال لوقا البشير في مجيء المسيح الأول متجسّدًا لأجل خلاص البشر وافتدائهم، كذلك يكون منذرًا بمجيء المسيح الثاني ديّانًا بعد قيامة الأموات. فعلينا أن نقدّم له الإكرام اللّائق، ونطلب شفاعته لدى الله. (من السنكسار الماروني المقدّس)
وهو حسب المكرّمة ماريا داغريدا، أول من حمل القربان المقدس وكأس الدم بعد الرب يسوع في العشاء السري في العلية حيث اجتمع مع تلاميذه، ليناول العذراء في غرفة المجاورة. (كتاب مدينة الله السرية)
والعذراء شرحت في إحدى رسائل الكتاب الأزرق (الى أ. ستيفانو غوبي مؤسس الحركة الكهنوتية المريمية) …الى الملاك جبرائيل أُوكِلت المَهمّة الكُبرى وهي إعلان عودة يسوع بالمجد ليُقيم مُلكَه في العالم. وبما أنّه هو الذي كُلِّف بإعلان المجيء الأوّل لابني يسوع الى العالم، سيكون هو أيضًا الرسول المُضيء لمَجيء يسوع الثاني في القُدرة والنّور؛ سيظهر يسوع على سُحب السّماء في بهاء ألوهيتّه ليُخضِع له كلّ شيء. وهكذا ستظهر القُدرة الإلهيّة لابني يسوع لأَعيُن الكون المَخلوق كلّه. الى الملاك المُسمّى “قوّة الله” أُوكِلت إعلان عودة المسيح القريبة بِقوّة قُدرته الإلهيّة لجميع أبناء البشر.
تساعية إلى العذراء سيدة جبل الكرمل
تساعية إلى العذراء سيدة جبل الكرمل
(عيدها ١٦ تموز )
اليوم الأول
يا زهرة الكرمل الجميلة ، أيتها الكرمة الكثيرة الثمر ، يا روعة السماء ، أيتها القديسة والفريدة
يا من ولدتِ ابن الله وبقيتِ بتولاً طاهرة ، أعضدينا في ضيقاتنا ! يا نجمة البحر، ساعدينا واحمينا
أظهري لنا أنّكِ أمّنا
( توقف واذكر طلباتك )
أبانا والسلام المجد
يا سيدة جبل الكرمل ، صلي لأجلنا
اليوم الثاني
يا قديسة مريم ، يا أمنا ، بحبّك الكبير لنا أعطيتنا ثوب الكرمل المقدّس
استجابة منكِ لصلوات ابنكِ المختار القديس سيمون ستوك
ساعدينا الآن على إرتدائه بإيمان وتقوى وحب شديد
ليكن لنا علامة على رغبتنا بالنمو في القداسة
( توقف واذكر طلباتك )
أبانا والسلام والمجد
يا سيدة جبل الكرمل ، صلي لأجلنا
اليوم الثالث
يا ملكة السماء ، لقد منحتِنا هذا الثوب علامة خارجية تُعرَف من خلالها على أننا أولادكِ المخلصين
نأمل أن نرتديه دائماً بإحترام بتجنبنا للخطيئة واقتدائنا بفضائلك. ساعدينا أن نكون أمناء لرغبتنا هذه
( توقف واذكر طلباتك )
أبانا والسلام والمجد
يا سيدة جبل الكرمل ، صلي لأجلنا
اليوم الرابع
عندما أعطيتنا ، أيتها السيدة الكريمة ، هذا الثوب رداءً لنا ، دعوتنا ليس لنكون خداماً فقط ، بل أبناءً لكِ . نسألك أن تستمدي لنا من ابنك نعمة العيش كأولاد لكِ في الفرح ، السلام ، والحب
( توقف واذكر طلباتك )
أبانا والسلام والمجد
يا سيدة جبل الكرمل ، صلي لأجلنا
اليوم الخامس
يا أم الحب العادل ، بصلاحك ، وكأولاد لكِ ، دعوتِنا أن نعيش بروح الكرمل
ساعدينا أن نعيش بالمحبة مع بعضنا ، مصلّين مثل إيليا النبيّ ، وواعين لدعوتنا لأن نخدم أبناء الله
( توقف واذكر طلباتك )
أبانا والسلام والمجد
يا سيدة جبل الكرمل ، صلي لأجلنا
اليوم السادس
بعنايتك المُحِبة ، يا أماً عذبة ، غطيتنا بثوبك كدرع حماية لنا من الشرير
نرجو بمعونتك أن نقاوم قوى الشر بشجاعة ، وبانفتاح دائم على إلهامات إبنك يسوع المسيح
( توقف واذكر طلباتك )
أبانا والسلام والمجد
يا سيدة جبل الكرمل ، صلي لأجلنا
اليوم السابع
مريم يا معونة المسيحيين ، لقد أكدّت لنا أنّ ارتداءنا لثوبك باستحقاق سيبقينا آمنين من الأذى
احمِ نفوسنا وأجسادنا بمعونتكِ الدائمة . وليكن كل ما نفعله مرضياً لإبنك ولكِ
( توقف واذكر طلباتك )
أبانا والسلام والمجد
يا سيدة جبل الكرمل ، صلي لأجلنا
اليوم الثامن
منحتِنا الأمل ، يا أم الرحمة من خلال وعد ارتداء الثوب بأن نعبر سريعاً نيران المطهر إلى ملكوت ابنكِ . كوني راحتنا وأملنا . إمنحينا ألا يذهب رجاؤنا سدى ، ولكن أن نتمتع نحن المخلصين لابنك ولكِ سريعاً بعد موتنا بالرفقة السعيدة مع يسوع والقديسين
( توقف واذكر طلباتك )
أبانا والسلام والمجد
يا سيدة جبل الكرمل ، صلي لأجلنا
اليوم التاسع
يا أم الكرمل فائقة القداسة ، عندما سألك قديس أن تمنحي امتيازات لعائلة الكرم
أعطيتِ عهداً وتأكيداً على حبِك الأمومي ومساعدتِك لكل الأمينين لكِ ولابنك
أنظري إلينا ، نحن أبناءك المتألقين بارتدائنا لثوبك المقدس ، والذي يجعلنا أعضاء في عائلتك الكرملية ، والذي من خلاله سنحصل على حمايتك القوية ، في الحياة ، في ساعة الموت ، وحتى بعد الموت
انظري بحبٍ ، يا باب السماء ، إلى كل الذين يعانون الآن النزاع الأخير
انظري بكرم يا عذراء ، يا زهرة الكرمل ، إلى كل المحتاجين للمعونة
انظري برحمة ، يا أم مخلّصنا ، إلى كل أولئك الذين لا يعلمون أنهم يعدون أبناء لكِ
انظري بحنان ، يا سلطانة جميع القديسين ، إلى جميع النفوس المعذبة
( توقف واذكر طلباتك )
أبانا والسلام والمجد
يا سيدة جبل الكرمل صلّي لأجلنا
تساعية القديسة ماريا غوريتي
تساعية القديسة ماريا غوريتّي
١- أيها الآب الأزلي، يا أب الأنوار، وإله كل عطيةٍ صالحة، وموهبة كاملة، إنني أسجد لك في قديسيك. وأشكرك لأنك غمرت القديسة ماريّا غوريتّي بإنعاماتك
تنازل يا رب، وهبني بشفاعتها أن أحبك أنا أيضاً، على مثالها، من كل قلبي، ومن كل نفسي، ومن كل قوّتي
وأن أبقى أمينة في حفظ وصاياك، وأعمل ما يرضيك كل حين
أيتها القديسة ماريا غوريتّي يا شهيدة العفاف، صلّي لأجلي إلى الله، فلا يدعني أدخل في تجربة
بل ينجيني من الشرير وشروره، ويصون إيماني وعفافي، لكي أستطيع يوماً، أن أحبه، وأباركه، وأسبّحه معك في السماء، إلى الأبد. آمين
(أبانا، السلام، والمجد)
٢- يا يسوع، يسوعي الحلو، يا ابن الله الوحيد والحبيب، يا عشيق العذارى، وجميع النفوس الطاهرة النقيّة، إنني أسجد لك في قديسيك
وأشكرك، لأنك، في هذا العصر، الممتلىء اضطراباً وفساداً، وهبتنا، نحن الأحداث، في شخص القديسة ماريّا غوريتّي مثالاً بهياً للفضيلة
ألا جد علينا، بشفاعاتها، أن نبغض، على مثالها، الخطيئة، وكل خطيئة، وخصوصاً خطيئة الدنس، وأن نفضل عليها، كل حين، الموت والإستشهاد
أيتها القديسة ماريّا غوريتّي ، يا شهيدة العفاف، صلّي لأجلي إلى الله، فلا يدعني أدخل في تجربة، بل ينجّيني من الشرير وشروره، ويصون إيماني وعفافي
لكي أستطيع يوماً، أن أحبّه، وأباركه، وأسبّحه معك في السماء، إلى الأبد. آمين
(أبانا، السلام، والمجد)
٣- أيها الروح الكليّ قدسه، يا إله كل صلاح وقداسة، يا من يجعل مقامه، ويجد نعيمه، في النفوس الطاهرة، والقلوب النقيّة، إنني أسجد لك في قديسيك
وأشكر لك الروح السماوية التي نفختها في القديسة ماريّا غوريتّي روح بغض وكره شديد للخطيئة، لكل خطيئة، وخصوصاً اخطيئة الدنس.أشكر لك، لأنك ملأتها من مواهبك الإلهية، وخصوصاً من موهبة القوّة، لتجاهد بشجاعة ضد أعداء الخلاص، وتتغلّب عليهم
ألا جد علينا، بشفاعاتها، بموهبة الفهم، فنفهم جيداً شرَّ الخطيئة، كل خطيئة، وخصوصاً خطيئة الدنس، ونبغضها بغضاً شديداً، ونقاومها بكل قوّة وشجاعة، حتى الدّم إذا قضت الحاجة، وألجئنا إلى ذلك
أيتها القديسة ماريّا غوريتّي يا شهيدة العفاف، صلّي لأجلي إلى الله، فلا يدعني أدخل في تجربة بل ينجيني من الشرير وشروره، ويصون إيماني وعفافي، لكي أستطيع يوماً، أن أحبّه، وأباركه واسبّحه معك في السماء ، إلى الأبد. آمين
(أبانا، السلام، والمجد)
أيتها العذراء الطاهرة، يا أمنا الحبيبة والحنونة، لقد نلتِ من مراحمه تعالى، لأختنا وشفيعتنا الصغيرة، القديسة ماريّا غوريتّي، نعمة العفاف، والطهارة الملائكية
فعرفت بمعونتك، كيف تصون هذا الكنز الثمين، الذي دونه جميع كنوز الأرض، إذ دافعت عنه دفاع الأبطال، حتى الدم
فمعها ومن أجلها أقدّم لك الشكر الواجب
أيتها الأم البتول،يا طاهرة، يا نقيّة، يا مباركة بين النساء، ألا هلمّي وأعينيني أنا أيضاً، لأصون قلبي، ونفسي، وجسدي، من كل عيب ودنس. اسهري عليَّ واحميني من الشيطان وجميع أعداء خلاصي
أيتها القديسة الصغيرة، ماريّا غوريتّي يا أختي وشفيعتي، ألا اشفعي فيَّ، مع أمنا الكلية القداسة، وصلّي لأجلي إلى الله، فلا يدعني أدخل في تجربة، بل ينجيني من الشرير وشروره، ويصون إيماني وعفافي، لكي أستطيع يوماً، أن أحبه، وأباركه، وأسبّحه معك في السماء، إلى الأبد. آمين
(أبانا، السلام، والمجد)
سيرة حياة القديسة فيرونيكا جولياني وبعض كتابتها
“فيرونيكا” معناها “الأيقونة الحقيقية”
ولدت فيرونيكا في ٢٧ كانون الأوّل سنة ١٦٦٠ في ميركاتيلّو، في وادي نهر ميتاورو، من فرانشيسكو جولياني وبينيديتّا مانشيني؛ وهي الصغرى بين شقيقات سبعة، اعتنقت ثلاثة أُخريات منهنَّ الحياة الرهبانيّة؛ وأُطلق عليها اسم أورسولا. وفي سنّ السابعة، فقدت والدتها وانتقل والدها إلى بياتشينسا كمُراقب للجمارك في دوقيّة بارما. وفي هذه المدينة، شعرت أورسولا بشكلٍ متزايد بالرغبة في تكريس حياتها للمسيح. وأصبحت الدعوة أكثر إلحاحًا، حتّى أنّها في السابعة عشرة من عمرها دخلت دير الراهبات الحبيسات للكلاريس الكبّوشيّات في مدينة كاستيلّو، حيث بقيت طوال حياتها. وهناك تسمّت باسم فيرونيكا، ومعناه “الإيقونة الحقيقيّة”، وهي بالفعل سوف تصبح إيقونة حقيقيّة للمسيح المصلوب. وبعد سنة أبرزت النذور الرهبانيّة: لقد بدأ بالنسبة إليها درب الاقتداء بالمسيح من خلال تكفيرات كثيرة، ومعاناة كبيرة وبعض الخبرات الصوفيّة المتّصلة بآلام يسوع: إكليل الشوك، والعرس الصوفيّ، والجرح في القلب والندبات
وفي عام ١٧١٦في السادسة والخمسين من عمرها، أصبحت رئيسة الدير وبقيَت في هذا المنصب حتّى وفاتها عام ١٧٢٧، بعد نزاع أليم جدًّا دام ٣٣ يومًا، بلغ ذروته في فرح عميق، لدرجة أنّ كلماتها الأخيرة كانت: “لقد وجدت المحبّة، والمحبّة جعلت نفسها مرئيّة!! هذا هو سبب مُعاناتي. أخبروا الجميع بهذا، أخبروا الجميع بهذا”
وفي يوم ٩ تموز، تركت الحياة الأرضيّة للقاء الله. كان لها من العمر ٦٧ سنة، قضت منها خمسين سنة في دير مدينة كاستيلّو. وأعلنها البابا غريغوريوس السادس عشر قدّيسة في ٢٦أيارسنة ١٨٣٩
كتبت فيرونيكا جولياني كثيرًا: رسائل وسَرد علاقات خاصّة وقصائد. بيد أنّ المصدر الرئيسي لصياغة تفكيرها، هي يوميّاتها، التي بدأت بها في عام ١٦٩٣ اثنان وعشرون ألف صفحة مكتوبة بخطّ يدها، تُغطّي فترة أربعة وثلاثين عامًا من الحياة الحبيسة. تنساب الكتابة بِعفويّة متواصلة، فلا محوَ أو تصحيحات، ولا قواطِع وفواصِل أو توزيع للمادّة إلى فصول أو أجزاء وفقًا لِتصميم مُحدَّد سلفًا.
لم تكن فيرونيكا ترغب بتأليف عمل أدبيّ، بل على العكس، لقد أجبرها على كتابة خبراتها الأب جيرولامو باستيانيلّي، راهب الفيلبّينيّين، بالاتّفاق مع أسقف الأبرشية أنطونيو إوستاكي
للقدّيسة فيرونيكا روحانيّةٌ كريستولوجيّة عُرسيّة بارزة: خبرتُها في أن تكون محبوبة من المسيح، الزوج المُخلِص الصادق، وأن تريد التطابق مع محبّة تُشركها وتُفتِنها أكثر فأكثر. فكلُّ شيء يُفسَّر بالنسبة إليها من خلال المحبّة، ما ينشر فيها صفاءً عميقًا. كلّ شيء يُعاش بِالاتّحاد مع المسيح، وبدافع محبّته، وبفرح إمكاننا إظهار كلّ المحبّة التي يقدر عليها مخلوق تجاهه
إنّ المسيح الذي تتَّحِد به فيرونيكا بعمق هو المسيح المتألِّم في آلامه وموته وقيامته؛ إنّه يسوع في تقديم نفس ذبيحة إلى الآب كي يُخلّصنا. ينجم عن هذه الخبرة أيضًا المحبّة الشديدة والمتألّمة للكنيسة، في الشكل المزدوج للصلاة والتقدمة
فالقدّيسة تعيش في هذا المنظور: تُصلّي وتتألّم وتبحث عن ”الفقر المقدّس“ كَـ ”تخلية الذات وفقدنها“، وفقدان الذات كي تكون فعلاً كالمسيح، الذي بذل كلّ ذاته
في كلّ صفحة من صفحات كتاباتها توكل فيرونيكا أحدًا ما إلى الربّ، مُقيّمةً صلواتها التشفعيّة بِتقديم ذاتها في كلّ ألم. فقلبها يتّسع لجميع “احتياجات الكنيسة المقدّسة”، وهي تعيش بِقلق في رغبة خلاص ”كلّ الكون العالم“ وتصرخ فيرونيكا “أيّها الخطأة، أيّتها الخاطئات… تعالوا جميعكم جميعكنّ إلى قلب يسوع؛ تعالوا إلى غَسل دمه الثمين… إنّه ينتظركم بذراعَين مفتوحتين لِيُعانقكم”
وإذ تُحيي الأخوات في الدير محبّة متّقدة، تمنحها الاهتمام والتفهُّم والغفران؛ وتقدِّم صلواتها وتضحياتها للبابا وأسقفها والكهنة وجميع الناس المُحتاجين، بمن فيهم نفوس المَطهَر
وهي تُلخِّص مهمّتها التأمّليّة بهذه الكلمات: “لا يمكننا التنقّل في العالم واعظاتٍ من أجل هداية النفوس، لكنّنا مُجبَرات على الصلاة باستمرار من أجل كافّة أرواح الذين أساءوا إلى الله… خصوصًا بِمُعاناتنا، أي بِمبدأ حياة مصلوبة” وتُدرك قدّيستنا هذه المهمّة كـ ”وقوفٍ بين“ البشر والله، بين الخطأة والمسيح المصلوب
لقد عاشت فيرونيكا المشاركة بالمحبّة المتألّمة لِيسوع بطريقة عميقة، وهي على يقين من أنّ “التألّم الفَرح” هو “مفتاح المحبّة” وهي توضِح أنّ يسوع تألّم من أجل خطايا البشر، ولكن أيضًا للمعاناة التي سيضطرّ المؤمنون إلى تحمّلها على مرّ القرون، في زمن الكنيسة، بسبب إيمانهم القويّ والمُلتزم تحديدًا
وتكتب: “لقد أراه أبوه السرمديّ وأسمعه في تلك اللحظة كلَّ معاناةٍ كان عليهم أن يعانوها مُختاروه، أعزّ النفوس عليه، أي تلك التي من شأنها الاستفادة من دمه وكلّ آلامه” كما يقول الرسول بولس عن نفسه: “إنّي أفرح الآن بالآلام التي أُعانيها من أجلكم، وأُتِمُّ في جسدي ما نقص من مضايق المسيح، من أجل جسده الذي هو الكنيسة” (الرسالة إلى أهل كولوسّي ٢٤،١) وتوصّلت فيرونيكا لأن تطلب من يسوع أن تُصلَب معه: فتكتب “وفي لحظة، رأيت أنّ شُعاعات ساطعة خرجت من جراحه الخمس؛ وأتت كلُّها صوبي
ورأيت هذه الشعاعات تصير كشعلات صغيرة. كانت هناك في أربع منها المسامير؛ وفي واحدة الحربة، كالذهب مشتعلة بكاملها: واخترقت قلبي، من جهة لأخرى… ومرّت المسامير يديَّ ورجليّ. شعرت بألمٍ كبير؛ ولكن في الألم نفسه، كنت أرى وأشعر بنفسي متحوّلةً كليًّا إلى الله”
اقتنعت القدّيسة بالمشاركة منذ الآن في ملكوت الله، ولكنّها تبتهل في الوقت نفسه إلى جميع قدّيسي الوطن المُبارك كي يساعدوها في بذل ذاتها على الدرب الأرضيّ، بانتظار السعادة الأبديّة؛ هذا هو الطموح الثابت في حياتها وبالمقارنة مع وعظ تلك الأزمنة، الذي غالبًا ما كان يركِّز على “خلاص النفس” بِعبارات فرديّة، تُظهِر فيرونيكا حِسًّا “تضامنيًّا” قويًّا، في الشركة مع جميع الإخوة والأخوات في طريقهم نحو السماء، وتعيش وتصلّي وتتألّم من أجل الجميع
أمّا الأشياء الأخرى، الأرضيّة، وإن كانت محطّ تقدير بالمعنى الفرنسيسكانيّ كَهبة من الخالق، فهي دائمًا نسبيّة، وخاضعة بالكامل لـ “ذوق” الله وتحت سِمة الفقر الجذريّ. توضِّح في الشركة المقدّسة بذلَها الكنسيّ، والعلاقة بين الكنيسة الحاجّة والكنيسة السماويّة. فتكتب: “جميع القدّيسين هم هنالك في السماء بفضل استحقاقات يسوع وآلامه؛ لكنّهم تعاونوا مع ربّنا في كلّ ما قام به، بحيث أنّ حياتهم كانت كلّها مُرتّبة، تنظِّمها أعماله نفسها”
نجد في كتابات فيرونيكا العديد من الاستشهادات المأخوذة من الكتاب المقدّس، بشكلٍ غير مباشر أحيانًا، ولكن دائمًا في الوقت الملائم: فهي تكشف عن ألفتها بالكتابات المقدّسة، التي تقتات منها خبرتها الروحيّة. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ الأوقات القويّة لتجربة فيرونيكا الصوفيّة لا تنفصل أبدًا عن الأحداث الخلاصيّة التي تحتفل بها الليتورجيا، حيث لإعلان كلمة الله والاستماع مكانٌ خاصّ. فالكتاب المقدّس يُنير خبرة فيرونيكا وينقّيها ويُثبِّتها، فيجعلها خبرة كنسيّة.
لكنّ خبرتها الخاصّة تحديدًا، المرتكزة إلى الكتاب المقدّس بِقوّة غير اعتياديّة، تقود من ناحية أُخرى إلى قراءة أعمق و“روحانيّة” أكثر للنصّ نفسه، فتدخل عمقه الخفيّ. إنّها لا تعبِّر بكلمات الكتاب المقدّس فحسب، بل تعيش أيضًا من هذه الكلمات، فتصبح حياة فيها
تستشهد قديستنا كثيرًا، على سبيل المثال، بِقول بولس الرسول: “إذا كان الله معنا، فمَن علينا؟” (الرسالة إلى أهل روما ٣١،٨) . وفيها يصبح استيعاب هذا النصّ البولسيّ، وثقتها الكبيرة هذه وفرحها العميق، أمرًا واقعًا في شخصها: تكتب “ارتبطت نفسي مع الإرادة الإلهيّة وأنا ترسَّختُ وثبتُّ حقًّا في إرادة الله، كان يبدو لي أنّني لن أبتعد عن إرادة الله هذه وَعدتُّ إلى نفسي بهذه الكلمات بالضبط: لا شيء يمكنه أن يفصلني عن إرادة الله، لا ضيق، ولا ألم، ولا شقاء، ولا ازدراء، ولا تجارب، ولا مخلوقات، ولا شياطين، ولا ظُلُمات، ولا حتّى الموت نفسه لأنّني، في الحياة وفي الموت، أريد كلّ شيء، وفي كلّ شيء، إرادة الله”
وهكذا نحن في اليقين أيضًا بأنّ الموت ليس صاحب الكلمة الأخيرة، فنثبت في مشيئة الله و في الواقع، في الحياة إلى الأبد
تبدو فيرونيكا، على وجه الخصوص، شاهدة شجاعة على جمال وقدرة المحبّة الإلهيّة، التي تجذبها وتنفذ إليها، وتُضرم نارها فيها. إنّها المحبّة المصلوبة التي انطبعت في جسدها، كما في جسد القدّيس فرنسيس الأسّيزي، مع ندبات يسوع. “يهمس إليّ المسيح المصلوب: يا عروستي، عزيزةٌ عليَّ التكفيرات التي تقومين بها من أجل الذين هم خارج نعمتي… ثمّ سحب ذراعه من عن الصليب وأومأ إليَّ أن أدنو إلى جنبه… ووجدت نفسي بين ذراعَي المصلوب. لا استطيع أن أُخبركم بِما شعرت به في تلك اللحظة: كان بودّي لو أبقى دومًا في جنبه الأقدس” إنّها أيضًا صورة عن دربها الروحيّ، وعن حياتها الداخليّة: البقاء في حضن المصلوب، والبقاء بالتالي في محبّة المسيح للآخرين. وعاشت فيرونيكا مع العذراء مريم أيضًا علاقة حميميّة عميقة، تشهد لها الكلمات التي سمعتها يومًا ما من السيدّة العذراء والتي دوّنتها في يوميّاتها: “أنا أرحْتُكِ في صدري، فحصلت على الاتّحاد بنفسي التي حملَتك وطارت بكِ إلى لدن الله”
أصل عيد الجسد الإلهي أو عيد القربان
أصل عيد الجسد الإلهي أو عيد القربان
كان خميس الأسرار العيد الوحيد للقربان المقدّس.
وفي سنة 1208، ظهر الرب يسوع للطوباويّة جولياني في بلجيكا، ما بين سنة 1208 و1210، وقال لها أن تباشر العمل بتأسيس عيد احتفالي كبير على اسم القربان المقدّس.
وفي بلجيكا أيضًا، كان هنالك شاب شمّاس من طلاب الكهنوت يدعى جاك بانتاليان، وكان متحمّسًا جدًا لعبادة القربان.
ومع مرور السنين، وفي سنة 1261، أصبح هذا الشاب البابا واتّخذ اسم قربانس الرابع، وبقي حماسه للقربان مشتعلاً في صدره.
وفيما كان يمضي فصل الصيف في أورفياتّو في إيطاليا، صادف هنالك وجود أحد الكهنة المشكّكين بحقيقة وجود يسوع في الإفخارستيّا، يحتفل بالذبيحة.
ولمّا قدّس هذا الكاهن الخبز، توقّف ونادى قائلاً:
“هل هذا حقًا أنت، يا ربي؟”
وإذا بالبرشانة المقدّسة تحمرّ، ويسيل منها الدم حتى تبلّلت الصمدة وأغطية المذبح، وما زالت هذه الصمدة المخضّبة بدم المسيح محفوظة في علبة زجاجيّة في كاتدرائية أورفياتّو حتى يومنا هذا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعجوبة ليست الأولى من نوعها.
وعلى أثر هذه الأعجوبة، أصدر البابا قربانس الرابع براءة رسوليّة في 11 آب 1264، عمّم من خلالها على الكنيسة جمعاء هذا العيد باسم عيد جسد المسيح.
وأراد البابا نفسه وضع طلبة وزيّاح للقربان المقدّس، فأتى بأقدس وأفضل راهبين:
أحدهما دومنيكاني ويدعى مار توما الأكويني، شفيع ومعلّم الكنيسة،
وآخر فرنسيسكاني يدعى بون أفنتورا.
وطلب من كل واحد أن يضع صيغة للطلبة وللزيّاح، وتمّ تبنّي طلبة مار توما إذ كانت الأفضل، ولا نزال حتى يومنا هذا نردّد نفس الطلبة، والتي تمّت ترجمتها إلى اللغة العربية سنة 1881 من قبل المطران جرمانس فرحات.
تأمل عيد الجسد الإلهي
تأمل عيد الجسد الإلهي
إن عيد جسد الرب لا ينفصل عن الخميس المقدس، عن قداس عشاء الرب، الذي نذكر فيه بشكل احتفالي تأسيس سر الإفخارستيا.
وبينما نعيش في ليلة الخميس المقدس سر المسيح الذي يقدم ذاته لأجلنا في الخبز المكسور والخمر المسكوب، اليوم، في تذكار جسد الرب، يتم تقديم السر عينه لسجود وتأمل شعب الله، ويتم التزياح بالسر المقدس في شوارع المدن والقرى، للإشارة إلى أن المسيح القائم من الموت يسير في وسطنا ويقودنا نحو ملكوت السماوات.
ما قدمه يسوع لنا في حميمية العليّة، يبينه اليوم علنًا، لأن حب المسيح ليس محصورًا بأقلية، بل هو موجّه إلى الجميع. في قداس عشاء الرب نهار الخميس المقدس أردت أن أُبيّن كيف أن الإفخارستيا هي تحويل لمواهب هذه الأرض – الخبز والخمر – يهدف إلى تحويل حياتنا وإلى افتتاح تحوّل العالم.
يمكننا أن نقول إن كل شيء ينطلق من قلب المسيح، الذي في العشاء الأخير، عشية آلامه، شكر وسبّح الله، وهكذا، بقوة حبه، حوّل معنى الموت الذي كان ذاهبًا نحوه. إن سر المذبح قد أخذ اسم “إفخارستيا” – أي “تقدمة الشكر” – ليعبّر عن هذا الأمر بالتحديد: تحول جوهر الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح هو ثمرة هبة المسيح لذاته، هبة حب أقوى من الموت، حب إلهي أقامه من بين الأموات. لهذا السبب، الإفخارستيا هي طعام الحياة الأبدية، طعام الحياة.
من قلب المسيح، من “صلاته الإفخارستية” في عشية الآلام، تنبع هذه الدينامية التي تحوّل الواقع في أبعاده الكونية، البشرية والتاريخية. كل شيء ينبثق من الله، من قوة حبه الواحد والثالوثي، المتجسد في يسوع. قلب المسيح يغوص في هذا الحب؛ لهذا هو يعرف أن يشكر وأن يسبّح الله حتى أمام الخيانة والعنف، وبهذا الشكل يحوّل الأشياء، الأشخاص والعالم.
هذا التحوّل هو ممكن بفضل شركة أكبر من الانقسامات، هي مناولة وشركة مع الله بالذات. إن كلمة “مناولة” أو “شركة”، التي نستعملها للإشارة إلى الإفخارستيا، تلخّص في ذاتها البعد العمودي والبعد الأفقي لهبة المسيح. إن تعبير “مناولة” لهو عميق البلاغة، لأنه يشير إلى فعل أكل الخبز الإفخارستي. بالواقع، عندما نقوم بهذا الفعل، ندخل في شركة مع حياة المسيح بالذات، في دينامية هذه الحياة التي توهب لنا ولأجلنا. من الله، من خلال المسيح، وصولاً إلينا: ندخل في شركة واحدة من خلال الإفخارستيا المقدسة. كما قال الرسول بولس لمسيحيي كورنثوس:
“أليست كأس البركة التي نباركها مشاركة في دم المسيح؟ أليس الخبز الذي نكسره مشاركة في جسد المسيح؟ فلما كان هناك خبز واحد، فنحن، على كثرتنا، جسد واحد، لأننا نشترك كلّنا في هذا الخبز الواحد” (1 كور 10، 16–17).
يساعدنا القديس أغسطينوس لكي نفهم دينامية الشركة / المناولة الإفخارستية، عندما يشير إلى نوع من رؤية حازها، قال له فيها يسوع:
“أنا خبز الأقوياء. كبر وستنالني. أنت لن تحوّلني إلى ذاتك، كما يحوّل الجسد الطعام، بل أنت ستتحوّل إليّ” (اعترافات 7، 10، 18).
وبينما يتحوّل الخبز الجسدي في جسمنا ويسهم في إعالته، في الإفخارستيا نحن بصدد خبز مختلف: لسنا نحن من نحوله، بل هو يحوّلنا، فنضحي بهذا الشكل مطابقين ليسوع المسيح، أعضاء في جسده، أمرًا واحدًا معه. هذا الأمر هو مصيري. بالواقع، بما أن المسيح هو الذي يحوّلنا إلى ذاته في المناولة الإفخارستية، تنفتح فرديتنا في هذا اللقاء، وتتحرر من أنانيتها وتُدرج في شخص المسيح، الذي يغوص بدوره في الشركة الثالوثية.
وهكذا، فالإفخارستيا، بينما توحّدنا بالمسيح، تفتحنا أيضًا على الآخرين، وتجعلنا أعضاء بعضنا لبعض: لسنا منفصلين، بل نحن واحد فيه. الشركة الإفخارستية توحّدني بالشخص الذي هو قريب مني، حتى ولو لم تكن هناك علاقة جيدة معه، وأيضًا مع الإخوة البعيدين، في كل أنحاء العالم. من هنا، من الإفخارستيا، ينبع المعنى العميق للحضور الاجتماعي للكنيسة، كما يشهد كبار قديسي الحياة الاجتماعية، الذين كانوا دومًا نفوسًا إفخارستية عظيمة. من يتعرف على يسوع في القربانة المقدسة، يتعرف عليه في الأخ المتألم، في الجائع والعطشان، في الغريب، والعريان، في المريض والسجين؛ وهو ينتبه لكل إنسان، ويلتزم بشكل ملموس بجميع الذين يعانون الحاجة.
من هبة حب المسيح تنبع مسؤوليتنا الخاصة كمسيحيين في بناء مجتمع متعاضد، عادل وأخوي. وخصوصًا في زماننا، حيث تجعلنا العولمة نعتمد أكثر على الآخرين، تستطيع المسيحية ويجب عليها أن تعمل لكي لا تُبنى هذه الوحدة من دون الله، أي من دون الحب الحقيقي، الأمر الذي يؤدي إلى البلبلة، إلى الفردانية، إلى قيام الجميع ضد الجميع. يهدف الإنجيل منذ الأصل إلى وحدة العائلة البشرية، إلى وحدة لا تُفرض من الخارج، ولا تستلهم المصالح الإيديولوجية والاقتصادية، بل تنطلق من مفهوم المسؤولية بين الأشخاص، لكي يروا ذواتهم كأعضاء في جسد واحد، جسد المسيح، لأننا تعلمنا ونتعلم باستمرار من سر المذبح أن المشاركة والحب هما السبيل إلى العدالة الحقة.
نعود الآن إلى فعل يسوع في العشاء الأخير. ما الذي جرى في تلك اللحظة؟ عندما قال: **“هذا هو جسدي الذي يُعطى لكم، وهذا هو دمي المهراق لأجلكم ولأجل الجميع”،** ماذا يجري فعلاً؟ يستبق يسوع بذلك الشكل حدث الجلجلة. يقبل بحب كل الآلام، بكل ما يحمله من عذاب وعنف، حتى موت الصليب؛ ويقبلها فيحوّلها إلى فعل عطاء. هذا هو التحوّل الذي يحتاجه العالم، لأنه يفتديه من الداخل، يفتحه على أبعاد ملكوت السماوات. يريد الله أن يحقق تجديد العالم هذا من خلال الطريق التي اختارها المسيح، تلك الطريق التي هي يسوع بالذات. ليس هناك أي شيء سحري في المسيحية. ليس هناك دروب مختصرة، بل كل شيء يمر في منطق متواضع وصبور، منطق حبة الحنطة التي تنشطر لتهب الحياة، منطق الإيمان الذي ينقل الجبال بقوة الله الوديعة.
لهذا يريد الله أن يجدّد البشرية، التاريخ والكون من خلال سلسلة تحوّلات، يكون الإفخارستيا سرّها. من خلال الخبز والخمر المقدّسين، اللذين يحضر فيهما حقيقة جسد ودم المسيح، يحوّلنا يسوع إلى ذاته: يُشركنا في عمل الخلاص، يجعلنا قادرين، بنعمة الروح القدس، أن نعيش بحسب منطق الهبة، كحبّات حنطة متّحدة به وفيه. وهكذا يُزرع في التاريخ وينمو السلام والوحدة، اللذان هما الغاية التي نتوق إليها بحسب مشروع الله.
من دون أوهام، من دون طوباويات إيديولوجية، نسير في دروب العالم، حاملين في ذواتنا جسد الرب، مثل العذراء مريم في سر الزيارة. من خلال تواضع وعينا بأننا مجرد حبّات حنطة، نحفظ ضمانة حب الله، المتجسد في المسيح، والذي هو أقوى من الشر، من العنف ومن الموت. نعرف أن الله يعدّ لجميع البشر سماوات جديدة وأرضًا جديدة يسود فيها السلام والعدل.
وبالإيمان نرى العالم الجديد، الذي هو وطننا الحقيقي. هذا المساء أيضًا، وبينما تغرب الشمس على أرضنا، نبدأ المسير: معنا يسوع الإفخارستي، القائم من الموت، الذي قال: **“أنا معكم طول الأيام، حتى انقضاء الدهر”** (متى 28، 20).
شكرًا، أيها الرب يسوع! شكرًا لأمانتك، التي تسند رجاءنا. **ابقَ معنا، لأن المساء قد حلّ.
“أيها الراعي الصالح، الخبز الحق، يسوع، ارحمنا: غذِّنا، احمِنا، احملنا إلى الخير الحقيقي في أرض الأحياء!”
آمين.
الأب جيرارد أبي صعب
تأمل الأحد الثاني بعد العنصرة. دعوة الرسل
<![CDATA[
تأمل الأحد الثاني بعد العنصرة. دعوة الرسل
“سأجعلكم صيّادي الناس”(متى 4: 18-23
هذا النصّ الإنجيليّ يروي بداية كرازة يسوع. ويظهر فيه كيف دعا يسوع تلاميذاً ومساعدين له ليطلق رسالته. إنّه يدعوهم ليؤسِّس معهم كنيسته ويحقّق بهم عمله على الأرض، خاصة بعد صعوده. لهذا يصرخ بولس الرسول قائلاً: “كيف يؤمنون إن لم يسمعوا، وكيف يسمعون إن لم يُبشَّروا، وكيف يُبشَّرون إن لم نرسَل؟”
هذه الكلمات الصريحة من بولس الرسول، وقبلها دعوة يسوع للتلاميذ، تجعلنا نفكّر ونتأمّل بعمق عن بعض الأسئلة الهامة: ما هي الدعوة، وإلى مَن هي موجّهة؟ كيف وأين نتلقّى الدعوة أو نسمعها؟ وهل دعوتنا جميعاً واحدة أم متنوعة؟ وأخيراً ما هو جوابنا الشخصيّ على كلّ تلك الأسئلة؟
تبدو “الدعوة” للبعض وكأنّها هبة خاصّة يوجّهها الله إلى فئة من “المختارين”، بالإضافة لذلك هي على مقدار كبير من السموّ والقداسة. الأمران اللذان يقوداننا بسهولة إلى اعتبارها غير موجّهة إلينا! وقد نرى دورنا في الكنيسة، في أفضل الأحوال، هو الالتزام بتأدية الواجبات التي تحافظ علينا في صف الملتزمين، أو أيضاً في صفّ المشجّعين لهؤلاء المختارين على قبول دعوة الله لهم
الدعوة هي للجميع! هذه حقيقة لا بدّ أن نعترف بها. وأمثال الربّ واضحة، كمثل الزارع حيث يبذر بالتساوي على كلّ أنواع الأراضي، على الصخر كما على الأرض الصالحة. وكذلك يوضح مثل المدعوّين للعرس وإلى العشاء… أن الدعوة موجّهة للجميع بالتساوي
والربّ يسوع يوضح أنّ “المدعوّين كثيرون والمختارين قليلون”. وهذا الفارق لا يعود سببه إلى الدّاعي (الربّ) إنّما إلى رفض بعض المدعوّين دعوةَ سيّدهم ونداءه. لا يمكن للربّ أن يخصّص مسبقاً دعوات متمايزة. إنّ التمايز موجود ولكن ليس في دعوة الله وإنّما في استجابة المدعوّين. يدعو الله الجميع، وهذا ما نسميه في الكنيسة الكهنوت الملوكي العام. ونحن يوم نُعمّد ونُمسح بالميرون نكون قد أعلنّا على الملء أمام الكنيسة أنّنا قبلنا هذه الدعوة وصرنا “أمّة مقدّسة كهنوتاً ملوكيّاً”. هكذا ينادي بولس الرسول أهل رومية في رسالته ويسمّيهم “الذين دعاهم الله ليكونوا قدّيسين” (1، 1). الحياة المسيحيّة هي دعوة بطبيعتها لأنها حياة بالروح، والروح يقودنا إلى حيث يشاء.
إنّ الدعوة موجّهة إلينا وإلى الجميع! لكن الشعور والإحساس بهذه الدعوة يغيب عن البعض مرّات عديدة. نشعر بالدعوة وننتبه لها حين يتمّ في لحظة ما لقاء المواجهة بين الله وبيننا، بحيث في تلك اللحظة لا نعود نخاطب الله بـ”هو” بل بالـ”أنتَ”. إننا نواجه دعوتنا المنسيّة حين يبدأ الله في لحظة ما يأخذ مكانه الحقيقيّ داخلنا، فنعرفه في عظمة سرّه ورسالته، وننتبه إلى أنّ لنا دوراً في رسالته لأنّه شاء هو أن يلقيها على كاهلنا. الربّ يسوع هو “المرسِل”. لقد أرسل كلّ مَن صادفه بعد قيامته. لقد كانت كلّ ظهورات يسوع بعد القيامة لقاءات للإرسال
هذا التعرف إلى دورنا الحقيقيّ “كمدعوّين” في الكنيسة ينتظر تلك اللحظة الواعية. وهذا ما تعنيه كلمة “كنيسة” في اللغة الأصلية أي الجماعة التي اجتمعت ملبّيةً دعوة السيّد
هناك بالواقع دعوات خاصّة مباشرة، نعرفها في تاريخ الكتاب المقدس، مثل دعوة بولس، الذي شاءه السيّد “إناءً مختاراً له يحمل اسمه إلى الأمم”، ودعوات مميزة مع بعض الأنبياء مثل موسى وأشعيا وأرميا، وكذلك مع بعض القدّيسين فيما بعد. وهذه الدعوات تعني تكليف هؤلاء المدعوّين بمهمّة خاصّة بلحظة من التاريخ تراهم عناية الله مؤهلين لتوكلهم بها
لكن الدعوة إلى الخدمة وممارسة كهنوتنا الملوكيّ هي دعوة عامّة ننالها في الكنيسة ونستلمها بالتربية، ونعي حقيقتها في التعليم الديني، ونحمل مسؤوليّتها في تلك اللحظة التي نقرّر فيها وندرك أنّنا لسنا مجرّد منتسبين إلى الكنيسة وحسب، وإنّما مسؤولين فيها، من حيث انتظار العين الإلهيّة. هكذا أقام الرسل شمامسة سبعة حين وجدوا حاجة لذلك، فاختاروهم من بين المشهود لهم، دون أن يستلم هؤلاء السبعة “دعوة ما” من السماء مباشرة. وهل توجد دعوة للخدمة موجّهة للمسيحيّ أكثر من شعوره بحاجة الكنيسة إلى خدّام، وحاجتنا الشخصيّة أن نعيش إيماننا بشكله المطلق وليس المجتزأ؟ هكذا كان خدّام الهيكل في العهد القديم، أي سبط اللاويين كانوا يتوارثون الدعوة بالوراثة وليس بسبب من دعوات إلهيّة فريدة
متى يدعونا الله؟ إنّه سؤال غريب. لقد سبق الله ودعانا مع الجميع. لكن السؤال هو متى ندرك دعوةَ الله؟ نعم ندركها عندما تحرّكنا روح المسؤوليّة وحين توقظ حاجةُ الكنيسة حماسنا، وحين تنتزع محبّة الله من داخلنا قرارنا وتنتصر على كلّ تردّد
نحن مَن ندعو أنفسَنا، عامة. وذلك من مفهوم أن الدعوة مجانية وموجّهة للجميع. أي نحن من لا يرفض نداء السيّد ونقبل دعوته. لا يوجد أي “مسبق اختيار” أو اصطفاء. نحن من نصطفي ذواتنا، إذا أردنا. وحينها نصرخ مثل توما: “ربي وإلهيّ”، فيغدو الله ليس الله فحسب وإنّما “إلهنا”
وإذا كنّا جميعنا مدعوّين علينا أن ننتبه إلى تنوع المواهب في الدعوة. فالجميع مدعوّون ليكونوا قدّيسين ومكرّسين للربّ في كهنوتهم الملوكي، ولكن في سبيل ذلك هناك طرق متعددة. ويعدد بولس الرسول المواهب المتنوعة في جسد المسيح الواحد، فيقول إن الله جعل البعض معلّمين والبعض أنبياء… وكلّهم لخدمة الجسد الواحد. لذلك إلى جانب الكهنوت الملوكي هناك الكهنوت الخاصّ
في الكهنوت الملوكي يعطي الإنسان كلّ قلبه. وفي الكهنوت الخاصّ يعطي إلى جانب ذلك كلّ وقته وزمن حياته
في لقاء الربّ اليوم مع الصيّادين التلاميذ الأوائل قال لهم: سأجعلكم صيّادي الناس. فما تبدّل في الواقع ليس المهنة ولكن الغاية. لذلك يتعمّد يسوع أن يقول لصيّادي السمك إنّهم سيصيرون صيّادي الناس. هكذا التشديد لم يكن على المهنة (وهنا الصيد) ولكن على الغاية. فيحتلّ الناس مكان السمك
كلّ المهن التي نمتهنها نحن المسيحيّين هي بمثابة شباك. فإذا كنّا نعمل في مهنتنا لأجل أنفسنا نكون صيّادي السمك، ولكن إذا كنا رسلاً في مهنتنا وأعمالنا نصير صيّادي الناس. غاية العمل في المسيحيّة ليست تأمين الحاجات وضمانات الحياة وحسب، وإنّما بالأساس أن نكون خدّاماً وشهوداً للربّ في أعمالنا
كلّ الأعمال هي شباك لنصطاد بها الناس إلى الله. وبينها خاصّة “الكهنوت” كموهبة نختارها نحن وهي بمثابة أحد الأنواع من الشباك. لا خيار لنا أمام أن نكون شهوداً أم لا! الخيار هو في أن نحدّد كيف نشهد للربّ، ونختار عملاً للحياة يحقّق ذلك
ويحتلّ الكهنوت الخاصّ في الكنيسة مكانة مميّزة. وذلك لطبيعته كشبكة حيّة ومتينة. ليس الكهنوت هو الطريق الوحيدة للتكريس، ولكنّه الطريق رقم واحد في التكريس. فلا يجوز أن نظنّ بأنّ من لا يختار الكهنوت خدمةً في حياته صار غيرَ مكرّس. وأيضاً لا يجوز بالوقت ذاته إذا ما شعرنا أنّ طرق التكريس متعدّدة ويمكننا خدمة الربّ في أعمالنا، لا يجوز هنا، أن نقلّل من أهمية وفرادة الكهنوت كحياة خدمة. الخيار حرّ والحريّة تحتاج لكرامة أبناء الله
“الحصاد كثير والفعلة قليلون”، آية مع غيرها من الآيات، تلهب في داخلنا شعور الالتزام بحمل مسؤوليّة الخدمة في الكنيسة ليس بالمهن والأعمال وحسب، وهذه خدمة مباركة، ولكن أيضاً بأن نختار الموهبة الخصوصيّة بحريّتنا مدفوعين إليها من حاجات الكنيسة ومتطلّبات الناس وعطشهم للكلمة الإلهيّة
إنّ الدعوة للجميع، وجوابنا بالنعم عليها ممكن من طرق متعددة. ومع ذلك يلهب الروح أحياناً شباباً ونفوساً تشاء في لحظة مباركة أن تقول للسيّد: “يا ربّ، ها قد تركنا كلّ شيء وتبعناك”، وتردِّد كلمات بطرس “إلى أين نذهب (وماذا نعمل) فكلام الحياة عندك”
آميــن
الأب جيرارد أبي صعب
]]>