Jeudi, octobre 30, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 11

رتبة الوصول إلى الميناء

تقام رتبة الوصول إلى الميناء، في الطقس الماروني، مساء أحد الشعانين أي بعد ستة أسابيع من الصوم الكبير، وذلك تعبيراً عن وصول العريس الربّ يسوع ليأخذ معه المؤمنين الذين اغتنوا بالأعمال الصالحة خلال صوم الأربعين، المستعدّين لأسبوع الآلام للعبور معه بالصليب والموت (بحيث يتواصل واجب الصيام حتى سبت النور) للبلوغ بعده إلى مجد القيامة.

كان يُحتفل قديماً بهذه الرتبة في القومة (القسم) الثالثة من صلاة نصف ليل الأحد – الإثنين، أمّا الآن فيُحتفل بها قبل صلاة المساء وذلك خارج الكنيسة.

أما تفاصيل هذه الرتبة فتتم على الشكل التالي: يتلو الشمّاس كرازة مرتّلة ويجيبه الشعب “من نور الملكوت إملأ قلبنا يا رب”، يقرع المحتفل الباب ثلاث مرات ويدخل هو والشعب الكنيسة.
عندما يبلغ المذبح، يزيل عنه اللباس البنفسجيّ ويلبس اللون السمّاقي وهو اللون الأحمر القاني رمز الدمّ والطابع الملكيّ لآلام المسيح، وتُزال ستائر المذبح البيضاء وتُوضَع السَّوداء، وَيُوَشَّح الصَّليب بالسَّواد وَتُخَفَّض الأنوار، كلّ ذلك لإعلان بدء أسبوع الآلام. تلي هذه الرتبة صلاة المساء وزياح الصليب.

من بعدها يبدأ أسبوع الآلام فعلياً: فتستبدل “الهللويا” بالكيرياليسون، ونشيد “الهم وهم” و”تشبحتو لموريو” (سبّحوا الرب) و”مران أترحم علين” (يا ربّ ارحمنا). لا يُحَيِّ الكاهن الشعب ب”السلام لجميعكم” أو ب”السلام للبيعة و لبنيها”، كما لا يقول الشمّاس “بارك يا سيّد” في الصلوات والقراءات، لا يبارك المحتفل القارئ بعد مقدّمة الرسائل، لا تقال مقدّمات الإنجيل على الطريقة الإحتفاليّة (بدل الهللويا نقول هم وهم، وبدل كونوا في السكوت أيها السامعون…نقول (ارحمنا يا رب). ولا تُختم قراءة الإنجيل بحقًّا والأمان لجميعكم، بل يُبارك المحتفل الشعب بإشارة صليب بالإنجيل. كذلك تزال المياه المباركة من الجرن في آخر الكنيسة، وكانت العادة قديماً أن توشّح التماثيل وصور القدّيسين بستائر سوداء في هذا الأسبوع.

ترمز هذه الرتبة إلى العذارى الحكيمات (لذلك يحمل المؤمنون خلالها الشموع المضيئة) فأبناء الكنيسة، على مِثال العذارى الحكيمات، جمعوا خلال الصوم زيت الأعمال الصالحة، وعندما أتى نصف اللَّيل، ووصل العريس، دخلن معه إلى الفرح. ولكن، فرح الكنيسة لا يكتمل إلاَّ بعيش آلام الصَّليب وهي العرس الحقيقيّ، التي تؤدّي إلى مجد القيامة.

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

تأمل الأحد السادس من الصوم: أحد الشعانين

تأمل الأحد السادس من الصوم: أحد الشعانين
يوحنّا 12: 1-18

أحد الشعانين هو مدخل أسبوع الآلام، الّذي يبدأ بفرح (الشعانين) وينتهي بفرح (القيامة).
“هوشعنا” (خلّصنا)، مباركٌ الآتي باسم الربّ، ملك إسرائيل؛ هذه هي الصرخة التي ستملأ أجواء هذا اليوم، والتي سمعناها في الإنجيل.
مثلها كلمات بولس الرسول: “افرحوا يا إخوة، وأيضاً أقول افرحوا… وإله السلام يكون معكم.”
هذا هو الملك الآتي، إنّه ملك إسرائيل، ملك السلام، “ملكيصادق”، أي ملك البرّ.

ما أجمل طقوسنا التي تضع هذه الكلمات في حيّز حياتنا.
بعد قليلٍ ندور بالسعف، وندخل الكنيسة معبّرين عن دخول المسيح لأورشليم، ونصرخ مع التلاميذ: هوشعنا…
ماذا سنحمل في قلبنا؟ من هو هذا الملك الآتي؟

يسعى الإنسان بطبيعته، ومنذ فجر التاريخ، إلى السلام، ويرى في تحقيقه سعادته وهناءه.
لكنّه غالباً ما يُخطئ في اختيار الدروب التي يظنّها ستوصله إليه.
فلطالما سقط الإنسان في الحروب طلباً للسلام.
من أجل السلام، استخدم كثيرون الاستبداد.
في طلب السلام، تهافت آخرون على جمع المال.
في سبيل السلام، لم يوفِّر البعضُ على أنفسهم استخدام أيّة وسيلة، ولم يتردّدوا في سلوك أي دربٍ خاطئة.
إنَّ قراءةً واعيةً للتاريخ البشريّ توضّح، من جهةٍ أولى، سعي الإنسان الحميم إلى السلام،
ولكنّها تظهر أيضاً فشل أغلب تلك الدروب التي سلكها، وأغلب الحلول التي طرحها.

اليهود الهاتفون: “خلّصنا، مباركٌ الآتي باسم الرب”، عاشوا تاريخهم الطويل المعذّب وهم ساعون في عطشٍ إلى السلام.
ابتغوه، لكنّ أحلامَهم رأته من خلال الاستقلال، ولم يكن ذلك يعني ما هو أقلّ من الاستبداد أحياناً عديدة،
وتوقّعوه في التحرير، ولو كان ذلك مراتٍ باستعباد الآخرين.
طلبوا السلام في أحلام المجد والسلطان، في فلسفة السيطرة، ورغبات الهيمنة، غير متذكّرين نبوءة زكريا:
“افرحي يا ابنة صهيون، لأنّه هوذا ملككِ يأتي إليكِ راكباً على جحشٍ ابن أتان.”

بعد ثلاث سنين من التعليم والأعمال، أشرف الربّ يسوع على أبواب أورشليم في جوٍّ من التحدّي القاسي،
ودخلها دخول الفاتح بعد إقامة لعازر.
لقد سبى قلوبَ الناس بسيطرته حتّى على الموت.
ورأى الشعبُ به محطَّ أحلامه، فدخل أورشليم كملكٍ لإسرائيل،
لكنّه دخلها في وجهٍ من الغرابة، على ابن أتان.

يريد يسوعُ، بدخوله الظافر هذا وبهذا الأسلوب، أن يُعلن عن طبيعة ملكوته.
إنّه ملكوت البرّ والسلام الحقيقيّ.
وهذا ما يشدّد عليه نصّ الرسالة اليوم:
“ما هو من طهارة، من عفاف، من عدلٍ، من كلّ صفةٍ محبَّبة، من حُسنِ صيت، إن تكن فضيلة وإن يكن مدح ففي هذا افتكروا… وإله السلام يكون معكم.”

هذه هي أسلحة السلام الذي نسعى إلى تحقيقه.
إنَّ الربّ يسوع، الفاتح اليوم، يؤسّس هذه المملكة.
هذه هي دروب السلام، وهذا ما يعنيه زياح الشعانين.
هذا الزياح هو “مسيرة” المسيحيّين السلاميّة، يرفعون فيها شعاراتهم وأهدافهم وأسلحتهم،
ألا وهي سعف النخيل، التي يفسّرها التقليد كلّه على أنّها رموز الفضائل، كما تقول الأناشيد المباركة.

هكذا فتح الربُّ يسوع أورشليم، وبذلك افتتح هذا الملكوت السلاميّ، تاركاً لنا، نحن المسيحيّين، إكماله وتحقيقه على وجه الأرض كلّها.
المسيح دخل ملكاً على أورشليم مرّةً، لنملّكه نحن على العالم بأسره، أبداً.

الكنيسة وحدها، بالبرّ الذي تعلّمه وتحياه وتبشّر به، هي مركز السلام على الأرض بين الشعوب، لا بل علامته وقوّته.
ملكوتُ هذا الملك هو الكنيسة، التي تبني البرّ وتهدم أركان الشّر؛
التي تربط الناس بالمحبّة، لاغيةً كلّ الفوارق.
إنّها تجمع فعلاً، في مقابل كثير من التجمعات التي تجمع لتفرّق،
فتصالح البشر، وتجعلهم يتبارون بالبرّ فقط.

الزياح بالشعانين “مسيرة”، هذا هو فحواها:
نعلنه لنا وللآخرين، أنّنا نؤسّس ملكوتاً،
القوّة فيه هي المحبّة،
والرفعة هي التواضع،
والمجد هو الخدمة،
والسيّد هو الآتي على ابن الأتان.

هذه هي مجازفة الإيمان، والإيمان دون مجازفةٍ باطل.
إيماننا أنّنا، كسيّدنا، سنبقى مؤمنين؛
أنّ الظلم ضعيفٌ لأنّه يعْبُر،
لكنَّ التضحية، ولو بدأت بالموت، هي حبّةٌ ستقوم إلى سنابل ظفر.
كلّ ما هو ضعيفٌ في نظر الناس، هو بإيماننا أقوى سلاح.

كثيرون تسلَّطوا على الناس بالسلطان، وفتحوا الدنيا بالعنفوان، كانوا وزالوا،
وحده ربّنا كان، ولأنّه حارب بالحبّ، يكون وسيأتي.

يُضطهدوننا بالظلم، نقابل بالغفران؛
يتسلّطون بالمجد، نردّ بالتواضع؛
لأنَّ الظلمَ يموت، والغفران يقوم.
ذلك واهٍ، وهذا الأخير حيٌّ لا يموت.

لذلك نرفع صليبك، يا ربّ، ونقول:
أوصنا في الأعالي، مباركٌ ملك إسرائيل الآتي باسم الربّ.
آميــن.

الأب جيرارد أبي صعب

دخول المسيح إلى أورشليم أو أحد الشعانين

دخول المسيح إلى أورشليم أو أحد الشعانين

مبارك الآتي باسم الرب، هوشعنا في الأعالي!
هوشعنا، هوشعنا، هوشعنا!

فأخذوا سعوف النخل، وخرجوا للقائه، وكانوا يصرخون:
«أوصنّا! مباركٌ الآتي باسم الرب! ملك إسرائيل!»

ووجد يسوع جحشاً، فجلس عليه كما هو مكتوب:
“لا تخافي يا ابنة صهيون. هوذا ملكك يأتي جالساً على جحش أتان.”
(يوحنا ١٢: ١٣-١٥)

في هذا اليوم العظيم،
ندعوك يا يسوع المسيح، يا ملك السماء والأرض، أن تأتي إلينا من جديد، وتدخل بيوتنا وعائلاتنا كما دخلت أورشليم، فتطهرها من كل دنس، ومن كل إثمٍ قد أبعدنا عنك، فتكون أنت مركز إيماننا ومركز حياتنا دائماً.

أعطنا، يا ملك الكون، أن نكون شهوداً لك بأعمالنا ونيّاتنا،
أن نكون مثلك متواضعين مهما علا شأننا على هذه الأرض،
وأن نعي أن كل مجدٍ ليس من العلاء هو مجد باطل وفانٍ.

اجعلنا، في أحد الشعانين هذا، أن نفرش لك قلوبنا بالرجاء والسلام والمصافحة،
فنهتف من أعماق قلوبنا:
“هوشعنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب!”

المجد والإكرام لك، يا ملك المجد، إلى الأبد. آمين.

كل أحد شعانين مبارك، وأنتم بألف خير.

إعداد: ريتا من فريق صوت الرب

كيف تمّت محاكمة يسوع؟ وهل كانت قانونيّة؟

كيف تمّت محاكمة يسوع؟ وهل كانت قانونيّة؟

١-لقد تمت محاكمة يسوع المسيح دينيًا ومدنيًا.
دينيًا أمام حنان وقيافا
ومدنيًا أمام هيرودس وبيلاطسبيلاطس كان يميل لتبرئه المسيح (يوحنا٣٨:١٨) ولكنه حكم ضده تحت تأثير اليهود

٢-بالطبع لم تكن محاكمة يسوع محاكمة قانونيّة لأنّه

(قرّر أنّه يجب أن يموت قبل أن يحاكموه ( مرقس١:١٤

كانت كل الشهادات ضدّه شهادات زور متى٥٩:٢٦

لم يكن هناك دفاع عن يسوع، ولم يسمح بالدفاع عنه لو ٦٧:٣٢

حاكموه بالليل (لو قا ٥٣:٢٢-٥٥) ولم تكن قانونية المحاكمة بالليل بحكم قوانين القادة الدينيين أنفسهم

(استحلفه رئيس الكهنة، ثم أدانه على ما قاله (متى(٦٣:٢٦-٦٦

مثل هذه التهم الخطيرة في ذلك الوقت كانت تحاكم أمام مجلس السنهدريم، وليس في بيت رئيس الكهنة لو قا٥٤:٢٢

القادة لم يحاكموا يسوع محاكمة عادلة، فكان رأيهم أن يسوع يجب أن يموت. لقد تنبأ قيافا رئيس الكهنة أنه ينبغي أن يموت واحد عن الشعب كله

يوحنا٤٦:١١-٥

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

لماذا لا نصوم يوم السبت والاحد

لماذا لا نصوم في السبوت والآحاد ؟؟

هل يسمح بالعلاقة الزوجية خلال الصوم ؟.

ننقطع في فترة الصوم الكبير عن كل أنواع اللحوم والأجبان وكل ما ينتج من الحيوانات .. وكذلك يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع على مدار السنة.

الإربعاء تذكار

لانصوم ايام السبت :

لأن أيام السبت تحمل في طياتها أيضا من معاني الفصح .

لأن السبت هو يوم استراح فيه الله بعدما خلق الكون ،كما جاء كوصية من الوصايا العشر ( خروج 20= 8 اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.9 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ ، 10 وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ

ونحن لايحق لنا كسر وصية الرب .

وعليه نعبّر عن كسرنا للصوم في السبت بأن نتناول طعام الفطور الصباحي مع الإبقاء على عدم أكل اللحوم والأجبان كالمعتاد .

أيام الآحاد

هي أيام قيامية ( تعبيراً على فرحنا بقيامة المسيح ) بالتالي لا ينطبق عليها الصوم الكلي . فنحن في كل آحاد السنة ننقطع عن الطعام ونصوم من الساعة 12 ليلاً ولا نتناول اي شيء استعداداً للقداس الإلهي الصباحي الذي نتناول فيه جسد الرب ودمه الطاهرين ..

. وبعد المناولة وانتهاء القداس نهار الأحد يسمح للمؤمنين أن يتناولوا طعام الفطور ، وطبعا من دون اللحوم والأجبان ومشاقاتهما .

كما يسمح بأكل السمك فقط في عيديّ : البشارة وأحد دخول المسيح الى اورشليم (الشعانين ) . فهما من الأعياد السيديّة .

فالأرثوذكسية وكما تسلمت من الكنيسة الأولى ما تزال تحافظ على معاني وخصائص السبت والأحد .

هل يسمح بالعلاقة الزوجية خلال الصوم ؟

العلاقة الزوجية هي أمر طاهر وليس نجساً ، والكنيسة لا تحرم العلاقات الجنسية بين الزوجين .

المستحسن أن يتفق الزوج و الزوجة على العف عن العلاقة والتفرغ للصوم والصلاة وبارشاد الأب الروحي .

فالصوم كله هو عملية ترويض انساننا المادي على طاعة انساننا الروحي الذي لكي نكون نفساً وجسداً في طاعة الله

الأب بطرس الزين

صلاة البابا فرنسيس عن الصوم


أيها الرب الإله، نريد أن نحيا زمن الصوم هذا في صدق كلامك،
فأعطنا يا رب أن نكون شفافين لروح المسيح، وأن نتمكن من مشاركة إخوتنا والتفتح على سعادتهم،
بالمسيح يسوع الذي بعد أن جعل نفسه خادم الجميع، يقاسمك المجد إلى دهر الدهرين.

أيها الإله العظيم، يا من بموت مسيحه المحيي نقلنا من الموت إلى الحياة،
أعتق يا رب جميع حواسنا في هذا الصوم الخمسيني المبارك،
منقياً لها ومقيماً لها الوعي الداخلي مرشداً ومعلماً:

أما بصرنا فلينتقي من كل منظر غير لائق بأبناء الله المخلص،
وأما لساننا فليتنزه عن الكلام غير اللائق.

طهر يا رب شفاهنا وأيادينا من دنس الخطيئة لنسبحك ونقدم تقادمنا بكل خشوع.
ولنستقبل قربانك المقدس في قلوبنا المستعدة.

آمين
-البابا فرنسيس

ما هو المديح ولماذا يقام في فترة الصوم


ما هو المديح ولمذا يقام في فترة الصوم ولمذا نقول عن العذراء انها خدرَ العرس الإلهيّ الإنسانيّ والعروس أيضاً.

“افرحي يا عروساً لا عريس لها” رتّبت الكنيسة أن نصلي المديح، بالأصل، في سحر السبت الخامس من الصوم.
ويتلى يومها بكليّته أي الـ 24 بيتاً. ثم أُدخل، بعد تقسيمه إلى 4 مجموعات من 6 أبيات، على الأربع أسابيع الأسبق أيضاً.
وجرى نقله، كما في صلوات الأسبوع العظيم، إلى مساء الجمعة بدل سحر السبت لأسباب رعائية، حيث حضور المؤمنين ممكن أكثر. ولكن ما هي علاقة المديح بالصوم، ولماذا يرتَّل في سحر السبت؟ الترنيمة الأهمّ التي تتكرّر في المديح هي “افرحي يا عروساً لا عروس لها” وتتكلّم عن عرس.

كما تسمّى العذراء بالأبيات “خدرَ العرس البتولي” (البيت 19). وهذا العرس البتولي كان غاية الخلق منذ البدء. لقد خلق اللهُ العالم في ستّ مراحل- أيام، ولم يخلق الله هذا العالم ليرميه، وإنّما ليُتحده به ويشاركه في مجده. لذلك خلق الله النور والسماوات والحيوانات…
وفي النهاية في اليوم السادس خلق اللهُ العروس التي يريد أن يخطبها لنفسه لا غضن فيها ولا دنس. وهذه العروس هي الإنسان، الذي سوف يشاركه في حياة الحبّ التي في الثالوث. لكن مسيرة هذا العرس الإلهيّ البشريّ تعثرت في الفردوس. ولم يترك اللهُ عروسه الإنسان بل بتدبيره وحبّه أرسل الأنبياء ووضع الشرائع وكلَّ ما تمّ في العهد القديم في سبيل تدريب الإنسان وتنشئته الروحيّة، بحيث يأتي المسيح الكلمة الأقنوم الثاني ويزفّ لنفسه الكنيسة عروساً مجيدة (أفسس 5: 7).

فيتّحد هكذا الله بالإنسان أقنوميّاً في تجسّد الربّ يسوع. ويؤسّس المسيح كنيستَه على الأرض، لتَزفَّ إليه كلَّ إنسانٍ يحيا فيها عروساً له. في التجسّد الإلهيّ تمّ الزفاف الحقيقيّ الأوّل والكامل. حين اتّحد الله بالإنسان. وما كان مرجوّاً للسبت الأول في الخلق بالفردوس تحقّق بالتجسّد في شكله الأكمل.
وهنا في هذا الحدث كانت العذراءُ هي خدرَ هذا العرس البتولي. في البتول تمّ اتحاد الله بالإنسان، فهي التي جمعت الله بالإنسان وصارت “خدراً للإله الكلمة”، كما تسميها ترانيم المديح. غاية أيّام الخلق الأولى كان يوم الخلق الأخير، عند خلق الإنسان. لا يحتاج الله للخليقة ولكنّه أوجدها من أجل حياة عروسه، الإنسان.

الغاية التي أخفقت في الفردوس تحقّقت في التجسّد. وهنا كانت البتول خدرَ هذا العرس الإلهيّ الإنسانيّ. لقد كانت البتول، في هذا العرس، هي الخدر والعروس أيضاً. والآن صارت الكنيسة هي الخدر لهذا العرس لكلّ إنسان أي لكلّ عروس. والبتول هي خادمة هذا العرس. ما تمّ بالبتول يتمّ بالكنيسة اليوم، وكما كانت العذراء خادمةَ العرس عند التجسّد صارت خادمةً لعرس كلّ نفس بشريّة ولتهيئتها عروساً للمسيح. تهيّئ الكنيسةُ النفوسَ من أجل هذا العرس.
إنّها الخدرُ الجديد الذي يحقّق ما تمّ بالتجسّد مع المسيح، أي الاتحاد الذي يتمّ بالأسرار والحياة الكنسيّة في كلّ إنسان، أي الاتّحاد بين الله والإنسان؛ الاتحاد بين يسوع وكل نفس بشريّة. هكذا يتحقّق ما يختم به سفر الرؤيا في آخر آيات الكتاب المقدّس، “حيث يصرخ الروح مع العروس تعال أيّها الربّ يسوع”؛ وهذه غاية الوجود الإنسانيّ. التريودي – الصوم الكبير هو أهمّ فترة زمنيّة رتّبتها الكنيسة لتحضير النفس البشريّة وتنقيتها وتهيئتها عروساً للمسيح نقيّة طاهرة. ولهذه الغاية وضعتْ الكنيسةُ الأصوامَ. تعني هذه الأصوام ، من جهةٍ أولى، الانقطاعَ عن الطعام وممارسة الإحسان وتكثيف الصلوات… ومن جهةٍ ثانية، حدّدت الكنيسة بالإضافة إلى ذلك أصواماً ليتورجية أيضاً. تظهر في الخدم الإلهيّة مثل اللباس والخشوع وجوّ التوبة و”الحزن البهيّ”، وذلك طيلة الأيّام الخمسة الأولى من الأسبوع. لذلك حدّدت أيضاً ألا يتمّ فيها قداس إلهي، من حيث أن طابعه هو القيامة والغلبة والنصر.
ورتّبت أن نتمّم طيلة أيّام الاسبوع صلواتٍ خشوعية جداً فقط. بحيث يتمّ القدّاس الأوّل يوم السبت، والثاني يوم الأحد. وللمناولة خلال الأسبوع يتمّ استخدام الحمل السابق تقديسه من قداس السبت أو الأحد.

فيصوم المؤمنون ليتورجياً من الاثنين إلى الجمعة في جوّ من الحزن البهيّ، يقام يوم السبت القدّاس الإلهيّ، وكأنَّ أيّام الأسبوع كلها هي للاستعداد حتّى يتقدم المؤمنون إلى العرس الحقيقيّ للاتحاد بدم الربّ وجسده الكريمين يوم السبت ثم الأحد. يسهر المؤمن الأيّام الأولى من الأسبوع في الصلاة وأتعاب الصوم والسجدات ليؤهل ذاته عروساً نقيّة يزفّها الربّ يسوع في قداس يوم السبت ثم الأحد عروساً له. لذلك ليلة الجمعة – السبت هي ليلة الزفاف الليتورجي، إنّها ليلة أو – سحر القدّاس الإلهيّ للاتّحاد بالربّ. وهنا في مساء الجمعة ليلة الزفاف الليتورجي لكلّ مؤمن، يلعب المديح ليتورجياً الدور الذي لعبته العذراء كخدر للعرس البتولي الإلهيّ في التجسّد. كما كانت العذراء صلة الوصل بين الله والإنسان في التجسّد، هنا المديح يصير صلة الوصل الليتورجية بين أيّام الحزن البهيّ ويوم الزفاف الإلهيّ للمؤمن. ترتل الترنيمة للبتول “افرحي يا مزيّنة النفوس بزينة العرس”، وهذا ما يحقّقه المديح. لعلّ المفاجأة التي يصطدم بها المؤمن ليلة الزفاف، أنّه يجد ذاته غيرَ مستحقّة لهذا الاتّحاد الإلهيّ. هذا ما يقوم المديح به، إنّه يزيّننا بزينة العرس.
حين ينظر المؤمن في العذراء صورته المفقودة، صورةَ العروس الطاهرة، وحين ينشد مرنّماً للعروس الأمّ والخدر والخادمة لكلّ عروسٍ بشريّة، عندها تقوده ترانيمُ المديح إلى طهارة النفس وتنهض به من الحزن البهي إلى فرح الخدر البتوليّ. العذراء هي الخادمة لعرس كلّ نفس. والمديح يلعب هذا الدور.
في المديح تتمّ أيضاً شفاعة العذراء، تطهّر عدم استحقاقنا. إنّنا بالمديح ننظر في العذراء المحبّة، والتواضع، والطهارة والتكريس، ونعاين في ترانيمه صورةَ العروس الحقيقيّة المدعوين جميعنا إليها. تكمّل صلوات المديح التوبة التي بدأت أيّام الأسبوع الأولى. أيّام الأسبوع بالحزن البهي هي أيّام التوبة في محاولتها، والمديح مساء الجمعة (عن سحر السبت) يقودنا إلى التوبة في كمالها.

لذلك تنطبع أيّام الأسبوع في الصوم بالحزن البهي وينطبع يوم السبت ويوم الأحد بمراسيم الزفاف، زفاف النفس المكتملة بالتوبة. العذراء هي خدر العرس الإلهي في التجسّد وهي خادمة هذا العرس لكلّ نفس. يزفّنا المديحُ ليتورجيّاً في الصوم، بشفاعة العذراء ومثالها الذي يقودنا إلى التوبة، يزفنا بعد أيّام الحزن البهيّ إلى الاتّحاد في القدّاس يوم السبت والأحد. “السّلام عليك يا خدر العرس البتولي” “السّلام عليك يا من تصالحين المؤمنين (بالتوبة) مع الربّ” “السّلام عليك يا مزينة نفوس المؤمنين بزينة العرس” “افرحي يا عروساً لا عروس لها”

– الأب جيرارد أبي صعب

رتبة درب الصليب – المراحل ال 14

رتبة درب الصليب

يا ربّي وإلهي أنا نادمٌ مِن كلِّ قلبي على جميعِ خطاياي لأنِّي بالخطيئةِ خسِرْتُ نَفسي والخيراتِ الأبديَّة، واستَحقَقْتُ العَذاباتِ الجهنّميَّةَ ولكنْ بالأكثرْ أنا نادمٌ لأنَّني أغظتُكَ وأهنتُكَ يا ربِّي وإلهي، المُستحِقَّ كلَّ كرامةٍ ومَحبَّة. لهذا السببِ أبغُضُ الخطيئةَ فَوقَ كلِّ شَرّ، وأُريدُ بِنعمتِكَ أنْ أموتَ قبْلَ أنْ أَغيظَكَ فيما بعْد. وأقصِدُ أنْ أهرُبَ مِنْ كلِّ سبَبِ خطيئَة، وأنْ أفيَ بقَدْرِ استِطاعَتي عن الخطايا الَّتي فعلتُها. آمين

كانتِ الأمُّ الوجيعةْ والدُّموعْ منها سَريعةْ واقفة تحتَ الصَّليب
اللازمة: أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة الأولى

الكاهن : لنتأمل يسوع محكوماً عليه بالموت
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا سيدي يسوع المسيح، لأجل هذا الحكم غير العادل الذي سببته لك خطاياي، نجني من حكم الموت الأبدي الذي استحققته مراراً عديدة. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

نفسُها تلكَ الحزينَةْ في توجُّعِها كمينَةْ صابَها سَيفٌ مُريبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة الثانية

الكاهن : لنتأمل يسوع حاملاً صليبه على منكبيه
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع، أنت الذي قد حملت بارادتك الصليب الثقيل الذي وضعته انا عليك بخطاياي، أسالك أن تُفهِمَني شناعتها باكياً عليها حتى الممات. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

يا لأوجاعٍ مَهولَةْ صادَفَتْ تِلكَ البَتولَةْ أمُّ فادينا الحبيب
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة الثالثة

الكاهن : لنتأمل يسوع واقعاً تحت الصليب مرة أولى.
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع، ان ثِقَل خطاياي العظيمة قد جعلك تقع تحت الصليب. فانا أبغضها واكرهها طالباً منك الغفران عنها. واقصد بنعمتك الاَّ ارجع اليها فيما بعد. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

كابدَتِ المَوتَ مُرًّا قد أهالَ القلبَ جَهْرًا مِن جَرى الابنِ الحبيبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة الرابعة

الكاهن : لنتأمل يسوع ملتقياً بأُمّهِ الحزينة.
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع، الحزين ويا مريم الأُم المحزونة لما كنت في الماضي قد سببت لكما العذابات والأَوجاع فمن الآن بالمعونة الالهية لا يكون هذا بل اريد ان احبكما بكل امانة الى الموت. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

أيُّ قلبٍ ليسَ يَبكي إذْ يَرى العذراءَ تَشكي حُزنَ أحشاها المُذيبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة الخامسة

الكاهن : لنتأمل يسوع يُعينُه سمعان القيرواني في حمل الصليب.
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع، حقاً لقد كانت سعيداً سمعان القيرواني الذي اعانك في حمل الصليب. فأنا أيضاً أكون سعيداً اذا اسعفتك في حمل صليبك، مقتبلاً بالصبر والفرح ما ترسله اليّ من صلبان في مدة حياتي. فأَنت يا يسوع إلهي اعطني نعمة لاحتمالها. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

مَنْ يُطيق مُرَّ التَّفكُّرْ أو بآلامِها التَّذكُّرْ حينَ لاقاها الحبيبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة السَّادسة

الكاهن : لنتأمل يسوع لما مسحت وجهه القديسة فيرونيكا
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع الحنون، الذي ارتضيت بأن تُطبع صورة وجهك القدوس على المنديل الذي نشفته به القديسة فيرونيكا، اطلب منك ان تطبع في نفسي ذكر آلامك المرَّة. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

مِنْ مَعاصي الشَّعبِ تَلقى بالعَذاب يسوعَ مُلقى مُحتمِلاً جَلْدًا مُذيبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة السّابعة

الكاهن : لنتأمل يسوع واقعاً تحت الصليب مرة ثانية
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع ان ارتدادي الى الخطيئة قد جعلك تقع ثانيةً على الارض تحت الصليب. فأعطني نعمة لك استعمل الوسائط الفعالة التي تمنعني عن السقوط ثانية.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

وتَرى المَولودَ منها مائِتًا مَفروقًا عنها مُرتفِعًا فَوقَ الصَّليبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة الثامنة

الكاهن : لنتأمل يسوع يعزّي بنات أورشليم.
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع، انت الذي عزّيت بناتِ أورشليم اللواتي كنَّ يَبكَيْنكَ معذباً، عَزِّ نفسي برحمتك، فاني اريد ان اعتمد عليها وحدها وان اجاوبَ عليها دائماً. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

يا أمَّ ينبوعِ المحبَّةْ إمنَحيني منكِ هبَةْ التَّوجُّعْ والنَّحيبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة التّاسعة

الكاهن : لنتأمل يسوع وقعاً تحت الصليب مرة ثالثة.
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع، بحق العذابات التي احتملتها في سقوطك الثالث تحت الصليب، اطلب منك ان لا تسمح بأن اسقط في الخطيئة مرة ثانية ابداً. نعم، يا يسوع، انني ارتضي بأَن أموت قبل أن أسقط في خطيئة من جديد. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

إمنَحي نارًا لِقلبي يَشتعِلْ بِيَسوعَ ربّي صاحبِ الحُبِّ العَجيبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة العاشرة

الكاهن : لنتأمل يسوع لما عُرّي من ثيابه وسُقي خَلاً ومُرًّا.
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع، أنت الذي عُرّيتَ من ثيابك وسقيت مُرًّا أسألك ان تعريني من الانشغاف بالأَشياء الأرضية. واجعلني أكره كل تعلّق بالدنيا والخطيئة. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

إجعَلي أمّي الحنونَةْ الجراحاتِ الثَّمينَةْ قلبَنا القاسي تُصيبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة الحادية عشرة

الكاهن : لنتأمل يسوع مسمَّرًا على الصليب.
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع، بحق الآلام التي احتملتها بتسميرك على الصليب في يديك ورجليك بمسامير قاسية، اجعلني اصلب جسدي بروح الامانة المسيحية. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

ابنُكِ مَجروحْ مُؤلَّمْ وهو مِن أجلي تألَّمْ أعطيني مِنهُ نَصيبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة الثانية عشرة

الكاهن : لنتأمل يسوع مائتاً على الصليب
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع إلهي، انت الذي، بعد ان نازعت ثلاث ساعات على الصليب بأَوجاع مرّة، متّ لأَجلي، اجعلني اموت قبل ان اسقط في الخطيئة فيما بعد. وإذا شئت ان احيا فلتكن حياتي فقط حتى احبك وأخدمك بكل امانة. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

أشْرِكيني في نَحيبِكْ حينما عُلِّقْ حَبيبِكْ واجرَحي قَلبي الكئيبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة الثالثة عشرة

الكاهن : لنتأمل يسوع منزلاً ع الصليب وموضوعاً في حضن أمه.
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا مريم الأُم الحزينة، ما اعظم سيفَ الوجع الذي جازَ في قلبك عندما رأيتِ ابنَكِ يسوع العزيز مائتاً في حضنكِ. فأطلبي لي يا مريم ان أكره دائماً الخطيئة سببَ موته وتألمك الشديد، وان احيا مسيحياً حقيقياً واخلص نفسي. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

إمنَحي عَبْدًا ذَليلاً أنْ يكونْ لكِ خَليلاً ناجِيًا مِنَ اللَّهيبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة الرّابعة عشرة

الكاهن : لنتأمل يسوع موضوعاً في القبر
الكاهن : نـســجـد لـك أيـهـا الـمـســــيـح و نـبـاركـكْ
الشعب : لأنكَ بـصـليـبـِكَ الـمُـقـدس خلصت العـالـمْ
الكاهن : يا يسوع، انا اشتهي ان ابقى معك دائما ميتاً عن العالم، وان لا احيا إلاَّ لأَجل محبتكَ فقط، لكي اتمتع معك فيما بعد في الفردوس السماوي بثمرة آلامك المرة وموتك على خشبة العار. آمين.

صلاة الأبانا – السلام

الكاهن : ارحمنا يا رب
الشعب : ارحمنا
الكاهن : فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين.
الشعب : برحمة الله والسلام. آمين.

إذْ يموتُ الجِسمُ منّي بلِّغي نَفْسي التَّمنّي مجْدَ فادينا الحَبيبْ
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

صلاة

أيّها الآب الأزلي، يا من قدّست راية الصّليب المحيي بدم ابنك الثمين، نسأل مراحمك أن تمنح الذين يكرّمون هذا الصّليب المقدّس مغفرة خطاياهم ودخول المجد الأبدي، باستحقاقات مخلّصنا يسوع المسيح. آمين.

صلاة: الأبانا – السلام – المجد (على نية الحبر الأعظم لاكتساب الغفران)

ويبارك الكاهن الشعب بالصّليب قائلاً:

الكاهن :  نعمة سيّدنا يسوع المسيح تكون معكم دائمًا، وذكر آلامه المقدسة وقوّتها يستقرّان في قلوبكم، ورسم صليبه الطاهر ينجّيكم من جميع أعدائكم باسم الآب + والابن + والروح القدس +

الشعب :  آمين.

زياح الصّليب

يا شَعبي وصَحْبي، أينَ عَهدُ الأَيمانْ

أينَ الوَفا بالحب والوَدادْ والرِّضوانْ

كالقاتِلْ والعَدو دَفعتُموني للهوانْ

وما بينَ اللِّصَّين، صلبْتُموني عُرْيانْ

تُرى ماذا عَملي فصارَ هذا جَزائي!

تُرى مَنْ هو المُدّعي، وما هو وُجوبْ قضائي!

أما تَذكرونَ الجميلْ أما تَذكرون سَخائي؟

كَمْ عليلٍ كَمْ سَقيمْ قد شَفاهُ اعتِنائي!

يا ناظرينَ شِدَّتي، يا مُبْصِرينَ بَلوَتي

يا سامِعينْ بُكائي وحَسَرات والِدتي

هلْ وَجدْتُم مَنْ بُلي واصابَتْهُ مَصيبَتي؟

هلْ مَنْ سُقي كأسي واستَطْعَم مَرارتي؟

يا مريم أمّي، نَحيبُكِ يَزيدُ أدْمُعي

إرحَميني أُسكتي، أُترُكيني إرْجَعي!

يا أبتاه لماذا تَتركُني بِوَجَعي؟

خَنقَتْني الحسَراتْ وتَمزَّقَتْ أضلُعي!

يتلو الكاهن صلاة للصليب المقدّس أو الأفعال الخمسة،
تكريمًا لجراح السيّد المسيح الخمسة، وبعد كلّ منها يقولون، جوقين : صلاة: الأبانا – السلام – المجد

صلاة للصليب المقدس

الكاهن :  تَبارَكتَ، أيّها الصّليب المُقدَّس، خَشبةُ الحياة، هادِمُ الضَّلالِ وواهِبُ العالَمِ الخَلاص. أنتَ رايةُ الظَّفَرِ في المعرَكة. بِكَ صُنِعَتِ الآياتُ العَجيبَة. إنَّكَ مُبطِلُ الذَّبائحِ ومُتَمِّمُ الأسْرار. بِكَ يأتينا السّلام ويَحِلُّ فينا الفَرَح. بِكَ تَرتَفِعُ الكنيسةُ ويُصانُ أبناؤُها. بِكَ تَتقدَّسُ أجسادُنا وتَتنَقّى نُفوسُنا. بِكَ تُمحى زَلاتُنا ويَزيدُ بِرُّنا. بِكَ يُدرِكُ المُؤمنونَ الكَمال. بِكَ يَتسلَّحُ الأحياء. بِكَ يَستريحُ الرَّاقدون. بِكَ نَستَظِلُّ في اليومِ الآخِر. ومعَكَ نَسيرُ إلى مَنزِلِ الحياة، ونَرفَعُ المَجْدَ إلى المَسيحِ – الكلِمَةِ الَّذي صُلِبَ علَيك، وإلى أبيه وروحِهِ الحَيِّ القدُّوسِ إلى الآبَد.

الشعب :  آمين.

الأفعال الخمسة

باسم الآب والابن والروح القدس. آمين

فعلُ الإيمان

يا سيّدَنا يسوعَ المسيح ، إنَّنا نُؤمنُ إيمانًا ثابتًا بجميعِ ما تُؤمنُ بهِ وتُعلِّمُنا أمُّنا الكنيسةُ المقدَّسةُ أنْ نَعتقِدَ به، لأنَّكَ أنتَ أوحيتَهُ إليها، يا مَنْ أنتَ الصِّدقُ الَّذي لا تَغِشّ ولا تُغَشّ. فنَسألُكَ بمحبَّتِكَ لوالدَتِكَ القدّيسةِ مريمَ العَذراء وصفيِّكَ البارِّ مار يوسفَ البتول، وبِجُرحِ رجلِكَ الشِّمالِ أنْ تَمنحَنا نِعمتَكَ لِنَحيا ونَموتَ بها. آمين

صلاة: الأبانا – السلام – المجد

فعلُ السُّجودِ والشُّكر

يا سيِّدَنا يسوعَ المسيح، إنَّنا نَعترِفُ بكَ ونَسجُدُ لكَ بما أنَّكَ إلهُنا ومُخلِّصُنا وديّانُنا السَّامي، وإذْ نحنُ مُنحَنون أمامَ عظمتِكَ الإلهيَّة، نُقدِّمُ لكَ الشُّكرَ على جميعِ النِّعمِ الَّتي منحتَناها وسوفَ تَمنحُها إيّاها. فنسألُكَ بمحبَّتِكَ لِوالدتِكَ الكلّي قدسها مريمَ العذراء وصفيِّكَ البارِّ مار يوسفَ البتول، وبُجرحِ رجلِكَ اليَمين أنْ تَمنحَنا نعمتَكَ لنَحيا ونموتَ بها. آمين

صلاة: الأبانا – السلام – المجد

فعلُ الرَّجاء

يا سيِّدَنا يسوعَ المسيح، إنَّنا مُتَّكلونَ علَيكَ ومُترجَّون منكَ أنْ تُسعِفَنا وتُدبِّرَنا في حياتِنا هذه وتَصفَحَ عن ذنوبَنا وتُملِّكَنا نَعيمَكَ الدَّائمَ الأبديَّ لأنَّ كلَّ رجائِنا مُتعلِّقٌ على رحمتِكَ غَيرِ المَحدودةِ وصلاحِكَ غيرِ المَوصوف. فنسألُكَ بمحبَّتِكَ لِوالدتِكَ الكلّي قدسها مريمَ العذراء وصفيِّكَ البارِّ مار يوسفَ البتول، وبُجرحِ يدِكَ الشمال أنْ تَمنحَنا نعمتَكَ لنَحيا ونموتَ بها. آمين

صلاة: الأبانا – السلام – المجد

فعلُ المطابقة

يا سيِّدَنا يسوعَ المسيح، إنّنا مُسلِّمونَ إلى مشيئتِكَ الإلهيّةِ الكلِّيَّةِ الاستِقامَة، ونقبَلُ مِنْ خاطرِنا من يدك  الأمراضَ والمصائِبَ والمَوت بذلك النَّوعِ والزَّمانِ الَّذي تُريدُه أنت. ولا نَرغَبُ يا يسوعَنا الحبيب، إلاّ أنْ تَكمُلَ بنا مشيئتُكَ الصَّالحة، الآنَ ودائِمًا وفي كلِّ مكانٍ وزَمان. فنسألُكَ بمحبَّتِكَ لِوالدتِكَ الكلّي قدسها مريمَ العذراء وصفيِّكَ البارِّ مار يوسفَ البتول، وبُجرحِ يدِكَ اليَمين أنْ تَمنحَنا نعمتَكَ لنَحيا ونموتَ بها. آمين

صلاة: الأبانا – السلام – المجد

فعلُ النَّدامةِ والمحبَّة

يا سيِّدَنا يسوعَ المسيح، إنَّنا نادمونَ مِن صَميمِ قلوبِنا، لأنَّنا أهنّاكَ بأفعالِنا السَّيِّئَةِ واستَحْقَقنا مِنكَ القصاصَ بِعذاباتٍ زَمنيَّةٍ ونِيرانَ جهنَّمِ الأبديَّةَ، وخسِرْنا لَذّاتِ ملكوتِكَ السَّماويَّةَ ولا سيَّما لأنَّا أهنَّا محبَّتَكَ الأبويَّة، يا مَنْ أنتَ إلهٌ صالِحٌ ومُستحِقٌّ محبَّةَ جميعِ خلائقِكَ الدَّنيئة. ونَعزَمُ العَزمَ الثَّابِتَ بعدَمِ الرُّجوعِ إلَيها ونَقبَلُ الموتَ ألف مرّة ولا أن نَرتكِبُ خطيئةً واحدةً مُميتَة. فنسألُكَ بمحبَّتِكَ لِوالدتِكَ الكلّي قدسها مريمَ العذراء وصفيِّكَ البارِّ مار يوسفَ البتول، وبُجرحِ جنبِك الطاهر أنْ تَمنحَنا نعمتَكَ لنَحيا ونموتَ بها. آمين

صلاة: الأبانا – السلام – المجد

بينما يبخِّرُ الكاهن الصّليب، ثمّ ينهض فيحمله ملتفتًا إلى الشعب، الشعب ينشد: تشبوحتو لمريو

تشبوحتو لمريو

ماتَ ابنُ الله مُعذَّبًا عنّا فوقَ الصّليب

وأسلمَ روحَهُ لأبيهِ رَبِّ الكونِ العَجيبْ

شُقِّقَتِ الصُّخورْ وتَفتَّحَتِ القُبورْ

واستَولى العَنا على كُلِّ المَعمورْ

طعَنوا بالرُّمحِ قلبَ الَّذي بهِ كلُّ شَيء كانْ

فجَرى منهُ دمٌ وماءٌ أحيا بَني الإنسانْ

تشبوحتو لمريو

إنَّ البيعةَ مُذْ أبصرَتْ شَمسَ البِرِّ المُنيرْ

على عُودِ العارِ مَصلوبًا وهو الإلهُ القَديرْ

حزِنَتْ جدًّا وبَكَتْ بِدَمْعٍ غَزيرْ

إذْ رأَتْ جِراحَهُ وآثارَ المساميرْ

خَضَعَتْ وقالَتْ لَهُ ها أنا يا غايَةَ المُنى

ساجِدَةٌ معَ أولادي إذْ مُتَّ لأجلِنا

أو تُنشد بالسِّريانيّة

تِشْبوحْتو لْمُرْيُو: بَزْقيفُا أَشْلِمْ نَفْشِهْ بَرَ الُهُو. وْيَبْرُوحِهْ بِيدَيْ أَبُوي هَوْ مُورُو دْعُلْمي وَفْقَعْ قَبْرِي واصْطَرِي شُوعِي وِيحَدْ تِمْهُو لْخُلْهِينْ بِرْيُوتو وَبْرُومْحُو تَرعُو لْدَفْنِهْ دْبُروُيُو دْخُولو. وَرْدَوْ مِنهْ دْمُو وْمايُو حُوسُيُو لْعُلْمُو.

تِشْبُوحْتُو لْمُرْيو: لْعِلْ مِنْ قَيْسِهْ دَصْليبُو حزُتِه عِيتُو لْهَوْ شِمْشو دْزدِيقُوتُو دْمَنْهَرْ لِهْ لْعُلْمُو. حْزُتْ مَحْوُتِهْ وْسَكِي كِرْيَتْ لُهْ وْصِيصِي بِيدَوْ وْلُو كُيْتُو بْدَفْنِهْ قِرْباتْ صيدَو وْسِغْدَتْ لِهْ وهُوَخنْ امْرَتْ لِهْ دِانُا وْيَلْدَي سُغْديِنْ لُخْ دْمِطُولُتَنْ مِيت.

أو يُتلى بالعربية هذان البيتان:

تشبوحتو لمريو

فوقَ العُودِ مَمدودٌ قُدّوسُ اللهِ

جُرْحٌ مِنْ أعلى الرَّأسِ حتَّى الأقدامِ

كلُّ قَبْرٍ فُوهٌ مَفتوحُ

كلُّ صَخْرٍ مَصدوعٌ واهِ

قلْبُ مُبدِعِ الكُلِّ مَطعونٌ دامِ

يَجري مِنهُ الغُفرانُ يُروي المَعمورا

تشبوحتو لمريو

يا مَنْ تَرنو عَيناهُ مِنْ فَوقِ العُودِ

شَمسَ البِرِّ الوَهاجَ فيّاضَ الجُودِ

في كفَيهِ غاصَ المِسمارُ

شَقَّ الرُّمحُ قلبَهُ العاني

روَّيْتَ الصَّخرَ القاسي بِالدَّمِّ القاني

ربِّ إرحمنا علِّمْنا ذاكَ التَّكفيرا

يحمل الكاهن الصّليب ملتفتًا إلى الشعب وهم ينشدون بين جوقين:

قامت مريم

قامَتْ مَريَم بِنتُ داوُد حِذاءَ العُودْ

تَندُبُ ابنَها المصلوبْ بأيْدي الجُنودْ

رُمْحُ الحُزنِ غائِصْ في نَفْسِها

ومِنْ ألمِهِ غابَتْ عنْ حِسِّها

ثُمَّ فاقَتِ الوالدَةْ

وصاحَتْ آهْ يا وَلداهْ

حبيبي حبيبي يا وَلداهْ خاطِبْني

كيفْ أراكَ عُرْيانْ ولا أنْدُبَكَ يا ابني

أَوجاعَكْ حرقَتْ أكبادي

آلامَكْ خَرَقَتْ فُؤادي

كيفَ تَحيا والدتَكْ

يا وَلداهْ بَعْدَ مَوتَكْ

يا عِزَّ أمِّكَ وثَمرَتَها الفَريدَةْ

يا وحيدَ أبيكْ وصُورتَهُ المجيدَةْ

إفتراقَكْ كَسِكِّينْ جَرَحَتْني

وعذابَكْ كَحرْبةْ طَعنَتْني

إِسْمَحْ لي أمُتْ قبلَكْ

ولا أنْظُرْ أحوالَكْ

ثَمرَةَ أحشاي ما هذِهِ الحالَةْ

دماؤُك تَجري والضَّرَبات بِكَ حالَّة

مَنْ يَرثي لِحالي مِنْ جَرائَكْ

مَنْ يَمزُجْ دِمائي بِدِمائَكْ

أنتَ مَصلوبٌ في الصّليب

وأمَّكْ تَزيدُ في النَّحيبْ

ما هذهِ الكلُومْ في جِسمِكَ الطَّاهِرْ

أبدَلَتْ حُسنَكْ وجمالَكَ الزَّاهِرْ

بَهاءُ وجهَكْ تَغيَّرْ بالاصْفِرارْ

ودُموعَكْ تَذْرِفْ كالأمْطارْ

حسَراتَكْ أذابَتْني

عذاباتَكْ أَوْهَتْني

يا أمَّ يسوعْ بِنْتَ الآبِ الأكرَمْ

يا عَروسَ الرُّوحِ القُدّوسِ الأعظَمْ

أَشْرِكينا بآلامِ فادِينا

زَيِّنينا بِنعمَة بارينا

لِنَخْدُمَكِ على الدَّوامْ

مَدى السَّاعاتِ والأيّامْ

يبارك الكاهن الشعب بالصّليب قائلاً:

نعمة سيّدنا يسوع المسيح تكون معكم دائمًا، وذكر آلامه المقدّسة وقوّتها يستقرّان في قلوبكم، ورسم صليبه الطاهر يُنجّيكم من جميع أعدائكم: باسم الآب + والابن + والروح القدس +

الشعب:  آمين.

واحبيبي واحبيبي

واحبيبي واحبيبي أيُّ حالٍ أنت فيه

من شجاك مَن مَناك ابن من هذا السفيه

يا حبيبي أَيَّ ذنبٍ قد صنعت أو كريه

أنتَ مجهودٌ جريحٌ ليس فيك مِن شفا

بِنتَ صِهيون انظُرِيني غارقًا في ذي اللُّجَجْ

قد تُركتُ وخُذِلتُ والبَلا كبدي وَلَجْ

لا صديقٌ لا ولا مِن أَنسِبائي مَنْ خرَج

كي يذودَ العارَ عنِّي ويُسَلِّي المُبتَلى

قد رُبطتُ وضُربت مِثلَ أَدنى المُعدَمِين

بِسياطٍ قد جُلدتُ مِثلَ شرِّ المُجرمين

كلُّ هذا مِن جَراكم كي تكونوا مُكرَّمين

فانظروني هل رأيتم مِثلَ سُقمي فى الوَرى

مَدَّدوني كخروفٍ سَمَّروني في الصّليب

كلُّ عونٍ فرَّ عنِّي مِثلَ إنسانٍ غريب

فندَبتُ وطلبتُ مُبدِعَ الكون الرقيب

أَعْقَبَ الظُّلمَ انخِذالي واضطرابٌ وبُكا

 

الصوم يشفي من الأنانية


الصوم يشفي من الأنانية المطلوب ممّن يريد أن يحبّ، أوّلاً أن يُؤْثِرَ الآخرين على ذاته، أن يحبّ الآخرين لا ذاته، أن يفضّلَهم على نفسه. هذا يعني أنَّ عليه أن يكون قادراً على تجاوز أنانيته، وأن يستطيع القول لشهواته ورغباته “لا”. من يركض وراء تحقيق رغباته وشهواته لا يصير عاجزاً عن محبّة الآخر فحسب، ولكن غالباً ما يستبيح هذا الآخر، ويعامله إمّا كسلعة، أو كعدو ينافسه على سلعٍ.

هكذا إنسان لا يمكنه أن يرى الله، وتغدو حياته دون فردوس. في الأحد الأخير قبل الصيام أقمنا تذكاراً لطرد آدم من الفردوس لأنّه لم يحفظ الصوم فيه. إنَّ الحركة الأنانيّة المغلقة هدَّامة. الحركة الأنانيّة للأهواء تعني تسخيرها للمصالح واللذّات الفرديّة، وبالتالي عصياناً للمشيئة والوصيّة الإلهيّتين. الأنانيّة تفصل الإنسان عن الله والقريب. المسيح بصومه أربعين يوماً، أي برفضه الخضوع لشهوة الطعام، يؤكّد على قوله “لا” لإرادته البشريّة و”نعم” للإرادة الإلهيّة، ويوضح لنا طريق العودة المعاكسة لطريق الآدميّين عامّةً. لهذا السبب وضع الصوم في الكنيسة، لكي تُتاح الفرصة لكلّ إنسان أن يقول لأناه “لا”، ويغلب بذلك الميول والشهوات، ويقود بدل أن يُقاد. إنَّ الصوم هو تدريب على المحبّة في نهاية المطاف، فهو يقوي طاقة المحبّة بِهَدْمِهِ حواجز الأنانيّة، ويروِّض الإنسان على حركة المحبّة نحو الله والقريب، ويجعله مرهف الإحساس بهما؛ ولهذا السبب يترافق الصوم مع الإحسان.

الصوم يدرِّب الإنسان على تجاوز الإشباع الأناني عنده فينقذه من هذه العبوديَّة. هكذا جرّب الشيطان آدم، إذ عرض عليه إشباعاً أنانياً وتملّكاً وتألّهاً بقدراته الذاتية وبإشباع اللذة. وصار مذاق تلك الثمرة مُرّاً في النهاية. وأكثر من ذلك، جعل هذا الإشباع على حساب الله متّهماً إياه بالحسد، وكأنَّ الله لا يريد ذلك لكي لا يصير الناس آلهة. إنَّ الإشباع الأناني يقوم دائماً على حساب آخر، ممّا يعني الابتعادَ عنه، وهذا هو الجحيم بالفعل لأنّه انقطاع وعزلة. ولهذا فكل إشباع أنانـيّ نهايته مُرّة. عندما يجعل الإنسان استسلامه لأنانيته أمراً يتكرر يصير هذا الأمر عادة. وهذه العادة تقتل فيه روح التمييز أو التقييم، وتصير الأنانيّة قانوناً عنده، وهذا هو بالتمام، الموت الروحيّ وقتل الفرادة الإنسانيّة.
إنَّ إنساناً كهذا لا يعود يحسب في حياته حساباً للإرادة الإلهيّة، وما هذا إلاَّ حياةٌ مطرودة من الفردوس. وهنا يأتي دور الأصوام والنسك، في قلب هذه الحركة، من أجل إيقافها، وبثّ الشوق إلى حياة الفردوس. وما الصوم إلاَّ إعادة لهذا الفردوس الضائع، إنّه وقفة بكاء على الأبواب، وحنين إلى الأرض المشوق إليها. وهكذا فالصوم والنسك يصيران فعلاً أداة عودةٍ، لا هدفاً. وإلاَّ لَعادتْ هذه الفضيلة وانقلبت إلى حركة أنانية تبعدنا عن رؤية وجه المسيح، وتشعرنا بالبرّ الذاتي. الصوم هو قلبٌ للرغبات، إنّه الانتقال من إشباع الذات إلى تهذيبها، والتفكير بالربّ والآخرين. إنّه تحويل الحبّ من الذات إلى الخارج (الله – القريب)، فالموضوع ليس موضوع تقوية للإرادة وحسب، وإنّما هو فعل محبّة، وانطلاقة للشخصيّة، وتحرر من قيود الأنانيّة. إنَّ محاربة هذه النـزوات الأنانيّة تبدأ من الأهواء والميول الجسديّة الشهوانيّة؛ فالميول العقلانيّة أصعب من حيث محاربتها وإدراكها. كما إنَّ بداية التراخي تبدأ من الجسد أيضاً.

وهكذا يَقرُن الآباء بين إباحيّة الجسد وفساد الأفكار. إنَّ كثرة الطعام تجلب روح الزنى والأهواء الأخرى، لذا فإنَّه من هنا يبدأ الإنسان بالسيطرة على ذاته. ومقياس الجهاد في الصوم يختلف من إنسان لآخر. الصوم هو منهجيّة طبيعيّة تداوي الأنانيّة، إذن هو نسبيّ وليس شرائعياً. لذلك قانونه، “صُمْ بقدر ما تستطيع”، عوضاً عن العرف العام “كُلْ بقدر ما تستطيع”. العفّة والصوم هما دالة أمام الله، وبهما صار موسى كليم الله (ذكصا أحد مرفع الجبن). الصوم هو بداية كلّ الفضائل؛ فضبط شهوة الطعام هو تصحيح للحركة الأنانيّة. إنَّ قوّة السيطرة على شهوة الطعام تفسح للإنسان المجال أن يلج ميدان الفضائل الأُخرى بسهولة. لهذا يمكننا اليوم أن ندرك ضرورة الصوم أكثر ممّا مضى. ففي عصرنا الحالي، المُشبَع باللذّات والمُبيح لكلّ إشباع أناني دون حدود، صار الصوم مطلباً أكثر إلحاحاً… فأين الزاعمون بإلغائه وتعديله… نحن في زمن صار فيه الإنسان عبداً لذاته بالكليّة ويحتاجُ لأصوام أكثر من ذي قبل.

نحن في زمانٍ صارت فيه الفرديّة ناموساً وبالتالي فهي تحتاج لأصوام أكثر من أيّام سَلَفَت حيث كان التآخي شريعة. إنَّ شباب عصر الرفاهيّة يحتاجون إلى الصوم أكثر من شباب أيّام الجوع. الصوم ليس عبادة من أجل التبرير، ولا هو فرصة تجعلنا أُناساً “صالحين”؛ لهذا يطالب البعض بتخفيفها كي يستطيعوا أن يبقوا “صالحين”. الصوم هو بساطة في الطعام، وإصلاح طاقات المحبّة وتحويلها من الشهوات إلى الآخر. الصوم تطهير إذن للداخل من صنم الأنانيّة والسعي وراء اللذّات وإشباع الذات الخاطئ. الصوم يفتح العين على الله والقريب. هكذا يصير الصوم أداة توجّه نحو الله، وواسطة لقاء معه. حَلُّ الصوم أبعد الله عن عينَ آدم، وبالصوم عاين موسى الله حين نقّى عينه الداخليّة.

آميــن

الأب جيرارد أبي صعب

الحسد

 !!!عندما يضرب “الحسد” بيده الدامية
!!!…تُعمى البصيرة ويُفقد البصر …. لكن رحمة الرب تنتشلنا

في زمالة العمل كما في الصداقة وبين الرفاق والإخوة والفرقاء والأزواج… في كل أنواع العلاقات
…المحبة لا تُشترى ولا تُباع !!!

:إن ما يُفسد جمال العلاقات بين الأصدقاء أو الرفاق أو حتى زملاء العمل، مرض عُضال إسمه

—-
“الحَسد”

——
:أسبابه: غيرة هوجاء وضعف بالثقة بالله وبالنفس  عواقبه
…اضطراب وملل
…فوضى في التعاطي والتواصل
…خلل في الشفافية
…اعتياد على الثرثرة وأحاديث الطَعن ومُخططات التفشيل
…هروب من الذات وتهشيم بخصوصيات الآخرين

——

:العلاج
هو واحد: الصلاة التي تُترجم لأعمال، نُذكّر  صبح مساء ونردد في كل لقاء ،العيش على أساس قاعدة المسيحي الذهبية

“إفعلوا للناس ما أردتم أن يفعله الناس لكم”

…ومن خلالها وحدها يتمكن الإنسان من العيش بسلام مع أخيه الإنسان فيفرح لفرح الناجح ويدعم الضعيف كي يصل إلى تحقيق أهدافه ويُعزي المحزون كي يخرج من دوامة حزنه

وتذَكّر دائماً أن المحبة لا تُشترى ولا تُباع فلا تدّعيها مع الآخرين عندما تعيش
“عصرك الذهبي”
ولا تُحوّلها انتقاماً عندما تعيش
…”صراع الظلام”
فإن كُنت مُختبراً بعيشك ما وصفناه في كلتا الحالتين فعليك أن تعلم أنك لم تذُق بعد طعم المحبة إنما كنت غارقاً في بحر المصلحة متأرجحاً بين أمواج الرغائب والمطامع والضياع دون أن تعلم على أي شاطىء ترميك

تشددوا بنعمة الله وثقوا بعدالته وليحب الواحد الآخر حب المسيح لكنيستة ، محبة لا غش فيها ولا خداع . وعالجوا كل الأمور بالتأمل والصمت والهدوء وبخاصة عدما تثور وتفور حواسكم أمام كل أنواع الإستفزاز والظلم
بهذا يعلم الجميع أننا أبناء النور
…فتدوم الصداقات أبدية رغم كل التحديات*
…وتُعجن العلاقة بالرفاق بالفرح والشفافية*
وتتألق علاقات الزمالة في العمل*
…بزهو النجاح الفردي والجماعي
….يتقدس الزواج ولا يفتر مع مرور الزمن*
…يتماسك الإخوة بعيداً عن طمع الميراث*

…هذا هو معنى جماعة الله أي “الكنيسة” وخارج هذا المفهوم ، يبقى الله مُجرّد “ورقة يانصيب” نشتريها عند الشعور باقتراب الإفلاس ،نرميها عندما تخسر، ونؤلهها عندما تربح
:نعود لنقول
…لا تسمحوا لأحد أو لأي شيىء أن يسلب منكم فرحكم وسلامكم لأنهما من الله نعمة

——

الخوري فريد صعب
صوم مبارك للجميع