Mardi, octobre 28, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 15

من أقوال القديس يوحنا الذهبي الفم

  • الصلاة هي مصدر وأساس لبركات لا تحصى هي قوية للغاية.. الصلاة مقدمة لجلب السرور.

 – على الإنسان أن يردد على الدوام صلاة :
“ياربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا الخاطئ”
سواء أثناء عمله أو سيره أو أكله أو راحته حتى يتغلغل اسم ربنا يسوع المسيح في أعماق القلب ويحطم كبرياء الحية القديمة الرابضة في الداخل لإنعاش الروح. لذلك داوم بلا انقطاع على ترديد اسم الرب يسوع حتى يحتضن قلبك فيصير الإثنان واحدًا.

 – ليتنا ننتفع بضرورة الصلاة وندرك أن في تركها فقدان حياة النفس إذ هما شيء واحد لا ينفصل.

 –  “قدسهم في حقك”، بمعنى “اجعلهم قديسين بعطية الروح والتعاليم الصادقة”. كما أنه عندما قال:
“أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به”
(يو 15: 3). هكذا يقول الآن نفس الشيء: “أرشدهم، علمهم الحق”… فإن النطق بالتعاليم المستقيمة بخصوص الله يقدس النفس. وإذ يقول إنهم يتقدسون بالكلمة، لا يتوقف ذلك على أعمالٍ العجيبة… إذ يعرف أن كلمة الله هي أيضًا تطهر.
لكن القول: “قدسهم” يبدو لي أيضًا أن تعلن عن أمر آخر مشابه. “كرسهم لأجل الكلمة والكرازة. هذا ما يظهر مما جاء بعد ذلك.

 – السكون قرين النسك، السكون يعطي القلب عزلة دائمة.
 
 – من لا يصلي لا يوجد فى حياته شيء صالح بالمرة.

 – أنتم تشتاقون أن تروا ثيابه أما هو فيهبكم ذاته لا أن تروه فحسب بل وتلمسوه وتأكلوه وتقبلوه في داخلكم

 – مع الصلاة ارشم نفسك بالصليب على جبهتك وحينئذٍ لا تقربك الشياطين لأنك تكون متسلحا ضدهم.

 – الصلاة سلاح عظيم وكنز لا يفنى.

– إن اردت ألا يأتي لك حزن فلا تحزن إنسانا ما.

 – الحب هو جواز السفر الذي به يعبر الإنسان كل أبواب السماء دون عائق.

عيد ارتفاع الصليب المجيد

عيد ارتفاع الصليب المجيد
(١٤ أيلول)

:نبذة تاريخيّة عن الصليب المقدَّس

تمَّ الكشف على الصليب المقدّس بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير.. التي شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالي ثلاثة آلاف جندي، وفي أورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها في ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها إليه أحد اليهود الذي كان طاعنا في السن .. فعثرت على ٣ صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصري ملك اليهود واستطاعت أن تميّز صليب المسيح بعد أن وضعت الأول والثاني على ميت فلم يقم، وأخيرا وضعت الثالث فقام لوقته. فأخذت الصليب المقدس ولفته في حرير كثير الثمن ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة.. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب … وأرسلت للبابا أثناسيوس بطريرك الإسكندرية فجاء، ودشن الكنيسة بأورشليم في احتفال عظيم عام ٣٢٨ م. تقريبًا

:أهميّة الصليب في حياتنا
عيد الصليب هو عيد مبارك . هو ينبوع النعم والبركات ومصدر القوة والنصر . فعليه صلب السيد المسيح و غلب به الموت
وفي رشمنا للصليب اعتراف بالثالوث الأقدس الآب والإبن والروح القدس، اعتراف بوحدانية الله كإله واحد، اعتراف بتجسد الابن الكلمة وحلوله في بطن العذراء مريم.

لما بسط موسى النبي يديه على شكل صليب انتصر، ولما رفع الحية النحاسية نجى الشعب، ولما ضرب الصخرة بالعصا قيل أنه ضربها على هيئة صليب فانفجر الماء منها. و آبَاءَنَا القديسون عملوا المعجزات ،انتصروا وغلبوا الشر بإشارة الصليب المقدس. لا ولن توجد قوة تضاهي قوة الصليب. فيجب علينا أن نضع صليباً في بيوتنا فنحمي به عائلتنا من كل قوة شريرة

:صلاة
أيها الصليب المجيد ، بك نستمد القوة، ومعك نعيش بسلام وطمأنينة. أنت هويتنا وفخر لنا . بك نحيا وننتصر على الشر و الخطيئة
يا إلهي كم هي عظيمةٌ رحمتك، ومحبتك لا نهاية لها . اسمح لنا وعلمنا كيف نحمل معك بفرح الصليب الذي حملته وصلبت عليه من أجلنا. شكراً لك أيها الفادي على كل نعمك التي وهبتنا اياها
شكراً يا يسوع لأنك دائماً معنا
شكراً يا إلهي لأنك حاضر في كل ثانية لتنقذنا وتنتشلنا إن تعثرنا
يا سيد الكون ويا ملك الملوك إقبل قلبنا مسكناً لك فينبض دائماً بالمحبة والإيمان
المجد لك أيها المسيح يا من تروي قلوبنا بسلامك ورأفتك وتشبع روحنا بنورك المضيء
ننحني لك أيها الصليب المجيد ونستمد منك القوة لنتغلب بها على كل شر يحاربنا ويحاول ابعادنا عنك. آمين

إعداد سيلاني : فريق صوت الرب]]>

شرح تاريخ عيد الصليب

شرح تاريخ عيد الصليب

† المقدس من العلامات التي يعتز بها المؤمن المسيحي، ويتجلى ذلك في حياته اليومية فنراه يرسم علامة الصليب في كل وقت كان، في الأفراح والأحزان والآلام
القصة المذكورة عن اكتشاف خشبة الصليب المقدس: يرتبط عيد رفع الصليب المقدس بذكرى استرجاع خشبة عود الصليب الذي عُلِّق عليه الربّ يسوع المسيح فأصبح رمزاً للفداء والقيامة والمجد
تخبرنا الأناجيل أن اليهود طلبوا من بيلاطس صلب يسوع، فخرج المسيح حاملاً صليبه إلى الموضع المسمّى الجلجلة. ومن الثابت أن يسوع مات على الصليب، وبعد موته اهتم يوسف الرامي، بإذن من الوالي بيلاطس البنطي، بإنزال جسد المسيح ووضعه في قبره الخاص الجديد

لكن ماذا جرى لصليب المسيح؟ لقد طمروه في التراب مع الصليبين الآخرين وبسب مالاقاه المسيحيون من اضطهاد في القرون الثلاثة الأولى لم يجسر أحد على ذكره أو البحث عنه

 لما وقعت الحرب بين الملك قسطنطين وخصمه مكسانس سنة ٣١٢م طلب الملك قسطنطين المعونة من إله المسيحيين، فظهر له صليب في الجو وحوله هذا الكتابة: “بهذه العلامة تنتصر”.†
عندها آمن الملك قسطنطين بالمسيح وأمر برسم الصليب على تروس جنوده وانتصر في الحرب، ثم أصدر مرسوم ميلانو سنة ٣١٣م وأقرَّ للمسيحية حق الوجود واعترف بالدين المسيحي وسمح به

بعد هذا الظهور للصليب، ذهبت والدة الملك قسطنطين، القديسة هيلانة، إلى القدس تبحث عن صليب المسيح. وعندما سألت عن الأمر أخبروها بأن الصليب مدفون بالقرب من معبد فينوس الذي   أقامه الأمبراطور أدريانوس، فأمرت بحفر المكان وعثرت على ثلاثة صلبان، ولمّا لم تعرف أيّها صليب السيد المسيح الحقيقي، اقترح البطريرك مكاريوس أن تضع واحداً تلو الآخر على جثة أحد الموتى الذين كانت تمر جنازتهم بالمكان في ذلك الوقت، فعندما وُضع على الصليب الأول والثاني لم يحدث شيء، وعندما وُضع على الصليب الثالث، عادت للميت الحياة بأعجوبة باهرة، وبعد ذلك وضعوا الصليب على إمراة مريضة فشفيت في الحال
عندئذ رفع البطريرك مكاريوس خشبة الصليب ليراها جميع الحاضرين فرتلوا “يا رب ارحم” ودموع الفرح تنهمر من عيونهم، فرفعت القديسة هيلانه الصليب المقدس على جبل الجلجلة وبنت فوقه الكنيسة المعروفة إلى يومنا هذا كنيسة القيامة

 وتأكيدأ على صحة هذه القصة يجب ذكر قول للقديس يوحنا الذهبي الفم في خطبة ألقاها بين سنة ٣٩٠ – ٣٩٥م والتي ذكر فيها بأن الفرق بين الصليب الصحيح والصليبين الأخرين عندما اكتشفتهما الملكة هيلانة كان واضحاً من اللوحة التي كُتبت بأمر بيلاطس والتي بقيت معلقة عليه ويرى ذلك أيضاً القديس امبروسيوس أسقف ميلانو ٣٧٤ ـ٣٩٧م، ويضيف إلى ذلك بأن هيلانة أم قسطنطين التي اكتشفت خشبة الصليب المقدس فعلا

 في سنة ٦١٤م كان كسرى ملك الفرس قد اجتاح اورشليم وأسر الوف المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، ونقلهم إلى بلاده، وأخذ ذخيرة عود الصليب الكريم غنيمة، وبقيت في حوزته أربع عشرة سنة

 عام ٦٢٨م استطاع الأمبراطور البيزنطي هرقل الانتصار على الفرس، كانت أهم شروطه اطلاق المسيحيين وإرجاع ذخيرة خشبة الصليب المقدس. وكان كسرى الملك قد مات وملك مكانه ابنه سيراوس فقبل هذا بالشروط وأطلق الأسرى سالمين مع البطريرك زكريا بعد أن قضوا في الأسر ١٤سنة، وسلّم ذخيرة عود الصليب إلى الأمبراطور هرقل وكان ذلك سنة ٦٢٨م. فأتى بها هرقل إلى القسطنطينية التي خرجت بكل ما فيها الى استقباله بالمصابيح وتراتيل النصر والإبتهاج

وبعد مرور سنة جاء بها الإمبراطور هرقل إلى أورشليم ليركز عود الصليب في موضعه على جبل الجلجلة. فقام لملاقاته الشعب وعلى رأسهم البطريرك زكريا، فاستقبلوه بأبهى مظاهر الفرح والبهجة   بالمشاعل والترانيم وساروا حتى طريق الجلجلة. وهناك توقف الملك بغتة بقوة خفية وما أمكنه أن يخطو خطوة واحدة، فتقدم البطريرك وقال للملك: “إن السيد المسيح مشى هذه الطريق حاملاً صليبه، مكللاً بالشوك، لابساً ثوب السخرية والهوان، وأنت لابس أثوابك الأرجوانية وعلى رأسك التاج المرصّع بالجواهر، فعليك أن تشابه المسيح بتواضعه وفقره”. فأصغى الملك إلى كلام البطريرك، وارتدى ثوباً حقيراً ومشى مكشوف الرأس، وتابع مسيره حافي القدمين حتى الجلجلة حيث رفع عود الصليب المكرّم فسجد المؤمنون على الأرض
وهم يرنمون (لصليبك يارب نسجد ولقيامتك المقدسة نمجد) وكان ذلك في ١٤ أيلول ٦٢٨م. فشمل الفرح العالم المسيحي الشرقي وأخذوا الناس يتباركون من خشبة الصليب المقدس التي حلَّ عليها تم سرّ الفداء. بعدها نقلت الذخيرة إلى إورشليم سنة ٦٣١م

 ومنذ ذلك الحين والكنيسة تحتفل بهذا العيد العظيم: عيد رفع الصليب المقدس كل سنة في ١٤ أيلول †

:من العادات الشعبية المقترنة بهذا العيد †
إشعال النار على قمم الجبال أو في الساحات العامة، وترجع هذه العادة إلى النار التي أمرت القديسة هيلانه بأشعالها من قمة جبل إلى أخرى لكي توصل خبر عثورها على الصليب لابنها الأمبراطور قسطنطين في القسطنطينية، إذ كانت النار هي وسيلة التواصل السريع في ذلك الزمان

الأب جيرارد أبي صعب

آيات وأقول رائعة عن الصليب المقدَّس

آيات وأقول رائعة عن الصليب المقدَّس

(“وأما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم” (غل6: 14

“كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ”
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 18)

(“مَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي” (إنجيل متى 10: 38

(“إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي” (إنجيل لوقا 9: 23؛ إنجيل متى 16: 24؛ إنجيل مرقس 8: 34

(“يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ” (إنجيل مرقس 10: 21

“مَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا”
(إنجيل لوقا 14: 27)

(“إِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2

(“يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 20

(“نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ” (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 2

“عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيضاً لِلْخَطِيَّةِ”
(رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 6)

“مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي” (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 20

(“الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 24

“يا لمحبة الله الفائقة! يا للتعطفات الأبوية! فقد وهبنا عصاً قويه نقتل بها قوات الظلمة والشر.. التي هي صليب ربنا يسوع المسيح”
القديس الأنبا شنوده

“في جميع آلامه كن معه وتألم مثلما تألم
بشتيمة، بهزء، بقبول البصاق بتسمير المسامير وأصلب نفسك معه في الصليب
(وأشرب معه الخل والمر،حتى تبتهج معه في عرسه!” (الشيخ الروحاني القديس يوحنا سابا

ان الشياطين ترتعب من منظر الصليب وحتى من مجرد الاشارة به باليد.
لأن السيد المسيح له المجد ظفر بالشيطان وكل قواته ورئاساته على الصليب، وجردهم من رئاستهم وفضحهم علناً فصارت علامة الصليب تذكيراً لهم بالفضيحة واشارة الى العذاب المزمع أن يطرحوا فيه. (الأب يوحنا من كرونستادت

“ربى يسوع.. هبني فهما وإدراكا لقوة صليبك، وأشعرني عندما أكون في شدة العالم وضد مبادئ العالم أنى لست مهزوما بل منتصرا بقوة صليبك..” ابونا بيشوى

تأمل الأحد قبل رفع الصليب

تأمل الأحد قبل رفع الصليب. يوحنا 13:3-17

“وكما رفع موسى الحيّة في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن البشر”
يشير المسيح هنا إلى حدثٍ رسَمَ من العهد القديم صورةَ ما كان سيجري مع الربّ يسوع في العهد الجديد. فعندما تضجّر الشعب اليهوديّ، غير معترف بجميل الله ومحبّته، ظهرت في البرية حيّات أماتت بلسعاتها وسمّها الكثيرين. لكن عندما تحنّن الله على شعبه أمر موسى أن يرفع (على خشبة) حيّة نحاسيّة بشكل تلك الحيّات، ولكن كان كلّ من ينظر إليها يشفى من لسعات الحيّات السامة
وهذا رسم مُسبق لصلب المسيح. لقد رُفِعَ المسيح وهو يحمل شكلنا وجسدنا ذاته لكن لم يكن فيه سمّ الخطيئة. وصار كلّ من لسعه سمّ هذا الجسد ينظر إلى المتجسّد المصلوب لأجلنا فيُشْفَى
الواقع، أنّ لدى الغالبية خلطاً غير واضح بين الخطيئة وأسبابها. وغالباً ما نرمي مسؤوليّة الخطيئة على الجسد. فنحن مثلاً نبرّر السرقة بجوع ما للجسد، أو نبرر الإهمال بحجّة التعب… وكلّ خطايانا !نعيدها إلى إرغام حاجات الجسد ولذَّاته… ونخطئ في فهم قول بولس “أنّ الجسد ضدّ الروح”، وكأن الجسد يحمل دوافع الخطيئة
إنّ يسوع حمل جسدنا لكنّه لم يخطئ. حمل أهواءنا ذاتها غير المعابة من جوع وعطش وألم وتعب… لكنّه لم يسمح للأهواء المعابة أن تجعل الجسد يحمل سمّ الخطيئة
وقد كان رفع الحيّة النحاسية رسماً لرفع المسيح الإنسان. فتلك كانت شبيهة بالحيّات السامّة والربّ كان شبيهاً بالبشر، هناك الحيّة لم تحمل سمّاً وهنا المصلوب لم يحمل خطيئة، هناك كان كلّ من يُلسع بسمّ الحيّات ينظر إليها فيشفى، وهنا ما الذي يجري؟
إنّ رفع يسوع على خشبة هو رسمٌ مسبق لرفعنا نحن تلاميذه. إنّ تلميذ يسوع حين ينظر إلى سيّده مصلوباً يعتمد معه على شبه موته وقيامته. عندما يرى الجنديّ الشهم سيّده مجروحاً في الحربّ يرتمي في المعركة بضراوة أكبر

ارتفاع يسوع على الخشبة من أجلنا يجرح فينا كرامتنا، وجرحه يدمي حبّنا. أن ننقلب من أناس عاديّين إلى رسل الحبّ الإلهيّ ومبشريّ البذل والعطاء بدءاً من الذات، هو بالواقع شفاء من سمّ الأنانيّة
نداء يسوع إلينا لا يأتي كالفرض أو الواجب. نداء يسوع يخرج إلينا من المثال. إنّ ارتفاع يسوع يرفعنا: “عندما ارتفع سأرفع إليّ كثيرين”، هذه كانت نبوءته. لنسألْ كلّ مَنْ أحبَّ ومارس فضيلة، هل أملى ذلك عليه حبّ الدنيا أم حبّ المصلوب؟
لنسأل الرهبان والنسّاك والعائشين في العالم لماذا يلتزمون الصوم والصلاة والخدمة والبذل والتضحيات؟ كلّ ذلك حبّاً بمن؟ إنّه صليب المسيح الذي جرح حبّنا فرفعنا كما ارتفع هو عليه
الارتفاع الذاتي الحرّ، هذا الخيار أن نكون كالمصلوب شهداء المحبّة، وشهداء كلّ ما هو سامٍ تجاه سموم الحيَّات الأرضيّة، هو ألذّ ما في الحياة. إنّ وجود الشرّ في العالم، الألم والأمراض، والشرور الأخلاقيّة، كلّ ذلك يجعل الأرضيّات أرضاً لحيَّة تزحف على بطنها، ويجعل من خشبة الصليب موضعاً وسماءً لتلاميذ الحبّ الإلهيّ الذين يعرفون أن يبسطوا أيديهم واسعاً فيحتضنون كلّ صورةِ ألمٍ في الدنيا ولا يقبلون بمظاهر الشرّ. لا يمكن للمسيحيّ الحقّ أن يستريح وسيّده مجروح
واقع الحبّ المتواجد في قلب واقع الألم لا يرضى إلا بشهادة الصليب سياسةً. لذلك في الرسالة اليوم قال بولس: “حاشى لي أن أفتخر”، لا بمصلحة ولا بمجد ولا بمال ولا بأيّ شيء من الدنيا مما هو أسفل، و”إنّما بصليب ربّنا يسوع المسيح الذي به صلبتُ للعالم وبه العالم صلب لي”
رفع الحيّة هو رسمٌ لرفع المسيح. وصلب المسيح (رفعه) رَسْمٌ لرفعنا ولصلب كلّ من أحبه. حياتنا لا تأتي إلا من بسْطِ الأيدي شهادةً من أجل الحبّ الإلهيّ استشهاداً عن الألم البشريّ. الحبّ لا يعرف جموداً، الحبّ ديناميكيّة لا تقف. الحبّ هو الحياة. والحبّ يعشق الصليب

“لأنّه كما رُفع يسوع في الجلجلة خارج المدينة هكذا ينبغي أن يُرفع كلّ ابن بشر لكي لا يهلك العالم بل تكون له الحياة الأبدية”. آميــن

الأب جيرارد أبي صعب]]>

تساعية ميلاد القدّيسة مريم العذراء

<

تساعية ميلاد القدّيسة مريم العذراء

(من ٣١ آب إلى ٧ أيلول)

أيتها الطفلة مريم القديسة التي من بيت داود الملكي، سلطانة الملائكة، ام النعمة والمحبة، أحييك من كل قلبي
احصلي لي على نعمة حب الله بأمانة طيلة ايام حياتي وأحصلي لي أيضاً على كيفية تقديم الإكرام اللائق بكِ
لـمن هي أول مخلوق لحب الله
(السلام الـملائكي)

يا مريم الطفلة السماوية، يا من تشابهين الحمامة الطاهرة ومن وُلدت جميلة بغير عيب، آية لحكمة الله العجيبة
نفسي تفرح بكِ. ساعديني لأحتفظ بفضيلة الطهارة الملائكية مهما كانت التضحية
(السلام الـملائكي)

السلام لكِ يا مريم الطفلة القديسة والمحبوبة، بستان الفرح الروحي، حيث زرعت بها في يوم التجسد شجرة الحيـاة
ساعديني لأتجنب سموم ثمرة الشهوة والكبرياء لهذا العالم. ساعديني أن أحفر فى نفسي أفكار ومشاعر وفضائل إبنك السماوي
(السلام الـملائكي)

السلام لكِ يا مريم الطفلة الرائعة، وردة سرّية، جنة مغلقة فُتحت فقط للعريس السماوي
يا زنبق الفردوس اجعليني ان احب الحياة المتواضعة والخفيّة
واجعلي العريس السماوي يجد باب قلبي دائما مفتوح لدعوات الحب لنعمه وإلهاماتـه
(السلام الـملائكي)

يا مريم الطفلة، الفجر الذى لا يدركه العقل،باب السماء، انت رجائي وثقتي
يا محامية قديرة مدي يداك من عرشك وساعديني فى مسيرة حياتي. اجعليني اخدم الله بثبات وأمانة حتى الممات لأصل للحياة الأبدية معكِ
(السلام الـملائكي)

مباركة مريم الطفلة التي أصبحت أمًّا لله وأمّنا الحبيبة، أمطرينا بالنِّعم السماويـة، وانصتي لنا بكل رحمة وانظري إلى توسلاتي وإلى احتياجاتي التى تضغط علي من كل جانب وخاصة فى المحنة التى أمر بها الآن. أنا أضع كل ثقتي فيكِ
يا مريم الطفلة القديسة بحق الإمتياز الممنوح لكِ وبحق ما استحققتيه، أظهري لي تلك الحظوة الروحية والمميزات الدائمة التى تغدقيها والتي لا تنضب أبدًا لأنّ قوتك مع قلب الله غير محدودة
تفضلي من خلال ينبوع النِّعم الغير محدود والذى غمرك به الله تعالى من أول لحظة بحبلك الطاهر بلا دنس، اقبلي أيتها الطفلة السمائية طلبتي حتى أظل اسبّح للأبد طيبة قلبك الطاهر. آمين
تُكرّر كل يوم من أيام التساعية

]]>

تذكار قطع رأس مار يوحنا المعمدان

تذكار قطع رأس مار يوحنا المعمدان

إنَّ هيرودوس كان قد أرسل الى يوحنا من أمسكه وأوثقه في السّجن، من أجل هيروديا امرأة أخيه فيلبس لأنه تزوجها. فكان يوحنا يقول لهيرودوس:” لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك”. وكانت هيروديا ناقمة عليه تريد قتله فلا تستطيع، لأن هيرودوس كان يهاب يوحنا لعلمه أنّه رجل بار قدّيس وكان يحميه. فإذا استمع إليه، حارَ فيه كثيراً وراقَه الإصغاء اليه وجاء يومٌ مؤاتٍ لها اذ أقام هيرودوس في ذكرى مولده مأدبة للأشراف والقوّاد وأعيان الجليل، فدخلت إبنة هيروديا ورقصت فأعجبت هيرودوس والمدعوين. فقال الملك للفتاة:” سليني ما أردتِ فأعطيك”. وأقسم لها:” لأعطينك كل ما تطلبين ولو نصف مملكتي”. فخرجت وسألت أمها :” ماذا اطلب؟”

فقالت” رأس يوحنا المعمدان”. فبادرت الى الملك وقالت:” أريد ان تعطيني في هذه الساعة على طبقٍ رأسَ يوحنا المعمدان”. فاغتمَّ الملك، ولكنه من أجل القسم الذي أقسمه بمسمع من المدعوين، لم يشأ أن يرد طلبها. فأرسل الملك من ساعته حاجباً وأمره بأن يأتي برأسه. فمضى وضرب عنقه في السجن، وأتى بالرأس على طبق فدفعه الى الفتاة فحملته الى أمها. وبلغ الخبرُ تلاميذه فجاؤوا وحملوا جثته ودفنوها. (مرقس ١٧:٦-٢٩

كذلك يخبرنا مرقس الأنجيلي أنَّ يوحنا كان قد انفرد في البرية يمارس التقشفات والأصوام ويدعو الناس الى التوبة، ويغار جداً على حفظ الشريعة، لا يأخذ بالوجوه ولا يراعي احداً في إظهار الحق وفي ما هو لله. ولما عرف بأن هيرودوس قد علق بهيروديا امرأة أخيه فيلبّس واتخذها زوجة له وأخوه حي، وصنع شروراً كثيرة وامسى حجرَ عثرةٍ وشكٍ للشعب، هبَّ من خلوته وأتى يوبخ هيرودوس على عمله هذا المغاير لشرائع الله
هكذا انتقمت امرأة فاجرة من ذلك الذي قال عنه المسيح الرب أنّه أعظم من نبي وانه لم يقم في مواليد النساء أعظم منه. وكانت وفاته سنة ٣١ م

شرح أيقونة رقاد السيدة

شرح أيقونة رقاد السيدة

هذه الأيقونة الحلبية غنية بعناصر نادراً ما نجدها في غيرها من أيقونات الرقاد، فمثلاً من غير الوارد أن نرى رسماً للعذراء وهي تدفن، وهذا مشهد لا نقرأه او نشاهده إلا هنا، بالإضافة إلى وجود أشخاص من غير المعتاد وجودهم في أيقونة الرقاد. وكل هذا لإغناء الأيقونة وإعطائها رونقاً مميزاً عن غيرها
العذراء في وسط الايقونة مسجاة على ما يشبه السرير وأسفله مزين بطريقة جميلة، وعليه شرشف أحمر، والوسادة حمراء.جسد مريم منحنٍ يعكف على الناظر بكثير من الرقة. ويبدو على وجهها السلام والهدوء وكأنها نائمة. يداها موضوعتان بشكل صليب، وهي ترتدي ثوباً بنياً (دلالة على الطبيعة البشرية الفانية) ورداء مذهباً (دلالة على الطبيعة الإلهية
يظهر السيد منتصباً في وسط الأيقونة، جسده محاط بهالة بهية من النور الأزليّ ذات خلفية داكنة اللون وتعلوها كتابة IC XC باليونانية اي يسوع المسيح. نرى السيد مرتدياً ثوباً ذهبياً يغطي كامل الجسد مع اليدين، اللتين يحمل بهما طفلاً صغيراً ملفوفاً بالبياض، ويشع منه النور، انها مريم العذراء وها هي تولد من جديد في السماء على يدي ولدها وسيّدها وربّها

تحتفّ حول الربّ من كلا الجانبين ملائكة. يحمل الملاكان الأولان شعلة، ويليهما ملاكان يضعان يديهما على صدرهما بشكل صليب ويرتديان الثياب المذهبة. ونرى أربع ملائكة آخرين من كل جهة يحتفّون حول الرب ويشيرون اليه بأيديهم، وعلى رأس كل ملاك شعلة حمراء صغيرة
نرى عن يمين ويسار والدة الإله نرى عشر رسلٍ تغطي ملامح الحزن وجوههم

١- يقف بطرس أمام رأس السيدة العذراء حاملاً بيده مبخرة

٢- فيليبس الرسول

٣- ديونيسيوس الأريوباغي يحمل بيده كتاب مكتوب عليه بالعربية: “السلام عليك ايتها المنتقلة من الارض الى المنازل السماوية. ارتحلي السلام عليك يا من جمعت موكب التلاميذ بسحابة خفيفة إلى مجمع واحد السلام عليك يا رجاء خلاصنا”

٤- يعقوب أخو الرب وكلاهما يرتديان ثياباً كهنوتية.

٥- برنابا الرسول

٦- مرقص الإنجيلي

٧- برتلماوس الرسول

٨- تداوس الرسول

٩- لوقا الإنجيلي

١٠-يعقوب

١- الإنجيلي يوحنا منحن على قدمي العذراء وبيده مبخرة، وكأنه يقبل نعشها بحزن عميق

٢- بولس الرسول وبيده ورقة مفتوحة مكتوب عليها ما يلي: “افرحي يا ام الحياة يا سبب انذاري لانني وان كنت ما عاينت المسيح بالجسد الا انني اذا ابصرتك اتوهّم انني انظره هو

٣- أونيسيموس

٤- أندراوس يحمل بيده رسالة ملفوفة

٥- يعقوب

٦- أياروتاوس: يرتدي ثياب كهنة وبيده كتاب مفتوح مكتوب عليه: “أيتها العذراء التي سكن فيها حياة الكل إنني ابصرتك جهراً ممددة اليدين…المنكبين …وانذهل يا طاهرة نقية

٧-متى الإنجيلي

٨- تيطس الرسول

٩- سيمن

١٠- طيمن. بالإضافة إلى نسوة ثلاث في موازاة مع النسوة في الجهة اليمنى، اللواتي يضعن ايديهنّ المغطاة بالرداء على وجوهِهنّ

في أعلى الأيقونة نرى الهيكل، ومن جهة اليسار هناك صخرة وعليها بناء صغير مكتوب فوقه بالخط العربي “الجسمانية”، وتظهر داخل التابوت العذراء ملفوفة بالأقمطة، وهناك اثنان من أسفل التابوت يحملان الغطاء، وثلاثة رسل من جهة وخمسة من الجهة الأخرى يحاولون تسجية العذراء.أما من فوق: فهناك ملاكان وكأنهما يفتحان أبواب السماوات لاستقبال العذراء، وداخل هذه البوابة أنصاف دوائر، وعلى يمينها الشمس ويسارها القمر، ولهما شكل وجه.في الوسط تحتل العذراء ايضاً المكان البارز، فهي ترتدي ثوباً مذهباً ورداءً أحمر وعليه ثلاثة نجوم. ونراها تمدّ يدها اليمنى لتعطي الزنار المقدّس للرسول توما، وهناك 12 سحابة صغيرة موزعة بشكل متقابل، وكل سحابة تحمل أحد الرسل.العهد الجديد
لم يقدّم لنا العهد الجديد معلومات مميزة عن طفولة العذراء أو عن حياتها الخاصة فالإنجيليون لم يتكلموا عن العذراء إلاَّ بقدر ارتباطها بالمسيح. أمَّا حوادث حياتها التي لا تتعلق مباشرة بالعذراء فقد أهملت، لكنها وردت في بعض كتب الأبوكريفا مثل إنجيل يعقوب، إنجيل متى المنحول، إنجيل توما، قصة يوسف النجار، كتاب انتقال الكلية القداسة مريم. ومن خلال المعلومات الواردة في هذه الكتب نستطيع أن نميز بعض الأمور الظاهرة في الأيقونة

.مكان الدفن
حسب تقليد كنيستنا فإن رقاد والدة الإله قد تمّ في الخامس عشر من شهر آب. وأن العذراء كانت تذهب إلى أسفل جبل الزيتون عند بستان الجسماني الذي تمتلكه عائلة زبدى وكانت تسجد هناك وتروّي الأرض بدموعها وتقدّم صلوات حارة، وأنه عند اقتراب انتهاء إقامتها المؤقتة على الأرض استلمت تعزية من ملاك الرب عندما كشف لها عن قُرب مغادرتها إلى السماء: أنّ الملاك جبرائيل قد بشرها قائلاً: “هذا ما يقوله ابنك. إن الأيام التي سأحضرك بها إليَّ قد قربت لأنك ستنتقلين بعد ثلاثة أيام إلى الحياة الخالدة”. ويذكر أن العذراء عاشت حوالي خمسة وستين سنة على الأرض وأن رقاد والدة الإله قد تمّ في أورشليم، وأنها أوصت أن يُدفن جسدها الطاهر عند جبل الزيتون في بستان الجسمانية حيث دفن أبواها يواكيم وحنة وخطيبها القديس يوسف. من هنا نعرف لماذ تمَّ الدفن في الجسمانية

وجود النسوة
ويُذكر أن العذراء توجهت إلى بيت لحم بناء على ضغط اليهود، ويذكر النص أن العذراء جمعت قربها كلَّ نساء الجوار وقالت لهن “السلام عليكنّ يا أخواتي، أريد الذهاب إلى بيت لحم والإقامة في منزلي هناك لأن اليهود منعوني من الذهاب للصلاة قرب القبر وعلى الجلجثة خوفاً من أن يقوم صخب بسببي فإذا أرادت إحداكن الذهاب معي فلتأتي لأنني أثق بالرب الذي في السماء والذي يحقق مواعيده. ثم يذكر النص أن “ثلاث عذارى قديسات ذهبن معها وكن يخدمنها..”. وفي قصة نياح مريم يُذكر حضور حواء الأم الأولى، وحنة أم العذراء، وأليصابات أم يوحنا. كل هذا الكلام قد يوضح لنا لماذا هناك نسوة.

مجيء الرسل على السحب
يذكر التقليد في كنيستنا أن والدة الإله طلبت أن تشاهد التلاميذ القديسين الذين كانوا منتشرين في العالم يبشرون بالإنجيل قبل رحيلها عن هذا العالم لتودعهم. وأنها أخبرت يوحنا الحبيب بقرب رحيلها، وأن يوحنا الحبيب أخبر يعقوب أخو الرب، ويعقوب أخبر جميع المؤمنين في أورشليم وضواحيها فأتت جموع كثيرة من المؤمنين وتجمعوا حول والدة الإله. فسُمع فجأة ضجيج كالرعد وسحابة منيرة أحاطت في البيت. وخُطف، بأمر الله، الرسل المنتشرون في أنحاء العالم وأُحضروا جميعهم إلى أورشليم عدا الرسول توما، وأُقفوا أمام باب البيت الذي تقيم فيه والدة الإله. وعلى هذا نقرأ في كتاب الميناون في صلاة المساء ما يلي:” إن الرسل المتوشحين بالله قد جُذبوا من كل الجهات مرتقين على السحب بالإشارة الإلهية “.

أيضاً اكسابستلاري باللحن الثالث في سحر العيد
“أيها الرسل اجتمعوا من الأقطار، إلى هنا في قرية الجسمانية، وأضجعوا جسدي، وأنت تقبّل روحي. يا ابني وإلهي

الرجل المقطوع الأيدي
يذكر التقليد أنه بعد رقاد والدة الإله وأثناء نقل جسد والدة الإله من صهيون مارين بأورشليم إلى الجسمانية أنه رافقت الموكب سحابة مستديرة في شبه إكليل كانت تشع نوراً بهياً وكثير من اليهود الذين لم يؤمنوا بالمسيح، عند سماعهم هذه الترانيم الغير عادية تركوا بيوتهم. وانضموا إلى الجموع، عندما سمع رؤساء الكهنة والكتبة عن هذا. التهبوا حقداً وحرَّضوا بعض الناس وأرسلوا خدَّام الهيكل والجنود لتفريق الموكب وطلبوا منهم قتل تلاميذ المسيح وحرق جسد والدة الإله

وفي ذلك الوقت كان كاهن يهودي اسمه أثونيوس أو كما كان يدعوه البعض أثناسيوس ماراً في الطريق فشاهد الرسل القديسين وجموع المسيحيين حاملين الشموع يرنّمون حول موكب والدة الإله. فامتلأ حقداً وحسداً واندفع راكضاً نحو النعش محاولاً رمي جثمان العذراء على الأرض وما إن لمست يداه النعش حتى بُترت يداه بضربة غير مرئية من ملاك بسيف الغضب الإلهي والتصقت بالسرير وسقط على الأرض في بكاء وعويل. وهذا ما دفع عدد كبير من اليهود بالاعتراف بالرب يسوع أنه حقاً الإله الحقيقي، وبوالدته العذراء مريم

حينها عرف أثونيوس خطيئته، تاب ونادى الرسل قائلاً : “ارحموني يا خدام المسيح” فأجابه بطرس نحن لا نستطيع أن نشفيك، الرب وحده هو يمنحك الشفاء. حينئذ صرخ أثونيوس بصوت عظيم معترفاً أن المسيح هو ابن الله مخلّص العالم. وأنهم أسلموه حسداً وقام في اليوم الثالث. عندما اعترف أثونيوس وتاب عن خطيئته فرح الرسل وجميع المؤمنين لخلاص هذه النفس الهالكة وأمره القديس بطرس بأن يضع ذراعيه المقطوعتين على أطراف يديه الملتصقتين بالنعش وأن يدعو والدة الإله بإيمان. ولما فعل ذلك التحمت يداه في الحال ولم يبق من أثر للقطع سوى خط أحمر حول المرفقين للدلالة على القطع. عندها سقط ساجداً أمام النعش ممجداً الرب يسوع، وأمه الكلية القداسة. ثم انضم إلى جمهور المشيِّعين في طريقهم إلى الجسمانية. ثم اعتمد فيما بعد وهذه الحادثة واضحة في أيقونة رقاد السيدة

:مجيء السيد وملائكته
عند اقتراب وقت الرقاد رفعت العذراء يديها نحو السماء وطلبت من الرسل أن يشعلوا البخور ويصلوا لأن المسيح آتياً مع ملائكته على عرش شيروبيمي. وأنه قد أضاء الغرفة نور سماوي لا يوصف وسمعوا صوت كأنه رعد من السماء. لذلك نرى في الأيقونة الشمعدانان، كما نرى المباخر

وقد ظهر المسيح ملك المجد محاطاً بالملائكة ورؤساء الملائكة وجميع القوات السماوية ومعهم الآباء والقديسون والأنبياء الذين تنبؤوا عن العذراء الطاهرة. ويذكر القديس يوحنا الدمشقي في وصف هذا الحادث بأنه وجد معهم أيضاً أم والدة الإله حنة، أليصابات، إبراهيم، اسحق، يعقوب، داود وجوقة القديسين وأنها عند مشاهدتها اقتراب ابنها صرخت بصوت عظيم: تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي (لو 1: 46-47
ونهضت عن سريرها كأنها تريد أن تقابله وسجدت له. نظر إليها وقال: “قومي يا حبيبتي – يا جميلتي وتعالي” (نشيد 2: 10) ثم نهضت و باركت كل تلميذ بيدها وأعطت مجداً لله. ثم عادت واضطجعت على سريرها وسلمت روحها الطاهرة إلى يدي ابنها. ومدّ الرب يديه الطاهرتين واستلم روحها المقدسة البريئة من كل دنس ولم تشعر بأي ألم. فكانت وكأنها تغطّ في نوم. إن الذي ولدته بدون فساد وحملته بلا ألم، يتقبّل الآن روحها من جسدها الكلي الطهارة”. لذلك نرى السيد يحمل بيده طفل صغير كتعبير عن روحها الطاهرة
وعلى هذا نقرأ في صلاة المساء كانين الليتين باللحن الخامس: رتلوا أيها الشعوب لأم إلهنا رتلوا لأنَّها اليوم قد أودعت نفسها الكلية البهاء في اليدين الطاهرتين يديّ المتجسد منها بغير زرع … وأيضاً في يوم تقدمة رقاد والدة الإله في صلاة السحر من الأودية الثلاثة:” يا والدة الإله الكلية التسبيح إن الملائكة السماويين قد ابتهجوا لما تقبلوك مرتقيةً من الأرض
صعود السيدة واجتيازها الأبواب
نقرأ في صلاة المساء الكبرى:”أما القوات السماوية. الفائقة السموّ. فقد أتوا مع سيدهم الخاص. ليشيّعوا الجسم القابل الإله، والفائق الكرامة مشمولين بالمهابة فكانوا يتقدمونه بما يفوق العالم ويهتفون بحالٍ غير منظورة نحو رؤساء المراتب العلويّة قائلين: هوذا ملكة الكلّ الفتاة الإلهيّة قد أقبلت. فارفعوا الأبواب وتقبّلوا بحالٍ تفوق العالم، أمّ النور الذي لا ينفد”. هذا المقطع يوضح لنا بشكل جليّ لماذا هناك أبواب تفتح في قمة الأيقونة ولماذا الملائكة يحملون السيدة. فقد صعدت بالجسد حيث نقرأ في تقدمة العيد: “يا والدة الإله الكلية القداسة. إن رمسَك الإلهي قد أصبح خاوياً من جسدك ولكنه مملوءً من النعمة، لأنه يفيض لنا أنهار الأشفية مزيلاً كلّ ارتخاء
إعطاء توما الزنار
يرد في التقليد أنه عندما رقدت والدة الإله كان القديس توما يبشر في الإنجيل في بلاد الهند. وقد حملت سحابة الرسل إلى الجسمانية عدا القديس توما وذلك بتدبير إلهي حتى يتأكد المؤمنون من قيامة المسيح نتيجة شك توما. ففي اليوم الثالث من الدفن حملت سحابة القديس توما وأحضرته إلى مكان في الهواء فوق قبر العذراء. من ذلك المكان شاهد جسدها يرتفع إلى السماء وأنها حلّت زنارها وأعطته لتوما. ثم نزل توما ليجد التلاميذ الآخرين يحرسون قبر والدة الإله وطلب منهم فتح القبر حتى يرى جسدها الطاهر ويودَّعها. وعندما فتح الرسل القبر وقفوا مدهوشين عندما اكتشفوا أن جسدها قد اختفى، وكل ما بقي هو لباس الدفن التي كانت تفوح منه رائحة طيب لا يوصف عندئذ أخبرهم توما أنه رأى جسدها يرتفع إلى السماء وقد أعطته زنارها الشريف ففرحوا جداً

:الخاتمة
كان هذا العمل محاولة بسيطة لفهم وقراءة هذه الأيقونة وأعتقد أن أفضل ختام هو قطعة من أبوستيخن صلاة العيد تلخص لنا كل الأمور الواردة: “يا والدة الإله البتول. لما انتقلت إلى المولود منك ولادة لا تفسر. كان حاضراً يعقوب أخو الرب وأول رؤساء الكهنة. وبطرس الهامة المكرمة. وزعيم المتكلمين باللاهوت. مع سائر مصف الرسل الإلهي. ناطقين جلياً بأقوال إلهية ومسبحين السر الإلهي المذهل سر تدبير المسيح الإله، ومجهزين بفرح جسمك الذي هو مبدأ الحياة والقابل الإله يا كلية التمجيد، أما القوات الملائكية الكليو القداسة قد تطلعوا من العلاء مندهشين من العجب وقائلين بعضهم لبعض: ارفعوا أبوابكم وتقبلوا والدة صانع السماء والأرض، ولنقرّظ بأناشيد التمجيد جسدها”

الأب جيرارد أبي صعب

القديس روكز

القديس روكز

عيده ١٦ آب

ولد في اواخر القرن الثالث عشر في مدينة مونبلييه في فرنسا من ابوين شريفين تقيين. وعند ولادته ظهر على صدره صليب احمر، رمزاً لجهاده في الحياة حتى الدم. وكان متفانياً بوجه خاص في محبة القريب. ولما توفي والداه، وهو ابن عشرين سنة، وزع امواله على الفقراء، تاركاً لعمه ما يملكه من اراضٍ واسعة وقرى عديدة. ثم تنكر بزي الفقراء والمساكين وهجر وطنه قاصداً الى مدينة روما العظمى. وما دخل ايطاليا حتى رأى مرض الطاعون يفتك في اكثر مدنها. فشرع يهتم في دفن الموتى ويخدم المرضى ويشفيهم باشارة الصليب المقدس.

غير ان اصيب هو نفسه بهذا المرض ولازمه وجع مؤلم في جنبه فأوى الى غاب خارج المدينة، وهناك قاسى آلاماً مبرحة وبعد ان تحمل القديس روكز امرّ الاوجاع، مَنّ الله عليه بالشفاء، واوحى اليه بالرجوع الى وطنه، وكانت الحروب الاهلية تمزّق تلك البلاد التي قام عمه والياً عليها. ولما وصل روكز متنكراً ظنوه جاسوساً. فقبضوا عليه وساقوه الى عمه الوالي وكيل املاكه، فلم يعرفه. فأمر بطرحه في سجن مظلم، فصبر روكز على بلواه، ممارساً الصوم والصلاة واعمال الاماتة مدة خمس سنوات، ولما شعر بدنو اجله، استدعى كاهناً زوده الاسرار المقدسة، وعندما فاضت روحه البارة، اشرق نور ساطع في السجن، ووجدوا امام جثمانه الطاهر لوحاً مكتوباً عليه “من اصيب بالطاعون، والتجأ الى عبدي روكز، ينجو بشفاعته”.

وكانت وفاته سنة ١٣٢٧ وفي الحال اسرعت جدته يصحبها عمه وتحققت انه حفيدها من الصليب الاحمر الذي كان مطبوعاً على صدره فضمته الى صدرها مذرفة الدموع السخية على فقد حشاشة كبدها وذخيرتها الثمينة. اما عمه فعرفه من الصليب الاحمر الذي كان على صدره فبكاه، وتكفيراً عن ذنبه، اقام له كنيسة على اسمه تخليداً لذكره. صلاته معنا

المصدر: عيلة مار شربل

القديس استفانوس أول الشهداء و رئيس الشمامسة

أول شهداء المسيحية وأول الشمامسة أيضاً. وبما أن اسمه يوناني فيرجّح أنه كان هيلينيًا (أي أنه لم يكن يوناني الجنس بل يوناني اللغة والثقافة) أو أنه كان يهوديًا يتكلم اليونانية. ولما اشتكى الهيلينيون المسيحيون في أورشليم من أن أراملهم كن يهملن (أعمال 6: 1) انتخب سبعة رجال من ضمنهم إستفانوس ليقوموا بأمر الخدمة اليومية وتوزيع التقدمات على الفقراء من المسيحيين (أعمال 6: 2- 6) وهؤلاء الرجال السبعة يعرفون بأول شمامسة في الكنيسة المسيحية. ويصف الكتاب المقدس استفانوس بأنه رجل ممتلئ من الإيمان والروح القدس (أعمال 6: 5) وأنه كان يصنع قوات وعجائب (أعمال 6: 8) وكان ينادي بالرسالة بحكمة (أعمال 6: 10). ولما لم يتمكن بعض من هؤلاء اليهود الهيلينيين أن يجاوبوا استفانوس أو يقاوموا قوة الحكمة والروح التي كانت فيه اخترعوا ضده شكايات زور، فدسّوا رجالًا مأجورين يقولون أننا سمعناه يجدف على الله وعلى موسى وأنه تكلم ضد الشريعة وضد الهيكل. وقدمت هذه الشكاوى إلى مجمع السنهدريم (أعمال 6: 9- 14).

وقد سَجَّل لنا سفر الأعمال ملخصًا للدفاع المجيد الذي قدمه استفانوس (أع 7: 1- 53) فأبان أولًا أنه يعطي المجد كله لله (أع 7: 2)، وأنه يكرم موسى (أع 7: 20- 43) والناموس (أع 7: 38و 53) والهيكل (أع 7: 47)، ثم أبان ثانية أنه لم يكن لموسى الكلمة النهائية ولا كان الهيكل نهائيًا أيضًا. فقد اتبع موسى إعلانات سابقة. وقد وعد نفسه بمجيء نبي بعده وهو المسيح (أع 7: 37) . وكذلك الهيكل فقد جاء في أثر خيمة الاجتماع. ولم يكن المسكن النهائي لله رب الكون بجملته (أع 7: 48- 50) ثم ثالثة وبخ استفانوس اليهود على مقاومتهم لله المتكررة طوال حقب تاريخهم ، فقد قاوموا يوسف في أول نشأتهم (أع 7: 9) وموسى في دور تكوينهم كأمة (أع 7: 39- 42) والأنبياء لما استقر بهم الأمر في كنعان (عدد 52)؛ وفي النهاية صبّ عليهم أعنف اللوم وأشده لأنهم رفضوا المسيح نفسه وقد قتلوه (أع 7: 52).

وقد رفض المجلس أن يستمع لاستفانوس بعد هذا، أما هو فقال أنه يرى السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله (أعمال 7: 54- 56) عندئذ أخرجوه خارج المدينة، ربما من الباب الذي يُدعى اليوم “باب استفانوس”، ورجموه. وكان وهم يرجمونه يقول “أيها الرب يسوع اقبل روحي” ثم طلب من الرب غفران خطيتهم بسبب رجمه. وشاول الذي أصبح فيما بعد بولس، رسول يسوع المسيح العظيم، كان راضيًا بِرَجْم استفانوس (أعمال 8: 1) وكان يحرس ثياب الذين رجموه (أعمال 7: 58) ولقد كانت شهادة استفانوس المجيدة حقًا من أكبر عوامل النعمة لإعداد شاول لكي يقبل المسيح (أعمال 22: 20) . وبعد موت استفانوس لاقى المسيحيون من العذاب أشده فتشتتوا من أورشليم إلى اليهودية والسامرة (أعمال 8: 1).