Mardi, octobre 7, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 16

١٠ تمّوز الشهداء المسابكيّون الموارنة الثلاثة الشهداء

١٠ تمّوز: الشهداء المسابكيّون الموارنة الثلاثة الشهداء (١٨٦٠

اثناء حركة ١٨٦٠ في لبنان وسوريا استشهد من المسيحيين ومن بينهم الآباء الفرنسيسكان والاخوة المسابكيون في دمشق

اما الآباء فهم: الاسبانيون رويز، قولتا، اسكانيو، سولر، البركا، بينازو، فرناندز والنمساوي كولند. قتلوا في ليلة ١٠ تموز
اما الأخوة المسابكيون فهم ثلاثة من آلاف الموارنة الذين استشهدوا في سبيل المسيح. عُرفوا بسيرتهم المسيحية الطيبة

وكان من احدى عاداتهم أن تجتمع العائلة في السهرة مرة في الشهر برئاسة الأكبر بينهم لشرح الكتاب المقدس
وكان رب العائلة يتلو الكتاب المقدس من على ديوانه امام الكبار والصغار ثم يشرحه ويختم شرحه باعادة القراءة وذكر الحرف الأخير من النص، وكان على الصغير من الاولاد أن يقول آية من الانجيل تبدأ بالحرف الأخير المذكور، فان امتنع عن الجواب سنده اخوته أو أحد الفتية الحاضرين، وان عرف كانت حصته ثمرة شهية من الثمار الموضوعة للضيافة في السهرة. كان عمر الاخوة الثلاثة فرنسيس وعبد المعطي ورافائيل فوق الستين، وكان فرنسيس وعبد المعطي متزوِّجين ولهم أولاد كثر، أما رافائيل فكان أعزب. تاجر فرنسيس بالحرير وعُرِفَ بسيرتِه المسيحية اذ لم يكن يذهب الى عمله كل صباح قبل أن يمرّ في الكنيسة. اما عبد المعطي فكان قد ترك التجارة ليُعلم في مدرسة الفرنسيسكان حيث كان رافائيل يساعد الأخ المكلف بالسكرستيا

في ليلة العاشر من تموز احتموا في الكنيسة جميعهم فدخل عليهم الهائجون وطلبوا اليهم أن يغيروا دينهم فرفضوا بلسان فرنسيس قائلين:”اننا لا نخاف ممن يقتل الجسد… وان الاكليل مُعَد لنا في السماء وليس لنا الا نفس واحدة ولن نفقدها، نحن مسيحيون ونريد أن نوت مسيحيين”. فقتلوا في الكنيسة امام المذبح. ولا تزال اعضاؤهم محفوظة في كنيسة الموارنة في دمشق. طوبهم البابا بيوس الحادي عشر في ١٠ تشرين الأول سنة ١٩٢٦فلتَكُن صلاتُهُم معنا،

آمين

أسماء تلاميذ يسوع المسيح ومعنى كل واحد منهم

أسماء تلاميذ يسوع المسيح ومعنى كل واحد منهم

١- سمعان، بطرس: سمعان تعني المطيع الذي يسمع الكلمة ويعمل بوحيها. بطرس صار اسمه بعدما اعترف بحقيقة يسوع. ومعناه الصخرة

٢- اندراوس: معناه الرجل الشجاع، الثابت المتحد بالرب

٣- يعقوب بن زبدى: معناه الذي يعقب من كان قبله. وفي اللغة العربية يعني الخمرة الصافية

٤- يوحنا: معناه الله يتحنن او حنان الله

٥- فيلبس: معناه فم المصباح. نظرا لفمه الذي كان يعلن كلام الله الذي هو مصباح ونور وحياة

٦- برتلماوس: معناه من يتعلق بالماء، اشارة الى مياه المعمودية

٧- توما: معناه الاعماق ، لانه بعد مشاهدته آثار جراحات يسوع دخل في عمق سر معرفته

٨- متى: معناه هبة او عطية. الرب وهب له مغفرة الخطايا

٩- يعقوب بن حلفى: معناه؛ المتعاقب والمجاهد المتعلم

١٠- تداوس: معناها من يحرس القلب او الساهر على القلب

‎١١- سمعان القانوني : معناه السمع والطاعة

‎١٢- يهوذا الإسخريوطي: نسبة إلى قريته سوخا٠

القديسين بطرس وبولس

القديس بطرس

متى 16: 18: أنت بطرس و على هذه الصخرة أبني كنيستي و أبواب الجحيم لن تقوى عليها

تظهر حياته بشكل جلي في أسفار العهد الجديد و سفر أعمال الرسل. كان اسمه الأصلي سمعان بن يونا و لم تذكر أمه في الإنجيل أبدا. ولد في بيت صيدا و هي مدينة على بحيرة جنيسارت، و إن اخاه أندراوس هو أول من دعاه لاتباع يسوع. أطلق يسوع اسم بطرس (الصخرة) على سمعان إشارة إلى أن بطرس سيكون كأساس الصخر الذي ستبنى عليه الكنيسة. و قد كان بطرس متزوجا

كان بطرس و أندراوس صيادين و قد دعاهما يسوع ليكونا تلميذين له في نفس الوقت الذي دعا فيه يعقوب و يوحنا، ابنا زبدي. تعود المنزلة الكبيرة التي يحظى بها بطرس و بشكل جلي إلى كونه شاهدا على أحداث هامة في بشارة يسوع، عندما اعترف بطرس أن يسوع هو المسيح ابن الله ، عندما قال له يسوع: ” على هذه الصخرة أبني كنيستي “، عندما اختير مع يعقوب و يوحنا ليشهدوا التجلي. بعد العشاء الأخير شهد بطرس مرة أخرى مع يعقوب و يوحنا نزاع يسوع في بستان الزيتون، و عندما تعرّض يسوع للخيانة استلّ بطرس سيفه للدفاع عنه، لكنه أنكره بعد ذلك و في نفس الليلة، كما تنبأ عنه يسوع. بعد القيامة، ظهر يسوع عند بحر الجليل و كلّف بطرس بأن ” ارعَ خرافي. “

استشهد القديس بطرس بأمر من الامبراطور نيرون و صُلب عام 64م و رأسه للأسفل لأنه قال أنه ليس مستحقا أن يموت كما مات المسيح. تم دفن جسده على تلّة الفاتيكان حيث كشفت أعمال الحفر في الآونة الأخيرة عن قبره في موقع كاتدرائية القديس بطرس. يعتبر القديس بطرس بحسب التقليد أول أسقف لروما.

القديس بولس

الشخص الهام الثاني هو بولس من طرسوس و الذي كان يدعى أصلا شاول من طرسوس و يلقب أيضا بالرسول الثالث عشر. ولد القديس بولس في نفس الفترة التي ولد فيها المسيح تقريبا و يدعو نفسه الرسول إلى الوثنيين (الأمم). لم يلتق بولس بيسوع خلال حياته على الأرض و لكنه اهتدى إلى المسيحية بحدث عجائبي يُعرف باسم “الطريق إلى دمشق”. و كان شاول اليهودي يكره و يضطهد المسيحيين كهراطقة كما أنه ساعد في رجم القديس اسطفانوس الشهيد.

عندما كان في طريقه إلى دمشق لاعتقال مجموعة أخرى من المسيحيين، حدث الاهتداء الأكثر شهرة في تاريخ المسيحية. سقط شاول على الأرض و أبرق حوله نور من السماء أحاط به و سمع صوت يسوع المسيح، ” شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟” فالشخص الذي كره المسيح و كل المسيحيين استسلم أمام الإله الحي. عندها أخبره يسوع أن يذهب إلى دمشق، و هناك سيتم إخباره بما يتوجب عليه فعله. أصيب بولس بالعمى و لم يأكل أو يشرب مدة ثلاثة أيام. و في دمشق، أرسل الرب إليه تلميذا يدعى حنانيا، أعاد إليه بصره، ملأه من الروح القدس و عمدّه.

بعد العماد غيّر اسمه إلى بولس ليعكس شخصيته الجديدة و بدأ يسافر و يبشّر بيسوع في مجامع دمشق. أراد اليهود قتله، لكنه هرب بمساعدة بعض المسيحيين الذين دلوه في سلة من سور المدينة. قام بنشر المسيحية و خصوصا إلى الغرب من أورشليم. يعتبره كثير من المسيحيين كمفسّر مهم لتعاليم يسوع كما يعتبره كثير من المسيحيين أيضا أهم تلميذ للمسيح و ثاني شخصية بعد يسوع من حيث الأهمية في نمو و تطور المسيحية. بعد ثلاث سنوات على اهتدائه، سافر بولس إلى أورشليم للقاء بطرس و بقي معه خمسة عشر يوما.

أعدِم بولس الرسول في روما خلال فترة اضطهاد الإمبراطور المجنون نيرون للمسيحيين الذي استمر أربع سنوات بين عامي 64 و 68 م و و قد أعدِم بطرس الرسول في نفس الفترة أيضا. و كمواطن روماني مُنِح بولس موتا سريعا و قطِع رأسه بضربة السيف قرب روما و يتوقع أن ذلك تم يوم 29 حزيران/ يونيو عام 67م. كان بولس أبرز المبشرين المسيحيين في المراحل الأولى للمسيحية مع القديس بطرس. و دفن جسده مع جسد القديس بطرس في السراديب قرب طريق آبيا حيث بقي هناك حتى نقله لوسينا و البابا كورنيليوس إلى مقابر لوسينا.

تساعية الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

<![CDATA[

تساعية الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

اليوم الأول:

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين يا يسوع الكلي الصلاح والجود، انت قلت: طوبى للمساكين بالروح، لان لهم ملكوت السماوات “. نسألك بشفاعة الطوباوي ابونا يعقوب الذي جعل من اتكاله على عنايتك الإلهية النور لرسالته ولتحقيق مشاريعه ومؤسساته، امنحا النعمة…. فنرفع المجد والشكر إليك وإلى ابيك وروحك القدوس، الآن وإلى الأبد آمين.

الأبانا والسلام والمجد…

صلاة:

(تعاد بعد صلاة كل يوم)

يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة …. التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة وأعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وأرسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين. ::: تساعية الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي :::

اليوم الثاني:

يا يسوع والمتواضع القلب انت قلت: “طوبى للودعاء لأنهم سيرثون الأرض”. نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي عاش ومات وديعاً وهو يردد:” من مارس الوداعة نال نعماً كثيرة ” امنحنا النعمة…. فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمي

الأبانا والسلام والمجد…

اليوم الثالث:

يا يسوع يا شافي القلوب ومعزيها انت قلت: “طوبى للحزانى لأنهم سيعزون” نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب، الذي عانق صليبك كما عانقته وتحمل حباً لك وبفرح كل عذاب الجسد وألم الروح حتى إنه اختصر حياة وحياة راهباته بهذا الشعار: ” يا صليب الرب يا حبيب القلب”، إمنحنا النعمة…. فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين.

 الأبانا والسلام والمجد…

اليوم الرابع:

يا يسوع خبز الحياة والخمرة الجيدة أنت قلت: ” طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم سيشبعون “، نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي بعظاته وإرشاده وكتاباته ونصائحه أروى ظمأ الكثيرين، وأنار عتمات الدروب إمنحنا النعمة … فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الآبد آمين.

الأبانا والسلام والمجد…

اليوم الخامس:

يا يسوع الكلي الرحمة أنت قلت: ” طوبى للرحماء، لأنهم سيرحمون”، نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي عاش الرحمة المتجولة، صامتاً ومُحدِثاً وعاملاً ومصلياً ومحتملاً العذاب بكل نبضات قلبه إمنحنا النعمة …. فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين

اقرأ أيضاً:  صلاة إلى الصليب المقدس لنيل القوة والإنتصار على الشر

الأبانا والسلام والمجد…

اليوم السادس:

يا قلب يسوع النقي أنت قلت: طوبى لأنقياء القلوب لأنهم سيعاينون الله ” نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي عاش كمال الطهارة ونقاوة القلب وهو القائل: ” على قدر ما نقطع نظرنا عن أهل العالم على قدر ذلك نشاهد وجه الله “. إمنحنا النعمة…. فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين.

الأبانا والسلام والمجد…

اليوم السابع:

يا يسوع رب السلام أنت قلت: طوبى لفاعلي السلام لأنهم سيدعون أبناء الله نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي جال يبشر بالسلام ويشهد لحبك ويحنو على آلام الكثيرين مثل السامري الصالح إمنحنا النعمة … فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس إلى الأبد آمين

الأبانا والسلام والمجد…

اليوم الثامن:

يا يسوع الكلي الرأفة والحنان أنت قلت: ” طوبى للمضطهدين من أجل البر لأن لهم ملكوت السماوات ”، نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي لم يتراجع يوماً امام الصعوبات والاضطهادات والضيقات، بل دافع عن الحق والحياة، إمنحنا النعمة… فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين.

الأبانا والسلام والمجد…

اليوم التاسع والاخير من تساعية الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

يا يسوع الحي يا مثالنا الأعلى أنت قلت: ” طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كل سوء من أجلي إفرحوا وابتهجوا لأن أجركم عظيم في السماوات ” نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب، الذي أسلم حياته بين يديك بثقة وفرح لإيمانه بأنه ” لا بد من الصليب لمن يريد السماء”، إمنحنا النعمة … فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين.

الأبانا والسلام والمجد…

 صلاة:

يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة …. التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة وأعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وأرسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين.

من صلوات الكنيسة الماروينة

]]>

سيرة حياة الطوباويّ أبونا يعقوب الحدَّاد الكبوشي

سيرة حياة الطوباويّ أبونا يعقوب الحدَّاد الكبوشي

وُلد خليل في أوّل شباط سنة ١٨٧٥ في بلدة غزير من والدين صالحين يتحلّيان بروح التقوى والفضائل المسيحيّة. يقول علّمتني أمّي: “يا ابني في ساعات الشدّة، صلِّ بمسبحة أمّكَ “؛

نشأ في بلدته غزير، يتعلّم في مدرسة الرعيّة – مار فرنسيس، ثمّ انتقل إلى مدرسة القدّيس لويس المعروفة بمدرسة المزار، ليلتحق، فيما بعد، بمدرسة الحكمة في بيروت، متخرّجا منها سنة ١٨٩١.سافر إلى الإسكندريّة سنة ١٨٩٢مزاولاً التعليم، كي يُعين والديه على تربية إخوته، وهناك سمع صوت الدعوة ليهجر العالم ويحمل الصليب ويتبع المسيح. قال: “سأصير كاهنًا”. عاد إلى غزير، ودخل دير مار أنطونيوس خشباو للآباء الكبّوشيّين في ٢٥ آب سنة ١٨٩٣

وفي السادس والعشرين من شهر آذار سنة ١٨٩٤ألبسه رئيس الدير ثوب الابتداء متّخذًا له اسم الأخ يعقوب. وفي الرّابع والعشرين من شهر نيسان سنة ١٨٩٥أبرز النّذر البسيط؛ وبعد ثلاث سنوات، أبرز النّذر المؤبّد في اليوم الرابع والعشرين من نيسان سنة ١٨٩٨

إنتقل الأخ يعقوب إلى دير القريّة إتماما لدروسه الكهنوتيّة، إقتبل درجات الكهنوت شمّاسا رسائليا ١٨٩٩وشمّاسا إنجيليا ١٩٠٠وفي أوّل تشرين الثاني سنة ١٩٠١، رقّاه المونسنيور دوفال الدومينيكانيّ الفرنسيّ، القاصد الرّسوليّ في لبنان وسوريا، إلى درجة الكهنوت. وأقام قدّاسه الأوّل في كنيسة مار لويس في بيروت (باب ادريس

أقام “أبونا يعقوب” في دير بيروت، وراح يعمل بجدّ ونشاط وغيرة رسوليّة وثّابة، وجّهه رئيسه إلى أعمال الرّسالة، فشرع يُنشئ المدارس الابتدائيّة للصبيان والبنات في قرى لبنان وكانت غيرته الأبويّة الرّسوليّة تدفعه إلى العناية بإعداد الأحداث للمناولة الأولى، فيشرف بنفسه على تعليمهم لقبول القربان الأقدس. ومع المشاريع المدرسيّة أنشأ “أبونا يعقوب” “الرّهبانيّة الثّالثة” للرجال والنّساء، تيمّنًا بأبيه القدّيس فرنسيس الأسّيزي، ونشر مبادئها ونظامها في المدن والقرى سنة ١٩٠٦

لم يقتصر الهمّ الرّسولي عند “أبونا يعقوب” الكبّوشيّ على بلاده وحسب، بل تعدّاه إلى فلسطين والشام وبغداد، وكانت جوارحه تحنّ إلى التبرّك بزيارة الأماكن المقدّسة في فرنسا وإيطاليا، فسهّل له رؤساؤه أمنيته وسافر إلى فرنسا، ثمّ الى روما حيث حظي بمقابلة قداسة الحبر الأعظم البابا بيوس العاشر سنة ١٩١٠

سنة ١٩١٤ اشتعلت الحرب العالميّة الأولى، فاضطرّ رفاقه الكهنة الفرنسيّون إلى مغادرة لبنان، ففوّض إليه رئيسه الأب جيروم كلّ أمور الرّسالة، ومن ضمنها رعاية أديرة الرَاهبات الأوروبيّات، على الصعيدَين الرّوحيّ والمادّيّ. في غمرة أعماله المتواصلة وأتعابه الدّائمة، راود “أبونا يعقوب” حلم رفع صليب جبّار على إحدى التلال، للصلاة على نيّة كلّ الذين ماتوا أثناء الحرب وللصلاة على نيّة المغتربين

فوضع حجر الاساس على رابية في جلّ الديب، كانت تُدعى “تلّة الجنّ”، بتاريخ ١٩ كانون الثاني سنة ١٩٢١، وارتفع البناء، وانتهت الكنيسة أوّلاً، فكُرّست على اسم سيّدة البحر، وتمّ تدشينها في ٣ أيّار سنة ١٩٢٣بوجود عدد كبير من الثالثيّين. وقد وُضعَ تمثال للسيّدة العذراء حاملة الطّفل يسوع، وعلى قدميها مركب مسافرين. وأخيرًا رُفع من الجهة الغربيّة للكنيسة صليب كبير، فتحقّق الحلم، حلم “أبونا يعقوب

كان مؤمنًا بأنّ الكاهن هو سفير الله على الأرض ووزيره. لذلك، وبعد التّدشين، استقبل في ٤ تشرين الأوّل سنة ١٩٢٦، أوّل كاهن وجده مهملاً ومتروكًا في أحد المستشفيات، لينهيَ حياته بكرامة في الصلاة والقداسة، وتبعه فيما بعد كهنة آخرون. ومرضى ومُقعَدون من أديان ومذاهب مختلفة. ولمّا ضاق بهم المكان، فتح لهم مراكز أخرى خاصّة بهم. يومها شعر أبونا يعقوب، في الصّميم، بالحاجة الماسّة إلى تأسيس جمعيّة رهبانيّة تُعنى خاصّةً بأولئك الكهنة والمرضى، فبدأ مشروعه الكبير، متّكلاً على العناية الإلهيّة، مع مجموعة صغيرة من الفتيات الثالثيّات، عهد بتنشئتهنّ إلى الراهبات الفرنسيسكانيّات اللونس لو سونيه، ليصبحن فيما بعد جمعيّة راهبات الصليب الفرنسيسكانيّات اللبنانيّات

سنة ١٩٥١،بلغ “أبونا يعقوب” السنة الخمسين من ارتقائه إلى درجة الكهنوت المقدّس ١٩٠١ وتحوّل في هذه السنة عينها دير الصليب من مأوى إلى مستشفى للأمراض العقليّة والنّفسيّة، إثر اعتراف الحكومة اللبنانيّة به رسميًّا، فكان الاحتفال اليوبيليّ مزدوجًا، مُنح خلاله وسام الأرز اللبنانيّ

إبعد هذا العمر الحافل بالجهاد المستمرّ، انتهى “أبونا يعقوب” إلى انحطاط جسديّ، غالَبَ فيه المرض وقلّة النظر. ولمّا اشتدّ عليه المرض قال للرّئيسة العامّة: “إنّي سأنتقل إلى السّماء، ولا أزال أعاونكِ…فلا تخافي…أوصيكِ بالرَاهبات”. ثمّ بارك بناته الرَاهبات وأوصاهنّ بالمحبّة والطّاعة

وفي صبيحة نهار السبت ٢٦ حزيران ١٩٥٤ قال: “هذا آخر نهار”. وبعد نزاع، ووسط دموع بناته الرَاهبات والصّلوات والمدائح ليسوع ومريم ويوسف، أسلم روحه معانقًا صليب الرّبّ، حبيب القلب. وكان ذلك في تمام السّاعة الثّالثة بعد الظهر

وقد احتفل بتطويب ابونا يعقوب في ساحة الشهداء في بيروت بتاريخ ٢٢ حزيران ٢٠٠٨

]]>

من هو يوحنّا المعمدان؟

“صوت صارخ في البرّية”

من هو يوحنّا المعمدان؟
إنه خاتمة أنبياء العهد القديم و هو آخر نبيّ أعلن مجيء الرّب يسوع فكان وسيطًا بين العهدين القديم والجديد

الأناجيل الأربعة ذكرته بدورها
فجاء في بدء إنجيل مرقس ما يلي:”صوت صارخ في البرية، كما هو مكتوب في الأنبياء: «ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. صوتُ صارخٍ في البريّة:أعدّوا طريق الربّ، اصنعوا سبله مستقيمة».(مرقس٢:١
كذلك في إنجيل متى:«توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات. فان هذا هو الذي قيل عنه باشعياء النبي:”صوت صارخ في البرية: اعدوا طريق الرب. اصنعوا سبله مستقيمة» (متى ١:٣
وأيضًا في إنجيل لوقا: “فجاء (يوحنا) إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. كما هو مكتوب في سفر أشعيا النبي: «صوتُ صارخٍ في البريّة أعدّوا طريق الرّب اصنعوا سبله مستقيمة. كلّ واد يمتلئ وكلّ جبل واكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقَا سهلة ويبصر كلّ بشر خلاص الله”. (٣:٣-٦

وخاتمةً في إنجيل يوحنا في الإصحاح الاوّل:”وهذه هي شهادة يوحنا، حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه:«من أنت؟
٢٠ فاعترف ولم ينكر، وأقر«اني لست أنا المسيح
٢١فسألوه:«اذًا ماذا؟ ايليا أنت؟» فقال:«لست أنا». «النبي انت؟» فاجاب:«لا
٢٢فقالوا له:«من أنت، لنعطي جوابًا للذين أرسلونا؟ ماذا تقول عن نفسك؟
٢٣ قال:«أنا صوت صارخ في البرية: قوموا طريق الرّب، كما قال اشعياء النبي

‎بحق
‎ ذاك الصوت الصارخ في البرية، أعطنا يا رب أن نكون صوتاً صارخاً في هذا العالم صوتاً ينشر محبتك ويُطالب بالحق والعدل بكل جرأة

‎أيها الإله القويّ، الذي جعل من القديس يوحنا المعمدان نبيّاً، رسولاً وشهيداً، نسألك بشفاعته أن تُثمر فينا ثمار التوبة، حتى نكون على مثاله لا حقيقة لدينا سوى حقيقة يسوع ولا حب فينا سوى حب يسوع، فإن متنا نموت من أجل هذا الحمل الإلهي الذي بموته محا آثامنا وآثام العالم أجمع والذي يعيش ويملك معك إلى أبد الآبدين. آمين

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

نبذة عن سيرة حياة مار أفرام السرياني

مار أفرام السّرياني
الملقّب بملفان الكنيسة وقيثارة الروح القدس
(عيده ٢٨ كانون الثاني)

ولد مار أفرام في مدينة نصيبين حوالي سنة ٣٠٦م. إحدى بلاد ما بين النهرين من أبوين مسيحيين، ربّياه على مخافة الرب وحدّثاه عما سبق فكابده آباؤه من العذاب في سبيل الحفاظ على الإيمان وحب السيد المسيح
تَتلمذ، لمار يعقوب أسقف نصيبين، واعتمد على يديه وهو ابن ثماني عشرة سنة  فاحبّه هذا كثيراً واتخذه تلميذاً وكاتباً في آن واحد ورسمه شماساً وألبسه الثوب الرهباني، واصطحبه عام ٣٢٥م الى مجمع نيقية ، وعلى أثر عودتهما من المجمع اسّس مار يعقوب في نصيبين مدرسة سلّم زمام التعليم فيها الى تلميذه مار افرام. ثمّ تسلّم مار افرام إدارة المدرسة من بعد نياحة مار يعقوب، وفيها نظّم القصائد البديعة والأناشيد الشجيّة التي تُعرف بالنصيبينية ، وتُعد صوراً رائعة لحياة ذلك العصر في تلك المنطقة، ففيها يصف لنا ما قاسته مدينته في الحصارات والحروب، حيث كانت بحكم موقعها على حدود الدولتين الفارسية والرومانية، تتعرّض لحروب طاحنة، فتخضع لسلطان الفرس حيناً والرومان احياناً، وقد عاصر مار افرام هذه المآسي ويظهر بكتاباته ما كان يكنّه قلبه الكبير وقلب كل مواطن صالح من ايمان بالله واتكال عليه تعالى، كما انّه يقوّم ويثمّن مواقف رجالات الكنيسة المشرفة، بتشجيع رعيتهم أوقات الحروب للدفاع عن المدينة ببسالة باذلين في سبيل ذلك أنفسهم

وكانت اللغة السريانية لغةالتدريس الرسمية في مدرسة نصيبين حيث كانت نصيبين في القرن الرابع مدينة سريانية قلباً وقالباً، لغة وحضارة. وكانت مدرسة نصيبين تتّبع في الفلسفة طريقة مدرسة أنطاكية التي كانت تعتمد على أرسطو اكثر من أفلاطون، وكانت مبادئها توجب في كل موضوع بساطةً في المنهج، وكمالاً في الايضاح وادراكاً في تعليم الإيمان

وقد تخرّج في هذه المدرسةعلماء نوابغ، ولا غرو فقد كان مديرها واستاذها الأول مار افرام عملاق الأدب السرياني الذي منذ نعومة اظفاره كان يقضي بياضَ نهاره وسوادَ ليله في الدرس والتحصيل مكبّاً على مطالعة الكتاب المقدس فتعمّق في علومه وأتقن اللغة السريانية

وكان مار افرام يزهد دائماً ويمارس الأصوام بدون انقطاع وقد وصفه مار غريغوريوس النوسي قائلا :”انه لم يأكل سوى خبز الشعير والبقول المجفّفة ، ولم يشرب سوى الماء، حتى حاكى هيكلاً عظيماً بل تمثالاً من الفخّار، امّا لباسه فكان ثوباً خلقاً بل أطماراً بالية”

ولم تكن الرهبانية لديه تصوّفا وانقطاعاً عن العالم وصوماً وصلاةً فحسب بل كانت ايضاً خدمة للإنسانية، ووسيلة لحفظ التراث القومي، لذلك جعل من الأديرة مركزاً مهماً للعلم والمعرفة حيث ازدهرت العلوم والآداب على أيامه واقتداءً به اكبّ تلاميذه ومن بعدهم أغلب الرهبان السريان على الدرس والتحصيل، وعكفوا على البحث والتأَليف، فتركوا لنا آثاراً أدبية قيّمة

وعندما سُلمت نصيبين الىالفرس سنة ٣٦٣م هجرها مار افرام وبرفقته نخبة طيبة من اساتذه مدرستها وتلامذتها وجاءوا الى الرها، فكان مار افرام تارةً يتنسك في مغارة في جبلها المقدس، وتارةً يتفرّغ للتدريس في مدرستها الشهيرة التي كانت قد أسّست في فجر المسيحية فجدّدها مار افرام وصحبه وازدهرت على أيديهم ، ودامت حتى عام ٤٨٩م. وكان تلامذتها يتلقون دروساً في شرح الكتاب المقدس بعَهديه معتمدين بذلك على تفسير مار أَفرام وهو أقدم من فسّر الكتاب المقدس عند السريان، كما كانوا يأخذون عنه العلوم اللاهوتية لإثبات حقائق الدين ومناهضة تعاليم طيطيانس ومرقيون وبرديصان وماني وآريوس ، وبدعهم الوخيمة . فَعَدت كتاباته مثالاً للتعاليم اللاهوتية في الكنيسة السريانية

وقيل انّ مار افرام قد زار الأنبا بشواي وغيره من النسّاك في مصر . كما زار بعدئذ القديس باسيليوس أسقف قيصرية قبدوقية

وفي الرها الّف مار افرام أول جوقة ترتيل من الفتيات السريانيات اللواتي علمهنّ ما ابتكره، أو ما كان اقتبسه من الأنغام الموسيقية، وما نظّمه من القصائد الروحية، والتراتيل الشجيّة التي ضمنها العقائد الدينية وصورة الإيمان المستقيم. فإلى مار افرام يعود الفضل في تنظيم الحياة الطّقسية في الكنيسة السريانية وبتآليف الجوقات الكنسية

وعندما حلّت المجاعة في الرها في شتاء عام ٣٧٢-٣٧٣ ومات عدد غير يسير من أهلها، فأخذ مار افرام يطوف دور الاغنياء ويحثّهم على أعمال الرحمة ويجمع منهم الصّدقات ويوزعها على الفقراء . كما اسّس دوراً جمع فيها ثلاثمائة سرير وقيل الفاً وثلاثمائة سرير صارت ملجأً للعجزة. وكان يشرف بنفسه على الاعتناء بهم وعلى أثر الجوع انتشر وباء الطاعون، فانبرى مار افرام في تطبيب المرضى وموآساتهم حتى أصيب بدوره بداء الطاعون واحتمل صابراً آلامه المبرحة، وفاضت روحه الطاهرة في ٩ حزيران عام ٣٧٣م.ودفن في مقبرة الغرباء في ظاهر مدينة الرها بناء على وصيته، وبني على ضريحه دير عُرف بالدير السفلي ثم نُقل رفاته الطاهر الى مقبرة الأساقفة في كنيسة الرها الكبرى، وقيل انّه نُقل عام ١١٤٥م الى أوروبا مع ذخائر بعض القديسين وعيّدت له الكنيسة شرقاً وغرباً
وفي الساعات الاخيرة من حياته، وفي لحظات احتضاره، أملى على تلاميذه وصيّته الأخيرة شعراً فاهتموا بتدوينها حالاً، وقد ترجمت إلى اليونانية بعد وفاته بمدّة وجيزة واستشهد بها القديس غريغوريوس النوسي خمس مرات وقد اعترف مار افرام بوصيته هذه بإيمانه، وبيّن تمسكه بالعقيدة المسيحية، وحثّ تلاميذه على التشبّه به

نقِلَت مؤَلفات مار افرام لأهميتها الى اليونانية وهو حي أو في العقد الاول بعد وفاته، كما نُقلت بعدئذ الى لغات شتّى منها العربية واللاتينية والإنكليزية والفرنسية والإلمانية والإيطالية وغيرها

:من أقواله
إن الحكيم لا يبغض أحداً، وإن أبغض فإنما يبغض الجاهل. أما  الجاهل فلا يحب احداً فانّه يحب رفيقه الجاهل

  اقتنِ الذّهب بمقدار امّا العلم فاكتسبه بلا حد، لأن الذهب يكثر الآفات وأما العلم فيورث الراحة والنعيم

 كن في فتوتك متواضعاً لترتفع في شيخوختك

  إنّ الحكمة أفضل من الزّينة ، والعلم خير من الأموال، وفتى حدثاً حكيماً خير من ملك شيخ جاهل

 الحسد سهم نافذ يقضي على راميه

 من يمتلك ذهباً خالصاً لا يخشى من امتحانه بالنار.

  ليس بكثرة البنين تكون الحياة للآباء

  اذا شاء ربّ البرايا قام الولد الواحد مقام الكثيرين

أقوال في القدّيس أفرام
” افرام كرمة الله الكثير ثمرها .. إن ضوء سيرته وعلمه قد انار العالم وصار افرام معروفاً عند كل من تطلع الشمس عليه ولن يجهله الاّ من جهل باسيليوس الكبير الذي هو كوكب الكنيسة المنير” القديس غريغوريوس النوسي

“افرام كنارة القدس ، ومخزن الفضائل ، معزّي الحزانى ومرشد الشبّان، وهادي الضالين، كان على الهراطقة كسيف ذي حدّين” يوحنا فم الذهب

“إنه أرفع من كل ثناء وقد زيّن الكنيسة كلّها أفخر زينة ، وفاق الكتّاب اليونانيين ورونق كلامه واصالة رأيه وسداد برهانه”
سوزومين المؤَرخ اليوناني

“افرام شماس كنيسة الرها الّف كتباً كثيرة في اللغة السريانية وقد بلغ من الشهرة والتوقير أن بعض الكنائس تتلو ما كتبه على الشعب في الكنائس، بعد تلاوة منتخبات الاسفار المقدّسة. وقد طالعت في اليونانية كتابه في الروح القدس مترجماً من السريانية ووجدت فيه قمة الذكاء السامي في الترجمة ايضا”
القديس هيرونيموس

“مار افرام الينبوع الفيّاض الذي روت مياهه أرض الإيمان ، والخمرة المعتّقة التي أخذت صفاتها من دماء الجلجلة… النسر الذي انتصب بين الحمامات الوديعة… الذي ضارع موسى الكليم واخته مريم بتلقينه العذارى والفتيات ولفيف المؤمنين، أنغاماً محكمة بثّ فيها تعاليم الكنيسة الحقّة ، واحرز بواسطتها إكليل الظفر والانتصار على اعدائها…  الشاعر المبدع الذي جاش قلبه كالبحر الخضم بالميامر التي لا تحصى والمداريش التي لا تعد .. انه تاج الأمة السرّي
القديس يعقوب السروجي

صلاة للقديس أنطونيوس البدواني

صلاة للقديس أنطونيوس البدواني

أيها القدّيس المحبوب أنطونيوس البدواني، لقد اشتهرتٓ في زمانك بالكلمة: فأحببتٓ يسوع وأعلنتٓ هذا الحبّ بالوعظ والإرشاد والتعليم والكتابة

. كنتٓ تتنقّل بين المدن والبلدات حاملاً همٌ إيصال يسوع بأسهل الطرق وأبلغ الكلام وأوضح العِبر. وتأسست الجامعات على اسمك تخليداً لكٓ وتقديراً لعطاءاتك الفكريّة اللاهوتيّة الزاخرة
إسمح لي إيّها القدّيس الطَيّب العلّامة الكبير، في ليلة عيدِكٓ، أن أهديكٓ شيئاً عزيزاً عليّ: صفحتي المتواضعة على الفايسبوك، بكلماتها ونصوصها وتعابيرها ولكنّها الغنيٌة بأصدقائها

. هو وسيلةُ تواصل إجتماعيّ بين الناس، كلّ الناس، سّهل إيصال الحدث والكلمة والصورة والبشارة بأقرب الطرق وأسرعها. ألتمسُ منكٓ أن تبارك ٓ صفحتي هذه بنِعم يسوع الذي أحبّكٓ وأنتٓ أبديتٓ له كلّ حبك وذاتك، فتكونٓ، كما أنتٓ ترغب، وسيلة وعظ وإرشاد وحب ونشر للكلمة الحلوة الصادقة، القريبة والفاعلة، والحاملة فرح الربّ وعطفه وأحاسيسه لكلّ الناس، أينما كانوا هؤلاء الناس
كل عيد مار أنطونيوس البدواني ونحن جميعاً بخير… وخاصةً حاملي إسمه من الأصدقاء والصديقات
كل محبتي وصلاتي

أبونا جوزف أبي عون

من اقوال القديسة جان دارك

“اخدموا الله أولاً”
“أوكل نفسي إلى الله خالقي، أحبه من كل قلبي”

“إن كنت لا أعيش في نعمة الله فليضعني الله فيها؛ وإن كنت أعيش فيها، فليبقني الله هناك”

“أيها الإله الأكثر عذوبة، تكريماً لآلامك المقدسة، أسألك إن كنت تحبني أن تكشف لي كيفية الرد على رجال الكنيسة هؤلاء”

” إن ربنا والكنيسة هما “واحد”

تدعونا القديسة جان دارك إلى مستوى رفيع من الحياة المسيحية، إلى جعل الصلاة الطريق المرشدة لحياتنا؛

إلى التحلي بثقة تامة في إتمام مشيئة الله أياً كانت؛ وإلى العيش في محبة من دون تحيز، من دون قيود، مع إظهار محبة عميقة للكنيسة في محبة يسوع على مثالها وشهادتها النيرة

القديسة جان دارك

من هي القدّيسة جان دارك؟

‎هي قديسة شابة عاشت في أواخر القرون الوسطى
‎وتوفيت عام ١٤٣١ عن عمر ١٩ سنة

‎هذه القديسة الفرنسية المذكورة أقوالها مراراً في تعليم الكنيسة الكاثوليكية فهي شابة من الشعب، علمانية ومكرستة في البتولية، متصوفة متفانية ليس في الدير وإنما وسط الوقائع الأكثر تأثيراً في الكنيسة والعالم في زمانها. مثال نموذجي من بين هؤلاء “النساء القويات” اللواتي في أواخر القرون الوسطى حملن بلا خوف نور الإنجيل العظيم في تقلبات التاريخ المعقدة
‎في تلك الحقبة، كانت الكنيسة تعيش الأزمة الكبيرة المتمثلة في الانشقاق الغربي العظيم الذي دام حوالي ٤٠ سنة

‎وعندما ولدت جان سنة١٤١٢، كان هناك البابا ومناهضان للبابا. إضافة إلى هذه الشرذمة ضمن الكنيسة، كانت الحروب الأهلية مستمرة بين الشعوب المسيحية الأوروبية، وكانت أكثرها مأساوية حرب المئة عام الطويلة بين فرنسا وإنكلترا
‎ولدت جان في دومريمي، وهي قرية صغيرة تقع على الحدود بين فرنسا ولورين. كان والداها مزارعين غنيين ومعروفين لدى الجميع بأنهما مسيحيان صالحان. تلقت منهما تربية دينية جيدة، وتأثرت بشدة بروحانية اسم يسوع التي علمها القديس برناردين السييني ونشرها الفرنسيسكان في أوروبا. مع اسم يسوع، يتحد دوماً اسم مريم. وبالتالي، وفي إطار التدين الشعبي، فإن روحانية جان كانت متمحورة بشدة حول المسيح ومريم. فمنذ طفولتها، أظهرت محبة ورأفة عظيمتين تجاه الفقراء والمرضى وجميع المتألمين في سياق الحرب المأساوي.

‎نضجت حياة جان الدينية بالخبرة ابتداءً من الثالثة عشرة من عمرها. فمن خلال “صوت” رئيس الملائكة القديس ميخائيل، شعرت بدعوة الرب لها إلى تعزيز حياتها المسيحية وإلى تكريس ذاتها شخصياً لتحرير شعبها. فكانت استجابتها الفورية أي “قبولها” عبارة عن نذر البتولية، مع التزام جديد مع الله بالصلاة: المشاركة اليومية في القداس، الاعتراف والمناولة بشكل دائم، وفترات طويلة من الصلاة الصامتة أمام المصلوب أو أمام صورة العذراء. كما أن حنو الفلاحة الفرنسية الشابة والتزامها أمام آلام شعبها أصبحا أقوى بفضل علاقتها السرية مع الله. فقد كانت العلاقة بين التجربة السرية والمهمة السياسية أحد الجوانب الأكثر فرادة في قداسة هذه الشابة. بعد سنوات الحياة الخفية والنضج الروحي، جاءت فترة السنتين الوجيزة وإنما الباهرة من حياتها العامة: سنة من العمل، وأخرى من الألم
في مطلع العام ١٤٢٩،بدأت جان عملها التحريري.
الشهادات المتعددة تظهر لنا هذه الشابة التي كانت تبلغ من العمر 17 عاماً فقط بمظهر المرأة القوية والمصممة، والقادرة على إقناع الناس الخائفين والمحبطين. بعد تخطي كل العراقيل، التقت بالملك شارل السابع الذي أخضعها في بواتييه لامتحان أجراه بعض اللاهوتيين من الجامعة. وجاء حكمهم إيجابياً، فلم يجدوا شراً فيها، وعرفوا فقط أنها مسيحية صالحة
في ٢٢ آذار ١٤٢٩، أملت جان كلمات رسالة مهمة إلى ملك إنكلترا ورجاله الذين كانوا يحاصرون مدينة أورليان. كانت رسالتها اقتراح سلام حقيقي في العدالة بين الشعبين المسيحيين، على ضوء اسمي يسوع ومريم، لكن هذا الاقتراح رُفض، وكان ينبغي على جان أن تكرس نفسها للكفاح من أجل تحرير المدينة. وتمثلت اللحظة الأخرى الهامة في عملها السياسي في تتويج الملك شارل السابع في ريمز بتاريخ ١٧ تموز ١٤٢٩طيلة سنة كاملة، عاشت جان مع الجنود منجزة بينهم رسالة فعلية من الكرازة الإنجيلية. ورأت جان يسوع كـ “ملك السماء والأرض”. وطلبت جان أن تُرسم على رايتها صورة “ربنا الذي يساند العالم” كأيقونة رسالتها السياسية. كثيرة هي الشهادات عن صلاحها وشجاعتها وطهارتها الاستثنائية

الجميع كانوا يسمونها وهي كانت تصف ذاتها بـ “البكر” أي العذراء
بدأت آلام جان في ٢٣ أيار ١٤٣٠ عندما وقعت أسيرة في أيدي أعدائها. في 23 كانون الاول، اقتيدت إلى مدينة روان. هناك، أجريت محاكمة الإدانة الطويلة والمأساوية انتهت في٣٠ أيار ١٤٣١بالإعدام حرقاً. كانت محاكمة كبيرة ورسمية ترأسها قاضيان كنسيان هما الأسقف بيار كوشون والمحقق جان لوميستر، وأدارتها فعلياً جماعة كبيرة من اللاهوتيين جامعة باريس الشهيرة الذين شاركوا في المحاكمة كمستشارين. كانوا كهنة فرنسيين تتعارض ميولهم السياسية مع جان، وكان حكمهم سلبياً على شخصها ورسالتها. تشكل هذه المحاكمة صفحة مؤثرة في تاريخ القداسة، وصفحة نيرة حول سر الكنيسة التي هي “في الوقت عينه مقدسة وبحاجة دائمة إلى التطهر”، وفقاً لكلمات المجمع الفاتيكاني الثاني (نور الأمم، 8 ). إنه اللقاء المؤثر بين هذه القديسة ومحاكميها الذين كانوا كهنة. اتهمت جان وحوكمت من قبلهم لدرجة أنها أدينت بالزندقة وأرسلت إلى موت المحرقة الرهيب. خلافاً للاهوتيين القديسين الذين أناروا جامعة باريس كالقديس بونافنتورا، والقديس توما الأكويني، والمبارك دونز سكوتوس
هذان القاضيان كانا لاهوتيين يفتقران إلى المحبة والتواضع لرؤية عمل الله في هذه الشابة. هنا، تتبادر إلى الذهن كلمات يسوع التي بموجبها تنكشف أسرار الله لمن يتمتع بقلب طفل، وتُحجب عن الحكماء والاذكياء غير المتواضعين (لو 10، 11). كان محاكما جان عاجزين تماماً عن فهمها ورؤية جمال روحها: لم يعرفا أنهما يدينان قديسة. رفضت المحكمة مطالبة جان بتدخل البابا في ٢٤ايار. وفي صباح ٣٠ أيار تناولت القربان المقدس للمرة الأخيرة في السجن، وبعدها اقتيدت سريعاً إلى التجربة الأليمة في ساحة السوق القديمة

طلبت من أحد الكهنة أن يضع أمام المحرقة صليب الزياح. وهكذا، ماتت وهي تنظر إلى يسوع المصلوب وتلفظ اسم يسوع مراراً بصوت عال وبعد حوالي ٢٥ عاماً، توصلت محكمة بطلان الحكم التي افتتحت في ظل سلطة البابا كاليكستوس الثالث، إلى حكم رسمي أعلن إبطال الإدانة. هذه المحاكمة الطويلة التي تتضمن أقوال الشهود وأحكام العديد من اللاهوتيين التي تؤيد كلها جان، تسلط الضوء على براءتها وأمانتها المثالية للكنيسة. وقد أعلن بندكتس الخامس عشر قداسة جان دارك سنة ١٩٢٠
قامت جان بمحبة وبدافع محبتها ليسوع بالعمل في سبيل كان تحرير شعبها ومن أجل العدالة البشرية. هذا العمل يشكل مثال قداسة رائع للعلمانيين العاملين في الحياة السياسية، بخاصة في أصعب الظروف. والإيمان هو النور الذي يرشد كل خيار
أثرت القديسة جان دارك تأثيراً شديداً في قديسة شابة من العصر الحديث هي تريزيا الطفل يسوع. ففي حياة مختلفة تماماً في الدير، شعرت القديسة تريزيا بأنها قريبة جداً من جان، بعيشها في قلب الكنيسة ومشاركتها في آلام يسوع لخلاص العالم. فعبرت عن رغبتها في الموت على مثال جان بلفظ اسم يسوع؛ واستمدت حيويتها من المحبة عينها ليسوع وقريبها، المحبة التي عاشتها في البتولية المقدسة

عيدها في ٣٠ أيار