Mardi, octobre 7, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 18

طلبة الرحمة الإلهية

طلبة الرحمة الالهية

الحب الالهي هو الزهرة، والرحمة الالهية هي ثمرتها ان النفس التي تشك، عليها ان تتأمل بهذه الابتهالات الى الرحمة الالهية وعندها تثق برحمتي

بعد كل ابتهال يقال : اننا نثق بكَ

ايتها الرحمة الالهية، النابعة من احشاء الآب ايتها الرحمة الالهية،
يا صفة الله العظمى ايتها الرحمة الالهية،
يا سرا ً لا يدرك ايتها الرحمة الالهية،
يا نبعا فاض من سر الثالوث الاقدس ايتها الرحمة الالهية،
يا سرا ً لا يحده عقل بشري او ملائكي ايتها الرحمة الالهية،
نبع الحياة والفرح ايتها الرحمة الالهية،
التي فاقت السماوات ايتها الرحمة الالهية،
نبع المعجزات والعجائب ايتها الرحمة الالهية،
يا شاملة الكون بأسره ايتها الرحمة الالهية،
المتجسدة باقنوم الكلمة ايتها الرحمة الالهية،
المتدفقة من جرح قلب يسوع ايتها الرحمة الالهية،
الموعبة في قلب يسوع لاجلنا نحن الخطأة ايتها الرحمة الالهية،
اللامحدودة في سر الافخارستيا ايتها الرحمة الالهية،
المتجلية في تأسيس الكنيسة المقدسة ايتها الرحمة الالهية،
المتجلية في سر العماد المقدس ايتها الرحمة الالهية،
تبريرنا من الخطيئة بيسوع المسيح ايتها الرحمة الالهية،
رفيقتنا مدى الحياة ايتها الرحمة الالهية، حاميتنا في ساعة موتنا ايتها الرحمة الالهية،
عربون الحياة الابدية ايتها الرحمة الالهية،
الحاضرة في كل لحظات حياتنا ايتها الرحمة الالهية،
حاميتنا من نار جهنم ايتها الرحمة الالهية،
لارتداد الخطأة اللامبالين ايتها الرحمة الالهية،
ذهول الملائكة ونعيم القديسين ايتها الرحمة الالهية،
اللامحدودة في جميع الاسرار الالهية ايتها الرحمة الالهية،
منقذتنا من كل بؤس ايتها الرحمة الالهية،
مصدر كل فرح وتعزية ايتها الرحمة الالهية،
يا من تنادينا من العدم الى الوجود ايتها الرحمة الالهية،
المحيطة بجميع خلائق الرب ايتها الرحمة الالهية،
كمال كل ما كان ويكون ايتها الرحمة الالهية،
التي في اعماقها غصنا كلنا ايتها الرحمة الالهية،
يا طمأنينة القلوب المضطربة ايتها الرحمة الالهية،
الرجاء الوحيد للنفوس اليائسة ايتها الرحمة الالهية،
راحة القلوب والسلام في الشدائد ايتها الرحمة الالهية، ا
لداعية للثقة حيث لا رجاء

صلاة ايها الاب الازلي، يا من رحمته غير محدودة وكنوز شفقته لا تنضب، انظر الينا نظرة عطف، وضاعف فينا اعمال رحمتك حتى لا نيأس ولا نضعف ابدا، امام التجارب الصعبة، بل اجعلنا نخضع بثقة متزايدة لارادتك المقدسة: الحب والرحمة بذاتهما

تأمل الأحد الخامس من الصوم :أحد مريم المصرية

تأمل الأحد الخامس من الصوم (أحد مريم المصرية)مرقس 10، 32-45

خصتْ الكنيسة هذا الأحد بتذكار مريم المصرية ابتداء من القرن الحادي عشر لتحثنا على التوبة والرجوع إلى الله، على نحو هذه القديسة مريم المصرية

بوصفها من أبطال التوبة المسيحية، كما نقرأ المقطع الإنجيلي من إنجيل القديس مرقس، والذي تنبّأ فيه السيد عن تسليمه وموته وقيامته وذلك كي نتحضّر نحن أيضاً للآلام والقيامة، وأن نعيّد للقديسة مريم المصرية نموذج التوبة وهامة النسك الكبيرة في الكنيسة

أمضت قديستنا سبعاً وأربعين سنة في برية صحراء غور الأردن (بيت عنيا). في ألفة الملائكة والحيوانات البرية

عام 1998 وجد الدير الذي عاشت فيه القديسة قرب المغطس على الضفة الشرقية من نهر الأردن

. ساعدها في حياتها الروحية بعض الرهبان القديسين الذين كانوا يعيشون زاهدين في تلك المنطقة أمثال القديس زوسيمس

وتُظهر حياة البارّة مريم المصرية حقيقةً عميقةً في الكيان البشريّ. كيف “أنها كانت أوّلاً متوحّلةً في الأدناس… لكنها ضارعت بعدها سيرة الملائكة…”؟ ،. يمكن للكائن البشريّ أن يصير ملاكاً أو أن ينتهي إلى كائنٍ حيوانيٍّ متوحّش بفضل حريّته

وكما يقول القديس أوغسطين يمكن للإنسان أن يصير جسدانياً حتّى روحه أو روحياً حتّى بشرته. عشقان تبدّلا في قلبٍ واحدٍ! ما هذا الصراع بينهما، كيف يتبدلان؟ أيهما الأحقّ والأقوى؟ تجيبنا على ذلك مريم المصرية

يرفض الكتاب المقدّس الصراع الاندولوجيّ الفلسفيّ بين الروح والجسد. ولا يقبل قولَ الفلسفة، بأنّ الجسدَ سجنٌ للنفس. إنّ الصراع بين الروح والجسد هو أخلاقي، إنّه التضاد بين أن “نشتهي الخليقة” أو أن “نشتهي الخالق”. قلب الإنسان معرٌّض لعشق الخالق كما لعشق الخليقة

فاختيار الخالق عشيقاً للقلب يجعل الإنسان روحانياً، يستخدم الخليقة بعفّة، واختيار الخليقة معشوقة للقلب هو زنىً روحي

“حيث كنـزك هناك قلبك”. إنّ قيمة الإنسان تساوي قيمة الرغبات التي في قلبه. وكرامته هي بمقدار كرامة المواضيع التي يحبّها

الإنسان كائنٌ ديناميكيٌّ متطوّرٌ يصير إلى ما في قلبه. فإذا ما اختار لذاته ثمارَ الروح رغباتٍ يُلهب بالروح جسدَه، وإذا ما اختار الدنيويّات “يطفىء الروح” بالدنيويات

“قداسة” تعني أن نصير كالقدّوس، أن ينطبق ما في قلبنا على ما في قلب الله. أن يصير اللهُ هو الشوق الوحيد للقلب الإنسانـيّ ولا تبقى في القلب إلا رغبةٌ وحيدةٌ أنْ “ليأتِ ملكوتُك، ولتكن مشيئتك”. القداسة هي وحدة الشوق الإنساني في الله

لا يهمّ إن كنتَ موجوداً فقط، الأهمّ هو كيف توجد! المهمّ ليس: من أين يأتي الإنسان، حتّى ولو كان من قرد ثم تطوّر! لكن المهمّ هو “إلى أين يذهب الإنسان”؟

الغاية هي أن يصير إلى إله، هذا هو العشق الكريم

أهمّ ما في الحياة الروحيّة المسيحيّة أنّها تحدّد علّة الخطيئة في الخُلقِ وليس في الخَلقِ، أي في الحريّة وليس في الطبيعة

تبدأ الخطيئة من الروح وليس من الجسد. السقوط الأول تمّ في عالم الملائكة حيث لا جسد لهم. تبدأ الخطيئة من الذهن وتعمل في الجسد وليس العكس. الجسد هو من المنفعلات وليس من الفاعلات، في رأي القدّيس يوحنا فم الذهب. الخطيئة هي إساءة من الروح تجاه الجسد، وليس العكس. لم يخطئ آدم لأنّ جسده أرغمه، بل لأنّ روحه تكاسلت تجاه الحبّ الإلهيّ، عندما اشتهتِ العالمَ بدل خالقه. الجسد هو خادمٌ كما للخيار الروحيّ الخاطئ كذلك لخياره الصحيح. تبديل الأشواق يتمّ في الروح

لذلك بداية الحياة الروحيّة الحقيقيّة هي “اعرفْ ذاتك”، أي تعرّف على ما في قلبك من أشواقٍ، وحدّد لهذا القلب ما عليه أن يحبّ أو أن يرفض. إيماننا أنّ العشق الحقيقيّ الأصلي للقلب البشريّ هو الإلهيّات وليس الدنيويّات

بحسب القدّيس غريغوريوس النيصصي، إنّ القلب ميّالٌ بالأصل إلى أصله، أي إلى الله. ودليل ذلك أنّ الحالات التي عدل فيها بعضُ الروحانيّين عن العشق الإلهيّ إلى الدنيا نادرةٌ، لكنّ حالات كالمصريّة مريم هي كثيرة، والتي رمى فيها بشريّون كلّ متطلبات البشرة ورغباتها بعد انغماسٍ رهيبٍ حتّى الأوحال، ومن ثم “تطايروا بالعشق الإلهيّ” دون عودة.

لذلك الرجاء لا يتزعزع حتّى في أكبر خاطئٍ! لأنّ الخطيئة هي حالةٌ منحرفةٌ للقلب وليست طبيعيّة. الخطيئة عنفٌ يـُمارس على القلب، الذي سيبقى يشتهي حريته إلى أن يجدها بالتقاط الحبّ الإلهيّ عشقاً له. لا يحيا القلب الإنسانـيّ على “الخبز” فقط، بل يحتاج بالأكثر إلى “كلمة الله”. ليس الإنسان مجرّد مستهلكٍ للعالم بل خالقٌ ثانٍ فيه بمعنى “الخلاّق والفنان”. وفنّه هذا هو روحنة العالم، “خطيئته” الأساسيّة هي الحوار مع العالم دنيوياً، “وحياته” هي الحوار مع الله من خلال العالم روحيّاً. هذا هو الميل الحقيقيّ للقلب البشريّ. لذلك نتوقّع في أيّة حالةٍ خاطئةٍ عودةً

لم تتعاطَ المصريّة مريم مع الدنيا فقط دنيوياً، بل ومع المقدّسات أيضاً. لقد بلغت فيها قوّة الفجور أن تقصد اللذّة في رحلة حجٍّ روحيّةٍ في عيد الصليب. ولكن ما هي قوّة ظلمة الفجور أمام إشعاع الروح؟ قدرها أن تتبدّد! بينما كانت هي تخدع قلبها، تمسّك هو بعشقه الحقيقيّ أمام خشبة الصليب. نعم، مهما عنّفنا قلبنا بالرغبات الدنيا يبقى ميالاً وراغباً بالإلهيات

عندها تحوّلت قوّة الفجور إلى طاقات توبة. لقد قضت المصريّة عشر سنوات تضلّل قلبها بلذّاتٍ لا ترويه، لكنّها أروت عطشه في سبعةٍ وأربعين سنةً من النسك، بالأصوام والصلوات. “يا لاستحالتكِ الشريفة وانتقالكِ إلى ما هو أفضل أيتها الموقّرة ويا لشوقكِ الإلهيّ الماقت اللذّات الجسديّة، ويا لإيمانكِ الحارّ الإلهيّ يا كليّة المديح مريم…” تقول الترانيم (من الأودية الثامنة، سحر الأحد)

لنحرّر قلبنا ولنعطِه ما يحبّه فعلاً. “اعرفْ ذاتك” يقول القدّيس باسيليوس الكبير. أعطِها طعامها الحقيقيّ. ليست التوبة نقلةٌ من راحةٍ إلى أتعابٍ؛ بل العكس! قد تكون لحظة التوبة قاسيةً وذلك بمقدار عمق الأوحال، لكنّها استراحة لقاء العاشق بالمعشوق

يمكن للقلب البشريّ أن يكون مسرحاً لعشّاقٍ عديدين، تختارهم الحريّة البشريّة. ولقد جال في قلب هذه المصريّة معشوقان، الدنيا والله. لكنّ القلب لم يرتحْ إلاّ في خالقه ومبدعه ومعشوقه الحقيقيّ

آميــن

الأب جيرارد أبي صعب

تأمل الأحد الرابع من الصوم " أحد القديس يوحنا السلّمي"

أحد القديس يوحنا السلّمي”مرقس ٩| ١٧-٣١

“هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم”
في الأحد الرابع من الصوم، رتّبتِ الكنيسةُ المقدّسة تذكاراً للقدّيس يوحنا السلَّمي كاتب سلّم الفضائل. وتعرض لنا فيه النموذج الرهباني النسكيّ.
لذلك تقرأ لنا النصّ الإنجيليّ الذي يؤكّد على ضرورة وفرادة الفضائل النسكية أي الصوم والصلاة في حياة المسيحيّ المؤمن.
فبعد أن أقمنا في الأحد الأول والأحد الثاني من الصوم تذكاراتٍ عقائديّةً، للأرثوذكسيّة وللقدّيس غريغوريوس بالاماس، وللذخائر المقدسة ،
أي لاستقامة الرأي والرؤية، تضع الكنيسةُ الصليبَ كأداة تنـزيل الرؤيا والرأي إلى حَيِّز العمل. وبعدها، هذا الأحد نحيا مع مثالَين للعمل في الصلاة والصوم والتوبة الحقيقيّة، في مثالي القدّيسين يوحنا السلمي ومريم المصريّة.

قد تبدو كلّ من الصلاة والصوم فنوناً رهبانيةً ليست للجميع، بالرغم من أنّ الكنيسة تؤكد أنّها لكلّ مسيحيٍّ. وإذا كانت الجماعات الرهبانية تمارس هاتين الفضيلتين بأسلوبٍ ما، فإنّ المسيحيّ أينما كان، عليه ألاّ يرمي هذين السلاحَين أو يتخلّى عن نعمتهما، لأنّ النصّ الإنجيليّ واضحٌ ويؤكّد أنّ حربنا القائمة “مع أرواح الشرّ التي في الجوّ” كما يقول بولس الرسول، لا يمكن أن تصل إلى نهايتها الظافرة إلا بالصوم والصلاة.

لذلك إذا تعذّرت على المسيحيّ – الذي لا يحيا في بيئةٍ رهبانيةٍ وأديارٍ – بعضُ الممارسات، عليه أن يبتكر لذاته الأساليب المناسبة، بحيث لا يغدو أقلّ جهاداً في هذه الحرب الروحيّة. وهذا يحتاج إلى فهمٍ عميقٍ وواعٍ للصوم والصلاة، لكي يتقن هذين الفنَّين إلى درجة الاحتراف ولو بأساليب مغايرة. الرباط الذي يشدّد عليه الإنجيل، والزيجة التي يعقدها، بين الصوم والصلاة قائمةٌ على البنيان النفس- جسداني للإنسان. فالإنسان يمارس عبادته لله بكلّ كيانه ولذلك فإنَّ دعامتي الحياة الروحيّة هما الصلاة والصوم. الصلاة هي “صوم الذهن”، كما أنّ الصوم هو “صلاة الجسد”.

الصلاة كما يعرّفها القدّيس يوحنا السلمي هي “العشْرة مع الله”، أي تثبيت الذهن في التأمّل بالله والهذيذ بالكلمة الإلهيّة. لذلك فإنَّ عدوّ الصلاة هو الأفكار التي تسرق صفاءها. الأفكار المتعددة، والمخيلة، هي أطعمةٌ لذيذةٌ ولو كانت غاشة للذهن البشريّ. إنّ قطع هذه الأفكار أصعب من بتر الأعضاء.

وهنا يمارس المؤمن “صوم الأفكار” حين يعرف أنّ ذهنه لا يحيا إلاّ على الخبز السماويّ، أي فهم الكلمة الإلهيّة، بحيث أنّه يرمي جانباً كلّ فكرٍ أرضيٍّ، حين ننتخب لذهننا الأفكار الصياميّة الصالحة ونحيا عليها فقط. لذلك فإنَّ رياضة الصلاة تقودنا إلى إضعاف الأفكار الجسدانية وحينها يصوم الذهن عن بعض الأفكار باختياره الأفكار الصالحة. كذلك فإنَّ الصوم هو “صلاة الجسد”.

فكما يقول القدّيس غريغوريوس بالاماس إنَّ الكتاب يتكلّم عن “صراخ دم هابيل المقتول إلى الله”، هكذا “الأعضاء الصائمة والتعِبة تصرخ بدالّةٍ مع الروح إلى الربّ”. يستطيع الإنسان أن يصلّي بأعضاء جسده، بالصوم إذاً يضع الإنسانُ أعضاءَه وجسدَه أيضاً في حالة صلاةٍ دائمة.
بالصوم، يختار الإنسان المآكل التي تناسبه، تلك التي لا تقوم على ذهنيّةٍ جسديّةٍ ولكن على أنّ الإنسان يحيا بالكلمة الخارجة من فم الله.
بالصوم يُعلن الإنسان لذاته بواسطة جوع جسده أنّه يحيا لا لذاته بل لله. فيعرِّف لنفسه غناها ومطلبها وغايتها. عن طريق الجسد نصير فقراء إلى الروح، ونفتقر إلى المسيح المأكل الحقيقيّ والمشرب الحيّ. للإنسان الجائع، يصير جسدُه منبِّهاً مرافقاً له يذكّره بغاية حياته، وبحضرة الله فيها. هكذا الجوع هو صلاةٌ للجسد صامتة.

كما يصلّي الذهن بالكلمات يصلّي الجسدُ بالجوع الاختياريّ. الجوع صلاة الجسد، كما الكلمات هي صلاة الذهن. وكذلك في الصلاة، نصوم عن الأفكار ونحدّد عن طريق الذهن أنّنا نفتقر إلى الكلمة الإلهيّة مُعرِضين عن سواها لأنّ الربّ هو الغذاء الحيّ والمنّ الحقيقيّ للذهن البشريّ. إنسانٌ حصّن ذهنه بالصلاة وجسده بالأصوام هو كالبيت الذي تُطرد منه الشياطين فيصبح نظيفاً، ويصير بيتاً لله وهيكلاً للروح. لذلك جهاد السعي إلى الفصح ومعاينة الله، لا بدّ أن يقوم على هاتين الفضيلتين: الصلاة كصومٍ للذهن، والصوم كصلاةٍ للجسد. آميــن.

الأب جيرار أبي صعب

تساعية القديس يوسف

اليوم الأول

في أن القديس يوسف هو نموذج الطهارة

إننا نجد في هذا القديس المعظم كل كمال وفضيلة إنجيلية. فنظرا لفضيلة الطهارة، فمن بعد البتول مريم خطيبته الطاهرة فهو أول الناس عفة؛ على أن طهارته ليس فقط قد ضاهت طهارة الناس قاطبة، لكنها قد فاقتها. وذلك باتقانه هذه الفضيلة الشريفة التي تتلألأت فيه على أتم ما يكون. فهو الذي قد اختاره الله القدوس من بين الناس كافة ليكون حافظاً لمريم البتول الطاهرة والنقية، وهي التي قد تعالت وتسامت بهذه الفضيلة الملائكية، فعجزت العقول عن إدراك طهرها ونقاوتها

فبهذه الفضيلة الكلية الاعتبار التي بالغ بحفظها القديس يوسف المعظّم قد استحقّ نعماً تفوق كل وصف، وهي أن يشاهد في بيته وعلى ذراعيه، وأمام عينيه ابن الله الكلمة المتجسد، ويُسرّ مبتهجاً بحضرته المسجود لها

فلنصغ سمعاً لهذه الاعتبارات لأن من شأنها أن تحبّبنا بهذه الفضيلة الملائكية، وتجعلنا نتجنّب جميع الأسباب التي تلقينا في خطر خسرانها، وتحرّكنا الى الالتجاء بحسن العبادة الى هذا القديس المعظّم، كل مرة وجدنا في خطر فقدانها. فلنبتدينّ منذ الآن في أن نعيش عيشة تليق بمسيحيّين حقيقيّين. ولنستعمل الفطنة في سلوكنا، ولا نطمع بقداسة سيرتنا، لأننا لسنا بأكثر قداسة من داود الملك ولا أعظم من سليمان الحكيم ولا أشد قوة من شمشون

فإن كان هؤلاء الأبطال قد سقطوا في التجربة، فكم يلزمنا اذاً نحن الضعفاء، أن نحسن الحذر من ذواتنا، طالبين من الرب المعونة والإسعاف، فإنه مستعد لإغاثتنا. فلا يرذل الرب القلب المنسحق المتخشع. وعلى هذه الصورة نحصل بمعونه الرب، على طهارة القلب ونقاوة النية. ونستحق أخيرا أن نشاهده حسب وعده الإلهي القائل : “طوبى للنقيّة قلوبهم لأنهم يعاينون الله” (متى 5، 8

إكرام

كن ساهراً بكل دقة واجتهاد على حفظ حواسك وصيانة قلبك. ضع ذاتك تحت كنف حماية القديس يوسف المعظّم، ملتجئًا اليه دائماً لا سيما عند التجرب

صلاة

يا كلمة الله المتجسّد، يا من قد أمضيت حياتك على الأرض برفقة القديس يوسف المعظّم، وكنت مثال الفضائل ونموذجها

أهلنا، بشفاعته، أن نخدمك بقلب طاهر ونية مستقيمة. وامنحنا نعمة الإلتجاء اليه في ضيقاتنا، لكي ننتصر على أعداء خلاصنا، ونبلغ بشفاعته السعادة الأبدية المعدّة لمختاريك المجاهدين في ميادين الخلاص. آمين.

اليوم الثاني

في أن القديس يوسف هو نموذج التواضع

قد يأخذنا العجب والانذهال، من عظم التواضع الذي أظهره القديس يوسف المعظّم بين القديسي، نظراً لحسن معاطاته، ولطف تصرفاته وليونة أخلاقه. على أنه كان ليّن العريكة مع كل من تعاطى معه، لا سيما مع من قصده بأمور تخصّ مهنته. وعلى هذه الصورة قد وجد الجميع فيه وداعة وحلماً وتواضعاً أخزى كبرياءهم وفخرهم وما استولى على قلوبهم من المجد الباطل. على أنهم كانوا يهيمون في حبّ الشرف والفخر والكرامات

أما يوسف المعظّم فكان يفضّل الاحتقار والإهانة على كل ذلك. فهم كانوا يتيهون عجباً بحسبهم ونسبهم وشرفهم. أما هو فمع أنه كان من سلالة داود الملوكية التي كان عتيد أن يولد منها العالم المنتظر، فلم يكن يتفوّه بما فيه علامات الافتخار، ولم يُظهر ما من شأنه أن يدلّ على عظمة نسبه وشرف حسبه، ولا بما امتاز به من الصفات الذاتية، بل أنه كان يخفي دائماً عن أعين الناس ما كان عليه لدى الرب الإله من الفضل والفضيلة. وكان يعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله. وكان يسدي الشكر لله على نعمه ويحتقر ذاته كأنه غير أهل لنيل الرحمة

وقد تلألأت فيه هذه الفضيلة على أبلغ نوع وأبهى صورة عند اشتباهه بحبل البتول مريم عليها السلام، لأن ملاك الرب لم يكن قد اخبره بعد وأعلمه بحال خطّيبته. فمع ذلك رفض كل فكر يوجب الشبهة على تلك الطاهرة التي كان لحظ فيها مجموع الفضائل والكمال. فكان يسند فكره ويمكّن حسن الظن بها بخضوعه للإيمان الذي كان يقول له بأن المسيح عتيد أن يولد من عذراء كقول النبي أشعيا : “ها إن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعى اسمه عمانوئيل” (أش 7 /14

فمن هذا النموذج العجيب، نتّخذ لنا بعض نتائج ينبغي أن نتصرّف بموجبها نحو القريب، مقتدين بمزياه وأخلاقه، غير مسرعين بدينونة، بل نبحث عن الأمور بحثاً دقيقاً ليظهر لنا الحق من الباطل، متشبّهين بفطنة القديس يوسف العظيم، محسنين صدق الاتضاع بكامل تصرفاتنا ومعاطاتنا. ولنكنز لنفوسنا كنوز الاتضاع الحقيقي فنجد النعمة عند الله.

إكرام

لا تمدح ذاتك أبداً ولا تحتال في أن يمدحك الناس

صلاة

أيها الرب الإله الجزيل الجود والرحمة، يا من تطلب القلب المتواضع، جاعلاً به مسرّتك الإلهية

نسألك أن تنعم علينا بشفاعة القديس يوسف فنميت فينا روح الكبرياء، ولا نطلب في كل أفعالنا وأقوالنا سوى مجدك الأعظم وخلاص أنفسنا. آمين

اليوم الثالث

في أن القديس يوسف هو نموذج الطاعة

وفيما كان القديس يوسف راقداً، ظهر له ملاك الرب في الحلم قائلاً له : “يا يوسف، قم خذ الصبيّ وأمه واهرب الى مصر، لأن هيرودوس مزمع أن يطلب الصبيّ ليهلكه” (متى 2 /13). فقام يوسف من ساعته وفعل كما أمره ملاك الرب. ولكن يا له من سفر متعب وأمر عسر التتميم في الغاية. لأن هذا كان في فصل الشتاء وقساوة ابرد. غير أن محبته وحسن اتكاله على الله قوياه على هذه الصعوبات كلها، وجعلاه يُحسن تتميم هذا الأمر، مسلّماً ذاته للعناية الإلهية. ولم يبال بالمشقات، ولم يعبأ بالأهوال والأخطار، بل وطّد إيمانه بالله الذي قوّاه على تخطّي كل الصعوبات

فلنعتبرنّ الآن قليلاً عظم فضل الطاعة وقبولها لدى الله، وجزيل الثواب المعد لمن يمارسها على مثال القديس يوسف المعظّم. أما كان ممكناً لهذا البار أن يقول : لماذا يلزمني الله بأن أقاسي هذه الأتعاب ويأمرني أن أذهب الى أرض مجهولة لم أسلكها قط. أرض لا يوجد فيها إلا معابد الأصنام حيث أكون مجهولاً من أهلها. أما يستطيع بما أنه القادر على كل شيء أن يصنع أعجوبة باهرة ويخلّص ابنه من أعدائه ويلاشي كل من أراد له شرا. أو لو أنه بدّل لي هذا السفر بسفر آخر بعيد عن كل هذه الأخطار، لكان الأمر محتملاً. أو لو أمرني بالذهاب الى أرض المجوس الذين منذ زمن يسير أتوا وسجدوا له، لكانوا يقبلونا عندهم بكل محبة وكرامة، ويحمونا مما يفاجئنا من الأخطار. فمثل هذه الأقوال هي أقوال حكماء العالم ومحبيّ البحث والتفتيش

فالقديسون وخدّام المسيح الحقيقيون، قد خدموا الله ببساطة القلب وطهارة الروح ونقاوة النيّة. لأن أعمال الله غير مدركة. بل يلزمنا أن نخضع لها كونها تعلو الفحص والتفتيش. وناهيك على أن الشيطان خزاه الله بسبب هذا الفحص، قد أسقط أبوينا الأولين آدم وحواء بسؤاله للمرأة عن الشجرة هكذا : “لماذا أنهاكما الله عن أكلها” (تك 3، 1

ومن حيث اخذت تجادله خزاه الله خُدعت منه واجلبت الشقاء على الجنس البشري. فلنعدلنّ عن هذا التفتيش. ونعلم متيقّنين بأننا إذا ما حصلنا على كمال هذه الفضيلة نحصل بكل سهولة على باقي الفضائل. لأن القديس أغوسطينوس يقول عن الطاعة، إنها أعظم الفضائل، وأصل كلها. حتى أننا بخضوعنا هذا نستحق من الرب نيل الأنوار المقتضية لإدراك حقائق الإيمان الكاثوليكي. فاتضاعنا يصيّرنا صغيرين عند ذواتنا ومحبوبين لدى الرب. فإنه قال في الإنجيل : “يا أبتاه، لتمجد اسمك، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأظهرتها للأطفال” (متى 11،25)

إكرام

أحسن الطاعة لرؤسائك، روحيّين كانوا أم جسديّين، وأخضع لهم على مثال القديس يوسف المعظّم

صلاة

نسألك يا رب أنن تغفر خطايانا وآثامنا نحن أبناءك الذين ليس لنا استطاعة أن نرضيك بأفعالنا. وخلّصنا بشفاعة القديس يوسف المعظّم. وعلّمنا كما علّمته الطاعة، وعرّفنا قيمتها وفضلها لديك. وحرّك قلوبنا لكي نتمّم أوامرك الإلهية المعلنة لنا بواسطة رؤسائنا. نسألك ذلك باسم ربّنا يسوع المسيح وباتحاد الروح الحيّ القدّوس، الى دهر الداهرين آمين

اليوم الرابع

في أن القديس يوسف هو نموذج الإيمان

قال القديس أغوسطينوس : “لا غنى أعظم من الإيمان الكاثوليك”. وقال الرسول : “جاهد جهاداً صالحاً في معركة الإيمان وأدرك الحياة الأبدية” (1طيم 6 ،12). إننا نخصّ القديس يوسف المعظّم بهذه الفضيلة الإلهية. ففضيلة الإيمان كانت غناه وسعادته. فكان يعمل أعماله بحسب إيمانه. قال الرسول : “ما المنفعة إن قال أحد أن له إيمان وليس له أفعال” (يعقوب 3 ،14

وهكذا بالإيمان قرّب ابراهيم ابنه ذبيحة لله. لأنه كان يعتقد بأن الرب يكمّل معه وعده بالنوع الذي يشاء. ويقول القديس أغوسطينوس : “إن المؤمن إذ له الله فكل العالم له. فإذا ما لاحظنا فضائل مار يوسف المعظّم يمكننا أن نجد ما يحرّكنا الى الإقتداء بنموذجه. على أنه كان يرجو تعزية اسرائيل، ملتمساً من الله أن يرسل ذاك الفادي المزمع أن يشتري الجنس البشري من عبودية الشيطان وذلك بتجسده ومجيئه الى العالم

أما صلواته هذه فلم تكن بدون ثمرة وفائدة، لأنه كما يقول القديس أغوسطينوس : “صلاة الصديق هي مفتاح السماء، الطلبة تصعد ورحمة الله تنزل”. ونضيف الى ذلك ما قاله الكتاب المقدس : “إن صلاة المتضع تخرق السحاب ولا تفتر حتى تصل ولا تنصرف حتى ينظر اليها العلي” (يهوديت 9/ 61). فأهّله الله الى أن رأى الفادي وسكن معه زمناً طويلاً. وقبل أن ينبأه الملاك بحبل العذراء به كان يعتقد بأن المسيح متجسداً بأحشائها الطاهرة. وهكذا كان يحارب أعداء خلاصه بكل شجاعة. وكما يقول القديس امبروسيوس : “الإيمان بغير محاربة في الحال يضعف”، وصاحب الفضيلة عسر الإنغلاب كما يقول الذهبيالفم : “الفضيلة في كل مكان تضيء وهي غير قابلة الإنغلاب”

فاسلك يا أخي بإيمان منزّه عن كل شك وارتياب، وما تعجز عن إدراكه فوّضه بأمن واطمئنان الى الله، لأنه لا يخدعك ولا يغشك واعلم جيداً أن الله يصاحب السذّج ويعطي الفهم لمن كان عند نفسه صغيراً، ويمسك النعمة عن محبي البحث والتفتيش الفارغ. وقال السيد المسيح : “السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول” (لوقا 21/ 33)، وقال أيضاً : “أنا الطريق والحق والحياة، من يتبعني لا يمشي في الظلام” (يوحنا 8 /12

فإن كل ما تعلّمنا إياه الكنيسة المقدسة قد استمدته من فم معلّمها الإلهي يسوع المسيح. فاجتهد إذن بأن تكون حياتك مطابقة لإيمانك، لأنه ماذا ينفع المسيحي غذا اعتقد اعتقاداً قويماً كالمؤمنين وسلك طريق المنافقين؟ كما يقول القديس بطرس الدمياني

لا تستح أبداً من أن تظهر مسيحياً كاملاً لئلا يستحي بك رب المجد ولا يعرفك تلميذاً له كقوله : “من ستحي بي وبكلامي هذا يستحي به ابن الانسان، عندما يأتي بمجد أبيه مع ملائكته القديسين” (لوقا 9 /26

إكرام

إجتهد في أن تتقدّم يومياً في الإيمان والفضيلة واتجىء الى القديس يوسف متى داهمتك التجارب ضد الإيمان، لإإنك تنال منه ما تلتمسه بتواضع

صلاة

نسالك أيها الرب يسوع المسيح، أن توطّد في قلوبنا حقائق الإيمان الكاثوليكي، وأن تثبّتنا فيه الى آخر نسمة من حياتنا. وكما زيّنت قلب صفيّك القديس يوسف بهذه الفضيلة، زيّن نفوسنا بها لكينتدرّب دائماً حسب تعليمك. نسألك ذلك أيها الآب باسم ابنك الحبيب ربّنا يسوع المسيح بشفاعة القديس يوسف ومريم البتول المجيدة وجميع القديسين

اليوم الخامس

في أن القدّيس يوسف هو نموذج الصبر والإحتمال

قال رافائيل الملاك لطوبيّا البار:”لأنّك مقبول عند الله كان يلزم أن تمسّك التجربة” (طوبيا 2/3). فهذا ما يخص به الله محبّيه على أنّه يمتحنهم بالتجربة لكي يختبر أمانتهم وحبّهم له

ولمّا كان يوسف مقيماً في الناصرة صدر أمر أوغسطس قيصر بأن كلاًّ يكتتب في بلدته. فامتثل يوسف لهذا الأمر وذهب مع مريم خطّيبته إلى بيت لحم. ولمّا لم يجد له مكاناً يتآوى فيه مع خطيبته التي كان زمان إيلادها، إضطر أن يخرج خارج المدينة وأن ينزل في مغارة

لنتأمّل عظم أكدار يوسف في هذه التجربة، حيث لم يمكنه أن يجد مكاناً يليق بمن كانت حاملة في أحشاها باري الكائنات وربّ المخلوقات فادي الجنس البشري ومخلّصه. لقد سبّب له ذلك حزناً شديداً لا يدركه إلاّ من اختبره وشعر به

فالنتخذنّ هذا القدّيس المعظّم نموذجاً لإقتفاء الفضائل. ولنعتبرنّ أنّه لا يحدث إلاّ بأمر الربّ أو بسماحه. وإذا سمح الباري بتجربتنا فتكون غايته خلافاً لما قصده من سبّبها. وهاك بمثل سهل الفهم والإدراك نفهم منه إختلاف مقاصد الله عن مقاصد الناس. فإنّه متى استصوب الأطبّاء أخذ الدم من عادتهم أن يأمروا بوضع العلق لتمتص فاسده. فالعلق لا يقصد بامتصاصه ذلك الدم سوى الإرتواء منه. أمّا الطبيب على خلاف ذلك، فإنّه لم يقصد سوى إخراج الدم الفاسد لأجل راحة المريض وشفائه

فعلى هذه الصورة تختلف مقاصد الله عن مقاصد البشر. فأوغسطس قيصر أمر بأن كلاّ يكتتب في بلدته لكي يعرف عدد رعاياه. أمّا الله فقصد بذلك أن يعطي القدّيس يوسف سبيلاً للصبر والإحتمال. وهكذا يتمّ ما كتبه الأنبياء عن المسيح بقولهم: “إنّه عتيد أن يولد في بيت لحم يهوذا

فإنّه لا بدّ من ان نحتمل الشدائد لكي ننال السعادة الأبديّة. وقال بولس الرسول في هذا المجال: “إنّ أوجاع هذه الدنيا لا توازي المجد المزمع أن يظهر فينا” (روما 8/18). فلنبادر من الآن في عمل الصالحات لأن القدّيس بولس يقول أيضاً: “من يزرع بالبركات فبالبركات يحصد” (2 قور9/6). وقال الربّ: “ملكوت السماوات يُغضب والغاصبون يختطفونه” (متى 11/12). وأن “من يصبر إلى المنتهى يخلُص” (متى 10/22). فقد احتمل الربّ يسوع عنّا آلاماً فادحة كقول البشير: “كان ينبغي أن يقبل المسيح الآلام وهكذا يدخل مجده “(لوقا 24/26). وكما يقول القدّيس برنردوس: “إنّه لعار عليك أن تكون عضواً مرفّهاً تحت رأس مكلّل بالشوك

إكرام

مارس فضيلة تسليم الذات متى كنت مجرّباً من أعداء خلاصك وقل : لتكن مشيئتك يا ربّ كما في السماء كذلك على الأرض، مترجّياً منه المساعدة لضعفك

الصلاة

أيّها الآب القدّوس الذي قدّمت لنا بشخص القدّيس يوسف نموذجاً حيّاً لنعرف عظم إلتزامنا في أن نكون متأهّبين على الدوام لتتميم أوامرك الإلهيّة. ساعدنا نحن الضعفاء على أن نخدمك بكلّ شجاعة في هذه الحياة منتصرين على التجارب الواردة إلينا من كلّ جانب. نسألك ذلك بإسم إبنك الحبيب سيّدنا يسوع المسيح، الذي معك ومع روحك القدّوس يحيا ويملك إلى الأبد. آمين

اليوم السادس

في أن القدّيس يوسف هو نموذج الأمانة

قال السيّد المسيح له المجد : “يا لك عبداً صالحاً وأميناً، كنت أميناً في القليل فسأقيمك على الكثير، أدخل فرح سيّدك” (متى 25/21). إن الله القدير متى أقام عبيده لخدمته يعطي كلاً وزنات على مقتضى تدبيره وحسن إستعداده ومكنته. فعلى هذه الصورة يأخذ كلّ من فضل سخائه نعمة كافية للقيام بحالته. وبهذا القليل يريد الربّ أن يختبر محبّتنا وأمانتنا نحوه وهو لا يطلب منّا أشياء فوق طاقتنا، بل أن نتمّم واجباتنا اليوميّة بروح الإيمان والمحبّة

فمعلومة لديك أعمال القدّيس يوسف في حياته وصنعته التي باشرها وحصل بها على قمّة الكمال والقداسة. فلدى تأملك نموذج حياته تجد تعزية وافرة لنفسك، حيث أن الله قد لا يطلب منك سوى أن تتمّم تتميماً واجباً أعمالك المألوفة حباً به، لأن القداسة الحقيقيّة هي بتتميم إرادة الله في حياتنا اليوميّة فنصل إلى قمّة الكمال. فالربّ يطلب قلب الإنسان كما يقول الكتاب: “يا بني أعطني قلبك” (أمثال 23/26

عليك أن تتقدّس بحسب إرادة الله ومشيئته القدّوسة لا بحسب ميلك وإرادتك أنت. إرتضِ بما أقامك الله عليه مستفيداً من نموذج القدّيس يوسف الذي كان مجرّد إهتمامه أن يتمّ إرادة الله وواجباته على أكمل وجه، نحو سيّدتنا مريم العذراء وإبنها الإلهي في تقديمه كلّما يلزم لقيام حياتهما. فإذا كنت في العالم ربّ بيت، إهتمّ بأن تقدّم لعائلتك ما تحتاج إليه. وإذا كنت راهباً إجتهد في حفظ قوانين ديرك ورسوم رهبنتك وأوامر رؤوسائك. ولكي تجني نفعاً من أتعابك ينبغي أن ترفع قلبك إلى الله متوسّلاً إليه في أن يقبل أتعابك ويتّحدها مع إستحقاقات آلامه وموته وقيامته

وعلى هذه الصورة يكون تعبك مفيداً للقريب ومرضيّاً لله وموافقاً لخلاصك الأبدي كقول الربّ: “الذي يعمل إرادة أبي فله ملكوت السماوات” (متى 7/21). فكم من الناس في هذه الحياة غير متميّزين ولا معتبرين من العامة، إلاّ أنّهم بإتقان وظائفهم هم عند الله أعظم جانب من الإعتبار والإكرام. وبعد هذه الحياة نراهم يرتفعون في السماء إلى أعلى درجة من المجد على أكثر ما تظنّ بهم، وما ذلك إلاّ لمواظبتهم على تكميل ما أراده الله منهم

إكرام

أحسن ممارسة واجبات دعوتك متّحداً أعمالك وأفعالك مع أتعاب القدّيس يوسف قائلاً: لأجلك يا ربّ أصنع هذا العمل ولأجل حبّك أبتدئ به

صلاة

أسألك يا سيّدي يسوع المسيح أن تمنحني نعمتك لأنّي بدونها لا أستطيع أن أصنع شيئاً يرضيك. وتعطيني حكمةً وفهماً لأعرف بهما إرادتك الإلهيّة وأتمّمها بكلّ نشاط مقتدياً بالقدّيس يوسف المعظّم. نسألك ذلك أيّها الآب باسم إبنك يسوع المسيح الذي معك بإتّحاد الروح القدس يحيا ويملك إلى الأبد. آمين

اليوم السابع

في أن القدّيس يوسف هم نموذج الفقر

قال السيّد المسيح: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه” (متى 16/26). إنّ هذه الحقيقة الدينيّة من شأنها أن تقنعنا إقناعاً كافياً بأن السعادة الحقيقيّة لا تقوم بإمتلاك الأرزاق واحتشاد الأموال، بل باكتسابنا الفضائل المسيحيّة وبالإبتعاد عن كلّ ما يلقي الإنسان في خطر الهلاك

فعباد الله الحقيقيّون قد أحسنوا فهم هذه الحقيقة. ولكي ينجوا من غائلة الأخطار الممكن حدوثها تركوا كلّ شيء وتبعوا المسيح مجرّدين قلوبهم من حبّ هذه الخيرات الدنيويّة، مقتنعين بما قاله الرسول: “إن كان لنا القوت والكسوة فلنقتنع بهما” (1 طيم 6/8

أمّا أنتَ أيّها الأخ المسيحي، فتقدر أن تكون كاملاً بدون أن تسكن البراري ومن غير أن تباين العالم. لربّما أن الله لا يدعوك إلى هكذا كمال، بل يكفي أن تجرّد قلبك من محبّة هذه الخيرات وتصنع الرحمة مع الفقراء إخوة المسيح، وذلك بتوزيعك عليهم المال أو غير ذلك لتسعفهم ولا تخشَ عوزاً لأنّ الله يشجّعكَ بقوله: “من يعطي المسكين لا يحتاج” (أمثال 8/27

وقال القدّيس يوحنّا فم الذهب: “في فعلك الحسنة تصيّر الله مديوناً لكَ”، فكلّ ما تفعله بأحد الفقراء البائسين فكأنّك فعلته نحو شخص المسيح كقول الربّ: “مهما فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه” (متى 5/40). وإن كان لا يلين قلبك نحو هؤلاء البائسين يقتضي أن تخاف من دينونة الله العادلة كما قال الرسول: “دينونة من لم يستعمل الرحمة تكون بلا رحمة” (يعقوب 3/13

أمّا في ما يخصّ فقر القدّيس يوسف، فقد كان يعمل ويتعب ليسد عوز العائلة المقدّسة مكتفياً بذلك القليل الذي كان يحصل عليه، مقدّماً لله الشكر على ذلك، لأن إعتباره للفضيلة كان يجعله أن لا يمضي الزمن بالبحث عن طرق يحصل بها على أوفر ربح، لأنّه كان يتأمّل بنموذج إبن الله الذي كان مساكناً له، معتبراً كيف أن ربّ العزّة والجلال أتى إلى العالم على هذا النوع العجيب فقيراً مسكيناً، محتاجاً. فإنّ إبن الله أعطانا مثالاً بشخصه. هذا فضلاً عن باقي القدّيسين

ترى أيّ خجل يستحوذ علينا يوم الدين إذا ما تركنا قلوبنا تلتصق بحب هذه الخيرات الفانية. فاستفق على سوء حالك ما دام لك زمن للإصلاح. “لا تكن جاهلاً لئلاّ تموت في غير وقتك (الجامعة 7/18). “الويل لكم أيّها الضاحكون الآن فإنّكم ستنوحون وتبكون” (لوقا 6/25). فالويل لك أيّها المسيحي المستنير بنور الإيمان لأنّك مع معرفتك هذه الحقائق الراهنة لا تزال راكضاً وراء أميال قلبك الزائلة. فلو أمكنك امتلاك الدنيا لما كنت تهمل ذلك. ولنفترض أنّك حصلت عليها، فماذا تنتفع منها وهل تروي قلبك الذائب عطشاً؟ كلاّ ثمّ كلاّ. بل إنّك ترغب دائماً أن تحصل على أوفر عظمة وأغزر ثروة غير مفتكر بالله ولا بسمائه. ولا يهمّك كونك من المنتخبين أو الهالكين! فمحبّة أباطيل العالم هو الأمر الأكثر سهولة من باقي الإهتمامات

ولعلّك إلى الآن لم تنتبه على أباطيل قلبك؟ إلتفت إلى القدّيس يوسف واستمدّ منه المعونة لضعفك والإسعاف لتنال من يسوع المسيح نعمة تجرّد القلب ونقاوة العيشة متذكّراً ما قاله الربّ: “إنّكم لا تستطيعون أن تعبدوا ربّين والمال” (لوقا 16/13

إكرام

جرّد قلبك من محبّة خيرات الأرض على مثال القدّيس يوسف، واصنع الرحمة مع قريبك بإعطاء صدقة وذلك على قدر إستطاعتك وإمكاناتك

صلاة

يا سيّدي يسوع المسيح، يا من ارتضيت أن تولد حبّاً بنا في مزود بغاية الفقر والمسكنة، محتاجاً لكلّ شيء مع إنّك الغنيّ طبعاً. نسألك أن تضع في قلوبنا محبّة فضيلة الفقر، حتى إذا ما حصلنا على فضيلة تجرّد القلب من كلّ خير زمنيّ، نستطيع حينئذٍ أن نرفع الحاظنا إلى محبّة خيراتك الأبدية، مقتدين بالقدّيس يوسف المعظّم، إذ نرجو الحصول على ذلك بشفاعته حتى نمجّدك معه في الحياة الأبديّة. آمين

اليوم الثامن

في أن القدّيس يوسف هو نموذج المحبّة نحو يسوع

قال الربّ يسوع: “من يحبّني يحبّه أبي، وإليه نأتي وعنده نجعل مقامناً ( يوحنا 14/23). هذه الكلمات المملوءة حبّاً من شأنها أن تحثّنا على أن نزداد تعلّقاً بحبّ هذا المخلّص الوديع. ويصدق القول عن القدّيس يوسف المعظّم بأنّه قد تلألأ في هذه المحبّة. وقد خصّه الله بالمواهب والنّعم وسمّو القداسة. وقد تمتّع بمشاهدة الربّ يسوع سنين عديدة بنوع محسوس مبتجهاً بحضوره معه، شاكراً فضله العميم على هذه النّعم

فمن يمكنه أن يدرك عظم المحبّة، التي كان مضطرماً بها القدّيس يوسف المعظّم، نحو المخلّص الإلهي، وكم كان سعيداً بتأدية الأعمال والخِدم لأجله، وبأي إعتناء أبوي، كان يسهر مع مريم حول سريره، وبأيّة غيرة هرب به إلى مصر، خوفاً عليه من غضب هيرودس. بل وبأيّة همّة كان يسهر عليه. ولمّا عاد القدّيس يوسف المعظّم ومريم البتول من زيارتهما الهيكل ولم يعلما أنّه بقي هناك، رجع القدّيس يوسف مع مريم يفتّشان عليه

فلنعتبر بأي اجتهاد كان هذا القدّيس يسأل عن يسوع وكم سبّب له فقدانه من الحزن والضيق، وهو مع كلّ هذه الأتعاب والمخاطر لم يتذمّر من ذلك ولم يبال بصعوبات الطريق. لكن كان يفكّر كيف يجده. وقد وجداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل جالساً بين العلماء، يسمع لهم ويسألهم (لوقا 2/46). و”حينئذٍ أتيا به إلى الناصرة، وكان خاضعاً لهما”. (لوقا 2/51). وفي كلّ دقيقة كان يملأ قلبيهما فرحاَ ويزيدهما بهجة وسرورا

هذا هو مفعول المحبّة الحقيقية كما يقول القدّيس قبريانوس: “المحبّة تصادم السيف، تستهزىء بالأخطار وتضحك على الموت”. وقال صاحب الإقتداء بالمسيح: “المحبّة هي شيء عظيم وخير جسيم، وهي التي تجعل جميع الاثقال خفيفة، وتقابل بالصبر الشدائد كافة. صاحب المحبّة سهران وفي نومه يقظان”

لا تبعد قلبك عن محبّة هذا الإله المخلّص، بل أبعد عن كلّ ما من شأنه أن يجعلك في خطر فقدان هذا الإله المحّب الجزيل الصلاح. إن القدّيس يوسف لم يسترح حتى وجده وإن كان فقده بدون ذنب منه. فافعل أنت أيضاً هكذا وفتّش عن المخلّص. تصالح معه في منبر التوبة واندم على خطاياك ولا تيأس فإنّه بعزّيك. “إن تأخّر فاصبر عليه فإنّه سيأتي ولا يبطىء” (حبقوق 2/3). إلتجىء إليه مع النبي بحرارة قلبية قائلاً: “لا تغفل عن دموعي لأنّي غريب عندك وعابر مثل جميع آبائي. استمع اللهمّ صلاتي وانظر إلى دموعي فإنّي مسكين وغريب في الأرض” (مزمور 38/13). “الآن من لي في السماء وعلى الأرض ما أردت سواك” (مزمور 2/25

إكرام

زُر القربان الاقدس في هذا النهار تعبيراً عن حبّك ليسوع، واضرع إليه أن لا يبتعد عنك، بل يمنحك نعمة الثبات في خدمته الإلهية

صلاة

نسألك أيّها الربّ الجزيل الرحمة بحقّ المحبّة التي جعلتها في قلب القدّيس يوسف، لكي يسعى مُجِدّاً في طلبك بغير تأخير. إمنحنا بشفاعته أن نحبّك حبّاً كبيراً، لأنّك قد أحببتنا أولاً وبذلت نفسك من أجلنا يا مخلّصنا الحبيب، فأنت تعزيتنا، واجعلنا من جملة المرسومين بصفحة قلبك الأقدس، لك المجد إلى الأبد. آمين

اليوم التاسع

في أن القدّيس يوسف هو نموذج المحبّة نحو مريم البتول

إن المحبّة التي كانت في قلب يوسف لمريم البتول خطّيبته، تفوق كلّ حدّ وقياس، وتقصر الألسنة عن تبيان ولو جزء منها. على أنّنا لو قابلنا حبّ يوسف لمريم مع محبّة المؤمنين كافة، فنرى إن هذا القدّيس قد تعاظم حبّاً نحو البتول الطاهرة مريم أكثر من جميعهم. إن عدداً كبيراً من القدّيسين قد تساموا في محبّة البتول مريم، كالقدّيس برنردوس والقدّيس يوحنّا فم الذهب والقدّيس ألفونس دي ليكوري، وغيرهم كثيرين. لكنّهم لم يبلغوا بمحبّتهم إلى ما تسامى به القدّيس يوسف الذي قد أحبّها حبّاً سامياً لحسن قداستها وسمو طهارتها. وكان القدّيس يوسف مجداً في خدمتها وما يلزم لقيام حياتها بحبّ وإيمان. وكانت هذه المعظّمة بين الأنام تكسب له دائماً نعماً جديدة بتضرّعاتها لدى الله، متوسّلة إليه كي يسكب بركاته الوافرة عليه

فالنبادر إلى إكرام البتول المجيدة مريم على مثال القدّيس يوسف، لننال بشفاعتها المقبولة النعم التي نحتاجها لخلاص نفوسنا. إنّ حبّها لنا يفوق حبّ الأمّهات كافة. فإذا أردت أن تنمو بالفضيلة أحسن إكرام البتول مريم وهي علامة المجد السماوي وملجأ الخطأة كما يقول القدّيس باسيليوس الكبير “إنّ الله قد فتح للخطأة باب الخلاص مشاعاً في شخص مريم العذراء”. وقال القدّيس برنردوس: “إنّ الله لا يريد أن نحصل على شيء لم يُرسل إلينا من يد مريم العذراء”. فالنبادر إلى إكرامها ومحبّتها والإنضواء تحت لواء حمايتها. يقول القدّيس برنردوس أيضاً: “إنّ مريم لا تقيم الفحص عن الإستحقاقات، بل هي تنعطف ذاتياً إلى إسعاف المتوسّلين إليها، فهي خلاصهم ورجاءهم الأكيد، عونهم وحمايتهم الدائمة

إكرام

كن مثابراً إلى آخر نسمة من حياتك على تلاوة إحدى الصلوات إكراماً لوالدة الإله المجيدة والقدّيس يوسف خطّيبها الدائمة”

صلاة

نسألك يا ربّ أن تنعم علينا بشفاعة القدّيس يوسف، بأن نحبّ حبّاً نقياً والدتك المجيدة وأن نحسن رجاءنا في شفاعتها، ونلتجىء إليها في شدائدنا كافة كالتجاء البنين إلى أمّهاتهم. حتى إذا ما أحببناها على الأرض بما أنّها أمّنا، نستحق بعد هذه الحياة أن نراها مالكة علينا في الملكوت السماوي ّ. آمين

طلبة مار يوسف

كيرياليسون، كريستياليسون، كيرياليسون

يا ربنا يسوع المسيح انصت الينا

يا ربنا يسوع المسيح استجب لنا

ايها الآب السماوي الله ارحمنا

يا ابن الله مخلص العالم ارحمنا

ايها الروح القدس الله ارحمنا

ايها الثالوث القدوس الاله الواحد ارحمنا

ايتها القديسة مريم خطيبة مار يوسف البتول تضرعي لاجلنا

يا مار يوسف العفيف البتول تضرع لاجلنا

يا حامل الذبيحة المنقذة تضرع لاجلنا

يا حارس بتولية مريم تضرع لاجلنا

يا حافظ المسيح في الهرب تضرع لاجلنا

يا مثال الطاعة الكاملة تضرع لاجلنا

ايها النجار الارفع قدرا من الملوك تضرع لاجلنا

يا ولي الكلمة المتجسد تضرع لاجلنا

يا مأوي الاله الغريب تضرع لاجلنا

يا مثال العدل الكامل تضرع لاجلنا

يا سوسن العفة المنزهة عن الدنس تضرع لاجلنا

يا خادم المشورة العظيمة تضرع لاجلنا

يا معزي راعي العالم تضرع لاجلنا

يا لسان الكلمة الصامت تضرع لاجلنا

يا ابا ً مربيا لابن الله تضرع لاجلنا

يا حاوي الكنز السماوي تضرع لاجلنا

يا من فديت الفادي المقرب عنا في الهيكل تضرع لاجلنا

يا حافظ مخلص العالم تضرع لاجلنا

يا بتولا خطيبا للام البتول تضرع لاجلنا

يا وكيلنا المقتدر تضرع لاجلنا

يا غيورا في خلاص الانفس تضرع لاجلنا

يا شفيعنا المحبوب تضرع لاجلنا

يا حمل الله الحامل خطايا العالم انصت الينا

يا حمل الله الحامل خطايا العالم استجب لنا

يا حمل الله الحامل خطايا العالم ارحمنا

كيرياليسون، كريستياليسون، كيرياليسون

أقامه الله ربا على بيته وسلطانا على جميع مقتناه

صلاة

نسألك يا رب ان تساعدنا باستحقاقات القديس يوسف خطيب والدتك الكلية القداسة، لكي نعطى بشفاعته ما لا نستطيع ان نسأله بقوتنا. انت الذي تحيا وتملك مع الله الآب باتحاد الروح القدس الى دهر الداهرين. آمين

مسبحة القديس يوسف

في البداية يتم تلاوة الصّلاة التالية:
نضرع إليك يا رب بأن نجد العون في مزايا خطيب أمك القدوس. فلنحصل على كل ما نحتاجه بشفاعة القديس يوسف الذي يعيش مع الله الآب في وحدة الروح القدس إله واحد إلى أبد الآبدين. آمين.

 على الحبات الخمس الكبيرة يقال أبانا الذي…

على الحبات الصغيرة يقال:
 السلام عليك يا يوسف إبن داوود. يا رجلاً صدّيقاً و عروس مريم التي وُلد منها يسوع. يا قديس يوسف الأب المربي لسيدنا يسوع المسيح صلي لإجلنا الآن وفي ساعة موتنا. آمين

أسرار المسبحة:

السر الأول : لنتأمل القديس يوسف قرب سيدتنا مريم العذراء أثناء ولادة سيدنا يسوع المسيح.
ثمرة السر: نقاوة الضمير

السر الثاني : لنتأمل القديس يوسف يقدم الطفل الإلهي الى الهيكل.

ثمرة السر: الإتحاد بالله

السر الثالث : لنتأمل القديس يوسف هارباً الى مصر مع الطفل الإلهي.

ثمرة السر: الثقة بالعناية الإلهية

السر الرابع : لنتامل القديس يوسف الأب المربي ليسوع في الناصرة والعامل معه.

ثمرة السر: تقديس العمل

السر الخامس : لنتامل القديس يوسف مائتاً بين يديّ يسوع و مريم.

ثمرة السر: الميتة الصالحة

على غرار الوردية يختم كل سر بالمجد للآب والإبن والروح القدس كما كان في البدء والآن وعلى الدوام والى أبد الآبدين… آمين

في الختام تتلى هذه الصلاة:
يا يسوع و مريم و يوسف إني أعطيكم قلبي وروحي وجسدي
يا يسوع ومريم ويوسف أعينوني الآن وفي ساعة موتي.
يا يسوع و مريم و يوسف إمنحوني أن أموت بسلام بين أيديكم.
آمين.

]]>

صرخة توبة

صرخة توبة

منذ بدء التكوين وهي تواكبنا لا بل أصبحت الظل الذي لا يفارقنا. خوفاً من ابتعادنا عنها أغوتنا بالشهوات الأرضية وملذات الحياة الفانية . هي الخطيئة المدمرة، هي مكائد الشيطان الخبيث. ويا للعار! اصبحنا نحن أبناء الحياة، أبناء الفرح، أبناء الحرية ، أبناء الرجاء، أبناء الأب صانع السماء والأرض واهب الحياة والفرح والحرية! مسيرين، مبرمجين كلالات، تقودنا أفعالنا للهلاك . تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلَازِلُ فِي أَمَاكِنَ كثيرة. وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ ٱلْأَوْجَاعِ. لِأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ٱبْتِدَاءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ وَلَنْ يَكُونَ” (متى 24: 3-21) هذه هي السلسلة من أفلام الرعب التي زلزلت البشرية على مدار التاريخ والتي نبهنا عنها الهنا يسوع المسيح عدا عن ظهورات ورسائل أمنا مريم العذراء التي دعتنا للصلاة والتوبة. المذنب واحد وهي خطايانا وبعدنا عن الرب الهنا أما النتيجة فهي جمة. أبدأ بالأوبئة التي أبصرت النور في بلدان معينة لتجتاح فيما بعد كافة أنحاء الكرة الأرضية وتحولها إلى مجزرة مرعبة ضحيتها الاف القتلى. بدءًا من الطاعون الأنطوني إلى طاعون جستنيان ثم الطاعون الأسود، وطاعون لندن العظيم، وصولاً إلى الحمى الصفراء، فالطاعون العظيم بمدينة مارسيليا الفرنسية،إلى الكوليرا، محطة مع طاعون منشوريا، الأنفلونزا الإسبانية و الأنفلونزا الآسيوية،ثم الإيدز، انفلونزا الخنازير، أيبولا، وأخيراً وليس آخرًا وباء كورونا الذي كرسح العالم أجمع. أكمل مع الحروب الهائلة المدمرة التي افرغت غضبها بكل نفس وروح، بكل جسد، بكل حكر ووكر ولم تترك غير الضحايا، المجاعة، الفقر والتشرد. الأن استكمل مع مشاهد الزلازل، البراكين، الفيضانات، الحرائق وغيرها وغيرها من الكوارث الطبيعية. ويا لها من سلسلة لم تستطع أن تنتهي!! إلى الان وهي مستمرة بأسماء وأشكال مختلفة. هذه الكوارث لم تأبه لقوة المال ولا لسلطة الحكام . لم تميز بين فقير وغني. لم تخف من القوي ولم ترحم الضعيف. نعاتب الرب سيدنا وإلهنا! لماذا يا رب سمحت بهذا ؟! لماذا يا يسوع تغضب علينا؟! لماذا يا الله ترسل لنا هذه المصائب والكوارث؟! لماذا ولماذا ولماذا؟!!

هل الرب الذي قال لكي يا إمرأة أجهضي طفلك؟

هل يسوع الذي قال لك مسموح لك المساكنة قبل الزواج؟

هل الله الذي قال لكم تستطيعون التحول جنسياً ومسموح لكم أن تصبحوا مثليين؟

هل إلاهك الذي قال لك تعاطى المخدرات وغيرها من الممنوعات؟

هل مخلصك الذي قال لك دع حداً لحياتك وإنتحر؟

هل ربك الذي قال لك لا تحترم الوصايا ولا تنفذها؟

هل سيد المسيح الذي قال لك أعبد المال وأجري خلف الزعماء والحكام ؟

هل خالقك الذي قال لك إنشق عن الكنيسة المسيحية وأتبع البدع والهرطقات؟

كل هذه الكوارث هي من صنعنا نحن، القليلي الإيمان و ضعفاء النفوس

فكفى لوم مخلصنا وفادينا على ذنوبنا وخطايانا التي تقترفها

كفى فجور وأنانية

كفى حقد وعدم محبة

كفى طمع وجشع

كفى كبرياء وغرور

كفى فساد وقلة أخلاق

أتكلم بصيغة نحن لأني أشعر نفسي مذنبة لا أعرف بأي وسيلة أجعلكم تلتفتون إلي لتتذكرونني.

أنين بكائي يشق الصخر وأنا أسمع وأرى سيدنا يسوع المسيح يتألم بشدة ويصرخ بقوة وبحرقة بسبب خطاياكم

جرح فؤادي ينزف بغزارة وأنا أشاهد أمنا مريم فاتحة ذراعيها لضمكم بشدة وأنتم لا مبالين

تتأوه روحي بحرقة وأنا أراكم تبتعدون كثيراً ودرب الخلاص على بضع خطوات منكم

آه وآه وآه!

أنا هي منقذتكم تحت ظل حماية أمكم مريم العذراء

أنا هي خشبة خلاصكم مع الصلاة والوردية

أنا هي مسعفتكم مع الصوم والتكفير والندامة

أنا هي السفينة التي تقودكم نحو الميناء الإلهي

أنا هي بدء الطريق إلى اللَّـه ، ورفيقة الطريق حتى النهاية

أنا هي وسيلة عبوركم من خطاياكم المميتة نحو الحياة الأبدية

يا إخوتي أنا هي التوبة!

جفت دموعي وتألمت روحي وأنا بانتظاركم! فكيف الله الأب والعذراء مريم؟!

لا تخافوا لأن لا توجد خطيئة تستنفد سخاء ومحبة ورحمة الله، فقوة محبة الله عظيمة وتجعل كل الخطايا تختفي،وتجعلكم نوراً يسطع أكثر من أشعة الشمس. هو قال لكم “تعالوا إلي يا جميع المتعبي والثقيلي الاحمال وانا اريحكم” (متى 11 /28)

لا تنتظروا واغسلوا خطاياكم من خلالي ولكن بدموع الندامة الصادرة من اعماق قلبكم وتذكروا دائماً أن يسوع ينبوع من الرحمة وشلال من المحبة . الله يخلّص الذين يثبتون إلى النّهاية (متى 24: 6-12). ومن يؤمن به له الحياة الأبدية (يوحنا 47:6)

أخجلوا عندما تخطئوا ولا تخجلوا عندما تتوبوا فالخطية هى الجرح والتوبة هى العلاج الخطية يتبعها الخجل والتوبة يتبعها الجرأة لكن الشيطان قد عكس هذا الترتيب فيعطى جرأة فى الخطية وخجل من التوبة

( القديس يوحنا ذهبى الفم)

يا أحبائي أجعلوا اليوم يوم توبتكم لئلا ياتيكم الموت فى هذة الليلة (القديس مارافرام السريانى)
مع محبتي

التوبة

إعداد سيلاني أبي ناصيف

قليلون مثلك

قليلون مثلك…

يا يوسفُ، نَجيَّ الملاك،

يا بارَّ العهدِ الجديدِ الأوّل وأوّلَ مَن خاطبتْه السماء،

فيكَ سرٌّ خَفِيٌّ يَشدُّنا إليك، يُدهشُنا،

فيكَ حلاوةٌ، نَضارةُ الشباب ونُضجُ الشيوخ.

أكثرُ ما يتكلّمُ فيك صمتُك، وأكثرُ ما يَهزُّنا هداوتُك،

وقد صَمتَّ وهدأت حتّى غار منك الخشبُ الذي بين يدَيك.

صمتُك صارخٌ في برّيّة الضجيج التي نعيشُ فيها اليوم،

وتَخفِّيك صفعةٌ على وجهِ مَن يَلهثُ وراء الظهور.

قليلون مثلك!

قليلون الذين يعمَلون في الضوء وهُم في الظلِّ ثابتون،

قليلون الذين يملأون دَورَهم من غير أن يملأوا الساحةَ صراخًا،

قليلون الذين يَكتفون بأقلّ قَدْرٍ من الكلام، لا بل بأقلّ قَدْرٍ من الشعور،

قليلون الذين يخدمون، ومن دون أن يدري أحدٌ يختفون ويرحلون.

لقد أتممتَ، يا يوسف، واجبَك بالتمام من غير أن تحصلَ على حقِّك بالتمام،

مارستَ الأبوّةَ، من غير أن تكونَ “أبًا”،

كنتَ رجلًا لامرأةٍ من غير أن “تَعرفَ” امرأتَك،

كنتَ رُكنَ البيت وحارسَ الوديعة، مع ذلك “غُيِّبتَ” من البيت ساعةَ الإكرام وتقديمِ الهدايا.

في تَخفِّيك نفحةٌ إلهيّةٌ وقبسٌ من نور ذلك الطفلِ الإلهيّ الذي بين يدَيك،

تخفّيتَ، وأنتَ ترى مَن بَشَّرَتْ به السماءُ متخفّيًا،

ذُبتَ في السكون، وأنت ترى “المخلِّص” عاجزًا عن أن يوفِّرَ له مكانًا آمنًا، حتّى في بيت لحم، “أصغرِ مدنِ يهوذا”،

تخفّيتَ وصمتَّ، وتركتَ اللهَ وحدَه يتكلّمُ فيك ويُدبِّرُ الأمور.

استيقِظْ من نومِكَ، يا يوسف، وهلمَّ إلينا!

أُكسرْ صمتَكَ، انطِقْ، تَكلَّمْ وعلِّمنا،

علِّمنا أن نُحبَّ يسوعَ وأُمَّه، أنتَ يا مَن قَسَمَ قلبَه نِصفَين، بين “الصبيِّ وأمِّه”،

علِّمنا أن نأخذُهُما إلى حيثُ يحلو لهما أن يَحِلَّا…

إلى حيثُ لا يوجدَان، إلى “مِصرِنا”، رمزِ عبوديّتنا،

علِّمنا أن نَحمِيَهما بأشفارِ عيونِنا من كلِّ أَذيَّة،

مِن الشرِّ الذي تصنَعُه أيدينا… مِن “هيرودس” المعشِّشِ فينا أيضًا،

مِن أخطارِ كبريائنا ونزواتِ اضطرابِنا.

دَعْهُما يَنزلان علينا دفئًا وسلامًا، ويغسلان نفوسَنا بالطهارة وقلوبَنا بالبِرّ

عندها نكونُ في الميلاد… ويكونُ الميلادُ فينا.

المطران ميلاد الجاويش (من كتابه: “خذ الصبيّ وأمّه”)

صلاة تتلى يومياً في زمن الصوم الكبير

صلاة تتلى يومياً في زمن الصوم الكبير

“ربي وإلهي ، يا محب البشر بارك صومي، ليكون مقبولاً
ارتضي ايام توبتي واخلق فيَّ قلبا نقيا يسكن فيه ثالوثك القدوس
التفت الي و ارحمني فإني عليك توكلت
زدني من معرفتك و مرضاتك و لتكن مشيئتك نصيبي
طهِّر نفسي و قدِّس جسدي
أفرِّج من ضيقه و من شدتي انتشلني
أعطني ان التقيك في سر الغفران
وأملا ساعاتي اعترافا برحمتك وشهادة لفرح انجيلك
أنت الذي ترأف بضعفي وتصفح عن زلاتي بلا منة ولا إنقطاع
أهلني ان أتقدس بجسد إبنك الطاهر واتنقى بدمه الغافر
فأشترك في عرس حبه مع العذراء مريم
وأشفى من برص خطيئتي ومن نزف شهوتي
ومن غربتي عن كنيستي ومن تخلعي بأنانيتي ومن عماي بتكبري
عفوك ربي.. كاللص المصلوب اناجيك
أعطني النصيب من الصليب واذكرني في ملكوتك
أيها الحي و غير المائت. لك الحمد الى الأبد ” آمين.

القديس مارون

القديس مارون

(عيده (٩ شباط في الطقس الماروني و ١٤ شباط في الطقس البيزنطي

لقد زيّن مارون طغمة القديسين المتوحشين بالله، ومارس ضروبًا من التقشفات والإماتات، تحت جو السماء، متعبدًا ومتجهدًا في الأصوام والصلوات والليالي الساهرة والركوع والسجود، والتأمل في كمال الله
من هو مار مارون؟
.هو مؤسس الطائفة المارونية وشفيعها، عاش وتنسّك وتوفي في قورش قرب حلب في شمال سوريا حوالي سنة ٤٣٣م

كان يسكن كوخًا صغيرًا مغطّى بالجلود ولكنه نادرًا ما كان يستخدمه مفضلًا البقاء في الهواء الطلق، وعندما عثر على بقايا معبد قديم للأوثان حوّله ليكون مكان صلاته وهكذا خصّصه للإله الحقيقي
تعلّم الصلاة من معلمه القديس زيبينوس فكان يكرس أيامًا وليالٍ يقضيها في الصلاة دون ضجر، وكان يصلي واقفًا بخشوع مستندًا على عصاه إذ كان متقدمًا جدًا في السن
منحه الله موهبة شفاء العقل والجسد. وإذ شاع صيته كأب روحي قصده الكثيرون طالبين مشورته وتلمذ عددًا كبيرًا من المتوحدين وأسس عدة أديرة، نعرف على الأقل ثلاثة أديرة للراهبات حملت اسمه
انتقل الى الحياة الأبدية بعد فترة قصيرة من المرض بسبب ضعفه الشديد وبُنيت فوق مقبرته كنيسة عظيمة وحولها دير كبير

صلاة
أيّها القدّيس مارون، يا من اختارك الرّب راعياً لشعبه
فكرّزتَ بالإنجيل ودحضت الضلال وتفانيتَ في خدمة الكنيسة نتوسّل إليك بأن
تصون فينا إيمان الآباء والأجداد
وتقينا أمراض النّفس والجسد، وتقودنا إلى أرباض السّلام، حتى، إذا فارقنا هذه الفانية
نتمتّع معك بمشاهدة الرّاعي الأزلي في الفردوس السّماوي
.آميــــن

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

صلاة فعّالة للقديس انطونيوس لنيل نعمة

+ باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد، آمين.

إفتح اللّهم أفواهنا لنبارك اسمك القدوس وطهّر قلوبنا من الأفكار السيّئة وانرعقولنا لنقوم بهذه التساعيّة بالإصغاء التّام والعبادة الحارّة ونحصل على النّعم التي نحن بأشدّ الحاجة إليها، آمين.

فعل الإيمان

ربّي وإلهي وخالقي وحافظي وفاديّ وديّاني وغايتي الأخيرة وسعادتي الأبدية أعطف عليّ وقوِّ إيماني بك، وثبّت خطواتي في البرّ والخير وأقلّ عثراتي بنعمة التوبة بشفاعة واستحقاقات خادمك القديس أنطونيوس الكبيركوكب البرية ومثال الإيمان الحيّ. فأسجد لك معه وأسبّحك الى الأبد، آمين

الأبانا، السلام والمجد

فعل الرجاء

يا رجاء البائسين وملجأ المحتاجين وفادي الخاطئين، كن رجائي وملجأي وعصمتي لأحمل صليبك صابرًا راجيًا على مثال القديس أنطونيوس، فأنتصر على تجارب إبليس وأصبر على بلايا الحياة وأفوز، بشفاعة واستحقاقات دمك وآلامك وأمجّدك مع جميع قدّيسيك الى الأبد، آمين

الأبانا، السلام والمجد

فعل المحبة

أضرم قلبي يا ربّي بحبّك واملأني من نعمتك لأسير في طريق الكمال التي شقّها القديس أنطونيوس وأهتف مع الرسول بولس: ” لا موت ولا حياة لا قوّات ولاسلاطين تستطيع أن تفصلني عن محبّة سيّدي” فأسبّحك متّحدًا بك بالمحبة الى الأبد، آمين

الأبانا، السلام والمجد

صلاة

أيها القديس أنطونيوس، كوكب البرية، يا من تمّمت المشورات الانجيلية، وصرت أبًا وراعيًا لخراف المسيح الناطقة، وجعلتهم يحفظون كمال الأمانة الرسولية، أنت الذي رددت كثيرين الى التوبة الصادقة، وسلكت الطريق الضيّق الموصل الى الملكوت السماوي، أطلب إليك أيها القديس المعظّم، أن تستمد لي من الله بأن أماثل سيرتك، فأتمّم إرادته القدّوسة بأفكاري وأقوالي وأعمالي، وأسلك في سبله المستقيمة. وإذ قد اتخذتك لي شفيعًا في كل وقت، فإني واثق بأن أنال النّعمة (أذكرها) فأرسخ بإيماني ورجائي وأسبّح الله معك الى الأبد. آمين

الأبانا، السلام والمجد