Mercredi, octobre 29, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 9

كلمات من ذهب من أقوال القديس شربل

كلمات من ذهب من أقوال القديس شربل

– “الخطيئة لا تعطيكم إلا القلق والحزن والتعاسة والفراغ”.

– “الإنسان إذا لم يتحوّل إلى محبّة، يموت”.

– “الصليب هو مفتاح باب السماء”.

– “ضعفك لتتغلّب عليه لا لتتحجّ به”.

– “قدّس لحظة عمرك الحاضرة”.

– “القداسة حالة تحوّل دائم من المادة إلى النور”.

– “القداسة نعمة وإرادة، النعمة من الله والإرادة منكم”.

– “آمن وتشجّع لتشهد”.

– “أحب لكي تتقدّس”.

– “قُد حواسك كي تمجّد الله”.

– “أهم وأعظم وأقدس علامة هي إشارة الصليب”.

– “أهم وأعظم رسالة هي رسالة الإنجيل”.

– “أهم وأعظم آية هي القربان المقدس”.

– “الإنسان يرغب أشياء كثيرة لا يحتاجها، ويحتاج أشياء كثيرة لا يرغب فيها”.

– “إن لم تبق على المحبّة، تبكيها”.

– “الحكمة هي إن تتحكم بذاتك”.

– “الله محبّة، الله حقيقة، الله هو المحبّة الحق”.

– “لا يحقق الإنسان ذاته إلا بالمحبّة”.

– “من قلب الله خرج الإنسان وإلى قلب الله يعود”.

– “سعادتكم ليست في الحجر، فهو لا يعطي السعادة”.

من هو القديس أثناسيوس الكبير؟

من هو القديس أثناسيوس الكبير؟

ولد في الإسكندرية حول سنة 295. وتضلع من العلوم الزمنية والعلوم الإلهية. ثم تتلمذ ردحاً من الزمن للقديس انطونيوس الكبير. ورسمه أسقف الإسكندرية الكسندروس قارئاً سنة 312 وشماساً إنجيلياً سنة 318.

واصطحبه سنة 325 إلى المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية ضد الضلال الاريوسي. وعلى اثر وفاة أسقفه الكسندروس، في 17 نيسان سنة 328، انتخب في 8 حزيران من السنة عينها ليخلفه على كرسي الإسكندرية. فكانت أسقفيته نضالاً بطوليّاً باللسان والقلم في سبيل الايمان القويم ضد الضلال الاريوسي، حيثما وجد، في القياصرة أو في الأساقفة أو في الشعب، وجلجلة عذاب، صعد إليها خطوةً خطوة، تسنده محبة المسيح.

وكانت حقبة من الزمن جسّم فيها اثناسيوس، في شخصه وفي اسمه، التعليم الصحيح في لاهوت الكلمة. تجمعت عليه قوى الضلال لتسحقه بحقدها واتهاماتها الكاذبة ونفوذها لدى القياصرة السائرين في ركابها
نفِيَ مرات عدّة، حتى بلغت مجموعة ما قضاه في المنفى سبع عشرة سنة وستة أشهر وعشرين يوماً.

وانتقل إلى الله في ٢ أيار من سنة 373.

القديس دومنيك سافيو

القديس دومينيك سافيو: قديس الطهارة والشباب المؤمن

وُلد دومينيك سافيو في 2 نيسان 1842 في بلدة ريفادي كييري بالقرب من تورينو – إيطاليا.
كان والده كارلو حدادًا، ووالدته بريجيت خياطة.
نشأ في عائلة مسيحية متواضعة علّمته حب الله وأهمية الصلاة، وكان يخصص أوقاتًا للصلاة منذ طفولته المبكرة.

من الطفولة إلى القداسة

رأى دومينيك في محبة والديه صورة عن حنان الله،
وكان يصلي بحرارة ويخدم القداس بشغف وفرح.
تعلم أن يشكر الله دائمًا، وكان لا يأكل قبل أن يرسم إشارة الصليب بإيمان عميق.

على خلاف عادة ذلك الزمان، حيث لم يكن يُسمح للأطفال بالمناولة قبل سن الثانية عشرة،
نال دومينيك مناولته الأولى في سن السابعة، وكان هذا الحدث نقطة تحوّل في حياته الروحية،
فاتخذ أربعة مقاصد عاشها بأمانة حتى وفاته:

  1. سأعترف وأتناول أغلب الأحيان.
  2. سأشارك في الذبيحة الإلهية أيام الأعياد.
  3. صديقاي هما يسوع ومريم.
  4. الموت ولا الخطيئة.

تلميذ فرِح وقديس ناشئ

كان محبوبًا من الجميع، كريم الأخلاق، ورفض دائمًا المشاركة في أي سلوك خاطئ.
اتخذ من يسوع مثالاً أعلى له، وكان يعيش بتقوى ووداعة.

تعرّف دومينيك على القديس يوحنا بوسكو من خلال أستاذه،
وانتقل إلى فالدوكو في تشرين الأول 1854 ليكمل دراسته الروحية والعلمية هناك.

أخبره دون بوسكو ذات مرة أن الله يدعو الشبيبة إلى القداسة من خلال الفرح، فقال له دومينيك:
“ماذا أعمل لأصبح قديسًا؟”
فأجابه:
“لا تهمل صلاتك ودروسك، والعب بفرح مع رفاقك.”

رسول بين أصدقائه

فهم دومينيك سر القداسة، فكان يشجع رفاقه على الاعتراف، ويهتم بالصبيان الجدد والمرضى.
دافع عن القيم الأخلاقية، وتمزّق المجلات الخليعة، ووبّخ من يشتم أو يسيء.
في إحدى المرات، أوقف عراكًا بين اثنين من رفاقه، رافعًا أمامهم الصليب، وقال:
“يسوع مات وهو يسامح، أما أنا فأريد أن أنتقم؟!”
فشعر الصبيّان بالخجل، وتوقّفا عن القتال.

أسّس مع رفاقه جمعية باسم “جمعية الحبل بلا دنس”، ما زالت تنشر الخير بين الشبيبة حتى اليوم.
كان محبًا ليسوع في القربان الأقدس، وقضى ساعاتٍ في الصلاة أمامه دون أن يشعر بالزمن.
في إحدى المرات، وجده دون بوسكو واقفًا أمام القربان سبع ساعات متأملاً دون انقطاع.

انتقاله إلى السماء

أُصيب دومينيك بمرض خطير، فعاد إلى منزل أهله في محاولة للشفاء، لكن حالته ساءت.
في 9 آذار 1857، توفّي بفرح وسلام، عن عمر 15 سنة فقط، تاركًا وراءه مثالاً حيًّا للقداسة في سن الشباب.

من السماء، تابع دومينيك محبته للشبيبة ونال لهم نِعَمًا عديدة، منها شفاء صبي يدعى “البانو ساباتينو” في عام 1927.

في 12 حزيران 1954، أعلنه البابا بيوس الثاني عشر قديسًا، وهو أول قديس تعلنه الكنيسة عن عمر 15 سنة فقط.

حياة مار يوسف

“كان القديس يوسف رجلاً عادياً اتكل عليه الله ليقوم بأعمال عظيمة. فعل تماماً ما أراده الرب أن يفعله، في كل حدث كان يشكل حياته” – القديس خوسيه ماريا إسكريفا   ازداد تعبدي مؤخراً للقديس يوسف، خطيب مريم وأب يسوع بالتبني. يعتبر القديس يوسف مثالاً لكل إنسان.
ولكن، لعلكم ستقولون أننا نعرف القليل عنه! كيف نقتدي برجل بالكاد نعرفه؟ إننا في الواقع نعرف أكثر مما تظنون عن القديس يوسف.

إليكم ثلاث صفات للقديس يوسف يمكننا أن نقتدي بها.

1. كان القديس يوسف رجلاً باراً: يشير الكتاب المقدس إلى يوسف بالقول أنه رجل “بار” (متى 1، 199).
بمعنى آخر، كان يهودياً تقياً وورعاً أتم الوصيتين العظيمتين – أحب الرب إلهه من كل قلبه وقوته، وأحب قريبه كنفسه.
كذلك، كان رجل صلاة يعرف المزامير والشريعة الموسوية، وعلى غرار جميع اليهود الأتقياء، كان يصلي ثلاث مرات يومياً على الأقل. أنجز كل ما طلب منه بقلب متعبد متواضع، وليس بتقيد بحرفية الشريعة. خلافاً للفريسيين، فهم روح الشريعة ومعناها.
بإمكاننا ككاثوليك أن نحتذي بالقديس يوسف بإعطاء الله المكان الأول في حياتنا وبمحبة قريبنا بدون أنانية. نستطيع تنفيذ وصايا الكنيسة الأم المقدسة من دون تبرم أو تذمر. ففي النهاية، إن تطبيق شريعة الكنيسة هو سهل بشكل لا يصدق، بخاصة بالمقارنة مع الشريعة الموسوية. يجب أن نكون رجال صلاة نقرأ الكتاب المقدس ونتقدس يومياً بالصلاة.

2. أحب القديس يوسف يسوع: أوكلت إلى يوسف رعاية يسوع ابن الله. في حين أن هذا الأمر يبدو مذهلاً، إلا أن لقاءاته مع يسوع كانت لقاءات أب عادي. فقد حمل يسوع بمحبة في الإسطبل في بيت لحم. وساعده على تعلم المشي. وعندما كان يسوع يتأذى (ككل الفتيان الصغار)، كان يعزيه. كانا يصليان ويتحدثان معاً، ويمضيان ساعات طوال في المشغل وهما يعملان.   باختصار، كان القديس يوسف يتميز بمحبة الأب العميقة ليسوع. وإذا كنتم قد رزقتم بأطفال، ستعلمون نوع المحبة الذي أتحدث عنه. هل تعلمون؟ لقد أحب يسوع القديس يوسف، وهو يحبكم أنتم ويحبني أنا بكل قوة المحبة الإلهية المتقدة. بإمكاننا الاقتداء بالقديس يوسف من خلال محبة يسوع بحماسة وبإعطائه حياتنا.

3. أحب القديس يوسف مريم: تخيلوا أنكم متزوجون بالمرأة المثالية. تستطيعون القول: “زوجتي هي ملكة الكون” بوجه لا يظهر انفعالاً. بمعنى ما، كان من المفترض أن تكون المهمة الأكثر إذلالاً التي تعطى إلى رجل. وبمعنى آخر، وعلى الرغم من ذلك، أحب يوسف مريم بتفان كزوجته – لأنها كانت فعلاً كذلك. كان مستعداً للموت من أجل حماية شرفها. عندما كانت شديدة الاضطراب، كان يعزيها. عندما كانت تحس بالتعب، كانت تتكئ عليه. كان يصغي إليها بصبر ويعمل ساعات طوال ليؤمن لها لقمة العيش. كان أفضل زوج لأعظم امرأة على الإطلاق.

ينبغي على كل إنسان أن يتعبد لمريم (سوف أكتب عن هذا الموضوع في المستقبل). فهي أمنا وملكتنا. دعونا نحبها ونصون شرفها ونقدم أنفسنا لها كما فعل القديس يوسف. يمكنني المتابعة، لكنكم تفهمون الفكرة. كان القديس يوسف رجلاً استثنائياً، الرأس المقدس للعائلة المقدسة. وفي حين أن يسوع ومريم كانا بلا خطيئة، إلا أنهما كانا مطيعين للقديس يوسف. كانت تترتب عليه أصعب مهمة على الأرض، وقد نجح فيها بشكل ممتاز. وهو يتمتع بمكان خاص في السماء وفي قلبي يسوع ومريم.   كما أنه شفيع الكنيسة الجامعة وأحد أقوى الشفعاء بين القديسين.
ويعود الفضل للأخ الكندي، القديس أندريه بيسيت الذي أعلنت قداسته مؤخراً، في شفاء الآلاف. ما السر في ذلك؟ سره كان الصلاة إلى القديس يوسف. إذا كنتم في محنة، إذا كنتم تعيشون في تجربة، إذا كنتم تحتاجون إلى شيء ما، الجأوا إلى القديس يوسف طلباً للمساعدة.
اعرفوا المزيد عن القديس يوسف. الرسالة العامة للاوون الثالث عشر المتمحورة حول العبادة للقديس يوسف والمعنونة Quamquam Pluries تعتبر عظيمة للبدء بذلك. تأملوا في حياته وتفاعله مع يسوع ومريم. واطلبوا شفاعته التي ستجعلكم إنساناً أفضل.

صلاة: “يا يوسف، أب يسوع البتول، زوج العذراء مريم الأكثر نقاءً، صل لأجلنا يومياً إلى يسوع عينه، ابن الله، لكيما تدافع عنا قوة نعمته ونناضل بإخلاص في الحياة فيتوجنا بنفسه في ساعة الموت. آمين”.

تذكار النبي إرميا

تذكار النبي إرميا

هو ثاني الأنبياء الأربعة الكبار. وُلد في اليهودية. كان أبوه حلقيا كاهناً. قدّسه الله وهو في جوف أمه، كما قال القديس أغوسطينوس، مستنداً إلى ما جاء في الفصل الأول من نبوءته:
“فكانت كلمة الرب إليّ قائلاً: قبل أن أصوّرك في البطن، عرفتك، وقبل أن تخرج من الرحم قدّستك، وجعلتك نبياً للأمم” (إرميا 1: 4 و5).

دعاه الله وهو فتى لا يتجاوز خمس عشرة سنة، فخاف من عبء هذه الدعوة الشاقة، فقال:
“آه، أيها السيد الرب، ها أنا ذا لا أعرف أن أتكلم، لأني صبي.”
فقال له الرب:
“لا تقل إني صبي، فإنك لكل ما أرسلك تنطلق، وكل ما آمرك به تقوله. لا تخف من وجوههم، إني معك لأنقذك، يقول الرب” (إرميا 1: 6).

تنبّأ بعد السبي، وقبل السبي الأول والثاني. وقد تمّت نبوءته في خراب أورشليم، فقام يندبها ويبكي عليها بمراثيه الشهيرة برقة العاطفة وعمق الشعور. وكان يشاهد الحوادث المريعة التي نزلت بمملكة يهوذا، وما كان يرتكبه الشعب من الشرور والمعاصي، فقام إرميا يقرّعهم وينذرهم بالويلات:
“انذهلي أيتها السماوات من هذا، واقشعرّي وانتفضي جداً، يقول الرب. فإن شعبي صنع شرّين: تركوني أنا، ينبوع المياه الحية، واحتفروا لهم آباراً مشققة لا تمسك الماء.”

فقام عليه الأنبياء الكذبة، يقبّحون كلامه، ويخادعون الملوك والزعماء، ويوغرون صدورهم عليه. أمّا هو، فلم يكن ليهاب الملوك، ولا يخشى كبيراً أو صغيراً في الدفاع عن الحق، وعن الإنذار بكلمة الله. ولم يكترث لأولئك الأنبياء الكذبة، بل أخذ يقرّعهم بقوله:
“ويل للرعاة الذين يبددون ويشتّتون غنم رعيّتي، يقول الرب، ها أنا ذا أفتقد عليكم شرّ أعمالكم، يقول الرب.”

فهاج عليه الشعب، وعدّوه خائناً، فراموا قتله. فاختبأ هو وتلميذه باروك، الذي كان كلّفه قراءة درج النبوءات عليهم.
وعاد ملك بابل وحاصر أورشليم في عهد صدقيّا الملك، الذي عصاه، فضيّق عليها الحصار حتى مات كثيرون من الجوع، وأكل بعضهم بعضاً. وأُخذ صدقيا أسيراً، وسُبي الشعب إلى بابل. وأحرق الكلدانيّون بيت الملك وبيوت الشعب بالنار، وهدموا أسوار أورشليم.
وبقي إرميا في وطنه، حيث كتب مراثيه الرائعة، ووجّه برسائله إلى من هم في الجلاء، يتنبّأ لهم بأنهم سيرجعون إلى أورشليم بعد سبعين سنة، كما تنبّأ على ملك المسيح ابن داود.

وأراد الذين تركهم الأشوريون أن يُجلوا إلى مصر، فمانعهم إرميا، فلم يسمعوا له، بل أكرهوه على الذهاب معهم. وهناك استأنف نبوءته وتحذيره إياهم من غضب الله، فهجموا عليه ورجموه بالحجارة، فمات شهيد إنذاره بكلمة الحق.
وكان ذلك سنة 586 قبل المسيح. وقد تمّت نبوآته جميعها، وهي تحتوي على اثنين وخمسين فصلاً.

القديس مرقس الإنجيلي

القدّيس مرقس الانجيلي

كان القديس مرقس رفيق بولس الرسول في أسفاره وأتعابه والتلميذ الخاص لبطرس الرسول. وكان مرقس من اورشليم حيث يقال ان المخلّص صنع الفصح في بيته
وهذا القديس هو يوحنا الملقّب بمرقس الذي ورد ذكره مرات عديدة في اعمال الرسل، والذي رافق الرسل وشاركهم في الأسفار والتبشير.

ولما كان بطرس يعظ ويبشّر بكلمة الرب في روما، سأل المؤمنون تلميذه مرقس أن يدوّن البشارة التي يلقيها معلمه عليهم. فكتب لهم الانجيل المعروف باسمه حوالي السنة السادسة والاربعين للمسيح، كما تلقّنه من فم استاذه ووجّهه الى الامم باللغة اليونانية.

وبعد أن أقام القديس بطرس تلميذه مرقس اسقفاً على مدينة جبيل، كما يثبته التقليد القديم مضى إلى مصر حيث بشّر بالانجيل في عدة مدن الى أن قاده الروح القدس الى كنيسة الاسكندرية التي كان أول أسقف عليها. وعلى يده اهتدى إلى الايمان بالمسيح اناس كثيرون.

وأنشأ القديس مرقس في الاسكندرية مدرسة نبغ فيها كثيرون من العلماء والأحبار والشهداء ومنهم القديس اثناسيوس وباسيليوس وغريغوريوس النزينزي.

ولما رأى عبدة الاصنام ما كان عليه القديس مرقس من النجاح في رد الوثنيين الى الإيمان بالمسيح، حنقوا وائتمروا على اهلاكه. ففيما كان يحتفل بالأسرار المقدسة يوم أحد عيد الفصح المجيد، وثبوا عليه وربطوه بالحبال وأخذوا يجرونه في شوارع المدينة قائلين
“لنجر الثور الى الحظيرة”. فتمزّق جسده واصطبغت الصخور بدمائه، وهو يشكر الله الذي أهلّه الى الإشتراك في آلامه. ثم أودعوه السجن… وفي منتصف الليل جاء ملاك الرب يعزيه ويشجعه وظهر له السيد المسيح يقويه ويهنئه بإكليل الشهادة والمجد. وفي الغد استأنفوا التنكيل به الى ان فاضت روحه الطاهرة وذهبت ترتع في أخدار النعيم. وكان ذلك في ٢٥نيسان سنة ٦٨ للمسيح. وكنيسة جبيل التاريخية التي يفيد التقليد أنها من عهد الرسل وقد رممها الصليبيون، هي على إسم القديس يوحنا مرقس.

إعداد ريتا من فريق صوت الرب

تأمل أحد توما

تأمل أحد توما – الإنجيل (يو20: 19-31
تردّد توما وثباتنا
“طوبى للذين سيؤمنون (بواسطتك) دون أن يروا”
في الأحد الثاني للفصح يظهر الربّ يسوع مرّة ثانية للتلاميذ في العلّية، ولكن هذه المرّة مع توما أيضاً. لم يكن إيمان توما أضعف من إيمان التلاميذ

فالتلاميذ العشرة آنذاك آمنوا حين ظهر لهم يسوع مساء أحد الفصح. ولكن لأن توما اشتهى ما رأوه وأراد أن يلمس ما لمسوه جاء يسوع في الأحد الثاني والأبواب مغلقة وظهر لهم ولتوما معهم، وقال له “عاينْ” و”ألمسْ” ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً

:هناك ثلاث درجات للإيمان

الدرجة الأولى هي الإيمان بالأمور الملموسة. وهذه الأمور قد تكون حقائق طبيعيّة، بكلّ ما هو تحت إدراكنا من حقائق الكون كالشمس مثلاً والماء والقمر وعلوم الطبّ وخصائص الجسد ووظائفه. فنحن نملك معارف واسعة وعديدة ونؤمن بثباتها ونتائجها. وقد تكون هذه حقائق معنويّــة فنحن نؤمـن مثــلاً بأهمّية الحنان في التربيــة

وبأهمّية السّلام في المجتمعات العالمية وبضرورة العدالة الاجتماعيّة وسواها… وهذه الأمور هي ضمن إدراكنا وإن لم تكن تحت لمس حواسّنا. وكلّ هذه نؤمن بها

لكنّ كلّ ما سبق ليس “الإيمان” وإنّما هو الدرجة الأولى منه وما نسمّيه “المعرفة”. وما تختلف به المعرفة عن الإيمان، أنّ الأولى تتعامل مع الثوابت والبديهيّات أمّا الثاني فيجب أن يحمل شيئاً من المجازفة التي تعتمد على قاعدتَين. الأولى هي “عين الإيمان”، وهذه العين تمتلك رؤيا معينة بفضل خبرات روحيّة ومعرفة سابقة. والقاعدة الثانية هي الحريّة الشخصيّة والرغبة والميل لنذهب من معرفة الحقائق الطبيعيّة والمعنويّة إلى معرفة أسبابها وغاياتها. أن ننطلق من الخليقة إلى الخالق وأن نقرأ في الخليقة محبّة الخالق

عند هذه الدرجة من الإيمان كانت العتبة التي وقف عليها توما. لأنه، كما يقول القدّيس غريغوريوس النيصصي، لما عاين توما المسيح ولمس الجنب وموضع المسامير لم يصرخ “يا معلّم” ولم يؤمن بجسد قائم وإنّما صرخ “ربّي وإلهي”. فلما أدرك توما باليد والعين انطلق إلى الإيمان بالربّ والإله. اعتمد توما على العقل والحواس ومنهما صعد إلى درجة الإيمان بألوهيّة السيّد وربوبيّته. لم يلمس توما جنباً فآمن بجسد حيّ وحسب، بل لمس مواضع الجراح وصرخ “إلهي”. وهذه هي الدرجة العامّة من الإيمان لأغلب المسيحيّين. حيث نريد عموماً أن نفهم ونقتنع ثم “نؤمن” بالمعنى الثاني للكلمة

أمّا الدرجة الثالثة فهي تلك التي غبّطها يسوع قائلاً “طوبى لمن آمن ولم يرَ”. قد نؤمن نحن بعجائب السيّد بعد بعض الشروحات ونقبل قيامته بعد كلّ الروايات عن الظهورات ومن خبرة الكنيسة لألفَي سنة. ولكن هناك درجة من الإيمان اختبرت الدرجة الثانية منه لفترة، وهذه الخبرة الشخصيّة مع الإيمان لسنوات تعطي حاملها الثقة – الإيمان الكامل، بحيث تصبح “عين العقل” لا تطلب فحصاً ولا لمساً، بل مزيداً. حين نتدرّج في الإيمان نحتاج للشرح وتبقى ثقتنا بما أو بمَنْ نؤمن به تحتاج لدعم العقل والتفاسير والشروحات والبراهين. ولكن الخبرة الشخصيّة ترفع الإيمان إلى نضوج “المطلق”. ألم يطلب بطرس من يسوع في إحدى العجائب إثباتات؟

لقد قال له إن كنت أنت هو فمرني أن آتي على المياه. وألم يطلب اليهود “آية” ليؤمنوا؟ كلّ هذه الحوادث هي مظاهر لإيمان من الدرجة الوسطى- الثانية، الإيمان الذي ما زال يستند على إشباع المعرفة ولمس الحواس وإدراك العقل. الإيمان بدرجته الثالثة “دون أن يرى” هو إيمان سبق ورأى كفايةً وأشبعَ عطش المعرفة وأنهى تردّد الثقة. إنّه كإيمان بطرس بعد القيامة حين سأله يسوع “أتحبّني يا بطرس”، فأجاب “أنت تعلم

لم يصلْ إيمان الرسل العشرة ولا إيمان توما إلى هذه الدرجة الثالثة الكاملة المطوّبة إلا بعد ظهورات السيّد، ولو لم يشك توما لبقيَ أيضاً شكُّنا. لقد كان غياب توما في مساء أحد الفصح حين ظهر الربّ للتلاميذ تدبيراً إلهيّاً لكيما بشكّ توما وظهور يسوع له واللمس والصرخة ربّي وإلهي يزيل السيّد شكوكنا

إنّ أغلبيّتنا، بعد قراءة وسماع ظهور السيّد وقيامته من بين الأموات، تردد مطلب توما ذاته، نريد أن نرى ونلمس. وهكذا حين لمس توما ورأى لمس عنّا وصرخ عنا ربّي وإلهي

إنّ الدرجة الأولى من الإيمان هي “المعرفة” والدرجة الثانية هي “الحكمة” حيث تمتلك هذه “عينَ الإيمان” فترى بها أكثر من عين الحواس. والدرجة الثالثة هي “الإيمان الكامل” التي يتحوّل بها الإنسان إلى رجل صلاة وإلى بارّ “يحيا بالإيمان”. ويتّحد حينها القلب والعقل في المعرفة، وتصير خبرة النجاحات الطويلة للإيمان في الدرجة الثانية أساساً لثقة مطلقة ترفع الإيمان إلى درجته الكاملة، حيث لا يعود يطلب براهين بل نعمة، ولا يشترط تعليلاً وإنّما يستمدّ مزيداً

وبما أنّنا بأغلبيتنا نتأرجح على عتبة الإيمان الأوسط في درجته الثانية، جاء هذا الأحد ليجيب على تردّدنا ويخفّف من تأرجحنا ويثبت إيماننا، وكما تقول الترانيم: “فما أظرف عدم تصديق توما، إذ أقبل بقلوب المؤمنين إلى المعرفة، وهتف بخوف ربّي وإلهي” (الإيمان الكامل). “فيا له من عجب أنّ عدم الإيمان صار توطيداً للإيمان، لقد ظهر السيّد ليمحو ارتياب توما ونحن نصرخ معه ربّي وإلهي المجد لك”

آمين

الأب جيرارد أبي صعب

القديس جاورجيوس

٢٣ نيسان هو عيد القدّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس المظفّر.(٢٨٠-٣٠٣م)
جاورجيوس أو جرجس هو تعبير سرياني معنى اسمه الزارع أو الفلاّح.

حياة القديس جاورجيوس

ولد القديس جاورجيوس في مدينة اللد في فلسطين سنة٢٨٠ م من أبوين مسيحيين كانا من أصحاب الغنى و الشهرة الإجتماعية ، دخل في سلك الجندية و هو في السابعة عشرة من عمره، أحبه الأمبراطور (ذيوكلتيانس)وأدخله في فرقة الحرس الملكي ورقاه و جعله قائد ألف . إشتهر في الحروب بإنتصاراته حتى لقب “باللابس الظفر”

و لما بدأ الإمبراطور يضطهد المسيحيين و يعذبهم وأصدر أوامره بإجبار المسيحيين على عبادة الأوثان و من رفض منهم يقتل على الفور. غضب جاورجيوس و دخل على الإمبراطور ، و جاهر بمسيحيته و دافع بحماسة عن المسيحيين ومعتقداتهم.

حاول الإمبراطور أن يثنيه عن عقيدته المسيحيه، بالوعود الخلابة و الترقية إلى أعلى الرتب و بإغداق الأموال عليه، لكنه رفض كل هذا في إلحاح و حزم.

غضب الإمبراطور و أمرالجند بتعذيبه فاقتادوه إلى سجن مظلم و أخذوا ينكلون به فأوثقوا رجليه بالحبال ووضعوا على صدره حجراً ضخماً و ظلوا يضربونه بالسياط و الحراب حتى أفقدوه وعيه، و تركوه مطروحاً،أما هو فكان يصلي و في اليوم التالي إقتادوه إلى الأمبراطور آملين أن تكون تلك العذابات قد كبحت جماح حماسته فظهر أكثرشدَّة و صلابة و أكثر جرأة فأمر الملك بإعادة تعذيبه فوضع على دولاب كله مسامير ثم أدير الدولاب بعنف فتمزق جسده و تشوه وجهه و خرجت الدماء كالينابيع من كل أعضائه ، و لكنه إحتمل ذلك بصبر عجيب و سمع صوتاً سماوياً يقول له:”ياجاورجيوس، لا تخف لأني معك” فتشددت عزيمته و خرج من تلك الآله الجهنمية و كأن لم يحدث شيء و قد شفيت جراحه و إنقطع سيل الدم منه فأخذوه إلى الأمبراطور، فما إن رآه حتى تولاه الذهول إذ وجده سليم الجسم كامل القوة، فحنق عليه الإمبراطور و أمر جنوده بإعادته إلى السجن و أن يذيقوه ألواناً أخرى من التعذيب فأعادوه و ضربوه بالسياط حتى تناثر لحمه، و صبوا على جسده جيراً حياً و سكبوا عليه مزيجاً من القطران و محلول الكبريت على جراحه كي يتآكل جسمه و يذوب، فراح يعاني معاناة فوق طاقة البشر، و لكن السيد المسيح أعانه على إحتمال أهوال .تلك العذابات و ظل حياً.

و في صباح اليوم التالي دخل الجنود عليه و لما فتحوا باب السجن، رأوا القديس قائماً يصلي ووجهه يضيء كالشمس دون أي أثر للتعذيب، فأخذوه إلى الأمبراطور الذي لما رآه أتهمه بالسحر و أحضر له ساحراً ماهراً إشتهر بقدرته على أعمال السحر، وضع له في كأس ماء عقاقير مهلكة تقتل من يشربها على الفور، و قرأ عليها بعض التعاويذ الشيطانية و طلب من القديس أن يشربها ، فأخذها القديس و رسم عليها إشارة الصليب و شربها، فلم ينله أي مركوه و ظل منتصباً باسماً، ثم أخذ الساحر كأساً ثانية و ملأها بسموم شديدة المفعول وقرأ عليها تعاويذ شيطانية أشد شراً من السابقة و طلب تقييد القديس لكي لا يرسم علامة الصليب على الكأس كما فعل في المرة السابقة. و لكن القديس بسبب إيمانه بقوةالصليب، راح يحرك رأسه إلي أعلى، ثم إلى أسفل، ثم إلى اليسار، ثم إلي اليمين قائلاً في كل مرة”هل أِرب الكأس من هنا، أم من هنا ، أم من هنا، أم من هنا” و بذلك رسم علامة الصليب بأناس حنى رأسه في الجهات الأربع، ثم شرب الكأس فلم ينله أي ضرر على الاطلاق.
و كان ذلك مصداقاً لقول السيد المسيح له المجد”هذه الآيات تتبع المؤمنين… يحملون حيات و إن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم ” مر(١٦:١٧\١٨)

وحين يئس الإمبراطور من إجبار جاورجيوس على إنكار السيد المسيح أمر بصنع عجلة كبيرة فيها مناجل و أطواق و سيوف حادة و أمر جنوده بأن يضعوا جاورجيوس بداخلها و يديرونها فتحطمه و لما رأى القديس هذه العجلة الرهيبة صلى إلى الرب أن ينقذه من هذه التجربة القاسية، وضعوه في الجهاز الرهيب فانسحقت عظامه و تناثرلحمه و إنفصلت كل أعضاء جسمه حتى أصبح كتلة متداخلة ، عندها صاح الإمبراطور مخاطباً رجال مجلسه قائلاً:أين الآن إله جاورجيوس؟ لماذا لم يأت و يخلصه من يدي؟

ثم أمر جنوده بإلقاء أشلاء جاورجيوس في جب عميق بحيث لا يمكن أن يصل إليه أنصاره، و في الليل نزل السيد المسيح مع ملائكته إلى الجب و أقام القديس من الموت و أعاده إلى الحياة سليم الجسم، و في الصباح دخل إلى الأمبراطور و أعوانه فذهلوا جميعاً و قال الإمبراطور: هل هذا هو جاورجيوس أم شخص آخر يشبهه؟ فأنبه الأمير أناطوليس على جحوده و ظلام قلبه و أعلن إيمانه هو وجميع جنوده بالرب يسوع المسيح، فغضب الإمبراطور وأمر بقتلهم جميعاً فماتوا شهداء. بعد أن فشلت كل محاولات الإمبراطور مع القديس لينكر عقيدته دعاه و أخذ يلاطفه و يتملقه بالوعودالأخاذه لكي يثنيه عن عزمه و يحمله على الرجوع عن إيمانه، فتظاهر القديس جاورجيوس هذه المره بأنه سيعود إلى عبادة الأوثان و طلب إلى الإمبراطور أن يسمح له بالذهاب إلى معبد الأوثان و يرى الآلهة ففرح الإمبراطور و أراد أن يكون هذا بإحتفال علني فجمع قواده و عظماء بلاطه و جمهور الشعب ليحضروا تقديم القربان للآله “أبولون” من يد جاورجيوس

و عندما حضرجاورجيوس تقدم إلى تمثال “أبولون” و رسم على نفسه إشارة الصليب و خاطب الصنم قائلاً له:”أتريد أن أقد الذبائح كأنك إله السماء و الأرض”؟ فخرج صوت من أحشاء الصنم يقول:”إنني لست إلهاً، بل الإله الذي تعبده أنت يا جاورجيوس هو الإله الحق” و في الحال سقط ذلك الصنم على الأرض و سقطت معه سائر الأصنام فتحطمت جميعها، فأمر الإمبراطور بقطع رأسه، فطار صيت إستشهاده الرائع و جرأته النادرة في كل أرجاء الإمبراطورية و لذلك يدعى “العظيم في الشهداء” و منذ ذلك اليوم أخذ إسمه يتعاظم في كل البلاد شرقاً و غرباً و كثرت عجائبه حتى .قامت الشعوب و الأفراد تتسابق في إكرامه و طلب شفاعته و تشييد الكنائس على إسمه و تسمية أبنائهم باسمه و هو من أقرب القديسين إلى عواطف المؤمنين

بما أنكَ للأسرى مُعتِقٌ. وللمساكينِ مُجيرٌ. وللسُّقماءِ طبيبٌ. وعن الملوْكِ مُناضلٌ. أيها العظيمُ في الشهداءِ جاورجيوسُ المُظفَّر. إِشفعْ إلى المسيحِ الإلهِ في خلاصِ نفوْسِنا.

]]>

تفسير صورة القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس

تفسير صورة القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس المظفّر

صوَّر الرسامون القدّيس جرجس بصورة فارس مغوار، جميل الطلعة، عالي القامة، يطعن برمحه تنيناً هائلاً و يدوسه بسنابك حصانه و يخلص إبنه الملك من براثن التنين.

 و ترى تلك الأميرة واقفة مرتعدة من التنين، و أبواهايشرفان عليها من فوق الأسوار و يمجدان بطولة جاورجيوس.

هذه الصورة رمزية معناها أن جاورجيوس الفارس البطل و الشهيد العظيم قد إنتصر على الشيطان الممثل بالتنين، و هدأ روع الكنيسة الممثلة بإبنة الملك.

بما أنكَ للأسرى مُعتِقٌ. وللمساكينِ مُجيرٌ. وللسُّقماءِ طبيبٌ. وعن الملوْكِ مُناضلٌ،

أيها العظيمُ في الشهداءِ جاورجيوسُ المُظفَّر. إِشفعْ إلى المسيحِ الإلهِ في خلاصِ نفوْسِنا.

اثنين الباعوث

الباعوث هي كلمة سريانية تعني القيامة. وإثنين الباعوث هو اثنين القيامة، وهو يوم الاثنين الذي يلي أحد القيامة او أحد الفصح، وفيه تقيم الكنيسة خدمة القيامة كاملة كما في يوم العيد. وصلاة الباعوث هي صلاة الغروب التي تقام مساء العيد. كل الصلوات في اسبوع العيد فصحيّة ويختلف ترتيبها عن الترتيب العادي لصلاة الغروب. ما يميّز صلاة الباعوث ايضًا هو قراءة المقطع من إنجيل يوحنا (١٩:٢٠-٣١)
المتعلق بظهور السيد للتلاميذ في يوم القيامة.
وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!»
20 وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ.
21 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا».
22 وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ.
23 مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ».
24 أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ.
25 فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ».
26 وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلًا وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!».
27 ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا».
28 أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلهِي!».
29 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».
30 وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ.
31 وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.

جرت العادة في الكنائس البيزنطية والأرثوذكسية الانطاكية، وفي الكنائس الارثوذكسية اليونانية والسلافية والروسية… أن يُقرأ هذا الإنجيل بلغات مختلفة للدلالة على إعلان قيامة المسيح للأُمم كلها بلغاتها المختلفة. في صلاة الباعوث يقام زيّاح حول الكنيسة بالإنجيل وأيقونة العيد يحملها الكاهن فيما تُنشد الجوقة تراتيل القيامة و عندما يصل الزياح الى الباب الخارجي يقف الكاهن ويمرّ المؤمنون ويقبّلون الانجيل والأيقونة. إثنين الباعوث اذاً هو اليوم الثاني للقيامة المجيدة حيث تنطلق البشارة بقيامة المسيح بين التلاميذ ومن ثم بين الأمم كافة… يقام القداس الإلهي في الكنائس ويُقرأ فيه الإنجيل بمختلف لغات العالم رمزاً لانتشار بشرى القيامة ولأن الهدف من اثنين الباعوث هو زفّ خبر القيامة إلى كل الناس. هذه الخدمة أساسها العنصرة وحلول الروح القدس على التلاميذ ليبشّروا. وتجدر الإشارة إلى أن البطريرك في انطاكيا وسائر المشرق كان يدعو كل سفراء الكنائس المسيحية العاملة على الأراضي اللبنانية أو الإنطاكية للإحتفال بالفصح وكان يقرأ الإنجيل بلغات عدّة حتى يتمكن السفراء من فهمه على أن ينقلوا بدورهم هذه البشرى القيامية.

من بين التراتيل التي تُنشد في قداس اثنين الباعوث (وتسمى استيشيرات الفصح)
هذه الترتيلة الرائعة:
ليقُم الله ويتبدد جميع أعدائه و يهرب مبغضوه من أمام و جهه.
إن فصحَنا المسيح المنقذ قد اتضح لنا اليوم فصحاً شريفاً، فصحاً جديداً مقدّساً، فصحاً سرّياً، فصحاً جليل الوقار فصحاً بريئاً من العيب، فصحاً عظيماً، فصحاً للمؤمنين، فصحاً فاتحاً لنا أبواب الفردوس، فصحاً مقدِّساً جميع المؤمنين.
كما يبادُ الدخانُ يبادون وكما يذوبُ الشمعُ من أمام وجه النار.
هلمّ من المنظر أيتها النسوةُ البشيراتُ، وخاطبنَ صهيون قائلاتٍ : اقبلي مّنا بشائرَ الفرح بقيامة المسيح يا أورشليم اطرَبي بحبورٍ وتهلّلي بسرورٍ لمشاهدتِكِ المسيح ملكك بارزاً من القبر كختن.
كذلك تهلك الخطأة من أمام وجه الله و الصِديقون يفرحون و يتهلّلون أمام الله ويتنعّمون بالسرور.

إنّ النسوة الحاملات الطيب، لمّا انتصبنَ في دَلجةٍ عميقة بإزاء ضريحِ المعطي الحياة، صادفنََ ملاكاً جالساً على الحجر، فطفِقَ يُخاطِبهنَّ قائلاً لهن ّهكذا : ما بالكنّ تطلبن الحيَّ مع الموتى، لماذا تندُبنَ في البلى المنزّه عن البلى، إذهبنَ وبشّرنَ تلاميذه.
هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ لنفرحَ و نتهلّل به.

إن فصحَنا الذي هو فصحُ الرب، قد أطلعَ لنا اليوم فصحاً مطرباً، فصحاً جليل الإعتبار، فصحاً نصافحُ فيه بعضُنا بعضاً بفرحٍ، فيا له من فصحٍ منقذٍ من الحزن، وذلك لأنّ المسيح قد بزغ اليوم من القبر كالبازغ من الخدرِ و أوْعبَ النسوة فرحاً بقوله بشِّرن الرسل بذلك.
إعداد ريتا من فريق صوت الرب