Samedi, octobre 25, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 20

المسبحة الوردية أسرار الحزن

أسرار الحزن

[ليومي الثلاثاء والجمعة]

التقدمة: يا والدة الإله العذراء، إنّي أقدّم لكِ هذه خمسة أسرار الحزن، عن إخوتي المشتركين معي في هذه المسبحة الورديّة، المشرفين على الموت، لكيما يهبهم إبنك توبة كاملة عن جميع خطاياهم، وتكوني أنتِ عونهم وشفيعتهم في تلك الساعة، آمين

السرّ الأول من أسرار الحزن
صلاة يسوع في البستان

ثمرة هذا السرّ: الندامة
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل الحزن الذي حزنته، لمّا صلّى إبنكِ يسوع في البستان، وكان عرقه يتساقط كعبيط الدم
تأمل: “يا أبتِ، إن شئت فأصرف عنّي هذه الكأس… ولكن لا مشيئتي، بل مشيئتك!” هذه الكلمات يا مريم، قالها يسوع، وهو يصلّي في بستان الزيتون؛ لأنّه كان يعرف تماماً، إنّ الكأس التي سيشربها كفّارة عن خطايانا، ستكون مرّة للغاية. ساعدينا يا مريم، لنتمّم بسيرتنا المستقيمة، مشيئة الآب السماويّ، فنقول على مثال ابنكِ: “ولكن لا مشيئتي بل مشيئتك”، آمين

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”

السرّ الثاني من أسرار الحزن
الجلد

ثمرة هذا السرّ: إماتة الحواس
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل الحزن الذي حزنته، لمّا جُلد إبنكِ على العمود بالسياط
تأمّل: كلّ جلدة لمست جسد يسوع الطاهر، وهو مربوط على العمود، كانت ثمناً لمعاصينا. وكلّ ألم سبّبته ضربات السياط الموجعة، كانت بسبب آثام ارتكبناها نحن البشر، ضدّ الإرادة الإلهيّة. أي خطأ إقترفته أيّها الحمل الوديع لكي تُجلد بدون رحمة. يا مريم، حزنك الجزيل توجعاً مع ابنكِ، كان يغمر قلبك الحنون، فكانت كلّ جلدة تمزّق أحشاءك. إجعلينا، أن نشارك إبنكِ جراحاته، فنصِل بمحبّتنا وتسامحنا، إلى سرّ صليبه، آمين

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”

السرّ الثالث من أسرار الحزن
أكليل الشوك

ثمرة هذا السرّ: احتقار المجد العالمي
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل الحزن الذي حزنته، لمّا كلّل إبنكِ بإكليل الشوك، على هامته المقدّسة
تأمّل: بعد احتمالك آلام الجلد المبرحة، كلّلت ايّها الفادي، بإكليل من شوك، وسخروا منك، لأنّك قلت أنّك ملك. لقد ملأ الحقد قلوبهم، وأعمت بصائرهم الضغينة والكره. كلّلت بالشوك، وأنت من جئت تزرع المحبّة، والرحمة بين البشر. أطلبي لنا يا مريم، أن لا نشارك يوماً في تعذيب ابنكِ، فلا نرتكب الخطيئة، ونتذكّر دائماً أنّها وحدها، سبب كلّ آلام يسوع، آمين

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”

السرّ الرابع من أسرار الحزن
حمل الصليب

ثمرة هذا السرّ: الصبر والتسليم
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل الحزن الذي حزنته، لمّا حمل إبنكِ صليبه وكان من ثقله ينحني ساقطاً على الأرض كالميت
تأمّل: حملت أيّها المسيح صليب الفداء، ومشيت على طريق الجلجلة الطويل، دون أن تفتح فاك؛ وأنت عالم بأنّ هذا ما ينتظرك، لأنّك لأجل ذلك جئت إلى العالم، كي ترفع بصليبك خطايا البشر. فيا معزيّة الحزانى، أي عزاء يخفّف عنك هذا الألم، الذي يعصر قلبك الرؤوف، اي عزاء يمحي من قلبك أوجاع الأم المفجوعة، وهي ترى ابنها الوحيد ينوء تحت ثقل صليبه. وحده وعدنا لك أن لا نهين بعد اليوم صليب من أحبّنا وافتدانا، آمين

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”

السرّ الخامس من أسرار الحزن
الموت على الصليب

ثمرة هذا السر: المحبّة والمغفرة للأعداء
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل الحزن الذي حزنته، لمّا مات إبنكِ على الصليب
تأمّل: يا أبتِ، في يديك اجعل روحي، نتأمل معك يا مريم، بهذه الكلمات الأخيرة، التي بها أسلم ابنكِ الروح وهو معلّق على الصليب؛ ذاك الذي خلق السماء والأرض، من جاء ليرفع عارَنا، رُفع على خشبة العار؛ فغلب الموت بالموت، وهو ربّ الحياة، لكي نحيا معه للأبد. إنّ حزنكِ أيّتها الأم القدّيسة، يوازي كلّ العذابات في العالم. يا يسوع ويا مريم، ليكن وعدنا لكما صادقاً، بعدم الرجوع إلى الخطيئة. فنكون أمناء لهذا الافتداء المجيد، إلى آخر أيّام حياتنا، آمين

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”

]]>

المسبحة الوردية اسرار النور

[ليوم الخميس]

التقدمة: أيَّتُها العذراء القدّيسة، سُلطانَة الوَرديّة المقدّسة، إنَّنا نُصَلّي ونتأمَّل بِخَمسَة أسرار النور، المُتألِّقَة في حَياة ابنِكِ العَلَنيَّة، والمُشِعّة عَلَيك وعَلَينا، وَنُقَدِّمها مِن أجل إخوَتِنا الذين لا يَزالون في ظِلمَة الإبتِعاد عن ابنِك، مُتَوَسِّلين إلَيه بِشَفاعتك، لِيَفتَح بَصائرهم، ويُضيء دُروبَهُم، فَيَكتَشِفوا فيه النّور الذي جاء إلى العالَم لِيُخَلِّصهم. آمين

السِرّ.الأول مِن أسرار النور
المعمودية

أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا اعتمد يسوع على يدّ يوحنّا في نهر الأردن.

تأمّل: يسوع ينحني أمام يوحنّا في نهر الأردن ليعتمد. فانفتحت السماوات، وهبط الروح القدس عليه كأنّه حمامة، وإذا بصوت الآب يعلن إبنه الوحيد للعالم: “هذا هو ابني الحبيب الذي به رضيت”. ويرسله لكي يتمّم محبّته وعهده لمن أحبّهم.أطلبي لنا يا أمّنا، نعمة لنفهم مشروع الله في حياتنا، ونتمّم مشيئته فينا، فنسمع صوته يقول لكل منّا: “هذا هو ابني الحبيب…”. آمين.

ثمرة هذا السرّ: البنوّة للآب.

نصلّي: مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصًا تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك”.

السرّ الثاني من أسرار النور
عرس قانا الجليل

أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا أظهر إبنك يسوع مجده في عرس قانا الجليل، فحوّل لطلبك الماء إلى خمر.

تأمّل: لقد حان الوقت ليظهر إبنك مجده أمام الجميع. ولم يكن حضورك صدفة في العرس، لأنّك كنت دائمًا بقربه حتّى الصليب. فهمت وأدركت كلّ شيء منذ لحظة بشارتك. ولم يستجب يسوع طلبك تحويل الماء إلى خمر رغم أنّ “ساعته لم تأت” إلاّ إجلالاً لك يا أمّ الملك، واحترامًا فائقًا لرغبتك. فكما سارعت وطلبت معجزة لمّا نفذت الخمر، أسرعي يا أمّنا لتلبية حاجاتنا الروحيّة والزمنيّة عندما نسألك بإيمان وثقة. وهو سيعطينا بشفاعتك أكثر فأكثر؛ لأنّ هذا الخمر، سيحوّله فيما بعد، إلى دمٍ يسفكه كلّ يوم لأجل خلاصنا، غذاءً أبديًّا لنفوسنا. آمين.

ثمرة هذا السرّ: التجدّد بالروح القدس.

نصلّي: مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصًا تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك”.

السرّ الثالث من أسرار النور
إعلان مجيئ ملكوت الله

أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا أعلن يسوع مجيء ملكوت الله، ودعا الجميع إلى التوبة.

تأمّل: إنّها الرسالة التي جاء من أجلها يسوع، وهي إعلان مجيء الملكوت، ودعوة الجميع إلى توبة صادقة ومصالحة حقيقيّة مع الربّ: “حان الوقت واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل”. إنّ سرّ محبّة الله للعالم لا يدرك، إلاّ عندما ندخل في أعماقه من خلال سرّ الفداء والصليب. هنا تتجلّى محبّته ويتمّ زمن التوبة والمصالحة. لذلك علينا أن نجيب على نداءاته المتكرّرة لنا، وأن نفهمها كما فهمتها مريم منذ البشارة، وسارت بوحيها إلى أسمى المراتب عندما اختيرت أمًا للرب. فيا أمّنا، ساعدينا كي نفتح أعيننا على النور الحقيقيّ، فنتصالح مع الله من خلال إخوتنا. هكذا فقط نلبّي نداءه بيسوع إبنك. آمين.

ثمرة هذا السرّ: التّوق إلى الملكوت.

نصلّي: مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصًا تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك”.

السرّ الرابع من أسرار النور
التجلي الإلهي

أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا تلألأت صورة الآب على وجه يسوع ابنك في تجلّيه على الجبل.

تأمّل: إنّ يسوع مرّة أخرى يظهر مجده لتلاميذه، فتنفتح أعينهم، ويدركوا سرّ علاقته بأبيه. “لقد تألّق مجد الألوهيّة على وجهه”. فعلى الجبل، “بينما هو يصلّي، تغيّر وجهه، وصارت ثيابه بيضاء تتلألأ كالبرق، وانطلق صوت من الغمام يقول: هذا هو إبني الذي اخترته، فله اسمعوا”. نسألك يا ربّ، بشفاعة أمّ الطهارة مريم، أن تجعل قلوبنا تتلألأ طهرًا، وضمائرنا نقاء، ونور تجلّيك يخرق عيوننا، فلا نعد عميان البصيرة عن سرّ حبّك الكبير، وشوقك الأزليّ لنا ونصغي إلى صوتك لنعكس نورك للآخرين. فنصعد جميعًا جبل القداسة، ونتجلّى حبًا وطهرًا وسلامًا. آمين.

ثمرة هذا السرّ: إتّباع تعاليم يسوع.

نصلّي: مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك”.

السرّ الخامس من أسرار النور

العشاء السري

أقدّم لك أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل النور الذي أفيض عليك، لمّا قدّم إبنك يسوع ذاته طعامًا لنا في العشاء السرّي.

تأمّل: إنّه منتهى الحبّ، هذا الذي أحبّنا به الله. “ما من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه”،حتّى قدّم لنا جسده ودمه غذاء أبديًا تحت شكلي الخبز والخمر، “فأعطى حتّى النهاية شهادة حبّه المتواصل للبشريّة”. نطلب منك أيّتها العذراء القدّيسة، أن تذكّرينا كلّما تقدّمنا من سرّ القربان، بأنّنا نتناول يسوع المحبّة والتضحية الكاملة، فنكون مستعدّين لاستقبال هذا الجود الإلهيّ، بتوبة صادقةٍ، وقلب نقيّ، ومظهر لائق،ليكون لنا هذا القربان غذاء يحيي نفوسنا ويطهّر أجسادنا للحياة الأبديّة. آمين.

ثمرة هذا السرّ: المشاركة في الذبيحة الإلهيّة.

نصلّي: مرّة واحدة «الأبانا»، عشر مرّات «السلام» و«المجد» مرّة واحدة.

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس،خصوصاً تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك”.

]]>

المسبحة الوردية اسرار الفرح

أسرار الفرح 

[ليومي الإثنين والسبت]
التقدمة: أيّتها القدّيسة مريم البتول، إني أقدّم لكِ هذه خمسة أسرار الفرح، عن إخوتي الأحياء المشتركين معي في هذه المسبحة الورديّة، لكيما يهبهم الرب الإله بشفاعتك، كل ما يوافق خلاصهم وينجّيهم من الأعداء المنظورين وغير المنظورين، آمين

السر الأول من أسرار الفرح
البشارة

ثمرة هذا السرّ: التواضع
أقدّم لكِ أيتها البتول الطوباويّة، جزيل الفرح الذي فرحته، لمّا بشّرك الملاك جبرائيل بالحبل الإلهي
تأمل: يا مريم، لقد اظهرتِ تواضعك، وخضوعك الكامل لمشيئة الآب، لما بشّرك ملاكه جبرائيل بالحبل العجيب. كان جوابك “نعم”، بدَّلت به وجه البشرية، فتحقّق الخلاص للعالم بيسوع إبنك. إجعلينا يا مريم، ان نكون على مثالك، نُسلم حياتنا بثقة للآب السماوي، فيتم كل شيء بحسب مشيئته القدوسة، آمين

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”

السرّ الثاني من أسرار الفرح
الزيارة

ثمرة هذا السرّ: محبّة القريب
أقدّم لك أيّتها البتول الطوباوية، جزيل الفرح الذي فرحته، لما زرت نسيبتك القدّيسة أليصابات
تأمّل: أيّتها البتول القدّيسة، يا من بمحبّتك الفائقة، زرت نسيبتك أليصابات، لكي تخدمينها، وهي تحمل من سيمهّد الطريق أمام إبنك المخلّص الفادي. نسألك أيّتها الأم النقيّة أن تمنحينا هذه النعمة، وهي محبّة وخدمة القريب، خدمة مجّانية مجرّدة، فتكون لقاءاتنا وزياراتنا كلّها، في خدمة الله ومجد اسمه القدّوس، حينئذٍ نستحقّ أن ندعى له أبناء، آمين

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”

السر الثالث من أسرار الفرح
الميلاد

ثمرة هذا السرّ: التجرّد
أقدّم لكِ أيتها البتول الطوباويّة، جزيل الفرح الذي فرحته، لمّا ولدت يسوع في مغارة بيت لحم
تأمّل: لقد وضعت أيّتها الطاهرة، طفلك يسوع في مذود حقير، في مغارة، وهو من خلق العالم وكلّ ما فيه. لقد بدّل هذا اليوم وجه الأرض، فولد الخلاص لجميع الشعوب. ولدت يسوع ربّك وإلهك! يا لعظمة أحكامك يا الله! وكم هي عظيمة محبّتك لنا، تصاغرت وصرت منّأ، لتقرّبنا منك. أعطنا يا ربّ بشفاعة مريم أمّك، أن نفهم هذه المحبّة، لكي نعيشها مع إخوتنا كما أوصيت، آمين

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”

السر الرابع من أسرار الفرح
تقدمة يسوع إلى الهيكل

ثمرة هذا السرّ: الطهارة
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل الفرح الذي فرحته، لمّا قدّمت ابنك يسوع إلى الله على يد سمعان الشيخ في الهيكل
تأمّل: يا مريم، لقد حملَتك طاعتك للشريعة مع القدّيس يوسف أن تقرّبا يسوع إلى الله، على يد سمعان الشيخ، الرجل البار. قدّمت ابنك إلى الهيكل وهو سيّد الهيكل، من قرّب نفسه ذبيحة لأجل خلاص العالم. ساعدينا يا أمّنا، أن ندرك عظمة هذا السرّ العجيب، سرّ افتداء البشر، فنعيش طوال حياتنا، في محبّة الله تعالى، الذي وهبنا دون استحقاق، ابنه الوحيد لافتدائنا، آمين

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”

السر الخامس من أسرار الفرح
وجود يسوع في الهيكل

ثمرة هذا السرّ: الطاعة
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطباويّة، جزيل الفرح الذي فرحته، لمّا وجدتِ يسوع في الهيكل بين العلماء يسمع إليهم ويسألهم
تأمّل: بعد ثلاثة أيّام، من العناء والقلق واللهفة، وجدت أيّتها الأم الحنون، ابنك يسوع في الهيكل بين العلماء. فزال خوفك، وحلَ السلام والفرح والطمأنينة في قلبك الطاهر. علّمينا يا مريم، أنّه لا نقدر أن نجد يسوع، إلّا بالاجتهاد والسعي المتواصل، والعمل والسير بصبر في مسيرة حياتنا الشاقّة. وقتئذٍ فقط، نجد الطمأنينة والسلام، والفرح الحقيقي الذي لا يزول، فرح اللقاء مع يسوع، آمين

نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة

“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”

تساعية الإيقونة العجائبية

تُتلى الصلوات الثلاث التالية كلّ يوم في بداية التساعيّة

باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين.

هلمَّ أيّها الروح القدس
فعل الندامة
قانون الإيمان

اليوم الأول:
قيمة الأيقونة: انها تأتي من السماء
نعم ,اذ انها ليست عمل فنان ماهر ولا تأليفا بارعًا أملاه تكريم حار لمريم.
إنّها عطيّة العذراء القديسة نفسها، لقد اختارت جميع العلامات المحفورة عليها فينبغي علي إذًا أن أتأمل بمعناها.
في مقدمة قداس اليوم السابع والعشرين من تشرين الثاني يوم عيد سيدة الأيقونة العجائبية نقرأ ما يلي:
’’ ستكون هذه كعلامة في يدك وبناء امام عينيك حتى تبقى شريعة الرب في فمك’’
هذه هي ايقونتي:’’ علامة انتماء الى مريم وبناء امام عيني، أي مثال يجب ان اتشبه به’’
هل أدركت حتى الآن كفاية قيمة الأيقونة العجائبية… هل أحملها بأمانة…

اليوم الثاني:
“كاترين لابوري حاملة سرّ مريم”
يحبّ الله أن يستخدم ما هو ضعيف ومحتقر لدى العالم، لتحقيق تدبيره الخلاصيّ، حتّى يتبيّن أنّ الانتصار يأتي منه هو، فيمجّد ضعف الخليقة عظمته وحكمته تعالى
ألم تكنهذه حال القدّيسة جان دارك وحال القدّيسة برناديت؟
والعذراء القدّيسة اختارت راهبة مبتدئة صغيرة وأمّيّة، ابنة الريف، لتقدّم للعالم “الأيقونة العجائبيّة”. قالت الأخت كاترين لابوري يومًا: “استعملتني القدّيسة العذراء كي لا يستطيع أحد أن يشكّ!” ولزمت الصمت الكلّي، بتواضع عميق، طيلة حياتها، حول الإنعامات التي حصلت عليها. هذا الصمت أثار إعجاب البابا بيوس الحادي عشر لحظة تطويبها المجيد، فقدّم لها هذا التكريم الجميل:
“إنّها حفظت سرّ ملكتها”.
هل تجد القدّيسة العذراء في بعض الفضائل التي كانت تحبّها كثيرًا في الأخت كاترين لابوري؟

:اليوم الثالث
’’ العذراء ذات الاشعة’’
’’ إنّ أيقونتي مختصر أخّاذ لمُجمل حقائق الايمان المسيحي’’
هي نوع من منيمنة إلهية لم يغب عنها اي عنصر جوهري
إن عقيدة الحبل بلا دنس كما تظهر على الأيقونة، متعلّقة بحقائق الإيمان الرئيسية من عقيدة الخطيئة الأصلية الى موضوع عيد الأيقونة العجائبية.
إن العذراء النقيّة تطلّ علينا بيدين تنبعث منها أشعّة كما تقول هي، النعم التي توزعها على الأشخاص الذين يسألونها إيّاها.
وفيما كانت كاترين تتعجّب من أن الاشعة لا تنبعث من الحجارة الكريمة التي تزين اصابعها ,اوحي اليها’’ ان هذه الحجارة التي تبقى في الظل تمثل النعم التي تنسون ان تطلبوها مني’’
هل فهمتُ أني أحصل على النعم بشفاعة مريم…

:اليوم الرابع
’’ يامريم يامن حبل بها بلا دنس، صلّي لأجلنا نحن الخطأة الملتجئين اليكِ’’.
الصلاة المكتوبة على ايقونتي هي مريم نفسها التي علمتني اياها .
هذه العبارة التي ترجمت الى كل اللغات وتردّدت في كل مكان من العالم، أدخلت الإيمان بالحبل بلا دنس الى جميع الأذهان والقلوب.
لنرددها بدون كلل ولنعلمها لأطفالنا والمرضى ولجميع الذين هم في الضيق.
لنزرع هذا الدعاء في الشوارع، في رحلاتنا وفي محيطنا العائلي والاجتماعي.
هذا الدعاء الذي علمتني اياه مريم، هل يرد تلقائيا على شفاهي ..هل أتلوه بإيمان وثقة…

اليوم الخامس:
“الحيّة التي تدوسُ مريم رأسها”
ورد في سفر التكوين: “سأجعل عداوة بينك وبين المرأة، ستدوس رأسك وأنت ستحاولين أن تجرحي عقبها”.
مريم هي تلك المرأة المعلن عنها منذ فجر الكون. وقد شاءت أن تظهر في هذه الحالة على الأيقونة. هذه الحيّة المنفرة، نحن نعرفها، إنّها التجربة، إنّه الشيطان: يصفر، يغوي، ويحاول أن يجرح العذراء، لكنّه يسعى باطلًا!
إذ أنّها أقوى منه! إنّها بريئة من أي دنس! غالبًا ما تترصّدنا التجربة مثل الحيّة الجهنّميّة. ولكن لنا النعمة الإلهيّة لمساعدتنا! لنا مريم! لا ننسين هذا أبدًا!
إذا ما تعرّضت للتجربة، هل أفكّر دائمًا في أن أدعو أمّي السماويّة؟
هل أثق كفاية بشفاعتها الكليّة القدرة؟

:اليوم السادس
“حرف الميم (M) في الأيقونة”
أجد على ظهر الأيقونة علامات رمزيّة، أوّلها الحرف الأوّل لاسم مريم المبارك: الميم (M) التي تبدو وكأنّها قاعدة لصليب يسوع.
مريم لا تنفصل عن ابنها. ينبغي عليّ أن أدخلها إلى صلب حياتي، لكي تساعدني على حمل أثقالي.
ليكن اسمها محفورًا في قلبي، حاضرًا دائمًا في ذاكرتي، مستعدًّا دائمًا لكي يتدفّق من شفاهي ولتكن كلمات القدّيس برنردوس مطبوعة في مخيّلتي: “إذا ما جابهتكم التجارب وساورتكم الشكوك، وانتابتكم المشقّات، ارفعوا أعينكم إلى النجمة وادعوا مريم!”.
هل لمريم مكان في حياتي الشخصيّة والحميمة؟
هل هي بالنسبة لي أكثر من تمثال؟ لا بل شخص حيّ، مستعدّ دائمًا لأن يستقبلني ويصغي إليّ ويستجيبنيي؟

 اليوم السابع:
“صليب أيقونتي”
الصليب الذي يعلو حرف الميم (M) هو رمز للحياة المسيحيّة كلّها. لقد تقاسمت القدّيسة العذراء الصليب مع يسوع. وتحلّت بالرأفة مع تحمّل الآلام.
“وكانت أمّه واقفة” نعم وقفت مريم على أقدام هذا الصليب. وها هي تقدّمه لنا على الأيقونة واعدة إيّانا بأنّها ستقاسمنا صليبنا وتساعدنا على حمله.
“إنّ الصليب هو الطريق الملوكيّ الذي يقودنا إلى السماء”. علَّ العذراء القدّيسة تفهمنا هذه الحقيقة!
هل أطلب من العذراء القدّيسة أن تساعدني وقت المحنة؟
هل أنا مقتنع بأنّها تتحسّس معي آلامي وتريد أن تخفّفها؟

 اليوم الثامن:
“القلبان المحفوران على الأيقونة”
إنّ قلب يسوع، المكلّل بالشوك، قريب من قلب مريم المطعون بالحربة. في الحبّ كما في الآلام، هذان القلبان لا ينفصلان.
إنّ قلب يسوع هو مثال القداسة، ينبوع كلّ النِّعَم، وقلب مريم هو المرأة التي تعكس بأمانة الكمال الإلهيّ، القلب الذي بواسطته فاضت النِّعم على العالم.
لا يجب أبدًا أن نَفصُل الأم عن الابن. إذ إنّ هذا الفصل يتعارض مع النظام الذي أراده الله. لنذهب دائمًا إذًا إلى يسوع بواسطة مريم ولا نفصل أبدًا بينهما في حبّنا.
هل أنا وفيّ في تكريم قلب يسوع الأقدس في أوّل يوم جمعة من الشهر؟
وفي تكريم قلب مريم الطاهر في أوّل يوم سبت من الشهر؟

اليوم التاسع:
“نجوم إيقونتي”
إنّ النجوم الموجودة في الأيقونة رائعة الجمال، ولكنّها أيضًا رمزيّة!
تذكّرنا بالرسل الاثني عشر، والقدّيسين الذين تبعوا المسيح يسوع مثلهم وحصلوا بشفاعة مريم على إكليل المجد.
النجوم تبيّن ضرورة التزامنا الرسوليّ فنسعى وراء الأنفس التي فقدت إيمانها المسيحيّ، لا بل أصبحت وثنيّة (وكم هي للأسف كثيرة في محيطنا) فنقودها إلى يسوع بشفاعة مريم!
هل أقوم بأي عمل رسوليّ؟
هل أعي أنّي مسؤول عن الأصدقاء الذين يحيطون بي؟ وخاصّة عن ذويّ؟

تُتلى الصلاة التالية بعد قراءة مُتأنية للتأمّل الصغير المعروض لكل يوم من ايام التساعية

صلاة التساعيّة إلى سيّدة الأيقونة العجائبيّة
“يا سيّدة الأيقونة العجائبيّة، أنت التي أردت أن تظهري للطوباويّة كاترين لابوري، كشريكة في الوساطة بين الله والبشر، أنصتي إليّ، أبتهل إليك.
إنّي أضع بين يديك الوالديتين جميع نواياي واهتماماتي الروحيّة والزمنيّة، إنّي أكل إليك النعمة التي أجرؤ وألتمسها من حنانك، وأتوسّل إليك بتواضع، أن تعرضيها على ابنك الإلهيّ، وتسأليه أن يستجيبني، إذا كانت هذه النعمة التي أطلبها موافقة فعلًا لإرادته ولخير نفسي.
وبعد أن ترفعي يديك الضارعتين إلى الربّ، تكرّمي، أيّتها العذراء القديرة، وأنزليها عليّ واغمريني بأشعّة النِّعَم، حتّى تتحرّر نفسي من أمور هذه الدنيا، على نور هذه الأشعّة وحرارتها، وتتطهّر وتسير على خطاك حتّى اليوم الذي تستقبليني فيه على باب السماء. آمين.
“يا مريم، التي حُبل بها بلا دنس، صلّي لأجلنا نحن الخطأة الملتجئين إليك”. (٣ مرّات)

صلاة إضافيّة أولى
يا أمّ الله البتول، يا مريم الطاهرة، نحن نكرّس لك ذواتنا يا سيدة الأيقونة العجائبية. فلتكن هذه الميدالية إشارة أكيدة لكلّ واحد منا على عاطفتك تجاهنا وتذكيرًا دائمًا لنا بواجباتنا تجاهك. نأمل كلما ارتديناها أن تباركينا بحمايتك المُحبة وتحفظينا بنعمة ابنك. أيتها البتول القادرة، يا أمّ مخلصنا، ابقينا قربك في كل لحظة من حياتنا. استمدي لنا، نحن ابناؤك، نعمة الميتة الصالحة، حتى نتمتع معك بالسعادة الأبدية. آمين.

صلاة إضافيّة ثانية
يا سيدنا يسوع المسيح، يا من ارتضيت أن تتمجد العذراء أمك الكلية القداسة البريئة من الخطيئة الأصلية بعجائب لا حد لها، إذ نحن نترجى دائمًا حمايتها إجعلنا نبلغ سعادة الآخرة، أنت الإله وحدك، الذي يحيا ويملك إلى دهر الداهرين. آمين.
أذكري، يـا مريم العذراء الحنون، أنـه لـم يُسمع قطّ أنَّ أحدًا التجأ الى حمايتك وطلب معونتكِ والتـمس شفاعتك ورُدّ خائبـًا. فأنـا الخاطئ أتقدّم اليكِ بهذا الرجاء وبهذه الثقة، وأرتـمي على قدميكِ متنهّدًا تحت نيـر خطاياي، مُلتجئـًا اليكِ. فلا ترذلـي تضرعاتـي، يا والدة الكلـمة الإلهيـة، بل إستجيـبيهـا واقبليهـا بحنـو. آميـن.

صلاة إضافيّة ثالثة
يا مريم، سلطانة حبل بها بلا دنس، ام يسوع وامنا، إذ نحن واثقون كل الثقة، بشفاعتك الكلية الإقتدار والفاعلية، التي طالما ظهرت بواسطة ايقونتك العجائبية، نتوسّل اليك نحن ابناءك الأخصاء، ان تستمدّي لنا النعم والهبات، التى نطلبها منكِ زمن التساعية هذه، إذا كانت تؤول لخير نفوسنا ونقوس الذين من اجلهم نصلي. آمين.

صلاة إضافيّة رابعة
إجعل يا رب خطانا خطوة واحدة في المسير
وأيدينا يدًا واحدة في العمل
ونبضات قلوبنا واحدة في الخفقان
وفي داخلنا جميعًا ذات الشعور
وفي أفكارنا توافقًا في الآراء
وفي آذاننا إصغاء واحد للإلهامات
وفي أعيننا ذوبانًا فيصير لنا ذات النظرات
وعلى شفاهنا نطقًا واحدًا
لك المجد الى الأبد. آمين

هتافات تمجيديّة لسيّدة الأيقونة العجائبية
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنتِ أمي فابتسمي لي
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنتِ حارستي فاحفظيني
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنتِ محاميتي فانصريني
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنتِ نوري فاهديني
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنتِ نصيري فدافعي عني
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنتِ رجائي فعزيني
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنتِ نجمتي فارشديني
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنتِ سلطانتي فدبريني
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنتِ شفيعتي فاشفعي فيّ
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنتِ ملجأي فارحميني
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنتِ عوني فأغيثيني
يا سيدة الأيقونة العجائبية كوني لنا ضياءً ونورًا وأرشدينا إلى سواء السبيلِ.
يا سيدة الأيقونة العجائبية املكي على قلوبنا فلا تميل الى حب الأباطيل.
يا سيدة الأيقونة العجائبية ارشدي الأحبار والكهنة لبقوموا بواجبهم الجليل.
يا سيدة الأيقونة العجائبية ساعدينا على احتمال الكروب بالصبر الحميل.
يا سيدة الأيقونة العجائبية اهدي الضالين إلى الطريق القويم.
يا سيدة الأيقونة العجائبية اشفي مرضانا وخذى بيد المنازعين.
يا سيدة الأيقونة العجائبية قوي الضعفاء وحافظى على أنقياء القلوب.
يا سيدة الأيقونة العجائبية علمينا أن نجّل الحشمة ونحافظ على العِفة.
يا سيدة الأيقونة العجائبية ثبيتينا فى الإيمان وفى الخلاص لبارينا
يا سيدة الأيقونة العجائبية أنيري قلوبنا بنور الرجاء الوطيد.
يا سيدة الأيقونة العجائبية انعشي نفوسنا بحب يسوع فادينا.
يا سيدة الأيقونة العجائبية احمينا من خداع ابليس وساعدينا فى كل ضيق.
يا سيدة الأيقونة العجائبية عزّينا فى المحن والغم واحرسينا من كل شر.
يا سيدة الأيقونة العجائبية عينينا فى المخاطر وثبّتينا فى النعمة.
يا سيدة الأيقونة العجائبية احيي الإيمان فى القلوب وامنحي السلام للشعوب.
يا سيدة الأيقونة العجائبية القي الوفاق والوئام فى العائلات المسيحية.
يا سيدة الأيقونة العجائبية امنحي الأباء والأمهات الشهامة والإستقامة.
يا سيدة الأيقونة العجائبية احمي البنين والبنات من شرك ابليس اللعين.
يا سيدة الأيقونة العجائبية انصري الكنيسة على اعدائها نصرًا مبينًا.
يا سيدة الأيقونة العجائبية امطري غزير بركاتك علينا أجمعين.
يا سيدة الأيقونة العجائبية باركي عائلاتنا وقدّسي أفرادها.
يا سيدة الأيقونة العجائبية باركي وطننا العزيز واشمليه بالوحدة والسلام.
يا سيدة الأيقونة العجائبية امنحينا جميعا حياة هادئة وآخرة صالحة.

القديس كبريانوس الشهيد والقديسة الشهيدة يوستينا البتول

القديس كبريانوس الشهيد والقديسة الشهيدة يوستينا البتول

‏‏كان كبريانوس وثنياً معروفاً في أنطاكيا على أيام الملك داكيوس، في منتصف القرن الثالث الميلاديّ.
حصّل قدراً وافراً من العلوم الدنيوية منذ صغره، ثمّ انصرف بعدها إلى ممارسة السحر. فبرع فيه إلى حد أن الوثنيين كانوا يقصدونه ويطلبون إليه أن يتوسط لدى الشياطين ليؤدوا لهم خدمات محددة أو يتسببوا في أذية بعض الناس أو تحريك بعضهم الآخر في هذا الاتجاه أو ذاك.
وغاص كثيراً كبريانوس في عمله واطلع على شتى أنواع كتب السحر وزار أمكنة اشتهرت بسحرها وسحرتها وأخذ عنها الكثير. كل ذلك جعله رجلاً غنياً وذو نفوذ، فتسبب بأذية الكثير من الناس.
‏أمّا يوستينا فهي ابنة الكاهن الوثنّي إديسيوس. ذات يوم، سمعت يوستينا كلامًا عن تجسّد المسيح من عذراء لخلاص البشر ومحبّة الله للناس، فذهبت سرًّا إلى الكنيسة لتسمع المزيد.

اهتدت إلى الربّ يسوع المسيح وتعلّمت الإيمان الحقيقي ويبدو أنّ والدها الكاهن الوثنيّ أحبّ الحكمة الإلهيّة، فانجذب مع زوجته كليدونيا إلى الإيمان المسيحي. واعتمد الثلاثة على يد أوبتاتوس الأسقف، ثم نذرت يوستينا عفّتها للختن السماوي يسوع المسيح.
أما صلة كبريانوس بيوستينا فهناك روايتان في التسليم الكنسي:

الأولى تقول أن كبريانوس التقى يوستينا يوماً فأخذ بجمالها البارع ووقع في حبّها ولما حاول التودد إليها صدّته. أما الرواية الثانية فتذكر أن شاباً خليعاً من الوثنيّين وقعت عينه على يوستينا فأغرم بها وأرادها لنفسه فخيّبته، فجاء إلى كبريانوس يطلب مساعدته.
الأمر الثابت هو أن كبريانوس سعى بما أوتي من علم في السحر وبما كان عليه من صلات بالأرواح الخبيثة، إلى استمالة يوستينا.
‏لم يترك طريقة من الطرق السحريّة إلاّ جربها ليظفر بالفتاة ففشل فشلاً ذريعاً، لأنّ يوستينا كانت محفوظة بقوّة الصليب.
حينها اصبح راغباً في التعرف إلى إله المسيحيين، الإله الذي يفوق كل شياطينه وأدوات سحره قدرة، فأكبَّ على المسيحية يتعلمها وهكذا اهتدى، هو أيضاً، إلى المسيح.
‏ فجمع كبريانوس كل ما كان عنده من كتب السحر وأحرقها علانية.
كما جمع أمواله ووزّعها على الفقراء، وصار همّه أن يكفّر عن خطاياه الكثيرة وندم ندامة حقيقية على أذيته للناس بدموع حارّة وأعمال محبة تفوق ما سبق أن أتاه من شرور. كان ساحراً يجتذب الناس إليه بقوة السحر وفعل الشياطين، فجاءته عذراء رقيقة سحرته بجمالها واجتذبته إلى الإيمان بالرب يسوع المسيح.

لاحظ ذلك أسقف المدينة فجعله كاهناً. ثم سيم أسقفاً ورسم يوستينا شمّاسة.

وحدث في ذلك الزمان أن كثر الاضطهاد على المسيحيين، أيام الإمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس، فقُبِضَ على كبريانوس ويوستينا وخضعا للتعذيب، جلداً وتمزيقاً ورميا في الزفت المحمى. وأخيراً قطع الجنود رأسيهما في روما سنة ٣٠٤م، ففازا بإكليل الاستشهاد.
تعيّد لهما الكنيسة يوم ٢ تشرين الأول من كل سنة.
إعداد ريتا من فريق صوت الرب

برنامج “خبرينا عمتو عن يسوع” عبر صوت الرب

برنامج “خبرينا عمتو عن يسوع” عبر صوت الرب

هو برنامج للأطفال من تحضير الأطفال.

ديانا، العمة الطيبة، تشرح لأبناء أخيها الكتاب المقدس وكيفية عيشه كل يوم.

ديانا سروجي: العمة

مارفن وإدوين سروجي متحمسان للتعرف على يسوع أكثر فأكثر.

سيتم بث البرنامج بأجزائه الستة على منصات اليوتيوب والفايسبوك إذاعة صوت الرب كل يوم جمعة :

15-22-29 سبتمبر 2023

و06-13-20 أكتوبر 2023

فكرة إعداد وتقديم : عمتو ديانا سروجي

بالإشتراك مع : مارفن سروجي و ادوين سروجي

مرافقة روحية : الأب راجي صالح و الأخت جاكي ابي ناصيف

تصوير ومتابعة من لبنان : طوني سروجي و اليانا ضاهر سروجي

موسيقى : فاسكن حبيب

مونتاج : ترايسي الشايب

إخراج : الأخت جاكي ابي ناصيف

إنتاج : صوت الرب

الحلقة الأولى : كيف افهم الانجيل

الحلقة الثانية :  لشو بترمز الشمعة بالكنيسة

الحلقة الثالثة : يسوع بيحكينا بالانجيل نحنا شو لازم نجاوبو

الحلقة الرابعة : الصلاة قبل النوم

الحلقة الخامسة : كرسي الاعتراف

الحلقة السادسة : ليش ما منشوف يسوع

الحلقة السابعة : يسوع مولود غير مخلوق

حياة الطوباوي الأخ اسطفان نعمه

حياة الطوباوي الأخ اسطفان نعمه – عيدو ب 30 آب 

:نشأته
هو يوسف بن إسطفان نعمه وكريستينا البدوي حنّا خالد من قرية لحفد – جبيل
صغير عائلة مؤلّفة من أربعة صبيان: سركيس، نعمة الله، هيكل ويوسف، وفتاتين: توفيقة وفروسينا. ولد في شهر آذار من سنة 1889. نشأ في بيئةٍ جبليّةٍ زراعيّة، ولكنّه حصّل بعض مبادئ القراءة والكتابة في مدرسة القرية، وفي مدرسة سيّدة النِّعم في سقي رشميَّا التابعة للرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة

نبع الغْرَيْر
في أحد الأيّام, كان يوسف (الأخ إسطفان) يرعى البقرات في الحقول المتاخمة لبيته الوالديّ، فرأى حيوانًا برّيًا صغيرًا، اسمه “غْرَيْر”، لحق به إلى أن دخل مغارةً محفورةً في الأرض. لاحظ يوسف أنّ هناك آثارَ مياهٍ في هذه المغارة، فباشر حفر المكان إلى أن نبعت المياه من جوف الأرض، وهذا النبع يُعرَف اليوم ب”نبع الغْرَيْر”

:دخوله الرّهبانية اللّبنانيّة المارونيّة
سنة 1905 وبعد سنتين من وفاة والده، دخل الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة في دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان. واتّخذ في الابتداء اسم إسطفان، تيمّنًا بشفيع بلدته واسم أبيه
كان معلّم المبتدئين في كفيفان آنذاك رجل الله الأب اغناطيوس داغر التنّوري. وبعد سنتَي الابتداء، أبرز نذوره الرّهبانيّة في 23 آب سنة 1907. واختير ليكون من الإخوة المساعدين، فأتقن مهنة النّجارة ومهنة البناء بالإضافة إلى أشغال الحقل. وكان معروفًا ببنيته الجسديّة القويّة

خدمته في الرّهبانيّة
أمضى حياته في الرّهبانيّة يعمل في جنائن الأديار التي تنقّل فيها: دير سيّدة ميفوق، دير مار أنطونيوس – حوب، دير مار شلّيطا – القطّارة، دير مار مارون عنّايا، دير سيّدة المعونات جبيل ودير مار قبريانوس ويوستينا كفيفان. في كلّ هذه الأديار كان يتسلّم مهمّة رئيس الحقلة، وكان يعمل مع إخوته الرّهبان ومع العمّال بصمتٍ ومحبّةٍ واحترام، ويشهد الجميع على عدله واستقامته. فكان التّلميذ الأمين لسيّده يسوع المسيح، عاكسًا صورته أينما حلّ، وناقلاً بشارته إلى مَنْ عايشهم
لم يعرف البطالة أبدًا، بل عاش قانون الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة وروحانيّتها بدقّةٍ وأمانة، مقتفيًا خطى الرّهبان القدّيسين، موزّعًا أوقاته بين شُغلٍ وصلاة، إلى أن رقد بالبرارة في 30 آب 1938 عن 49 سنة

ودفن في دير كفيفان حيث بقي جثمانه سالمًا. بوشر التحقيق في قداسته في 27 تشرين الثاني
2001، وصدّق البابا بندكتوس السادس عشر على فضائله البطوليّة في 17 كانون الأوّل 2007، وهو الرابع بعد إخوته، أبناء الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة: شربل ورفقا ونعمة الله

روحانيّة الأخ إسطفان
(الله يراني)
لقد تميّز الأخ إسطفان بحضورٍ صامتٍ يعكس حياته المستترة مع المسيح، صابرًا على أوجاعه، لا يشكو من ألمٍ أو مرض، متقشّفًا ومتجرِّدًا وخصوصًا في طعامه، قنوعًا لا يطلب إلاّ العيش في حضرة مَن كان يراه، فرحًا في حياته – وهذا ما انعكس نشاطًا في عمله – فطنًا في تصرّفاته، عادلاً محبًّا للمساواة فكان يعطي كلّ صاحب حقّ حقّه فنال احترام ومحبة مَن كانوا يعملون معه. كان رجل صلاة، تلميذًا للأرض التي كانت له مدرسة قداسة ومصدر روحانيّة
عرف أهميّة الأرض وقيمتها الحقيقيّة. كدَّ وجاهد وعجن التراب بعرقه، وسعى سعيًّا دؤوبًا من أجل بلوغ سُلَّم الكمال الرّهبانيّ واللّقاء بنور الله وكلمته الأزليَّة. كان “فلاحًا مكفيًّا وسلطانًا مخفيًّا”. يقوم قبل بزوغ الفجر وشروق الشَّمس للصلاة والعمل، على مثال معلّمه الأوّل يسوع المسيح. البسمة الصافية النيّرة لا تفارقه، صامت، متأمّل في سنابل القمح وخيرات الأرض

وديع القلب، هادئ، رصين صَلب صلابة الصخور. بنى حياته مدماكاً تلو مدماك على أساس متين وثابت، كما كان يرصف حجارة الجلول والحقول
وجهه وجه البراءة والحكمة، وجه السلام والحبّ، أضاء عينَيه بنور الإنجيل، ونور الإيمان؛ إيمان الأرز وابن القرية اللّبنانيّة، إيمان الأجداد والآباء والأمّهات، إيمان البساطة والفرح. ليّنٌ في المحبّة والرحمة والحنان والعطاء كليون السنابل أمام نسيم الصباح، وصلب في الإيمان والجهاد والعدل والقداسة كتَجذُّر السنديان في عمق التراب. فكلّما نظر الى الشّمس، تطلّع الى السعادة في نور وجه المسيح وبهائه وجماله

أدوات صقل حياته
أدوات عمله اليوميّ، كانت المنجل والمعول والشوكة والمخل والمنشار والمطرقة والإزميل… يستعملها في إصلاح الأرض وحراثة التربة وتشذيب الصخور وهندستها وفبركة الأبواب والشبابيك. أمّا أدوات صقل حياته فكانت كلمة الإنجيل والصلاة والتأمّل، وسبحة البتول مريم، وخدمة المحبّة والشراكة مع إخوته الرّهبان والقدّاس الإلهي، متشوّقًا دومًا إلى اللّقاء بالحبّ الإلهيّ. كانت حياته فعل شكر وتقدمة مقدّسة لله ومشوارًا من الأرض إلى السماء، زارعًا دروبه سنابل قمح
لم يتراجع يومًا ولم تهزّه الرياح العاتية التي عصفت بلبنان إبّان الحرب العالميّة الأولى، بل حمل الصليب منكرًا ذاته وتابعًا معلّمه، واضعًا ثقته فيه من دون تردّد أو خوف. تجرّد عن كلّ ما يُعرقل وصوله إلى النّور الحقيقيّ؛ شمس الرحمة والعدل. لذلك رفعه الله جدًّا وسيرفعه على مذابح الكنيسة قدّيسًا وشفيعًا للكنيسة والرّهبانيّة ولبنان والعمّال أجمعين

بعض ما ورد في روزنامة الدير عن الأخ إسطفان نعمه
كتب الأب أنطونيوس نعمه رئيس الدير، بعد وفاته، ما يلي : “غادر هذه الفانية نهار الثلاثاء الساعة السابعة مساءً في الثلاثين من آب، الأخ اسطفان نعمه اللّحفدي. وكان أخًا عاملاً نشيطًا غيورًا على مصلحة الدير، قويّ البنية، صحيح الجسم، مسالمًا، بعيدًا عن الخصومات، قنوعًا، فطنًا بالأعمال اليدويّة، محافظًا على واجباته ونذوراته، قائمًا بما عُهد إليه حقَّ القيام”.

من أقواله
” الله يراني ”
” هنيئًا لمن تزيّن بالعلم الذي يقود إلى الله”
“المحبّة لا تحتاج إلى علم لأنّها من القلب تخرج”

٨ آذار يوم المرأة العالمي

٨ آذار يوم المرأة العالمي*

“من دون المرأة لا تناغم في العالم” هذه كانت رسالة البابا فرنسيس أثناء القداس الصباحي الذي احتفل به في ٩ شباط ٢٠١٧ من دار القديسة مارتا. تمحورت عظته حول صورة المرأة انطلاقًا من رواية الخلق كما ذُكر في سفر التكوين. الرجال والنساء مختلفين؛ وليس الواحد أعظم من الآخر. إنما وحدها المرأة دون سواها هي من تجلب التناغم الذي يجعل من العالم مكانًا جميلاً.

تابع البابا تأمّلاته حول الخلق، موضوع القراءات التي تقدّمها الليتورجيا في هذه الأيام المأخوذة من سفر التكوين وقال: “لقد خلق الله كل شكل من أشكال الحيوانات إنما لم يجد آدم رفيقًا في أيّ منها؛ لقد كان وحيدًا. فأخذ الرب ضلعًا من آدم بعد أن أوقعه في سبات عميق وخلق المرأة التي رأى فيها لحمًا من لحمه. إنما أوضح البابا أنّ آدم حلم بها حتى قبل أن يراها… لذا لكي يفهم الرجل المرأة، من الضروري أن يحلم بها أولاً”.
قال البابا: “غالبًا عندما نتحدّث عن النساء، نفكّر بهنّ بشكل وظيفي “خُلقت لكي تقوم بكذا وكذا…” إنما على العكس علينا أن نرى النساء كحاملات للغنى الذي لا يمكن للرجل أن يملكه؛ النساء يجلبن التناغم للخليقة”.
(من سفر الأمثال 31: 10- 31)

المْرأَة الفَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدها؟ إنَّ قيمَنَهَا تفُوقُ اللَّآلِئَ. قَلْبُ زَوْجِهَا يَثِقُ بِهَا فَلاَ يَحْتَاجُ إِلَى غَنِيمَةٍ. تَصْنَعُ لَهُ خَيْراً لاَ شَرّاً كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهَا.
تَلتمس صُوفاً وَكَتَّاناً وَتَشْتَغِلُ بِيَدَيْنِ رَاضِيَتَيْنِ، فتكون كَسُفُنِ التَّاجِرِ، تَجْلِبُ طَعَامَهَا مِنْ بَعِيدٍ.
تَقُومُ إِذِ اللَّيْلُ بَعْدُ وَتُحضّر أَكْلاً لأَهْلِ بَيْتِهَا ولجواريها ما يكفيهن.
تَتَأَمَّلُ حَقْلاً فَتَأْخُذُهُ وَبِثَمَرِ يَدَيْهَا تَغْرِسُ كَرْماً. تُنَطِّقُ حَقَوَيْهَا بِالْقُوَّةِ وَتُشَدِّدُ ذِرَاعَيْهَا.
تَذوق ما ألذ تِجَارَتَهَا، فلاَ يَنْطَفِئُ فِي اللَّيْلِ سِرَاجُهَا. تلقي يَدَيْهَا علَى المِكَبّ وَتُمْسِكُ أناملها الْمِغْزل.
تَبْسُطُ كَفَّيْهَا لِلْفَقِيرِ وَتَمُدُّ يَدَيْهَا إِلَى الْمِسْكِينِ.
لاَ تَخْشَى عَلَى بَيْتِهَا مِنَ الثَّلْجِ لأَنَّ كُلَّ أَهْلِ بَيْتِهَا لاَبِسُونَ الحُلَل. تَعْمَلُ لِنَفْسِهَا أغطية مُوَشَّاة ولِبْاسُهَا الَبزّ وَالأُرْجُوانٌ.
زَوْجُهَا مَعْرُوفٌ فِي الأَبْوَابِ حَيث يَجْلِسُ بَيْنَ مَشَايِخِ الأَرْضِ.
تَصْنَعُ قُمْصَاناً وَتَبِيعُهَا وَتَعْرِضُ مَنَاطِقَ عَلَى الْكَنْعَانِيِّ.
لِبَاسُهَا اَلْعِزُّ وَالْبَهَاءُ وَهي تَفرحُ في اليوم الأخير.
تَفْتَحُ فَاهَا بِالْحِكْمَةِ وَفِي لِسَانِهَا سُنَّةُ الْرأفة. تُلاحظ سُلوكَ أَهْلِ بَيْتِهَا وَلاَ تَأْكُلُ خُبْزَ الْكَسَلِ.
يَقُومُ أَوْلاَدُهَا وَيُطَوِّبُونَهَا. وزَوْجُهَا أَيْضاً فَيَمْدَحُهَا.
إن بَنَاتٌ كَثِيرَاتٌ أنشأنَ لهنّ فَضْلاً أَمَّا أَنْتِ فَفُقْتِ عَلَيْهِنَّ جَمِيعاً.
اَلْحُسْنُ غرور وَالْجَمَالُ بَاطِلٌ أَمَّا الْمَرْأَةُ الْمُتَّقِيَةُ الرَّبَّ فَهِيَ التي تُمْدَحُ.
أَعْطُوهَا مِنْ ثَمَرِ يَدَيْهَا وَلْتَمْدَحْهَا فِي الأَبْوَابِ أَعْمَالُهَا.

من قلب ركام زلزال حلب أعطى الله شهادة ….الاب عماد ضاهر وداعا لا بل الى اللقاء

كلمة “صوت الرب” في وداع الاب عماد ضاهر

حمل فرح الإنجيل في حياته وضحّى بكلّ شيء من أجل خدمة سيّده، هو العبد الذي اعطانا الرب به، ومن قلب الركام، مثالاً يحتذى به، هو الكاهن الجاهز دوما لملاقاة الخالق دون خوف او هلع عماد ضاهر، وهذا ما قاله في زيارة قام بها مؤخرا إلى كندا، “أنا جاهز”، أسرّها لرفيقة الطفولة والصلاة الأخت جاكي، التي طلبت منه كما الشبيبة، التريّث قبل العودة إلى سوريا والبقاء بضعة أسابيع معهم حيث يحلو معه اللقاء، لكنه أبى البقاء مستعجلا العودة الى حلب وكأني به بانتظار مصير جديد محتوم لا هروب منه ولا مهابة هو الذي، في تلك المحطة المختارة سبق له وان ذاق طعم الالم والمرارة، وفيها سبق وان أكرمه الرب بحياة جديدة بعد اصابته بشظايا قذائف داعش وخسارته لإحدى عينيه وتشوّه وجهه نتيجة الاصابة القاتلة متحملا آلامه وعذاباته بفرح وصبر وصلاة على امل ان تهتدي الشعوب المتقاتلة وتعود الى تعاليم الله، ليعود وتتلقفه يد الطبيعة بزلزال لم يستطع الصمود بوجه غطرسته، فترك كل شيء ورحل تاركا غصة في القلب واسما تعتمد عليه الاجيال الصاعدة.

اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ” (إنجيل مرقس ١٣: ٣٣)

ابصر الاب عماد ضاهر النور في ١٧ تشرين الأول سنة ١٩٦٤، وهو ينتمي الى بلدة البرامية قضاء صيدا، والده الياس ضاهر ووالدته ماري الحوراني، لديه ثلاثة اشقاء أسعد وبيار والراحل شربل وشقيقة واحدة ميليا، رُسِمَ كاهنًا في ٦ يناير/كانون الثاني 2002 في كاتدرائية السيدة العذراء للروم الملكيين الكاثوليك في حلب -علما انه ماروني الجذور- ، وعُيّن مرشد مدرسة الأمل الخاصة بأبرشية حلب للروم الملكيين الكاثوليك.

عاش في جهوزية دائمة للقاء الرب، كرّس حياته لوالدة الله وكان لسانه ينطق باسمها على الدوام، حمل الصوم مشعلاً دون انقطاع فكان يأكل وجبة واحدة خلال النهار، وعرف عنه تناوله بقايا الخبز اليابس والمعفّن بحجّة أنّ العفن مفيد للصحة. حمل ورديّته سلاحاً في وجه الصعاب، وكان مواظباً على تلاوتها.

لم يترك رسالته في حلب حتى وسط القصف والحصار، وكان يردّد دائماً أنّه سيبقى مع شعبه حتى الشهادة، يحيا ويموت معه، وهو الذي وضع خدماته الاجتماعية في خدمة المحتاجين وكان يتنقّل بين بيوت الرعيّة مطمئناً على الجميع. خلال حرب لبنان عُرِف بحماسه ومحبته إذ كان تحت قصف المدافع وازيز الرصاص يزور أصحابه وأهلها للاطمئنان عنهم، فلم يرعبه الرصاص ولم يثنه الموت المتربص بالشوارع عن اتمام مهماته الانسانية فكان جنديّ المسيح المثابر على اختبار التجارب دون تذمّر، وكانت كلمته “نعم نعم، أو لا لا”، نابذاً خطيئة التذمّر وكان المثال الصالح لكل من عرفه.

في العاشر من تشرين الأول من العام ٢٠١٢، أصيب الأب عماد ضاهر بشظايا قذيفة القيت على مطرانيّة حلب فقد على أثرها إحدى عينيه وأصيب في ذراعه، فنقل إلى لبنان للمعالجة لكنه رفض البقاء فيه طويلا طالباً نقله من جديد إلى حلب ليبقى الى جانب رعيته، وكان يردّد جملته الشهيرة “أنا شو شغلتي غير إحمل همومكن ومشاكلكن وساعدكن على قدر ما الله بيسمحلي… لما تكونوا بخير، أنا بكون بخير”.

الأب عماد ضاهر شهيد الخدمة

في ٦ شباط ٢٠٢٣ ضرب زلزال مدمّر شمال سوريا وجنوب تركيا سقط على أثره عشرات الآلاف من القتلى منهم الأب عماد ضاهر الذي قضى إثر هبوط المبنى الذي كان يقطنه في العزيزيّة لتنتهي بذلك مسيرته المقدسة على هذه الأرض الفانية تاركاً خلفه عائلته، تلاميذه وأصدقاؤه ليكون بين أحضان أمه الفائقة القداسة مريم العذراء التي وحتى لحظاته الأخيرة كان ينادي لها وبقي مثابراً على الصلاة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بحسب أقوال شهود عيان.

نزل خبر وفاته كالصاعقة على محبيه، فهو كان السند لكلّ واحد منهم، وأقيمت له القداديس لراحة نفسه هو الذي سار على طريق القداسة مسخّراً حياته الأرضيّة لخدمة يسوع الذي هو اليوم معه في الفردوس.

في حلب، ودّع الأب عماد ضاهر كنيسته كذلك كل من عرفه وأحبه في جنازة مهيبة ترأسها مطران الروم الملكيين الكاثوليك في حلب جورج مصري، بمشاركة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، وبطريرك الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة مار إغناطيوس أفرام الثاني، ومطارنة كاثوليك وأرثوذكس، مع لفيفٍ من الآباء والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس المسيحيّة، ومن ثم اعيد الجثمان الى منطقة الدورة في لبنان حيث سكن عائلته ليوارى الثرى فيما بعد في مسقط رأسه في البرامية

البطريرك العبسي في وداع الأب ضاهر: “جاهد الأب عماد الجهاد الحسن حتى الدم”

وفي رثاء الاب ضاهر كانت للبطريرك العبسي كلمة تأبينيّة شبّه فيها الراحل بحبّة الحنطة التي يجب أن تُوارى الثرى لتعطي آلاف الثمار الجيّدة، ومما قاله: “جاهد الأب عماد الجهاد الحسن حتى الدم، وقد تم فيه قول السيّد المسيح عن حبّة الحنطة التي تنبت تحت الأرض لتعود إلى الحياة. لاقى الأب عماد حتفه تحت الأرض، دفن تحت الأرض، لكنه كتلك القمحة زرعناها كلنا لكي تحيي في يوم من الأيام، وقد بلغت اليوم إلى الحياة الأبدية، إلى الملكوت، لتستعيد الصورة الإلهية التي خلقت عليها. كانت حياته جهاداً كهنوتياً نقياً طاهراً وقد بلغ هذا الجهاد به إلى الموت. لقد لاقى الأب ضاهر حتفه ليُدفن اليوم في أحضان الآب، لكنه كحبّة القمح التي زُرعت وستستعيد حياتها من خلال محبّة جميع الأبناء والأصدقاء الذين ترك لهم الأب ضاهر وديعة تعاليمه من بعده”.

مدير ثانوية الأمل الأستاذ جورج محامص

وألقى مدير ثانوية الأمل الأستاذ جورج محامص كلمة قال فيها: “كان الأب عماد كاهن بيتنا، مرشد أولادنا، كان طفلاً في براءته وطيبته جاداً في نشاطه شيخاً في وقاره ومخلصاً لإيمانه، لم يتأخّر يوماً عن أي عمل أو خدمة تطلب منه، كان متواضعاَ خدوماً سخياً لقد عاد من رحلته في كندا منذ حوالي الشهر الرحلة التي كان يحلم بها منذ عامين، ولكن الآن رحل إلى مكان أبعد”.

راعي الأبرشية المطران جورج مصري

أمّا راعي الأبرشية المطران جورج مصري فرثى الأب ضاهر الذي “حمل القربان والعزاء للمرضى، يخدم الأسرار ويعزي الحزانى يرافق الشباب وقد خدم جمعيات وكشافات وأخويات عدة، كما انه عمل في الحقل التربوي لفترة طويلة في مدرسة الأمل، بالإضافة الى مهمات في الكاتدرائية… لم يكن يتوانى عن تلبية أي خدمة تطلب منه”. وتابع المطران مخبراً أنّه “في اثناء حربنا البغيضة أصابت إحدى القذائف دار المطرانية، وكان من نتائجها إصابة الأب ضاهر إصابات بليغة أدت الى فقدانه لاحدى عينيه عندما هرع للاطمئنان على من كانوا يمقيمون في المطرانية، لكن ذلك لم يمنعه من متابعة نشاطه بعد فترة النقاهة بحماس أكبر مما كان عليه. كل من عرفه عرف فيه إنساناً يجمع المتناقضات المحببة في آن معاً، مظهر قاسٍ ودماسة أخلاق، حاجب معقود وابتسامة رقيقة، رأي متصلّب وقلب حنون، صوت عالٍ وكلام لطيف، مواقف حادة وخدمة متواضعة، لا تغرب شمس على غضبه سريع الاعتذار وأسرع بالمسامحة. وشدّد على العلاقة القويّة التي تربط الأب ضاهر بالعذراء مريم، فقال: «لن أنسى كلمته التي اعتاد أن يردّدها كلما اشتدّت عليه المصاعب، مناديًا إيّاها: يا أمّي العدرا”.

الصورة الأخيرة له

في هذه الصورة التي التقطتها الأخت جاكي له خلال زيارته الأخيرة لكندا، لم تكن رفيقة الطفولة تعلم أنّ الصورة تحاكي صعوده سلّم السماء، صورة تحاكي جهوزيّته للعودة إلى حضن سيّده كأنّه كان يعلم أنّ ساعته قد حانت. كتبت الأخت جاكي على صفحتها على فايسبوك وعلى صفحة موقع “صوت الربّ”:

أبونا عماد جيت ودعتنا وفليت.

هيدي آخر صورة اخدتلك ياها انت وفالل وكأنك طالع عالسما.

قلنالك خليك كم اسبوع بعد، بحلب المدرسة مسكّرة ومافي مازوت تدفو وهيك منكسبك أكتر، قلتلي بالحرب وما تركت حلب ولا بترك شعبنا، إذا سقّعو بسقّع معن، وإذا في خطر أنا معن عالحلوة والمرة.

أختى امي العدرا ما بتتركني، مثل ما الله بريد.

بالحرب بسوريا انصبت وبقيت شهور بالمستشفى، فقدت عينك وعمليات بايدك ووجك، ولا مرة تذمّرت، تحمّلت وجعك مع آلام يسوع وكمّلت مسيرتك حتى الموت مع شعبنا الموجوع. شاركت أهل حلب فاجعة الزلزال ولتاني مرة بتكون تحت الأنقاض ولكن هالمرة فعلاً رحت عند اللي قلبك معو …يسوع.

أبونا عماد رفيق الطفولة، رفيقي بصلاة الوردية. بالحرب بلبنان كنت الوحيد تروح من عين الرمانة للأشرفية للدورة تحت القصف تتطمن عالكل.

بعد غياب ٢٥ سنة رجعنا التقينا بكندا وشاركت بمهرجان صوت الرب وكنت محمس وفرحان انو هيدا مهرجان للرب وعملت برنامج عن العقائد بالكنيسة الكاثوليكية، همّك الناس ترجع لتعليم كنيستنا، وبنبرة صوتك الحازمة تقول: ما تلحقو حيلا حدن كنيستنا هي أمنا وهي معلمتنا من ٢٠٠٠ سنة.

بكنيسة المخلص حبوك كبار وزغار، الشبيبة بكل طلعة او اجتماع بدن أبونا عماد يرافقن. عيّدت الميلاد وراس السنة معنا وكلك حياة وأمل، جيت حتى تعمّد بنت خيي طوني اللي رافقتو من هو وزغير وتشوف تلاميذك اللي كانوا بمدرسة الأمل واجو على كندا وتذّكرن انو حضن كنيستنا أحنّ وأدفى حضن حتى يكونوا بأمان.

يا خيي بعرف إنك بالسما بس فراقك صعب.

الله يصبر أمك وعيلتك

ساعدنا نلتقي فيك مثل معلمنا ومخلصنا يسوع اللي علمنا إنو نحنا أبناء القيامة أبناء الملكوت، المسيح قام حقا قام، صليلنا أبونا وخينا وسند كل من التجى إلك. إلى اللقاء

لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا. (فيليبي ١: ٢٣)

 من أقوال الأب عماد ضاهر

صلوا وما تخافوا.

  • البيت من دون صلاة ما بيعمر.
  • دايماً رددوا السلام عليك يا أمي مريم.
  • ما في شي مستحيل إذا عنا الإرادة.
  • العيلة مقدسة والويل لمن بساهم بتفكيكها، دينونته كثير كبيرة.
  • المرأة أساس العيلة، هي يلي بتعمّر وهي يلي بتدمّر.
  • الإم قدّيسة لما بتربي صح.
  • من أسباب نجاح الزواج: التفاهم، التضحية، الإحترام المتبادل وتقبّل الآخر
  • المرأة والرجل بكملوا بعضهن ما في حدا اعلى من الآخر
  • محور الرجل والامرأة هو الله لذلك الصلاة وقراءة الإنجيل مهمّين كثير في بناء العائلة
  • العائلة تمثل الثالوث الاقدس، الاب الام والأولاد

صلاة من الليتورجيا البيزنطية للروم الملكيين الكاثوليك:

نطلبُ أَيضاً لأجلِ أبينا ورئيسِ كهنتِنا المُوقَّر. وكلِّ إخوَتِنا بالمسيح

ولأجلِ كلِّ نفسٍ مسيحيّةٍ حزينة. محتاجةٍ إلى رحمة اللهِ ومعونتِه. ولأجلِ صيانةِ هذا البيتِ المُقدّسِ والسَّاكنينَ فيهِ

ولأجلِ سلامِ العالمِ أجمعَ واستقرارِهِ. وثباتِ كنائسِ اللهِ المُقدَّسة وخلاصِ وعوْنِ آبائِنا وإخوَتِنا الذينَ يتعبونَ ويخدُمونَ بغيرةٍ ومخافةِ الله

ولأجلِ الغائبينَ والمسافرين. وشفاءِ المبتَلَيْنَ بالأمراض

ولأجلِ مسامحةِ جميعِ آبائِنا وإخوَتِنا وغفرانِ خطاياهم

وتغبيطِ ذكرِ الذينَ انتقلوا بتقوى ورقدوا ههنا وفي كلِّ مكان

ولأجل إِعتاق الأسرى

ولأجل إخوَتِنا العاملينَ في الخِدَم. والذينَ يخدُمون. والذينَ خدَموا في هذه الكنيسة المقدسةِ

الشعب: يا ربُّ ارحَمْ (ثلاثاً).

الكاهن: نطلبُ أيضاً لأجلِ حكَّامِنا العائشينَ في حمَى الله. وعِزّهم ونَصرِهم. وتوطيدِهم وصحَّتِهم وخلاصِهم. ومُؤازرَتِهم في كلِّ عملٍ صالح

الشعب: يا ربُّ ارحَمْ (ثلاثاً).

الكاهن: نطلبُ أيضاً الرَّحمةَ والحياة. والسَّلامَ والعافية. وغفرانَ الخطايا والخلاص. لعبيدِ الله مُقدِّمِي هذه القرابين. والمُقيمينَ هذا العيدَ المُقدّس. وشفاءَ مرضاهم. وتوفيقَ الغائبينَ منهم. وراحةَ نفوسِ موتاهم

الشعب: يا ربُّ ارحَمْ (ثلاثاً).

الكاهن: نطلبُ أيضاً صِيانةَ هذه الكنيسةِ المُقدّسة. وكلِّ مدينةٍ وقرية. مِنَ المجاعةِ والوباءِ. والزلزلةِ والطُّوفانِ. والنَّارِ والسَّيف. وغاراتِ الأجانبِ والحرْبِ الأهلية وأن يكونَ لنا إلهُنا الصّالحُ والمحبُّ البشر غفوراً. عَطوفاً. سهلَ المصالحة. ويَردَّ عنّا كلَّ الغضبِ الثَّائرِ علينا. ويُنقِذَنا مِن وعيدِه العادلِ الدَّاهِم ويرحَمَنا

بين الأب وابنه

بين الأب وابنه
(كلمات أهديها إلى الآباء في عيدهم – من كتابي: “الله الذي في القبو”)

لوَلدكَ عالمٌ خاصّ به. له حاجاته، ما يُفرحه وما يُحزنه، ما يُغضبه وما يروق له. مختلفٌ عالمه عن عالمك. التربية الحقّة إنّما هي أن تصغي إلى ولدك، إلى حاجاته، وأن تُعيرَ انتباهًا إلى عالمه.

كثيرون يقولون: “وَلَدي مختلف عنّي، لا أدري من أين أتى بطبعه هذا!”. بالطبع ولدُك مختلف عنك. أنت تربّيتَ في زمانٍ ومكانٍ مختلفَين عن زمان ولدك ومكانه. أنت لك عقلك ومنطقك، وولدك له عقله ومنطقه. أهلُكَ غيرُ أهله. لذلك أصغِ إلى ولدك واحترِم حاجاته.

التربية الحقّة لا تتمّ بالفرض، بالأمر، بالإسقاط من علو إلى أسفل. ابنكَ ليس في الأسفل. إنّه مثلك، مُساوٍ لك في الجوهر والكرامة. روعةُ الثالوث عندنا نحن المسيحيّين هو أنّه تراتبيّةٌ وتَساوٍ في آنٍ معًا. الآبُ مصدرُ كلّ شيء، هو الأوّل، منه انبثق الابن، لكنّه والابن واحدٌ في الكرامة والجوهر والسيادة. نورٌ من نور. بنوّةٌ حقّة لأبوّةٍ حقّة. ما من استعبادٍ ولا استلحاق، بل تراتبيّة في المحبّة. “الله محبّة”، وعلى شاكلته يكون تعاملك مع ابنك: محبّة بمحبّة.

تريد أن تربحَ ابنَك، تنازلْ نحوَه. ابنُكَ مختلفٌ عنك، أَعِرْه أُذنَك، قلبَك، أحشاءك. تنازلْ نحوه لترفعه إليك. لا إليك فقط، بل إلى ما هو أرقى منك. هكذا تصرّفَ يسوع. كي يربحَ الخاطئ، تظاهرَ كخاطئ، مع أنّ لا خطأ فيه ولا خطيئة. في صفِّ الوافدين إلى نهر الأردنّ وقف، ليتقبّلَ من يد يوحنّا المعمدان “معموديةَ التوبة لمغفرة الخطايا” (مر 1: 4). أصبح واحدًا من الناس، تمامًا كما فعلَ قبل ثلاثين عامًا حين تجسّدَ بين الخاطئين. اصطفَّ بينهم، لكن من غير أن “يعترف بخطاياه” كما فعلَ الباقون. هناك بين الناس، سمعَ تأوّهَ الناس، أنصتَ إلى وجعهم وفرحهم، عرفَ كيف ينجرّون إلى الخطيئة ولمَ يشتاقون إلى التوبة… هكذا أنت: فَرِّغْ وقتًا لولدك، اسمع قصصَه ولو كانت مهترئة لا تَعنيك. أصغِ إلى تُرّهاته ومغامراته، إلى بطولاته مع رفاقه التي قد تجدها بلا قيمة… اسأله عن دروسه، ودَعْه يخبرك عن نظريّاته الجديدة حتّى لو بان لك أنّه يستصغرك. دعْ لكبريائه أن يظهر، هذا جزء من عنفوانك أنت.

وبعد أن تسمع، ابتسم. أَرِه الوهجَ في عينيك، الفرحة، دمعتَكَ إن نزلتْ دمعتُك. لا تَنقَدْ فورًا إلى تجربة إسداء النصائح، إلى لعب دَور الكبير، الفهيم، المسيطر. هذه تجربة! الله لا يعاملك هكذا. الله يصغي، وفي كثير من الأحيان يكتفي…. بابتسامة. ابتسامة فيها كلّ شيء، تُغني عن الكلمات، عن ألف نصيحة. ولدُكَ يحتاج إلى أُذنَي قلبك وحسب، فقط لا غير. إصغاؤك له قد يكون أنجع دواءٍ لوجعه.

وإن سألكَ رأيَك أو نصيحةً، فأعطِه. أرضُه، عندها، تكون مستعدّة لأن تتقبّل زرعَك، خصبةً لبذورك، عطشى لصوتك. مَن قال إنّ الولد يرفض السلطة ويأبى الطاعة؟ مخطئ مَن نادى بهذا. يسوع أطاع أباه والتَذَّ بالطاعة. قالها بوضوح: “طعامي أن أعمل بمشيئة مَن أرسلني” (يو 4: 34). وفي مكان آخر قال: “ما نزلت من السماء لأعمل بمشيئتي، بل بمشيئة مَن أرسلني” (يو 6: 38). وقال أيضًا: “أحفظُ وصايا أبي وأثبتُ في محبّته” (يو 15: 10).

إن كانت سلطتُك على ابنك تُمارَس في المحبّة، فهي تنزل عليه أطرى من طَلِّ الصباح. لا تنسَ أنّ كلّ سلطان إنّما هو من فوق، من العلاء من عند الله. المحبّة لا تُلغي السلطة، بل تدعمُها. والسلطةُ لا تتنافى مع المحبّة، بل تمنعها من الانزلاق في مهاوي الميوعة. السلطة بلا محبّة تجبُّرٌ، والمحبّة بلا سلطان ميوعة.

في الإنجيل أمثولةٌ بليغة في ممارسة الأبوّة: أبٌ له ابنان. أرادَ الصغير أن يرث أباه وهو بعدُ حيّ، ويرحل. فأطلَقه الأبُ ولم يعترض. تُرى لماذا قَبِلَ؟ لماذا لم يعترض ولم يَردعْه عن الرحيل؟ لأنّه احترم حرّيّة ابنه، ولم يستسلم فورًا للذّة ممارسة السلطة وشهوة إسداء النصائح. تركَ ابنَه يعبّر عن نفسه، مع أنّه كان يدري أنّ ابنَه يسير على طريق الخراب. تركه يسافر، ومضى ينتظر عودته. مضى يمارسُ أُبوّته بنحوٍ آخر: في الانتظار، في الصمت المؤلم، في الشوق المُذيب. لماذا هذا الخيار القاسي؟ لأنّه يعرف ابنَه، يعرف أنّ في ابنه قبسًا منه، شيئًا من أبوّته. قبل أن يرحل ابنُه، يقول النصّ: “وقسم مالَه بينهما”. ما قسمَه ليس ماله، بل “حياته” (bios)، بحسب ما جاء في النصّ اليونانيّ الأصليّ. الأب، عندما يعطي، إنّما يورث حياةً لابنه، فلذةً من فؤاده، قطعةً من جوهره. هذه التَـركة، إن لم تَينَع فورًا، الآن وهنا، فلا بدّ من أن تؤتي ثمارًا يومًا ما. تذكّر: التربية اختبارٌ لصبرك، جلجلة طويلة.

في اللغة، هناك فرقٌ بين “الولد” و”الابن”. الولد هو من تَلدُه في الجسد، والابن هو من ينتجُ عن أبوّتك. في البنوّة رُقيٌّ أرفع من الإيلاد. رَبِّ ولدَك كي يصبح ابنًا لك، على مثال “الابن” الأوّل يسوع المسيح. وأنت، رَوِّض ذاتَكَ كي تصبح أبًا، لا والدًا فحسب.

المطران ميلاد الجاويش