Dimanche, octobre 26, 2025
No menu items!

"Mes moutons entendent ma voix,
et je les connais, et ils me suivent. "
Jean 10:27

Home Blog Page 4

من أقوال القديس بادري بيو

من أقوال بادري بيو

“إن العالم يمكنه أن يستمرّ حتى بدون شمس لكنّه لن يدوم بدون أفخارستيّا”

قال يوماً لأحد أبنائه الروحييّن: “في مركز حياتك يجب أن يكون هناك مذبحٌ وكرسي اعتراف وكلّ ما تبقّى لا يفيد بشيء”

“لنكن ساهرين ولا ندع العدوّ الشرّير يشقُّ طريقاً الى نفوسنا مفسداً هيكل الروح القدس … لنتذكر دائماً أننا بالعماد أصبحنا هياكل الله الحيّة وفي كلّ مرة نوجّه نفوسنا نحو العالم والشيطان والجسد التي كفرنا بها في العماد ندنّس هذا الهيكل المقدّس”

إن فعل حبّ واحداً تقوم به في زمن الجفاف يساوي أكثر من مئة فعل تنجزهم في زمن الحنان والتعزية”

بماذا امتاز القديس بيّو؟

بماذا امتاز القديس بيّو؟

 حمل جراحات السيد المسيح مدة خمسين عاماً
الرؤية الواضحة والتمييز أي قراءة الضمائر
نعمة الإنتقال من مكان إلى آخر دون أن يبرح مكانه
العجائب العديدة وهو حيّ
الروائح الذكيّة
التكلّم فقط باللغة الإيطالية وكل الملل تفهم عليه
الجلوس في كرسي الإعتراف كل يوم أكثر من ١٨ ساعة
الاحتفال بالذبيحة الالهية كل يوم وكانت مدتها تفوق الثلاث ساعات
تأسيس جماعات الصلاة التي انتشرت في جميع أنحاء العالم
تأسيس مستشفى “تخفيف الآلام” ويُعدّ من أكبر دور الاستشفاء في اوروبا

كان يصلّي باستمرار مسبحة الورديّة مصلّيًا ومتأمّلاً مع مريم كلّ سرّ من أسرار حياة يسوع، كان يتلو على الأقل خمس ورديّات في النهار ولقد مات وهو يتلو المسبحة. وهذا وصف للحظات الأب بيّو الأخيرة كتبها أحد الأطباء الذين حضروا قرب فراش نزاعه ويدعى “تيرومينتسو”: كان يمرّر حبّات المسبحة بين أصابعه ويحرّك شفتيه مجيبًا على الصلاة حتّى آخر لحظة وعي
ولم يكن الأب بيّو يتردّد أن يطلب من بناته الروحيّات صلاة عدّة مسابح في اليوم

:من أقواله
“ليكن سلام المسيح معك
“اذا كنت في حالة ألم أو غبطة
حزن أو فرح
اذا كنت متوحداً او مع الجماعة
لا تنسَ أنّ الله يحبّك
يساعدك ويمشي إلى جانبك

أحبّه أنت أيضاً
تشجّع! فيسوع يعتني بكلّ شيء”

تساعية القدّيسة تقلا الشهيدة

تساعية القدّيسة تقلا الشهيدة

:‎اليوم الأول
‎باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
‎أيّها الآب الحقّ القدّوس، الاله الحقيقي وحدك، مُبدعُ السماءِ والأرض، ملكُ الدُّهور، ومانحُ القداسة؛ الحنونُ، العطوفُ
غافرُ الخطايا، الذّي يُقدّسُهُ السّرافونَ القديسون، ويشكُروهُ البشر الأرضيون ويسجدون له ويمجّدونه
‎انك القدّوس الكليُّ القدرة، يا من صنعت الانسان من تراب، ومنحتَهُ التنعُّم بالفردوس
‎يا واهِبُ النّعم والقوّة والشجاعة والقداسة للشهداء الذين أرضوكَ، وحملوا نيرَ ابنك الحبيب ربنا يسوع المسيح
‎نُقدّم لك أنفُسنا في هذه التساعية ونطلب من جودِك هذه النعمة التي نحنبحاجة اليها (…..)، بشفاعة القديسة تقلا أولى الشهيدات، فاستجِبنا،                                                                                              ولا ترُدّنا خائبين لنُشيد معها بحمدك ونشكر رحمتك الى الأبد.آمين

‎(الأبانا والسلام والمجد مرة واحدة)

:‎اليوم الثاني
‎باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
‎أيها المسيح الهنا، ابن الآب الأزلي، أنت الذي افتديتنا بموتك حرّا على الصليب وأنت البريء القدوس
يا من قربت نفسك الى والدك قربانا شهيّا، ودفعت ثمن خلاصنا: آلامك المحيية، ودمك الطاهر، وجسدك الأقدس
وأحييتنا بقيامتك، ووهبت قديسيك نعمة مشاركتك السرية والمؤلمة في استحقاق ثمار الفداء والخلاص
‎لقد أنعمت على القديسة تقلا بأن تكون أولى شهيداتك، فزهدت في الدنيا، واستخفّت بآلات التنكيل والموت
لا سلاح لها الاّ ايمانها بك واتكالها عليك وحبها لك، فكانت وسط النار والأسود والحيات والثيران
سالمة من كل أذى وضرر، تمجّدك وتهتف بقدرتك اللامتناهية
‎نسألك، بشفاعتها المستجابة لذيك، أن تهبنا النعمة التي نحن بحاجة اليها (….)، فنشكرك ونمجدك معها كل أيام حياتنا الى الابد. آمين
‎( الأبانا والسلام والمجد مرة واحدة)

:‎اليوم الثالث
‎باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
‎أيّها الروح القدس، الرّب المحيي، بك ندعو الآب أبانا، يا من حللت على الرسل ومنحتهم قوة الشهادة، فبشّروا العالم بالخلاص
‎أنت الذي قويت الشهداء القديسين فلم يضعفوا أمام الولاة والحكام، واحتملوا العذاب ولم ينكروا المسيح الرب، يا مكلل الأبطال الذي يفرح بعيدهم، يا من سكنت قلب القديسة تقلا فأضرمتها بحب الفادي الالهي، وقويتها ورفعتها في البيعة مثال المحبة والايمان، فصارت قدوة في اتباع المسيح ونشر تعاليمه المقدسة
‎نسألك يا روح القدس، أن تسكب في نفوسنا نعمة الشهادة الحقّة، فندرك عظم محبة الله لنا، وتمنحنا بشفاعتها النعمة التي نلتمسها منك (…)، لنشكرك ونسبحك معها الى الأبد. آمين
‎( الأبانا والسلام والمجد مرة واحدة)

:‎اليوم الرابع
‎باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
‎أيتها العذراء مريم أم الله الكلية القداسة،يا ابنة الأب القدوس، وأم الابن الوحيد، وعروس الروح القدس، المباركة بين النساء، يا سماء أشرق من حشاك مخلّص العالم، ربّنا يسوع المسيح
‎يا أمّنا و شفيعتنا، يا ملكتنا السماوية ومرشدتنا الى الحق والحرية والسعادة، وطريقنا الى الفرح الحقيقي، أفيضي علينا بركات السماء، تحنني على ضعفنا، احفظينا من كل ضرر نفسا وجسدا.
‎يا مريم البتول، يا من بصلواتك المقبولة لدى الله، كنت سندا للشهداء والقديسين في ثباتهم وتضحياتهم
‎نسألك يا أمنا بشفاعة القديسة تقلا، أولى الشهيدات، ان تفيضي علينا النعمة التي نحن بحاجة اليها (….) وتشفعي بموتانا وتباركي حياتنا لنعمل ارادة ابنك يسوع كل الأيام الى الأبد. آمين
‎(الأبانا والسلام والمجد مرة واحدة)

:‎اليوم الخامس
‎باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
‎أيتها القديسة تقلا، يا رسولة المسيح الى أرضنا، لقد جذبك اليه بطريقة عجيبة، فتركت أهلك وشعبك ووطنك، وطفت تبشرين بكلمة الحق والحياة، تزرعين الفرح الذي تعيشينه أينما حللت، يا من جعلت محبة يسوع محور حياتك، فجعل من قلبك التقي مسكنا وعرشا مباركا، فاتحدت به مرددة مع القديس بولس: لا أعرف يسوع الا مصلوبا، فصرت بنعمته منارة ومثلا حيا لكل من تبع المسيح وحمل صليبه
‎نسألك أن تتحنني على الذين يتألمون في أجسادهم وأرواحهم، والذين هم في يأس وضيق، واشفعي لعالمنا الضائع
‎استجيبي صلواتنا في هذه التساعية، فننال بشفاعتك الننعمة التي نحن بحاجة اليها (….)، لنعيش المحبة الصادقة ليسوع ربنا ونشيد معك بمجده الى الأبد. آمين
‎(الأبانا والسلام والمجد مرة واحدة)

:‎اليوم السادس
‎باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
‎أيتها القديسة تقلا، يا من تبعت المسيح وخققت الحب الأكبر بتضحياتك واحتمالك صليب الاستشهاد مرّات عديدة
‎قوّاك الرّب فتحدّيتِ الولاة والحكّام وكل سلطانهم، ولم تخافي قتل الجسد، بل شخصتِ بقلبك وروحك الى الملك السماوي عريسك الالهي، ولم يثنكِ عن حبّ الصليب أي عذاب، فكان استشهادك المحبب على قلبك جسر عبورك من دنيا الشقاء الى عالم البقاء، ونهلت من نبع الحياة، فصرت ينبوع نعم وبركات لكل من يطلب شفاعتك
‎اليكِ يا شفيعتنا الحبيبة نبتهل قائلين، صلّي عنّا الى المسيح يسوع فاديك الذي زيّنك باكليل الشهادة، ليستجيب سؤلنا بحنانه، ويهبنا بشفاعتك النعمة التي نحن بحاجة اليها (….)، فنشيّد بحمده وشكره الى الأبد. آمين
‎( الأبانا والسلام والمجد مرة واحدة)

:‎اليوم السابع
‎باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
‎أيتها القديسة تقلا، يا شهيدة المحبّة، لقد آثرت الرب يسوع على كل شيء، وما شُغِفَ قلبك يوماً الا به، فجعلتِ انجيلهُ وأسرترهُ المقدّسة محور حياتك
‎لقد احتملت الضيق والعذاب بصبر وفرح، فأدهشت الجميع بقوة ايمانك وثباتك وتعلّقك بسر المحبّة الالهية، فبلغتِ ملء العطاء دون رجوع. ولم يفصلك عن محبته أي شيء: لا موت، لا سيف، لا نار، ولا تعذيب، لا سلاطين، ولا ملوك، استطاعوا أن يبعدوك عن حب المسيح الهك
‎أطلبي لنا أن نسير على خطاك في محبة الكنيسة وخلاص النفوس، علمينا أن نصلي على مثالك، واذكرينا أمام الصليب
‎نسألك يا شفيعتنا، أن تباركي أهالينا وبيوتنا وأولادنا، أنيري دروب الشبيبة ليجددوا ايمانهم وثقتهم بالرّب الحاضر دوماً في حياتهم، وأن يجعل من قلوبهم ملكوتا له، فيكونوا شهودا له في العالم، وامنحينا النعمة التي نحن بحاجة اليها (….) لنمجد الرب معك الى الأبد. آمين
‎( الأبانا والسلام والمجد مرة واحدة)

:‎اليوم الثامن
‎باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
‎أيتها القديسة تقلا، يا من هِمتِ من المصلوب، فأعطاكِ مهر العُرس استشهادا، وصرت معه بملء ارادتك قربانة حية
‎لقد ملأ الرّبُ روحك محبة وعفة وقداسة، وغمر قلبك رجاءً وفرحا وسلاما، فقدّمت له ذاتك فرحة مرددة مع القديس بولس: لست أنا التي تحيا بل المسيح هو الحي فيّ
‎لقد عظُم الرّبُ بكِ، اذ اتكّلتِ على ارادته المقدّسة، فصانك وحفظك بقوة روحه القدوس من كل أذى، ووهبك المجد والسعادة الأبدية
‎نسألك أن تساعدينا في احتياجاتنا، وتستجيبي صلواتنا، وتشفي مرضانا، وتمنحي بلادنا الخير والسلام والازدهار، وتحمينا من مكايد الشرير، وتشفعي بموتانا وتمنحينا النعمة التي نحن بحاجة.  اليها (….) لنؤهل معك ومع البتول مريم أم الله أن نمجد الثالوث القدّوس الى الأبد. آمين
‎( الأبانا والسلام والمجد مرة واحدة)

:‎اليوم التاسع
‎باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
‎أيتها القديسة تقلا أولى شهيدات المحبة الالهية، يا عروسة نقية للفادي الالهي، وشريكة الرسل في البشارة بكلمة الحياة والخلاص، يا عنوان الأمانة ومثال التضحية، يا حبيبة المصلوب
‎لقد مشيت درب العذاب شاخصةً بعينيك الى المتألم، وبذلت ذاتك على مثال معلمك الالهي فداءً وحبّا، وأنت ترددين مع القديس بولس: اننا من أجلك نماتُ النهار كله، وقد حُسبنا مثل غنم للذبح، ولكننا نغلبُ بالذي أحبّنا
‎لقد عرفت أن الغلبة هي بمحبة المسيح ابن الله مخلص العالم وحمل صليبه
‎لقد وهبك الرّب بفضل صبرك على المحن، وايمانك به واتكالك عليه، أن تتخطي الزمان والمكان، فظللتكِ قيامتهُ، ومن يده نلت اكليل المجد والحياة
‎لذا، نسألك يا شفيعتنا القديرة، أن تكوني لنا معينة، ولا تهملينا، تحنني علينا فنزداد ثقة برحمة الرب وتسليما لعنايته الالهية، وننال النعمة التي نحن بحاجة اليها (….)، فما من أحد التجأ اليك وعاد خائبا
‎أهلينا أن نرفع المجد معك للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الى الأبد. آمين
‎(الأبانا والسلام والمجد مرة واحدة)

: صلاة الشكر 
‎أيتها القديسة تقلا، يا معلمة الأجيال حب التفاني والإخلاص، وأن طريق الشهادة وبذل الذات لأجل الرب، هي طريق المجد والسعادة الحقّة، لن ننسى كل حياتنا مدى عنايتك واهتمامك بنا
‎نشكرك من كل قلوبنا على النعم التي ننالها من الرب يسوع بشفاعتك، رغم عدم استحقاقنا، ولكننا نسأل الرحمة الإلهية بشفاعتك: غفرانا لخطايانا ووعياً تاما لارادة الرب فينا، لندرك على مثالك أن يسوع هو طريقنا إلى الآب السماوي، فيكون هو الأول في حياتنا، رجاءنا وبلسم جراح نفوسنا وأجسادنا.
‎وبصلواتك نزداد فرحاً في عيالنا، وقداسة في نفوسنا، وتنتعش قلوبنا بفيض حياة جديدة وحب جديد ليسوع ربّنا ولوالدته مريم العذراء الكلية القداسة، ونرفع المجد والشكر الى الثالوث القدّوس الذي أعلاك وكلّلك أولى شهيدات المحبة الإلهية في الكنيسة الى الأبد.

آمين

كلمات يسوع السبع على الصليب

كلمات يسوع السبع على الصليب

هل هناك حب أعظم من الحب الذي أحبّنا إياه السيّد المسيح؟؟؟
تعالوا نتأمّل اليوم في كلماته الأخيرة على الصليب فنعرف كم أحبنا وكم كان حبّه عظيم، أحبنا حتّى الصليب والموت

ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ الأﻭﻟﻰ
“ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ‌ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ”
( ﻟﻮﻗﺎ 23: 34)

ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
“ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ: ﺇﻧﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ”
( ﻟﻮﻗﺎ 23: 43)

ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﻗﺎﻝ لأ‌ﻣﻪ: “ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﻫﻮﺫﺍ إﺑﻨﻚ” ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺘﻠﻤﻴﺬ: “ﻫﻮﺫﺍ ﺃﻣﻚ”
( ﻳﻮﺣﻨﺎ 19- 26ﻭ 27)

ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ
“ﺇﻟﻬﻲ ﺇﻟﻬﻲ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻛﺘﻨﻲ؟”
(ﻣﺘﻰ 27: 46)

ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ
(” ﺃﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎﻥ” (ﻳﻮﺣﻨﺎ 19: 28

ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ
(“ﻗﺪ ﺃُﻛﻤِﻞ” (ﻳﻮﺣﻨﺎ 19: 30

ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ
“ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ، ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻚ ﺃﺳﺘﻮﺩﻉ ﺭﻭﺣﻲ”
( ﻟﻮﻗﺎ 23: 46)

هل من أحد غير المسيح أحبّنا حتى الصلب والموت؟؟؟

لقد غفر لصالبيه ومضطهديه وهو في ذروة ألمه وعذابه… طلب ماءً فأعطوه خلّاً

إن صراخه في ساعة الموت بصوت عظيم دليل على أنّ له قوة أخرى فوق كل قوة الناسوت !!
إنه دليل على لاهوته، إنه أيضاً خير دليل على انتصاره،
لأنه بالموت داس الموت وقهره. هذه الصرخة زعزعت الشيطان وقهرته
إنّ موت السيّد المسـيح كان نصراً للفادي الذي استطاع أن يُخلـّص العالم كلّه ويسحق رأس الحية. آمين

تذكار القدّيسَين المجيدَين يواكيم وحنّة

 

تذكار القدّيسَين المجيدَين يواكيم وحنّة

(٩ أيلول)

هما جدَّي الإله ووالدَي والدة الإله القدّيسة مريم العذراء
يواكيم وحنّة كانا بارَين أمام الله، نقييّ القلب، محافظين على وصاياه، وقد اشتهرا عند الجميع بتواضعهما
يواكيم إسم عبري من كلمتين: “يهوه” وفعل “خيّم” الذي يأتي بمعنى نصب خيمته وأقام مسكنه، وأيضًا أقام أسسًا وعمرانًا
حنّة زوجته اسمها هو أيضًا عبري ومعناه الحنان والرأفة والنعمة. وهو في العبرية شانا، تمامًا كما صرخ الشعب اليهودي للرّب يسوع في دخوله أورشليم: هوشنا أي “يهوه”خلّصنا وترأف وتحنّن علينا”
‎كان القدّيس يواكيم من الناصرة من ذرّية داود والقدّيسة حنة من بيت لحم من سبط يهوذا. وكانا بارَّين سائرَين في شريعة الرب، متحدَين قلباً واحداً مضطرماً بمحبة الله والقريب، عائشَين بالصلاة والتأمل، ينتظران مجيء مخلّص العالم. لكنهما كانا حزينَين لانهما طعنا في السِّن ولم يرزقا ولداً. واخذا بالتضرع الى الله كي يرزقهما ولداً يكرِّسانه لخدمته تعالى. فاستجاب صلاتهما
‎وولدت حنّة مريم العذراء ولمَّا بلغت العذراء الثالثة من عمرها، قدماها الى الهيكل وصرفا حياتهما بالصلاة والتأمل. وصار يواكيم ابن ثمانين سنة وتوفي بشيخوخة صالحة بين يدي حنة، وابنته مريم. امّا حنة فعاشت حتى حظيت بمشاهدة الطفل يسوع ثم رقدت بسلام ولها من العمر تسع وسبعون سنة.
‎إن يواكيم وحنَّة قد أُطلقا من عار العقر، وآدم وحوَّاء قد أعتقا من فساد الموت، بمولدكِ المقدس أيتها الطاهرة، فله أيضاً يعيّد شعبكِ، إذ قد تَخلَّص من وصمة الزلاَّت، صارخاً نحوكِ، العاقر تلد والدة الإله المغذية حياتنا
‎إذ أننا معيدون لتذكار جدَّيك الصدّيقين، فبواسطتهما نبتهل إليكَ يا رب أن تخلص نفوسنا  قنداق باللحن الثاني إن حنَّة تُسَرّ الآن إذ انحلَّت من قيود عقرها، وتغذّي الكلية الطهارة داعيةً الكل لتسبيح الذي منح الأنام من حشاها، مَن هي أمٌّ وغير عارفة رجلاً

]]>

عيد ميلاد مريم العذراء

عيد ميلاد مريم العذراء

ميلاد مريم العذراء غيّٓر وجه الأرض المشوه بالخطيئة، وحوّل تيار التاريخ. وبواسطة هذا الميلاد، أعاد الله، الرب الخالق للخليقة رونقها وبهاءها الأصليين. وكان هذا الميلاد صفعة بوجه البشرية المتدنيّة، فلم تستطع الخطيئة ونتائجها، من الكراهية والبغض والشهوة والأنانية، السيطرة على مريم، فحُبِل بها بلا خطيئة أصلية. فاستمتعت مسبقاً بإنعام المسيح الفادي الخلاصية

والله الآب أدهش بإختياره العذراء مريم “أُمّاً” لإبنه الوحيد، وبميلادها العجيب، الشعب المختار وخاصة رؤسائه، المتشرد بفلسفات مختلفة، والبعيدة كل البعد عن منطقه الإلهي، ودعاه للرجوع إلى أصالته: “من أجل قساوة قلوبكم، سمح لكم موسى في طلاق نسائكم، ولم يكن الأمر منذ البدء هكذا” (متى ١٩: ٨

واختيار الله الآب مريم العذراء من بين بنات جنسها، الغير المدّنسة، والتي عاشت ببساطة قروية، وعملت بوداعة ابناء الله. وعند إنتهاء ازمنة الإنتظار: “أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل اسمها الناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داؤد، اسمه يوسف، واسم العذراء مريم، فدخل إليها فقال: افرحي، أيتها الممتلئة نعمةً، الرب معكِ” (لوقا ١: ٢٦-٢٨

بالميلاد، العجيب بنوعه، قلب المسيح المفاهيم، مُفتشاً لميلاده مكاناً في مدينة صغيرة لا في القصور، واختار ابنة من بيت متواضع، لا ملكة أو أميرة: “وانتِ يا بيت لحم، أرض يهوذا لستِ أصغر ولايات يهوذا، منك يخرج الوالي الذي يرعى شعبي إسرائيل” (متى ٢: ٥). ولمًا ظهر لها، سيد السماء والأرض، لم يفرض إرادته عليها، بل اقترح عليها ما كان مزمعاً القيام به، وانتظر موافقتها “ها أنا أمة الرب فليكن بحسب قولك”

فالمحبّة لا ترغم ولا تجبر أحداً، بل تجذبه إليها. والمحبة لا تُكبّل أحداً، بل تحرره من كل ما يستعبده. والمحبة لا تعمل بالغوغاء والفوضى، بل تُبدع بالهدوء والصمت

وميلاد العذراء مريم أصبح أيضا ميلاداً لعقلية جديدة. لأن المحبة تحث على الإدراك والمعرفة الكاملة والحقيقية. ولمّا سمعت مريم سلام الملاك، وادركت جوهر رسالته وإرادته الإلهية، ادركت بوضوح كلّي، اقتراحه بكل جوانبه ومتطلباته. وبكل مسؤولية أعطت موافقتها لدعوته تعالى، فانسجمت معها والتزمت بها، رغم أنّ الطفل “جُعل لسقوط كثير من الناس وقيام كثيرٍ منهم وآيةً معرّضة للرفض. وانت سينفذ سيف في نفسك لتنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة” (لوقا ٢: ٣٤-٣٥

وأصبح ميلاد العذراء مريم، ميلاد حياة جديدة. فبينما كان الكبار والوجهاء يترقبون من الجميع، والتكريم من الصغير والكبير، والطاعة من عامة الشعب، والخدمة من الخدم… وأتت العذراء مريم لتقلب هذه المعتقدات. فها هي التي بعدما سمعت من الملاك خبر نسيبتها اليصابات المفاجئ: “ها إنّ نسيبتك اليصابات قد حبِلت هي ايضاً بإبن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي تدعى عاقراً. فما من شيء يعجز الله”… “قامت مريم فمضت مسرعة إلى الجبل إلى مدينة في يهوذا، ودخلت بيت زكريا، فسلّمت على اليصابات” (لوقا ١: ٣٦-٤٠

مريم العذراء، كانت تدرك كل الإدراك عظمتها، فاعترفت أنّ كل شيء هو من الله: “تعظّم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلّصي لإنه نظر إلى تواضع أمته. سوف تهنئني بعد اليوم جميع الأجيال لأن القدير صنع إليّ اموراً عظيمة” (لوقا ١: ٤٧-٤٨

بميلادها المجيد، فتحت مريم البتول صفحة جديدة في تاريخ البشرية: “ظهر المسيح فيما بيننا وهو الجالس هنا على الهيكل. سُمع صوت السلام، وأُعطيت القبلة المقدّسة، واضمحلّت العداوة وشملت المحبة كل واحد” (من الليتورجية الأرمنية

ميلاد مريم العذراء على الأرض، مروراً بمراحل هذه الحياة الفانية، والمتجوهرة بأتون صعوبات العمر، يصبح حياة ممجّدة وأبديّة بانسجام كلّي مع حياة الثالوث الأقدس وفيها. ومريم العذراء، هي بيت القربان الحقيقي، حيث مكث المسيح الإله المخلّص تسعة أشهر، ولم تكن يوماً انانية باحتفاظها كنزها لنفسها فقط. بل ذهبت به كنور للعالم المظلم بالمادة، ومحبة منفتحة على البشريّة العمياء بانانيتها. وجودها كله وجد معناه في المسيح ومعه. همُّها الأوحد والوحيد هو اعطاء المسيح لكل واحد منا ولجميع الناس، لأنه هو: “الطريق والحق والحياة”

وكل ثانية من حياة مريم العذراء، كانت تشتعل بمحبة الروح القدس ونوره المضيء على طرقها المؤديّة إلى السعادة الأبدية. وكانت كل حقبة من حقبات عمرها على الأرض، إيماناً حياً ورجاءً وطيداً ومحبةً متأججة. فما كان منها إلاّ أن بثّت هذه المحبة وهذا النور وما زالت في قلوبنا المتعطّشة لشفافية أبناء الله. ومريم البتول آمنت بالله القدير ووضعت كل آمالها به: “مباركةٌ أنت في النساء! ومباركةٌ ثمرةُ بطنكِ!” (لوقا ١: ٤٢

هذه النعمة لم تجعل من حياة العذراء مريم بعيدة عن المتاعب والمصاعب والمحن والجلجلة التي كان بإمكانها تحويل العذراء مريم عن صوابها وعن هدف حياتها. فتصديها لكل هذه العراقيل كُلّل بفرح الإنتقال إلى السماء بنفسها وجسدها، لتُنصّب ملكةً على السماويين والأرضيين. ومن سمائها تراقب حياتنا وتقدّم لنا ابنها مصدر حياتنا المسيحيّة ونهايتها

أيتها العذراء مريم، أمّ الله وأُمّنا! أعطنا ابنٓكِ، نوراً لدربنا في وادي الدموع، واجعلي من هذه الدموع، إبتساماتِ إيمان ورجاء ومحبة. تشفعي لأجلنا لنكون في حياتنا، هياكل حيّة، نحملُ للعالم البائس واليأس، المُخلّص الحبيب يسوع المسيح

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

]]>

‎القدّيسة الأمّ تريزا دي كالكوتا

‎القدّيسة الأمّ تريزا دي كالكوتا

(عيدها في ٥ أيلول)

ولدت أغنس، وهذا إسمها الأول، في ٢٦ آب من العام ١٩١٠ في بلدة سكوبيه في مقدونيا في عائلة من أصل ألباني. وفي عمر ١٢ سنة اكتشفت دعوتها، في أن الله يريد منها أن تعطي حياتها له، وفي عمر ١٨ سنة تركت عائلتها لتنخرط في رهبانية لوريتو، وهي جمعية إرلندية المنشأ تعمل في الأساس في الهند
وقد أعلنت نذورها الرهبانية في ٢٤ أيار عام ١٩٣١ وقضت السنين الأولى تعلّم في مدرسة القديسة مريم. وفي ضواحي مدينة كالكوتا

في مركز الفقر والألم، سمعت الأم تريزيا نداء لأن تكون واحدة من الفقراء ومتحدة معهم، وهناك بدأت مدرسة في الهواء الطلق
في العام ١٩٥٠ حصلت على الإذن من الفاتيكان لتأسيس جمعية أبرشية هدفها الإهتمام بجميع المرذولين والمتروكين في المجتمع، والذين بسبب ذلك يتألمون كثيراً جسدياً وعاطفيا. وهكذا تم تأسيس جمعية مرسلات المحبة. فافتُتح أول مركز للمنازعين عام ١٩٥٢ وفي الأعوام التي تلت ٢٩٧٠ وبسبب إزدياد عدد البالغين والأطفال المتروكين، افتتحت الجمعية العديد من البيوت للبرص، والملاجىء للأيتام ومراكز مجانية في معابد ومخازن مهجورة. ثم ما لبثت أن انتشرت أعمال مرسلات المحبة بعد عشرة سنوات في أرجاء العالم الواسع ومنها أستراليا، أوروبا، أفريقيا، الولايات المتحدة والشرق الأوسط
وفي العام ١٩٩٦وصل تعداد بيوت هذه الجمعية الإرسالية إلى ٥١٧ بيتاً ومركزاً في أكثر من مائة دولة في العالم. نالت الأم تريزيا جائزة نوبل للسلام عام ١٩٧٩ وقد استعملت هيبتها لكي تجلب إنتباه العالم إلى مسائل أخلاقية وإجتماعية هامة جداً. واعتبرت أن مشكلة الفقر لا تكمنُ فقط في الحرمان، بل أيضاً في عدم التعرّف على حب يسوع
بعد تعرضها لسكتة قلبية أولى عام ١٩٨٣ ضعفت صحتها وتدهورت بشكل خطير إبتداء من العام ١٩٩٥ ، ثم بعد إصابتها بالملاريا وتوقف القلب، تركت مسؤولياتها على رأس الجمعية في آذار ١٩٩٧ ثم توفيت في ٥ ايلول ١٩٩٧ أي قبل أسبوع فقط من عيد ميلادها الـ ٨٧

تُعتبر الأم تريزيا من كالكوتا للكثيرين الوجه الأنثوي للكنيسة الكاثوليكية المُعاصرة. حيث وضعت نفسها في خدمة أولئك الذين همشهم المجتمع، الأفقر بين الفقراء، وقد ترجمت الأم تريزيا الحب إلى أعمال. فبسخاء الروح استطاعت أن تجلبَ العديد من الأشخاص إليها، تابعين طريقها، وألهمت الشباب في العالم لأن “يحبوا حتى الألم”، وأن يضعوا بالتالي خطواتهم مع خطوات يسوع، مُضحّين بحياتهم من أجل الآخرين. هكذا لم تعرف الأم تريزيا حُدوداً لحب المسيح، وقد عبّرت عن ذلك بنفسها في تكرّسها الكامل لأفقر الفقراء

لتكن صلاتها معنا

عيد ميلاد والدة الإله الفائقة القداسة والتطرق لعقيدة الحبل بلا دنس في نظر الكنيسة الكاثوليكية و الأرثوذكسية

تمّ تنقيح النص مع تصحيح علامات الترقيم فقط، وإزالة كل التنسيقات الغامقة:

عيد ميلاد والدة الإله الفائقة القداسة والتطرّق لعقيدة الحبل بلا دنس في نظر الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية

عندما نتطلع إلى حياة العذراء القديسة مريم ونتأمل بسيرتها الطاهرة، لا بد أن نستند إلى أسفار الوحي الإلهي وما تركه لنا آباء الكنيسة من دراسات واسعة في تفسير الكتاب المقدس، فبحسب تعاليم هؤلاء الآباء أن عشرات النبوات التي أعلنها الوحي الإلهي ودُوّنت في الأسفار النبوية في العهد القديم قد تمت في العذراء مريم، كما أن الآباء رأوا في بعض شخصيات الكتاب المقدس وحوادثه رموزاً وإشارات إليها.
فهي المرأة المقصودة بوعد اللـه تعالى للإنسان بالخلاص بقوله تعالى: «ونسـل المرأة يسحق رأس الحية» (تك 3: 15)، ونسلها المسيح يسوع الذي حُبل به فيها من الروح القدس وليس من زرع رجل. وهي حواء الجديدة، كما أن ابنها المسيح هو آدم الجديد. وإذا كان اللـه قد أخذ ضلعاً من جنب آدم وصنع منه حواء المرأة الأولى، ففي تجديد الخليقة ولد الإله المتجسد وهو آدم الثاني من العذراء التي هي حواء الثانية. وهي العذراء التي قال عنها النبي إشعيا (القرن الثامن ق.م) نبوته الشهيرة: «هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل» (إش 7: 14)، الذي تفسيره «اللـه معنا» (مت 1: 23). وقد تناول الآباء بكتاباتهم هذه النبوات والرموز والإشارات وضمّ بعضها إلى كتب الصلوات.
كما أطلق الصديقون الأولون على مريم ابنة داود، العذراء القديسة، أسماء جميلة وبهية؛ فحزقيال ابن السبي سمّاها «باباً مغلقاً»، وسليمان دعاها «جنة موصدة وينبوعاً مختوماً»، وداود دعاها «مدينة نبت فيها المسيح عشباً»، دون زرع، «وصار مأكلاً للشعوب»، وفي يوم ميلاده حررنا من اللعنة.

«إنَّ العوسجة التي رآها موسى على جبل سينا ترمز إليكِ، أيتها العذراء القديسة؛ فالعوسجة تمثل جسدكِ المقدس، وأوراقها التي لم تحترق ترمز إلى بتوليتكِ، والنار التي في العوسجة ترمز إلى اللـه الذي حلَّ فيكِ.»

«إنَّ المركبة التي رآها النبي المختار حزقيال لا تطال جمالكِ؛ فالحيوانات المشدودة إليها والكاروبيون يباركون. وصور الوجوه الأربعة، أي صورة الأسد والثور والنسر والإنسان، يختلف بعضها عن بعض. أمّا ركبتاكِ، أيتها الأم المباركة، فقد صارتا له مركبة، وذراعاكِ صارتا له عجلة، وفمكِ يرنّم المجد.»

«لقد رمز إليكِ موسى بالعليقة (يا مريم)، ورمز إليكِ أبوكِ داود بتابوت العهد، وجدعون بالجزة، ويعقوب الصدّيق بالسلم الذي ارتقى به الجنس البشري إلى السماء.»

«طوباكِ يا مريم، فإن تابوت العهد الذي صنعه موسى كمثال يرمز إليكِ بصورة سرية؛ فقد احتوى اللوحين اللذين كتبهما اللـه، وأمّا أنتِ يا مريم فقد حويتِ خبز الحياة الحقيقي.»

«لقد رمزت إليكِ الصخرة التي نبعت منها الأنهر في البرية، أيتها البتول القديسة؛ فقد أشرق منكِ للعالم ابن اللـه الذي هو صخرة الحق، على حد قول الرسول بولس. أيتها العذراء الممتلئة فتنة، عنكِ تنبّأ الملك داود قائلاً: إنَّ ابنة الملك قامت (عن يمين الملك) بمجد وقداسة، واشتهى الملك جمالها فنزل وحلَّ في حشاها.»

هذا وقد رأى بعض الآباء رموزاً أخرى تشير إلى العذراء؛ كالشجرة التي وُجدت في جبل موريا وحملت كبشاً خلّص إسحق من الذبح، وعصا هارون التي أزهرت وأثمرت لوزاً، وغير ذلك.

نسب العذراء
تنتمي العذراء القديسة مريم إلى سبط يهوذا، وهي من نسل داود، وتتصل بصلة القرابة مع أليصابات أم يوحنا المعمدان، التي تُدعى في الإنجيل المقدس نسيبة العذراء (لو 1: 36)، ويقال إنها كانت خالتها. كما أن سالومي زوجة زبدي، وأم يعقوب ويوحنا، هي الأخرى تمتّ بصلة القرابة إلى العذراء مريم (مت 27: 56؛ مر 15: 40). وقد وردت في الإنجيل المقدس سلسلة نسب السيد المسيح من ناحية يوسف خطيب العذراء (مت 1: 16؛ لو 3: 23؛ أع 2: 30؛ رو 1: 3)، والعذراء ويوسف هما من سبط واحد.
فالعذراء مريم إذاً هي سليلة الكهنة والملوك والأنبياء، وهي ابنة داود، ولذلك قال لها الملاك لما بشّرها بالحبل الإلهي: «ستحبلين وتلدين ابناً… يكون عظيماً وابن العلي يُدعى… ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد…» (لو 1: 31 ـ 32).

العاقران يواكيم وحنّة والدا العذراء مريم
ويذكر لنا التقليد الكنسي، المستند إلى تعاليم الرسل، أنّ والدي العذراء مريم هما يواكيم وحنّة، وأن أبا حنّة هو الكاهن متّان من سبط لاوي ومن آل هارون، وأنَّ والدة حنّة هي مريم من سبط يهوذا. وأن يواكيم وحنّة كانا يقيمان في قرية بالقرب من الناصرة من أعمال الجليل، وكانا ميسورين ويوزعان أرباحهما على الهيكل والفقراء، وما تبقى لهما يسدّان به حاجتهما. وكانا عاقرين وبارّين أمام اللـه وسائرين بحسب نواميسه الإلهية، وكان العُقر لدى اليهود يُعتبر لعنة من اللـه وعاراً أمام الناس؛ ذلك أنَّ كل فتاة يهودية كانت تطمح وتصلي أن يولد منها المسيح، «ماسيّا» المنتظر، فكان يواكيم وحنّة يواظبان على الصلاة والطلب إلى اللـه ليزيل العار عن دارهما، وهكذا بلغا سن الشيخوخة دون أن تُستجاب طلبتهما.
ويُحكى أن يواكيم أتى مرّة إلى هيكل الرب ليقدم تقدمة، فرَفض الكاهن التقدمة لأنَّ مقدمها «عاقر». فعاد يواكيم إلى داره مغتمّاً، كسير القلب، ذليلاً، وأكثر من البكاء أمام اللـه، تُشاركه بذلك زوجه حنّة، فاستجاب اللـه طلبتهما ورزقهما ابنة سمّياها مريم. وهو اسم في الآرامية، مركب من «مور» و«يام»، ومعناه «بحر المرارة». وقال بعضهم إنَّ معنى كلمة «مريم» نجمة البحر، وكذلك النور.

الحبل بالعذراء بلا دنس وولادتها
لا بدَّ أن نذكر هنا أن الحبل بالعذراء مريم قد تم حسب الناموس الطبيعي؛ فهي من رجل هو يواكيم وامرأة هي حنّة، وأنَّ العذراء ابنة العاقرين، كإسحق وصموئيل ويوحنا المعمدان.
وهنا ندخل في صراع تعليمي؛ فالكنيسة الأرثوذكسية ترفض عقيدة الحبل بلا دنس وتقول: إن العذراء، مثل هؤلاء وكسائر الناس، قد ورثت عن أبويها خطية أبوينا الأولين آدم وحواء، التي تُسمّى «الخطية الأصلية» أو «الجدّية»، التي تشمل كل الإنسانية بدءاً من آدم الذي لما أخطأ كان يمثل نسله؛ فاشتركت سلالته بمسؤولية الخطية التي لم يكن بالإمكان محوها من الإنسانية الساقطة إلا بتجسد الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس.
لذلك يقول الرسول بولس: «بإنسان واحدٍ دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع» (رو 5: 12). وقال داود: «هاأنذا بالإثم صُوّرت، وبالخطية حبلت بي أمي» (مز 51: 5). ولم يُستثنَ من إرث هذه الخطية ممن لبس الجسد إلا ربنا يسوع المسيح «الذي أخذ كل ما لنا ما عدا الخطية»، والذي صار كفارة عن خطايا العالم: «متبرّرين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدّمه اللـه كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار برّه من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال اللـه» (رو 3: 23 و24). وكما بإنسان دخلت الخطية إلى العالم، كذلك بإنسان زالت (رو 5: 12 و15). فالعذراء، بنظر الكنيسة الأرثوذكسية إذن، كسائر الناس، وُلدت تحت حكم الخطية، وقد وُلدت على الأرجح في الناصرة.

أمّا في تعليم الكنيسة الكاثوليكية، والذي هو أيضاً جدّ مقبول، فالحبل بلا دنس، أو «سيّدتنا التي حُبل بها بلا دنس»، هي عقيدة مسيحية تختصّ بمريم العذراء وتندرج في إطار العلوم المريمية. ورغم وجودها في كتابات آبائية عديدة، إلا أنها أُقرت رسميًا في حبرية البابا بيوس التاسع عام 1854، وتنصّ على أن العذراء مريم قد وُلدت من دون أن ترث الخطيئة الأصلية، أي خطيئة آدم وحواء التي يرثها الجنس البشري؛ وذلك ليس بطاقاتها الذاتية، بل كما ينص منطوق العقيدة: «باستحقاقات ابنها يسوع المسيح»، أي أن يسوع قد خلّصها هي الأخرى كسائر المسيحيين، إنما بنوع فريد قبل تبشيره وصلبه، وذلك منذ اللحظة الأولى التي تشكّلت بها في بطن أمها. ولا تشير العقيدة إلى أن الحبل قد تمّ دون وجود اتصال جنسي، لكنها تشير إلى أن الروح القدس قد طهّر مريم من الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى التي تشكلت فيها؛ والهدف من العقيدة هو تبرئة العذراء من أي علاقة بالخطيئة؛ أي أنها طاهرة تماماً، ليس لها خطية أصلية أو شخصية منذ اللحظة الأولى التي حُبل بها وحتى وجودها كإنسان، نظراً للمكانة التي ستحتلها مريم بأن تكون أمّاً لله.
ويقول البابا بيوس التاسع في هذا الخصوص:
«الحبل بلا دنس، العصمة من الخطيئة الأصلية، كانت لمريم هبةً من الله وتدبيراً استثنائياً لم يُعطَ إلا لها. ومن هنا تظهر العلّة الفاعلة للحبل بمريم البريء، فهي من الله القدير، وتظهر أيضاً العلّة الاستحقاقية بيسوع المسيح الفادي. والنتيجة هي أن مريم كانت بحاجة إلى الفداء، وقد افتُديت فعلاً؛ فهي كانت، نتيجة لأصلها الطبيعي، لضرورة الخطيئة الأصلية، مثل أبناء آدم جميعاً، إلا أنها بتدخل خاص من الله قد وُقيت من دنس الخطيئة الأصلية. وهكذا افتُديت بنعمة المسيح، لكن بصورة أكمل من سائر البشر، وكانت العلّة الغائية القريبة للحبل بمريم البريء من الدنس هي أمومتها الإلهية.»

ترى الكنيسة الكاثوليكية أيضاً عدة شواهد من الكتاب المقدس تؤيد العقيدة؛ مثل نشيد الأناشيد 7/4: «كلكِ جميلة يا حبيبتي ولا عيب فيكِ». يعتقد المسيحيون أن النبوة السابقة تتعلق بمريم وبصفة «أن لا عيب فيها»، فمن ضمن العيوب الخطيئة الأصلية.
وكذلك وُصفت بـ «الممتلئة نعمة» في لوقا 1/28؛ فالامتلاء من النعمة يشمل التخلص من الخطيئة الأصلية أيضاً. سوى ذلك، في بعض الترجمات نجد «المنعَم عليها»، وهذا اللفظ يجعلنا نتساءل عن زمن بداية هذا الإنعام وعن هذا الامتلاء بالنعمة؛ فلا بد أن يمتد ليشتمل على حياة العذراء كلها منذ اللحظة الأولى.
هناك عدد آخر من الشواهد يرتكز على سفر حكمة يشوع بن سيراخ، وغيره من أسفار العهد القديم، إضافة إلى كتابات آباء الكنيسة الأوائل.

كما سبق وذكرنا، إن الكنائس الأرثوذكسية المشرقية تعترض على عقيدة الحبل بلا دنس، وتراه يتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس؛ الاعتراض يأتي بشكل أساسي من قول مريم في إنجيل لوقا: «تبتهج روحي بالله مخلّصي» (لو 1: 46). غير أن اللاهوتيين الكاثوليك لا يرون في الآية السابقة تعارضاً، طالما أن فعل التخليص قد تم بواسطة يسوع ابنها، سواءً قبل الصلب أم بعده؛ خصوصًا أن سفر المزامير يذكر أنّ: «قدس العليّ مسكنه» (مز 45: 5)، فكيف سيتخذ الابن جسداً يحوي الخطيئة الأصلية مسكناً له؟ الاعتراض الثاني يأتي من الرسالة إلى رومية حيث تُذكر شمولية الخطيئة الأصلية على جميع البشر؛ لكن اللاهوتيين الكاثوليك يرون أيضاً أن الرسالة إلى العبرانيين تذكر أن الموت جائز على جميع البشر مرة واحدة، ومع ذلك فإن العهد القديم والعهد الجديد يذكران أسماء عدة شخصيات أُجترحت معهم عجائب خاصة فعادوا إلى الحياة؛ وبالتالي يكونون قد ماتوا مرتين، وليس مرة واحدة، فالاستثناء دائماً جائز.
الكنائس الأرثوذكسية الشرقية رفضت العقيدة لكونها من صلب الإيمان، ولا حاجة لإعلان عقيدي خاص، تماشياً مع نظرة هذه الكنائس للخطيئة الأصلية. أمّا مارتن لوثر فقد قبل الحبل بلا دنس، واستند في برهان ذلك إلى القديس أغسطينوس، غير أن سائر البروتستانت يرون أن العقيدة تدخل في إطار المهاترات اللاهوتية.

إلا أنّ الكنيسة الكاثوليكية تستدرك وتؤكد أنه، رغم أن العذراء كانت معصومة من الخطيئة الأصلية، إلا أنها لم تُعصَم من ملحقات الخطيئة، أي الألم والعذاب.

«القدير صنع بي عظائم واسمه قدّوس» (لوقا 1: 49).
حياة العذراء مريم هي خير شرح لهذه الآية، وحياة والدة الإله هي أفضل مثال لنا نحن البشر.
إنسانةٌ مثلنا تقدّست بالنعمة وولدت الإله. يا له من سرّ عظيم يفوق كلّ العقول! عذراء تصبح والدة الإله! وحدها هذه العبارة يكمن فيها «كل سرّ تدبير الخلاص» (القدّيس يوحنا الدمشقي).
تواضع العذراء مريم جذب الله، هنا لبّ الموضوع: «طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله» (متى 5: 8). فهي لم تعاين الله فحسب، بل حملته في أحشائها. وهكذا، بمسيرتها، تتحقّق أقوال الأنبياء بخلاص الله الموعود للبشر. الله يصبح إنساناً.

الكنيسة تحتفل بميلاد السيّدة لأنّ فيها تمّ القصد الإلهيّ بخلاص البشر. من ميلادها نأخذ عبرةً أن: «كلّ مولود بشري مشروع قداسة وحامل للإله»، إذا هو أراد طبعاً، كما وتقيم الكنيسة لوالدة الإله أكثر من عيد في السنة.
ولكن يجب أن ندرك جيداً أن كلّ الأعياد الأساسيّة (وهي اثنا عشر، ما عدا الفصح) في الكنيسة، الثابتة والمنتقلة، هي أعياد سيّديّة لأنها تتمحور حول الرّب يسوع المسيح وترتبط به. فهي تُدعى سيّديّة لأنها من كلمة «سيّد»، وليس من كلمة «سيّدة». حتى عيد ميلاد والدة الإله، وعيد دخول السيّدة إلى الهيكل، وعيد البشارة، وعيد رقاد والدة الإله، والتي هي من ضمن الأعياد الاثني عشر، هي أعياد سيّديّة مرتبطة بالرّب، مع أنّها تُدعى أعياد والديّة.
الجدير بالملاحظة أن عيد ميلاد والدة الإله (الثامن من أيلول) هو أوّل عيد سيّدي في الكنيسة البيزنطية؛ بحيث تبدأ السنة الطقسيّة في أوّل شهر أيلول، وكذلك عيد رقاد والدة الإله هو آخر عيد سيّدي، ويقع في الخامس عشر من شهر آب.

لِمَاذا اختارت الكنيسة أن تُعيّد هذا العيد في اليوم الثامن من السنة الكنسيّة تحديداً؟
الإجابة على هذا السؤال مرتبطة بما يُمثله هذا اليوم؛ إنّه اليوم الذي يأتي بعد أيام الخليقة الستة ويوم السبت. فإذا كان اليوم السابع هو يوم العهد القديم، فاليوم الثامن هو يوم العهد الجديد.
خلق الله العالم في ستة أيام، واستراح في اليوم السابع. يأتي اليوم الثامن ليكون اليوم الأُخرويّ – الملكوتيّ، الذي افتتحه الرب يسوع بقيامته من بين الأموات. فبالقيامة أصبح هذا اليوم القيامي اليوم الأوّل والثامن معاً، ليبقى لنا مفتوحاً أبديّاً نبدأه من هنا.
من هنا تقول لنا الكنيسة في هذا العيد: «اليوم تُولد الإنسانية خليقةً جديدةً بعد أن سقطت قديماً بالخطيئة، وتبدأ دورتها لتمرّ في بحر السنة بالقيامة المجيدة». ومن آمن بخلاص إلهنا لا يموت في نهاية سنيّ عمره، بل يرقُد مثل والدة الإله، وينقله الله إليه لحياةٍ أبديّة.
إنّ الطبيعة نفسها، التي أطلق عدوّ الإنسان سهامه عليها ليدمّرها، أتى من نسلها من داس على رأس الحيّة وفتح للبشرية أبواب السماوات.
وأيضاً، الكنيسة في ذلك أرادت أن تقول إنّ والدة الإله، الأم التي حملت في أحشائها الضابط الكل، تحمل في أحشائها دورة أعيادنا الليتورجية كلّها من أوّلها إلى نهايتها.
كيف لا، وهي الأمّ الحاضنة التي كلّما نظرنا إلى أيقونتها تنظر هي في وجهنا لتقول: «لنُهَلِّل سويًا للرّب يسوع المسيح؛ إنّه المخلّص الوحيد. إلهي وإلهكم، مخلّصي ومخلّصكم.» ومع ولادة مريم تبدأ بشائر الفرح وتحقيق الوعد الخلاصي. فهذه الطفلة ستكون والدة الإله. كما وقد تغلّبت على مختلف التجارب بعشقها لله والتصاقها به. نحن إذًا مدعوّون لنحذو حذوها ونتّخذها مثالاً؛ فإنّ من يتّحد بالله وبنعمته يغلب جميع أنواع الخطايا.
فالخطيئة ليست أقوى من الإنسان بتاتًا مهما تكبر وتثقل، بل هي مغلوبة بنور المسيح. وهذا يُذكّرنا بما قاله الله لقايين منذ بدء سفر التكوين: «…عند الباب خطيئة رابضة، وإليكَ اشتياقها، وأنت تسود عليها» (تكوين 4: 7). فعبارة «وأنت تسود عليها» هي لكل واحدٍ منّا؛ فنحن نسود على الخطيئة بثباتنا بالله.
مع ميلاد مريم تبتدئ رحلة عودتنا إلى الملكوت. ومع رقادها وانتقالها إلى السماء يتحقق ما قاله الرّب يسوع لنا: «من آمن بي، ولو مات، فسيحيا» (يو 11: 25). فنحن خُلقنا لنكون قياميّين بالـقائم أبداً ودائماً.

تاريخ العيد
يعود أصل العيد إلى أواسط القرن الخامس في أورشليم، حينما كُرّست كنيسة على اسم والدة الإله مريم قرب «البركة الغنمـيّة» أو «بركة بيت حسدا» في أورشليم.
من أورشليم انتقل الاحتفال بعيد ميلاد العذراء في القرن السادس إلى القسطنطينيّة، حيث وضع القدّيس رومانوس المرنّم التراتيل الخاصة بهذا العيد، وما زلنا نصلّي بعضها في طقوسنا.
من الشرق انتقل العيد إلى الغرب في عهد البابا سيرجيوس الأول (687–701) الأنطاكيّ الأصل.
لا يذكر العهد الجديد شيئاً عن طفولة مريم، كما سبق وذكرنا، ولا عن مولدها أو رقادها؛ ذلك أنّ هدف الأناجيل هو البشارة بالربّ يسوع، الإله المتجسّد، وبالتدبير الخلاصي من أعمالٍ وتعاليم. لكنّ التسليم الكنسي، الذي حفظ مكانة خاصة لوالدة الإله، يذكر أن ولادتها تمّت بتدخل إلهي مباشر، كما حصل مع عدد من الأشخاص في العهد القديم؛ كإسحق ابن إبراهيم، وشمشون، وصموئيل، ويوحنا المعمدان. ذلك كلّه ضمن سرّ التدبير الخلاصي.
من أكثر المصادر «إنجيل يعقوب المنحول». وهنا نلفت إلى أنّ الأناجيل المنحولة ليست كلّها هرطوقيّة وفاسدة؛ بل منها ما هو مفيد، ولكنّ الكنيسة لم تدرجه في الكتاب المقدّس لأنه لا يرتبط بالخلاص مباشرة، ومنها ما هو كاذب وهدفه الإساءة إلى الكنيسة، كإنجيل يهوذا. وقد شرح الآباء القدّيسون، الذين صادقوا على تعاليم الكنيسة، كلّ هذه الأمور، وليس من شيء مخفيٍ على أحد؛ فكل هذه الأمور مدوّنة من القرون الأولى للمسيحية.

إليكم ما ورد في «إنجيل يعقوب المنحول»: أنّ يواكيم، والد مريم، وهو من سبط يهوذا من نسل داود، تربّى في عائلة تقيّة مارست الشريعة وقدّمت الذبائح. فوالده كان غنيًّا جدًّا، ويقدّم القرابين لله قائلاً في قلبه: «لتكن خيراتي للشعب كلّه، من أجل مغفرة خطاياي لدى الله، ليشفق الربّ عليّ».
كذلك حنّة، والدة العذراء مريم، هي ابنة الكاهن متّان من قبيلة هارون، ولكنّها كانت حزينة بسبب عقرها، لأنّ العقر حُسِبَ عند اليهود عاراً ولعنة من الله، فيما الولادة تعني تأمين النسل لمجيء المسيح المنتظر.
صلّت حنّة إلى الربّ قائلة: «يا إله آبائي، باركني واستجِبْ صلاتي، كما باركتَ أحشاء سارة ورزقتها إسحق ابناً.» فإذا بملاك الربّ يقول لها: «يا حنّة، إنّ الله سمع صلاتك؛ سوف تحبلين وتلدين، ويكون نسلكِ مشهورًا في العالم بأسره.» فأجابت حنّة قائلة: «ليحيَ الربّ إلهي؛ سواء كان صبيًّا أم بنتًا ما ألده، فسوف أقدّمه للربّ، وسوف يكرّس حياته للخدمة الإلهيّة.» وحبلت حنّة، وفي الشهر التاسع ولدت بنتًا، وسمّتها «مريم»، وشكرت الله قائلة: «نفسي ابتهجت هذه الساعة.»

ليتورجيا العيد
تراتيل العيد مليئة بالفرح والتهليل والحبور: «هذا هو يوم الرب فتهللوا يا شعوب…»؛ «اليوم ظهرت بشائر الفرح لكل العالم…»؛ «اليوم حدث ابتداء خلاصنا يا شعوب…»؛ «…لتتزين الأرضيات بأفخر زينة، ولترقصنّ الملوك طربًا، لتسرّ الكهنة بالبركات، وليعيِّدن العالم بأسره…».

ولقراءات العيد أهميّة كبيرة؛ فهي تربط بين العهدين القديم والجديد

  • القراءة الأولى: السلم المنصوبة (تكوين 28: 12–14) «ورأى (يعقوب) حلماً، وإذا سلمٌ منصوبة على الأرض ورأسها يمسّ السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها. وهوذا الرّب واقف عليها فقال: أنا الرّب إله إبراهيم أبيك وإله إسحق…»
    العذراء مريم هي السلم التي بها انحدر الإله.
  • القراءة الثانية: باب المقدس المغلق (حزقيال 44: 1–2) «فقال لي الرّب: هذا الباب يكون مغلقًا لا يُفتح، ولا يدخل منه إنسان، لأن الرّب إله إسرائيل دخل منه، فيكون مغلقًا.»
    تشير هذه القراءة، بحسب تفسير الكنيسة، إلى بتولية مريم الدائمة (قبل وأثناء وبعد الولادة) وأمومتها المعجزة البيان والوصف.
  • القراءة الثالثة: الحكمة وبيتها (أمثال 9: 1) «الحكمة بنت بيتها، نحتت أعمدتها السبعة، وذبحت ذبائحها، ومزجت خمرها، وهيأت مائدتها، وأرسلت جواريها تنادي على متون مشارف المدينة…»
    يشير هذا النص، بحسب تفسير الكنيسة بآبائها القدّيسين، إلى العذراء مريم البيت الذي بناه الله، الحكمة الفائقة، ودعوة البشر إلى مائدة الرّب.

لاهوت العيد
تقول إحدى ترانيم صلاة السحر: «يا للعجب الباهر، فإن الثمرة التي برزت من العاقر بإشارة خالق الكل وضابطهم، قد أزالت عقم العالم من الصالحات بشدة بأس.»
فكما أن يواكيم وحنّة هما صورة العالم العقيم، كذلك مريم هي صورة العالم الجديد المخصب، صورة الكنيسة التي لا تشيخ.
فرحنا بولادة مريم العذراء هو سرور وفرح بالرّب يسوع الذي سيولد منها؛ فالمسيح، الذي جعل مريم أمّ الحياة بالروح القدس وأضحت أمّ النور، يجعل الكنيسة أيضاً ينبوع الحياة.
هذا الأمر كثيراً ما ننساه؛ فنعامل والدة الإله وكأنها قائمة في ذاتها، مجرّدة عن دور الله في حياتها. ولكنّ الكنيسة تسمّي مريم «والدة الإله» في التراتيل والأناشيد الكنسّية كلّها، وهكذا تظهر في الأيقونات دائماً مع الرّب يسوع، باستثناء حالات خاصة جداً.
نهايةً، احتفال الكنيسة بولادة مريم والدة الإله هو إعلان الفرح بولادة فجر الخلاص، لأنّ الّتي وُلدت من عاقرين أحبّت الله وكرّست ذاتها له، فقبلَت أن تطيع تدبيره الخلاصيّ لتلد المسيح للعالم.

الأب جيرارد أبي صعب

القديس أغسطينوس

القديس أغسطينوس

ولد القديس أوغسطينوس في تاغسطا، في الجزائر اليوم، سنة ٣٥٤م. من أب وثني وأم مسيحية
أحب العلم منذ صغره وتردّد الى المدرسة حيث تعرف الى رفاق طائشين جروه الى الخطيئة. عجز والداه عن انفاق راتب سفره للعلم في قرطاجة فسار في طريق اللهو وساكن امرأة أنجبت له ولداً، وظلّ لا يأبه لتوجيهات امه القديسة مونيكا التي كانت تصلّي وتبكي. عاد الى الجامعة ودرس المحاماة لكنه لم يمارسها. أحب الفلسفة وتعمّق بدرسها

اتبع بعض الفلسفات الوثنية، وسافر الى قرطاجة وروما يفتش عن معنى الحياة. تعرف الى امبروسيوس اسقف ميلانو واهتدى على يده. اعتمد وعاد الى افريقيا الشمالية حيث سيّم كاهناً. أقيم خلفاً لمطران ابرشية هيبونا، قرب قرطاجة، وظلّ ساهراً على ابرشيته أربعاً وثلاثين سنة. ترك المؤلفات اللاهوتية الضخمة اشهرها “مدينة الله” و “الاعترافات”. انتقل الى الحياة الابدية في ٣٠ آب سنة ٤٣٠م
امتاز القديس اغوسطينوس بقوة ايمانه وبعمق تفكيره، وهو من أعظم الآباء القديسين شرقاً وغرباً، وفي مطالعة كتبه اليوم الفائدة الكبرى.

من اقواله:”سيظل قلبنا قلقاً يا رب الى أن يرتاح بك”

القديس تيطس

القدّيس تيطس

عيده 25 آب

«أمّا أنت فعلّم بما يوافق التعليم الصحيح»
(تي 2: 1).

كان وثنيًّا يونانيًّا، تعرّف إلى يسوع وكان من التلاميذ الاثنين والسبعين.

تتلمذ على يد بولس ورافقه في التبشير، لا سيّما في كورنتس.

ذهب معه إلى أورشليم وشارك في مجمعها سنة 51، حيث أقرّ عدم إلزام الوثنيّين المهتدين بالشريعة الموسويّة اليهوديّة.

سمع بولس أنّ هناك خلافًا في كنيسة كورنتس، فأرسل تيطس ليصلح الأمور، فقام بذلك خير قيام. ثمّ رافقه إلى جزيرة كريت،
حيث أَقامه أسقفًا عليها، وطلب منه الاهتمام بها وإقامة كهنة لتلك الرعايا التي ينشئها.

فاستمرّ في عمله الرسوليّ في تلك الجزيرة بكلّ اندفاع ونشاط، إلى أن وصل إلى شيخوخة صالحة، ورقد بالربّ في تلك الجزيرة في نهاية القرن الأوّل المسيحيّ.